نورة

مبادرة تسهل الربط بين المستقلين بالعمل الحر في غزة مع العملاء في مختلف العالم:

https://linktr.ee/rawasiigs

خدمة أهل غزة بهذه الصورة في ظني أبعد عن إشكالات التبرعات غير الموثوقة، وأحفظ لعزتهم وكرامتهم.

ليت تشن حملة في دعم هكذا مبادرات.

ما لاَ يُقضى بِالفِكر
يُقضى بِالذِكر

تتبع مفهوم "الليبرالية" تاريخيا، وتطوره الدلالي مجتمعيا في السياق الأوروبي:

*لاحظ التشابه الدلالي بين اللفظين في العربية واللاتينية قديما.

حكم ديكارتية

-افتتاحاته ﷺ:
كان يفتتح كلامه وخطبه بخطبة الحاجة، ويستعمل "أما بعد" في افتتاح كلامه؛ لفصل الكلام، وبالقسم؛ تأكيدا للخبر، وبالسؤال وبما يستغرب؛ تشويقا للسامع، وبالاستفهام، وبالإبهام والإجمال والمشكل؛ ليطلب المستمعون التوضيح؛ فتستقر الفائدة في أذهانهم، وبالتمهيد اللطيف، إذا أراد أن يخاطبهم بما يستحيا من التصريح به، وبالنداء العام، وبالتبشير؛ ليسر أصحابه، وبالتخويف؛ لشد الانتباه، كقوله: "إياكم"، وابتدائه الكلام أحيانا بذكر الويل.

الأشباه والنظائر:
‏ديكارت & ابن تيمية في علم المنطق:

غالباً العشرة تورث معاني الالتزام والتضحية، وقد يفعل "الحب من أول نظرة" حسب بعض الأساطير، لكن بلا نظرة ولا سماع ولا لمس؟ أن تدين بالولاء لاسم لا تملك له صورة، وأن تختار الارتباط بجسد محكوم عليه بالموت مع وقف التنفيذ (٤٨ مؤبد). هذه ليست حكاية عابرة، بل أسطورة شعبية.

على طاري خطاب "عش حياتك ترى العمر مرة":

📘: حلية الأولياء.

الحمد لله .. وبعد،
يُخيل إليّ أن أحد أعظم أزمنة انكسار القلب إلى الله عز وجل والافتقار وتمام الحاجة إليه؛ هي تلك الأزمنة التي يتهيأ القلب فيها لمواسم الطاعات الكبرى ثم لا يجد الإعانة من نفسه، بل لا يكاد يجد عملًا صالحًا يتكئ عليه .

ينظر أحدنا اليوم في قلبه وقد أقبل عليه شهر شعبان فلا يلتمس من قلبه إلا قسوة وإقبالًا على الدنيا وزهدًا في الآخرة وجفاءً للاستقامة؛ فتحيط به الهموم والكربات؛ إذ كيف يقبل على رمضان بهذا القلب المنهك المشتت في أودية الدنيا والهوى.

يتذكر أحدنا رمضانات مضت كابد فيها قسوة قلبه الليالي ذوات العدد والقرآن يُتلى عليه فلا يجد من قلبه إلا القسوة.

لعل هاته إحدى حالات اليقين أن المرء ساعتئذ قد انقطعت به أسباب الرجاء إلا بالله وحده؛ فلا يعول على شيء يستقبل به قابل أيامه إلا رحمة الله؛ فيرجوه وهو المذنب ويستمده وهو الفقير ويدعوه وهو المكروب.

نعم والله وأي كربة أعظم من بلوغ شعبان بهذا القلب المحزون الغارق في غيابات الدنيا والمعاصي.
فاللهم هب لنا قلوبًا نتعبدك بها نحسن بها استقبال رمضان.

-معاتباته ﷺ:
لم يكن يستعمل الألفاظ المستقبحة في العتاب، ولم يكن يكثر من العتاب، وكان عتابه تأديبا وتشريعا.
ومن ذلك: معاتبته زوجاته، ومنها: معاتبة عائشة لردها على اليهودي بعنف. ومعاتبته أصحابه، في عدم إعلامه بمن مات منهم؛ ليصلي عليه، وفي شأن ماعز، وفي حضور المسجد بالرائحة الكريهة، معاتبة كعب؛ لتخلفه عن غزوة تبوك، وربيعة، في شأن أبي بكر، ومعاتبته الأنصار يوم حنين، وأبا بكر في مخالفة إشارته بإمامة الناس، وعدم فهم آية على وجهها، وأسامة لقتله من قال "لا إله إلا الله"، ورجلا أطال الصلاة بالناس، وزياد بن لبيد على استشكاله رفع العلم، وكتاب الله بين الناس.

«صلّى عليك الله أوّلَ قائدِ
ما حرّرَ الأسرى رصاصُ مجاهدِ»
ﷺ

"{ويتخذ منكم شهداء} أي: يكرمكم بالشهادة; أي ليقتل قوم فيكونوا شهداء على الناس بأعمالهم. وقيل: سمي شهيدا لأنه مشهود له بالجنة. وقيل: لأن أرواحهم احتضرت دار السلام، وأرواح غيرهم لا تصل إلى الجنة; فالشهيد بمعنى الشاهد أي الحاضر للجنة، وهذا هو الصحيح على ما يأتي".
-تفسير القرطبي.

" {ويتخذ منكم شهداء} وهذا أيضا من بعض الحكم، لأن الشهادة عند الله من أرفع المنازل، ولا سبيل لنيلها إلا بما يحصل من وجود أسبابها، فهذا من رحمته بعباده المؤمنين، أن قيَّض لهم من الأسباب ما تكرهه النفوس، لينيلهم ما يحبون من المنازل العالية والنعيم المقيم، {والله لا يحب الظالمين} الذين ظلموا أنفسهم، وتقاعدوا عن القتال في سبيله، وكأن في هذا تعريضا بذم المنافقين، وأنهم مبغضون لله، ولهذا ثبطهم عن القتال في سبيله."
-تفسير السعدي.

البرنامج العملي لما ورد في الكتاب، يتجلى في طرح الأ. فيصل المنصور، وبرنامجه النوعي "مجالس العربية"، فمن رام الصحبة في الطريق، والمعلم في العناية والتقييم، فليلتحق به.
*رابط البرنامج في التلجرام:
https://t.me/Arabic_language_2021

أخيراً، كتاب تواجه به من يتلكأ ويتهرب من تحسين ملكته اللغوية، ويقطع مواقع الاستشارات والأسئلة طولا وعرضا سائلاً بأسى عما يمكن أن يلج به لعالم اللغة، متذرعاً بوعورة الطريق، وحيرة المبتدئ.

يتميز الكتاب -وهو من الصنف المتوسط القابل للتحسين والتطوير- بتقديم خطة عملية، وأنا أجلّ وأثني على كل من يهتم بهذا النوع من التصانيف؛ لما له من النفع العملي في الساحة، والأثر الواضح والمباشر للعاملين والمنشغلين بالإحسان والتصحيح.
كما يبدو واضحا من عنوانه والمراجعات المكتوبة عنه، يقدم خطة عملية لتكوين لغوي بارع، أو قل ممتلك لزمام اللغة بتحصيل أبرز مهاراتها، عبر تحذيره من الوقوع في عقبات الطريق، ثم إملاكه خطة البناء والتطوير، شاملة علوم النحو والبلاغة والعروض والإملاء، متبلغة لمعالي الأدب وعزيز النصوص (النسخة اللغوية من السبل المرضية).
غالباً ستخرج منه بمصنفات فاتك الاطلاع عليها، أو مساعدتك في البت في اقتنائها بعد التردد والشك.
مختصر وواضح، ولا يترك لقارئه عذراً؛ لتقديمه خارطة طريق، وتيسيره بيانها.

#مجمع_الجوامع

آخر ما توصلت له فيما ينبغي فيه الحسد، الأرض الصالحة للزراعة، أشخاص لو قرؤوا ما قرؤوا، أو سمعوا ما سمعوا، خرجوا بثمار أجود من البذور.

‏تعقيبات ومراجعات البعض فوق ما قرأ وسمع، وانتفاعه قد يفوق انتفاع الكاتب، وتأثيره قد يجاوزه.

‏اللهم ارزقنا من واسع فضلك.

تتخلص من أمراضك المادية تطلع لك على شكل أمراض نفسية = معادلة الفردوس الأرضي المتوهم

«على رغم العدا ذاك الإيابُ..»

-ملاطفاته ﷺ:
كان يلاطف زوجاته، ومن ذلك: ملاطفته عائشة في لعب كانت تلعب بها، ومسابقته لها، ودفاعه عنها، وكان يلاطف زوجاته عند النداء بالترخيم والتصغير.
وكان يلاطف الأطفال، ومن ذلك: مسحه رؤوسهم، وضمهم إليه، ومناداتهم بـ"يا بني"، وتكنية بعضهم، والمزاح معهم، وتعريك آذانهم، وكان يدلع لسانه ملاطفة للحسن، ويقول حسين مني وأنا من حسين، وأطال السجود مرة لارتحال أحدهما أثناء سجوده.
ومن ملاطفاته: مجه مجة في وجه محمود بن الربيع، وملاطفته لأم خالد وتركها تلعب بخاتم نبوته، والدعاء لها، ولعلي حين غاضب فاطمة، وقد كان يعالج شدة خلق البعض ويلاطفهم بالهدية.

السؤال:

ما حكم الاستعانة بتقنية (chatgpt) من قبل الطلبة لإعداد الأبحاث العلمية، حيث إن التقنية تتيح للطالب كتابة السؤال، وهي بدورها تقوم بكتابة بحث كامل عن الموضوع، ولا يمكن في هذه التقنية معرفة هل تمت سرقة البحث أم لا؛ لأنه يقوم بالكتابة دون استخدام منصة جوجل، علماً بأن هنالك من الطلبة من يقوم بالتفكير والتحليل لكتابة البحث، وآخر يستخدم تقنية (chatgpt) ويقوم بعمل بحث عنه، وبهذا يتساوى الطالب المجتهد مع غيره؟


الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

تقنية (chatgpt) تعد نموذجاً تفاعلياً قائماً على الذكاء الاصطناعي، ويعد من الابتكارات الحديثة في هذا المجال، حيث يمكن استخدامه في إنشاء المحتوى، مثل: كتابة المقالات والنصوص الإبداعية، والمساعدة في كتابة الأبحاث وغيرها، وهذا البرنامج من تطوير شركة OpenAI الأمريكية، وتم إطلاقه في نوفمبر 2022م.

