قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي @alkulife Channel on Telegram

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

@alkulife


القناة الرئيسية:
t.me/alkulife
قناة الدروس العلمية:
t.me/doros_alkulify

أسئلة عامة مع عبد الله الخليفي:
t.me/swteat_k
صوتيات الخليفي:
t.me/swteat_alkulife

تعزيز القناة : https://t.me/alkulife?boost

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي (Arabic)

تفضلوا بزيارة قناة أبي جعفر عبدالله الخليفي على تطبيق تليجرام!
من خلال القناة، يمكنكم الاستماع إلى الدروس العلمية والمحاضرات القيمة التي يقدمها أبو جعفر عبدالله الخليفي. تعتبر هذه القناة مصدراً هاماً للمعرفة والتعلم في مجالات متنوعة

بالإضافة إلى ذلك، يمكنكم طرح أسئلتكم العامة مع أبو جعفر الخليفي من خلال الرابط المخصص للأسئلة العامة. وإذا كنتم تبحثون عن المزيد من المحتوى الصوتي، يمكنكم زيارة قناة صوتيات الخليفي

لا تفوتوا فرصة تعزيز معرفتكم وتطوير أنفسكم من خلال الانضمام إلى قناة أبي جعفر عبدالله الخليفي على تليجرام اليوم!
للانضمام إلى القناة، قم بزيارة: [الرابط الخاص بالقناة].

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

27 Jan, 02:09


مواساة لطالب علم فقد بصره 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

26 Jan, 18:27


عجيب استحضاره لأمر النزول الإلهي في السَّحَر.

كنت قد سجلت صوتية بعنوان: «باب فيمن حرره السجن».

وذكرت قصة صاحب لي سُجن، وقال لي إنه ما وجد لذةً للضراعة كتلك التي وجدها أثناء السجن.

أمر النزول الإلهي في ثلث الليل الآخر مع سكينة الناس واستحضار قوله سبحانه: «من يسألني فأعطيه؟» يجلب الخشوع والسكينة.

في دعاء النبي ﷺ في تهجده ليلاً: «اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، والنبيون حق، ومحمد حق».

تأمَّل قوله: «ولقاؤك الحق» و«ووعدك الحق» وتناسب ذلك مع النزول الإلهي.

فاللقاء هو رؤية الله عز وجل يوم القيامة، وذلك يتناسب مع استشعار القرب الإلهي.

وقوله ﷺ: «ووعدك الحق» يتناسب مع استحضار «من يسألني فأعطيه؟».

وملحوظة: الرجل هذا سجن في تدمر عشرين سنة.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

25 Jan, 15:11


تغريدة لفتاة تصور فتاة بحالة هستيرية، وتقول: "هذه حالتي حين أرى فتاة سعيدة مع أبيها".

تقصد أنها تشعر بالغيرة.

التعليقات كثيرة توافقها على هذا الشعور.

وهناك تغريدات كثيرة جداً في السياق الغربي تدور حول هذا المعنى (فقدان الأب) أو (وجود الفجوة بين الابن والأب).

المجتمع المتقبل للزنا وظاهرة الأم العزباء وتدجين الذكور ولَّدت عقداً نفسية كبيرة، لأن الأمر من مبدأه مكابرة للفطرة.

لك أن تتخيل أن ظاهرة مثل هذه، علَّل بعض المحللين فوز ترامب بأن التيار المحافظ يعِد بإعادة الأبوة كما كانت في القديم، وأن الجيل الجديد متعطش، وأن ظهور ترامب مع ولده أوحى لهم بهذا المعنى.

وأن الديمقراطيين لم يفهموا حاجات المجتمع النفسية والمادية، وركزوا على دعم شهوات المترفين (التعبير الأخير من عندي).

هذا الطريق الذي يراد لنا أن نسلكه، وهذه نهايته.

بر الوالدين قُرن بالتوحيد في كتاب الله: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً} [الإسراء].

(إسقاط الأبويات) الذي ينادي به الليبراليون هو مصنع التعاسة، كما اعترف بذلك راسل حين تحدَّث عن الديمقراطية التي جلبت لنا التعاسة، وذلك أن خروج المرء عن فطرته مرض.

والأمر لا ينضبط إلا بوحي، بحيث تحفظ الحقوق ولا يطاع أحد إلا في طاعة الله، وتحفظ أيضاً المنظومة النواة التي يؤسس عليها المجتمع ويتلقاها الناس كابراً عن كابر.

قال تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً} [لقمان].

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

24 Jan, 08:59


لسائل أن يسأل (ما علاقة الاستغفار بفتح مغلقات العلم؟).

فيقال: اقرأ قوله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً • يرسل السماء عليكم مدراراً} [نوح].

فإذا كان صيب السماء يأتي بالاستغفار فكذلك صيب العلم.

فكلاهما خير جاء من السماء وبه حياة، فالمطر فيه حياة الأرض، والعلم فيه حياة القلوب.

وقد شُبِّه العلم بالمطر في الوحي:

قال تعالى: {أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين} [البقرة].

وهذا مثل ضُرب للوحي.

وقُرن بينهما في قوله تعالى: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يجعله حطاماً إنَّ في ذلك لذكرى لأولي الألباب • أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين} [الزمر].

وجاء التشبيه صريحاً في السنة النبوية في قوله ﷺ: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا» الحديث، وهو حديث متفق عليه.

فالمغفرة معك في العلم على طول الخط، فالعلم يُنال بالاستغفار، وثمرته استغفار من في السماوات والأرض لمعلم الناس الخير.

{والذين اهتدوا زادهم هدى} [محمد] ومن مظاهر الهدى الاستغفار.

وفي الاستغفار مشاهدة للذنب، وهذا لين في القلب ينافي الكبر، وقد قال تعالى: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} [الأعراف].

ومفهوم المخالفة يقتضي بأنَّ المتواضع المعترف بذنبه المستغفر منه أهل لأن يفهم آيات الله.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

22 Jan, 21:38


السلفية المحاصرة 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

21 Jan, 13:55


خلاصة التحصين الذي غفلنا عنه: {فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى}

لو أن شاباً من شباب المسلمين في هذا العصر استلقى على ظهره وبدأ يتخيل أو يجول فيما يسمى (أحلام اليقظة) ما الذي سيتمناه؟

غالباً سيكون أمراً قريباً من الشهرة، سواءً بأمر مشروع أو غير مشروع.

يحلم أن يكون مثل اللاعب فلان أو المؤثِّر فلان أو المطرب فلان أو التاجر فلان أو المثقف فلان، وربما مثل الداعية فلان طلباً لشهرته.

يفكر بثراء واحترام من الآخرين.

يفكر بالناس الذين سيلاحقونه ليلتقطوا معه الصور، وربما جال فكره في أعمال خيرية يكون بطلها في الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية.

لكن هل من الممكن أن يتخيل (أمنية) أن يوفِّقه الله لصدقة سرٍّ مقبولة؟

غالباً لن يكون هذا، مع أن صدقة السر المقبولة تعني ظل عرش الرحمن، وتعني أن الله سيضاعفها حتى يجدها يوم القيامة كالجبل من الحسنات (كما صح بذلك الحديث).

ما السبب في أن الأمنية الأولى أقرب إلى الذهن من الثانية؟

السبب الغفلة عن معنى هذه الآية: {فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى} [طه].

فكثير من الناس صدهم عن المعايير الصحيحة الاحتكام لمعايير الغربيين الذين لا يؤمنون بالآخرة.

فما أكثر ما يقولون (هذا منه فائدة) و(هذا لا فائدة منه) و(هذا تخلف) و(هذه رجعية) و(هذا تقدم) و(هذه حضارة) و(هذا فن يستحق التكريم) و(هذا تشدد وظلامية) بناءً على عدم إيمانهم بالآخرة، فيأتي كثير من أبناء جلدتنا وينسخ كلامهم نسخاً دون التفطن لأصوله، فصارت المفاضلة بين المتدينين يدخلها ما يدخلها من معاييرهم، فضلاً عن غيرهم.

لهذا صارت طاعة السر أبعد عن (التمني) من شهرة العلن، حتى في عقول كثير من أهل التدين، فضلاً عن غيرهم.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

19 Jan, 16:11


هل يحق لنا منع كتب الحنفية لهذا الغلو في التكفير؟

بدا لي أن أُبرز هذا الجمع بعد تبرير طالبان وجماعة من مناصيرها منع «كتاب التوحيد» للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- بأن فيه غلواً في التكفير، لينطبق عليهم المثل: لا ترمي الناس بحجارة وبيتك من زجاج.

وليسوا فقط مقصودين بهذا الرد، بل كذلك من يروجون للتمذهب المتأخر بأنه المنقذ من الغلو في التكفير، ولا زلت أتعجب من أطروحتهم مع معرفتي بما في كتب متأخري المذهبية من غلو في التكفير، ترفضه السلفية المعاصرة التي يهاجمونها.

وأيضاً أهدف للرد على (الإلزاماتية) الذين أشغلوا زمانهم في الذب عن الأشاعرة وجمع زلل علماء أهل السنة، حتى قاسوا ابن خزيمة (أحد كبار أئمة المثبتين) على الأشاعرة المعطلين، فأحسب أنهم لن يرضوا بهذه التكفيرات التي ستشمل معظم الأمة، وكيف يُروَّج لها على أنها مذهب معتبر، ثم أهلها لا يكتفون بذلك حتى يرموا غيرهم بالغلو في التكفير!

١- جاء في «مجمع الأنهر» من كتب الحنفية المعتمدة: "ويكفُر بقوله قصعة ثريد خير من العلم وبقوله الجهل خير من العلم وبقوله الجاهل خير من العالم وبقوله زاهد جاهل خير من عالم فاسق".

تأمَّل التكفير بعبارة (زاهد جاهل خير من عالم فاسق) يمكن تخطئة العبارة، أما التكفير بها فهذا عجيب!

٢- جاء في «البحر الرائق»: "ويكفر بقوله الإيمان يزيد وينقص وبقوله لا أدري الكافر في الجنة أو في النار".

القول بزيادة الإيمان ونقصانه هو قول عامة أئمة أهل السنة والجماعة، وما خالف إلا المرجئة، ومنهم عامة الحنفية، وكلمة (لا أدري الكافر في الجنة أو في النار) فمع بطلانها يقول بها كثيرون في زماننا، بحجة أن الكافر قد تكون الدعوة وصلته مشوهة أو يكون أسلم في آخر حياته، إلى غيرها من الحجج الواهية، والعجيب أن أصحاب هذه العبارات هم من أشد الناس حماساً لهذا المذهب، ويوصون الناس به بحجة التمذهب بمذهب أهل البلد، فهذا الكلام متقدمي الحنفية منه براء، ولكن المذهب الذي يُفتى به في البلدان هو مذهب المتأخرين الذين ألَّفوا هذه الكتب.

٣- جاء في «البحر الرائق» وهو يعدد المكفرات: "وبقوله النصرانية خير من اليهودية لأنه أثبت الخيرية لما هو قبيح شرعا وعقلا وبقوله للمجوسي يا أستاذ تبجيلا".

التكفير بالقول بأن النصرانية خير من اليهودية عجيب غاية، ثم التكفير بتوقير المجوسي!

٤- وجاء في «مجمع الأنهر»: "ولو تصدَّق على فقير شيئا من المال الحرام يرجو الثواب يكفُر ولو علم الفقير بذلك فدعا له وأمَّن المعطي كفَرَا".

التصدُّق بالحرام كفر عندهم! وأظن مثله قول كثير من الناس في الحرام (الحمد لله) و(وفقني الله) كما نرى من كثير من أهل الفسق الذين عملهم فسقي.

٥- وجاء في «مجمع الأنهر» وهو يعدد المكفرات: "ارتكب معصيةً صغيرةً فقال له قائل تُب فقال ماذا صنعت حتى أتوب يكفُر".

هذا غير ما نشرته آنفاً من تكفير جماعة منهم لمن يقول: (أنا مؤمن إن شاء الله) وهو مذهب أهل السنة والأشاعرة.

ومنهم من كفَّر من يقول: "رأيت الله في المنام"، كما في «البحر الرائق» [5/130] ط. دار الكتاب الإسلامي.

وتعجَّب ابن القيم منهم إذ يكفرون من يصلي بغير طهارة (ولو فعل ذلك حياءً على غير جهة الاستهزاء) وهم لا يكفرون تارك الصلاة!

هذا غير تكفيرهم لمن يقول مسيجد ومصيحف وفُقَيه (بالتصغير)، وغاية ما رُوي عن السلف في ذلك الكراهة.

وفي «الفتاوى العالمكيرية» [2/259] لمحمد أورنك: "وكذا إذا قال الله في السماوات أراد به المكان يكفر، وإن أراد به الحكاية عما جاء في الأخبار لا يكفر، وإن لم يكن له نية كفر عند أكثر العلماء. وكذا لو قال: الله ينظر إلينا من السماء أو من العرش أو يبصرنا من هذين الموضعين إلا أن يقول بالعربية يطلع فإنه لا يكون كفراً".

هنا كفَّر الأمة كلها ما ترك أحداً إلا شرذمة من أصحابه الجهمية.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

18 Jan, 18:45


خبر بئر الناقة لا يدل على التبرك لا من قريب ولا من بعيد.

أمثال الحسن البخاري إذا أطلقوا التبرك فهم يريدون التمسح الذي يقع في العادة من العامة تجاه شيوخ المتصوفة، وكذلك التمسح بالقبور والأضرحة والزوايا.

ذهب عامة أهل العلم إلى أن الوضوء من آبار الظالمين في ثمود لا يجوز، ولا يؤذن إلا بالوضوء من بئر الناقة، لأنه ليس من آبار الظالمين.

فإذا كان هذا تبركاً فإذن الوضوء بأي ماء طاهر أو مأذون به في مقابل ماء نجس أو غير مأذون به يكون تبركاً، ولا قائل بهذا.

جاء في «موسوعة أحكام الطهارة» لدبيان الدبيان: "الفرع الثاني:
في الوضوء من بئر ثمود.
قيل: لا يجوز الوضوء من بئر ثمود إلا بئر الناقة، وهو مذهب الجمهور، واختيار ابن حزم.
وقيل: يكره، وهو قول في مذهب الشافعية.
وسبب المنع أو الكراهة حديث ابن عمر، فقد روى البخاري، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا أنس ابن عياض، عن عبيد الله، عن نافع، أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره أن الناس نزلوا مع رسول الله ﷺ أرض ثمود الحجر، فاستقوا من بئرها، واعتجنوا به، فأمرهم رسول الله ﷺ أن يهريقوا ما استقوا من بئرها، وأن يعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة.
واختلفوا هل ماؤها طهور أو نجس على قولين:
أحدها: أنه نجس. قال في مواهب الجليل: قال القرطبي في شرح مسلم أمره ﷺ بإراقة ما سقوا وعلف العجين للدواب حكم على ذلك الماء بالنجاسة إذ ذلك حكم ما خالطته النجاسة، أو كان نجساً ولولا نجاسة الماء لما أتلف الطعام المحترم شرعا.
وأكثرهم على أنه ماء طهور، ولا يحكم بنجاسة الماء؛ لأن الحديث ليس فيه تعرض للنجاسة، وإنما هو ماء سخط وغضب، فلم يرووا عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه أمرهم بغسل أوعيتهم وأيديهم منه وما أصاب ثيابهم، ولو وقع ذلك لنقل، على أنه لو نقل لما دل على النجاسة؛ لاحتمال أن يكون ذلك مبالغة في اجتناب ذلك الماء.
وبناء على هذه العلة قاسوا عليه كل ماء في أرض مغضوب على أهلها، قال في مواهب الجليل: ويلحق بها كل ماء مغضوب عليه، كماء ديار قوم لوط، وماء ديار بابل لحديث أبي داود: "أنها أرض ملعونة" وماء بئر ذروان التي وضع فيها السحر للنبي ﷺ وماء بئر برهوت، وهي بئر باليمن لحديث ابن حبان شر بئر في الأرض برهوت. وبابل: هي المذكورة في سورة البقرة، وهي بالعراق، وبئر ذروان بفتح الذال المعجمة وسكون الراء هي بالمدينة، وبئر برهوت بفتح الموحدة وسكون الراء وهي بئر عميقة بحضرموت، لا يستطاع النزول إلى قعرها، والله أعلم".

وإذا كان استدل بالقرطبي في هذا، فما يقول في قول القرطبي في تفسير سورة الكهف: "فاتخاذ المساجد على القبور والصلاة فيها والبناء عليها، إلى غير ذلك مما تضمنته السنة من النهي عنه ممنوع لا يجوز".

إلى أن قال: "قال علماؤنا: وهذا يُحرِّم على المسلمين أن يتخذوا قبورَ الأنبياء والعلماء مساجدَ. وروى الأئمة عن أبي مرثد الغنوي قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها» لفظ مسلم. أي لا تتخذوها قبلةً فتصلُّوا عليها أو إليها كما فعل اليهود والنصارى، فيؤدِّي إلى عبادة من فيها، كما كان السبب في عبادة الأصنام".

وأما النووي فقد قال في «المجموع»: "قال أبو موسى: وقال الفقهاء المتبحرون الخراسانيون المستحب في زيارة القبور أن يقف مستدبر القبلة مستقبلا وجه الميت يسلم ولا يمسح القبر ولا يقبله ولا يمسه فإن ذلك عادة النصارى (قال) وما ذكروه صحيح لأنه قد صح النهي عن تعظيم القبور ولأنه إذا لم يُستحب استلام الركنين الشاميين من أركان الكعبة لكونه لم يُسَنّ مع استحباب استلام الركنين الآخرَين فلأن لا يُستحب مسّ القبور أولى والله أعلم".

وهذا أحسن من كلامه في «روضة الطالبين» في عمارة القبور، فذاك كلام مجافٍ للسنة والحق.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

18 Jan, 11:04


قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي pinned «»

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

18 Jan, 09:59


هل الخطاب الوعظي فيه جلب للحقوق ؟ 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

17 Jan, 08:31


يقول مستشار ترامب جيفري ساكس: "نتنياهو هو أعظم رئيس كارثي في ​​القرن الحادي والعشرين، فقد أدار السياسة الخارجية الأميركية لمدة عشرين عاماً، وكلَّفنا تريليونات الدولارات.

إن إسرائيل تستخدم الولايات المتحدة كما لو أن جيشنا في أيديهم، وفي الواقع هو كذلك".

وقد أعاد ترامب تغريد هذه التغريدة.

أقول -ولعلي مبالغ في الربط- : لعل الكوارث التي أصابت الولايات المتحدة جعلتهم أكثر تفكيراً بالإنفاق الداخلي، وينظرون بتحفظ أكبر تجاه دعم حروب الإبادة التي يقودها الكيان، ولا يستبعد ذلك.

وهنا سآخذهم إلى عدة تغريدات لمشاهير أجانب حول نتنياهو وإجرامه:

نشرت بريك ثرونيوز ما يلي: "قبل قليل: نشطاء في مدينة مكسيكو يدمرون تمثالاً شمعياً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمطارق".

ونشرت عدة وسائل أنباء: "احتجاج في وارسو ضد الحكومة البولندية التي تسمح لنتنياهو بحضور احتفالات ذكرى الهولوكوست على الرغم من مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية.
‏وقال منظمو الاحتجاج إن هذا إهانة لجميع ضحايا الإبادة الجماعية وخيانة مخزية لذكرى ضحايا الهولوكوست".

وكتب الفيلسوف الروسي ألكساندر دوجين: "لقد أثبت نتنياهو وزيلينسكي أن اليهود يمكن أن يكونوا فاشيين ونازيين مثل أي شعب آخر".

ونشرت عدة وسائل أنباء هذا: ‏"رفع المحامي الإسرائيلي عمر شاتز دعوى قضائية في المحكمة الجنائية الدولية ضد ثمانية مسؤولين إسرائيليين، من بينهم الرئيس إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهمة التحريض على الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين".

وفي افتتاحية أكبر صحيفة يسارية في دولة الكيان «هآرتس» كتبوا: "صفقة إطلاق سراح الرهائن مطروحة على الطاولة منذ عام كامل، وقد أفشلها نتنياهو مراراً وتكراراً للحفاظ على حكومته، التي تعتمد على تحالفه الإجرامي مع اليمين الكاهاني".

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

16 Jan, 17:50


الشعراني: عبادة الأصنام جاءت من تعطيل الصفات...

جاء في «السيرة الحلبية» لنور الدين الحلبي [1/20]: "وذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني في تفسيره لبعض الآيات القرآنية عند قوله تعالى {ولله يسجد من في السماوات والأرض} [الرعد. الآية: 15] أن أصل وضع الأصنام إنما هو من قوة التنزيه من العلماء الأقدمين، فإنهم نزهوا الله تعالى عن كل شيء وأمروا بذلك عامتهم، فلما رأوا أن بعض عامتهم صرح بالتعطيل وضعوا لهم الأصنام وكسوها الديباج والحلي والجواهر، وعظموها بالسجود وغيره ليتذكروا بها الحق الذي غاب عن عقولهم، وغاب عن أولئك العلماء أن ذلك لا يجوز إلا بإذن من الله تعالى، هذا كلامه".

وقال الغزالي في «ميزان العمل» صـ407: "فيناظر كل مسترشد بما يحتمله فهمه فإن وقع له مسترشد تركي أو هندي، أو رجل بليد جلف الطبع، وعلم أنه لو ذكر له أن الله تعالى ليس ذاته في مكان، وأنه ليس داخل العالم ولا خارجه، ولا متصلاً بالعالم ولا منفصلاً عنه، لم يلبث أن ينكر وجود الله تعالى، ويكذب به. فينبغي أن يقرر عنده أن الله تعالى على العرش، وأنه يرضيه عبادة خلقه، ويفرح بها فيثيبهم ويدخلهم الجنة عوضاً وجزاء. وإن احتمل أن يذكر له ما هو الحق المبين يكشف له. فالمذهب بهذا الاعتبار يتغير ويختلف، ويكون مع كل واحد على حسب ما يحتمله فهمه".

إذا جمعتَ بين كلمة الغزالي في أن اعتقاد الأشاعرة في أن الله لا داخل العالم ولا خارجه قد يأخذ الناس للإلحاد، لأنه عند العامة لا يُفهم منه إلا النفي المحض وصفة العدم.

وكلمة الشعراني في أن (التنزيه) عند الأقدمين هو أساس وضع الأصنام، لأن الناس احتاجوا إلى شيء ليركنوا إليه بعدما جاءهم تنزيه الأقدمين، الذي هو كتنزيه المعطلة (لا داخل العالم ولا خارجه).

تفهم تلك العلاقة -التي دامت لقرون- بين التجهم (نفي الصفات) والقبورية.

وهي أن القوم لمَّا عطلوا تعلقت قلوبهم بالأضرحة، لأن القلوب مجبولة على التوجه للمعبود.

ويا ليت شعري كيف يُزعم أن علم الكلام علم لحفظ عقائد الناس، والناس إذا دخلوا فيه وصلوا إلى مثل هذا!

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

15 Jan, 18:00


أقول: لا تلازم بين التكفير بفعل وتجويز قتل فاعل هذا الفعل لأي شخص، فإنَّ حكم القتل والاستتابة موكول لجهات مختصة.

وإلا لكانت فتاوى علماء الحنفية في تكفير الرافضة مبيحة لقتل الروافض وتفجير حسينياتهم، وهذا ما ترفضه طالبان.

جاء في «حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح» من كتب الحنفية: "ولا تجوز الصلاة خلف منكر المسح على الخفين أو صحبة الصديق أو من يسب الشيخين أو يقذف الصديقة ولا خلف من أنكر بعض ما علم من الدين ضرورة لكفره ولا يلتفت إلى تأوله واجتهاده".

من ينكر صحبة الصديق يقصد به عموم الإمامية الذين يسبونه ويكفرونه، ولاحظ أنه نصَّ على أنه لا عذر له بتأول أو اجتهاد.

وفي «الدر المختار» من كتب الحنفية: "أنكر بعض ما علم من الدين ضرورة (كفر بها) كقوله: إن الله تعالى جسم كالأجسام، وإنكاره صحبة الصديق (فلا يصح الاقتداء به أصلا) ".

لاحظ أنه وصف حالهم بأنه مخالفة للمعلوم من الدين بالاضطرار، ولاحظ أن هذه فتاوى فيمن يصح الاقتداء به في الصلاة ومن لا يصح، فهي فتاوى تخاطب عوام الناس.

وقد ألف علي بن محمد المرادي الحنفي رسالة بعنوان «الروض الرائض في عدم صحة نكاح أهل السنة للروافض» ملأها بالتكفير لهم، فهل يمكن أن يقال إن هذه تبرِّر التفجيرات في مراقدهم التي تنكرها طالبان؟

فما أجابوا به عن كلام علمائهم في الرافضة يجاب به عن كلام المجدد في ممارسات القبورية.

وأزيد ما قال ابن نجيم في «البحر الرائق»: "مسألة الاستثناء في الإيمان فاعلم أن عبارتهم قد اختلفت في هذه المسألة فذهب طائفة من الحنفية إلى تكفير من قال أنا مؤمن إن شاء الله ولم يقيدوه بأن يكون شاكا في إيمانه ومنهم الأتقاني في غاية البيان وصرح في روضة العلماء بأن قوله إن شاء الله يرفع إيمانه فيبقى بلا إيمان فلا يجوز الاقتداء به وذكر في الفتاوى الظهيرية من المواعظ أن معاذ بن جبل سئل عمن يستثنى في الإيمان فقال إن الله تبارك وتعالى ذكر في كتابه ثلاثة أصناف قال تعالى في موضع {أولئك هم المؤمنون حقا} [الأنفال: 4] وقال في موضع آخر {أولئك هم الكافرون حقا} [النساء: 151] وقال في موضع آخر {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} [النساء: 143] فمن قال بالاستثناء في الإيمان فهو من جملة المذبذبين اهـ.
وفي الخلاصة والبزازية من كتاب النكاح عن الإمام أبي بكر محمد بن الفضل من قال أنا مؤمن إن شاء الله فهو كافر لا تجوز المناكحة معه قال الشيخ أبو حفص في فوائده لا ينبغي للحنفي أن يزوج بنته من رجل شفعوي المذهب وهكذا قال بعض مشايخنا ولكن يتزوج بنتهم زاد في البزازية تنزيلا لهم منزلة أهل الكتاب اهـ.
وذهب طائفة إلى تكفير من شك منهم في إيمانه بقوله أنا مؤمن إن شاء الله على وجه الشك لا مطلقا وهو الحق لأنه لا مسلم يشك في إيمانه وقول الطائفة الأولى أنه يكفر غلط لأنه لا خلاف بين العلماء في أنه لا يقال أنا مؤمن إن شاء الله للشك".

فهنا مجموعة من علماء الحنفية يغلِّطهم ابن نجيم أفتوا بتكفير من يستثني في إيمانه، وهم المالكية والشافعية والحنابلة، فكم شخصاً قُتل بناءً على هذه الفتاوى العجيبة؟ والمفتون بها علماء حنفية كبار!

فما اعتذرت به لهم اعتذِر به للمجدد.

وأخشى أن يأتي يوم يُمنع فيه صحيح البخاري لكثرة تعقبه على الحنفية في صحيحه (كما اعترف بذلك الزيلعي)، بل حتى في الاعتقاد ما قرره في الإيمان والتوحيد يخالف اعتقاد الماتردية.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

15 Jan, 06:35


حولها فدندنوا يا طلاب العلم 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

14 Jan, 12:40


لجنة خيرية شيعية ثبت أنها متبرعة لحزب الله اللبناني بأكثر من ١٣ مليون دينار كويتي، يعني ٤٢ مليون دولار.

كم مشروعاً دعوياً أو خيرياً يُنتفع به كان من الممكن أن يُنجز بهذا المبلغ؟ عشرات الآلاف.

ثم هذا المبلغ ذهب إلى جهة كانت تدعم نظام بشار الأسد في سوريا، النظام الذي أخبار جرائمه فاقت كل خيال.

هذا أثر من آثار فساد الاعتقاد، وأعظم من ذلك الشرك المهلك في الآخرة.

ولكن بعض الناس إذا ذكرت له المادة قد يتحرك.

وأحسب أن هذه الأموال أمر زائد على الخمس، فعادة الشيعة أنهم لا يدفعون الخمس إلا للمرجع أو من يفتي المرجع بالدفع له.

{فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون} [الأنفال].

