بَلسَم - لِمن ألقى السمع

⏺والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

لو كان لي أن أكرر آية واحدة في كل فترة الحرب لكانت هذه الآية!

واقرؤوا إن شئتم سورة التوبة، فإنها تزيل أدران القلب المتعلق بأي شكل من أشكال الفتنة الدنيوية، فمن وجد في نفسه شيئا من التعلق بها فليستشفِ بقراءتها فإنها تشفيه بإذن الله.

بسم الله الرحمن الرحيم
"قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم
وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها
أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله؛
فتربصوا حتى يأتي الله بأمره
والله لا يهدي القوم الفاسقين."

الصالحون المصلحون الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر الواعون بالواقع والمتحركون بالوحي هم أول من يستهدف الشيطان مشاريعهم، فإن لم يقدر على ذلك حرّش بينهم، فإن لم يقدر فتنهم في ما/من تتعلق قلوبهم به..

وإنه مع عون الله لهم ببركة عملهم وثباتهم في زمن الفتنة سرعان ما يخسأ الشيطان ويندحر عنهم (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)

لكن كلما كان الإنسان أكثر تعلقا بشيء من متاع الدنيا؛ سهُل إغواؤه، وكلما كان تعلقه بالله أقوى؛ صعُب على الشيطان إيجاد ثغرة في قلبه ينفذ منها.

إنه مخاض عسير تتغير فيه موازين القوى، ولا عجب أن يكون كذلك لأننا نشهد ذروة احتدام الحق والباطل..

ها قد تمايزت الصفوف، وزلزلت القلوب، وبرزت الفتن تطل على كل ثابت على الحق، وإن الشياطين تحوم حول الصالحين المصلحين أكثر من غيرهم، فوالله الذي لا إله إلا هو، من لم يتزود اليوم من القرآن والصبر؛ فليعلم أنه أول من تزل به الأقدام في الأزمة القادمة!

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

فرحنا بالفطيس الذي أهلكه الله بيد الظالمين لا يجب أن يجعلنا نتجاهل او نهمش حزن إخوتنا المجاهدين في فلسطين على تفكك كيان كان الوحيد الذي دعمهم مع خذلان العالم كله لهم... فكيف بمهاجمتهم؟

أخطاؤهم في هذا الملف لا ينبغي أن تجعلنا نلغي أهمية ما قاموا ويقومون به ونخوّنهم أو ننسف شرعية وقوة ما يعملون، وأهمية ثغرهم الذي يقومون عليه حامين لظهر الأقصى بدمائهم ونفوس أحبابهم.

يحق لهم الحزن..
كيف عبروا عنه؟ كيف نظروا إليه؟ لا يهم الآن.

ادعُ لهم أن يمدهم الله بمدده، ويزيدهم من فضله، ويغنيهم عن كل أحد، ويربط على قلوبهم بعد أيام العدوان البشعة والطويلة هذه!

ألا لعنة الله على الظالمين جميعاً

من قلب غزة الأبيّة المعطاءة؛ تكتب رانيا لأهل غزة تصبيرا وتثبيتا.
قناتها مليئة بالمعاني العظيمة التي هي مكانز الابتلاء وبلسم جرح الأيام..
دعواتكم لرانيا وأهلها وأحبابها وأهل غزة بالحفظ والثبات والفرج القريب.

واقرؤوا بالله عليكم هذه الكلمات تعرفوا معنى العقيدة!

أحبابي أهل غزّة، أصعب مافي الاختبار، أنه ألم الضيق وسط اتساع العالم، ودمار وسط ازدهار العالم، حياة قاتلة وسط دنيا مليئة بالحياة والغفلة عنك، الجوع وسط عالم مُترَف بالشبع، آمال وخطط مأجّلة وسط حياة مُوغلة في الاستمرار..

خلوا بينكم وبين العباد تصفو لكم الأقدار!
وجّهوا النّظر إلى صاحب الشأن جل جلاله، واتركوا النظر في غير ذلك.. النجاة النجاة كلها هنا..

لا ضيّع الله صبركم!

