فتحت صفحاتي القديمة، وغصت بين أركانه وموضوعاته ودوراته التي كتبتها بيدي قبل سنوات طويلة. وبينما أتصفح، كانت الابتسامة تتسلل إلى وجهي شيئًا فشيئًا، حتى تحولت إلى ابتسامة عريضة مصحوبة بتساؤلات كثيرة
أهذه أنا؟ أحقًا أنا من كتبت تلك الكلمات؟ أكانت هذه قناعاتي حينها؟
حتى طريقة السرد وعرض الأفكار بدت غريبة، وكأنها لشخص آخر تمامًا🙅🏻♀️.
عشر سنوات أو أكثر مرت، ومع كل جملة أقرأها كنت أشعر بعمق التغيير الذي أصابني، بل ويدهشني كم كانت رحلتي طويلة، رغم أنها مرّت كغمضة عين.
هذا التأمل البسيط ذكرني بحقيقة لا تقبل الجدال:
نحن لسنا الأشخاص أنفسهم الذين كنّا عليهم قبل خمس أو عشر سنوات🧏🏼♀️.
أفكارنا تكبر معنا، تنضج، وتتغير.
قناعات كانت بالنسبة لنا حقائق مطلقة، صارت مع الوقت مجرد محطات على طريق النضج.
في الماضي، كنت أكتب بحماس المبتدئين، أضع ثلاثين علامة تعجب بعد كل فكرة، وعدة نقاط بعد كل فقرة 🫠 واليوم أكتب بهدوء وكأنني أعدّ فنجان من القهوة في صباح يوم من أيام ديسمبر الشتوية!
والجميل في هذا كله أن التغيير ليس خيانة للماضي، أو تخلياً عن المباديء بل هو دليل على أننا نعيش ونتعلم.
لكن أجمل ما في التغيير _ من وجهة نظري _☺️أنه يأتي خلسة، خطوة بخطوة، لا نشعر به إلا حين نعود لنلتقي بنسخنا القديمة كما حدث معي تماماً 🥰.
وفي تلك اللحظة، لا يسعني إلا أن أبتسم وأشكر ربي على دروس الحياة التي صقلتني وجعلتني ما أنا عليه اليوم، وكلي حماس لأقابل نسختي المستقبلية _ إن كان في العمر بقية إن شاء الله _ بكل ما سيحدث فيها من تغيير
وأنتِ عزيزتي، كيف كانت نسختك القديمة ؟ ومتى كانت آخر مرة التقيتِ بها؟
لمتابعة القناة ⬅️
https://t.me/HebaAbouShousha
للتواصل ⬅️
@TawasoolWEstefsar_Bot
#هبة_أ_أبو_شوشه
#غفر_الله_لأمي
#سنة_التغيير