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

13 Jan, 06:15


الترجمة: "هوليود تسخر من الله (يقصد في حفل توزيع الجوائز لمَّا سخروا من ربِّ العالمين).

بعد يومين فقط: الحرائق تلتهم هوليود.

لا يمكن أن يكون ذلك صدفة، الله لا يُسخر منه".

وعلق عليه بعض الناس بأن هوليود هي سدوم الحديثة.

بعض الليبراليين والمنافقين في بلادنا لو كانت التغريدة بالعربية لسخر منها، ولكن بما أن الكاتب أجنبي فإنه لن يسخر، لا لأنه صار يناقش بطريقة جيدة، ولكن لقداسة الإنسان الغربي في نفسه.

النظر للأمر على أنه عقوبة وعبرة أو تخويف نظر شرعي، قال تعالى: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً} [الإسراء].

وأما عباد الصدفة فيُسفسطون فيما هو أظهر من هذا بكثير.

وعندنا في التراث أنه لما حصلت زلزلة في المدينة أرجع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ذلك للإحداث والذنوب.

ربُّ العالمين له الحكمة البالغة والمشيئة المطلقة إن شاء عجَّل بالعقوبة، وإن شاء أخَّر، وعلينا نحن العباد أن نكون بين الرغبة والرهبة، ونسأل الله تعالى الخير من ذلك كله، كما قال النبي ﷺ في الريح: «وسلوا الله خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وتعوذوا بالله من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به».

والأمر لا يقف هنا: يهاجم كثير من الأمريكان كارين باس عمدة لوس أنجلوس، لأنها دعت إلى تخفيضات إضافية بقيمة ٤٩ مليار دولار لقسم الإطفاء قبل أسبوع من الكارثة.

وهي امرأة سوداء اختارها الليبراليون لهذا الداعي فحسب، لتأكيد نظرياتهم الجندرية، بزعم اليمين، ولهذا لم يختاروا ريك كاروسو الذي ذنبه الوحيد أنه رجل أبيض، وأنها لم تكن مستعدة هي وزميلها في كاليفورنيا نيوسوم، وقد ركَّزوا على أمور مثل دعم المتحولين! ومهاجمة ترامب والتركيز على التنوع العرقي (هذا كلام اليمين).

وأيضاً يُنبِّه اليمينيون على أن سياساتهم المتساهلة مع المجرمين في العقوبات جعلت المجرمين أكثر جرأة، وقد استفادوا من الكارثة وسلبوا ونهبوا، بل وقيل إنهم ساهموا في زيادة إشعال الحرائق.

وكما لخص ذلك أحد الصحفيين بقوله: (لقد حان الوقت لكي تنضج كاليفورنيا وتتجاوز اليسارية الصبيانية التي دمرت الولاية ودمرت لوس أنجلوس).

لهذا تشبيه ذلك المغرد للمدينتين بـ(سدوم) مدينة قوم لوط كان بليغاً غاية!

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

11 Jan, 19:25


يسأله (أين الله؟) فإذا قال (في السماء) يذهب إلى صيدنايا!

أليس المحقق نصيرياً ويفترض أنه لا يفرق بين سلفي وأشعري؟

هو عنده مشكلة مع كل هؤلاء.

إذن لماذا ينحاز ضد السلفي الذي يجيب بجواب الجارية التي سألها رسول الله ﷺ فحسب؟

هذا دليل تواطؤ واضح، ويوجد على ذلك عشرات الأدلة.

والسلفيون الذين كُبِت صوتهم طويلاً، وأراد الله تبارك وتعالى ألَّا يدخل سجن صيدنايا وأضرابه إلا من هو على عقيدتهم حتى يكتمل طهر المبتلين هناك، ينبغي أن يكون لهم صوت الآن وأن يحمدوا الله على المساحة التي أتيحت لهم وينتفعوا بها أعظم الانتفاع.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

10 Jan, 17:50


الشاهد لقولهم (غاية الكرامة لزوم الاستقامة) من السنة النبوية وبيان فضل العلم على العمل...

قال ابن تيمية في «الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان»: "وإنما غاية الكرامة لزوم الاستقامة، فلم يكرم الله عبداً بمثل أن يعينه على ما يحبه ويرضاه، ويزيده مما يقربه إليه ويرفع به درجته".

وقال في «قاعدة في المحبة»: "بل في الحقيقة الكرامة هي لزوم الاستقامة، وهي طاعة الله".

هذه الكلمة يطلقها الشيخ رداً على بعض المتصوفة الذين بالغوا في أمر الكرامات، وحمَلهم ظنُّ أنها الدليل الأوحد على الفلاح أو الولاية إلى التوسع في ادِّعائها، حتى أدخلوا في ذلك الأكاذيب والأحوال الشيطانية.

وقد ورد في السنة ما يشهد لقول الشيخ ولا يفطن له كثيرون، وفيه عظيم فضيلة طلب العلم:

قال البخاري في صحيحه: "3436- حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا جرير بن حازم، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: "لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى، وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج، كان يصلي، جاءته أمه فدعته، فقال: أجيبها أو أصلي، فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات، وكان جريج في صومعته، فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى، فأتت راعيا فأمكنته من نفسها، فولدت غلاما، فقالت: من جريج فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه، فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام، فقال: من أبوك يا غلام؟ قال: الراعي، قالوا: نبني صومعتك من ذهب؟ قال: لا، إلا من طين. وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل، فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت: اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها وأقبل على الراكب، فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديها يمصه، - قال: أبو هريرة كأني أنظر إلى النبي ﷺ يمص إصبعه - ثم مر بأمة، فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه، فترك ثديها، فقال: اللهم اجعلني مثلها، فقالت: لم ذاك؟ فقال: الراكب جبار من الجبابرة، وهذه الأمة يقولون: سرقت، زنيت، ولم تفعل".

أقول: جريج العابد ولي من أولياء الله عز وجل، وقد وصل به الأمر من التقوى إلى درجة الكرامة أن أنطق عز وجل له الطفل في مهده.

ومع ذلك قصر علمه عن إدراك أن إجابة أمه واجب مقدَّم على صلاة النافلة، حتى استحق أن تستجاب دعوة أمه عليه.

ومن هنا يظهر فضل العلم على فضل العبادة، فإن المرء بالعلم يكشف بين خير الخيرين وشر الشرين، ويسلم مما وقع به جريج على فضله وكرامته.

فعُلم أن الاستقامة التي تستفاد من العلم هي غاية الكرامة.

وفي القصة حاجة العبَّاد إلى الوحي والعلم، وأن مجرد إدراكهم حسن الأمور بعقولهم لا يجعلهم قادرين على المفاضلة، فبرُّ الوالدة حسن وصلاة النافلة أمرها حسن، ولكن التفاضل بين الأمور الحسنة لا يُدرَك إلا بالعلم، وبهذا يُجاب على سؤال: إذا كان الحسن والقبح عقليين فما الحاجة إلى الوحي؟

قال أحمد في «الزهد»: "1352- حدثنا روح، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: كان مطرف يقول: فضل العلم أحب إلى الله من فضل العبادة، وخير دينكم الورَع".

وقد رُوي هذا المعنى مرفوعاً، والصواب أنه من كلام مطرف، ويشهد له حديث جريج العابد.

وأوجه فضل العلم على العبادة كثيرة، وإنما المراد بيان هذا الوجه، ولا يعني هذا ترك العبادة المستحبة والزهد فيها، ويكفيك ما كان في شأن جريج من الكرامة في الدنيا مع ما ينتظره في الآخرة، والمرء لا يعول على الدنيا في أمر عبادته، وإنما يريد ما عند الله.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

09 Jan, 16:30


ظالم أم مظلوم!

قال المقريزي في ترجمة أحمد المعروف بصارو سيدنا في كتاب «درر العقود الفريدة» [1/342]: "قال لي، وقد جاءني بدمشق زائراً في سنة ثلاث عشرة وثماني مئة،
والناس إذ ذاك من الظلم في أخذ الأموال والعقوبة على أخذ أجر مساكنهم بحالٍ شديدة، وأخذنا نتذاكر ذلك فقال لي:
ما السبب في تأخُّر إجابةِ دعاءِ الناس في هذا الزمان، وهم قد ظُلِموا غاية الظلم؟
بحيث أنَّ امرأةً شريفةً عوقبت لعجزها عن القيام بما أُلزمت به من أجرة سكنها الذي هو ملكها مع قوله عليه الصلاة والسلام: «اتَّق دعوةَ المظلومِ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب»، وها نحن نراهم منذ سنين يدعون على من ظلمهم ولا يُستجاب لهم؟

فأفضنا في ذلك حتى قال: سببُ ذلك أن كلَّ أحد في هذا الوقت صار موصوفاً بأنه ظالم، لكثرة ما فشا من ظلمِ الراعي والرعية، وكأنه لم يبق مظلومٌ في الحقيقة، لأنا نجدُ عند التأمل كلَّ أحد من الناس في زمننا -وإن قلَّ- يظلمُ في المعنى الذي هو فيه مَن قَدَرَ على ظُلمه، ولا نجدُ أحداً يترك الظلمَ إلا لعجزه عنه، فإذا قَدَرَ عليه ظلَم، فبان أنهم لا يتركون ظُلمَ مَن دونَهم إلا عجزاً لا عِفة".

أقول: دعوة المظلوم يستجاب لها ولو بعد حين، وإن كان كافراً، ويستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي.

غير أنني أعجبني في هذا الكلام كون المظلوم ظالماً من حيث لا يشعر.

فمما خبرته من أحوال الناس: أن كثيراً منهم يرى الظلم يقع على غيره، فيسكت ولا يتحرك، وربما أثنى على الظالم وعظَّمه وربما أيَّد ظلمه.

حتى إذا وقع الظلم عليه شق ذلك عليه وأكثر التظلم وهو من قبل ظالم.

ربما يُبتلى المرء بولاية أو سلطة تمكِّنه من ظلم الناس.

ويعافى آخر فلا يُبتلى بذلك، فيأبى هذا المعافى إلا أن يشارك الظالم بظلمه عن طريق تأييد ما يفعل، فيُضيِّع دينه بدنيا غيره، وهؤلاء كثيرون اليوم.

وفي صحيح مسلم من حديث أم سلمة أن رسول الله ﷺ قال: "«إنه يستعمل عليكم أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع»، قالوا: يا رسول الله، ألا نقاتلهم؟ قال: «لا، ما صلوا»، أي: من كره بقلبه وأنكر بقلبه".

ولا شك من أن مقتضيات العدل أن يكون المظلوم الذي يُنكر الظلم -ولو بقلبه- ويواسي المظلومين في حال سلامته من الظلم، أقرب إلى إجابة دعوته من مظلوم قصَّر في هذا، فضلاً عن مظلوم كان ظالماً أو معيناً للظالمين.

وهذا ليس مختصاً بظلم الولاة، فهناك تظالم كثير بين الناس لا يفطن له كثيرون، فحتى بيئة طلاب العلم الشرعي تنضح بذلك.

وأهم من إجابة الدعوة: سلامة الدين في الآخرة، ففي الآخرة تنقلب الموازين ويصير المظلوم صاحب اليد العليا، وساعتئذٍ يتمنى من قصَّر في نصرته أن يكون قد أسرع في ذلك.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

08 Jan, 08:27


بين الهرمونات والذكورة السامة...

مما يتميز به عصرنا انتشار مفاهيم معينة بين الناس عن طريق مصطلحات، هذه المفاهيم تتحول إلى مرجعية يحاكَم إليها، فقد تُجعل سبباً في الإعذار وتُجعل سبباً في المؤاخذة.

إذا رأيت شخصاً يبرر سوء أخلاقه أو نسيانه لشيء معين بأنه من البرج الفلاني ستسخر منه، سواءً كانت مرجعيتك شرعية أو تجريبية.

وإذا رأيت شخصاً يبرر سلوكياته الإجرامية بأنه يسير خلف جيناته، سترى أن كلامه غاية في السخف.

هناك أمور من جنس هذا يتقبلها كثير من الناس.

وبسبب انتشار الفكر النسوي في زماننا والذي في ظاهره الدعوة للمساواة بين الجنسين، وفي حقيقته -في بلداننا- ممارسة (التمييز الإيجابي) لصالح الإناث، استفادة من خلط غير نزيه بين معانٍ شرعية أُخذت بانتقاء، ومعانٍ عرفية وثقافة ليبرالية وغيرها = انتشرت مصطلحات.

ومن ذلك مصطلحان، انتشرا ولا يفطن كثيرون لما في انتشارهما من تناقض.

الأول: الهرمونات.

وهذه كلمة تُستخدم عذراً للنساء في شيء من الرعونات الأخلاقية التي تصدر منهن، فيقول لك: (إن هذا بسبب الهرمونات)، وهنا يتعاملن بجبرية خالصة وكأنها لا خيار لها في الأمر، وأن ذلك من فطرة النساء.

ووجود أمر في النساء لا خيار لهن فيه (هرمونات) معناه أن لهن خصوصية تميِّزهن عن الرجال، لذا الأحكام الشرعية الخاصة بهن دون الرجال ليست محل إشكال مهما كانت، ما دامت ستُعلَّل بأوصاف خاصة بالنساء.

الثاني: الذكورة السامة.

وهذه كلمة تُستخدم ويُقصد مجموعة من الصفات التي لا تحبِّذها إناث معينات، ويسمونها (ذكورة سامة)، وكل أنثى عندها معيار خاص لـ(الرجولة) و(الذكورة السامة)، وصفات الرجولة هي الصفات المطلوب الإبقاء عليها، والذكورة السامة هي الصفات التي تُعامَل على أنها جريمة ويجب على الرجل التخلص منها.

ألم تفطن للثنائية؟

المرأة لا تطالَب بتغيير أخلاقها لأنها (هرمونات)، والرجل يطالَب بتغيير أخلاقه أو حتى رغباته كالرغبة بالتعدد لأنها (ذكورة سامة).

هذا تمييز إيجابي!

في الشريعة جاء مراعاة طباع النساء «أن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها» رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة.

ومع ذلك جاء تعليم النساء أن يجاهدن أنفسهن بضبطها، لأنهن مكلفات، وجاء خبر: «تُكثرن اللعن وتكفرن العشير»، والحديث في وعيد الناشز عن فراش زوجها باللعن.

فأمر (الهرمونات) إن كان موجوداً يُضبط بحدود الشرع، ولا يبرِّر المعصية.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

06 Jan, 07:01


ليس نفاقا بل كفارة للذنوب 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

05 Jan, 15:31


العلاقة بين الصلاة والشفاعة في النصوص الشرعية...

قال تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا (٧٨) ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [الإسراء].

المقام المحمود هو الشفاعة كما في الصحيح، ولا ينافي ذلك المروي الثابت عن مجاهد في الإجلاس على العرش، فالإجلاس إيذان بالشفاعة، كما بيَّنه غير واحد من أهل العلم.

وهذه الآيات تُنبِّه على أن الصلاة بفرائضها ونوافلها من أسباب تحصيل المقام المحمود الشفاعة.

وقال مسلم في صحيحه: "226- (489) حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح، حدثنا هقل بن زياد، قال: سمعت الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة، حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أبيت مع رسول الله ﷺ فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: «سل» فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: «أو غير ذلك؟» قلت: هو ذاك. قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود»".

وقد وردت رواية شارحة في عدد من المراسيل، فيها أنه قال: "ادع الله لي أن يدخلني الجنة، أو يجعلني في شفاعتك".

وهذا الحديث يتناسب مع الآية، فإذا كانت الشفاعة الأصل (استحقاق الشافع) تُنال بكثرة الصلاة، فريضة ونافلة، فكذلك الشفاعة الفرع (استحقاق المشفوع له) يُنال بكثرة الصلاة.

وفي حديث الشفاعة الطويل في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد: "وإذا رأوا أنهم قد نجوا، في إخوانهم، يقولون: ربنا إخواننا، كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويعملون معنا، فيقول الله تعالى: اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه".

فالصلاة من أسباب تحصيل شفاعة أهل الإيمان أيضاً، لمن استوجب النار من المصلين.

وفي حديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة في الصحيحين: «وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود».

فالصلاة في نفسها شافعة لبعض أعضاء ابن آدم ألَّا تأكلها النار، مع استحقاقه دخولها.

وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أنه قال: "قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله ﷺ: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال لا إله إلا الله، خالصا من قلبه، أو نفسه»".

فهنا ذكَر كلمة التوحيد، وفي الحديث الآخر ذكَر الصلاة، وبينهما مناسبة، وفي ذلك فائدة لطيفة:

وهي أنَّ (لا إله إلا الله) أعظم أعمال اللسان، ولا يصح إسلام المرء إلا بها، فلو صدَّق بقلبه ولم يتلفظ بها لم ينفعه ذلك، خلافاً للجهمية.

والصلاة أعظم أعمال الأركان، ولا يصح الإسلام إلا بها عند عامة أهل الحديث، «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر».

وفي صحيح مسلم من حديث ابن عباس: «ما من رجل مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلا، لا يشركون بالله شيئا، إلا شفعهم الله فيه».

هنا اجتمع أمر الصلاة (صلاة الجنازة) وأمر التوحيد «لا يشركون بالله شيئاً».

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

04 Jan, 18:00


قال أبو الحارث: "سألت أبا عبد الله (يعني أحمد ابن حنبل) عن الرجل يتخذ الشعر يُطوِّله؟

فقال لي: الفرق سُنَّة.

قلت: يا أبا عبد الله يُشهِر نفسه؟

قال: النبي ﷺ قد فرق شعره، وأمر بالفرق".

«الوقوف والترجل» للخلال.

فلم يعتبر الإمام أحمد أمرَ السُّنة شهرةً، وأنكر على من زعم ذلك.

قال أبو الفضل صالح بن الإمام أحمد: "جاء رجل من جيراننا قد خضب فدخل عليه (يعني على أبيه) فقال أبي: إني لأرى الرجل يُحيي شيئا من ‌السُّنة ‌فأفرح. فدخل فجعل يدعو له فجعل يقول له ولجميع المسلمين" «سيرة الإمام أحمد بن حنبل - لابنه صالح» [ص١٢٦].

قال الإمام أحمد: "رأيت الناس في مسجد الجامع -وذكر قلة الخضاب يعني بين الناس- قال عبد الله ابنه: فخضب" «العلل» برواية عبد الله [١٢١٧].

يريد أنه خضب إحياءً للسنة والله أعلم.

فانظر ثناء الإمام أحمد على من أحيا سنة -وهذا معناه أنها صارت مستغربةً في الناس- ولم يعده شهرة.

وهيئة الإنسان الملتزم في زماننا مميَّزة لغلبة الإسبال وحلق اللحى في الناس، وهي مشروعة بلا نزاع ولا يعدُّها أحد شهرة، فكيف إذا زدنا سنة في الأمر صار شهرة!

ومن عجيب ما خبرت من أحوال الناس: أن كثيراً من طلاب العلم لا ينصح المسبل بقوله: (ارفع إزارك)، مع ثبوت ذلك عن النبي ﷺ وعمر وغيرهما، لا يفعل ذلك بحجة الخلاف.

بينما تراه ينكر على من يرفع إزاره إلى نصف الساق، بحجة أنها شهرة.

فلا هو طبق السنة عند الإنكار ولا سكت على السنة!

والمشايخ أمثال ابن عثيمين براء من هذه الثنائية، ولكنني أنبِّه عليها، وهناك عادة في كثير من أهل الالتزام، وهي ضعفهم مع منكرات العامة وشدتهم على طلاب العلم.

واليوم انتكست عادات الناس، فصار لباس الرجال أستر من لباس النساء، فترى الرجل لا يُظهِر إلا رأسه أو وجهه، بينما المرأة في بعض المجتمعات تكشف قدمها، وفي أخرى تكشف ساقها ونحرها والمتعين ستره شرعاً وفطرة.

وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "مررت على رسول الله ﷺ وفي إزاري استرخاء، فقال: «يا عبد الله، ارفع إزارك» فرفعته ثم قال: «زد»، فزدت، فما زلت أتحراها بعد، فقال بعض القوم: إلى أين؟ فقال: أنصاف الساقين" [رواه مسلم].

وقال أحمد في مسنده: "٥٨٩١- حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن مبارك، عن أبي الصباح الأيلي قال: سمعت يزيد بن أبي سمية يقول: سمعت ابن عمر يقول: «ما قال رسول الله ﷺ في الإزار فهو في القميص»".

وهذا ثابت عن ابن عمر، والقميص هو ما نسميه اليوم الثوب أو الدشداشة.

وقد نبه بعض طلاب العلم أن الشيخ ابن عثيمين له كلام آخر يخالف هذا .

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

03 Jan, 21:16


لماذا زنوبيا وخولة بنت الأزور ؟ 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

02 Jan, 13:15


لماذا ذُكر الحلم والمغفرة بعد تسبيح السماوات والأرض ومن فيهن؟

قال تعالى: {تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا} [الإسراء].

تأمَّل أنه سبحانه ذكر تسبيح السماوات والأرض ومن فيهن، وذلك تنزيه وإثبات للكمال، ثم ذكر سبحانه اسم الحليم والغفور، فما المناسبة بين التسبيح والحلم والمغفرة؟

الجواب والله أعلم: أنك حين تعصي الله عز وجل في كون كله يسبِّح الله عز وجل، فذلك أقرب للمقت، فثوبك يسبِّح الله وأنت تعصيه، وظلك يسجد وأنت تعصيه، والأرض التي أنت عليها تنزهه وتعظمه وأنت تعصيه، فكل شيء يطيع وأنت تعصي، والعاصي بين الطائعين هيئته مخزية غاية.

ومما يُذكر بهذا المعنى أمر الأشهر الحرم والمحل الحرام، فهي أماكن طاعات وأوقات طاعات، المعصية تعظم فيها.

فجاء ذكر الحلم والمغفرة للتطمين، حتى لا يقنط المرء، والله أعلم.

قال عبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد»: "1490- حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو سفيان الحميري، حدثنا سفيان بن حسين قال: كان الحسن كثيرا ما يردد هذين الحرفين: اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك".

وهذا صحيح إلى الحسن البصري.

وقول الحسن هنا تفاعل مع المعاني القرآنية، فالتسبيح استحضار لأسماء الله وصفاته وتعظيم له سبحانه، فتذكر حلمه بعد علمه، وهذا في معنى الآية التي ذكرت الحلم بعد التسبيح، والتسبيح تنزيه وتعظيم يتضمن إثبات صفات الكمال، مثل الحلم، وتذكر عفوه بعد مقدرته، وهذا في معنى الآية، إذ ذكر سبحانه المغفرة بعد التسبيح، والتسبيح تنزيه يتضمن إثبات الكمال، ومن ذلك القدرة الكاملة.

وأهل الشرك دعوا غيره، وكأن غيره أعلم بهم من الله، ونفوا البعث، وكأنه سبحانه ليس قادراً على بعثهم، فالتسبيح فيه تبكيت لهم.

ومن مناسبة ذكر الحلم والمغفرة: ما جاء في قوله تعالى: {تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا (٩٠) أن دعوا للرحمن ولدا (٩١) وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا (٩٢) إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا} [مريم].

فهذه السماوات والأرض المسبحة المعظمة لله، لو تُرك الأمر لها لتفطرت السماوات وانشقت الأرض من عظيم مقالة النصارى، ولكن رب العالمين حليم يمهلهم، وغفور لمن تاب منهم.

فهذا حال السماوات والأرض مع هذا الكفر، لا التهنئة لهم والاحتفال بأعيادهم والانبطاح لهم، فليس هذا فعل المسبحين لله المنزهين له سبحانه.

وفي حديث النبي ﷺ مع أهل الطائف في الصحيح يقول له الملك: "يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال النبي ﷺ: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا".

فاختار النبي ﷺ باب الحلم والمغفرة.

والأخشبان جبلان، والجبال سبحت مع داود وعظَّمت: {ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد} [سبإ].

ومع نبينا ﷺ كانت مظهراً للحلم والمغفرة.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

01 Jan, 16:31


مر وقت طويل منذ آخر مرة تعقبت فيها حسنا السقاف، فقد بدأت بتعقباتي عليه في عام 2005 في سلسلة «الدفاع عن حديث الجارية»، ودامت التعقبات سنوات.

هنا يطعن حسن السقاف بمعنى الأثر المروي عن مالك: (والكيف مجهول) ويقول إن الثابت (والكيف غير معقول).

والطريف أن رواية (والكيف مجهول) ثبَّتها أعلام الأشعرية، ورواية (والكيف غير معقول) ثبَّتها أعلام من يراهم السقاف مجسمة وما رأوها مناقضة للرواية الأخرى.

فممن ذكر رواية (والكيف مجهول) من الأشاعرة: عبد القاهر البغدادي في «أصول الدين» والجويني في «العقيدة النظامية» والغزالي في «قواعد العقائد» والشهرستاني في «الملل والنحل» والرازي في تفسيره والقرطبي كذلك.

والسقاف لا يقلد أحداً من هؤلاء، غير أن مقلديهم قد يأخذون كلامه، فنذكر هذا لهم.

وهذه اللفظة وإن كان في إثباتها عن مالك نقاش، إلا أنها ثبتت عن غيره:

قال الخطيب البغدادي في تاريخه: "حدثني الحسن بن أبي طالب قال نبأنا أبو الحسن منصور بن محمد بن منصور القزاز -وذكر أن مولده سنة سبع وتسعين ومائتين- قال: سمعت أبا الطيب أحمد بن عثمان السمسار والد أبي حفص بن شاهين يقول: حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث النبي ﷺ: «إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا. فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علو؟».
فقال أبو جعفر الترمذي: النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة".

وهذا إسناد صحيح لأبي جعفر الترمذي الفقيه الشافعي المعروف.

وأما رواية (والكيف غير معقول) فقال الذهبي في «العلو»: "هذا ثابت عن مالك، وتقدم نحوه عن ربيعة شيخ مالك، وهو قول أهل السنة قاطبة أن كيفية الاستواء لا نعقلها، بل نجهلها".

وفهم الذهبي هذا هو فهم عامة من أورد الأثر، لذا تجد من لا يُشكُّ أنهم من أهل الإثبات يوردونه، كالدارمي وعبد الغني وابن تيمية وابن القيم، وغيرهم ممن لا يتوانى السقاف لحظةً عن رميهم بالتجسيم.

وهو يهمل الشطر الأول من الرواية: (الاستواء معلوم) أو (غير مجهول) والقصد أن معناه معروف، ومعلوم أن الناس في زمن مالك فسروا الاستواء بعدة تفسيرات مبناها على الإثبات.

قال اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة»: "662- وأخبرنا أحمد، أخبرنا عبد الله، ثنا ابن شيرويه، ثنا إسحاق، أخبرنا بشر بن عمر، قال: سمعت غير واحد من المفسرين يقولون: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5] قال: على العرش استوى: ارتفع".

وهذا إسناد صحيح، وبشر بن عمر الزهراني هو تلميذ مباشر للإمام مالك، وروايته عنه في صحيح مسلم والسنن.

وأما رواية: (وكيف عنه مرفوع) فهي بمعنى الروايات الأخرى، أي: لا يُسأل عن الكيفية، بدليل أن الرواية فيها: "{الرحمن على العرش استوى} [طه: 5] كما وصف نفسه".

ولو أردنا أن نتنطع كما يتنطع السقاف في تضعيفه لأحاديث الصحيحين والآثار التي لا تعجبه، مثل أثر مالك نفسه: "الله في السماء وعلمه في كل مكان" لقلنا إن هذه الرواية انفرد بها البيهقي، وفي سندها أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران انفرد الحاكم بالرواية عنه والثناء عليه، والحاكم متساهل جداً، والذهبي وصفه بـ(العدل) وهذا لا يفيد شيئاً بالحفظ، وتعديلات الذهبي ليست محل اعتماد عند السقاف، كما أن أحمد هذا يغرب أحياناً، فقد استغرب الحاكم له خبراً في «الموطأ»، ووالده وشيخه في الرواية ثقة حافظ، إلا أنه اختلط قبل وفاته بعامين، وابنه مكثر عنه، ولكن قد يكون سمع منه قبل الاختلاط وبعده معاً، كما حصل لكثير من الثقات، والرواية عندي ماشية بالجملة على حملها على معنى الروايات الأخرى، ولكنني أكايله مكايلة، فهو معروف بطعنه بأخبار الصحيحين وقوله إن أخبار الآحاد لا تفيد علماً، فكيف يعتمد رواية كهذه!