اللهم جزاء الصابرين 🤲

خُطوبٌ لا يُقاوِمُها البَقاءُ
وَأَحوالٌ يَدِبُّ لَها الضَراءُ

وَدَهرٌ لا يَصُحُّ بِهِ سَقيمُ
وَكَيفَ يَصُحُّ وَالأَيّامُ داءُ

هُمُ اِستَولَوا عَلى النُجَباءِ مِنّا
كَما اِستَولى عَلى العودِ اللِحاءُ

مُقامٌ لا يُجاذِبُهُ رَحيلٌ
وَلَيلٌ لا يُجاوِرُهُ ضِياءُ

سَيَقطَعُكَ المُثَقَّفُ ما تَمَنّى
وَيُعطيكَ المُهَنَّدُ ما تَشاءُ

بَلَونا ما تَجيءُ بِهِ اللَيالي
فَلا صُبحٌ يَدومُ وَلا مَساءُ

وَأَنضَينا المَدى طَرَباً وَهَمّاً
فَما بَقِيَ النَعيمُ وَلا الشَقاءُ

إِذا كانَ الأَسى داءً مُقيماً
فَفي حُسنِ العَزاءِ لَنا شِفاءُ

وَما يُنجي مِنَ الأَيّامِ فَوتٌ
وَلا كَدٌّ يَطولُ وَلا عَناءُ

تَنالُ جَميعَ ما تَسعى إِلَيهِ
فَسِيّانِ السَوابِقُ وَالبِطاءُ

وَما يُنجي مِنَ الغَمَراتِ إِلّا
ضِرابٌ أَو طِعانٌ أَو رِماءُ

وَرُمحٌ تَستَطيلُ بِهِ المَنايا
وَصَمصامٌ تُشافِهُهُ الدِماءُ

-الشريف الرضيّ.

بقيةُ كل سيف.. كثرتنا منايانا على مر الزمان..

كأن الموت قابله عجوز.. تزور الحي.. من آن لآن..

نموت.. فيكثر الأشراف فينا.. وتختلط التعازي بالتهاني..

كأن الحرب للأشراف.. أمٌّ مشبهة القساوة بالحنان..

لذلك.. ليس تذكر في المراثي كثيرا.. وهي تذكر في الأغاني.


إنا لله وانا اليه راجعون

مصاب جديد، عزاء جديد، وزغاريد جديدة
انتقل أبو العبد رحمه الله إلى ربه بعد مسيرة من الفداء والعمل لا تنثني
جعله الله من المقبولين الشهداء ووسع مدخله وجعله من المصطفين وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر!

لا حول ولا قوة الا بالله
إنا لله و انا اليه راجعون

ليت بيدي أجود أنواع التمر ، وأنقى المياه، وأفضل الطعام والفرش فتكون كلها فداء خدّام الدين وحماة شرف الأمة.. ليت... ولكن يارب هذا دعاؤنا لهم استجبه وارزقهم من آياتك وسخر لهم جندك یا رزاق !

صناعة الذعر .. وأمان القرآن!

قرأت هذا المقال الممتع والمفيد للأستاذ محمود أبو عادي، وكان يشغل بالي شيء واحد:

التأمل في توجيه القرآن للتعامل مع منطق "صناعة الرعب وإدارة الذعر"
وما أزال مندهشة منه للغاية!

تأمل معي قوله سبحانه:
- الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم #فاخشوهم، فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل #لم_يمسسهم سوء.

وقوله سبحانه:
- #ويخوفونك بالذين من دونه، ومن يضلل الله فما له من هاد.

وقوله سبحانه:
- إنما ذلكم #الشيطان_يخوف أولياءه، فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين.

وقوله سبحانه:
- قال #لا_تخافا إنني معكما أسمع وأرى.

وقوله سبحانه:
- إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا #تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن #أولياؤكم في الحياة #الدنيا وفي الآخرة.

وقوله تعالى:
- إنما النجوى من الشيطان #ليحزن الذين آمنوا وليس بضارّهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون.


