معلومات مهمة عن الفلسفة والدين والعلم الطبيعي

فائدة مهمة فيما يتعلق بقضية النظام الحيوي الغير قابل للاختزال, فلو افترضنا اننا قمنا بنزع عضو او جزء كيميائي او خلية في عضو العين للانسان ومع ذلك بقيت وظيفة الابصار كما هي فان هذا لا يلزم منه القول بان النظام البيلوجي للعين هو نظام قابل للاختزال, وانما يلزمنا فقط تصحيح معلوماتنا وابحاثنا بخصوص الاجزاء المسؤولة عن الية الابصار في الانسان بمعنى ان ذلك الجزء او الخلية التي تم نزعها ليست جزءا من نظام الابصار وانما جزء من نظام اخر. ونقطة اخرى يتجاهلها الدراونة في قياس العين هي اشتراك عيون الانواع الحية في معنى كلي مشترك وهو الابصار مع اختلافها في الكيفية وهذا يقتضي ان يكون تعريف كل عضو ابصار في نوع من الانواع مختلفا فلا يمكنك مثلا ان تعرف العين بيلوجيا بقولك انها العضو المسؤول عن الابصار! هذه سطحية ساذجة تعمدها دارون حتي يسهل عليه تخيل تطور الاعين من انظمة بسيطة الى الاعقد بناء على مفهومين للابصار والتعقيد فاسدة جدا.

تلخيص قول اهل الحديث في جمل دقيقة من شيخ الاسلام ابن تيمية فالله خالق كل شيء بما في ذلك فعل الانسان لان الله يخلق خلقا مباشرا (بكلمة التكوين) وكذلك بالاسباب فالقدرة والارادة التي خلقها في الانسان من البداية (ويمكن تسميتها طبعا وقوى ذاتية مؤثرة في الانسان) سبب في احداث الفعل ولكنها (ارادة وقدرة الانسان) سبب او علة ناقصة تحتاج الى اسباب مشاركة ومعاونة خارجة عن سيطرة الانسان فلما تندفع الموانع عنها وتجتمع معها الاسباب يحدث الفعل في الواقع بارادة الله الموجبة للفعل.

درء التعارض 5 صفحة 132

كل محسوس حادث عند الجهمية بمعنى كل شيء يوجد خارج الذهني ويقابل شيء اخر مما يمكن الاحساس به فهو حادث—وهذا كما ترى يقتضي حدوث الوجود باطلاق في دليل الحدوث الكلامي وليس حدوث العالم (ان دل اصلا على حدوث العالم).

فائدة من القران ويمكن اعتبارها دليلا اخر من ادلة النبوة لان هناك تناسق وترتيب دقيق في النداء والاخبار فعند النداء ينادى باسم النبوة او الرسالة من اجل التكريم والتشريف بينما عند الاخبار بعتمد على الاسم الاخر—فهذا الاستعمال والحكمة المترتبة عليه لا يمكن ان يكون الا من عند الله عزوجل.

فكما ترى فان مفهوم العقل في الإسلام يختلف عن ما تجده عند الفلاسفة , فإلى جانب النظر والبديهيات والضروريات فان من أساس العقل كيفية تعامل الانسان مع عاطفته وميله وهواه وشهوته ولهذا السبب يعد سفيها من مال به الهوى الدنيوي الى رفض مقتضى الفطرة والبداهة الأولى (كالإقرار بوجود الخالق واستحقاقه للعبادة). فالعقل في الإسلام هو تلك الملكة النفسية التي يقتدر بها على ضبط الهوى والعاطفة والميل القلبي على ما تبين من الحق ولهذا كان خطاب الناس بالوعد والوعيد وبالترغيب والترهيب ووعظهم في القران الكريم خطابا عقليا حجاجيا محضا يبصر الناس بموانع قبول الحق الجلي الواضح في نفوسهم ويأتيهم بأسباب ازالتها بإذن الله تعالى (عكس الفلاسفة الذين اخرجوا أسلوب الوعد والوعيد من الخطاب العقلي وصنفوه على انه من الحجاج الخطابي).