وأما حكم الاستعانة بهذه التقنية وتوظيفها في مجال كتابة الأبحاث العلمية أو حل الواجبات المعطاة للطلبة من حيث الحل أو الحرمة، فيتوقف على نوع الجهد المبذول المقصود في هذه الحالة وينقسم إلى قسمين:

أوّلاً: جهد أصليّ مقصود لذاته، وهو صياغة المعلومات، واستخلاص النتائج، وترتيب الأفكار، ومناقشة القضايا العالقة، وهذا النوع من الجهد لا يجوز للباحث إعداده عن طريق تقنية (chatgpt) وعزوه إلى نفسه بغرض إيهام المشرفين على البحث بأنه من جهده الذهني، فالأبحاث إحدى وسائل التقييم، والهدف منها أن يبحث الطالب عن المعلومات من المصادر المعتمدة، ويعتاد على صياغة هذه المعلومات وترتيبها في البحث لاستخلاص النتائج، فكتابة البحث عنه على هذا الوجه يعود على الطالب بالعلامة التي لا يستحقها، ويساويه بمن تعب واجتهد وأبدع في بحثه من الطلاب، والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: (الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ) متفق عليه، إضافة إلى أنّ الطالب يقدم البحث على أنه جهده الشخصيّ، وهذا كذب وغشّ وتزوير، والكذب من كبائر الذنوب، يقول الله عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) رواه مسلم.

ثانياً: جهد شكليّ يتمثل في البحث من خلال محركات البحث لجمع المعلومات والاحصائيات وجمع المصادر والتدقيق اللغوي... الخ، فلا حرج بالاستعانة بأي وسيلة من وسائل الذكاء الاصطناعي مما يعطي للبحث قوة، وأصالة علمية.

وعليه؛ فإننا ننصح الباحثين والطلبة في أعمالهم الدراسية بتقوى الله عزّ وجل، والابتعاد عن كلّ ما فيه كذب أو غشّ أو تزوير، وأن يحافظوا على الاجتهاد الشخصي في كتابة دراساتهم العلمية والبحثية، وأن يستغلوا هذه التقنيات بما يرضي الله عز وجل. والله تعالى أعلم.

دار الإفتاء الأردنية

خطاب "وش يقولون عنا الناس" تطور لـ"هذولا شوهوا صورة البلد".
‏وفي كلٍّ الخطاب معني بالصورة، لا المضمون.

‏"الصورة أولاً" شعار بائع معني بالأرباح، لا إنسان مهموم بالإصلاح.

خطاب الشرع المرأة بالعفة خطاب وقائي مشفق عليها{ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}،وخطابه المعتدي خطاب مؤنب {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}
استيعاب هذا يجعلك تعي الفارق عند مناصحة الطرفين بالأسلوب الأمثل الذي يحقق مقاصد الشريعة، لا ينقضه.

-غضبه ﷺ:
كان لا يغضب لنفسه، وإنما لله، حتى يرى أثر ذلك الغضب من حمرة اللون ونحوها في وجهه.
وكان غضبا لا اعتداء فيه، ولا غلو، ولا حظ فيه للنفس، ولا الشيطان.
غضب ﷺ على كفار قريش وقادتهم الذين آذوه، ومن تنازع الصحابة واختلافهم في القرآن، ومن التفرق، الذي يكون نتيجة الاختلاف، في كيفية الأداء، ومن التنازع في القدر، وعلى المعترضين على حكمه، وقسمته، ومن المنفرين، المثقلين على الناس.

في ذاكرة العالم النسيّة غزّة ليست إلا سجلًا للأحداث والتواريخ الجامدة، بيدَ أنّ الذاكرة الحيّة شكلٌ من أشكال المقاومة، والأمّة اليقظة هي التي تُشعل فتيل الذاكرة عملًا دؤوبًا وسعيًا مُستمرًا.
معركتنا القادمة ضدّ النّسيان.

يجتمع مع فضل صيام الاثنين فضل صيام الأيام البيض في شهر الله الحرام رجب فماذا أنت فاعل؟
#صيام_الاثنين
#الأيام_البيض


ويلي الأيام البيض التي تبدأ الاثنين صيام يوم الخميس وهو سنة عن النبي صلى الله عليه

بالمناسبة: أحفل جداً بهذه العناية عند المسلم في تقصي ومعرفة ما يحبه ربه ويرضاه.
لا أظن اليوم ديناً باقياً يتتبع فيه أتباعه منهجاً شاملاً في كل أمورهم، ويرون بمنظاره شؤون دنياهم وأخراهم.
لعل ذلك من أبرز وأخص المزايا، التي أرجو أن يحفظها الله علينا ويزيدنا بها استمساكا.

ما حكم الفرح بحرlئق كاليفورنيا؟

ج/ يفرح من جهة، ويتعظ من جهة، ويخاف من جهة، ويشفق من جهة، وهكذا.

وقد يظهر شيء على شيء للمناسبة، ولكن انتفاء غيره من القلب بالكلية غفلة أو غلظة.

الشيخ عمرو بسيوني

يغيب مصطلح الطفولة عن قواميس الدول المنكوبة.

كثرة التنظير بنت قلة الحيلة.

-بكاؤه ﷺ:
كان ﷺ إذا صلى ربما سمع صوت بكائه من خشية الله، وكان يقوم الليل فيبكي من خشية الله، وعند سماع القرآن، وعندما جلس على شفير قبر، بكى حتى بل الثرى، ورحمة بأمته وخوفا عليهم، وشفقة عليهم من العذاب، ويوم بدر حتى أصبح، وعندما عاتبه ربه في أسرى بدر، وحزنا على ولده إبراهيم؛ بكاء رحمة، ولما ماتت ابنته أم كلثوم، ولما رأى حفيدته ابنة زينب تحتضر، ولما زار قبر أمه، وعندما زار سعد بن عبادة وهو مريض؛ إشفاقا عليه، وعلى شهداء مؤتة، وعلى وفاة عثمان بت مظعون، وعلى عمه حمزة، ورق رقة شديدة عندما رأى قلادة خديجة حتى دمعت عيناه.

•تبسمه وضحكه ﷺ:
كان التبسم سمة عامة له، ولم يكن ضحكه إلا تبسما.
وكان يضحك ويتبسم إما ملاطفة ومؤانسة لأزواجه وأصحابه، أو مشاركة لهم في أفراحهم، أو تصديقا لخبر ما وإقرارا بصحته، أو فرحا وسرورا ببعض المواقف، أو تعجبا، أو لرؤية ما يُضحك ويسر، وغيره.
ومن ذلك:
ضحكه لما يحدث بين زوجاته من مواقف طريفة، ومن حديث عائشة وهي صغيرة تلعب، ومن سلمة بن الأكوع عندما أعطى حجفته لعمه وبقي دون سلاح، ومن جرأة بعض الأعراب، ومن حال أصحابه لما رأى سرعتهم إلى الكن عند نزول المطر، ومن قول أم قيس "لا تغسل ابني بالماء البارد، فتقتله" لما توفي ولدها، ومن مخاطبة العبد ربه وحلم الله عليه، ومن فعل سعد ببعض المشركين ممن أحرق المسلمين (لما رماه بسهم فسقط فانكشفت عورته، فضحك النبي لما لقيه من ميتة مخزية)، ومن عجب الرب من عبده، ودعائه وحده ليغفر ذنوبه، ومن فطنة البدوي وجوابه (حينما أصاب الحق في استدلاله على قرشية أو أنصارية من استأذن ربه في الزرع في الجنة)، ومن تمرغ عمار في الصعيد عندما لم يجد الماء، ومن قول الأعرابي الذي بال في المسجد: "اللهم اغفر لي ولمحمد، ولا تغفر لأحد معنا"، ومن حال الرجل الذي واقع أهله في رمضان، من طمعه في أن يأكل ما أعطيه في الكفارة، وحسن توصله إلى مقصوده، ومن اعتذار الرجل المظاهر الذي واقع أهله برؤية بياض ساق زوجته في ضوء القمر، ومن حلف الرجل على ابنه أنه ولده، وحين ذكر قصة الرجل الذي يكون آخر أهل الجنة دخولا، ومن حال أم سليم لما أخذت من عرقه وجعلته في طيبها، ومن فهم عدي بن حاتم لآية الصوم، ومن قول الأعرابي عند اشتداد المطر من بعد قحوطه، ومن خوف أم سليم على يتيمتها من أن تستجاب دعوته فيها ألا يكبر سنها، ومن قول سلمة بن الأكوع، الدال على شجاعته، ومن توهم أبي ذر الهلكة؛ بسبب الجنابة، ومن شجاعة أم سليم، وعندما قص عليه رجل رؤيا رآها في منامه تلاعب فيها الشيطان به، ومن حيل اليهود، ومن فعل عمر بزوجه، ومن سبقه عائشة بعد أن سبقته، ومن قول أم رافع لزوجها.
وضحك إقرارا لعمرو بن العاص عندما صلى بأصحابه وهو جنب متيمما؛ خشية على نفسه، ولقول أبي بكر، ولصنيع أبي سعيد حين رقى اللديغ، وتصديقا لقول أحد الأحبار.
وضحك تعجبا من سرعة تغير رأي أصحابه، ومن الشاة، يقاد لها يوم القيامة من التي نطحتها، ومن قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل، ومن أمر المؤمن، ومن قوم يؤمون البيت، مصادرهم شتى، فيخسف بهم، ومن هيبة النساء عمر بن الخطاب، ومن امرأة رفاعة، وتصريحها بما تستحيي النساء من ذكره، ومن الذي أوصى بحرق نفسه؛ خوفا من الله، ومن حديث المرأة الحبشية عن كلام الأيدي والأرجل بما اكتسبت، ومن حرص المرأة الأنصارية على الحج.
وضحك فرحا بفضل الله ومغفرته، وضحك في وجه زيد بن أرقم، فقال: "ما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا"، وضحك عندما رأى ما سيؤول إليه أمر أمته من بعده (قيامها بالجهاد حتى في البحر)، وضحك مع أناس؛ تألفا لهم. وكان يضحك مداعبة للصغار ورفقا بهم. وضحك حتى بدت نواجذه؛ غبطة وفرحا ببركته.
وتبسم مشاركة لأصحابه في انبساطهم، ولما رأى بعض أصحابه يتعرضون له؛ لطلب المال، ومن مزاح صهيب، ومن صنيع أبي بكر مع غلامه عندما أضل البعير، ومن قول عمر له بعدما هجر نساءه، ولابن الزبير حينما بايعه وهو ابن سبع سنين، وإيناسا لأبي هريرة، وعمر، وفرحا وسرورا لما نزلت عليه سورة الكوثر، وتهوينا على الذي فارق زوجه بسبب الرضاعة.
وربما تبسم تبسم المغضب عند المعاتبة.
وتبسم تعجبا، عندما خرجت هوازن بظعنهم ونعمهم وشائهم (تفاؤلا بأنها غنائم للمسلمين)، وعندما أمر امرأة أبي حذيفة أن ترضع سالما وهو رجل كبير، ومن قول المغيرة بن شعبة وفعله بعروة بن مسعود، ومن كرامة روح الأعرابي على الله، ومن استحياء عبدالله بن مغفل من رسول الله، ولما ألقى نظرة أخيرة على أصحابه، وهم صفوف في صلاة الفجر؛ فرحا ورضا بصنيعهم.
يتبين مما سبق: أن ضحكه كان تربية، وتوجيها، ودعوة، ومداعبة، ومواساة، وتأليفا.
وربما كان في أصحابه ظرفاء، فكان يضحك لظرفهم.
وكثرة ما قيد من أحوال تبسمه فضلا عما لم يقيد، كأنما يوحي إلينا باستصحاب بشاشته عند تناول سيرته، وما سوى ذلك من الأحوال فهو استثناء.

