وأَقْبَلَ اللورد كرومر في جبروته وسلطانه، فاستقبلوه استقبال الملوك، ودخل على العَلَّامَة شَمْس الدِّينِ الأَنْبَابِيِّ في البَهْوِ وفي يديه قَلَنْسُوَتُهُ، فلم يهتزْ العَلَّامَةُ شَمْسُ الدِّينِ الأَنْبَابِيِّ، ولم يَقِفْ، إنَّما رَدَّ التَّحِيَّةَ وصافح اللورد وهو قاعد، ثم قال لكبيرٍ من كِبار المصريين كان حاضرًا الزيارة: قُلْ للورد كرومر: إنِّي أحترمه، ولكنِّي سَلَّمْتُ عليه قاعدًا؛ لأنَّ ديني ينهاني أنْ أَقُومَ له؛ فانحنى اللورد، وأَثْنَى عليه، وشَكَرَه، ثم قال بعد ذلك لِمَن معه: هذا أوَّلُ شيخٍ رأيته في مصر يُكرِمُ نفسه ويحترم دينَهُ.