وقد روى البيهقي في «الأسماء والصفات» بسند رجاله ثقات عن ربيعة شيخ مالك أنه قال: "الكيف مجهول" العبارة التي استنكرها السقاف، وواضح أن رواتها رووها اعتقاداً، فقد رواها والد العجلي عبد الله بن صالح بن مسلم المقرئ، ولكن لا أحسبه أدرك ربيعة.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

31 Dec, 18:27


يناير سمي على اسم الإله الروماني يانوس.

كما ترون في هذه المطبوعة، كان له وجهان حتى يتمكن من رؤية المستقبل والماضي، وكان أيضاً إله الأبواب.

هذا المكتوب هنا في صفحة المتحف البريطاني.

وعدة أشهر سميت بأسماء وثنية.

والمضحك أن الشهر الأول في التقويم اليولياني كان الشهر الثالث.

ثم أُلحق لاحقاً شهر التطهير فبراير، وشهر الوثن الروماني يانوس.

والأوربيون النصارى نشروا ثقافة أسلافهم الوثنيين في كل مكان في الدنيا.

وصار الناس مقتنعين أن السَّنة تبدأ في الشهر الذي سمَّوه يناير، وبعضهم يفتي بجواز التهنئة ويقول: {وذكرهم بأيام الله}.

أيام الله حسب تقويم يوليانوس الوثني!

ليتنا نهتم بنشر التوحيد وبثِّه في العالم، كما بث هؤلاء بقايا الوثنية وأقنعوا الناس أن الإنسان (الطبيعي) بحسب تعبيرهم هو من يمشي عليها.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

31 Dec, 04:54


هل نحن مكان السياف ؟ 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

29 Dec, 23:05


روى الطبري في تفسيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "﴿فجاءته إحداهما تمشي على استحياء﴾. قال: لم تكن سَلْفعًا من النساء خرَّاجة ولَّاجةً، قائلةً بيدها على وجهها: ﴿إِنَّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا﴾".

أقول: الحاصل مخزٍ وفتنة، تتنافس الفتيات وهن خارجات بكامل الزينة في الحصول على (اللقطة).

ومجموعة من القنوات الإخبارية تعلي مشاهداتها بتصويرهن، وهذا فعل خسيس، معروف اسمه.

ولمَّا صوَّروا واحدة واثنتين واشتهرن، جاءت البقية ينافسن.

على نهج صويحبات يوسف، الظاهر التشجيع والباطن الاستعراض.

وحتى لو كنَّ يردن التشجيع فإن الواحدة منهن تجمع ملايين السيئات في لحظة واحدة تمرُّ بها عليها الكاميرا وتنتشر اللقطة في مواقع التواصل.

المرء يتذكَّر ذنوبه وما ينطق به لسانه، فيكاد يقنط لولا تذكُّر رحمة الله وكفارات الذنوب.

وهؤلاء الواحدة منهن تجمع ذنوباً تكفي قبيلة في لحظات تستعرض بها أمام الكاميرا وضرسها يضحك، هذا غير أن كثيراً ممن يراهن لا يحب البتة أن تكون أخته أو ابنته مكانهن، وإن زعم أنه يُظهِر لهن التشجيع.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

28 Dec, 20:10


دعوة نبي الله إبراهيم لم تقف عند الأمن...

قال تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} [إبراهيم].

هذه الدعوة لنبي الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ستراها تتكرر في مواقع التواصل بشطرها الأول فحسب: {رب اجعل هذا البلد آمنا}.

مع أن دعوته لم تقف عند هذا، بل قال بعدها: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}.

ومثل الأصنام كل ما يعبد من دون الله، من كواكب أو شجر أو قبر لرجل صالح أو نبي أو ملك.

وذلك أنه لا فائدة من الأمن الدنيوي إذا ضاع أمن الآخرة بالشرك.

قال تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} [الأنعام].

والظلم هو الشرك.

فكما يخاف المرء ممن يزعزع الأمن ينبغي أن يخاف وينفر ويهاجم من يزعزع أركان العقيدة ويُدخِل الناس في الكفر.

وكما أن أشياء كثيرة مبرَّرة في سياق (الحفاظ على الأمن)، فينبغي أن تبرَّر أمور كثيرة في سياق (الحفاظ على العقيدة).

وكما أن الناس لا يقبلون أن يوصف من يزعزع الأمن بأنه (شريك العقيدة) ويرون ذلك تهويناً، فكذلك من يدعو إلى النار لا ينبغي أن نخفف من شأنه بتسميته (شريك الوطن).

والمشاركة في فعاليات فيها دمار للعقيدة إجرام في حقك وحق أبنائك، فنبي الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وهو الذي كسر الأصنام بيده خاف على أولاده ودعا لهم أن يجنبهم الله هذا البلاء.

واليوم ترى المرء يجلب إلى بيته ما يزعمونه مواداً ترفيهيةً تحوي على كل كفر شرقي وغربي، ويتعرَّض لها الفتى من صغره ثم لا يعطيه التحصين الكافي، وبعدها يستغرب إن فسدت عقيدته وأخلاقه أو فسد عقله البتة!

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

27 Dec, 22:22


الظلم باسم القانون ( تعديلات مدونة هدم الأسرة المغربية ) 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

27 Dec, 12:11


فائدة: الأصل في الصلاة على النبي ﷺ في أوائل وأواخر الدروس العلمية…

جرت عادة الشيوخ أنهم في بداية الدروس يحمدون الله، وكثير منهم يصلي على النبي ﷺ.

وعامتهم يصلُّون على النبي ﷺ في آخر الدرس.

وذلك جارٍ في الكتب أيضاً.

فما الدليل على مثل هذا الالتزام؟

قال ابن القيم في «جلاء الأفهام»: "فصل الموطن الثالث والعشرون من مواطن الصلاة عليه ﷺ عند تبليغ العلم إلى الناس، وعند التَّذكير والقَصص، وإلقاء الدرس، وتعليم العلم، في أوَّلِ ذلك وآخرِه.

٤٤٣- قال إسماعيل بن إسحاق في كتابه: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي -وهو الجعفي- عن جعفر بن برقان، قال: كتب عمر بن عبد العزيز: (أما بعد فإن أناسا من الناس قد التمسوا الدنيا بعمل الآخرة، وإنَّ مِن القُصَّاص قد أحدثوا في الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عدل صلاتهم على النبي ﷺ، فإذا جاءك كتابي هذا فمُرْهم أن تكون صلاتهم على النَّبيِّين ودعاؤهم للمسلمين عامَّة، ويَدَعُوا ما سوى ذلك).

والصلاة على النبي ﷺ في هذا الموطن، لأنه موطن لتبليغ العلم الذي جاء به ونشره في أُمَّته، وإلقائه إليهم، ودعوتهم إلى سُنَّته وطريقته ﷺ. وهذا من أفضل الأعمال وأعظمها نَفعًا للعبد في الدنيا والآخرة".

أقول: الخبر الذي أورده ابن القيم عن عمر بن عبد العزيز إسناده صحيح، وهو في مصنف ابن أبي شيبة.

ووجه دلالته في قوله: "وإنَّ مِن القُصَّاص قد أحدثوا في الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عدل صلاتهم على النبي ﷺ".

فعُلِم أن عادتهم الصلاة على النبي ﷺ في مجالس الدرس.

وكلمة (قصص) كانوا يطلقونها على مطلق مجلس العلم.

كما في «صحيح البخاري» من قول ابن سلول للنبي الكريم ﷺ: "فلا تؤذنا به في مجالسنا، فمن جاءك فاقصص عليه".

وأثر عمر هذا أقوم شيء في الباب وأوضحه.

ويبدو لي مناسبة بين مجالس العلم والصلاة على النبي ﷺ، وهي أن كليهما موجِب للذِّكر عند الله عز وجل.

فالصلاة على النبي ﷺ يصلِّي بها الله عليك عشراً، وهذا ذكر عنده في الملأ الأعلى.

ومجلس الذِّكر داخل في الحديث «وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم».

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة واللفظ للبخاري: «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم، ما يقول عبادي؟ قالوا: يقولون: يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك، ويمجدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك! قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيدا، وأكثر لك تسبيحا، قال: يقول: فما يسألوني؟ قال: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا، والله يا رب ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا، وأشد لها طلبا، وأعظم فيها رغبة، قال: فمم يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا، والله ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارا، وأشد لها مخافة، قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم».

وتأمَّل ذكر الملائكة في حضور مجالس العلم.

وحضورهم في قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} [الأحزاب].

وفي قوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط} [آل عمران].

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

26 Dec, 15:16


دولة الكيان الصهيوني لا تحتفل بأعياد الميلاد لأن غالب سكانها يهود.

وروسيا لا تفعل لأن الكنيسة الأرثذوكسية تخالف الكاثوليكية الغربية في موعد الميلاد.

وكذلك الصين لأن غالب أهلها ليسوا نصارى.

ومثلها تركيا.

وقد جاء خبر -لا أدري عن صحته- أن دمشق اعتزمت جعل يوم الميلاد عند الكاثوليك عطلة!

ورأيت من يطبل ويزمر لهذا الأمر.

هناك فرق بين مراعاة الأقليات، وبين الخضوع للأقليات حتى تفقد الأكثرية هويتها.

نسبة المسلمين في كثير من البلدان أكثر من نسبة النصارى في بلداننا، ومع ذلك لا يراعون البتة في أمر العطل ويطالبون بالاندماج.

بل لا تراعى خصوصياتهم الدينية وما يرونه حراماً، فيُجبِرون بناتهم على حضور حصص السباحة.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

25 Dec, 20:51


حديث يوعظ به أصحاب ( مزاين الإبل ) 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

25 Dec, 16:38


هذا المقال كتبه الأخ خالد الصغير قبل ثلاثة أشهر.

واليوم حادثة رفع الصليب و(بدنا نضويها) تؤكد على ما قال آنذاك، ونحسب ذلك من الفراسة.

ومن أكثر الأمور التي استفزتني بالأمس حديث كثيرين عمن فعلوا ذلك الفعل بالشجرة باحتقار باعتبارهم (أجانب) ليسوا (سوريين).

وهؤلاء الأجانب أسوأ أحوالهم أنهم ضيوف، والواقع أنهم قوم قاتلوا وتركوا ديارهم وأهليهم، لا يحرِّكهم سوى الأخوَّة الإيمانية، وكان لوجودهم أثر في كل ما تحقق من خير، ثم يُجزَون بأن يُتحدَّث عنهم بهذه الطريقة السيئة.

ولو فُرض أنهم أخطأوا خطأ عظيماً، ففي سابقتهم وتضحياتهم ما يجعل الأمر محتملاً لهم.

والعجب من الصحف الغربية الخائفة من موضوع حرق الشجرة وهم بالأمس يباركون حرق المصاحف!

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

24 Dec, 15:12


قال ابن القيم الحنبلي في كتابه «أحكام أهل الذمة»: "224- فصل
قولهم: "ولا نُظهِر عليها صليبا"
لمَّا كان الصليب من شعائر الكفر الظاهرة كانوا ممنوعين من إظهاره، قال أحمد في رواية حنبل: "ولا يرفعوا صليبا، ولا يُظهروا خنزيرا، ولا يرفعوا نارا، ولا يُظهروا خمرا، وعلى الإمام منعهم من ذلك.
وقال عبد الرزاق: حدثنا معمر، عن عمرو بن ميمون بن مهران قال: كتب عمر بن عبد العزيز أن يُمنع النصارى في الشام أن يضربوا ناقوسا، ولا يرفعوا صليبهم فوق كنائسهم، فإن قُدِر على من فعل من ذلك شيئا بعد التقدم إليه فإنَّ سلبه لمن وجده".
وإظهار الصليب بمنزلة إظهار الأصنام، فإنه معبود النصارى كما أن الأصنام معبود أربابها، ومن أجل هذا يُسمَّون عباد الصليب.
ولا يُمكَّنون من التَّصليب على أبواب كنائسهم وظواهر حيطانها، ولا يُتعرَّض لهم إذا نقشوا ذلك داخلها".

قال ابن كثير في «مسند الفاروق»: "قال الحسن بن عرفة حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن زيد بن رفيع عن حزام بن معاوية قال: "كتب إلينا عمر بن الخطاب أن أدبوا الخيل ولا يرقعن بين ظهرانيكم الصليب ولا تجاورنَّكم الخنازير" إسناد جيد".

ولهذا الخبر طرق عن عمر أفردتها بمقال خاص.

وتابع عمر على ذلك عمر بن عبد العزيز، وبه أفتى فقهاء الأمصار.

فلو فرضنا أنك تسمح للنصارى بذلك من باب المداراة والمصلحة التي تزعمون، فما عذرك وأنت مسلم بهذا الفعل؟

ولن يعتب عليك القوم إن لم تفعل، فهم يعرفون عقيدتك.

ومن النصارى شهود يهوه يدبِّجون المقالات في أن الصليب وثن وأن شجرة عيد الميلاد وثن.

لا مشكلة بمراعاة المصلحة، غير أن المشكلة الكبرى بالتوسع في مراعاة المصلحة، حتى تذهب الثوابت ويتحول الأمر إلى براغماتية.

نعمة الله تشكر بالتزام شرعه، والحي لا تؤمن عليه الفتنة، وكما أن هناك هلاكاً من باب الغلو والشدة، فهناك هلاك من باب التسامح الزائد.

ونرجو للسلطة الجديدة في الشام الهداية والتوفيق والسداد، والكل يشد على أيديهم في كل عمل طيب يقومون به، والنصيحة لا بد منها، وسعة الصدر للنصائح لا ينبغي أن تكون فقط أمام الغربيين المتغطرسين والعلمانيين المجرمين.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

23 Dec, 18:07


الإرهاب العلماني المحمود والانتقامية العلمانية الضرورية...

حين تخاطب أي عالماني يصور لك أن العالمانية حالة وردية متسامية عن كل ما يخدش تلك البراءة الطفولية التي يرسمها لك، وأنهم وصلوا إلى حال من المسالمة ما وصل إليها دين قط، ويعيب على أهل الأديان ما يسميه "نصوص العنف والكراهية".

غير أنك إذا نظرت إلى واقعهم تجد أنهم يستبيحون كل ما يعيبونه على غيرهم وأشد، تحت بند (ثمن الحرية) أو ما يمكن أن نسميه (الضرورات العالمانية).

فلكي تزني تلك ويسمع ذاك الغناء ويحتفل الآخر بالكريسماس ويسبُّ ذاك ربَّ العالمين في الشارع؛ بارك كثير منهم البراميل المتفجرة التي تسقط على الأطفال والعُزَّل والنساء!

يقول تيري إيغلتون في كتابه «الإرهاب المقدس»: "إن الإرهاب فكرة سياسية، وإنه ظهر بهذا المفهوم في الثورة الفرنسية، ضمن إرهاب اليعاقبة ورثنا كلمة (الإرهابي) وإذا فهمنا أن الإرهاب كمفهوم سياسي بدأ في الثورة الفرنسية، فهذا يقودنا انه بدأ كإرهاب دولة وهو الشكل الذي اتخذه في معظم الأحيان" (نقلاً عن كتاب «العلمانية أصل الإرهاب والاستبداد الحديث» لممدوح الشيخ).

وفي أيام الثورة المصرية (ثورة 25) وجدنا حلمي النمنم في مداخلة له حول الدستور المصري (في قناة (ON tv) المصرية منشورة في 27/7/2013) يصرح أن مصر علمانية بالفطرة وليست متدينة بالفطرة وأن الدولة الحديثة لها ثمن وأن هناك دماء سوف تُسفك (كثمن)!

وفي كتاب «الإرهاب حرب أهلية في الثورة الفرنسية» للبريطاني دافيد أندرس يُحمِّل الثورة الفرنسية المسؤولة عن ظهور إيديلوجيا إبادة المعارضين السياسيين، حيث شهدت فرنسا أول مذبحة في العصر الحديث، عندما أباد جيش الثورة الفرنسية نحو ربع مليون نسمة من سكان (فنديه) بينهم ثلاثون ألفاً أُدينوا أمام قضاء استثنائي.

وكتب العلماني المصري أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور مقالاً بعنوان "جريمة رائعة" في جريدة المصري اليوم بتاريخ 3 مارس 2008، أثنى فيها على مذبحة القلعة الشهيرة التي قام بها محمد علي، وأننا لا ينبغي أن نقف عند الوحشية فيها، وإنما ننظر إلى نتائجها الجيدة لاحقاً! وقال إن وطن حضاري جامع لن يبدأ إلا على جثث تلك العصابات!

وفي الثورة الفرنسية عوقبت قرى كاملة لإظهار التململ من الثوار، وقد أنشأ روبسير لجان المراقبة الثورية في مارس 1793، وكُلِّفت بإعداد قوائم مشبوهين وتوجيه التُّهم إليهم، وأُنشئت لجنة الإنقاذ الوطني التي كانت سرية، وكان على السلطة التنفيذية تنفيذ قراراتها كلها وبشكل عاجل، ووصف الجيروند هذه اللجنة بالدكتاتورية، فردَّ (مارا) قائلاً: (إنما بالعنف نُحقِّق الحرية وقد آن الأوان لنُنظِّم طغيان الحرية لنسحق طغيان الملوك).

والعجيب أن هذه الثورة هي الملهمة لعامة التنويريين في بلادنا ويبدو أنهم حين أيَّدوا أنظمة وحشية كانوا سائرين على هذا الهراء، فتجدهم يُعلِّمون الشباب الصغار اتِّهام الدين بالوحشية، وهم يؤيِّدون ويطبِّقون أشدَّ صور ما يسمونه وحشية ويستفيدون من نتائجها.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

22 Dec, 15:51


تغليف الجحد وفرض المذهب باسم الحياد ( ترند الدولة العلمانية ) 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

21 Dec, 04:11


ماذا سنمسح لو قيل للواحد منا: (ستموت غداً)؟

هناك عبارة قرأتها مراراً في كتب التراجم، وهي عبارة: "غسله قبل موته".

وتلك طريقة كانت يُعدِم بها بعض الناس مؤلفات لهم، بأن يغسله ويُذهِب عين الكتاب ويختفي.

جاء في ترجمة أبي بكر السمعاني (والد أبي سعد صاحب «الأنساب» وابن أبي المظفر صاحب التفسير) في عدة مصادر منها «شذرات الذهب»: "وله شعر كثير، قيل إنه غسله قبل موته".

وهذه الجملة وردت أيضاً في عدد من تراجم جعفر بن القاضي القاسم الشافعي.

وجاء في ترجمة شجاع الذهلي الحافظ الكبير الجليل أنه كتب ذيلاً على «تاريخ بغداد» وأنه غسله قبل موته.

هؤلاء العلماء وغيرهم كتبوا أموراً في حياتهم، منها الشعر أو مؤلفات فيها توسع بذكر أمور لا تُرتضى، فلما قاربوا الموت شعروا أنه لن ينفعهم إلا ذكر الله وما والاه.

وأنه من الخير له أن تختفي هذه المصنفات من الدنيا، فلو مدحها الناس وأثنوا عليها فليست من زاد القبر.

ولا زلت أذكر عامياً من أهل بلدنا -وهو رياضي- ذكر في مقابلة تلفزيونية أن والده كان شاعراً، ولكنه أخفى ديوان والده وما نشره خوفاً من أن تُغنَّى قصائد والده ويلحقه الإثم في قبره.

واليوم في ظل مواقع التواصل كثير منا كتب كلاماً كثيراً لا يدري ما تحته، فلو قيل لنا: (ستموت غداً) أو (ستموت بعد شهر) فأحسب أن عامتنا سيحذف شيئاً كثيراً مما كتبه في تتبع الأحداث أو التعليق أو التظارف.

وأشفق جداً على من ينشرون البدع والضلالات ومن ينشرون صور المتبرجات، حتى وإن كان ذلك على سبيل الرد عليهن أو الاستهزاء بهن.

بعض الناس خوفاً من الحكومات يُراجِع حسابه وتغريداته القديمة، لعل تغريدة تتسبب في سجنه أو محاكمته.

ولا يدري بعضهم أن هناك تغريدات لا يعاقِب عليها أحد في الدنيا، ولكنها قد تحبسك سنين في جهنم.

وفي المقابل ربما كلمة خير أو نشر سنة أو توحيد أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر قد يكون سبباً في دخولك الجنة.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

19 Dec, 20:55


كلامه الأول عن سب الله عز وجل حسن غاية بالجملة (بغض النظر عن الحديث عن انتشار الأمر ودقته).

وعلى كل مسلم مسئولية في إنكار هذا المنكر والاشتداد في ذلك، حتى يُرفع هذا الشر من الأرض المباركة.

قال تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم} [محمد].

وتأمَّل حديثه عن ترهيب الضابط النصيري بقوله إنه صوفي: "احلف بشرفك أنك صوفي" وابتسامته وارتياحه.

الفكر النسوي يتكلم عن مظلومية المرأة (المزعومة) على مر التاريخ، ويريدون تعويض النساء عن تلك المظلمة.

والشيعة في العراق بعد سقوط صدام حسين كانوا يتكلمون عن مظلوميتهم ويبرِّرون كل الامتيازات التي يحصلون عليها بأنهم كانوا مضطهدين أيام صدام.

فلِمَ لا يحق للسلفيين أهل السنة أن يتكلموا عن مظلومية في سوريا دامت طويلاً؟

ولا بد من تعويضهم عن ذلك التغييب والتضييق، لا أن يعذَّبوا في عهد القمع ويُتهموا بالتطرف في وقت الحرية!

وما ذكره عن هؤلاء المتصوفة الأشاعرة (وهم شيء واحد) صاروا فيه على طريقة أسلافهم المتجهمة الذين يتقربون من أئمة الجور وينشرون مذهبهم.

قال ابن الحنبلي في «الرسالة الواضحة»: "في زمن المأمون، وجرى منهم ما جرى، فكان آخر البدع ظهوراً مذهبُ الأشعري.

وتولَّى نُصرتَه الظلمةُ وأربابُ الدُّنيا، وأصحابُ المظالم، القائلين بما يخالف الشرع من النِّجامة والفلسفة والإدمان على المظالم والفسق؛ لتعلم أن هذه البدعة شرُّ البدع بظهورها آخر الزمان، وانتشارها في فاسد البلدان، وركوب دعاتها التموية والمحال، والكلام المزخرف، وفي باطنه الكفر والضلال، فزمانُ هذه البدعة أخبث الأزمنة وأتباعها أخبث الأمة، ودعاتها أقل أديان هذه الملة.

وقد قال النبي ﷺ: «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً، فيا طوبي للغرباء»".

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

18 Dec, 16:58


ألبسه ربطة عنق يصِر مقبولاً...

يظهر العالمانيون ومن شابههم من المنتسبين للدعوة الإسلامية دائماً بصورة الواقعيين المدركين لواقع العصر، وأنهم أولئك الذين لا يريدون مطاردة أحلام الإسلاميين في استعادة زمن قد ولَّى، وأحياناً يظهرون بصورة الحامين للمجتمع من الوحشية الإسلاموية أو الرجعية والتخلف، وهكذا تراهم يلوكون مصطلحات لا أدري إن كانوا يفهمونها أم لا، ولكن المؤكَّد أن المتلقي لكلامهم لا يضبطها، وإنما يحضر في ذهنه مجموعة من الصور القاتمة التي كوَّنها الإعلام.
أنا كنت أظن أن أطروحاتهم عميقة ومبنية على دراسة ومشاهدة على بطلانها، ولكن ظهر لي بعد زمن أن كثيراً منهم لا يختلف عن مراهقة كونت كثيراً من تصوراتها عن طريق متابعة الدراما وقراءة الروايات.

بعد سقوط نظام الأسد في سوريا ألحَّت في ذهني أفكار عديدة.

كانوا يصوِّرون لنا أن نظام عقوبات فيه جلد ورجم وقطع يد سيعيش المجتمع تحته في رعب عظيم، وأن الدول الأخرى لن تتعامل معنا والحال هذه (تأمَّل السذاجة وكأنَّ هذه الدول تُهمُّها القيم أكثر من المصالح)!

وقد رأينا بأعيننا نظاماً عنده سجون بلغت الغاية من الوحشية، ومئات الآلاف من السجناء بلا تهم حقيقية، ومقابر جماعية تضم مئات الآلاف، وقتل الملايين وانتهاك الأعراض، ووسائل تعذيب بلغت الغاية من القسوة.

وهنا أكلِّم القوم على عقولهم، وإلا فعندي لو يُرجم ألف شخص فذلك عمل صالح طيب إن كان بحق، وإن سُجن شخص واحد -مجرد سجن- ظلماً فهذا أعظم من الرجم بحق، ولكنهم دائماً يجردون الأمر عن سياقه ويقفون عند صورة العقوبة سواءً كان المُعاقَب ظالماً أو مظلوماً.

باسم الأمن ارتكبت كل هذه الفظائع وتُرتكب في كل مكان في العالم، فلماذا نستشنع أن تُرتكب باسم الأمن عقوبة واردة في القرآن؟

ولاحظ أنهم أشغلوا الزمان في مطاردة عقوبات لا حضور لها في الواقع إلا نادراً، بينما هم في غفلة عن هذه الفظائع.

يصورون لك أن تقسيم الناس على أساس دينهم أمر عظيم ولا يناسب العصر، بينما تحكم أقليات كالنصيرية أغلبية أكثر من خمسين سنة ويضطهدونها بناءً على تقسيم عقائدي (علوي وسني)، وحتى الهند فإن الهندوس فيها يفعلون ما يفعلون بالمسلمين والكل يرى أن التعامل معها ضرورة!

ولا يُعامَل السلفيون معاملة أهل الذمة مثلاً، بل يعامَلون معاملة الطوائف المرتدة، فتوضع أسماؤهم في كشوفات تذكِّرك بمحاكم التفتيش!

إجبار النساء على الحجاب معضلة كبيرة، بينما إجبار الناس على ترك صلاة الفجر أو ترك الصلاة أثناء الخدمة العسكرية ومحاربة الحجاب والنقاب في عدد من الدول الأوروبية، كل ذلك أمر يمكن أن تمشي معه الحياة وينزل معه المطر ويأكل الناس وينعمون، بينما سيلحق بهم القحط إن منعوا التبرج كما تمنع عموم الأنظمة انتقاد النظام أو تمنع الأنظمة الغربية من نقد الكيان الصهيوني أو التشكيك بالهولوكست أو نقد المثلية الجنسية!

من الأمور العجيبة: أنهم تضايقوا من راية (لا إله إلا الله،) فجاءهم بعض الناس بالرئيس الأمريكي وقد وضع راية حزبه إلى جانب علم الولايات المتحدة، ومن سنوات طوال هكذا نستدل عليهم بوجود الأمر في الغرب، وكأنَّ الغرب وقفوا على شفير المستحيل فكل ما لم يفعلوه فهو مستحيل، وما وقع منهم فهو ممكن، وهذا إيمان أعمى عجيب يتجاوز حتى البداهة العقلية في أن الممكن أعم من الواقع! وهذا الإيمان يتبدد إن وجدوا من يقمع الإسلاميين بأمر زائد عما في الغرب، فهنا يصيرون يدركون خصوصية المجتمع!

وعلى كثرة حديثهم عن التعددية هم محصورون في قالب الدولة الحديثة، ليس فقط مؤسسياً، بل حتى شكلياً، فلا بد من ربطة العنق والتشبه بالهيئة الغربية قدر المستطاع، حتى يطمئن العالمانيون على سنَّتهم التي هي ليست قشوراً وشكليات، بينما السنة النبوية التي يرجو فيها المرء الثواب قشور وشكليات وتعيق عن الوصول إلى القمر.

ومن أكثر الأمور طفوليةً أنه لا يجبرك على اعتقاده، ولكنه يجبرك أن تكون دولتك مبنية على نتائج اعتقاده، فهو لاديني يرى الدين أمراً ثانوياً، فإذا بنيت دولة فعليك أن تراعي هذا المعنى، وهم هكذا ليسوا مؤدلجين ولا مجبِرين لغيرهم على أفكارهم!

ودول عانت الحصار الاقتصادي والعقوبات الدولية والحروب الداخلية والاختلاسات، وبقيت قائمة يخوفونها وغيرها من ذهاب بعض مصادر الاقتصاد المحرمة.