أنا مش مسلمة والحاجة الوحيدة اللي مش عارفة أستقبلها في الاسلام هو تعدد الزوجات، عاوزه اعرف ليه فيه تعدد؟ وايه الحكمة منه؟

ج) لو كتبتي على جوجول: حكمة تعدد الزوجات في الإسلام هتلاقي مقالات كتير جدا.

لكن صدقيني مفيش شخص بيفكر تفكير منطقي ممكن يبني موقفه من دين متكامل على أساس جزئية أو اتنين أو عشرة مش فاهمهم.

الأنظمة الكاملة بيتحكم عليها على أساس معقولية ركائزها الكبرى وجودة أثرها على الحياة واتساقها، مش بيتحكم عليها عن طريق جزئيات انت مش فاهمها ومش قابلاها وغيرك قابلها وفاهمها.

عشان كده القرآن نفسه معترف إن فيه حاجات بتشتبه على بعض الناس، وبيقول إن المنطق معاها إنك تتمسك بالمحكمات والركائز الكبرى الواضحة والمتسقة.

ودي مشكلة المسيحية إن ركائزها الكبرى مليانة مشاكل، أما وجود جزئيات فهمها بيكون مشكلة عند بعض الناس فده موجود في كل الأنظمة الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

الزواج مثلا كنظام اجتماعي من غير تعدد ولا بتاع، فيه مشاكل جزئية زي تراتبية السلطة بين الزوج والزوجة، ده مش مفهوم للبعض وعشان مش مفهوم ليهم بيكونوا عاوزين يلغوا الزواج كله كنظام اجتماعي، وده ببساطة تخلف عقلي.

الأنظمة الكبرى بتتحاكم بمعقولية ركائزها الكبرى، أما وجود جزئيات مستعصية على الفهم لبعض الناس فده الصح إننا بنرجعه لمحدودية المعرفة والخبرة مش بنخبط بيه في النظام كله.

وعلى هامش هذا المعنى نفهم كثيرا من الصور التي تستقبحها الأنفس، مثل: إعجاب المحجبة بالمتبرجة ونشر صورها، أو تعظيم اللاعبين وترميزهم، أو الانبهار بالحضارة الغربية والاحتفاء برجالاتها ومناسباتها، لا لمثالية مذهبية، بل لتناقض تمجه الأنفس السليمة وتستنكره.

لذا كان التوجيه النبوي حاضرا في المواطن التي قد تضطرب فيها البوصلة، فحديث: "أتعجبون من لين هذه؟ …" لما أهدي للنبي ﷺ حلة حرير، ثم توجيهه الأنظار لمناديل سعد الأخروية، منظار أصيل يجب على المسلم أن يصطحبه معه أينما قلب عينيه في متاع هذه الدنيا.

بل نجد في الوحي القرآني دعوة للترقي، فليس المراد في قوله تعالى: ﴿أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا﴾ "نفي أن تكون قصة أصحاب الكهف من العجائب…وإنَّما المرادُ أن جنسها كثيرٌ جدًّا؛ فالوقوف معها وحدها في مقام العَجَبِ والاستغراب نقصٌ في العلم والعقل."

فانظر لأي مدى يعلو بك الوحي العلي، ثم تأمل كيف يقع الناس أسرى قصص، ورجالات، وصور، فإذا بهم يخلعون القداسة على غير أهلها. وكيف حجبتهم العادة عن تأمل آيات الله في كونه، وثبات نواميسه وسننه، فانشغلوا عنها بخوارق العادات وفريد المحدثات.

من محكات سواء الأنفس واختبار اتساقها المعرفي والأخلاقي، مواضع تعجب الإنسان وإعجابه.
لا أمل هذا المشهد السينمائي لربعي بن عامر والذي ينم عن نفس مشبعة بمبادئ العزة والكرامة، لا يزيغ بصرها لزخرف ولا بهرج.

إذ الإبادة نتيجة حتمية في ظل السعي المحموم لنزع القداسة عن الإنسان والحكم عليه بالمادية، والعمل على ذلك على مستوى المؤسسات والحكومات والدول، عبر العلوم والترشيد والنماذج التفسيرية العصرية.

كتاب قصير، إلا إنه ماكر، فقد تذرع بالمادية لتفسير كثير من الظواهر، والتعرض لكثير من الإشكالات، ليخرج قارئه منه بأفكار تتجاوز عدد صفحاته، ويقين بأهمية معالجة البنى الفكرية التحتية، عوضاً عن الانشغال بلوازمها وآثارها.

• أُعيد تعريف المادي ليصبح “كل ما يوجد وجودًا موضوعيًا”، لكن هذا يعني عدم استبعاد العناصر غير المادية إذا تجلت موضوعيًا، مما يعيدنا إلى نقطة البداية.
5. مسألة أزلية المادة:
أزلية المادة أصبحت مشكوكًا فيها علميًا، إذ إن المادة تتحول إلى طاقة، والطاقة إلى مادة.
• هذا التحول يشير إلى أن بقاء المادة في حالتها يعتمد على ظروف خارجية، مما ينفي أزليتها.
• المادة الأزلية، وفق هذا المنطق، يجب أن تكون بلا خصائص ولا صفات، وهي بالتالي فكرة ذهنية فقط.
6. افتراض “خلق العالم بالصدفة”:
• القول بأن العالم خُلق بالصدفة ليس حقيقة علمية، بل مجرد افتراض.
• الاعتقاد بأن المادة أنتجت بالصدفة عناصر تتجاوزها، مثل الإنسان والوعي والعقل، يعني منح المادة قدرات غير مادية، مما يناقض المبدأ الأساسي للفلسفة المادية.
7. التحدي الأكبر: ظاهرة الإنسان:
• ظاهرة الإنسان بكل تعقيدها وتركيبيتها تمثل أكبر تحدٍ للفلسفة المادية.
• العلم الطبيعي أخفق تمامًا في إدخال الإنسان ضمن إطار السببية المطلقة الصلبة، مما يظهر قصور النظرة المادية في تفسير طبيعة الإنسان.
‏كما أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يطرح تساؤلات عما يسمى "العلل الأولى". وهو كائن قادر على تطوير منظومات أخلاقية غير نابعة من البرنامج الطبيعي/ المادي الذي يحكم جسده، وهو قادر على الالتزام بها وخرقها. وهو الكائن الوحيد الذي طور نسقا من المعاني الداخلية والرموز التي يدرك من خلالها الواقع، وهو النوع الوحيد الذي يتميز كل فرد فيه بخصوصيات لا يمكن محوها أو تجاهلها.

