بصفتي داخل الأمر -الدفعة الثانية- وانتهيت للتو من الاختبار الشامل، أود أن أقول: أنه خير، ومحروم من فوَّت ذلك الخير، أو استمع لمن ينهى عن التسجيل في البرنامج.
والخسران أن تُقصِّر في دراستك عند التسجيل، أوكلما سجلت في دفعة تركت الطريق في المنتصف ؟!
والخسارة الكبرى التي تشملنا جميعًا، وكاتب تلك الكلمات أولها: هي في الاعتماد فقط على الاختبارات من متعدد، ولا شك أن ذلك بسبب كثرة الأعداد للمشتركين، فالأمر صعب في التصحيح إن كانت الاختبارات مقالية أو تتضمن أسئلة شفوية، وغيرها من وسائل الضبط الصعبة التي تُعد من مشاكل الدراسة عن بعد، فعلى من يشترك أن يختبر نفسه ويراجع كلما انتهى من شيء، والأفضل -وفي هذا مبالغة فأقصد: لا يجب بدلًا من الأفضل- ألا تعتمد إلا على ما تلخصّهُ بيدك، وأن تفرِّغ نفسك يوميًا من ساعة لساعة ونصف فقط للبرنامج، يكون لك فيها ورد قراءة، وورد استماع، وورد حفظ واطلاع على ما لخصته بين الحين والآخر، ولمن يريد الزيادة عليه بسلسلة مهارات التعلم للشيخ إبراهيم رفيق.
أما وإن دخلت ذلك الطريق -طلب العلم- فعليك أن تعلم أن الغاية والنية: أن يرضى الله عنك، لا الجدل، واستخدام المعلومات التي تدرسها لتلعب بها مع الناس وتماري بها السفهاء فينقلب الخير إلى شر، وهذا إن حصل فالبرنامج لا علاقة له بذلك، وإنما الإشكال في قصور تصوّر الدارس عن بعد بماهية طلب العلم وما هو، ولمن أراد الاستزادة: يشاهد سلسلة مفاتيح الطلب.
ومن أبرز الشبهات التي توجه للبرنامج:
1- أن البرنامج مضيعة للوقت لوجود جانب ثقافي فيه.
وفي الحقيقة هذه الشبهة دالة على نقص في الفهم لدى من قالها، وقد سجل مقطعًا على يوتيوب وعندما استمعت إليه، علمت أنه لم يكمل المرحلة الأولى من المستوى الأول، بل لم يقرأ الملف الخاص بها.
فالجانب الثقافي ليس مضيعة للوقت وليس صحيحًا أن تدرس المتون للعلم الشرعي ولا تدرس كيف توظفه، أو كيف تعمل على زيادة الجانب التعبدي فيك، والوعي بهويتك كمسلم.
فالقول أن البرنامج مضيعة للوقت لأن نصفه جانب ثقافي: فيه خلل لما ذكرناه أعلى.
2- أن البرنامج لا يهتم بالعقيدة:
في البرنامج مقررات عن العقيدة لمشايخ أهل السنة مثل الشيخ ابن عثيمين، وشروحات لمتون لعلماء مثل ابن قدامة.
فمن قال أن تلك المتون تعتبر مختصرة وصغيرة ومجملة: نقول له أن برنامج البناء من اسمه يضعك على خطوة فوق التأصيل الشرعي، ولا يجعلك متخصصًا في فن من فنون العلم الشرعي، فمعروف أن البرنامج يجعلك تتخطى مداخل العلوم...التأصيل...البناء بشكل محكم، ثم تكمل أنت المسيرة لتتمكن ثم تتوسع وتتخصص.
3- التحذير من البرنامج بسبب المشرف العام عليه: (المشرف ينشر الفكر النِّسوي).
بداية هناك خطأ في ذلك الباب -باب المرأة- صحيح، رغم أن البرنامج لا يتطرق بشكل مركزي لهذا الباب، ولكن دائمًا تُذكر هذه العلة ويتم الربط بينها وبين التحذير من البرامج العلمية كلها، بل ومن المشرف نفسه، وادعاء أنه يتعمد نشر الأفكار النِّسوية، بل هناك من قال أنه نسوي أصلا، وهذا من البغي والظلم.
فليس صحيح أن نقول هذا، وهو من كتب عن الشبهات المعاصرة والموجة التشكيكية، وتحدث عن تفكيك الأفكار ونقدها، وعن الدعاة الذين يحاولون الاعتماد عن الوسائل لتصحيح صورة الإسلام بشكل خاطئ لعدم تقريرهم الأحكام خوفا من لحظات الضغط الراهنة...إلى آخره من الكلام الذي ينفي تعمده دعم ونشر النِّسوية المتأسلمة، وإنما يقال أن هناك خطأ، وهذا الخطأ لا يمحو حسنات ما قدمه في أبواب أخرى، ولا نخوض في تفاصيل الأمر ونتبع هذا وذاك ممن خاضوا لإسقاطه لخطأه في ذلك الباب.
رابط التسجيل: https://t.me/BinaaManhaji/152