– البربر هم السكان الأصليون للبلد يسكنون أساساً مناطق جبلية دُفعوا إليها من قِبَل الفاتحين العرب. وهم بالتالي أكثر أماناً وأقل عُرضة للاضطهاد من سكان السهول. على المستوى البدني، يشكّلون عِرقا رائعا؛ فهُم محاربون جيّدون وقناصون مهَرة، وأشدّاء ومتقشّفون من الدرجة العليا. كما أنهم أكثر نشاطا ومثابرة، وأفضل حِرَفيّة من العرب. إنهم الفئة الأصعب إخضاعها، لكن يمكن أن تكون أحسن الرعايا لفاتح سخيّ ومستنير. كما أن البربر هم أحسن البنائين في كل البلد، وهذا التفوق ناتج عن تعوُّدهم على بناء المنازل من الحجر.
– العرب أيضا عرق جميل على المستوى البدني، لكن طبعهم لا يَعِد بالكثير. هم متبجِّحون بشكل مفرط ومتعصبون وحَسودون، ومشاغبون، وغير قادرين على تحمُّل الرخاء، وغير مؤهلين في الفنون العملية. يعملون مزارعين ورعاة، ويسكنون الخيام، وهم دائما في نزاع مع المخزن. لديهم ميل خاص نحو تقلُّبات التجارة، ويحبون المال والنهب أكثر من أي شيء. في الجزائر، تم اختيار هذا العرق من قِبَل الفرنسيين لكي يكون محميّا ويحظى بالثقة، لكن مع احترامي لتجربة الفرنسيين ولتغلغُلهم، أظل مقتنعاً بأنهم لو فضّلوا البربر لكانت النتائج أفضل.
– المور وهم عرق هجين اختلطت فيه دماء المور الإسبان والمرتدّين الأوروبيين والبربر واليهود والزنوج. لا شك أنهم الأكثر موهبة وتحضُّراً ومدنيّةً في البلاد. يعيشون بالمدن ويوفّرون أفضل الحِرَفيّين، ويحتكرون –رغم نقصهم العددي مقارنة مع العرقَين الأول والثاني– معظم المناصب الرسمية، كما يحتكرون أيضاً جزءاً كبيراً من التجارة. لكنهم ميّالون للمكائد، ومُترَفون، ومُدمنون على الملذات، ويميلون للكسل.
– الزنوج هم إمّا ممّن تمّ جلبُهم كعبيد من قلب إفريقيا أو من نسل عبيد سابقين. تأخذ العبودية بالمغرب شكلا أكثر تسامحا. فبعد فترة قصيرة من جلبهم، يعتنق الزنوج الإسلام، وتبعا لذلك يمكّنهم إيمانهم بأن يحظَوا بحقوق مماثلة تقريبا لحقوق الأحرار. لا يوجد في هذا البلد تحيُّز كبير ضدّ اللون، فالعديد من الشخصيات في مناصب عليا، حتى السلطان الحاليّ نفسه، تجري في عروقهم نسبة كبيرة من الدم الزنجي. يُعامل العبيد، عموما، معاملة حسنة من قبل أسيادهم، وحالهم في الغالب أفضل من الأحرار الذين لا يملكون سوى حريتهم. في الحالات النادرة جدا التي يتعرّض فيها العبيد لسوء المعاملة من قبل أسيادهم، يكون لهم الحق في أن يُعرضوا للبيع بالمزاد. وقد وجدت في هذه الفئة الكثير من الذكاء والطاعة.
– أمّا اليهود، فليس من الضروري تقديم وصف لهم؛ فهُم شعب منفصل، لم يخضع للتأثيرات المحلية. بالمغرب، هم أكثر جهلاً من أي مكان آخر، لكنهم أقل اضطهاداً بشكل كبير مما يُعتقد عموماً. شكاويهم حالياً خيالية أكثر مما هي حقيقيّة، وبفضل موهبتهم التجارية تمكنوا من استمالة رضا السلطان، وأصبحوا التجار الأكثر نفوذاً في البلاد. إنهم الوسيط شبه الحتميّ في جميع الصفقات؛ من العقود الحكومية الكبرى إلى أبسط عمليات الوساطة. “
➖️ المهندس جيمس كريك (James Craig) واصفا مغرب سبعينات ق 19م
#تاريخ_المغرب