وهذا كله خطاب مع القوم على عقولهم وإلا فباب المصالح وترتيبها عندنا مختلف.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

17 Dec, 14:26


كيف شكر نبي الله سليمان نعمة التمكين ؟ 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

16 Dec, 14:57


هذا مغرد أمريكي محافظ يقول: في حلقة الليلة على قناة سي بي إس، عاد سكوت بيلي بالزمن إلى الوراء وأظهر الأسد وهو يقصف المدنيين والمستشفيات وقال: هذه جريمة حرب!

‏لا يوجد أي ذكر لتحويل إسرائيل كافة مستشفيات غزة إلى أنقاض و25 ألف قتيل من المدنيين الفلسطينيين!
‏النفاق النموذجي لوسائل الإعلام النخبوية في نيويورك وتغطيتها لجرائم الحرب الأسوأ التي ارتكبتها إسرائيل في غزة ولبنان!

أقول: ازدواجيتهم يدركها كل عاقل.

فتراهم في ديار الإسلام يتكلمون عن حقوق الأقليات، وإذا ذهب المسلم إلى بلادهم طالبوه بالاندماج.

تراهم يقولون نريد أن نضمن للمرأة حريتها في سوريا، بينما تحارب دول أوروبية الحجاب، وتفرض على الأطفال أموراً تخالف عقائدهم وثوابتهم الدينية، مثل: حصص السباحة المختلطة واحتفالات متعلقة بدعم الشذوذ الجنسي.

مصطلحات مثل (جرائم حرب) (حقوق المرأة) (حقوق الأقليات) تُستخدم مثل حصان طروادة لتحقيق الاختراق وفرض الأجندة والابتزاز، وإن شاءوا تجاوزوا كل ذلك أيضاً لمصالح.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

15 Dec, 15:07


القول بأن رأس نبي الله يحيى بن زكريا -عليهما الصلاة والسلام- موجود في الجامع الأموي بدمشق محض خرص ولا دليل عليه، وممن ذهب لهذا من المعاصرين ممن ليس سلفياً الدكتور وهبة الزحيلي.

قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» في حوادث ٣٥٧ وهو يتكلم عن نقفور: "ثم سار إلى كفر طاب، وشيزر، ثم إلى حماة وحمص، فخرج من تبقى فيها، فأمّنهم ودخلها، فصلى في البيعة، وأخذ منها رأس يحيى بن زكريا، وأحرق الجامع.
ثم سار إلى عرقة فافتتحها".

وقال عبد القادر النعيمي في «الدارس في تاريخ المدارس»: "وقيل إن رأس يحيى بن زكريا نقل من دمشق إلى بعلبك ثم نقل منها إلى حمص ثم نقل منها إلى حلب".

وجاء في كتاب «البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان» لعماد الدين الأصفهاني المتوفى ٥٩٧ وهو يتكلم عن سنة ٤٣٥: "وفيها وُجد في قلعة حلب رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام".

وذكر سبط ابن الجوزي في «مرآة الزمان» ثلاثة أقوال في موضع رأس يحيى بن زكريا.

والروايات التي تذكر أن رأسه في جامع دمشق الأموي تتكلم عن زمن الأمويين، وكلها لا تصح، ولو فرض أنه وُجد هناك فواضح مما ذكرته أعلاه أنه نُقِل.

وقد ذكر هذه الروايات الربعي في «فضائل الشام» وعامتها لا تصح، فخبر عن الأوزاعي في سنده أحمد بن عبد الله بن الفرج مجهول الحال، ويرويه عن أبيه وهو مجهول نادر الرواية جداً، وخبر آخر عن الوليد بن مسلم فيه شيخ تمام لا يُعرف، وكذلك الخبر الذي بعده عن زيد بن واقد فيه مجاهيل، وكذا خبر سعيد بن المسيب، فثلاثة أخبار مدارها على أبي شبيب محمد بن أحمد بن المعلى، وهو مجهول نادر الرواية جداً، وأما الخبر الذي يليه عن زيد بن واقد ففيه عبد الرحمن بن عمر بن نصر معتزلي متهم، والخبر الأخير فيه إبراهيم الغساني كذاب، فالباب كله واه.

ولذا ما قاله شيخ الإسلام إن قبور الأنبياء لا تُعرف إلا نبينا ﷺ هو التحقيق، ولو ثبت مكانها فتحري الدعاء عندها لا يصلح، والصحابة لمَّا وجدوا قبر نبي الله دانيال أخفوه.

قال الشافعي في «الأم»: "وأكره هذا للسُّنة والآثار، وأنه كُرِه والله تعالى أعلم أن يُعظَّم أحد من المسلمين يعني يُتخذ قبره مسجدا".

وفي «الفروع» من كتب الحنابلة في التعليل لعدم صلاة الجنازة على النبي ﷺ: "وقال صاحب الخلاف والمحرر: إنما لا يصلَّى عليه الآن، لئلا يُتخذ قبره مسجدا، وقد نَهى عنه".

وأما بناء مقام على ما يُزعم أنه رأس يحيى بن زكريا وتحري الصلاة والدعاء عنده فهذا خارج بحثنا، هو المحدثات والبدع قطعاً.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

14 Dec, 16:06


مما يدلك على الهوى في كلام هذا المتحدث أنه نفى صحبة الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- المتفق عليها، وقد مات النبي ﷺ وهو طفل مميز، ويبدو أنه ينفي فضائله.

ثم أثبت صحبة جماعة، إما لا تثبت صحبة الواحد منهم أو هي مختلف فيها أو هو كان صغيراً حين مات النبي ﷺ مثل الحسين!

فأما عبد الرحمن بن أبزى: فهو مختلف في صحبته، وذكره ابن سعد في «الطبقات» فيمن مات النبي ﷺ وهم حدثاء أسنان، فهو لا يختلف عن الحسين إن ثبتت صحبته (والجمهور على إثباتها).

والمضحك أنه لا علاقة له بقتلة الحسين، بل مشهور أنه من ولاة علي بن أبي طالب وقد استخلفه علي على خراسان.

وفي «الإصابة»: "وأسند من طريق جعفر بن أبي المغيرة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال شهدنا مع علي ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة ثمانمائة نفس بصفين فقتل منا ثلاثمائة وستون نفسا".

ولا ذكر له في مقتل الحسين عند الطبري وغيره، وإنما ذكر أمره أبو حنيفة الدينوري برواية بلا إسناد، واعتمدها الرافضة ونشروها ظلماً للرجل، وقلدهم هذا الجاهل، ولو كنا سنأخذ بكل رواية فلنأخذ برواية شهوده لصفين مع علي!

وهذه الشبهة اعتمدها علي الكوراني ونشرها وقلده الشيعة، مع أن عامة كتب المقاتل تهمل ذكره.

وأما عمرو بن الحجاج الزبيدي: فالرواية الوحيدة التي تثبت صحبته في كتاب وثيمة وهو متهم بالكذب، فروايته شبه العدم ولا يوجد دليل على أن عمرو بن الحجاج هو نفسه المذكور في مقتل الحسين وليس تشابه أسماء.

وأما عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي: فهو صغير عند وفاة النبي ﷺ، وقال ابن حبان: "يقال له صحبة".

والرواية التي تذكره في قتلة الحسين فيها لوط بن يحيى، وفيها عمرو الحضرمي شيعي كذاب، كان يقول إن علياً في السحاب! فكيف تزعم حرب الشيعة وأنت تصدِّق أكاذيبهم على أصحاب محمد ﷺ، فهم إنما يريدون التشويه.

وأما عمرو بن حريث: فلما توفي النبي ﷺ كان عمره ١٢ عاماً، والحسين عمره ٧ أعوام، فما الفارق الكبير بينهما حتى يعدُّ أحدهما صحابياً والآخر لا؟

والرواية المذكورة في سندها خالد بن يزيد بن أسد القسري متروك، قال ابن عدي إن أحاديثه كلها لا يتابع عليها، وهذه صفة منكر الحديث.

فمن يضعِّف فضائل الحسين كيف يعتد بمثل هذا؟

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

13 Dec, 21:58


تكريم الفحش والبذاء وإهانة النساء في ميدل بيست 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

13 Dec, 08:30


خلاصة هذه الشبهة أن عبد الله بن أبي بن سلول المنافق (رأس النفاق) شهد بدراً، فكيف يُزعم أن أهل بدر مبشرون بالجنة؟

هذه الشبهة كان الروافض يلقونها قديماً، والآن صار يلقيها بعض الناس الذين يزعمون الرد على الرافضة، ولكن أوقعهم ذلك بالطعن في علي بن أبي طالب رضي الله عنه وإعادة إنتاج شبهات الرافضة ولكن بلبوس ناصبي.

قال البخاري في صحيحه: "3008- حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: لما كان يوم بدر أتي بأسارى، وأتي بالعباس ولم يكن عليه ثوب، فنظر النبي ﷺ له قميصا، فوجدوا قميص عبد الله بن أُبَيٍّ يقدر عليه، فكساه النبيُّ ﷺ إياه، فلذلك نزع النبيُّ ﷺ قميصه الذي ألبسه".

هذا هو الحديث وليس فيه أن عبد الله بن أُبَيٍّ شهد بدراً، وإنما حصلت قصة الكسوة في المدينة، وقول جابر «لما كان يوم بدر أُتي بأسارى» يعني للمدينة من أرض بدر.

ودليل ذلك الروايات الأخرى عن ابن عيينة:

قال النسائي في سننه: "1902- أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري البصري، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، سمع جابرا، يقول: «وكان العباس بالمدينة، فطلبَت الأنصارُ ثوبا يكسونه، فلم يجدوا قميصا يصلح عليه إلا قميص عبد الله بن أُبَيٍّ فكسوه إياه»".

تأمَّل قوله: «وكان العباس بالمدينة» يعني أن القصة حصلت في المدينة بعد العودة، وليس في أرض معركة بدر.

ورواه سعدان كما في جزئه عن ابن عيينة بهذا اللفظ: «كان العباس بن عبد المطلب في المدينة».

وكذا رواه علي بن حرب الطائي عن سفيان بن عيينة بهذا اللفظ الكاشف.

وأهل بدر محصورون معروفون، وقد جمع فيهم غير واحد مصنفات، ولم يذكروا هذا المنافق فيهم.

وطارح الشبهة مشكلته أنه لم يتعلم، وإنما أخذ دينه من الجدل.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

08 Dec, 23:05


انتشرت جداً هذه التغريدة المؤلمة؛

وذكَّرتني بأمر كتبته قبل خمسة أعوام في شأن مثل هذه المرأة وأشباهها.

إذ أنهن يتعرضن لظلم عظيم حتى بعد خروجهن، وهنا المنشور:

https://t.me/alkulife/5796

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

08 Dec, 02:52


وهزم الأحزاب وحده ( كلمة عن تحرير سوريا من النظام النصيري ) 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

08 Dec, 00:17


بمناسبة تحرير حمص: ثناء الإمام أحمد على أهل حمص بالسُّنة...

أولاً نحمد الله تبارك وتعالى على خروج حمص من قبضة النصيرية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقرَّ أعيننا بظهور أهل الإسلام على أهل الكفر في كل مكان، وأن يجعل لكل مكلوم ومظلوم فرجاً.

كنت قديماً كتبت مقالاً في براءة ياقوت الحموي من النصب، ومما ذكرته من الأدلة على براءته ما كان منه من رمي أهل حمص في الزمن الأول بالنصب، وكان القصد بيان بُعده عن النصب، لا تثبيت التهمة على أهل حمص.

خصوصاً وأنني عند قراءتي في كتب الحديث ظهر أن أكثر بلد فيه رواة للحديث في زمن التابعين وأتباع التابعين والآخذين عنهم هو حمص، ومن طريقهم رُوي حديث الافتراق المعروف (والخبر له طرق، ولكن طريق الحمصيين من أقواها).

غير أن هنا فائدة دونتها عند جردي لتاريخ دمشق لابن عساكر:

قال ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: "وأنبأني عنه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف أنا أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ أنا أبو أحمد جعفر بن سليمان أنا أبو الحسن الميموني قال وذكر أبو عبد الله يعني أحمد كورة من نحو الشام فقال قدرية ويتكلمون به في مساجدهم ويتعرضون للناس ولكن أهل دمشق وأهل حمص خاصة أصحاب سنة وهم إن رأوا الرجل يخالف السنة أخرجوه من بينهم كانت حمص مسكن ثور بن يزيد فلما عرفوه بالقدر أخرجوه من بينهم فسكن بيت المقدس".

ويبدو أن هذا الخبر من مسائل الميموني المفقود.

ورُوي عن أحمد في «الضعفاء» للعقيلي نحوه.

قال العقيلي في «الضعفاء»: "848- حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: سمعت أبي يقول: ثور بن يزيد الكلاعي كان يرى القدر، وكان من أهل حمص, نفوه وأخرجوه منها، لأنه كان يرى القدر، وليس به بأس".

وهذا إسناد صحيح لأحمد، وكذا رواه حرب الكرماني عن أحمد في مسائله.

نسأل الله عز وجل أن يعيدها بلد سنة وعلم، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

06 Dec, 17:26


(وحفيداً لأجدادك الصحابة)

الصحابة قاتلوا الأمم على التوحيد وأخوَّة الإسلام ونفي الجاهلية.

حتى كان عمر -رضي الله عنه- يقول: «أبو بكر سيِّدُنا وأعتق سيِّدَنا» (يعني بلالاً).

وبلال حبشي، وعمر عربي وجده إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام.

والصحابة قاطبة كانوا يُفضِّلون سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي على كفار بني إسرائيل، ممن هم أحفاد للأنبياء، ولكن ما ساروا على طريقهم.

وفي صحيح مسلم عن عائذ بن عمرو: "أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: والله ما أخذَتْ سيوفُ الله من عنق عدو الله مأخذها. قال: فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبيَّ ﷺ فأخبره، فقال: «يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك» فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه، أغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي".

فهذا ما علَّمه الصحابةُ للأمم نقلاً عن نبيهم ﷺ أن الله يغضب لغضب أوليائه من فارسي وحبشي ورومي.

وأحفاد الصحابة متوزعون في الأرض لأنهم كانوا أهل فتوحات، يكفيك لفهم الأمر تذكُّر أن خلافة الأمويين كانت في الشام، والعباسيين كانت في بغداد، وأن الأمويين والعلويين قامت لهم دول في الأندلس.

وأما عن أمر خلط الأعراق الذي يتحدث عنه فابن النبي ﷺ إبراهيم أمُّه هي (مارية القبطية)، وكثير من الأعيان لم تكن أمهاتهم عربيات.

وما كلَّفت نفسي التعليق على هذا الهراء حتى قيل لي إنه حصَّل 668 إعجاب.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

06 Dec, 00:24


لم تسقط حلب وحماة وإنما سقطت أقنعة 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

04 Dec, 16:57


هذان المقطعان من البودكاست مهمَّان لمعرفة تعاسة حال الغرب مع الإباحية والهوس الشهواتي.

وأن نظرية (الكبت الجنسي) التي يروِّج لها الليبراليون في حرب العفاف مجرد أسطورة.

ملخص المقطع الأول: عبارة عن مقابلة مع مالك شركة للمواد الإباحية سولومون فريدمان، وهو يهودي كان يدرس ليصير حاخاماً، وألكسندر، وهي موظفة قديمة في الشركة.

تتضمن المقابلة بعض النقاط الصادمة، مثل: قاعدة المستخدمين الهائلة لمنصة … هي: تضم المنصة 130 مليون مستخدم نشط يومياً وتشهد استهلاك مليارات الساعات من المحتوى سنوياً.

وقد سألهما المذيع: "إذا كان الطفل يسعى لأن يكون طبيباً أو طياراً في صغره، فهو يسعى في دراسة هذا منذ صغره، فالذي يصبح أو تصبح عند سن 18 وتريد أن تنضم إليكم، هل كانت تتضمن طموحاتهم مشاهدة المواد الإباحية وهم قصَّر؟! إذا كان نعم، فهذا يجعلنا ما زلنا في نفس المشكلة الذي نواجهها".

والذي لم يستطع الضيفان الإجابة عليه!

وأما المقطع الثاني: فهو مقابلة مع ليلى ميكلويت، مؤسسة حملة "ترافيكين هب"، والتي تناقش الجدل الدائر حول موقع ذاك اليهودي الإباحي وتورطه المزعوم في استغلال الأطفال والاتجار بالبشر.

تتضمن بعض الجرائم المذكورة في المقطع ما يلي:

- الاعتداء الجنسي على الأطفال، تذكر ميكلويت أن موقع ذاك اليهودي استضاف مقاطع فيديو تصور الاعتداء الجنسي على الأطفال، بما في ذلك الأطفال الرُّضع.

- والاتجار بالبشر، تثبت ميكلوايت أن تلك المؤسسة قد تربح من توزيع مقاطع الفيديو التي تصوِّر ضحايا الاتجار بالبشر.

- والإباحية الانتقامية، تذكر ميكلويت أن تلك الشركة استضافت فيديوهات إباحية انتقامية، والتي تتضمن توزيع صور أو فيديوهات جنسية صريحة دون موافقة أصحابها.

تناقش ميكلويت أيضاً الجهود التي تبذلها منظمتها لإغلاق الموقع ومحاسبة المسؤولين التنفيذيين فيه على جرائمهم المزعومة، وهي تعتقد أن ذاك الموقع منصة خطيرة تُتيح استغلال الأفراد المستضعفين ويجب إغلاقها.

يذكر الفيديو عدة حالات لمجرمين استخدموا الموقع:

- الفتاة البالغة من العمر 15 عاماً من مقاطعة بروارد بولاية فلوريدا، عُثِر على هذه الفتاة في 58 مقطع فيديو على الموقع، حيث نُشِرت صورها بدون موافقتها، فاضطرها ذلك إلى أمراض نفسية شديدة ودخول في عالم المخدرات، ومن ثَمَّ مقاضاة الشركة.

- العصابة الإجرامية التي كانت تشترك مع الموقع، كان لهذه العصابة 800,000 مشترك على الموقع و600 مليون مشاهدة. كان زعيم هذه العصابة على قائمة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي.

- الرجل المغتصب اللوطي، حيث اغتصب صبي بعمر 12 سنة، وصوَّر المقاطع ونشرها في الموقع، حيث اعتُقِل بعدها.

وادَّعى سولومون (اليهودي صاحب الموقع) أن منصته ليست مسؤولة عن المحتوى الذي يُحمَّل عليها، وردت ميكلويت بأنها مسؤولة عن المحتوى الذي تستضيفه وأن من واجبها اتخاذ خطوات لمنع انتشار الاعتداء الجنسي على الأطفال.

أقول: المحتوى الإباحي جريمة في كل أحواله، ومتابعته مشاركة في هذه الجرائم، ولكنهم مع تقبلهم له بالجملة تحوَّل إلى هذا المنحى الخطير جداً، أنت تعصي الله حين تتابع مثل هذا وتدعم أناساً من أقذر خلق الله، فالأمر ليس مجرد شهوة.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

03 Dec, 22:51


مفتي عمان له كتاب بعنوان: «الاستبداد» عرَّض فيه بالصحابيين الجليلين عثمان ومعاوية رضي الله عنهما، وبارك ثورات الخوارج تجاه الأمويين.

وتحدَّث فيه عما أسماه أثر السياسة الأموية في الفقه السياسي التبريري، ومساندة فتاوى المارقين لجور الظالمين.

وأثنى على ثورة طالب الحق وأبي حمزة على بني أمية، واستدل في هذا الكتاب على مذهبه في تخليد أصحاب الكبائر في النار والخروج على أئمة الجور.

والآن نجده يأتي لنصيري كافر بلا نزاع أجرم في حق الشعب السوري على مدى 14 عاماً ولم ينبس بحرف.

فلما تقدَّم الناس في حلب وحرَّروا المناطق من المجرم؛ جاء الخليلي يسوي بين الضحية والجلاد ويسميهم أشقاء (هم على مذهبه كلهم خالدون في النار).

ويلوِّح بشماعة العدو الصهيوني، مشيراً إلى أن النصيري عدو له، وله نكاية بالعدو الصهيوني، والكل يعلم أن أهلنا في فلسطين يُقتلون ويُشرَّدون على مدى عام وأكثر، والنصيري ما صدر منه شيء ذو بال.

وكل نكاية بني أمية في أعداء الإسلام وفتوحاتهم وحركتهم الجادة جداً في ذلك ما منعت الخليلي من مباركة الثورات ضدهم، مع أن العدو يستفيد منها وحركة الفتوحات تتعثر، فتأمَّل هذا.

والمسلمون تتكافأ دماؤهم.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

03 Dec, 08:30


يدور هذا المقطع حول برنامج الحكومة الكندية الذي يساعد الناس على قتل أنفسهم، يسمى البرنامج المساعدة الطبية في الموت (MAID)، وقد قُنِّن في عام 2016 للأشخاص الذين يعانون من أمراض مميتة.

في عام 2021 عُدِّل القانون ليشمل الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية خطيرة لا يمكن علاجها. في عام 2022، كان هناك 13,241 حالة وفاة في قانون المساعدة على الموت (MAID)، وهو ما يمثل 4.1% من جميع الوفيات في كندا، كما يناقش الفيديو أيضاً المخاوف من أن الحكومة تجعل الموت أسهل من الحصول على الرعاية الطبية.

يخشى العديد من الكنديين من أن البرنامج يُستخدم لاستهداف الأشخاص الضعفاء، مثل المعاقين وكبار السن والمرضى النفسيين. يتضمن الفيديو مقابلات مع كنديين لديهم آراء مختلفة حول برنامج (MAID) يعتقد البعض أنه برنامج رحيم يسمح للناس بالموت بكرامة، بينما يعتقد آخرون أنه برنامج خطير قد يؤدي إلى وفاة الأشخاص الضعفاء.

أقول: هذا من أخطر الأمور في الثقافة الحديثة (تقنين الانتحار)، قد يبدو لك الأمر رحمة بالناس كما يسمونه (القتل الرحيم)، ولكنه في الحقيقة نازية مقنَّعة تُخلِّص من الضعفاء ومن لا تريد الحكومة تحمُّل أعباء علاجهم لأنهم غير نافعين.

فيُرسِل إليهم رسالة إنكم غير مرغوب بكم، ومع التفكك الأسري الذي نخر في مجتمعهم بسبب ثقافتهم البائسة وضعف التكافل وتكاسل الحكومة مع الضعفاء وحالة العدمية الفاشية؛ يصير قتل النفس -تلك الجريمة- أمراً فاشياً.

قال تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} [النساء].

الرحمة حقاً بعدم قتل النفس، وإعطائهم أملاً في الحياة، وعمر المؤمن لا يزيده إلا خيراً، ولكن هؤلاء فقدوا الإيمان والقيمة، فسفهوا أنفسهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

02 Dec, 05:20


قرين بلال المنسي وثنائية السيرة العجيبة 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

01 Dec, 16:55


ستُستردُّ حديثاً كما استردَّت قديماً بإذن الله…

قال ابن العديم في كتابه «بغية الطلب في تاريخ حلب» [1/60] وهو ينقل كلام العزيزي عن أهل حلب: "وهم من أحسن الناس أخلاقا وأتمهم قامة وكانت اعتقاداتهم مثل ما كان عليه أهل الشام قديما، إلا من تخصص منهم، وقبلتهم موافقة لقبلة أهل الشام.

يشير بقوله: وكانت اعتقاداتهم مثل ما كان عليه أهل الشام قديما؛ إلى مذهب أهل السنة وكذلك كان مذاهب أهل حلب، حتى هجمها الروم في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وقتلوا معظم أهلها، فنقل إليها سيف الدولة من حرَّان جماعة من الشيعة مثل الشريف أبي إبراهيم العلوي وغيره، وكان سيف الدولة يتشيع، فغلب على أهل حلب التشيع لذلك".

أقول: يذكر ابن العديم أن مدينة حلب في القرن الرابع سيطر عليها التشيع بمدد من الروم ومن سلاطين السوء المتشيعة.

ثم إن الأمر تغير في زمن العزيزي -وزمن ابن العديم في القرن السابع- فغلب على أهلها البعد عن التشيع.

فنسأل الله عز وجل أن تُسترد حديثاً كما استردت قديماً، ويردُّ الله كيد الرافضة وكفار الروس كما ردَّ كيد الروم والرافضة قديماً.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

30 Nov, 08:55


مفارقة ابن الزاغوني وعلماء الأشاعرة ما زالت قائمة!

في عام 2014 كتبت مقالاً بعنوان «تبديع ابن الزاغوني» ذكرت فيه كلام الذهبي في أن أناساً من أهل السنة بدَّعوا ابن الزاغوني لكلام له في الحروف والأصوات خالف فيه الحق.

وعلقت بما مضمونه أن ابن الزاغوني فقيه حنبلي وكان يُثبت الصفات بالجملة ويردُّ على الأشعرية، ومع هذا الذهبي -على تسامحه- ما استنكر تبديعه، ولم يكن تبديعه طعناً في علماء الإسلام أو عمالةً لأعدائهم أو هدراً للعلم أو غيرها من التُّهم، مع أنه أحسن حالاً من الأشاعرة بكثير.

وسجلت صوتية قبل عدة أعوام بعنوان «فوائد من كلام ابن تيمية والذهبي في ابن الزاغوني» زدت فيها فوائد.

منها: أن ابن تيمية نبَّه على اسم من ردَّ على ابن الزاغوني، وهو محمد بن ناصر السلامي، ونبَّه على مأخذ من بدَّعه، وأنه مع تبديعه أحسن حالاً من الأشاعرة، متقدميهم ومتأخريهم.

قال ابن تيمية في «التسعينية» [2/523] معلقاً على ابن الزاغوني ومن معه: "بل المنصوص عن الإمام أحمد وعامة أصحابه تبديع من قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، كما جهموا من قال: اللفظ بالقرآن مخلوق".

ثم قال: "وكان بعض أهل الحديث إذ ذاك أطلق القول: بأن لفظي بالقرآن غير مخلوق معارضة لمن قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فبلغ ذلك الإمام أحمد، فأنكر ذلك إنكارا شديدا، وبدع من قال ذلك وأخبر أن أحدا من العلماء لم يقل ذلك، فكيف بمن يزعم أن صوت العبد قديم؟".

يقصد ابن تيمية أن ابن الزاغوني ومن معه ورثوا أولئك الذين ردُّوا على اللفظية بغلط، فبدَّعهم أحمد، وأما الأشاعرة فورثوا اللفظية الذين جهَّمهم أحمد، والتجهيم عنده تكفير، وإلا لم يكن هناك فرق بين الفرقتين، فهو يقول في أحدها (مبتدع) وفي الآخر (جهمي)، ولو كانا بنفس المعنى لاكتفى بواحد منها.

قال ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى» [12/421]: "فقد أنكر بدعة "اللفظية" الذين يقولون: إن تلاوة القرآن وقراءته واللفظ به مخلوق أئمة زمانهم جعلوهم من الجهمية وبينوا أن قولهم: يقتضي القول بخلق القرآن وفي كثير من كلامهم تكفيرهم".

تأمَّل قوله: "وفي كثير من كلامهم تكفيرهم" وهناك رواية لأحمد صريحة يقول عنهم ليسوا بمسلمين عنده، رواها الخلال، والأشاعرة أشد ضلالاً من هؤلاء اللفظية بلا نزاع.

فنبهت أن ابن الزاغوني على إثباته للعلو والصفات الذاتية والحرف والصوت لمَّا غلط في مسألة كلام الله بدَّعوه، ونزَّل ابن تيمية عليه كلام أحمد، فمن باب أولى يُنزَّل كلام أحمد على الأشاعرة الذين هم أبعد من ابن الزاغوني عن الحق، وكما أن ابن الزاغوني ما درأ عنه علمُه وروايته للحديث وفقهه التضليلَ، فكذلك القوم لا يدرأ ذلك عنهم.

وقد نبهت مراراً على أن العالم السني قد يغتر ببعض المخالفين إذا رأى كلاماً له في السنة، كما يُذكر في اغترار الدارقطني بالباقلاني وبعض الناس بالأشعري (وتكلم السجزي عن ذلك في جزء الحروف والأصوات)، وقد يختلف العلماء في تحرير مذهب شخص دون تضليل لأحد الطرفين، كما اختلفوا في تحرير موقف ابن قدامة من الصفات، والراجح أنه مثبت، وأن يغتر بعض أهل السنة برجل مثل ابن الزاغوني أولى من الاغترار بالأشاعرة، فهو يُظهر الإثبات في عامة كلامه ويردُّ على المعطلة.

