بَلْ عطَّلوا منهُ السَّماواتِ العُلَى ... والعَرْشَ أَخْلَوهُ مِنَ الرَّحْمنِ
ونَفَوْا كَلَامَ الرَّبِّ ﷻ ... وقَضَوْا له بالخَلْقِ والحِدْثَانِ
قَالُوا ولَيْسَ لربِّنَا سَمْعٌ وَلَا ... بَصَرٌ وَلَا وَجْهٌ فَكَيف يَدانِ
وكَذاكَ لَيسَ لِربِّنا مِنْ قُدرةٍ ... وإرادةٍ أَو رحْمَةٍ وحَنَانِ
كلَّا ولا وصْفٌ يقومُ به سِوَى ... ذاتٍ مُجرَّدَةٍ بِغَيْرِ مَعَانِ
وحياتُهُ هِيَ نفسُه وكلامُه ... هوَ غَيرُهُ فاعْجَبْ لِذَا البُهْتانِ
وَكَذاكَ قَالوا مَا لَهُ مِنْ خَلْقهِ ... أحدٌ يَكونُ خلِيلَهُ النَّفْسَانِي
وخَلِيلُهُ المُحْتَاجُ عِندَهُمُ وفِي ... ذَا الوَصْفِ يَدْخلُ عَابِدُ الأَوْثَانِ
فالكُلُّ مُفْتَقِرٌ إليهِ لِذاتِهِ ... في أَسْرِ قَبضتِهِ ذليلٌ عانِ
{ نونية ابن القيم رحمه الله }