كما أننا لا نأمل في الأشياء إلا بقدر ما نظنه في محيط استحقاقنا،
أذكانا لا يصادقون من يعلونهم قوة وغنى وجمالًا وذكاءً، لا يقعون في غرام الجميلات بعيدات المنال، ينصبون لأنفسهم معاييرًا خاصة عن الصداقة والنجاح والجمال والحب والسعادة تحاكي متسعاتهم التي يظنون محدودية قدرتهم على تجاوز أسياجها،
أكثرنا رعونة، أو شجاعة -أيهما أقرب للشعرة الخفية التي تفصل بين المعنيين - لا يكفون عن المقامرة باحتمالية الأمور ووعودها، يحاوطون أنفسهم بكل ما يترك بينه وبينهم مسافات شاهقة للسؤال، كإيقاع مستمر لنمط حياتهم، ليس لنزعة مازوخية خفية ما في قرارة أنفسهم لتعذيبها بكل ما لن يكون يومًا لها، وإنما لأنهم رفضوا من قبل رسم الحدود التي تؤطر مساحة تحركاتهم، فانفتحت لهم كل العوالم، ورفضتهم كل العوالم.
نحن ما نحن عليه
لا أحد منا هو من يحب أن يكون
لا أحد منا هو من يخشى أن يكون.