ما بين المادية القديمة والجديدة: التحولات والمفارقات:
يشير المسيري إلى أن المادية الجديدة جاءت كمحاولة لتجاوز أخطاء المادية القديمة، لكنها وقعت في النهاية في العبثية المطلقة.
1. المادية القديمة وعقلانيتها المادية:
• المادية القديمة تقوم على الإيمان بأن العالم يحتوي داخله ما يكفي لتفسيره دون الحاجة إلى وحي أو قوة عليا.
• هذه العقلانية المادية تستند إلى افتراضين فلسفيين أساسيين:
1. العقل المستقل بذاته: وهو قادر على إدراك الكليات.
2. الكل المادي الثابت والمتماسك ذو الغرض: والذي يحوي القوانين التي يمكن للعقل استيعابها.
• لكن هذا الإطار العقلاني واجه نقدًا من داخل المنظومة المادية نفسها، حيث اعتبر بعض الماديين أن هذا التصور ميتافيزيقي بحد ذاته.
2. المادية الجديدة: الابتعاد عن الثبات والتجاوز:
• يصر الماديون الجدد على الابتعاد عن أي شكل من أشكال الثبات أو التجاوز، مؤكدين على الخضوع الكامل للصيرورة المستمرة.
هذا النهج يعني:
• إلغاء الثنائيات والحدود والكليات والثوابت.
• إنكار السببية وأي صلابة معرفية أو وجودية.
• رفض الأصل الإلهي، حيث يصبح العالم مركزًا كاملاً داخل ذاته، لكنه ليس بمركز متجاوز.
3. اختلاف بين المادية القديمة والجديدة:
• في المادية القديمة، كان هناك بحث دؤوب عن نظم معرفية وأخلاقية تستند إلى أساس مادي ثابت.
• أما المادية الجديدة، فهي ترفض تمامًا فكرة الأساس، إذ ترى أن فكرة الأساس نفسها هي جوهر الميتافيزيقا التي يجب إنكارها.
4. الجذور الفلسفية للمادية الجديدة:
• المادية الجديدة ليست اختراعًا معاصرًا بالكامل، بل تعود جذورها إلى السفسطائيين الذين أكدوا أن العالم في حالة حركة دائمة.
• اعتبروا أن العقل غير قادر على الوصول إلى الواقع، وحتى لو وصل إليه فلن يستطيع التعامل معه أو التواصل مع العقول الأخرى.
• بالنسبة لهم، فإن الواقع ذاته في حالة تغير مستمر ولا يخضع لأي قوانين ثابتة.
5. التطور الفكري للمادية الجديدة:
بدأ هذا النهج مع شوبنهاور الذي جعل من “الإرادة” مطلقًا نسبيًا. ثم جاء نيتشه بفكرة “إرادة القوة”، التي أصبحت المطلق الجديد. لاحقًا، أكمل دريدا مشروع المادية الجديدة من خلال إنكار أي مطلق، حتى النسبي منه، لأنه يحمل في ذاته ادعاء الثبات والتجاوز. وأصر على الصيرورة والنسبية المطلقة، مع إنكار أي شكل من أشكال السببية أو الثبات.
إذا كانت العقلانية المادية قد أفرزت فكرة حركة الاستنارة والوضعية المنطقية والكل المادي المتجاوز للإنسان، فقد أفرزت اللاعقلانية المادية النتشوية والوجودية والفينومولوجية والهايدغرية وما بعد الحداثة. يصف المسيري ما آلت إليه المادية بأنها وحدة وجود، لكنها وحدة وجود مادية لا روحية. ففي المنظومات الحلولية الكمونية الروحية يحل الإله في مخلوقاته ويمتزج ثم يتوحد معها ويذوب تمامًا. أما المادية فهذا الإله هو الطبيعة وإليه تؤول التفاسير، إلى مبدأ واحد هو ما يدعى اليوم بالقوانين العلمية. بل ويستدل المسيري بمصطلح (explain: يشرح) أنه يعني إزالة اللبس تمامًا وأن له أبعادا تفكيكية، فهو يعني تعريف أسباب الظاهرة وردها إلى مبدأ عام واحد.

في حديثه عن الهجوم على الطبيعة البشرية عبر العلوم الطبيعية، يمثل بالدفاع الشرس عن الشذوذ الجنسي والدعوة إلى تطبيعه، بأنه في جوهره ليس دعوة للتسامح، بل هو هجوم على المعيارية البشرية كمرجعية نهائية وكمعيار ثابت. يتم من خلال تحديد ما هو إنساني وما هو غير إنساني، أو كما عبر عنه بيجوفيتش بقوله: "لقد تم طرد النفس من علم النفس". فالشذوذ الجنسي هو محاولة أخرى لإلغاء ثنائية إنسانية أساسية، هي ثنائية الذكر والأنثى. بل يرى أن الحديث المتواتر والمتوتر عن حقوق الإنسان الذي تقوده أكثر الدول إمبريالية في العالم، الولايات المتحدة، هو في جوهره هجوم على الإنسان والطبيعة البشرية. فالإنسان الذي يتحدثون عن حقوقه هو وحدة مستقلة بسيطة أحادية البعد لا علاقة له بأسرة أو مجتمع. وهو مجموعة من الحاجات المجردة التي تحددها الاحتكارات وشركات الإعلانات والأزياء وصناعات اللذة. لذا لا يتحدث أحد عن حق الإنسان في وقف تيار الإباحية، أو حقوق الشعوب التي سرقت أموالها وأودعت في بنوك غربية من قبل شخصيات تساندها نفس الحكومات التي تصرخ عن حقوق الإنسان، أو صناعة أسلحة للفتك والدمار. فالحديث دائمًا عن إنسان مجرد بسيط لا يوجد داخل المجتمع والتاريخ والأسرة. كما يتمثل بمفهوم الأقليات الذي يروجه النظام العالمي الجديد، إلى أنه مفهوم يراد به القضاء على فكرة المجتمع الذي يستند إلى عقد اجتماعي، إذ إن الحقوق المطلقة لا يمكنها التعايش. فالغالبية العظمى تصبح أقلية وتنتفي المعيارية الإنسانية، فتصبح كل الأمور نسبية متساوية وتسود الفوضى المعرفية والأخلاقية. ثم يستدل بحركة التمركز حول الأنثى (النسوية) بأنها حركة في حقيقتها لا تهدف إلى تحقيق مساواة بين الرجل والمرأة وذلك لأجل الحفاظ على إنسانية المرأة باعتبارها أمًا وزوجة وابنة وعضوة في الأسرة والمجتمع، وإنما ترمي إلى تفكيك مقولة المرأة في إطار المرجعية المادية لتصبح إنسانًا طبيعيًا، وينتج عن هذا شكلين متناقضين يعبران عن نزعتين: نزعة تأليه الكون وإنكاره. فالفئة الأولى تنطلق من تأكيد الفوارق التشريحية بين الرجل والمرأة فتصبح الخصائص التشريحية لهما هي قدرهما وبالتالي يصبحان أعداء وتصبح العلاقة بينهما علاقة ثنائية صارمة، ويصبحان في حالة صراع كوني دائم. وأجد أن هذا يتمثل في الصراعات التي نراها في مواقع التواصل بين فريق النسويات وفريق الذكوريين التي تأتي مثالًا صارخًا على مثل هذه الحالة. أما الشكل الثاني فهو الشكل الذي يتم فيه تفكيك مقولة المرأة إلى أن تصبح كائنًا طبيعيًا يتم تسويته بالرجل من جميع الوجوه، فلا تختلف عنه في أي شيء، ودورها لا يختلف عن دوره، أو ما يعبر عنه بـ"اليوني سيكس" وبذلك يتم إنكار وجود ثنائية الذكر والأنثى، وكما أن الإنسان في المنظومة العلمانية الواحدية يتم إعادة صياغته بحيث يصبح إما فوق الإنسان كسوبرمان نيتشه، أو أقل منه، فإن هذا يتمثل أيضًا في المرأة بحيث إما أن تصبح أعظم من الرجل وينظر لها بنزعة التأليه، أو أقل من أن تكون امرأة فتتطابق تمامًا مع الرجل. وفي كلا الحالتين هذه ليست المرأة الأم والزوجة والأخت والحبيبة التي نعرف. وبسقوطها تسقط الأسرة ويتراجع الجوهر الإنساني ويصبح كل البشر أفرادًا طبيعيين، لكل مصلحته الخاصة، ويتم تسوية الجميع بالحيوانات والأشياء.
إن الهجوم على الطبيعة البشرية يتمثل في الإباحية التي تعبر عن الفكر المادي الذي نزع القداسة عن الإنسان، وجرد جسده من ملابسه حتى يتحول هذا الإنسان الذي هو خليفة الله في الأرض إلى مجرد لحم يوظف ويستغل بحيث يصبح مصدرًا للذة. من هذا المنظور يمكن أن نرى الإبادة النازية لليهود على أنها شكل من أشكال الإباحية أو الإمبريالية الكاملة التي تؤدي إلى موت الإنسان الفعلي. فهي حولت البشر إلى صفوف وتلال لحم توظف وينتفع بها. لذا يرى المسيري أن ثمة تشابهًا بين اللحظة النازية واللحظة التايلندية في الحضارة العلمانية، فكلاهما أسقط القداسة عن الإنسان، ورآه مادة استعمالية توظف في أعمال السخرة في ألمانيا وفي البغاء في تايلند.

في الفصول الأخيرة يتحدث عن "الترشيد" خصيصة أساسية من خصائص الدولة، والتي تحول المجتمع بأسره إلى حالة المصنع، وتستعمر عالم الحياة، على حد قول هابرماس.
وعليه، فذنب أيخمان الوحيد أنه كان مواطنا حد النخاع! وقد اعتذر أثناء دفاعه عن نفسه أنه لا يؤمن إلا بالوطن. فالمواطن الألماني النازي كان هو التحقق الكامل لفكرة الإنسان الحديث الذي تم ترشيده ليصبح موظفا بيروقراطيا، لا يدين بالولاء إلا للدولة.
ثم يفصل بعد ذلك عن الموقف من نهاية التاريخ ومقولاته، وعن "عنصرية التسوية"، المنتج الغربي لما بعد الحداثة، والتي لا تعادي جماعة إنسانية معينة، وإنما هي عنصرية موجهة ضد العنصر الإنساني نفسه.
بعد كل ما ذكر، كان عنوان الفصل الختامي لائقاً بما سبقه من إرهاصات "المادية والإبادة".

‏أنتشي وأغتبط كلما قرأت للمسيري في فترات متفاوتة ومقطعة، لأخرج من تلك القراءات بمزاج غير الذي بدأت به الكتاب، ورأي ثابت لا يتزحزح مذ عرفت المسيري وتغنيت بالثناء عليه، إذ تأكد عندي أنه لا يعد مرحلة فكرية يتجاوزها المرء كما كما كنت أخشى، وأن دقة آرائه أثبتت أنها أطول عمرا من واقعه المعاش، وعلى انفتاحي على القراءة والسماع لآراء مخالفيه، إلا أنني أجده محتفظا حتى الآن بموقعه الفكري على رفوفي المكتبية.
‏
تشكل الفلسفة المادية البنية الفكرية التحتية للعديد من الفلسفات الحديثة مثل الماركسية والبراغماتية والداروينية، كما أنها تشكل الإطار المرجعي الكامل لرؤيتنا للتاريخ والتقدم والعلاقات الدولية، بل وأحيانًا لأنفسنا. من هنا كان تفكيك هذه الفلسفة وفهمها ومراجعتها أمرًا هامًا ومفصلياً لأي مهتم بالفلسفة الحديثة.
مما يعجبني كثيرًا في المسيري تنبهه المبكر للكثير من العلاقات والارتباطات التي تبدو لأول وهلة غير مترابطة أو حتى متقاربة. ومن ذلك ما عقده في الفصل الأخير من الربط بين المادية والإبادة، حيث أن الرؤية المادية هي رؤية أيديولوجية في جوهرها، وقد مثل عليها بالإبادة النازية لليهود، ونحن اليوم نراها تتمثل في الإبادة الصهيونية للفلسطينيين.

