علو الهمة يستلزم الجِد والتَّرَفُّع عن الدَنَايا ومُحقرات الأمور، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله كريم يحب الكرم ومَعالِي الأخلاق، ويُبغِض سِفْسَافَها"، وسفسافها: أي حَقِيرها ورَدِيئها.
وشَرَفُ النفس أن يَصونها عن الدَّنَايا، والهِمَّة العالية لا تزال بصاحبها تَزجُره عن مواقف الذُّلِّ، واكتساب الرذائل، وحِرمان الفضائل، حتى تَرفَعه من أدنى دَرَكات الحَضِيض إلى أعلى مقامات المَجْد والسُّؤْدد.
قال ابن القيم رحمه الله: "فمَن عَلَت هِمَّتُه اتَّصَفَ بكلِّ خُلُق جميل، ومَن دَنَت هِمَّتُه، اتصف بكلِّ خُلُق رَذِيل.. فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدَّناءات وتقع عليها كما يقع الذُّباب على الأقذار".