وتأملوا الآيات التي ذكر الله فيها خيفة، ومعاني التخويف، ومقابله معاني الأمن.. ستجدونها جميعا تشكّل منهجية يمكن تسميتها "أمنُ المُخوِّفين"

وذلك من خلال:

• اليقين التام القطعي بأنهم جميعاً دونه، ولا يتحقق ذلك إلا بمعرفته سبحانه، فمن دون القوي لا يخاف منه!

• قراءة كلام الله -القرآن- لمعرفة منهجهم وحقيقة فعلهم، فحين يأتي التخويف يزيد المخوَّف #إيمانا، ويزداد تعلقا بمن هو أعلى وأقوى.

• خشية العزيز الجبار بعد معرفته سبحانه تُذهب تلقائيا خشية مَن دونه [ مرة أخرى: إنهم دونه! ] فلا يجمع الله في قلب عبده الصادق خشيته وخشية مخلوق أبدا!

• تذكر واستحضار سمع الله وبصره لكل الحركات والسكنات [ ألا تلاحظ أن كل هذا يتطلب معرفته سبحانه؟ ] وأن هؤلاء المخوّفين ذوو سمع وبصر محدود - بخلاف الهالة التي يصنعونها لأنفسهم لتصدق أنه لا تخفى عليهم حركاتك!! - وأن الله سبحانه قادر على إظهار وإخفاء ما شاء متى شاء عن أعدائه، وقادر -ويفعل- على حفظ أوليائه الذين يخشونه، ولا يخشون إلا الله!

• استحضار ولاية الله لعباده الذين يوالونه ويريدون وجهه ويقرّون بربوبيته ويستقيمون على نهجه، وأنها - والله - عاصمة من كل شيء بيد الإنس والجن ولو اجتمعوا كلهم على صعيد واحد!

• تتبع المشاعر ومصادرها مهم، فحين نحزن أو ترتجف قلوبنا خوفا أو ترعبنا خشية أحد، ونتذكر: ممّ نحزن؟ من أي شيء نخاف؟ ما وزن هؤلاء؟ ما حجمهم الحقيقي؟ تذكر أن هناك من يدبر لك #ليحزنك ! نعم أنت.. أنت مهم بالنسبة للشيطان وأعوانه وأوليائه، كل واحد منا مهم، وما يفعله المُجرمون والطغاة هو إيهامك بالعكس، وأنك حشرة أمامهم لا تستطيع فعل شيء.

هنا يأتيك الأمان..

كلّهم، بعتادهم، ومكرهم، وعباراتهم، وهالاتهم المرعبة، وإجرامهم، وأدوات تعذيبهم، ووساوسهم، ونجواهم، وإعلامهم، وتصفيق الشياطين لهم..
نعم كلهم ...
مِـن #دونـــه !

أسمِع به وأبصِر، سبحانه سبحانه سبحانه
يقضي ولا يقضى عليه، لا يذل من والاه، ولا يعز من عاداه!

نوّارة المغرب هم أهل القرآن، وبهم وبعلمائنا الكبار يحفظ الله ذلك البلد ويرحمه.
الله ينفع بمشروع المراقي المميز، وطوبى لأهل القرآن.. طوبى لكم والله!

https://youtu.be/m1NoHdm3lXw?si=NssRGe0_pRAZJ35s

فكرة أن علاقتك مع الله سبحانه وتعالى، مرتبطة بشكل عجيب بمعرفته وحسن الظن به، يدعوك أن تفني عمرك كاملًا لأجل ذلك الشرف العظيم.

إذ كيف يعيش الإنسان عمره ثم يموت وهو لا يعرف عن خالقه -أدركوا حجم الكلمة- إلا ما صدف..

كيف لا يعيش وهو يكدّ لتلك المعرفة جُل أوقاته..

اللهم علّمنا.
اغفر لنا يا الله، ما عرفناك حق معرفتك وما عبدناك حق عبادتك..

"لأن الإبادات التي تُنسى.. تتكرر"
- علي عزت بيغوفيتش

بالأمس البوسنة والهرسك، واليوم غزة، وغدا....