ج/ أهلًا وسهلًا
المسلمون يؤمنون بنبي الله إبراهيم وما تناسل عنه من أنبياء إسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وسليمان وداود وزكريا ويحيى وعيسى وغيرهم.
ويؤمنون بأن الله أنزل على إبراهيم صحفًا وعلى موسى التوراة وعلى عيسى الإنجيل وعلى داود المزامير وغير ذلك.
ويؤمنون أن الكتاب المقدس الحالي هو كتاب تاريخي دونه كتّاب عدة عبر التاريخ، فيه نصوص منسوبة للتوراة ونصوص منسوبة للإنجيل ونصوص منسوبة لأنبياء بني إسرائيل الآخرين بالإضافة لنصوص تأليفية تحكي تاريخًا وليست منسوبة لنبي أو لوحي.
ويؤمنون أن النصوص المنسوبة للتوراة وللإنجيل ولوحي الأنبياء وللتاريخ= فيها ما هو صدق أصله وحي وفيها ما هو صدق قد يكون وحيًا وقد لا يكون، وفيها ما هو كذب محرف وفيها ما لا يُعلم صدقه من كذبه.
ومعيارنا في تمييز ذلك أمران:
(1) ما في ديننا من كلام الله ورسوله والمحكي في ذلك عن الأنبياء.
(2) أدوات العلم والتحقيق والنظر في الوثائق والمخطوطات.
وبناء على ذلك فموقفنا كالتالي:
(1) ما هو صدق يغلب أن يكون أصله وحي= نستشهد به ككثير من الوصايا العشر ولا مانع من أن نقول إنها بطريق الظن ترجمة عن وحي.
(2) ما هو صدق يؤيده العقل ويؤيده ديننا لكن لا توجد أدلة تجعلنا نرجح أن أصله وحي= نستشهد به ككثير من موعظة الجبل وأمثال سليمان لكن لا نجزم بأن أصله كان وحيًا، فنحن نصدق معناه لكن لا نصدق نسبته للوحي ولا نكذبها.
(3) ما هو باطل بالأدلة النقلية والعقلية نرده ونرفضه كالفواحش المنسوبة للأنبياء في العهد القديم وكذكر الصلب والفداء. وهذا الباب يتوسع فيه بعض المشتغلين بالرد على الأديان الأخرى فيبطلون أشياء لها أوجه من التأويل لا داعي للتورط في إبطالها من جهة الأدلة كتورطهم في الإبطال والسخرية من المنسوب للمسيح: فأدر له خدك الأيسر.
(4) ما هو باطل ظهرت أدلة تحريفه الوثائقية نرده ونبطله وثائقياً مثل قول عيسى: من كان منكم بلا خطيئة.
(5) ما ليس في ديننا ما يؤيده ولا يبطله فنتعامل معه كأقوال المفكرين والفلاسفة ونحوهم مما يكون محلًا للنظر والاستشهاد والنقد كبعض رسائل بولس.