لخص المسيري أسس الفلسفة المادية في أمور:
الإيمان بوحدة الطبيعة: فالطبيعة شاملة لا انقطاع فيها ولا فراغات.
الإيمان بقانونية الطبيعة: (لكل علة سبب)، وحتميتها واطرادها، وآليتها ورياضيتها.
الإيمان بأن الطبيعة تتحرك بشكل تلقائي، وبأن الحركة أمر مادي.
الإيمان بانتفاء الغائية والغيبية في العالم المادي.
الشيء المادي هو الشيء الذي كل صفاته مادية: حجمه وكثافته وكتلته ولونه وسرعته وصلابته، سرعة دورانه، درجة حرارته...إلخ.
فالمادة ليس لها أي سمة من سمات العقل: الغاية، الوعي، القصد، الرغبة، الأغراض والأهداف، الاتجاه، إلخ.
فالشعور بالجمال وكل الأحاسيس الإنسانية يمكن فهمها بردها إلى المبدأ المادي الواحد.
المادة تسبق التاريخ. كل تطور يتوقف على الظروف المادية والاقتصادية. ونوع الإنتاج في الحياة المادية شرط لتطور الحياة الاجتماعية والسياسية والعقلية بشكل عام.
فالبناء الفوقي يُرد في نهاية الأمر إلى المادة.
وترى المادية الدياليكتيكية أن مضمون معارفنا هو انعكاس للصفات الموضوعية للأشياء.

يجيب بعد ذلك على سؤال: لماذا تجذبنا الفلسفات المادية؟ ويعزو ذلك لسببين:
الأول على المستوى المعرفي، فالتفسير المادي للظواهر سهل ويمكن الحصول عليه بشكل سريع، كما أن الترابط المادي بين الظواهر أمر يمكن رصده بشكل موضوعي محسوس. فالتفسيرات المادية راسخة في التجارب الأولى؛ وتجربة الطفل مع جسده هي أول شيء يدركه، مما يشجع على التفسيرات المادية. بل إن عاطفته تجاه أمه ترتبط بالشكل المادي لعلاقته بثديها. أما العناصر غير المادية، فإن اكتشافها يتطلب أن يتعامل معها العقل بالتجريد، وهو أمر صعب على الكثير من البشر.
السبب الثاني على المستوى النفسي: تحول الفلسفة المادية الإنسان إلى جزء من كلٍّ أكبر؛ فلا يوجد له هوية أو حدود أو إرادة مستقلة. فهذا الامتزاج الكامل بالطبيعة يُعدّ انتصارًا للموضوع على الذات، وهذا هو الإغراء الأساسي الذي يواجه كل البشر ويهدد إنسانيتهم.

تناقضات الفلسفة المادية ومشاكلها الأساسية:
تواجه الفلسفة المادية عدة تناقضات ومشاكل جوهرية، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. ادعاؤها بأنها ليست أيديولوجية بل علم طبيعي:
هذا الادعاء مستحيل علميًا، إذ إن دراسة المتغيرات المادية وعلاقاتها المتشابكة يتطلب وجود عامل ميتافيزيقي غير واعٍ يؤمن بالكليات والتعميمات ويقدم روابط على روابط أخرى. وهذه العمليات لا يمكن تفسيرها ماديًا.
• أشار نيتشه إلى هذا التناقض حينما قال إن العقلانية المادية، بعد “موت الإله”، احتفظت بظلال الإيمان في شكل اعتقاد بوجود كيان مادي ثابت متجاوز.
لذلك، من يقوم بالتجريب والرصد يفترض صحة مقولاته دون اختبارها باستمرار.
2. محدودية العلم التجريبي:
العلم التجريبي لا يستطيع التعامل مع جميع جوانب الخبرات الإنسانية.
• نتائجه تُبنى على المتوسطات التي تنطبق على المجموعات الكبيرة، لكنها لا تقدم تفسيرًا لكل مفردة على حدة.
3. وجود اللامادي في قلب المادي:
كل كيان مادي مرتبط بموجة مصاحبة له، تظهر بوضوح في الأبعاد المجهرية، حيث تتواجد صيغ رياضية تصف المادي وغير المادي في الوقت نفسه.
• مثال ذلك الأسلحة النووية، التي تمثل قوة علمية مادية لكنها تتجاوز قدرة الإنسان على التحكم، مما يشبه أسطورة بروميثيوس الذي سرق النار من الآلهة ولم يعرف كيف يستخدمها.
• كذلك، الأجهزة الحديثة مثل الحواسيب أصبحت تشكل تهديدًا، مثل تأثيرها السلبي على عقول الأطفال والتلوث الإشعاعي الناتج عن المنتجات الصناعية...إلخ.
4. إعادة تعريف “المادي”:
زعمت الفلسفة المادية أن المادي هو ما تدركه الحواس، لكن الذرات وجزيئاتها، وهي أساس المادة، لا تُدرك بالحواس.

ما ترك أهل غزة باب نصرة للإسلام إلا طرقوه ودخلوا منه
تقبل الله شهيدهم وفرج عنهم كربتهم
وجزى الله خاذليهم والمتآمرين عليهم بما هم أهله ، وغفر لنا عجزنا وتقصيرنا وركوننا

لقد کانت الفلسفة الیونانیة - کما نعرف جمیعا - قوة ثقافية کبری في تاریخ الإسلام، ومع ذلك إذا أمْعنّا النظر في القرآن، وفي مختلف مدارس المتكلمين التي ظهرت تحت تأثير الفكر اليوناني فستبرز لنا حقيقةٌ ملفتةٌ للنظر، وهي أن الفلسفة اليونانية التي عملت على توسيع آفاق النظر العقلي عند المفكرين المسلمين بشكل كبير أبهمت رؤيتهم للقرآن.

محمد إقبال

•حزنه ﷺ:
حزن عند فتور الوحي، وعدم استجابة قومه له، وما لقي من أذى أهل مكة، وحزن على وفاة عمه أبي طالب، وزوجته خديجة، والقراء السبعين الذين قتلوا غدرا، وحزن على مقتل زيد وجعفر وابن رواحة في معركة مؤتة، وعلى عمه حمزة، ولما دخل الكعبة؛ خشية أن يكون أشق على أمته.

قيمة الكتاب بالنسبة لي تكمن في لفت النظر إلى الفارق بين النظرة إلى العالم (تنشأ من خلال التجربة والتاريخ والظروف التي يمر بها مجتمع ما أو حضارة ما)، والعلم، ثم أهمية تحقيق الاتساق بينهما. (ينتج عنه التفريق بين أسلمة الرؤى وأسلمة العلوم أيضاً).
بعيدا عن آرائه وما شق من طرق في سبيل أفكاره، فإن تنبهه لهذا التفريق وبناءه البحث على أعقابه يعد حجر زاوية الكتاب، ومكمن قوته.

يمثل المؤلف على صحة فكرته بشكل مختصر بمنهج الشيخ عبدالقاهر الجرجاني، مقارنةً بمنهجي ابن رشد وابن خلدون، لبيان مزيته. فابن رشد قدم بنية منهجية كلية، ولكنه قدمها في صورة فصل تام بين الجانبين: المنهج العلمي الذي تعالج بواسطته القضية العلمية، والمنهج الديني الذي تعالج بواسطته القضية الدينية وتهيمن عليهما، وفي إطار هذه البنية المنهجية العليا توضع شروط العلاقة بين الجانبين. وهذا الفصل التام هو موضع الاختلاف بين ابن رشد وعبدالقاهر. أما ابن خلدون، فوضع الجانبين في إطار كلي واحد، دون تقديم البنية الكلية العليا اللازمة، فكان تقديم هذه البنية هو ما يتميز به عمل الشيخ عبدالقاهر.

كما أوضح في القسم الثاني في سياق استعراضه للمفهوم التطوري للعلم، أربع مراحل لتطور العلم، هي العلم اليوناني والعلم الإسلامي والعلم الحديث والعلم المعاصر. وبين أن هناك نوعين من التقابلات تربط بين هذه المراحل الأربع، هي التقابل، فيما يخص إمكانية المعرفة، بين الحتمية والاحتمالية، والتقابل، فيما يخص منطلق المعرفة، بين العقل والواقع.
وبين أيضاً أن هذا ينتج نوعين أساسيين من التقابل بين هذه المراحل العلمية.
فالعلم اليوناني هو علم صوري حتمي ينطلق من تصورات عقلية حتمية مسبقة، والعلم الإسلامي هو علم ظني لاحتمي ينطلق من موقف ظني مسبق عن الطبيعة، والعلم الحديث هو علم حتمي ينطلق من الواقع التجريبي؛ أما العلم المعاصر؛ فهو علم احتمالي لاحتمي ينطلق من الواقع التجريبي.