فمعالجة وضبط النفس وميل الهوى هي جزء من مفهوم العقل. فمثلا من مالت به نفسه الى اعتقاد راي مخالف لمقتضى الدليل الواضح بتاثير هواه وشهوة نفسه العاجلة فقد نقص عقله بمجرد ذلك مهما حاول تسويغ ذلك الموقف فلسفيا والانتصار له . ولكن ما بالك بمن مالت به نفسه عن مقتضى الفطرة والبداهة الاولى بسبب الهوى الدنيوي العاجل (كالملحد المنكر لوجود الله او المشرك الذي يعبد مخلوقات مع الله) فلا شك ان مثل هذا قد بلغ احط المنازل بل صار ادنى بعقله من الانعام والحيوانات.

الانبياء والرسل هم اكمل الناس عقلا لان ميولهم وعواطفهم ومحبوباتهم ومرغوباتهم وافقت مقتضى الفطرة والحق المنزل عليهم باكمل مايكون من غيرهم من البشر, وهذا لان مفهوم العقل في الاسلام يندرج تحته معالجة النفس من الاهواء والشوائب وضبطها اضافة الى قوة النظر والمعارف الاولية والضرورية. فلا يمكن فصل مسالة ميل النفس والهوى عن مفهوم العقل في الاسلام ولهذا جاء القران بالذم ونفي العقل عن المشركين والكفار ليس لانهم لا يستطيعون النظر او التفكير الخ وانما لان اهوائهم وميولهم القلبية كانت جارية على ما يخالف مقتضى الحق والفطرة, فاستحقوا الذم لذلك.

هذا يوضح قضية ان الانسان لا يرجح المعارف الا بناء على ميل نفسي فيما يعتبره خيرا يعود عليه او شرا يريد دفعه عن نفسه . فلو تصورنا ان القضية (ب) (مثلا قضية عدم جود العالم خارج الذهن) فان العقل السوي (الذي يدخل فيه معالجة النفس من الاهواء والشهوات) يحكم ببطلانها بدون تردد ولكن ان كان في نفس انسان اخر من الدوافع والاهواء ما يحمله على التمسك بها فانها سوف تصبح قضيته التي يتفنن فيها لاختراع طرق وسبل دفع التناقض الظاهر عن حالته المعرفية.


ولهذا فان الترجيح العقلي بين القضايا عند الانسان ليس جاريا في المقام الاول على الدليل المعرفي او البرهاني العقلي وانما ينطلق عمل العقل نفسه من البداية من ترجيح نفسي خفي بين التبعات واللوازم من مرغوبا ومرهوبات يجري تبعا لصور واحوال للميل القلبي تجعل العقل يميل اما الى قبول الحق والتسليم به او الى قبول موقف معلوم الفساد بالضرورة طمعا في ثمرة يرجوها من ذلك القبول. فمن كان هواه وميل قلبه على الحق استقامت له الة النظر وانزل الدعاوى المعرفية في منازلها والا كان العكس.

في مسألة تقديم الجنس على الجنس في الأدلة

(كتقديم جنس الدليل النقلي على الحسي أو العقلي، الخ)

#قضايا_معرفية

يناقش هذا المقطع وجهة نظر توماس ريد حول تكوين المفاهيم مثل الصلابة، متحديًا الأفكار التقليدية حول كيفية استنباط البشر للصفات الأولية. يبدأ بالتشكيك في الرؤية التقليدية التي تفترض أن مثل هذه المفاهيم تتشكل من خلال عمليات مثل التجريد، والتعميم، والتمييز، والتركيب التي تُطبّق على البيانات الحسية. هذه العمليات الإدراكية، التي تعتبر شائعة في العديد من التفسيرات الفلسفية لتكوين المفاهيم، تُعدّ غير كافية، وفقًا لرؤية ريد، لتفسير كيفية وصولنا إلى فهمنا للصفات الأولية.