فنسبوا لي أنني لا أبدعه! (وهذا كذب).

وزعموا تناقضي إذ فرَّقت بينه وبين النووي، مع أنه كان حرباً على الأشاعرة، حتى قال ابن المبرد إنهم على بغضه مجمعون، بخلاف النووي الذي يعدُّهم مجددين ويسميهم أهل السنة.

والواقع أنهم هم من يفرِّق بين اعتقاد ابن الزاغوني واعتقاد الأشاعرة.

فالجزء في الحروف والأصوات المنسوب للنووي والذي يحتجون به على عودة النووي للسنة (والجزء لا يثبت، ولو ثبت لكان خيراً) فيه اعتقاد السالمية في القرآن الذي تأثَّر به ابن الزاغوني، بل الجزء إنما يقرِّر كلام ابن الزاغوني!

ففي الجزء نفسه الاستدلال بكلامه، فقد جاء في ذلك الجزء صـ53: "وقد أشار إليه الإمام أبو الحسن ابن الزاغوني في كتابه «الإيضاح»" وبعدها ذمَّ الكاتب الأشاعرة.

فكيف يزعمون أن هذا الجزء فيه رجوعه وفي الوقت نفسه يقولون في ابن الزاغوني إنه لا فرق بينه وبين النووي في طوره الأشعري؟!

والاتهام بالتناقض ليلحق أحمد الذي فرَّق بين من يقول: (لفظي بالقرآن مخلوق) ومن يقول: (لفظي بالقرآن غير مخلوق)، ومهما شوشت أنت لا تبدع أحداً في أمر الاعتقاد هذا، ولا تكتفي بذلك حتى تشنع على المبدِّع، فضلاً عن المكفِّر، فأنت خارج عن أقوال جميع الناس.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

29 Nov, 23:00


قال ابن قدامة المقدسي في «المغني» وغيره من كتبه: "ويجوز أن يشتري من زكاته أسيرا مسلما من أيدى المشركين؛ لأنه فكُّ رقبة من الأسر، فهو كفكِّ رقبة العبد من الرِّق، ولأن فيه إعزازا للدين، فهو كصرفه إلى المؤلفة قلوبهم، ولأنه يدفعه إلى الأسير في فكِّ رقبته، فأشبه ما يدفعه إلى الغارم لفك رقبته من الدَّين".

تأمَّل قوله: "فهو كفكِّ رقبة العبد من الرِّق".

نسأل الله عز وجل أن يأجر من حرَّر المسلمين والمسلمات من الأسر أجر عتق الرقبة وإعزاز الدِّين.

فإن ذلك مما يُدَّخر ليوم القيامة.

{وما أدراك ما العقبة • فك رقبة • أو إطعام في يوم ذي مسغبة} [البلد].

وهذا تفريج كربة وإدخال سرور وستر على مسلمين.

وقد قال النبي ﷺ: «من فرق بين والدة وولدها، فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة» رواه الترمذي وأحمد.

فيُرجى بدلالة العكس لمن جمع بين المسلمين وأحبَّتهم أن يجمع الله بينه وبين أحبَّته يوم القيامة في دار كرامته.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

28 Nov, 14:30


ماذا لو كانوا أو كن مكان آسية امرأة فرعون ؟ 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

27 Nov, 18:37


فكان إطفاؤه للشمعة أكثر من عطائه...

جاء في «العقد الفريد» لابن عبد ربه [1/252]: "ومن جوده أيضا ما حكاه الأصمعي، قال: كان سعيد بن العاص يسمر معه سماره إلى أن ينقضي حين من الليل، فانصرف عنه القوم ليلة ورجل قاعد لم يقم، فأمر سعيد بإطفاء الشمعة وقال: حاجتك يا فتى؟ فذكر أنّ عليه دينا أربعة آلاف درهم.
فأمر له بها، وكان إطفاؤه للشمعة أكثر من عطائه".

أقول: سعيد بن العاص سيد من سادة الأمويين الكرماء، وقد نشأ في كنف عثمان، وهذا أثر منقطع، ولكنها أخبار سير يتسامح في شأنها.

وسعيد اشتهر بالجود، وكان الناس يقصدونه في حاجاتهم.

وهنا قصة أنه لما أدرك أن الفتى سيسأله مالاً أطفأ الشمعة، ليحفظ ماء وجهه مراعياً حياءه.

يعلق الأصمعي على القصة بقوله: "وكان إطفاؤه للشمعة أكثر من عطائه" يعني مراعاته لكرامةِ وماءِ وجه الرجل أعظم في الإحسان من عطية المال.

فإن كثيراً من الناس يعطون المال ويسلبون الكرامة.

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} [البقرة].

والكرام حقاً هم من إذا أعطوا مالاً لم يسلبوا شيئاً آخر.

بل يراعون أن تكون عطيتهم صافية خالصة، بل ويعطون من المواساة والمراعاة بنحو مما يعطون من المال.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

26 Nov, 11:50


هذا المنشور دجل.

وأحسب أنه سينتشر هذه الأيام، لأن صاحبه نزله على بعض الحكَّام وربط ذلك بخروج المهدي، لهذا التفاعل مع هذه التغريدة في حسابه من أقوى التفاعلات.

الحديث لا وجود له باللفظ الذي ذكره، الموجود هو هذا: «سيكون بمصر رجل من بني أمية أخنس يلي سلطانا ثم يُغلب عليه أو يُنزع منه فيفر إلى الروم فيأتي بهم إلى الإسكندرية فيقاتل أهل الإسلام بها فذلك أول الملاحم».

ليس في الحديث لفظة (ولليهود فيه بطن)، هذه زادها صاحب المنشور من كيسه.

وليس في الحديث (قصير القامة منقبض قصبة الأنف عريض الأرنبة).

والخنس وصف للأنف، لا علاقة له بطول القامة.

وليس في الحديث أنه يلي سلطاناً بعد أن غلب عليه، وإنما ذِكر أنه يلي سلطاناً ثم يُغلب عليه (يعني يؤخذ منه).

ولا ذكر لاستجارته باليهود في الحديث، هذه من زيادات مؤلف الرواية.

وقد راجعت كل مصادره ما فيه إلا هذه الرواية، وبحثت عن الرواية المختلقة فرأيت أن صاحب الحساب أخذها من غيره وأنها تُنشر منذ زمن!

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

25 Nov, 19:00


فالسعيد من كُتب له نصف أجر صلاته!

قال ابن تيمية في «منهاج السنة» [6/218]: "وقيل لبعض السلف: الحاجُّ كثير. فقال: الداجُّ كثير، والحاجُّ قليل. ومثل هذا كثير.
فالمحو والتكفير يقع بما يُتقبَّل من الأعمال. وأكثر الناس يُقصِّرون في الحسنات، حتى في نفس صلاتهم. فالسعيد منهم من يُكتب له نصفها، وهم يفعلون السيئات كثيرا؛ فلهذا يكفَّر بما يُقبَل من الصلوات الخمس شيء، وبما يُقبَل من الجمعة شيء، وبما يُقبَل من صيام رمضان شيء آخر. وكذلك سائر الأعمال، وليس كل حسنة تمحو كل سيئة، بل المحو يكون للصغائر تارة، ويكون للكبائر تارة، باعتبار الموازنة".

قول الشيخ هنا: "فالسعيد منهم من يُكتب له نصفها" مشجٍ غاية في بيان كرم الله عز وجل.

فالصلاة فُرضت علينا خمساً وهي في الأجر خمسين، والحسنة بعشر أمثالها، فالحسنة في الصلاة بخمسمائة، ونصفها مائتين وخمسين، فتلك صفقة رابحة غاية، هذا غاية المضاعفة الحاصلة في صلاة الجماعة وفي الزمان الفاضل والمكان الفاضل.

وهذا من آثار اسم الله عز وجل الكريم الوهاب.

بل وفيها من آثار اسم الغفور الرحيم، لأن الصلوات كفارات أيضاً، كما نبه عليه الشيخ في كلامه.

غير أن كثيراً من الناس يضيِّعون هذه الفرصة العظيمة، فلا يستعدون للصلاة كما ينبغي ولا يتعلمون فقهها ولا يفرِّغون قلوبهم للأمر، حتى ينالوا القدر الأعظم من الأجر.

ولو كان الأمر صفقة تجارية فيها مكسب مالي، لحرصوا أن ينالوا أكبر قدر من الربح، ولكن في أمر الآخرة يقع الزهد، وهذا خذلان وعكس للأمور.

جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة: «لو يعلم أحدُهم، أنه يجد عرقا سمينا، أو مرماتين حسنتين، لشهد العشاء».

وأسعد الناس بهذا معلمي الناس الخير الذين يعلمونهم ما تصح به صلاتهم ويعلمونهم واجبات الصلاة وسننها، وأسعد الناس بذلك أهل الحديث، أعرف الناس بسنة رسول الله ﷺ وأرشد الناس إليها، فأحسب أن الرجل منهم إن اشتغل بتعليم الناس ونفعهم يناله الأجر العظيم في كل حين يصلي فيه الناس في كل مكان في الدنيا، وهذا المرء الذي يُغبط حقاً.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

24 Nov, 23:36


على شفير الموعظة 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

23 Nov, 23:35


هل تبرج الزوجة نشوز يُبيح عقوبتها؟

هنا مسألة قلَّما تُطرق في كتب الفقهاء الأوائل بهذه الصيغة، وهي مسألة وجود امرأة متبرجة (يعني تتزين للخروج أمام الأجانب كما تتزين أمام زوجها والمحارم)، وسبب ندرة الكلام في هذا أنه ما كان حاضراً قديماً كحضوره اليوم.

ما يصنع الرجل مع هذه المرأة؟ وهل فعلها هذا يعدُّ نشوزاً يُبيح عقوبتها وإسقاط نفقتها إن بقيت على ذمته، أم ليس له سوى النصح والدعاء كما يقول البعض؟

وقبل الدخول في هذا ينبَّه أن على المتعيِّن عليه مفارقتها والارتباط بامرأة صيِّنة، فقد قال إبراهيم لابنه إسماعيل: «غيِّر عتبةَ بابك» أي طلِّق امرأتك، في أقل من هذا، غير أن البحث فيمن تمسَّك بالمرأة أو كان في مفارقته لها مشقة شديدة ويريد ما دون الطلاق.

أشبه شيء بمسألتنا ما ورد في عدد من كتب الحنفية كما في «المحيط البرهاني»: "ولو كشفت وجهها لغير محرم فقد قيل: هذه جناية، وقد قيل: هذه ليست بجناية، والتكلم ورفع الصوت مع غير المحرم جناية بلا خلاف".

قولهم: "جناية" يعني أمر يُبيح العقوبة.

وجاء في «الدر المختار»: "شتمته ولو بنحو يا حمار، أو ادعت عليه، أو مزقت ثيابه، أو كلمته ليسمعها أجنبي، أو كشفت وجهها لغير محرم".

والتبرج أشد من مجرد كشف الوجه، وهل هذا من مفاريد الحنفية أهل الرأي؟

الجواب: إنه تفريع على أمر متفق عليه بين الفقهاء من كل المذاهب.

جاء في «الموسوعة الفقهية الكويتية»: "يسقط حق الزوجة في القسم بإسقاطها ويسقط بالنشوز كما تسقط به النفقة.. وذلك باتفاق الفقهاء، ومن النشوز أن تخرج بغير إذنه أو تمنعه من التمتع بها".

يقصدون أن الرجل إن كان معدداً فلا بد أن يقسم بين زوجاته بالعدل، فإن كانت إحداهن ناشزاً سقط قسمها، ومن صور النشوز المتفق عليها: خروجها بغير إذنه، وما الفرق بين خروجها بغير إذنه وخروجها على هيئة لا يرضاها من التبرج، بل قد تخرج المرأة بغير إذن الزوج ولا يكون في خروجها ريبة، بل قد تفعل خيراً أو تصل الرحم، ولكن خروجها متبرجة فيه إثم متحقق، فهو أولى بالذكر، ومن فقه مقاتل أنه فسر قوله تعالى: {ولا تبرجن} بقوله: "الأمر بالعفة ولزوم البيت" فإن التبرج إنما يكون مع كثرة الخروج من البيت فنُهي عن كثرته لئلَّا يقع التبرج، فعُلِم أن التبرج أشد من مجرد الخروج.

قال ابن تيمية كما في «الفتاوى الكبرى» [3/153]: "وإذا خرجت من بيت زوجها بغير إذنه كانت ناشزة عاصية لله ورسوله مستحقة العقوبة".

ولا أعلم فقيهاً يخالف في هذا المعنى.

والناشز نفقتها ساقطة في قول عامة العلماء.

وأما التعزير المذكور في كلام بعض الفقهاء فيراد به الضرب غير المبرِّح، وهذه الإجراءات من ضمن التعزير.

وقد فرَّق فقهاء الشافعية، فقالوا ما يتعلق بحق الرجل له عقوبته به، وما يتعلق بحق الله عز وجل وحده فهذا ليس له أن يعزِّر به.

وخروج المرأة متبرجة متعلق بحقه، إذ ذلك يثير غيرته ويعيَّر به بين الناس.

ومنعها من التبرج من عموم القوامة، وفيه مراعاة لحقِّ الله عز وجل أيضاً، وما أعظم تلك الآثام التي تلحق بالمتبرجة، فكل من رآها أثمت به.

وقد قال تعالى: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} [الأحزاب] وفي الحديث: «أبغض الناس إلى الله ثلاثة» وذكر منهم: «ومبتغٍ في الإسلام سنةَ الجاهلية» فتدخل المتبرجة في ذلك.

وقال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} [الأحزاب].

وكل رجل مأمور أن يوصل هذا الأمر إلى نسائه من المسلمات، فقد كان لنا في رسول الله أسوة حسنة.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

22 Nov, 18:25


هذا المنشور رأيته منتشراً في عموم مواقع التواصل الاجتماعي.

ولا أدري من الذي حكم على الخبر بالصحة، إذ يبدو أن الناقل اعتمد تصحيح الحاكم دون أن يعلم أنه من أشد الناس تساهلاً، وعامة أهل العلم لا يعتمدون تصحيحه.

وقد علق الذهبي على تصحيح الحاكم بقوله: "بل منكر".

ويظهر وجه استنكار الذهبي إذا ذكرنا سند الخبر ومتنه:

قال الحاكم في مستدركه: "٦٢٨٧- أخبرنا أبو عبد الله الصفار، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا عاصم بن علي، حدثتنا زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، حدثني أبي قال: سمعت أبي يقول: قال: بعث العباس ابنه عبد الله إلى النبي ﷺ، فنام وراءه وعند النبي ﷺ رجل، فالتفت النبي ﷺ فقال: «متى جئت يا حبيبي؟» قال: مذ ساعة، قال: «هل رأيت عندي أحدا؟» قال: نعم، رأيت رجلا، قال: «ذاك جبريل عليه الصلاة والسلام، ولم يره خلق إلا عمي إلا أن يكون نبيا ولكن أن يجعل ذلك في آخر عمرك» ثم قال: «اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين واجعله من أهل الإيمان» هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".

أقول: في المتن نكارة، إذ فيه أن ابن عباس رأى جبريل على هيئة رجل، ومع ذلك قال له النبي ﷺ إنه لا يرى جبريل خلق إلا عمي إلا أن يكون نبياً.

وقد رأى الصحابة جبريل عدة مرات، من أشهرها قصة سؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان.

والسند فيه عاصم بن علي اختلف فيه أهل العلم وله مناكير.

وسليمان بن علي مجهول الحال، كما قال ابن القطان: انفرد ابن حبان بتوثيقه.

وأما خبر «اللهم فقِّهه في الدين» فهو في الصحيح، وسببه أنه وضع وضوءاً للنبي ﷺ، وهو دون هذه الزيادة الغريبة في خبر «المستدرك».

وفي رواية أخرى في الصحيح: «اللهم علِّمه الحكمة».

وزيادة: «وعلِّمه التأويل» فهي خارج الصحيح.

وعليه فإن استنكار الذهبي لخبر الحاكم وجيه، ويكفي لبيان نكارته انفراد الحاكم به من دون جميع أصحاب الكتب، حتى إن تلميذه البيهقي اجتنبه في «دلائل النبوة» مع أنه على شرطه.

والمنكر من قسم شديد الضعف الذي لا يذكر حتى استئناساً.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

22 Nov, 08:10


هل قال شيخ الإسلام ابن تيمية إن الساجد لغير الله لا يكفر؟

راسلني أحد الإخوة قبل مدة بعدَّة اتهامات لشيخ الإسلام القصد منها التشنيع عليه، وهي ما بين تهويل وافتراء، ومن أعجبها نسبته إلى عدم تكفير الساجد لغير الله عز وجل.

وجمعت له جمعاً ثم وجدت بعضهم ينشر هذه الفرية في بطاقة وسئلت عنها، فعزمت أن أكتب كتابة ولا يكون الجواب على الخاص فحسب.

قال ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى» [4/358]: "وأجمع المسلمون على: أن السجود لغير الله محرم".

اعتمدوا هذا النص وقالوا انظروا هو يقول محرم فقط ولا يتحدث عن التكفير!

مع أنه قبلها قال: "كما أن السجود إلى الكعبة ليس فيه تفضيل للكعبة على المؤمن عند الله بل حرمة المؤمن عند الله أفضل من حرمتها وقالوا: السجود لغير الله محرم بل كفر. والجواب: أن السجود كان لآدم بأمر الله وفرضه بإجماع من يسمع قوله ويدل على ذلك وجوه: أحدها: قوله لآدم: ولم يقل: إلى آدم. وكل حرف له معنى ومن التمييز في اللسان أن يقال: سجدت له وسجدت إليه. كما قال تعالى: {لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون} وقال {ولله يسجد من في السماوات والأرض}".

فأقرَّ القول أن السجود لغير الله كفر، وكان سياق كلامه في مسألة أخرى، وذِكر التحريم لا ينافي التكفير.

وقالوا إن الشيخ قال كما في «مجموع الفتاوى» [4/16]: "ولا يجوز السجود لغير الله من الأحياء والأموات ولا تقبيل القبور ويعزر فاعله".

فقالوا: انظر كيف أنه قال يعزَّر، فهذا دليل أنه لا يكفِّر بالسجود لغير الله.

علماً أن قوله (ويعزَّر فاعله) يجوز أن يكون عائداً على أقرب مذكور، غير أن هذا الكلام ليس لابن تيمية، وإنما هو للعز بن عبد السلام نقله ابن تيمية بحروفه، ثم ناقش كثيراً من مضامينه، ففي بقية الكلام الذب عن الأشاعرة ووصفهم بأنهم أنصار الدين.

وقد وقع لمحمد بن علي الصابوني أنه نسب هذا الكلام لابن تيمية، فردَّ عليه الدكتور سفر الحوالي في رسالته «منهج الأشاعرة» قائلاً: "فات فضيلته أن يرد على الصابوني فيما عزاه إلى شيخ الإسلام -مكررا إياه- من قوله: "الأشعرية أنصار أصول الدين، والعلماء أنصار فروع الدين".
ولعل الشيخ وثق في نقل الصابوني، مع أن الصابوني -على ما أرجح- أول من يعلم بطلان نسبة هذا الكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية، ولغة العبارة نفسها ليست من أسلوب شيخ الإسلام، والغريب حقا أنه أعاد هذا العزو في بيانه الأخير بالعدد 646 مؤكدا إصراره على التمويه والتدليس.
وأنا أطلب من كل قارئ أن يراجع النص في ج4 ص16 من مجموع الفتاوى ليجد بنفسه قبل تلك العبارة نفسها كلمة (قال) فالكلام محكي منقول وقائله هو المذكور في أول الكلام -آخر سطر من ص 15- حيث يقول شيخ الإسلام:
"وكذلك رأيت في فتاوى الفقيه أبي محمد فتوى طويلة ... قال فيها: "إلى أن يقول:
قال: وأما لعن العلماء الأئمة الأشعرية فمن لعنهم عزر وعادت اللعنة عليه ... والعلماء أنصار فروع الدين والأشعرية أنصار أصول الدين.
"قال: وأما دخولهم النار ..." إلخ
وفى آخر هذه الفتوى نفسها يقول شيخ الإسلام (ص 158-159، وانظر أيضا 156). "وأيضا فيقال هؤلاء الجهمية الكلامية كصاحب هذا الكلام أبي محمد وأمثاله كيف تدعون طريقة السلف وغاية ما عند السلف أن يكونوا متابعين لرسول الله ﷺ؟".

والكلام الذي قال فيه الدكتور سفر ما قال هو عينه الكلام الذي فيه تعزير مقبِّل القبور وبعدها ذِكر تعزير لاعن الأشعرية.

والآن مع نصوص الشيخ الواضحة في التكفير بالسجود لغير الله:

قال ابن تيمية كما في «جامع المسائل» [8/24]: "احتجَّ بعضُ المُبطِلين في جواز السجود لغير الله من الملوك والشيوخ والوالدين بثلاث حجج" (ثم ذكرها).

وقال بعدها: "فانظر إلى هؤلاء الكفّار الضالين، بينما أحدهم يزعم أنه هو الله وأنه ما ثَمَّ غيرُه، ويصعَدُ فوقَ الأنبياء والصديقين".

وقال كما في «جامع المسائل» [1/25]: "والإنسان هو الجامع الذي سجدتْ له القوى جميعُها.
وبطلانُ هذا الكلام ظاهرٌ، بل كفرُ صاحبه ظاهرٌ، فإن نصوص السنة وإجماع الأمة تُحرِّم السجودَ لغير الله في شريعتنا تحيةً أو عبادةً، كنهيه لمعاذ بن جبل أن يسجد لما قدمَ من الشام وسجدَ له سجود تحية، وأخبر بها عن رؤساء النصارى، وقوله: «لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجد لأحدٍ لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها». بل قد نهى النبي ﷺ عن قيام أصحابه في الصلاة خلفَه، وقال: «لا تُعظِّموني كما تُعظِّم الأعاجمُ بعضُها بعضًا»، رواه مسلم. ونهى عن الانحناء وقتَ التحية؛ لأنه ركوعٌ، وهو دون السجود".

تأمَّل قوله: "بل كُفر صاحبه ظاهر"، وصرح في غير موضع أن السجود عبادة لا يجوز صرفها لغير الله، وأما سجود التحية فأبيح في شرائع أخرى فحسب.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

20 Nov, 09:34


نور العراقية ضحية جديدة للسوسيال في السويد 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

19 Nov, 08:30


الإعجاز في {إنا أعطيناك}...

مما تكلم فيه كثير من البلاغيين وعلماء التفسير أمر الإعجاز في السور القصيرة مثل سورة الكوثر، خصوصاً بعد ظهور الزنادقة وتشكيكاتهم الباردة.

ومن أراد كلامهم تطلَّبه في مواضعه، غير أنه بدا لي شيء لا أعرف من نبَّه بخصوصه من قبل، مع وجود المعنى العام في كلام العلماء.

هو أن قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر] بحد ذاته فيه وجه إعجاز.

وهو الكلام الإلهي بامتنانٍ على النبي ﷺ.

من الأمور التي تواردت عليها نصوص الكتاب والسنة تعظيم الله عز وجل تعظيماً لا يوجد في دين آخر.

ومن هذا التعظيم إرجاع الفضل له سبحانه في كل خير من خير الدنيا والآخرة، حتى لا يغتر العبد، ويرى عظيم منَّة الله عز وجل عليه.

كما ورد في الحديث: "«لا يَدخُلُ أحدٌ منكم الجنةَ بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه برحمةٍ وفضل»، ووضع يده على رأسه".

وفي بداية الوحي نقرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم).

ونقرأ: {الحمد لله رب العالمين • الرحمن الرحيم} [الفاتحة].

كلها إشارات إلى المنَّة الإلهية في الوحي، وأن منَّة الله عز وجل على عباده لا تقتصر على الأكل والشرب والنعم الحسية والمعنوية التي يُقِر بها الجميع فرعاً عن نعمة الإيجاد، وإنما نعمته في التشريعات والثواب الجزيل عظيمة.

وهذا المعنى تجده عاماً في النصوص، حتى في خطاب أهل الجنة: {فمنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم} [الطور].

يشاهدون منَّة الله عليهم أكثر من مشاهدة العمل، بل إذا تأمَّلوا في منَّته رأوا عملهم قليلاً أمامها، ومع ذلك العمل بحد ذاته منَّة ولا بد منه.

فجاء بعدها: {فصلِّ لربك وانحر} [الكوثر].

وكان النبي ﷺ يصلي حتى تتفطر قدماه، فإذا عوتب قال: «أفلا أكون عبداً شكوراً؟» يعني شكراً على هذه المنَّة، من مغفرة الذنب وإعطاء الكوثر، وتكليف النفس التكاليف الشاقة على بقية الناس من دلائل النبوة.

وفي النحر مشهور سخاؤه، حتى إنه في حجة الوداع أهدى مائة بدنة، نحر منها ثلاثاً وستين غير ما أهدى عن أزواجه، كله لله عز وجل شكراً، وإنما تلزمه واحدة.

والدين الذي يكون من الله يكون التعظيم فيه لله عز وجل أكثر من أي دين آخر، وحقُّ الله عز وجل فيه فوق كل حق، وكل خير يُرجع فيه إلى الله عز وجل، ودفع كل شر يُرجع فيه لله عز وجل.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

17 Nov, 15:22


هنا خبر مؤلم عنونوا له بما يلي: سحبوا عنه أجهزة التنفس رغم معارضة أمه.. وتركوه يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام عائلته..

"خبر صادم: طفل يموت بحكم قضائي.

في سبق تاريخي وحادث غير مألوف في تاريخ البلاد، طفل يبلغ من العمر عاماً واحداً يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعد أن قضت المحكمة العليا في بريطانيا بضرورة التوقف عن علاجه ورفع الأجهزة عنه.

وفي أكتوبر الماضي استمعت المحكمة العليا إلى أن الطفل (آيدن براق) يعاني مرضاً عصبياً عضلياً شديداً وميؤوساً منه ولا يوجد له علاج معروف.

لكن الأطباء قالوا إن آيدن سليم إدراكياً ويمكنه الرؤية والسمع والشم والشعور وحتى الاستمتاع.

وعلى الرغم من هذا طلبت مستشفى (جريت أورموند) من القاضي أن يحكم بوقف علاجه.

إذ زعم محامون أن أعضاء العلاج تفوق الفوائد المحدودة التي يمكن أن يتمتع بها آيدن إذا ظل على قيد الحياة".

الأم عارضت الأمر، ولكنهم نفَّذوا الحكم.

أقول: هذا أمر له علاقة بمالتوس والداروينية الاجتماعية والمفهوم الرأسمالي، النظريات التي زعمت أن الضعفاء يأخذون موارد الدولة دون أن يكون لهم إنتاجية هي التي دفعت إلى مثل هذا القرار، إذ الإنسان ليس نفساً لها حرمتها، بل مجرد قِن في النظام الرأسمالي، لمَّا رأوا أنهم سيُنفقون عليه أكثر مما يمكن أن يُنتجه؛ استغنوا عنه وكسروا قلب أمه.

عامة الكلام عما يسمونه (القتل الرحيم) هو في الحقيقة (القتل اللئيم)، كل الشعارات التي تراها عن الإنسان وحقوقه لها قيود رأسمالية تظهر عند الحاجة، لاعتبارات رأسمالية.

{ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم} [الأنعام].

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

16 Nov, 10:43


عري أجساد وعري أفكار 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

14 Nov, 18:30


بماذا امتلأ جوفك؟ (الحديث الذي أخاف علماء اللغة)...

قال البخاري في صحيحه: "6154- حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا حنظلة، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا»".

والحديث في صحيح مسلم.

والمراد منه ذم الإكثار من الشعر إلى درجة الانشغال به عن كتاب الله عز وجل.

مع أن الشعر كثير منه حكمة وكثيراً ما يستفاد منه في تفسير القرآن والسنة.

قال أبو عبيد القاسم بن سلام في «غريب الحديث»: "وسمعت يزيد بن هارون يحدث بحديث عن الشرقي ابن القطامي، عن مجالد، عن الشعبي أن النبي ﷺ قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا» يعني من الشعر الذي قد هجي به النبي ﷺ.
قال أبو عبيد: والذي عندي في هذا الحديث غير هذا القول؛ لأن الذي هجي به النبي ﷺ لو كان شطر بيت لكان كفرا، فكأنه إذا حمل وجه الحديث على امتلاء القلب منه، أنه قد رخّص في القليل منه.
ولكن وجهه عندي أن يمتلئ قلبه من الشعر حتى يغلب عليه، فيشغله عن القرآن، وعن ذكر الله، فيكون الغالب عليه من أي الشعر كان.
فأما إذا كان القرآن والعلم الغالب عليه، فليس جوف هذا عندنا ممتلئا من الشعر".