بالنسبة للمؤلف، فالمطلوب، أولاً، المحافظة على منهجية العلم واستقلاله عن الفكر الديني؛ وقد تحقق هذا في منهج الشيخ عبد القاهر الجرجاني، وذلك من خلال إنشاء نظرية النظم، التي استوفت كافة الشروط العلمية سواء في إنتاجها أو في تطبيقها. والمطلوب ثانياً، ألا تكون هذه النظرية متعارضة مع العناصر الأساسية للنظرة العربية - الإسلامية؛ وقد حقق هذا المنهج أيضا ذلك من خلال معالجة القضية الدينية في الإعجاز بشكل مستقل.
فإذا عممنا نفس هذه البنية، المكوّنة من جانبين، أحدهما علمي والثاني ديني، وأنشأنا بينهما علاقة تحدد الشروط التي تضمن استقلال كل جانب منهما؛ كانت النتيجة أننا أمام منهج عام يقبل التطبيق على موضوعات متعددة، ويحقق في الوقت نفسه الشرط الأساسي، وهو تحقيق الاتساق بين النظرة العربية - الإسلامية والعلم.
والجرجاني بمحاولته هذه -حسب المؤلف-، يضرب لنا المثل في الأسلوب الأمثل لمعالجة مشكلة عدم الاتساق بين النظرة الإسلامية والعلم (المعاصر). فالحل ليس في طرح تصورات نظرية وشعارات تؤكد أن النظرة الإسلامية لا تتعارض مع العلم، وهو نفسه لم يستخدم تلك الشعارات، مثلما فعل السابقون عليه؛ وإنما الحل، كما فعل هو، يكمن في التعامل المباشر مع القضايا العلمية انطلاقاً من نظرة الذات (الإسلامية)، مع احترام العلم السائد المعاصر؛ وتحقيق إنتاج علمي أصيل نابع من الذات ومتسق مع المنهج العلمي الصحيح.
وكان من نتيجة هذا الأسلوب أن تمكن الجرجاني من المحافظة على النظرة العربية - الإسلامية التي تقول بحدود القدرة الإنسانية ولا محدودية القدرة الإلهية، وفي الوقت نفسه تمكن من الحفاظ على القيمة العلمية للّغة؛ كما أنشأ نظرية علمية جديدة هي نظرية النظم التي تمثل أول نظرية تستوفي الشرطين الأساسيين للعلوم الإنسانية في التاريخ. وبذلك، يكون الشيخ عبدالقاهر قد قدم منهجاً عاماً للعلاقة بين العلم والدين، هو منهج ((الفصل - الوصل)).
وعلى العموم، يمكننا القول إن منهج الشيخ عبدالقاهر قد حقق الاتساق المطلوب في قضيته هو على الأقل، وإن هذا المنهج، إذا استخدم بصورة صحيحة في قضايا مماثلة تتسم بالبنية نفسها؛ فسوف يكون ممكناً أيضاً أن يحقق الاتساق في تلك القضايا.

في ثنايا الكتاب يستعرض المؤلف أمثلة على المحاولات الحديثة والمعاصرة للتأسيس العلمي في الفكر العربي، ابتداء بابن رشد والغزالي، وانتهاء بمراحل فكر النهضة العربي الحديث، مع نقدها نقدا موجزا، وتحقيب هذا العصر لعدة مراحل: المرحلة التوفيقية، في القرن التاسع عشر وحتى الثلث الثاني من القرن العشرين تقريبا، وهي المرحلة التي حاول فيها الفكر العربي أن يحقق الاتساق بين فكره والفكر الغربي الحديث.
والمرحلة الثانية: المرحلة النقدية، من الثلث الثاني من القرن العشرين وإلى بدايات القرن الحادي والعشرين، وقد تمثلت في نقد التراث الفكري الإسلامي، والفكر الغربي، واتسمت بظهور المشاريع الفكرية.

المرحلة الثالثة: المرحلة التي نحياها الآن، والتي بدأت إرهاصاتها قبل عقد من الزمان، ويصعب إصدار حكم موضوعي عليها لمعاصرتها. إلا إنها تتسم بالدعوة لتحقيق الاستقلال الفلسفي.
وقد ذكر عدة أسماء على محاولات هذه المرحلة من الرعيل الأول: (فرح أنطون، سلامة موسى ….)، والرعيل الثاني: (زكي نجيب محفوظ، فؤاد زكريا).
كما مثل لمحاولات المرحلة النقدية: (العروي، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، رشدي راشد..).
استعرض هذه الأسماء ومشاريعها سريعا مع بيان أسباب فشلها في التأسيس العلمي، والذي يتجلى باختصار في الفشل في تحقيق الاتساق بين الرؤية العربية والإسلامية والعلم الإنساني المعاصر.

في القسم الأخير من الكتاب، استدل على صحة أفكاره بأمثلة عملية من عصر النهضة، حققت الاتساق بين النظرة الأوروبية والعلم الحديث آنذاك، فساهمت بذلك في تحقيق عملية التأسيس العلمي -كما يرى المؤلف ويدعو إليه في عالمنا العربي-، والذي يتحقق بثلاثة شروط: الأول، إنشاء منهج عام للعلاقة بين العلم ونظرة المجتمع إلى العالم؛ والثاني، المشاركة الإيجابية في صياغة المبادئ العامة للتصورات العلمية الجديدة؛ والثالث، المشاركة العلمية في صياغة النموذج العلمي الجديد للطبيعة.

هنالك أفكار عدة وعبارات متضمنة بحاجة لمراجعة وتصحيح، إلا أن موضوع الكتاب دعاني لتجاوزها والتركيز على الفكرة الأساسية؛ لمحوريتها وجدتها.
اتسم منهج الكتاب بكونه تاريخي مقارن، يتبعه تحليل فيما احتيج فيه إلى تحليل ونقد.

الكتاب بحاجة لقراءة أخرى، بل قل مدارسة ومراجعة على ضوء نقاد وباحثين.

أظن أن من فقه الواقع تذكير الناس بقيمة العبادات ونشر أحاديثها، لأن التركيز على الأخلاق والمعاملات على حسابها أنسى الناس ما كان مسلما به عند حدثاء العهد من المسلمين.

وعى الصحابة قيم التعامل مع الخلق بتمكين قيم التعامل مع الخالق في أنفسهم، فكان هذا الأخير دليلهم إلى الأول.

أمسية تربوية (37) | لبنات البناء والخشب المسندة | د. أحمد عبد المنعم

00:00:00 | مقدمة
00:01:34 | التساؤل حول: ما هي المعاني المحورية التي جاء بها الخطاب القرآني في واقعنا؟
00:02:58 | مقدمة (١): هذه الأمة جسد واحد
00:04:05 | مقدمة (٢): أين يكمن ضعف الأمة أو قوتها؟
00:04:44 | مقدمة (٣): النماذج التي قدمها الوحي في علاقات الأفراد ببعضها
00:06:48 | أي نوع من اللبنات أنت؟
00:07:28 | ما معنى (خُشُبࣱ مُّسَنَّدَةࣱۖ)؟
00:13:07 | (مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالࣰا)
00:13:57 | علاقة اللبنات ببعضها (النموذج الصالح)
00:16:12 | كيف تفسد اللبنة؟ - مرض (الوهن)!
00:24:33 | فساد العلاقات (حتى لا يضيع الفتح!)
00:34:45 | كيفية إفساد العلاقات
00:44:39 | أثر وسائل التواصل على عقول العاملين للدين
00:48:20 | صلاح اللبنات وعلاقاتها ببعضها (كن لبنة صالحة)
00:55:58 | المعارك التي عليك خوضها لتكون لبنة صالحة
01:02:17 | الوصية الأخيرة

إحالات الأمسية:
📝شرح حديث (يوشك الأمم أن تداعى عليكم)
📝شرح حديث ما ذئبان جائعان لابن رجب
📗كتاب: اقتضاء العلم العمل

🎧الخطاب المكي في أوقات الاستضعاف (فاصبر واصدع)
🎧 نعم أجر العاملين
🎧خطبة: منارات الدين

قال ابنُ بطَّال: «فيه أنَّ الخَيرَ يَنبَغي أن يُبادَرَ بهِ؛ فإنَّ الآفاتِ تَعرِضُ، والموانِعَ تَمنَعُ، والموتَ لا يُؤمَنُ، والتَّسويفَ غَيرُ مَحمود، وهو أخلَصُ للذِّمَةِ، وأنفَى للحاجَةِ، وأبعَدُ من المطلِ المذمومِ، وأرضَى للرَّبِّ، وأمحَى للذَّنبِ».

#باب_المسارعة_في_الخيرات

•فرحه ﷺ:
كان إذا فرح ظهر ذلك على وجهه، فاستنار.
فرح ﷺ بدخول الناس الإسلام، ومنهم: عدي بن حاتم، وسواد بن قارب.
وكان يفرح بظهور الحق، كما في صحة نسب أسامة بن زيد إلى أبيه، وظهور براءة عائشة، واختيارها له لما نزلت آية التخيير.
ويفرح إذا سمع خبرا يصدق بعض ما أخبر به، وإذا أصاب أصحابه خيرا، وبلقاء من يذكره بمن يحب، وبسماع الكلام الحسن من أهل الإيمان، وبمبادرة الصحابة إلى الطاعة.
وكانت سنته إذا جاءه ما يفرحه أن يسجد لله شكرا.

إحدى صور الشيطنة الناعمة للمجاهدين هي في تجاهل ظروف معيشتهم، وأخبار جرحاهم، وصور شهدائهم. قيم العالم الحديث تجمل صورة المدنية والمدني بجعله المثل الأعلى للإنسان الصالح، الذي يُنعى ويُتألم عليه، وإليه تتوجه نشرات الأنباء وبرامج التلفاز، أما المدافع عن هؤلاء فلا بواكي له.

قال العلماء: إن الله لا يهلك الناس بالفساد إنما يهلكهم بالسكوت عنه.

ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، قال: "وذاك عند أوان ذهاب العلم"، قالوا: يا رسول الله وكيف يذهب العلم، ونحن نقرأ القرآن، ونقرئه أبناءنا، ويقرئه أبناؤنا أبناءهم؟ قال: " ثكلتك أمك ابن أم لبيد، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل، لا ينتفعون منها بشيء؟! ".

﴿ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ﴾ [البقرة: ٢٦۸]
‏حسبك بهذه الواو العاطفة دليلاً على الارتباط بين الأمرين.

أنا من غزة ولا يخفى عليكم سياسة التجويع التي تمارس ضدنا
عندي سؤالين بخصوص هذا بارك الله فيكم

1- الطعام بالكاد يكفينا فهل نأثم إن لم نطعم قطة في المكان نعلم أنها ستموت من الجوع ؟

2- هل لحم هذه الحيوانات مباح لنا في حال عدمنا الطعام وخشينا الهلكة ؟

ج/ فرج الله ما بكم وحسبنا الله ونعم الوكيل

1. لا لا إثم

2. نعم مباح حينئذ

الشيخ قيس الخياري

صدق صاحبي وبَرّ

وأقبحُ من المناهبة: المُسالَبة!
بأن يسلبَ بعضُ الحاضرين حقَّ الحديث من الباقين، ويستأثرَ بالكلام دونهم ويأخذَ المجلسَ منهم بسيف الحياء، حتى إذا ما بدرتْ من أحدهم مشاركةٌ وأدها في مهدها وأعاد مياه الحديث إلى مجاريه التي سلبها!

فالمجالسُ يقبح فيها مثل ذلك ما دامت مجالسَ لا مدارس .. والموفّقُ من حفظ لكل مجلسٍ حقّه وأجرى الحديث فيه مع غيره مفيدًا تارةً ومستفيدًا تارات، وقد جعل الله لكل شيءٍ قدرا.