يقدم ريد تفسيرًا بديلًا يرفض فكرة أن هذه المفاهيم قبلية. القبلية تعني أن البشر يولدون بأفكار أو معارف مسبقة عن بعض الصفات، بغض النظر عن التجربة. بل تفسير ريد أن العقل البشري "مُبرمج" Hard-wired من قبل الله بطريقة تجعل التفاعل بين الحواس والإدراك يؤدي إلى تشكيل المفاهيم بشكل طبيعي ومباشر (هذه البرمجة مادية أي أن لها تحقق في الخارج، بمعنى آخر الله أودع فيك ما أن ترى "أ" سيتفاعل الدماغ معها وينتج الإدراك الخاص لهذا الشيء، أي جعل دماغك ما أن يتفاعل بهذه الطريقة أن يستوعب وجود "أ" لا أمرا آخر)، وهذا قول صحيح وهي الفطرة عند أهل السنة. لهذا وجب أن نفهم الفطرة كعملية تلعب دورها حال حصول دخول المدخلات على الدماغ. فعلى سبيل المثال، عندما يلمس الشخص جسماً صلباً، فإن الإحساس الناتج عن اللمس يُحفّز استجابة ذهنية تؤدي بشكل فوري وطبيعي إلى تكوين مفهوم الصلابة الخاصة بذلك الجسم. هذه العملية لا تعتمد على تفكير واعٍ أو تجريد متعمد، بل هي قدرة فطرية للعقل. إذن العملية هي ما نطلق عليها الفطرة، لا أنه يوجد معرفة متحصلة فيك اسمها "الفطرة".

تضع رؤية ريد تكوين المفاهيم في إطار التفاعل المباشر بين الحواس والقدرات الإدراكية. الإحساس الناتج عن لمس جسم صلب مرتبط جوهريًا بمفهوم الصلابة، مما يمكن الفرد من إدراك الخاصية المحددة لذلك الجسم بشكل فوري. وبالتالي، يُشكَّل هذا المفهوم الفريد—صلابة الجسم الملموس—بطريقة سلسة ومباشرة، دون الحاجة إلى عمليات إدراكية معقدة.

إن التوجيه الصحيح للقول بقدم العالم في الملة الدهرية هو القول بتسلسل الأسباب الطبيعية تحت نظام كلي أزلي لا بداية له، وليس هو القول بقدم تلك الهيئة أو الصفة التي نراها الآن لعالمنا كما نعرفه، ولا القول بالقدم النوعي للعالم، ولا ما يقال له تسلسل الحوادث. فأما القول بقدم هذا العالم على هيئته وصفته التي نراه عليها الآن، فهو مذهب من مذاهب الفلاسفة الطبيعيين، كانت له السيادة على الأكاديمية الفلسفية القديمة لما كانوا في نظرياتهم الطبيعية والميتافيزيقية لا يجدون ما يحملهم على القول بأن هيئته التي يرونه عليها الآن تخالف ما كانت عليه هيئته وصفته في الماضي، وما تكون عليه في المستقبل.

أي لما كانوا فاقدين ما يدعوهم (من طريقهم ومن نظرياتهم) للقول بأن صفة العالم متغيرة باطراد مطلق! فكانوا يتمسكون بما يسمى بالكوزمولوجيا الثابتة Steady State Model ، إلى أن أتفق أن بدأ بعضهم بتوصيف الجاذبية عبر المعادلات توصيفاً مطلقاً لا حد له ولا نهاية (جرياً على المسلمات المطلقة نفسها _والتي سآتي على بيانها في لاحق المقالات إن شاء الله_) على نحو أعجب بعض الفلكيين فانتصروا له بتأويل بعض المشاهدات وصيروه هو التصور الصحيح للكون، أنه ماض كله في التغير في هيئته وصفته، وأنه لم يكن من الأزل على هذه الهيئة التي هو عليها الآن، وإنما تغير تحت تأثير الجاذبية ولم يزل يتغير باطراد مطلق!

