وهذا معضل وعامة الروايات التي ذكرت أمر الصديق مع أهل الردة لم تذكر الحرق ولو صح فإنه يحمل على تحريق المحارب بالمنجنيق لا ما اتفقت الأمة على المنع منه وهو تحريق الأسير ، أو يحمل على تحريق الجثث
وقد ورد في مرسل عروة بن الزبير وهو أقوى من مرسل قتادة ما يدل على أن هذا الفعل _ إن صح _ وقع دون إقرار الصديق بدليل أن عمر أنكره أمام الصديق والصديق أقر الإنكار
قال عبد الرزاق عن معمر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : حرق خالد بن الوليد ناسا من أهل الردة ، فقال عمر لأبي بكر : " أتدع هذا الذي يعذب بعذاب الله " فقال أبو بكر : " لا أشيم سيفا سله الله على المشركين " .
ولو كان خالد فعل هذا بأمر الصديق لوجه عمر نقده إلى الصديق مباشرة
وعلل الصديق عدم عزله بأنه سيف سله الله ولم يقل لعمر أنه لم يفعل شيئاً خطأً
فما مبرر موقف الصديق هذا ؟
فيقال : خالد بن الوليد قيادة عسكرية فذة وما فعله فعله عن تأويل وغضب للدين ولم يكن في الفقه كعمر ، والناس في حاجة ماسة له في حروب الردة ، والصديق شديد الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم
وقد كانت وقعت زلة من خالد هي أعظم من هذه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقتل الذين قالوا ( صبأنا صبأنا ) فقال النبي ( اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد ) ولم يعزله
ويحتمل أن يكون الإحراق الذي فعله هو الرمي بالمنجنيق وهذا يجيزه عامة الفقهاء لكونه ضرورة ويفعل اليوم بقصف الطيران ولكن بحيث يصيب المقاتلة
جاء في مسائل أبي داود 1576 - سَمِعْتُ أَحْمَدَ، يَقُولُ: «لَا بَأْسَ بِالْحَرِيقِ فِي بِلَادِ الرُّومِ إِذَا أَخَذُوا الْمَضِيقَ، أَوْ فَعَلُوا هُمْ بِالْمُسْلِمِينَ» .
1577 - سَمِعْتُ أَحْمَدَ، يَقُولُ: " الْحَرْقُ فِي بِلَادِ الرُّومِ، إِذَا أَحْرَقُوا هُمْ، يَعْنِي: فِي الْمُسْلِمِينَ فَلَا بَأْسَ أَنْ يُنَكَّلُوا، فَذَكَرْتُ لَهُ حَرْقَ الرُّومِ بِزِبَطْرَةَ؟ فَرَأَى أَنْ لَا يُدِيمُوا عَلَيْهِمْ بِالْحَرِيقِ تَنْكِيلًا لِذَلِكَ، قَالَ أَحْمَدُ: أَبُو بَكْرٍ حِينَ أَمَرَ أَنْ يُحَرَّقُوا كَانُوا قَدْ أَحْرَقُوا "
وهذا محمول على حرق المتاع أو حرق الجثث كما شرحه إسحاق
إذ جاء في مسائل أبي داود 1518 - قُلْتُ: " فِي الْبَحْرِ يَرْمُونَ بِالنِّيرَانِ؟ قَالَ: إِنْ بَدَءُوهُمْ فَلَا بَأْسَ، قُلْتُ: فَيَرْمُونَ فِي الْمَجَانِيقِ بِالنِّيرَانِ؟ قَالَ: إِنْ كَانُوا هُمْ يَبْدَءُونَ يَرْمُونَ بِالنِّيرَانِ، قُلْتُ: هُمْ يَرْومُونَ بِالْحِجَارَةِ، فَنَرْمِيهِمْ بِالنَّارِ؟ قَالَ: لَا يُعْجِبُنِي، قُلْتُ: فَأَمُدُّ مَعَهُمْ فِيهِ، أَعْنِي: فِي الْمَنْجَنِيقِ، إِذَا رَمَوْا بِالنَّارِ؟ قَالَ: لَا يُعْجِبُنِي، قُلْتُ: رَمْيُ الْمَجَانِيقِ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ ".
فأحمد كره رمي النار عليهم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
https://t.me/Abdullah_Alkulify