غارة جوية تستهدف منزلًا قرب محطة خلة في منطقة جباليا النزلة شمالي قطاع غزة

• ما يبغضه النبي ﷺ:
-من الناس:
الثرثارون، والمتشدقون، والمتفيقهون، والكاذبون، وسيئو الخلق.
-من المأكولات والمشروبات:
الثوم والبصل، والضب، والشراب الحار حتى يبرد.
-من الحيوانات:
الشكال من الخيل.
-من السلوكيات:
الخذف، وأن يقام له، وأن يمشي أحد خلفه، والنوم قبل العشاء، والحديث بعدها، والأكل من وسط الطعام، والاكتواء، وتبييت مال الصدقة، وأن يذكر الله على غير طهارة.
ويكره: الاسم القبيح، والطيرة، والشكال من الخيل، وأن تعرى المدينة.

صلاة الفجر يوم تحرير حمص 🤍
السورة: الفتح
المسجد: خالد بن الوليد
المدينة: حمص المحررة
البلد: سوريا

⬅ قناة تراويح ١٤٤٥
#تلاوة

-كيف نبحث عن التوكيد الخارجي على هواجسنا الداخلية عبر مواقع التواصل؟
‏-الإفراط في التعويض الكمي غالبا محاولة تعويض للنقص في الكيف.
‏-كيف يشعرنا التعبير عن مشاعرنا في مواقع التواصل بالغنية عن التعبير في الواقع الفعلي؟

الحمدلله الحمدلله أقيمت الحجة على كل يائس!

التحليل الاستراتيجي المقبول لما يحصل:
﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ *وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ [القصص: 5، 6].

أبكي على شام الهوى فرحاً هالمرة فرحاً!

-من الثياب:
‏القميص، والحبرة(ثوب مخطط).
‏-من الألوان:
‏البياض،والخضرة.
‏-من الطاعات:
‏المداومة عليها، خاصة الصلاة، وأن يعرض عمله وهو صائم، والجوامع من الدعاء، وتكراره، وسماع القرآن من غيره.
‏ومن الدنيا:الطيب.
‏ويحب: الفأل والاسم والرؤيا الحسان، والتيامن، ولقاء العدو عند الزوال، والحناء.

https://youtu.be/t2slxcz6hm0?si=f42wAbbxKGaNDHPq

قر الفؤاد وقرت العينان
عقبال بقية السجون
بردوا على خواطركم 🤍

اللهم أنعمت فزد.. اللهم أنعمت فزد

زنازين مظلمة.. العثور على سجون سرية في حلب تحت أكاديمية الأسد العسكرية
https://youtube.com/watch?v=GBHyFeJlbu8&si=IG61BXUQOpGXV0Sa

بعد ليلةٍ من الزلزلة والأهوال في بيت لاهيا، والسماء الملتهبة بالقنابل الحارقة ووهج النار المشتعلة من عشرات البيوت التي أحرقها جيش الاحتلال، أجبرت "إسرائيل" آلاف النازحين من مركز النزوح الأخير في المدينة "مدارس أبو تمام"، وأخرجتهم تحت التهديد الناريّ نحو المجهول، بعد أن زرعت بينهم ليلاً روبوتاً متفجراً، مهددة إياهم بمـ.ـقتـ.ـلة تـ.ـبـ.ـيدهم جميعاً بكبسة زر!

طوال 60 يوماً أمطرت "إسرائيل" بيت لاهيا ومحافظة شمال غزة بما لا يحتمله عقل من أسـ.ـلـ.ـحة مدمرة وارتكبت عشرات الـ.ـمـ.ـجـ.ـازر وقـ.تـ.ـلت قرابة 3 آلاف شـ.هـ.يـد وجـ.ـرحـ.ـت أزيد من 10 آلاف واعتقلت المئات، كل هذا لإخراج هؤلاء الناس من أرضهم، بعد أن صمدوا أمام المـ.ـوت الأحمر والجوع، وظلّوا يتحدون "إسرائيل" وجندها طوال شهرين دون طواقم إسعاف أو دفاع مدني وبمستشفى مهدد، وهو مستشفى "كمال عدوان" الذي استهدفه الاحتلال أمس الثلاثاء 5 مرات بالقـ.ـنـ.ـابل المملوءة بالشظايا وبالطائرات المسيّرة ما أدى إلى وقوع 3 إصابات في الطاقم الطبي أحدها خطيرة.

نرى الأهالي وهم يجبرون على النزوح خائفين مملوئين بالقهر والغضب يثقلهم الشعور بالتيه، لكننا لا نعرف سوى جزء بسيط مما مروا به، فمع الحصار المشدد وضعف شبكات الاتصال وعدم قدرة الصحفيين على الوصول لكثير من المناطق، وقعت مجـ.ـازر لم نعرف بخبرها سوى بعد ساعاتٍ طويلة على وقوعها، مثل مجـ.ـازر عوائل الأعرج وورش آغا والبابا وعليّان في الأيام الأخيرة، ارتقى فيها أكثر من 200 شـ.ـهـ.ـيد، عشراتٌ منهم ما زالوا تحت الأنقاض، بعد أن مكث بعضهم ساعاتٍ طويلة وهو يستغيث لكن لا وسيلة لانتشاله!

هذه الإبـ.ـاد.ة المُعلنة و "التطهير العرقي" هدفهما واضح؛ إنشاء منطقة عازلة في شمالي قطاع غزة، ومحاصرة نحو مليوني فلسطيني في وسطه وجنوبه، حيث أيضاً لا تمر لحظة عليهم دون قصفهم واستهدافهم، فارتقى منهم الليلة  18 شـ.ـهيـ.ـداً وأحرقت خيام نازحين وهم نيام، ويفرض الاحتلال التجويع ويجبر الناس على أكل الطحين "المدوّد" مع ارتفاعٍ جنوني في الأسعار.

ينسى البعض أو يتناسى أن إقامة الدين هي القيمة العليا، ويتنصل من شعيرة الجهاد بذريعة حفظ الدم المسلم الذي يعد أقدس من حجر الكعبة. ولم يعِ أن قيمة هذا الفرد في إسلامه الذي يضمن رفع قواعدها متى ما هدمت، لا محض الحفاظ على صورة إسلام مسخ على حساب ضياع أصوله.

رغم إن الثورة السورية تتخلل أرواحنا ودماءنا ..
ولحظات التحرير وفرحها ما تعادل بشيء أبدًا من أفراح الدنيا

لكن لو كان اليوم طريق لسوريا وأفراحها، وطريق لغزة وأحزانها .. لكنت اخترت غزة وأن أجوع وأنزح وأبكي مع أهلها

ما أغفلتنا والله شدّة الفرح عن شدّة الوجع ..

اللهم ارحم ضعفهم، وجوعهم، وقلّة حيلتهم، وهوانهم على الناس .. يا أرحم الراحمين

-من المأكولات والمشروبات:
كان ﷺ يحب اللحم، وذراع الشاة، والمرق، والخل، والدباء، والحلواء، والعسل، والزبد والتمر، والرطب، والبطيخ، ومن الشراب: الحلو البارد.
-من الأمكنة:
مكة، والمدينة، وجبل أحد.
-من الأزمنة:
إذا أراد الخروج: يوم الخميس، وأحب الشهور إليه أن يصومه بعد رمضان: شعبان.

تتقاعس الأنامل عن تسطير حرف واحد، رغم علم الإنسان بندرة الكاتبين وعجز الواصفين، والسبب نفس تخاطبني: هل من سامع لاسغاثات امتدت لعام وزيادة، ثم وقت قصير ومهام كالجبال.

ثم أتيت هنا -رغم ضغط المهام- بعد ضيق في النفس من حال يعجز الواصفون عن وصفه والراثون عن رثائه.

رفع العدو علينا سلاح الجوع، وأحاطنا بجند من أبناء جلدتنا يسرقون رغيفنا الذي لا يملك الغزي في أحسن أحواله غيره.

اسيقظت فجر اليوم أفتقد من أيام رغيفا تلوكه أسناني فانتظرت مليا، حتى خرج النور ونزلت السوق فما وجدت إلا لقما تباع الواحدة ب( اثنين شيكل) ثم يسمونها بعد ذلك رغيفا.

في كل صباح يستيقظ الأب الغزي حاملا هم أزيز بطون أطفاله، من أين سيطعمهم وكيس الطحين بسعر فلكي، ومحفظته لا تحوي إلا بعض الشواكل، والأسواق لا يسوسها إلا جزع جشع.

إني لأبكي في هذه المأساة شبابا يحملون آمالا يعجزون عن السير فيها، قد غلقت الحرب الضروس كل باب يسعون إليه، وملخص يومهم: في النهار نقل الماء، وجلب فتات المال وفي الليل لا ضوء ولا دفء ولا طعام، ثم يضع رأسه على وسادته ويقرأ وجهه ورد البكاء قبل النوم، والسلام على آمالهم.

ضعف في البيان أصاب القلم، وحال يشق على الإنسان عجزه عن وصفه.

بعد جولة في السوق وجدت (بسكوتة) بضعف سعرها، فكر صاحبكم ثم نظر، وقال: سعرها مرتفع ولن تقوت جسدك المنهك ووالدك بحاجة للمال، فمضيت إلى موعدي مع الأستاذ وتركتها لبائعها.

وصلت البحر ورأيت مشهدا يبكي الحجر والله، ضربت العاصفة الليلة أرجاء المدينة، ولإخوانكم خيام مذ نزح الناس من مدينة رفح لا مكان لها في المنطقة (الآمنة) فلم تجد غير الشاطئ، فكان وقعها عليهم مرير، وابتلاء من الله شديد.

دمر الماء خيامهم، وأغرق أغراضهم، وناموا على قارعة الطريق، وفي الصباح وجدت أحدهم لا يملك ثمن نقل أغراضه إلى شرقيّه، فضلا عن أن يشتري خشبا وأقمشة ليصلح خيمته.

مأساة ندر ذاكروها، وقل حاملوا همها، أمة بأسرها مغيبة عن المشهد، شبابها في وحل التفاهات، ودعاتها منشغلون في الخلافات.