فهؤلاء وإن كانوا قد تحولوا إلى القول بأن هيئته وصفته الحالية كانت لها بداية في الماضي، إلا أنهم لم يتحولوا عن القول بأزلية النظام الطبيعي نفسه، وبتسلسل جنس الأسباب الطبيعية بلا بداية في الماضي.

بل لولا أن كانوا يصطحبون ذلك الأصل الدهري في جنس الأسباب الطبيعية، ما استجازوا أن يطردوا معادلات الجاذبية (معادلات النسبية العامة) في الماضي بلا قيد ولا حد كما ذكرنا، وفي كل جهة من جهات العالم بلا قيد ولا نهاية، ومن ثم يتصوروا ما يمكن أن يكون عليه حال العالم بكليته في الماضي لو قدروا أن تغيرت المعادلة بإثبات ثابت ما فيها أو رفعه، تحكماً بالهوى، ولما استجازوا أن تؤول المشاهدات الفلكية للطيف الإشعاعي الوافد من النجوم والمجرات المحيطة بنا بما يوافق هذا الطرد المطلق أو ذاك، وإذن لما توصلوا للقول بابتداء العالم من انفجار عظيم أو من غيره فهم لما طردوا جنس الأسباب الطبيعية وقانونيتها في الماضي بلا ابتداء، أوصلهم ذلك إلى نقطة بداية للهيئة والصفة التي عليها العالم الآن، وليس إلى نقطة بداية للنظام الطبيعي نفسه ولأسبابه المتسلسلة لديهم!


يتبع...

العجيب أن أمثال هؤلاء يتصدرون الموقف على هيئة المدافع عن العقلية المتنورة مقابل الظلاميين المنغلقين الرافضين للجديد، بينما هو في واقع الأمر مقلد، وملكي أكثر من الملك، متيقن بمعارف أكثر من أصحابها أنفسهم، موصدُ لأبواب التفكير الناقد، الذي لا يعمل عنده بقوة إلا على نصوص الشريعة، ودون أدنى تصور عن الجبال الفلسفية التي بنيت عليها الأقوال عندهم، والتي يخضع كل حرف منها لنقاش لا أول له ولا آخر ولا يملك أشجع واحد من فلاسفتهم على الزعم أنه حسمه بالفعل، بينما فارسنا المغوار هذا يظن أنه هو حسمه بالفعل لأنه دارس طب : )

أبشرك بأن موقفك ساذج عند من تدافع عنهم قبل أن يكون ساذجًا عندنا نحن

قناة رائعة تحتوي على كتب صوتية للسلف, وهناك مكتبة اخرى اسمها قناة عمر و البساطي

https://www.youtube.com/watch?v=AxbVJ1uYxKw&list=PLAnYl7ndGDrEw28mq7JjAvSsaZe5sqokV قناة رائعة لمن يحب الاستماع لكتب السلف الصوتية

العلل التي تعتري عزيمة الانسان وارادته وتثنيه عن تحقيق مراده او مقصوده—ابن القيم رحمه الله.

كتيب بسيط في المسالة

لكل باب من ابواب العلم كليات واصول تتفرع عنها موضوعاته وقضاياه وفهم هذه الاصول والكليات يساعد في فهم الموضوع ومناقشته او شرحه بطريقة سليمة وصحيحة, ويسهل ترتيب الموضوع على شكل قضايا كلية تندرج تحتها مجموعة من الجزئيات او الافراد وهكذا يمكن ارجاع تلك الافراد الى الكليات او الكليات الى الافراد.

اصول الاخلاق الحسنة والاخلاق السيئة عند ابن القيم رحمه الله.