قال إسحاق بن منصور في مسائله [3275]: "قلت: قوله ﷺ: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا" فتلكأ، فذكرت له قول النضر بن شميل -يعني: أجوافنا لم تمتلئ شعرًا؛ فيها القرآن، والعلم، والذكر، هذا لأولئك الأعراب الذين لا يحسنون إلا الشعر.
فقال: ما أحسن ما قال.
قال إسحاق: أجاد".

سبب اشتغال أمثال النضر بن شميل وأبي عبيد بتوجيه الحديث أنهما من علماء اللغة الذين يُكثرون من حفظ أشعار العرب، فأرادوا التوثُّق لأنفسهم ومعرفة أنهم غير داخلين بالحرج، وهذا سبب اشتغال كثير من علماء اللغة بالقرآن، حتى يخرجوا من الوعيد.

وأما اليوم فكثير امتلأت أجوافهم بالأغاني وأخبار المشاهير والمسلسلات وأصناف الترفيه المضيِّعة للعمر والدِّين والصحة النفسية.

ولفت نظري قول أبي عبيد في الشعر الذي هُجي به النبي ﷺ: "لأن الذي هجي به النبي ﷺ لو كان شطر بيت لكان كفرا".

ذكرني هذا بحال كثيرين ممن أشغلوا زمانهم بمتابعة أعمال ملأى بالكفر، وترجمتها وتحليلها وتلخيصها، ثم يقول بعضهم: (هذه الأعمال لا توافق ديننا ولا نقرُّها)، ولكنه يُشغل الناس بها ويتكسَّب بها.

فهذا ملأ جوفه بالباطل وملأ أجواف الناس بذلك، فلو امتلأ قيحاً (وهو الصديد) لكان خيراً له، فذاك مرض في البدن وهذا مرض في القلب.

ومِن طلاب العلم ومَن فيه خير مَن يُعرض عن الوحي بحجة أنه لا ينظر فيه إلا من له آلة اجتهاد، ثم يشتغل بالشعر والأدب اشتغالاً مفرطاً، فهذا حاله مذموم لا يختلف عن السابقين، وأسوأ منه من يشتغل بالفلسفة والمنطق، ويعلل بعلل سخيفة لا تقوم.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

13 Nov, 11:50


الدكتورة وسام شعيب خرجت ودقت ناقوس الخطر، تحدثت عن كثرة حالات فقدان العذرية والإجهاض والخيانة الزوجية.

الآن استدعيت للنيابة، ومثل هذا التصريح أثار جدلاً كبيراً، التعليق الموجود أعلاه هو عينة من تعليقات كثيرة من هذا النوع.

يتهمن الدكتورة بمخالفة الأمر بالستر، مع أنها لم تتكلم بشخص بعينه، وحذَّرت تحذيراً عاماً، ولكن المتحدثة ذكرت سبب خوفها وهو أن الآباء سيصيرون أكثر حرصاً على بناتهم.

هذا التعليل يشرح لك عقلية هذا الضرب من الإناث، وأن حتى العفيفة منهن مشاركة في المشكلة، إذ تخلط بين مفهوم (الستر) ومفهوم (التستر).

الستر أن ترى إنساناً على خلل يفعله سراً فتستره أو يأتيك تائباً فتستره، كما قال النبي ﷺ لهزال في شأن ماعز: «لو سترته بثوبك».

وأما التستر: أن ترى إنساناً يمضي إلى جناية وهو مستمر بها، فتتستر عليه ولا توصل الخبر إلى من يمكن أن يمنعه.

كثير من الفتيات تراها في العمل ليس عندها علاقات ولكنها ترى من معها في العمل عندها علاقات، وتحرص على ألا يُعرف ذلك، لكي لا ينتبه أولياء الأمور إلى الفساد في بيئة العمل، مما قد يدفع كثيراً منهم إلى إبعاد محارمه عنها أو أخذ احتياطات شديدة.

ومنهن من تؤمِّل أن تعيش بعلاقة بضوابطها الخاصة لا تصل إلى الزنا ولكنها محرمة، وتخاف إن فُضحت الزواني أن تُمنع مما تريده هي.

كثير منهن شاهدن أن الآباء قد يشددون، وهذه عندهن معضلة كبرى، ولكن لم يشاهدن فشو الفاحشة والغش للأزواج وقتل الأجنة، لأنهن باختصار يتمحورن حول أهوائهن الخاصة، وهذا الضرب كان يتعبنا أيام مناقشة الشبهات.

بسند صحيح عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أنه قال: "إني لأعدُّ العُراق (يعني العظام) على خادمي، مخافة الظن" (وفي رواية: خشية الظن).

خلاصة شرح هذا الأثر أنه بمعنى المثل المشهور عند أهل مصر: (المال السايب يعلِّم السرقة) وكثير من الناس هو حريص جداً على ماله، ولا حرص عنده على عرضه.

وفي الصحيحين من حديث حميد بن عبد الرحمن: "أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حج على المنبر، فتناول قُصة من شعر، وكانت في يدي حرسي، فقال: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعت النبي ﷺ ينهى عن مثل هذه، ويقول: «إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم»".

فهذا معاوية يدق ناقوس الخطر ويقول (أين علماؤكم؟) لما رأى شعراً مستعاراً تستخدمه النساء في المدينة ويحذِّر نصحاً، فكيف بما رأت الدكتورة؟

وإن كانت أطلقت عبارات غير جيدة وغير شرعية هذا يعرفه كل صاحب دين، غير أن الأمر في الفكرة العامة.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

12 Nov, 05:52


الصوفية الغلاة والحديث عن الشيوخ 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

11 Nov, 15:20


كلمة نبوية مباركة في نقض الوسواس «نحو وضوئي»…

قال البخاري في صحيحه: "164- حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عطاء بن يزيد، عن حمران، مولى عثمان بن عفان أنه رأى عثمان بن عفان دعا بوضوء، فأفرغ على يديه من إنائه، فغسلهما ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الوضوء، ثم تمضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل كل رجل ثلاثا، ثم قال: رأيت النبي ﷺ يتوضأ نحو وضوئي هذا، وقال: «من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه»".

والحديث في صحيح مسلم.

قوله ﷺ: «نحو وضوئي» فيه تخفيف قاطعٌ للوسواس، فكثير من الموسوسين ترى وسواسه في الطهارة، ويحسب أنه إن لم يتوضأ وضوءاً دقيقاً جداً فإن وضوءه لا يصح.

وهنا النبي ﷺ يتكلم عن الفضل وليس مجرد الإجزاء أو الصحة، ومع ذلك هذا الفضل العظيم ترتب على «نحو وضوئي»، فما بالك بالصحة، لا شك أنها تترتب على أقل من ذلك.

وهذا من تأمَّله وجده قاطعاً لشجرة الوسواس من عروقها، وهذا الأمر كثير في الناس، فلا ينبغي الاستهانة به، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وكل ما في الفقه من وجود صفة مستحبة وصفة مجزئة فحسب له أثر في قطع الوسواس.

فكثير مما يظنه الموسوسون ليس صحيحاً هو صحيح ومجزئ، بل ومترتب عليه فضل أيضاً.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

10 Nov, 08:30


لن يسألك الله في قبرك عن نصرة أهل غزة!

سمعت مقطعاً لأحد المشيخة يقول فيه إنك في قبرك ستُسأل عن التنزه من البول (وهذا حق وحسن) ولكنك لن تُسأل عن فلسطين!

وحقيقة أتعجب من هذه المقارنة، فهناك حساب يوم القيامة عن كل دقيق وجليل، ونصرة المظلوم سواءً كان في فلسطين أو سوريا أو السودان من الواجبات على من استطاع ذلك، وعملٌ صالح داخل في قوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره • ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} [الزلزلة] وقوله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق]، مع ما ورد في أخبار نصرة المظلوم خاصة.

وعهدي بهذا المتحدث أنه معظم للألباني، وهنا حديث صححه الألباني في أنك ستُسأل في قبرك عن نصرة المظلوم.

جاء في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للألباني: "2774- «أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه نارا، فلما ارتفع عنه وأفاق قال: على ما جلدتموني؟ قالوا: إنك صليت صلاة واحدة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره».

أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" [4/231]: حدثنا فهد بن سليمان قال: حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن عاصم عن شقيق عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات من رجال "التهذيب" غير فهد هذا، وهو ثقة ثبت كما قال ابن يونس في "الغرباء" كما في "رجال معاني الآثار" (85/1)، وعاصم هو ابن أبي النجود وهو ابن بهدلة، قال الحافظ: "صدوق له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين". والحديث أورده المنذري في "الترغيب" (3/148) برواية أبي الشيخ ابن حيان في "كتاب التوبيخ"، وأشار إلى تضعيفه! ففاته هذا المصدر العزيز بالسند الجيد. وليس الحديث في الجزء المطبوع من "كتاب التوبيخ"".

تأمل قوله في الحديث: «ومررت على مظلوم فلم تنصره» والنصرة بالمقدور عليه، الأمر بالمعروف؛ النهي عن المنكر؛ النصرة باللسان والسنان، لا خصوصية لأهل فلسطين على فضل ما يمرون به، بل كل مسلم في بورما والسودان وسوريا والعراق، بل والمظلوم في بلدك وأي بلد إن استطعت أن تنصره بشيء تعيَّن عليك ذلك، وفي الحديث: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً».

بل حتى من يُظلم ويُفترى عليه من آحاد الناس من طلاب العلم وغيرهم، داخلون في ذلك.

علماً أن تصحيح الألباني للخبر وهم، فجعفر بن سليمان الذي في السند هو حفص بن سليمان تصحف، فاغتر الألباني بهذا التصحيف فقوى الخبر، وحفص ضعيف، وقد شرحت ذلك في مقال بعنوان: «التنبيه على تصحيف في بيان مشكل الآثار للطحاوي».

غير أن الخبر ثابت من قول عمرو بن شرحبيل التابعي الكبير، ويغلب على الظن أنه أخذه من الصحابة.

وحتى حديث التنزه من البول أيضاً فيه أن المرء يعاقب في قبره على النميمة، واليوم توجد نميمة بين الشعوب في مواقع التواصل الاجتماعي ينبغي الوقوف لها، والنميمة ذُمَّت لأنها تفرق الناس بالباطل، فكذلك تُحمد النصرة للمظلوم لأنها تجمع قلوب الناس بالحق.

والنصرة لا تعني الموافقة على الحق والباطل، بل أحياناً يكون من النصرة النصيحة بالتزام الشرع والبعد عن تعظيم المشركين ووصفهم بالشهداء، وهذا لا ينافي نصرة المستضعفين والدعاء لهم والسعي في إيصال الخير لهم وحث أصحاب القرار على التحرك لنصرتهم ونفعهم، بل الحزن عليهم دون قنوط أو انكسار مشروع، لقوله ﷺ: «ألا إن مثل المؤمنين ومثل توادهم وتحابهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى بعضه تداعى سائره بالسهر والحمى».

وإذا كنا نتحدث عن نعمة الأمن دائماً، فينبغي أن نحب ذلك لإخواننا المسلمين ونرجو لهم أن ينعموا بها، وهذه عبادة، «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

(علماً أنني بعد هذا رأيت مقطع المتحدث كاملاً، وسمعته يقول لا يجوز الفرح بانتصار اليهود على المسلمين فذلك يمسُّ الولاء والبراء، وهذا حسن، وذِكر أمر المستضعفين طيب، المستضعفون بابهم النصرة من استطاع إلى ذلك سبيلاً).

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

09 Nov, 12:18


تعزيز العلم بعلم العليم ( لب التوحيد والعبادات ) 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

08 Nov, 23:27


المنظمة الوطنية للمرأة، أكبر منظمة غير ربحية تضم ناشطات نسويات على مستوى القاعدة الشعبية في الولايات المتحدة، تعمل على تعزيز المثل النسوية التقاطعية وقيادة التغيير المجتمعي.

هذا بيانها بعد فوز ترامب على كاميلا.

يقُلن إن العنصرية وكره النساء انتصر على الحرية والحق والديمقراطية.

هذا مثال على قوله تعالى: {وهو في الخصام غير مبين} [الزخرف].

فترامب فاز عن طريق الديمقراطية، فإن كنَّ يؤمنَّ بالديمقراطية فعليهن الرضا بنتائجها.

وإذا كنَّ لا يرضين بها، فإذن الديمقراطية ليست أمراً جيداً في مجتمع سيئ، كالمجتمع الأمريكي الذي يختار عنصرياً كارهاً للنساء.

وإذا كنا سنختار للناس سلفاً من يختارون وفقاً لقواعد مبدئية (اختاروا النسويات وداعمي الشواذ)، إذن ما فائدة العملية من الأساس!

كتبن: "وللمرة الثانية هُزمت المرشحة الأكثر تأهيلاً وخبرة لمنصب الرئيس لأنها امرأة".

ترامب صاحب ولاية سابقة، فكيف تكون أكثر خبرة منه!

غير أن المضحك أنها إذا فشلت لا تحمل هي اللوم، بل يحمل المجتمع الذكوري اللوم، ابتزاز عاطفي وطفولية تتعامل بها النسويات دائماً.

وكتبن: "لم تفشل حملة كاميلا هاريس، بل فشل الناخبون في مساعدة هاريس".

هذا تلخيص العقلية النسوية، إن نجحت المرأة، فينبغي أن يكون نجاحها مضاعفاً، لأنها امرأة وتخطَّت كثيراً، وإذا فشلت فاللوم على غيرها، حين يطالبن بالمساواة لا يفكرن في إلغاء هذا المعنى أبداً، إنهن يتغذين على المظلومية.

فرج الله عن أهل الإسلام وكفاهم الله شر ترامب وهاريس وأحزابهم.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

07 Nov, 08:20


هذا مقطع منتشر، وقد غبشنا على صورة المرأة وغيرنا صوتها.

تأمَّل كلامها إذ يبدو أنها تفهم أكثر بكثير من بني جلدتنا.

تقول بأن النظام الاقتصادي هو ما فرض عليها العمل.

كلامها صحيح، خروج المرأة لسوق العمل وتأخير زواجها فرضته المؤسسة الرأسمالية، حتى تستفيد من كثرة الأيدي العاملة، وبذلك يرخصون ويكثر دافعو الضرائب.

ومع ظهور النسوية والانفتاح الجنسي وضغط العمل تفكَّكت الأسرة وحصلت ظاهرة (الأمهات العازبات) والإجهاض الدائم، وتلك التجارب المريرة التي تمر بها المرأة المعاصرة.

كلامها صحيح، هي لا تكابر لأنها وصلت إلى آخر الطريق، بينما النساء في بلداننا يُمنِّين أنفسهن بمنظومة تحفظ لهن الحقوق الشرعية، مع مكتسبات زائدة، مع حياة مكسوَّة بقيم ليبرالية ونسوية.

المضحك أن المؤسسة الرأسمالية أقنعت النساء أن هذه رغبتهن، والواقع أن هذا ما أُجبرن عليه، بدليل أنه لو أرادت واحدة منهن ألا ترغب بذلك، فإنها لن تستطيع الخروج من هذا.

هو إجبار كالإجبار على الحجاب الذي تتحدث عنه النسويات، ولكن الفارق أن الإجبار على الحجاب هو إجبار على عدم فتنة الرجال والاستعراض الجنسي أمامهم، وهو إجبار على طاعة الله، فذلك نافع للجميع إن كان إجباراً.

أما هذا فإجبار على الخدمة في منظومة إنما تهتم بزيادة غنى الأغنياء ثم يرمون لك ما يكفي لأن تبقى تعمل بجد في مؤسساتهم، سعادتك وراحتك ليست أولوية عندهم.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

06 Nov, 03:56


ماذا لو قرر الملحد أن ينافق ويتدين ؟ 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

05 Nov, 09:35


التدجين بـ(الميمز)…

قد يرى بعض الناس أن من المشين لطلاب العلم الكلام في هذه الأمور، غير أن هذه المسائل لها اتصال بتشويه مفاهيم شرعية، وهدم أسر وتشتيت أبناء وإتعابهم نفسياً، ثم نحن نتعامل مع هذه النتائج في صورتها الأخيرة، فلا بد إذن من معالجة الداء منذ بداية ظهور أعراضه.

ما يسمى بـ"الميمز" هو نمط صور فكاهية منتشر بين أبناء الجيل الجديد، حيث يضعون صوراً ثابتة لقطط أو أشخاص بتعابير معينة، ثم يُركِّبون عليها كلاماً مضحكاً لمن تأمله مع الصورة.

ظهرت لي مرة صورة في الفيس بوك ونظرت في التعليقات فصارت تظهر لي هذه الصور باستمرار، وعامتها لقطط، لذا هي منتشرة بين كل الطبقات حتى الملتزمين والملتزمات.

لاحظت أن الصور التي تنتشر بين النساء (والرجال تبعاً) وتكون عليها تفاعلات كبيرة -لهذا تظهر لي- تتمحور حول مواضيع معينة.

وهي باختصار تحويل سوء خُلُق المرأة ونشوزها إلى حدث مضحك، ينبغي للرجل أن يتقبله على أنه نكتة.

قد تراني مبالغاً، ولكنك إن تتبعت ستتعجب من الأمر وأنه حقاً يتمحور حول هذه الجزئية.

فصورة تتكلم عن امرأة تمثل أنها نائمة لكي لا تحضِّر الفطور لزوجها، والصورة لطفلة نائمة.

وأخرى لقطة مرسومة بالذكاء الاصطناعي وهي تبكي وعليها عبارة: (اتصل بماما خليها تجي تخودني) ويعلق عليها صاحب المنشور أن المرأة تقول هذا إذا لم يرضَ الرجل أن تضع له زوجته ثلجة على قفاه، ومرة كتبوا إذا لم يرضَ أن تعضه، وأخرى كتبوا إذا لم يرضَ أن تصرخ في أذنه.

وأخرى فيها صورة رجل مرسوم على يده آثار العض وفتاة تبكي خلف والدها، ووالدها يقول: (ابنتي لا تفعل ذلك بدون سبب، لا شك أنك استفززتها).

وأخرى صورة قطط تتقاتل، تصوِّر أن امرأة تقاتل زوجها وتكلمه باستهانة، وعلقت عليها الكاتبة بأنها بهذه الطريقة تعاملت مع وصية أمها لها في أن تداري زوجها.

وأخرى تذكر أن الرجل مطحون من الديون والتعب في العمل، وهي تدخل تنكِّد عليه أو تطلب منه مالاً وفيراً.

تأمَّل في كل هذه التصورات، كلها تتمحور حول أذية الرجل بدنياً ونفسياً، أو عدم القيام بحقه، ولو كان شيئاً عابراً لتركتُه ولكنني وجدت أن هذا بالذات هو المنتشر، وما ذكرتها عيِّنات، وكثيراً ما يُخرِج المرء في المزاح مكنونات نفسه.

ونحن في زماننا تنتشر النسوية والاستحقاقية وأساطير يُبرَّر بها سوء الخلق وعدم ضبط النفس، مثل الأنوثة الحقيقية (والتي تساوي الإفراط في الدلال إلى درجة سوء الخلق) أو الرجولة الحقيقية (وهو الإفراط في الاحتمال إلى درجة سقوط الحق وإفساد الطرف الآخر) وأمر الهرمونات وغيرها.

فتكرار مثل هذه المادة في سياق مضحك له أحد نتيجتين:

النتيجة الأولى: أن تتقبل المرأة هذه السلوكيات، ومحاكاتها لها، وعدم اعتبارها عيوباً ينبغي إصلاحها أو ذنوباً ينبغي الاستغفار منها، فالمشكلة في زماننا أن كلاً من الرجل والمرأة يغلطان، ولكن غلط المرأة يحظى بتبريرات أكبر مع نفَس المظلومية المنتشر (وأعلم أنهم سيعلقون على كلامي بأنني أسكت عن الرجل وهذا كذب).

والنتيجة الثانية: أن يتدجن الرجل ولا يمارس قوامته، وهذا يُفسِد البيت ولا يصلحه، بل ذلك نقص في دينه ورجولته.

وفي الشريعة الحث على الصبر على ما يصدر من النساء من أمور لا تكاد تخلو منها امرأة، كما ورد في الحديث: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً أحب منها آخر» والحديث الوارد في أنهن خلقن من ضلع أعوج وإن استمتعت بها استمتعت بها على عوج.

غير أن ذلك لا يفتح الباب على مصراعيه للنشوز وسوء الخُلُق وعدم إصلاح النفس، والتحجج بالهرمونات لترك الاعتذار وإصلاح النفس.

فقد ورد الخبر في كفران العشير وأنه من أسباب دخول النساء النار، وورد الحديث في لعن من تمتنع عن فراش زوجها، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: «لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه» رُوي مرفوعاً، والصواب أنه من كلام عبد الله بن عمرو.

وكثير من الدعاة والمثقفين والمؤثِّرين يكتفون بجزء من الخطاب الشرعي محاباةً للجمهور النسائي، وفي محاولة لإنقاذهن من الإلحاد أو كره الدين، تلك الورقة التي تلوِّح بها كثير منهن دائماً في عملية ابتزاز عاطفي لا ينبغي أن تدخل في البحث العقدي والشرعي، وقد قال تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا} [الأحزاب].

ولا أنسى تلك الرسالة التي نشرها بعض الدعاة عن شخص يقول إن أمه صرحت له أنها متمسكة بقائمة المنقولات، لأن بناتها لا يبنين بيتاً لما هُنَّ عليه من سوء الخُلُق، فتريد هذه الورقة لتربط بها الرجل، وهذا مثال على التعايش مع سوء الخُلُق وإيجاد حلول مزعومة، وهي ظالمة ومدمرة، فتلك الصور (الميمزات) لا يمكن أن نفصلها عن هذا الواقع المشاهد.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

04 Nov, 08:25


كن كالسحاب…

قال الإمام أحمد في مسنده: "16779 -حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: بينا نحن مع رسول الله ﷺ بطريق مكة إذ قال: «يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب، هم خيار من في الأرض» فقال رجل من الأنصار: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت. قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت، قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فقال في الثالثة كلمة ضعيفة: «إلا أنتم»".

أقول: هذا الحديث من زوائد المسند على الستة، وقد حسنه جماعة مع إيراد البزار له في مسنده المعلل.

وحين قرأته تذكرت بيتاً يردده الدراويش:

تحيا بكم كل أرض تنزلون بها ... كأنكم في بقاع الأرض أمطار

فلماذا شبَّه النبي ﷺ أهل اليمن بالسحاب ويوصف بهذا المهاجرون والأنصار من باب أولى؟

السحاب يأتي بالمطر الذي تحيا به الأرض، فالسحاب يحمل المطر.

والوحي حياة، وشبَّهه رب العالمين بالمطر: {أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق} [البقرة].

وفي الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري اليماني: «مَثَل ما بعثني الله من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب الأرض».

فكل حامل علم هو كالسحاب، وقد ورد في الخبر: «الإيمان والحكمة يمانية»، خصوصاً إذا كان يجتهد في إيصال الخير للناس.

والمطر به حياة الأرض، وكانوا يضربون المثل للرجل السخي بالمطر.

وقد كان اليمانيون أهل إيثار وتآخٍ ومواساة:

قال البخاري في صحيحه: "2486 -حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا حماد بن أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال النبي ﷺ: «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم»".

فمن كان سخياً بماله وعلمه كان كالسحاب تحصل به الحياة، وأعظم الحياة حياة القلب بالتوحيد {أومن كان ميتا فأحييناه} [الأنعام].

وفي الصحيح: «من أعتق رقبة مسلمة، أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار، حتى فرجه بفرجه».

هذا فيمن أعتق رقيقاً من عبودية جزئية لا تناقض التوحيد، فكيف بمن أخرج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد، فنهاهم عن الشرك وعلمهم التوحيد، لا شك أن ثوابه أعظم ورجاءه أكبر، اللهم لا تحرمنا من فضلك الواسع الجم.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

03 Nov, 03:31


الذكاء الاصناعي والمخدرات النفسية 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

01 Nov, 08:20


لما مدح أبو طالب النبيَّ الكريم ﷺ قال فيه:

وأبيضَ يُستسقَى الغَمامُ بوَجهِه... ثِمالُ اليتامى عِصمةٌ للأراملِ

يعني أنه يطعم اليتامى ويعصم الأرامل مما يسوءهن، وكان هذا خُلُقه قبل النبوة وبعدها، غير أنه بعد النبوة والوحي صار هذا خُلُق أمة لا يزال فيها الخير.

ولما كان جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يعيل يتيمات اشترى منه النبي ﷺ جمَله، ودفع إليه الثمن ثم رد الجمل، والحديث في الصحيحين، فهذا الصنيع سنة.

وأذكر أنني قديماً اطلعت على كتاب بعنوان «المستجاد في فعلات الأجواد» جمع صاحبه أخبار الأسخياء، كمثل صنيع صاحبنا الذي اشترى البيت أثابه الله عز وجل.

ومثل هذا حسن أن يُنشر، ففيه تشجيع على مثل هذا، وقد قال تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} [البقرة].

فصدقة السر أفضل والعلانية مقبولة، وقد تفضل العلانية إذا كان فيها تشجيع على مثل صنيع الرجل، كالوارد في حديث: «من سن في الإسلام سنة حسنة»، فالحديث في رجل سبق إلى الصدقة فتشجع الناس من بعده.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

31 Oct, 08:25


فائدة في التعقيب على فائدة مشتهرة عند متأخري الحنابلة عند البرق...

بمناسبة الأمطار في بلادنا أود إفادة طلاب العلم بهذه الفائدة.

قال البهوتي في «كشاف القناع»: "فائدة روى أبو نعيم في الحلية بسنده عن أبي زكريا قال: من قال: «سبحان الله وبحمده» عند البرق، لم تصبه صاعقة".

هذه الفائدة فشت في الحنابلة بعد البهوتي، ونقلها غير واحد، وعليها تعقيب.

قال ابن أبي شيبة في «المصنف»: "31174- 29823- حدثنا ابن مبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن ابن أبي زكريا قال: من سمع صوت الرعد فقال: سبحان الله وبحمده، لم تصبه صاعقة".

أقول: وهذا سند قوي، فهو ابن أبي زكريا وليس (أبو زكريا)، وهو عبد الله بن أبي زكريا: إياس، وقيل: زيد الخزاعي، أبو يحيى الشامي.

تابعي شامي، كان من كبار عباد أهل الشام وزهادهم في زمنه، حتى فضلوه على عمر بن عبد العزيز.

وقال أبو مسهر: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: كان عبد الله بن أبي زكريا سيد أهل المسجد. قلت: بأي شيء سادهم؟ قال: بحسن الخلق.
وقال علي بن عياش الحمصي، عن اليمان بن عدي: كان عبد الله بن زكريا عابد الشام، وكان يقول: ما عالجت من العبادة شيئا أشد من السكوت.
وقال أيوب بن سويد، عن الأوزاعي: لم يكن بالشام رجل يفضل على ابن أبي زكريا.

ومناقبه كثيرة.

هذا أولاً.

وثانياً: الخبر في الرعد وليس في البرق، وبينهما فرق، فالرعد ذلك الصوت المهيب، وأما البرق فذلك اللمعان في السحاب، لهذا يُربط البرق بالبصر عادةً في النصوص: {يكاد البرق يخطف أبصارهم} [البقرة].

ورواه بذكر الرعد لا البرق ابن أبي الدنيا في «الرعد والبرق» عن ابن أبي زكريا، وهذان مصدران أعلى من الحلية.

ورواه أيضاً بذكر الرعد أبو الشيخ الأصبهاني في «العظمة» والطبري في تفسيره.

وقد ذكروه من رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عنه ومن رواية الأوزاعي عنه، غير أن في السند إلى الأوزاعي كلاماً.

والوحيد الذي رواه بذكر البرق أبو نعيم في الحلية، وفي السند للأوزاعي عقبة بن علقمة، وهو صدوق، غير أنه يغرب أحياناً عن الأوزاعي، فرواية الآخرين أرجح، وهي رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن ابن أبي زكريا.

والتسبيح أنسب مع الرعد {ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته} [الرعد].

