اكتب النسخة المثالية التي تريد أن تكون عليها في علاقتك مع ربك، وفي علاقتك مع الناس، وفي حياتك الدراسية والمهنية، وفي كل شيء في حياتك.
اكتب النسخة المثالية التي تريد أن تكون عليها أخلاقك ومعاملاتك وأسلوبك، اكتب النسخة المثالية التي تريد أن تكون عليها مستقبلاً بعد سنوات.
وأنت تكتب هذه الأمور حاول أن تكتب باستفاضة وتفاصيل، اكتب بكل مشاعرك، دع قلبك يكتب قبل أناملك، اكتب بالمشاعر التي قد تجعلك تبكي أثناء تخيل هذه النسخة المثالية منك، وحاول أن تنظر في هذه الورقات كل أسبوع مثلا، وأبشر!
أنت تحتاج أن تعرف وِجهتك، تحتاج أن ترسم طريقًا واضحًا لنفسك، وإني أعيذك أن تكون ممن يتركون أنفسهم بلا محاسبة نفس، وبلا وِجهة وتخطيط، أعيذك أن تترك نفسك لتعصف بك الأيام يَمنةً ويَسْرة، أعيذك أن تكون كالذي يقول: جئتٌ لا أعلم مِن أين ولكني أتيت، ولقد أبصرتُ أمامي طريقًا فمشيت!
اعرف وِجهتك جيدًا، وانحَت لنفسك ذاك الدرب الذي تريد أن تسلكه ولا تحيد عنه، اختر دربًا يستحق العناء، اختر دربًا يستحق البكاء كلما حِدت عنه، كلما وقعت أثناء السير فيه وإليه، وإنَّ عبدًا يعرف وجهته جيدًا، لهو جدير بأن يصل إن شاء الله.
أيها السائر، لا تنسَ أن تستعن بالله ولا تعجز، لا تنس أنَّك ستقع مرات ومرات في طريقك لنسختك المثالية التي تريد أن تكون عليها، فإياك أن تستسلم، قُم في كل مرة تقع فيها، ليكن وقوعك عبارة عن سِنة، وليس كنوم عميق.
أيها السائر، نبيك ومُعلمك -صلى الله عليه وسلم-قلَّب وجهه في السماء حيرة وحزنًا حتى يجد وِجهته، فولَّاه الله قِبلة ووجهةً يرضاها، فسَل اللهَ أن يولِّيك ما يُرضيك، ويوجِّهك إلى ما فيه الخير لك.
أيها السائر، أسقِط عن كاهِلك كُلَّ خوف وتردد في أن تسلك دربًا مُعيَّنًا، فالخطوة التي تستطيع أن تخطوها اليوم، لا تؤجلها للغد.
أيها السائر، لا يضرك مَن خذلك بكلمة، لا يضرّك مَن لم يقف بجانبك، لا يضُرّك تلك الجثث التي على جَنبَتي الطريق، فليس كُل مَن يسلك طريقًا يصل إلى نهايته، ركِّز في نفسك فقط.
أيها السائر، إياك أن تنسى أنَّ: "إلى ربك الرُّجعي"، إياك أن تنسى أنك في نهاية المطاف: "آتِيه يوم القيامة فردا"
أيها السائر، ما وجهتك؟ وإلى أين المسير؟.
محمود الرفاعي