من أحسن ما قيل في تفسير هذه الآية أن المقصود ببنات لوط عليه السلام ليس بناتِه الصُّلبيات، بل المقصود بالبنات هنا: نساء أمته وأتباعه، فهو يقول لهم: يا قوم؛ تزوّجوا النساء من أمّتي؛ فإنهن أطيبُ لكم من إتيان الذُكور.
ووجه ترجيح هذا المعنى: أن لوطا كان نبيا، وكل نبيّ هو أبو أتباعه، فصح أن يكون أبًا للنساء من أتباعه، ولهذا أضافهن إلى نفسه، فالإضافة لأدنى ملابسة، وقد جاء في بعض القراءات التفسيرية " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم - وهو أبٌ لهم - ".
وأمّا حمْل البنات على كونهن من صُلبه، أي بناته في النَسب، فهو وإن قال به كثير من المفسرين لا يخلو من إشكالات:
- منها : أن قومَه هؤلاء الذين يخاطبهم بقوله" يا قومِ " كانوا فُجّارا سُفهاء، والرجل الشريف لا يَعرض بنات صُلبه على فاجر أو سفيه فكيف بالأنبياء وهم أشراف الخلق!.
- وأيضا فإن بناته لم تكن لتكفي هذا الجمْع العظيم منهم حتى يعرضهنّ عليهم.
وهذا الوجهُ هو ما اختاره الإمام الرازي في هذه الآية، والله أعلم.
- سامي معوض.
#تنوير_المرأة