وثبت عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير ذكر التسبيح عند الرعد، فابن الزبير كان يقول: «سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته»، وابن عباس يقول: «سبحان الذي سبَّحتَ له»، وكلاهما ثابت.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

30 Oct, 08:20


لماذا يجبرك عقلك على إحياء أسوأ ذكرياتك؟
بقلم سكاشي كول.

ربما هذا سؤال طرحه كثير منا على نفسه: لماذا الذكريات الحزينة والمغضبة والمحرجة عسيرة النسيان؟

في الواقع هذا أمر فاش في البشر، حتى بحثه علماء الأعصاب وظهر فيه حكمة إلهية بالغة، أرجعوها هم لهراء التطور.

خلاصة ما قالوه: إن العقل يحتفط بالذكريات السيئة لأنها عبرة، فيحتفظ بها حتى لا تُكرر.

جاء في المقال المشار إليه: "من منظور التطور، من المهم جدا البقاء على قيد الحياة. إذا عاملك الناس بشكل سيئ، فإنك تتذكر ذلك لبقية حياتك. لقد كانت إحدى الوظائف التطورية الرئيسية لإبقائنا على قيد الحياة"، كما قال مينغ تشو، أستاذ في قسم علم وظائف الأعضاء بجامعة تورنتو ورئيس قسم علم الأعصاب والصحة العقلية في مايكل سميث: "نتذكر من لا يحسن إلينا، بهذه الطريقة ننجو. أولئك الأشخاص الطيبون معك، الذين لا يزعجون بقاءك، تميل إلى عدم تذكرهم"، كما أوضح تشو".

أقول: كان الناس قبل ظهور نظرية التطور يُرجعون الأمر للحكمة الإلهية، فيقولون: خلق الله كذا وكذا، لحكمة كذا وكذا، كما ترى في شرح تشريح ابن سينا لابن النفيس، وبعد نظرية التطور تراهم يقولون: (طوَّر الدماغ الآلة الفلانية للحصول على النتيجة الفلانية)!

وهذه فلسفة وليست علماً، والذكريات المؤلمة لا تتعلق بالبقاء فحسب، وإن كان لا يبعد في الحكمة الإلهية أن يُنعم الله عز وجل علينا بما يضمن بقاءنا، بل هذا المتعين {ربُّنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى}، ولكن البشر يتأذون من أمور أخرى تتعلق بالأخلاق والسمعة والتدين.

هذا الذي يذكرونه هنا في شأن تذكر الذكريات السيئة يشبه إلى حد كبير تلك الموعظة عن رجل عمل بحسنة فدخل بها النار، وذلك أنها غرَّته وآخر عمل سيئة فدخل بها الجنة، وذلك أنه بقي يتذكرها ويستغفر الله ويعمل الأعمال الصالحة ليكفِّرها.

فهذا الإنسان نفعه تذكُّر الأمر السوء.

على أننا ينبغي أن نفهم أن ذلك لا ينبغي أن يكون باباً للقنوط وإغراق النفس باليأس والحزن وترك الفرح بالحسنة وبفضل الله، بل هذه الفائدة لتعلم أن الذكرى المؤلمة قد تكون نافعة لك جداً، وأن من رحمة الله عز وجل في كثير من الأحيان أن يحصل لك موقف مؤلم تعتبر به، فيقيك مما هو أكثر إيلاماً وفتكاً.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

29 Oct, 06:10


الحقائق المؤلمة ضرورية للراحة 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

28 Oct, 12:17


=
ومن الناس من يبهره نظم القرآن وسلاسته، وما فيه من بيِّنات عقلية في إثبات النبوات والإلهيات والمعاد والقصص ذوات العبر، والحث على عموم الفضائل مع الوعد والوعيد والكلام عن العالم الغيبي، مع الأحكام بسلاسة تامة وعجز العرب عن الإتيان بمثله.

ويعدُّون ذلك في أعلى دلائل النبوة.

ومنهم من يبهره أمر العبادة التي فيها مشقة والحث على مكارم الأخلاق، مع التزامه بكل هذا قبل كل أحد، مما جمع قلوب أصحابه عليه، وهذا ما أشار إليه ابن قتيبة.

ومنهم من يتكلم عن الإخبار بالمغيَّبات، فمن ذلك ما في القرآن مثل: {سيهزم الجمع ويولون الدبر} وهذا شاهَده الصحابة، ومنه ما ظهر في أواسط الزمان كقتال المسلمين للتتر ذوي نعال الشعر كأن وجوههم المجان المطرَّقة، ومنه ما رأيناه في زماننا هذا خاصة مثل خبر: «وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان» وخبر «تداعى عليكم الأمم» وغيرها كثير.

ومنهم من هو أبعد غوراً، فيتعجب من واقعية الشريعة مع حثها على الفضيلة واتِّزانها، فلا تراها منحازة لفريق دون فريق، وعادةُ الأفكار البشرية أن تكون متأثرة بنزعات مؤسسيها، غير أن هذا وحي.

وتعظيم حق الله عز وجل فوق كل حق، ونقض القرآن لباطل كل مبطل، حتى قبل أن يظهر هؤلاء المبطلون (وهذا يعلمه المشتغلون بدراسة العقيدة).

غير أن الأمر العجيب الذي سجله ابن قتيبة أنه عدَّ علم الحديث في دلائل النبوة حين قال: "وليس لأمة من الأمم إسناد كإسنادهم رجل عن رجل وثقة عن ثقة عن ثقة حتى يبلغ بذلك رسول الله ﷺ وصحابته يبيِّن الصحيح والسقيم والمنقطع والسليم".

وأهل الحديث من دلائل النبوة في أنهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة والمؤيَّدون بالحجج، ومن دلائل النبوة في أنهم باب كرامة الله عز وجل لنبيه، إذ لم تُدرس أحوال رجل في التاريخ بالدقة التي دُرست أحواله، حتى يعرف كل رجل من أهل الإسلام ممن عاين شيئاً من العلم من أحواله أموراً لا يعرفها عن أجداده الأقربين.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

28 Oct, 12:17


كلام نفيس لابن قتيبة في دلائل النبوة: "وليس لأمة من الأمم إسناد كإسنادهم؛ رجل عن رجل وثقة عن ثقة عن ثقة"

قال قوام السنة الأصبهاني في كتابه «دلائل النبوة»: "قال ابن قتيبة في كلام ذكره قال ومما يدل على صدقه أن الأعمال تدل على صدق أهلها ومما يوجب تصديقه أنه كان أشرف الأشراف وأحلم الحلماء وأجود الأجواد وأنجد الأنجاد وأزهد الزهاد كان يرقِّع ثوبه ويخصف نعله ويُصلِح خَصَّه ويتوسد يدَه ويمهن أهله ويأكل بالأرض ويقول إنما أنا عبدٌ آكل كما يأكل العبيد ويلبسُ العباءَ ويجالسُ المساكين ويمشي في الأسواق ولم يُرَ ضاحكا ملء فيهِ ولا آكِلا وحده ولا ضاربا بيده إلا في سبيل ربه وقام حتى تورمت قدماه وكان يُسمَع لجوفه إذا قام بالليل للصلاة أزيز كأزيز المِرجَل من البكاء وقال شيبتني هود وأخواتها وكان من دعائه ﷺ اللهم ارزقني عينين هطالتين تذرفان الدموع تُشفياني من مخافتك قبل أن تكون الدموعُ دما والأضراسُ جمرا (لا يثبت هذا) وأقَصَّ ﷺ من نفسه وقُبض ودرعه مرهونة على شعير اقترضه لطعمه ولم يورِّث ولدَه وقال أنا معشر الأنبياء لا نورِّث ما تركناه صدقة وقد مدحه الله بجميع أخلاقه فقال {وإنك لعلى خلق عظيم} فمن استبعد منهم هذه الأشياء واتهم بعض هذه الأخبار فهذه حجرتُه التي كان ينزل فيها هو وأهله وبها مقبره وهذه بُردُه التي يلبسها الخلفاء في الأعياد وهذا قدَحُه الذي كان يشرب فيه وهذه نعله وهذه كتبه في أكارع الأديم.
قال ابن قتيبة وهذه شريعته أسهل الشرائع وأطيبها أحل فيها الطيبات وحرم الخبائث وأمر ببر الوالدين وصلة الرحم والصدقة والعفو والأمر بالمعروف والصفح عن الجاهلين ومجانبة الغيبة والكذب والنميمة والفواحش وشرب الخمر والقمار وحضَّ على كل حسن وردع عن كل قبيح وبيَّن للناس ما يأخذون وما يتقون في فرائضهم وأحكامهم وزكاتهم وطلاقهم وعتقهم وحجهم ومعاملاتهم وسائر أمور دينهم وأغناهم عن جميع الأمم وعن أهل الكتب وأحوجَ المخالفين لهم إلى ما عندهم فالنصارى تستعمل في كثير من المواريث فرائضهم وتستعمل في المعاملات أحكامهم وكذلك اليهود تلجأ في أحكام إلى حكماء المسلمين وليس لأمة من الأمم إسناد كإسنادهم رجل عن رجل وثقة عن ثقة عن ثقة حتى يبلغ بذلك رسول الله ﷺ وصحابته يبيِّن الصحيح والسقيم والمنقطع والسليم قال وفي بعض ما اقتصصنا كفاية لمن عقل وبلاغ لمن اعتبر وشفاء لمن شك فما يمنع من كانت له أذن تسمع وقلب يفقه وعين تبصر أن يفيء إلى الله تعالى وينيب إلى الحق قبل الفوت بمفاجأة الموت فإنه ليس من الدين عوض ولا من الله مهرب ولا بعد الموت مستعتب ولا دار إلا الجنة أو النار".

أقول: هذا الكلام على اختصاره يُغني عن مجلدات في ضبط هذا الباب، وقد حفظه لنا قوام السنة الأصبهاني.

يأتي عدم فهم هذا الباب عادةً من إهمال حقيقة أن للحياة معنى، وأن لنا خالقاً أوجدنا في هذه الدنيا لحكمة، وهي حقيقة فطرية، ثم بعد هذه الحقيقة تنظر في الأديان وهكذا تفهم وتهتدي.

وأيضاً حقيقة أن هذا الوحي اتفاقاً جاء به رجل أمي بعد الأربعين من عمره، وما قرأ في حياته كتاباً، ولا في أمته نظيراً له، وذلك غيَّر وجه الدنيا.

فمن الناس من يبهره حفظ الله عز وجل له وتحديه لقومه، مع كثرة أعدائه وضعف ناصره، ويعدُّه من أعلى دلائل النبوة.

ومن الناس من يبهره كلامه بعلوم أهل الكتاب وعجزهم عن إحراجه، وتحديه لهم وطلبه المباهلة.

بل وإيمان جماعة من كبرائهم وتصديقهم بما ذكر من أخبارهم عنده، وقد سُجِّل ذلك في القرآن: {أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} [الشعراء].

{وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} [الأحقاف].

{ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} [الرعد].

{وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين} [المائدة].
=

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

27 Oct, 08:25


على اليمين دراسة في تأثير الدين على السلوك الإجرامي للبالغين الناشئين، بقلم كريستوفر سالفاتوري وجابرييل روبين، قسم دراسات العدل، جامعة ولاية مونتكلير ونيوجيرسي.

جمع الباحثان دراسات كثيرة في بيان أن للدين أثراً إيجابياً في الابتعاد عن الإجرام، خصوصاً في طبقة المراهقين الذين تكثر فيهم جرائم من نوع معين.

مثل الإفراط في الشرب والجنس غير الآمن والقيادة تحت تأثير المخدرات وغيرها.

قرروا أن المسلَّمات في عامة الدراسات أن الدين يُبعِد الشباب عن الجريمة، وناقشوا التفاسير لذلك، فمنهم من فسَّر الأمر بأن الدين يوفِّر رقابةً أبوية من المرشدين الدينيين أو أنشطة اجتماعية تجعل المرء منخرطاً في المجتمع بشكل إيجابي أو أن مبدأ الثواب والعقاب هو المؤثِّر الأساسي (الجنة والنار).

ومما ورد في الدراسة: "ووفقا لجراسميك وآخرون (1991)، فإن الأشخاص الذين يحددون هويتهم الدينية بقوة لديهم احتمال أكبر لتجربة العار من ارتكاب أفعال منحرفة، والأفراد الذين يشاركون بشكل بارز في الشبكات الاجتماعية القائمة على الدين لديهم احتمال أكبر لتجربة الإحراج نتيجة لأفعال منحرفة".

وذكروا تفاسير أخرى عديدة.

والتعليق إننا نعلم أن الدين المحرف قد يكون فيه نفع من بقايا النبوة فيه، وإن النفع الأكبر في الدين الصافي الصحيح، وإننا لا يجوز أن نقيِّم الدين وفقاً للنفع الدنيوي، ولا ننكره أيضاً، فقد قال تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} هذا معنى لا نحتاج لدراسات لتوكيده، والمقصود الأساسي طلب رضا الله تبارك وتعالى ونيل ثوابه، وأعلاه رؤية وجهه الكريم.

غير أن مثل هذا قد يُدفع به المتعنت، ولا يبعد البتة أن يكون من ضمن فطرة البشر التأثُّر الإيجابي بالتعبُّد.

وأما على اليسار: فدراسة منشورة في المكتبة الوطنية الأمريكية للعلاج عن أثر أغاني الراب في تعزيز السلوكيات العدوانية، مثل تعاطي المخدرات والعنف.

جاء في الدراسة: "باختصار، تشير الأبحاث السابقة إلى وجود صلة بين التفضيلات لبعض أنواع الموسيقى والكحول وتعاطي المخدرات غير المشروعة والعدوان والسلوكيات الخطرة الأخرى".

أغاني الراب تنتشر في العالم العربي ولها جمهور غفير جداً، حتى إنني رأيت قنوات كثيرة تتخصص بذكر أخبار كبار مغني الراب ومعاركهم وحياتهم الشخصية، ويقع بينهم الجدل في التفضيلات بينهم كما يقع بين عشاق كرة القدم، ووُجِد من يقلدهم ويحاكيهم في عالمنا العربي، ولهم شعبية كبيرة بين الشباب، وتجده غالباً يسمع الأجانب ليحاكيهم، وإن كان يجتنب بعض ما يتكلمون به ويكون مدرجاً لهم.

لا يُستبعد مثل هذه الآثار، فقد قال السلف قديماً: "الغناء رقية الزنا" وذلك أن مضامين الغناء عامتها عن العشق والغرام، وذلك يقرِّب من أمر الزنا، وأما الراب فليس كذلك في غالبه.

نحن لا نحتاج إلى مثل هذه الدراسات لبناء حكم شرعي، ولكن فيها عبرة لمن يعترض وهو ما أحاط بالأمور علماً، فكثير منهم لو كلمته بأثرٍ أو بحديث فإنه يعترض، وإن ذكرت له مثل هذه الدراسات فغالباً يقبل!

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

26 Oct, 05:24


هل يصلح الحديث في هذه الأمور ودماء المسلمين تسفك ؟ 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

25 Oct, 22:03


يُرجى نشر هذا التنبيه على أوسع نطاق.

هذا عبثٌ بعقائد الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله.

«لا تحقرن من المعروف شيئاً».

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

25 Oct, 08:35


احتضنه رسول الله ﷺ محبةً فلِمَ لم يحتضنوه تبركاً!

حديث حنين الجذع من الأحاديث المعروفة والتي لها متعلق بخطبة الجمعة، وهو من دلائل النبوة ومن الأحاديث المتواترة.

قال ابن كثير في «البداية والنهاية»: "وأما حنين الجذع الذي كان يخطب إليه النبي ﷺ، فعُمِل له المنبر، فلما رقي عليه وخطب، حنَّ الجذع إليه حنين العِشار والناس يسمعون صوته بمشهد الخلق يوم الجمعة، ولم يزل يئنُّ ويحنُّ حتى نزل إليه النبي ﷺ فاعتنقه وسكَّنه وخيَّره بين أن يرجع غصنا طريا أو يُغرس في الجنة يأكل منه أولياء الله، فاختار الغرس في الجنة، وسكن عند ذلك؛ فهو حديث مشهور معروف، قد رواه من الصحابة عدد كثير متواتر، وكان بحضور الخلائق. وهذا الذي ذكره من تواتر حديث الجذع هو كما قال".

وعلى شهرته فيه فائدة عقدية لا ينتبه لها كثير من الناس، وهي أنه لم يرد عن أحد من الصحابة أنه تبرك أو تمسح بهذا الجذع أو بنى عليه بناءً أو طاف حوله.

كما يفعل اليوم كثيرون بقبور الأولياء وآثار الصالحين، مع أنه آية ظاهرة وباشر الجسد الشريف.

وقول النبي ﷺ: "لو لم أحتضنه لحنَّ إلى يوم القيامة" كأن فيه إشارة أن من الخير ألا يحصل هذا.

ولو حصل لرأيت الناس يقيمون المزارات عليه ويقفون دوراً ليحتضن كل واحد منهم هذا الجذع، من رأى افتتان الناس بالقبور وغيرها فإنه يعلم أن هذا ليس بعيداً.

وبعض المنتصرين لأمر التبرك زعموا أن الأخبار الواردة في دفن الجذع لا لعلة منع التبرك، ولكن لعلة عدم معاودة العويل، مع أن النبي ﷺ نبَّه أنه باحتضانه أنهى ذلك.

ثم إن الصحابة ما تبركوا به البتة مع بقائه بعد هذه الحادثة ولا حثُّوا على ذلك، فضلاً عن أفعال أخرى مثل البناء عليه أو الطواف أو الانحناء أو المشي القهقرى دون إعطاء الظهر، كما يفعل كثيرون مع المشاهد.

قال البخاري في صحيحه: "4163- حدثنا محمود، حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن طارق بن عبد الرحمن، قال: انطلقت حاجا، فمررت بقوم يصلُّون، قلت: ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان، فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته، فقال سعيد: حدثني أبي "أنه كان فيمن بايع رسول الله ﷺ تحت الشجرة، قال: فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها، فلم نقدر عليها"، فقال سعيد: «إن أصحاب محمد ﷺ لم يعلموها وعلمتموها أنتم فأنتم أعلم»".

أقول: كلمة سعيد بن المسيب من باب الإنكار عليهم، يعني تكونون أعلم من أصحاب رسول الله ﷺ، وهذا ما فهمه كل الشراح، فاستدل بترك الصحابة للعناية بأمر شجرة الرضوان وحتى الصلاة عندها على أن هذا الأمر محدث ومنكر، وهذا ما نقوله في أمر الجذع، وهو من باب أولى في باب القبور.

وإخفاؤها عنهم كانت نعمة، لئلا يغلو بها الجهال حتى يصلوا إلى عبادتها، وهذا ما يقال في الجذع أيضاً.

قال البخاري في صحيحه: "2958- حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا جويرية، عن نافع، قال: قال ابن عمر رضي الله عنهما: «رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، كانت رحمةً من الله»".

فعمَّاها الله عن الصحابة لحكمة بالغة أو هم تركوها عمداً، وورد عن عمر -رضي الله عنه- أنه قطعها.

وقال ابن عبد الهادي في «الصارم المنكي»: "وإن لم تزل الفتنة إلا بتعفية قبره وتعميته، فعل ذلك كما فعله الصحابة بأمر عمر بن الخطاب في قبر دانيال".

وخبر دانيال هذا مروي في زيادات ابن بكير على سيرة ابن إسحاق بإسناد حسن، وما ذكره الشيخ يؤكد ما ذكرناه من الحكمة في تعمية أمر الجذع وذهابه.

وقال ابن القيم في «إغاثة اللهفان» معلقاً على قصة الصحابة مع خبر دانيال: "ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية قبره؛ لئلا يفتتن به الناس، ولم يُبْرزوه للدعاء عنده والتبرك به، ولو ظفر به المتأخرون لجالدوا عليه بالسيوف، ولعبدوه من دون الله، فهم قد اتخذوا من القبور أوثانًا مَن لا يُداني هذا ولا يقاربه، وأقاموا لها سَدنَة، وجعلوها معابد أعظم من المساجد".

وما قاله ابن القيم في قبر دانيال نقوله تماماً في أمر الجذع.

ومما يذكر في هذا السياق إلزاماً من كلام بعض من يرى التبرك بالجملة، ولكنه قال كلاماً حسناً في التعليق على هذه الأخبار، قول النووي في شرح مسلم: "(فخفي علينا مكانها) قال العلماء سبب خفائها أن لا يفتتن الناس بها لما جرى تحتها من الخير ونزول الرضوان والسكينة وغير ذلك فلو بقيت ظاهرة معلومة لَخِيف تعظيم الأعراب والجهال إياها وعبادتهم لها فكان خفاؤها رحمة من الله تعالى".

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

24 Oct, 18:50


العلاقة بين المتكلمين والماسونية...

استمعت بعناية لبودكاست في قناة ذات مصر، وكان الضيف الصحفي ممدوح الشيخ، ويظهر عليه سعة الاطلاع وكثرة القراءة، وكان حديثه عن الماسونية وعلاقتها بالصوفية، ولم يكن كلامه شعبوياً من النوع المعتاد، بل كان في الغالب موثَّقاً من مصادر، وأود التنبيه على عدة نقاط في لقائه فيها نفع.

النقطة الأولى: ذكر أن من أهم المشتركات بين الصوفية الطرقية الغالية والماسونية: التفريق بين الناس على أنهم عامة وخاصة وأن هناك ديناً للعامة وديناً للخاصة.

قال ممدوح الشيخ: "بأي شيء أصبح العوام عوام؟ وبأي شيء أصبح الخواص خواص؟ وبأي شيء أصبح خواص الخواص خواص الخواص؟ وبعض العبادات وُصِفت بهذا، صيام العوام وصيام الخواص وصيام خواص الخواص، فهل كان صيام محمد ﷺ صيام العوام؟ هو الصيام الذي ورد في الأحكام الشرعية، بما يمتنع عنه وما يفعله في أثناء صيامه، وبالتالي هذا يعطي إحساساً بالفوقية خطيراً جداً ونتائجه تكون لاحقاً خطيرة، لأنه يوهم الناس أن هؤلاء لهم حقوق عليهم".

وقال أيضاً وهو يذكر أفكار الماسونية: "أن من ينقذ العالم ومن يصنع تقدمه أقليات مغلقة سرية تعمل بعيداً عن ضجيج العامة، وبالتالي في الأمر استعلاء حقيقي ورغبة في أن يكونوا شكل من أشكال ترجمة معنى شعب الله المختار، لكن بدون قداسة دينية".

أقول: هذه الفكرة موجودة عند كثير من أهل الكلام من أصحاب مسلك التخييل، يقولون: التنزيه لا يفهمه العوام ولا يفهمه إلا الخواص، وهذه فكرة كتاب «إلجام العوام عن علم الكلام» للغزالي.

قال الغزالي في «الإحياء» [4/434]: "أن الله تعالى مقدس عن المكان ومنزه عن الأقطار والجهات وأنه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا هو متصل به ولا هو منفصل عنه، قد حيَّر عقول أقوام حتى أنكروه إذ لم يطيقوا سماعه ومعرفته".

وقال العز بن عبد السلام قوله في «القواعد» [ص201]: "أن من جملة العقائد التي لا تستطيع العامة فهمها هو أنه تعالى لا داخل العالم ولا خارجه ولا منفصل عن العالم ولا متصل به".

فهذا ضرب من الباطنية أصاب هؤلاء القوم ووهَّنوا به الشريعة وفتحوا الباب لكل مبطل كما قال ابن تيمية.

النقطة الثانية: ذكر أن من أخطر الأمور التي تمهد للباطنية: القراءة التأويلية للنصوص.

يقول ممدوح الشيخ: "لا يمنحنا الحق في تأويل أحكام شرعية تأويلاً يضاد ما هو معروف من معناها الظاهر ولا يُنشئ علاقة بين أشخاص كالعلاقة بين الولي والمريد".

وقال أيضاً: "الأمريكان شافوا أن مكون أساسي من مكونات العنف المسلح ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحتى لو رفعوا لاحقاً شعار "العنف ضد الصهاينة" أنه في النهاية هو عنف أساسه التفسير الحرفي لبعض الأحكام الشرعية، وبالتالي إذا انتشر في المجتمع أو في تصوُّر فئات واسعة من المسلمين المعتنقين للإسلام في الغرب وفي العالم الإسلامي أن التأويل أفضل من التفسير الحرفي هذا باب للخروج من هذه الأزمة".

قد صدق ابن تيمية حين قال فيهم: "وفتحتم الباب لكل مبطل" فإن تأويل نصوص الصفات وإخراجها عن ظاهرها وهي آلاف النصوص والزعم أن ظاهرها غير مراد وهَّن الشريعة توهيناً شديداً، علماً أنه نبَّه أن المتصوفة يتناقضون وفيهم من يأخذ بظاهر الشريعة في أمور، غير أن القصد أن هذه الأفكار في جنسها خطيرة.

النقطة الثالثة: ذكر عن باحثة إيطالية متخصصة بالماسونية وبخاصة الماسونية في حوض البحر الأبيض المتوسط أن الماسونية اخترقت عدداً من الطرق الصوفية، وذكرت تحديداً الطريقة البكتاشية، وهي طريقة صوفية شيعية انتشرت في إيران وتركيا، وكان لها نفوذ في الدولة العثمانية (هي طريقة الإنكشارية) وذكر هو أنها تلفيقية بين أمر وثني ورافد ديني إسلامي، ومن هنا أشبهت الماسونية، خصوصاً مع التشيع الباطني.

وذكر أن لها علاقة بمصطفى كمال أتاتورك.

وذكر من حالها هذه الأيام أن هناك دولة نظيرة للفاتيكان نشأت في ألبانيا يزعمون أنها إسلامية، ولكن إسلام حداثي لا يُحرِّم الخمر ولا يفرض الحجاب، وإنما حالة روحانية، وسجل تناقضهم أن التغريبيين ضد ما يسمونه كهنوت إسلامي، ومع ذلك يدعمون الكهنوت الذي يدعم رؤيتهم.

وذكر أن تيري زيركون وهو باحث فرنسي متخصص في الماسونية كتب عدة مؤلفات في العلاقة بين الصوفية والماسونية.

أقول أنا عبد الله: وعامة الصوفية اليوم على عقائد المتكلمين في العقيدة، وهذا أمر جدير بالملاحظة.

وذكر ثبوت ماسونية عبد القادر الجزائري بشكل قطعي، ومعلوم أن عبد القادر كان شغوفاً بابن عربي -وهذا حال معظم الأشعرية اليوم خلافاً لمتقدميهم- مع نفرته من أمثال ابن تيمية.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

23 Oct, 08:40


تعليق على كلام لعميد كلية الشريعة في سوريا محمد حسان عوض…

قال محمد حسان عوض عميد كلية الشريعة في دمشق في تسجيل محفوظ عندي وسينشره بعض الإخوة لاحقاً: "الملاحظة المهمة يلي يعني ضروري جداً نعلق عليها: التلقي، بالنسبة للعلوم الشرعية الموجودة في الكلية تغني بشكل مطلق عن أي مكان آخر.

اكتشفنا أنه فيه بعض الطلاب عم يتلقوا بعض العلوم -وهن معنا هون بالكلية- من بعض المواقع وعم ينشروا هذه المعلومات.

وعندنا صار جملة من الأسماء من الطلاب والطالبات عم يجيبوا لنا معلومات وهابية متشددة سلفية مخالفة، ظناً منهم أنه هذه المعلومات هي الصواب وظناً منهم أن هذه المعلومات هي الدين وظناً منهم أن هذه تغني طالب العلم.

هذه المعلومات تورط طالب العلم وتفسد عقيدته وتضيع وجوده في هذه الكلية.

فإذا ثبت لدينا هذا الكلام يقينا الطالب سوف يُفصل من الكلية.

نحنا عنا كل شي، هي عقيدة أمامنا؛ أخلاق عنا؛ تصوف عنا؛ فقه؛ حديث؛ تفسير، كل وسائل وآلات الشريعة وعلومها ولله الحمد موجودة، فلما نضرب بها عرض الحائط ونذهب إلى مواقع مجهول ما وراءها ومن ورائها وما هو هدفها وما هي الغاية منها = معنى ذلك أننا حقيقة نحاول أن ندس السم في التلقي وفي العلوم الشرعية، ولن نسمح بذلك، اعذروني، هي ما لغة تهديد، بس هي لغة تبيان، ولغة النصح أحياناً تكون شديدة، أنا بشد لابني أحياناً من باب التربية والتوجيه، بس لا أريد أن أوقع به الإيذاء.

الأسماء موجودة عندي، ونحن نتابع هذه الأسماء ونشوف.

وجدنا بعض التعليقات عن مجموعات، المجموعات كل التعليقات التي تكون وجدنا، معقول يجينا واحد يعترض على حزب الفرج؟ معقول تجينا طالبة تعترض على دلائل الخيرات؟ معقول يجي طالب يقول التصوف ليس من الدين؟".

أقول: ولكلامه تتمة، وكله في هذا السياق، وأود التعليق عليه في عدة نقاط:

الأولى: في كلامه عبرة لمن يزعم اندثار هذه الخلافات وأنه لا فائدة من طرحها، فهذه جامعات تقوم على الصوفية الأشعرية وتقيم محاكم التفتيش لطلابها الذين يخرجون قيد أنملة عما يقررونه، لا يوقفهم عن ذلك دماء تنزف هنا وهناك ولا ظلم ولا انتهاك للحقوق، لأن المسألة عندهم عقيدة وأولوية، ثم إننا معاشر السلفيين كأن هذا ليس حقاً لنا، فنحن وحدنا إذا نصرنا عقيدتنا اعتبرونا مقصرين ومشغلين للمسلمين عن الأولويات، والعقيدة أولوية ولا تزاحم بينها وبين قضايا المسلمين الأخرى.

الثانية: يلاحظ أنهم لا يسمحون لطلابهم بالنظر في كلام مخالفيهم إلا بعد التشبع بمادتهم الخاصة، بينما نجد كثيراً من السلفيين شغوفاً بالمخالفين وعلومهم، تراه على عقيدة أهل الأثر فيما يزعم وشغله المنطق والفلسفة وكلام المخالفين وتصوف المتأخرين، بحجة التعرف على الآخرين، بينما يهمل كتب العقيدة السلفية وكتب الآثار عموماً، وفي الأيام الأخيرة رأيت تحذيرات عديدة من كتب العقيدة المسندة مع تسامح بيِّن مع كتب المنطق!

والنتيجة المنتظرة من اجتماع هذا السلوك في السلفيين والسلوك الآخر في المخالفين = أن تكون شوكة المخالفين أقوى.

الثالثة: كثيراً ما يطالَب أهل السنة بتقبل غيرهم، بينما تجد المخالفين لا يتقبلونهم، ولا يتقبلون حتى الخروج عن السمت الصوفي المتأخر، فقد قرأت عن شعيب الأرناؤوط أنه أنكر على صاحبه الرقص في الحضرات وفقاً للمذهب الحنفي، فاتهمه صاحبه بالوهابية، وكان عز الدين القسام هو وصاحبه كامل القصاب ينكران بدعاً تتعلق بالجنائز، فاتهموهم بالوهابية، مع أن منطلقاتهم كانت مذهبية بحتة، وهذه التهمة عندهم هي منتهى الشناعة، وفي سوريا تأخذك إلى السجن، وواضح من لغة العميد أنه يهدد بطريقة أمنية.

الرابعة: كتاب «دلائل الخيرات» كتاب عليه مآخذ كثيرة، يتكلم عنه وكأنه قرآن ويقول: "معقول يأتينا طالب يعترض على دلائل الخيرات؟" وهو كتاب صوفي متأخر مليء بالعبارات العجيبة وفيه أخبار موضوعة، فهل يريد خيراً بالأمة من يخترع مخترعات ويأتي بعبارات عجيبة مثل: "وانشلني من أوحال التوحيد وأغرقني في بحر الأحدية " فيجعل التوحيد وكأنه معنى باطل مقابل لمعنى حق اسمه الأحدية، ثم يتكلف القوم في تأويل هذا الكلام وتوجيهه.

وهل قصَّرت بكم أدعية النبي ﷺ وأذكاره حتى تخترعوا هذه العجائب ثم تمتحنوا الخلق بها؟ فهل هذا فعل من يعظِّم النبي ﷺ ويريد ائتلاف القلوب أمَّن يريد الإحداث في الدين والعلو في الأرض؟

الخامسة: نحمد الله تبارك وتعالى على مواقع التواصل، فإنها كما مكَّنت كثيراً من أهل الباطل مكَّنت أهل الحق أن يوصلوه لأماكن كان أهلها قد أُغلق عليهم من قبل أمثال هذا العميد وأضرابه، وأوصي الشباب الذين هناك وهداهم الله أن يتقوا شر هذا المرء.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

21 Oct, 16:19


هل سيذكرك التاريخ ؟ 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

20 Oct, 18:00


الشمائل المحمدية باب لحجية السنة وحفظها ودليل من دلائل النبوة…

عند أهل العلم باب يسمونه الشمائل المحمدية، وهو باب يذكرون فيه أوصاف النبي ﷺ الخَلقية والخُلُقية.

جمع في ذلك الترمذي كتاباً شهيراً، ومن أجمع التصانيف في الباب كتاب البغوي «الأنوار في شمائل النبي المختار» وكتاب «القفال» وثمة كتب كثيرة في الباب.

هذا الباب باب جليلٌ مغفول عنه في مناظرة منكري السنة ومنكري النبوة.

فقد قال الله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم} [القلم].

وقال سبحانه: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} [الأحزاب].

فلو كان رسول الله ﷺ على غير هذا الخُلُق العظيم لارتاب المبطلون، ولَوَجد أهل النفاق واليهود باباً للطعن فيه ﷺ ونبوَّته.

ولكن الأمر على ما وُصف في كتب الشمائل أنه اجتمع فيه الشجاعة؛ والحلم؛ والحياء؛ والجود؛ والتواضع؛ والأمانة؛ وصلة الرحم؛ وكثير الذكر لله عز وجل؛ وكثير العبادة، وغيرها من الصفات الجليلة.

وهذا يدل على حفظ السنة أيضاً.

فهذه الأخبار إنما يرويها العلماء ويراقب ذلك الملوك، وقد أمرنا الله عز وجل بالاقتداء بالنبي ﷺ، والعلماء يُحاكَمون إلى سلوكه، وهذا محرج لهم.

فكان يمكنهم حصر دليل النبوة في المعجزة والقرآن ثم يرتاحوا من رواية هذه الأمور.

فإذا تكبَّر الرجل منهم قيل له إن رسول الله ﷺ وهو رسول الله كان متواضعاً ويمشي مع الجارية ويجلس كما يجلس العبد.

وإذا بخل أحدهم وتحجج بالمسئوليات قيل له إن رسول الله ﷺ كان شديد الحياء، حتى إنه لا يمنع أحداً سأله ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وعليه مسئوليات كثيرة وعنده تسعة أبيات، وزوجاته أكثرن من سؤاله النفقة حتى نزل في ذلك قرآن، وكان بيته لا توقد فيه النار أشهراً، وأنتم تملكون ما لم يملكه في حياته قط، فما يبخلكم!

وإذا قال الملك إن الدولة لا تنضبط إلا بالحزم الشديد وأخذ الناس بالتهمة وترك العفو، قيل له إن النبي ﷺ عفا عفواً عظيماً عند فتح مكة وفي مواطن أخرى كثيرة، فما زاده ذلك إلا عزة، وأوصى بالرفق بأُمته.

وهكذا في كل أمر.

وقد كان أصحابه من بعده على أحوال عجيبة تحرج علماء السوء وملوك السوء، فتأمَّل سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثلاً، ترى ذلك واضحاً.

فمثل هذه الأمور كان المريح للرؤوس كتمانها، ليرتاحوا من تبعة المحاكمة إليها.

ولو كان الله عز وجل لا يريد منا الاقتداء بأخلاقه لما أثنى على خُلُقه في القرآن ثناءً مجملاً، ثم التفصيل وارد في السنة الشارحة للقرآن، ففي هذا حجية السنة، إذ ذُكر لنا في القرآن معنى إجمالياً لا تفصيل له إلا في السنة، فهذه إحالة عليها.

ومن عجيب ما تواتر في هذا الباب حسن صورته وطيب ريحه ونظافة ملبسه على ما كان عليه من الزهد الشديد، وهذا حال يُتعب أهل العبادة ممن يعسر عليهم الجمع بين الزهد والتقشف وانضباط النظافة، مع هِبات إلهية ككون عرقه يخرج منه ريح المسك.

والبشر بابهم الإفراط أو التفريط، والانضباط لا يطيقه إلا قليل منهم ما لم يضبطه وحي، لذا تجد الراهب في الغالب وسخاً معتزلاً للنساء حسماً للمادة، أو تجد المرء متهتكاً مقبلاً على الدنيا، وأما الاعتدال في الملبس والمأكل والمشرب وقضاء الوطر في الحلال مع العفاف، فهذا حال يشق على أهل الإفراط والتفريط، وهم أكثر البشر (مع أنهم لو تبعوه لوجدوا البركة والغناء ولكن أكثر الناس يتبعون أهواءهم).

قال أبو نعيم الأصبهاني في «دلائل النبوة»: "القول فيما أوتي يوسف عليه السلام فإن قيل: فإن يوسف موصوف بالجمال على جميع الأنبياء والمرسلين بل على الخلق أجمعين. قلنا: إن جمال محمد ﷺ الذي وصفه به أصحابه لا غاية وراءه إذ وصفوه بالشمس الطالعة أو كالقمر ليلة البدر وأحسن من القمر ووجهه كأنه مذهبة يستنير كاستنارة القمر وكان عرقه ﷺ له رائحة كالمسك الأذفر".

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

19 Oct, 08:30


إعصار هيلتون كارثة حلت بالولايات المتحدة الأمريكية.

كلفها أكثر من 100 مليار دولار في أيام معدودة، والرقم مؤهل للزيادة والمضاعفة.

ولكي تعلم ما يعنيه هذا الرقم اعلم أن حرب الصهاينة على أهل فلسطين كلفتهم 65 ملياراً بحسب التقديرات إلى آخر السنة القادمة، يعني أقل مما تكلفت الولايات المتحدة في هذا الإعصار.

كتبت الصحفية راشيل فينك في صحيفة هآرتس الإسرائيلية ما يلي: "نعم، يمكنهم التحكم في الطقس: إعصار ميلتون يثير عاصفة الكراهية المعادية للسامية تراوح نطاق ردود الفعل التي تربط إعصار ميلتون بالحرب في غزة من رفع الوعي إلى التآمر الصريح. يشير أحد المنشورات إلى أن ثاني أكسيد الكربون الناتج عن القنابل الإسرائيلية هو الذي تسبب في الإعصار، في حين أشار آخر إلى أن الإعصار كان عقابا لأمريكا لدعمها إسرائيل".

أقول: يعني أن عدداً كبيراً من الأمريكان يظنون أن هذا الإعصار عقوبة إلهية للولايات المتحدة بسبب دعمها لجرائم الكيان الصهيوني.

جيد أن الكلام لم يصدر من دعاة أو مشايخ، وإلا لسخر منهم أدعياء الثقافة، هو كلام القوم!

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

18 Oct, 08:30


هذا المقال مكتوب في شهر يناير.

والآن حوالي 9000 شخصاً من المكون السني في العراق يواجه خطر الإعدام.

وقد صدَّقوا على وجبة إعدامات جديدة هذه الأيام مستغلين انشغال الناس بالأحداث المزلزلة هنا وهناك.

كما يطمع بعض الناس بلفت نظر العالم لجرائم الاحتلال مع أهلنا في فلسطين، فكذلك ينبغي التنبه لهذه الجرائم في حق إخواننا في العراق.

محاكمات تعسفية والمحامي لا يُمكَّن من الدفاع أو الاطلاع على ملف القضية، ولا يُسمح للمحكوم عليه بمخاطبة أهله أو حتى تودعيهم.

ولعل الضغط والفضيحة يؤخِّر الإعدام عن آخرين أو يتدخل البعض بوسائط نافعة، والله المستعان.

وليتذكرهم إخوانهم بالدعاء في هذه الأيام مع بقية المظلومين.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

17 Oct, 02:27


بين غارين 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

16 Oct, 08:24


تسوية الصفوف وفقه الإسناد والاتباع...

قال مسلم في صحيحه: "130- (438) حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا أبو الأشهب، عن أبي نضرة العبدي، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله ﷺ رأى في أصحابه تأخُّرا فقال لهم: «تقدَّموا فأتموا بي، وليأتمَّ بكم مَن بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخِّرهم الله»".

هذا الحديث وإن كان في تسوية الصفوف إلا أن فيه إشارة لأمر الإسناد في الأمة.

فالصحابة تلقَّوا عن النبي ﷺ، والتابعون سمعوا من الصحابة: «وليأتمَّ بكم مَن بعدكم»، وأتباع التابعين سمعوا من التابعين: «وليأتمَّ بكم مَن بعدكم»، وهكذا.

فكما أن من لم يكن يرى النبي ﷺ بعينه في الصلاة يغنيه عن ذلك أن يرى من يراه، كذلك في أمر السنة وسماعها رواية ودراية يكفيه أن يعلم حال من سمعه ومن سمع من سمعه وهكذا.

وقد دُوِّن ذلك في أصول محفوظة، منها صحيح مسلم الذي ننقل منه هذا الخبر.

والمتأخرون الذين يؤخرهم الله عز وجل قوم ما أخلُّوا بالاتباع ولكنهم تأخروا، فما بالك بأقوام تأخروا ولم يُعنَوا بالأخذ من فوق، حتى انخرم اتباعهم، كما حصل من كثير من المتأخرين.

ولو كان أمامك عدة صفوف وتراها كلها ولا ترى الإمام، فإن نظرك إلى أقربها من الإمام أضمنها لاتباعك للإمام، فتأمَّل هذه الفائدة!

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

14 Oct, 13:31


قال السمعاني في تفسيره: "قوله تعالى: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات} أي: أحرقوا، يقال: فتنت الذهب بالنار إذا أدخلته فيها، ويقال: حرَّة فتين إذا كانت سوداء كالمحترقة {ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق} بكفرهم ونوعا من العذاب بإحراقهم المؤمنين".

أقول: يريد السمعاني أن الذين أحرقوا المؤمنين لهم مزيد إحراق، وعذاب زائد في جهنم بإحراقهم المؤمنين.

فسبحان الحكم العدل.

اللهم اشف صدور المؤمنين في الدنيا قبل الآخرة.

وفي بقية آيات سورة البروج بشرى للمؤمنين الذين أُحرقوا نرجوها لإخواننا.

قال مقاتل: "ثم ذكر ما أعد للمؤمنين الذين أحرقوا بالنار فقال: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير}".

أقول: وما جاءت البشرى إلا لمواساة أهل الإيمان، ومنع انكسارهم النفسي، وتثبيتاً لهم.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

13 Oct, 15:35


هذه القصة انتشرت جداً الأيام الماضية، وهي كذب على أبي حنيفة، لا تصح عنه البتة، ولا تُروى عنه حتى بسند ضعيف.

وهي تتضمن اعتقاد الجهمية في أن الله عز وجل في كل مكان، هذا ظاهر من قول واضع المناظرة (يتَّجه النور في كل اتجاه).

وهي أشبه ما تكون بمناظرة الجهم بن صفوان للسُّمنية التي كانت سبباً في تأسيس مذهبه الضال.

قال أحمد في «الرد على الجهمية والزنادقة»: "فاستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة، فقال للسمني:
ألست تزعم أن فيك روحًا؟
قال: نعم.
فقال: هل رأيت روحك؟
قال: لا.
قال: فسمعت كلامه؟
قال: لا.
قال: فوجدت له حسًّا؟
قال: لا.
قال: فكذلك الله لا يرى له وجه، ولا يسمع له صوت، ولا يشم له رائحة، وهو غائب عن الأبصار، ولا يكون في مكان دون مكان".

فنسب أحمد الكلام للجهم الضال، مما يدل على أنه كلامه وليس كلام أبي حنيفة.

والله عز وجل على عرشه سبحانه، كما دلت عليه النصوص، وكما في حديث الجارية: «أين الله؟ قالت في السماء».

وفي كتاب «الرد على الجهمية والزنادقة»: "وإذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان، ولا يكون في مكان دون مكان، فقل: أليس الله كان ولا شيء؟

فيقول: نعم.

فقل له: حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجًا من نفسه؟ فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال، لا بد له من واحد منها.

إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر، حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه
إن قال: خلقهم خارجًا من نفسه ثم دخل فيهم، كان هذا كفرًا أيضًا [حين زعم أنه دخل في كل مكان وحش قذر رديء. وإن قال: خلقهم خارجًا عن نفسه، ثم لم يدخل فيهم، رجع عن قوله كله أجمع، وهو قول أهل السنة".

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

12 Oct, 19:00


هل رفع الدعم يقوي الاقتصاد حقا ؟ 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

11 Oct, 08:35


لقد أبطل جهاده (ما خشيه أصحاب رسول الله ﷺ وما خشيه سبابتهم)

جاء في صحيح البخاري من حديث سلمة بن الأكوع في حديث طويل: "فلما تصاف القوم، كان سيف عامر فيه قصر، فتناول به يهوديا ليضربه، ويرجع ذباب سيفه، فأصاب ركبة عامر فمات منه، فلما قفلوا قال سلمة: رآني رسول الله ﷺ شاحبا، فقال لي: «ما لك» فقلت: فدى لك أبي وأمي، زعموا أن عامرا حبط عملُه، قال: «من قاله؟» قلت: قاله فلان وفلان وفلان وأسيد بن الحضير الأنصاري، فقال رسول الله ﷺ: «كذب من قاله، إن له لأجرين -وجمع بين إصبعيه- إنه لجَاهِدٌ مجاهد، قلَّ عربي نشأ بها مثله»".

عامر بن الأكوع -رضي الله عنه- صحابي مجاهد مع رسول الله ﷺ، سيفُه ارتد عليه فقتله، فرأى جماعة من الصحابة أنه قتل نفسه، فظنوا أن جهاده قد بطل وأن عمله قد حبط، لأنه فيما يرون قتل نفسه.

فلما أخبر سلمة رسولَ الله ﷺ بما ظنه جماعة من الصحابة رد عليهم بأن له أجرين وأنه مجاهد جاهِد (فما حصل لم يكن بيده).

فهذا مجاهد مع رسول الله ﷺ ومات وهو يقاتل معه، وخافوا عليه حبوط عمله بقتل نفسه، فكيف بمجرم رافضي قتل ما لا يحصيه إلا الله من النساء والأطفال والعُزَّل من أهل السنة في سوريا، وأيَّد سفاحاً نصيرياً قلَّ له نظير في الزمن المعاصر في الإجرام والفتك بشعبه.

فإذا تغاضينا عن شركه وكثرة دعائه للحسين (والشرك محبط لكل عمل) وتغاضينا عن الإيمان بالولاية التكوينية وعصمة الأئمة وفضلهم على الأنبياء وتخوين جمهور الصحابة، فأين نذهب من هذا؟

وقال النسائي في سننه: "4195- أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثنا بحير، عن خالد بن معدان، عن أبي بحرية، عن معاذ بن جبل، عن رسول الله ﷺ قال: «الغزو غزوان: فأما من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة، واجتنب الفساد، فإن نومه ونبهته أجر كله، وأما من غزا رياء، وسمعة وعصى الإمام، وأفسد في الأرض، فإنه لا يرجع بالكفاف»".

تأمَّل قوله: «وأفسد في الأرض»، فالإفساد بقتل المسلمين من محبطات أجر الجهاد، هذا إن كان المجاهد موحداً.

وقد قال الله تبارك وتعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} [النساء].

ورأس الصديقين أبو بكر ورأس الشهداء عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.

وفي حديث رسول الله ﷺ: «المرء مع من أحب».

قال الخلال في «السنة»: "759- أخبرنا أبو بكر المروذي، قال: حدثني عبد الصمد، قال: قال بشر: قال عبد الله بن إدريس: «لو أن الروم سبوا من المسلمين من الروم إلى الحيلة ثم ردهم رجل في قلبه شيء على أصحاب محمد ﷺ ما قبل الله منه ذلك»".

فكأن ابن إدريس يريد أن يقول إن من لم يوال رؤوس الشهداء فلا نصيب له من أجر المجاهدين والشهداء.

وبعض الناس يتكلم في أن النصراني واليهودي خير له أن يصير رافضياً، وفقه الواقع أن ما يقع اليوم من تلميع للرافضة عند بعض الناس يتشيع به السني ولا يسلم به اليهودي والنصراني.

وبعضهم ينزل الوعيد في تكفير المسلم على من كفَّر رافضياً، وأن فقه الواقع في أنه لا ينبغي أن نخوِّف المسلم من تكفير الواقع في الكفر أو الموالي لطائفة كفرية دون البراءة من كفرياتها، التي قيل في بعضها: لا شك في كفر من شك في كفره.

ولا نخوِّف الواقع في الكفر نفسه ومن لا يعاديه على كفره بل يواليه ويُعظِّمه على أهل التوحيد والاستقامة!

وبعضهم يتحدث عن أن التكفير لا يقع إلا بقاض، وهل كان الأئمة مالك والشافعي وأحمد والبخاري وغيرهم قضاة حين حكموا على العديد من الناس بالكفر بأعيانهم؟ وأم المؤمنين ما احتاجت قاضياً حين حكمت على من قال إنها ليست له بأم بأنه منافق.

وحجة الله عز وجل ليست مقتصرة على سيف القضاء، فكثير من الأنبياء ما كانوا مُمَكَّنين وأقاموا الحجة بالبيِّنات، ولو طردنا تأصيل هذا المتحدث لم نكفِّر القائل بتحريف القرآن وقذف أمهات المؤمنين إلا بحكمِ قاض، وهذا قبيح غاية.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

10 Oct, 13:40


لعل الملائكة تصلي عليك في كل لحظة ثبات!

كلمني شاب طيب يشتكي من انتشار الفواحش في المجتمع الذي هو فيه، وهو إنسان مستقيم ولكنه متضايق من الأمر، ويقول: "أشعر وكأنني جزء من هذا المجتمع".

مع أنه عفيف ولكنه يستقذر الأمر، ولعله يخاف انزلاق قدمه.

فقلت له: لعل الملائكة تصلي عليك!

إذْ استحضرتُ الحديث: «الصائم إذا أُكِل عنده، صلت عليه الملائكة» وسنده فيه ضعف.

ولكنه روي موقوفاً على عبد الله بن عمرو بن العاص بسند صحيح.

جاء في زوائد زهد ابن المبارك لابن صاعد: "1426- وحدثنا بندار، أخبرنا غندر، أخبرنا شعبة قال: سمعت قتادة عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو قال: «الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة»".

ورواه الحسين في الأصل عن ابن المبارك.

وهذا إسناد صحيح، ومثله لا يقال بالرأي.

فإذا كان الصائم تطوعاً ويأكل الناس عنده أكلاً مباحاً تصلي عليه الملائكة بصبره، فما بالك بالصابر عن الحرام الملتزم بالعفة والحلال، تأمَّل هذه!

وصلاة الملائكة الاستغفار، وذلك من أبواب الشفاعة ومكفِّرات الذنوب.

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

09 Oct, 08:15


هل سمعت بهذا الحديث من قبل ؟ 👇

قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي

08 Oct, 18:20


هل كان ابن قتيبة ينكر صفة الضحك والعَجَب؟

بعض الناس إذا ضاق بهم الدفاع عن علماء الأشاعرة ذهب يُنقِّب في مواقع المخالفين عن أي زلة لعالم سني ليقيس عليه أشعري.

مع أنك لو سألته: هل تعدُّ الأشعرية فرقة ضالة؟

سيقول: نعم.

فقل: فهُم مبتدعة ضرورة، والحق أن كلامهم مكفِّر، والعلماء الذين تأتي بهم من أهل السنة لتقيس عليهم علماء الأشاعرة ليسوا مبتدعة ولا كفاراً، فإذن الفارق واضح بين الفريقين.

غير أنهم -في سلوكهم الرديء- يتكلفون إلصاق المثالب بعلماء أهل السنة، حتى زعم زاعمهم أن ابن عباس -رضي الله عنهما- خالف معلوماً من الدين بالضرورة بعد بلوغ النص إليه! ونسبة الصحابي للكذب أهون من نسبته لشيء قبيح جداً كهذا.

ثمة شبهة ما كنا نراها إلا في مواقع بعض متعصبي المعطلة، وما توقعت أن يلوكها سني في يوم، وهي نسبة ابن قتيبة -رحمه الله- إلى إنكار صفة الضحك.

قال ابن قتيبة في «تأويل مختلف الحديث»: "قالوا حديث في التشبيه- عَجَبُ الرب وضحِكُه:
قالوا: رويتم عن النبي ﷺ أنه قال: «عجب ربكم من إلِّكم وقنوطكم، وسرعة إجابته إياكم» و«ضحك من كذا».
وإنما يعجب ويضحك، من لا يعلم، ثم يعلم فيعجب ويضحك.
قال أبو محمد:
ونحن نقول: إن العجب والضحك، ليس على ما ظنوا، وإنما هو "على حلٍّ عنده كذا، بمحلِّ ما يعجب منه، وبمحلِّ ما يضحك منه".
لأن الضاحك إنما يضحك لأمر مُعجِب له، ولذلك قال رسول الله ﷺ للأنصاري الذي ضافه ضيف، وليس في طعامه فضل عن كفايته، فأمر امرأته بإطفاء السراج ليأكل الضيف، وهو لا يشعر أن المضيف له لا يأكل".

ففهم بعض المعطلة من هذا أن ابن قتيبة ينكر صفة الضحك، وليس الأمر كذلك، وإنما هو ينكر أن يكون ضحك رب العالمين على جهة جهل منه سبحانه بالمضحوك منه، وهذا واضح، فهو ينقل عنهم: "إنما يضحك ويعجب من لا يعلم" فينسبون لله الضحك والعجب المقترن بالجهل ويدَّعون أن ذلك ظاهر النص.

فردَّ عليهم بنفي لزوم ذلك وبيان وجه تخصيص هذه الأمور بالضحك منها والعجب منها من دون بقية المعلومات.

قال ابن قتيبة في كتابه «الاختلاف في اللفظ» وهو يرد على المعطلة: "وأنكروا الحديث الآخر: ((يحمل الأرض على إصبع وكذا على إصبع وكذا على إصبع)) لأن الإصبع ههنا لا يجوز أن تكون النعمة.
وقالوا في الضحك هو مثل قول العرب: ضحكت الأرض بالنبات. إذا طلع فيها ضروب الزهر، وضحكت الطلعة: إذا انفتق كافورها عن بياضها، وضحك المزن: إذا لمع فيه البرق.
وليس من هذه شيء إلا وللضحك فيه معنى حدث فإن كان الضحك الذي فروا منه فيه تشبيه بالإنسان فإن في هذا تشبيهاً بهذه المعاني".

وكلام ابن قتيبة في الإثبات كثير جداً.

قال ابن قتيبة في «الاختلاف في اللفظ»: "وعدل القول في هذه الأخبار أن نؤمن بما صح منها بنقل الثقات لها فنؤمن بالرؤية والتجلي وإنه يعجب وينزل إلى السماء الدنيا وأنه على العرش استوى وبالنفس واليدين من غير أن نقول في ذلك بكيفية أو بحد أو أن نقيس على ما جاء ما لم يأت فنرجو أن نكون في ذلك القول والعقد على سبيل النجاة غداً إن شاء الله تعالى".

فانظر كيف ذكر صفة العُجب مع الصفات المثبتة لله عز وجل.

وكلامه في العلو مشهور معروف، استدل به ابن تيمية والذهبي.

قال أبو يعلى في «إبطال التأويلات»: "وقد ذكر ابن قتيبة هذا التأويل فِي كتاب اللفظ وأجاب عنه بأنه إن كان في الضحك الذي فروا منه تشبيه بالإنسان، فإن في هذا تشبيها بهذه المعاني".

فنقل كلام ابن قتيبة مستدلاً به على الإثبات.

وقال أيضاً: "وقد ذكر ابن قتيبة هذا الحديث في كتاب الغريب، وقاد قوله: يبشبش من البشاشة وهو يتفعل فحمل الخبر على ظاهره ولم يتأوله".

وما الفرق بين التبشبش والضحك؟

كان ابن تيمية يقول: "الرافضي حمار اليهودي" وبعض الناس يصدق فيهم أنهم صاروا حمير المعطلة، ينقلون شبهاتهم من مواقعهم ويقيسون علماء أهل السنة المشهورين بالإثبات على من كثر إنكار الصفات في كلامه.