والله سبحانه وتعالى يرى عباده الضعفاء، ووعده لهم أن العاقبة تمكين واستخلاف، وقد واسانا قدوتنا ووصف بعضكم لنا من قبل فقال: هم غثاء كغثاء السيل.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

محاولة لحصر جملة من أحوال المصطفى، ومواقفه الشريفة؛ "لما كان التعرف على كمال سجيته، وحسن خلقه، ومختلف أحواله، من تمام التعرف عليه: عبدا رسولا… ليقتدي به المقتدون، ويتأسى به المؤمنون."
‏استناداً لكتاب "أحوال المصطفى ﷺ"، في كل جمعة بعون الله:

• ما يحبه النبي ﷺ:
‏-من الناس:
‏كان أحب الخلق إليه أبو بكر، ثم عمر، وممن يحبهم: عثمان، وأهله وأقاربه، ومن أحبِّهم: فاطمة، وعلي، والحسن، والحسين.
‏وكان يحب زوجاته، وخاصة: خديجة وعائشة.
ومن الصحابة: معاذ بن جبل، والزبير بن العوام، وابن مسعود، وعمار بن ياسر، وأسامة بن زيد، وأبوه، وزاهر بن حرام، والأنصار، والمساكين عامة، ومن حسن من الناس خلقه.
‏رضوان الله عليهم أجمعين.

"إذا كان من المأثور عن السياسي الفرنسي كليمانصو قوله أن الحرب أهم وأخطر من أن تترك للجنرالات العسكريين، فإنه يحق لنا أن نقول أن اللغة أهم وأخطر من أن تترك للغويين".
‏-الفكر واللغة، أحمد أبو زيد.

"عن الحسن، في قوله: ﴿ وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾ قال: لولا أن يكون الناس كفارا أجمعون، يميلون إلى الدنيا، لجعل الله تبارك وتعالى الذي قال، ثم قال: والله لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها، وما فعل ذلك، فكيف لو فعله."

-تفسير الطبري.

(عشر فوائد من الشدائد)

بسم الله الرحمن الرحيم

قد كتب الله سبحانه على الناس جميعاً الكدَر وتنغيص العيش ما داموا في الدنيا، من أبيهم آدم إلى آخرهم، كما قال تعالى لآدم وزوجه قبل نزولهما إلى الدنيا: ﴿فلا يُخرجنّكما من الجنة فتشقى﴾.

غير أن الله سبحانه فضّل المؤمنين على الكافرين عند الشدائد بنعمٍ تنزل عليهم معها إذا هم صبروا عليها، فقال لهم: ﴿وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم﴾، وقال: ﴿فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً﴾.

ومن هذه النعم والفوائد عشرة أمور:
-الأول: امتحان العبد حتى يُقيم الحجة على نفسه، أيستحق دخول الجنة أم لا، كما قال تعالى: ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثَل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضرّاء وزُلزِلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب﴾.

-والثاني: تكفير الذنوب، كما قال النبي ﷺ: «ما يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة».

-والثالث: رفع الدرجات، كما قال تعالى: ﴿إنما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾، قال الأوزاعي رحمه الله: "ليس يوزن لهم ولا يُكال، إنما يُغرف لهم غرفاً".

-والرابع: تمحيص المؤمن من المنافق، كما قال تعالى: ﴿ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب﴾، وظهر هذا في أكثر غزوات النبي ﷺ.
وقال الإمام الشافعي:
•جزى الله الشـدائد كل خيـرٍ
وإن كانـت تُغصّـصني بريقـي
•وما شُـكري لها حمـداً ولكن
عرفتُ بها عدوّي من صديقي

-والخامس: تخليص قلب العبد من التعلق بغير الله، فإنه إذا اشتدت عليه المصيبة، وأُغلق عليه كل طريق، وانسدّ أمامه كل باب، علّق قلبه بالله وحده وأخلصه له، فلجأ إليه وتوكل عليه وحده دون سواه، وهذا من لطف الله به أن دفعه إليه دفعاً.

-والسادس: تقوية العبد وتربيته وتعويده على الصبر، فمن ابتُلي بمصيبة وصبر عليها هانت عليه كل المصائب التي دونها، وقد تعظُم عليه هذه المصائب لو لم يُصَب بالعظمى قبلها، كما هانت على الصحابة كل المصائب بعد موت النبي ﷺ، فقال حسان رضي الله عنه:
•وهل عدلت يوماً رزيّةُ هالكٍ
رزيّةَ يـومٍ مـات فيه محـمدُ؟

-والسابع: استجلاب الدعاء، فإن العبد قد يغفل عن دعاء ربه سنين طويلة، فإذا نزل به البلاء توجّه إلى الله بالدعاء، وتحرّى له فضائل الأوقات، وألحّ به وتتبع أسباب إجابته، وكان دعاؤه خالصاً وقلبه راجياً مستكيناً، وقد يؤخر الله عنه الإجابة ليستكثر من الدعاء فينال فضائله.

-والثامن: إمالة العبد إلى الاستقامة وإنقاذه من الغفلة، كما قال تعالى: ﴿ولقد أرسلنا إلى أممٍ من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضرّاء لعلهم يتضرعون﴾، وهذا من لطف الله بهم أن دفعهم إلى التضرع إليه، كما قال السعدي رحمه الله: "بالبأساء والضرّاء أي بالفقر والمرض والآفات والمصائب؛ رحمةً منا بهم لعلهم يتضرعون إلينا ويلجؤون عند الشدة إلينا".
وقال تعالى: ﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليُذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون﴾، ومن لطفه بهم كذلك فوق ابتلائهم ليرجعوا إليه أن أذاقهم بعض ما عملوا لا كله لئلا يهلكوا.

-والتاسع: إخضاع المؤمن وإزالة ما في قلبه من كبر، فإن الدنيا إذا ملأت قلبه أورثته الكبر، فإذا دخل البلاء على قلبه حقّر الدنيا عنده حتى يستكين ويخضع.

-والعاشر: تنبيه المؤمن إلى عدم الركون إلى الدنيا، فهو إذا ابتُلي بما مال قلبه إليه وانشغل به تيقّظ واستحضر زوال داره وصرف عمله إلى دار البقاء واشتاق إليها وعلّق قلبه بها.


فنسأل الله أن يلطف بأهل الشدائد ويُثبتهم ويُعظم لهم الفضل كما أعظم عليهم المصيبة، وأن يصلي ويسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أروى أبا الخيل
٣ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ
https://t.me/t_elm3

(شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم، وغذوا به، يأكلون من الطعام ألوانا)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/372)، والحاكم في "المستدرك" (3/657).

"أنهم منصورون بالمدح والتعظيم، فإن الظلمة وإن قهروا شخصًا من المُحِقّين إلا أنهم لا يقدرون على إسقاط مدحه عن ألسنة الناس"*

* الإمام الرازي.

نص تأسيسي في باب: نظرية المعرفة (إمكان المعرفة):

-ابن تيمية.

"فالإنسان يحصل له من الإنسانية بقدر ما يحصل له من العبادة التي لأجلها خُلق، فمن قام بالعبادة حق القيام فقد استكمل الإنسانية، ومن رفضها فقد انسلخ من الإنسانية، فصار حيوانا أو دون الحيوان، كما قال تعالى: (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا)."

-الإنسانية حسب تعريف الراغب الأصفهاني.

﴿وَلَوۡلَاۤ أَن یَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ لَّجَعَلۡنَا لِمَن یَكۡفُرُ بِٱلرَّحۡمَـٰنِ لِبُیُوتِهِمۡ سُقُفࣰا مِّن فِضَّةࣲ وَمَعَارِجَ عَلَیۡهَا یَظۡهَرُونَ ۝٣٣ وَلِبُیُوتِهِمۡ أَبۡوَ ٰ⁠بࣰا وَسُرُرًا عَلَیۡهَا یَتَّكِـُٔونَ ۝٣٤ وَزُخۡرُفࣰاۚ وَإِن كُلُّ ذَ ٰ⁠لِكَ لَمَّا مَتَـٰعُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۚ وَٱلۡـَٔاخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِینَ ۝٣٥﴾

قال أبو السعود:
استئناف مبين لحقارة متاع الدنيا ودناءة قدره عند الله عز وجل والمعنى: أن حقارة شأنه بحيث لولا أن لا يرغب الناس لحبهم الدنيا في الكفر إذا رأوا أهله في سعة وتنعم فيجتمعوا عليه لأعطيناه بحذافيره من هو شر الخلائق وأدناهم منزلة.

"فدل على كمال كرمه؛ بأنه علم عباده ما لم يعلموا"

▪︎ هذا بعض ما يستطيع المسلم أن يقدمه لإخوانه اليوم في أرض الرباط:

- لا تدع الشيطان يتمكن من نفسك، ولا يتملكك اليأس وانشر الأمل والفأل وحث على الصبر وحدث بالخير وذكر بالأجر.

- أغلق الآن كل باب للخلاف والفرقة:
● لا تفتحه.
● لا تشارك فيه.
● ذكر من وقع فيه سريعًا وغادرهم.

- من يصلي بالناس: يَقنت بالدعاء.

- أئمة المساجد يذكرون الناس ويعرفونهم بالقضية ويحمّلونهم واجباتهم.

- صلاح حالك وتوبتك: نصرة لهم.

- اجعل الشائعات تقف عندك، ولا تسمع للمرجفين، ولا تسمح للمخذلين.

- ابحث عن مكان (أمين) وتبرع من خلاله بما تقدر عليه للاحتياجات الأساسية من طعام وشراب وملابس ودواء.

- وجه رسالة إلى ذوي الشأن في بلدك - في حدود استطاعتك - ليتحركوا لنصرة إخوانك وإخوانهم.

- لا يكف لسانك عن الدعاء.

- حدث أبناءك اليوم وعرفهم، استثمر الحدث ووظفه في تربيتهم وتوعيتهم.

- جدد نيتك باستمرار: من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق.

- عرف بالقضية من خلال النشر: كتابة أو صوت أو صوت وصورة أو مناقشة.

- شرح القضية للعالم بلغاتهم.

- تذكر شهيدهم وجريحهم وأهاليهم والدعاء لهم.

- الضغط على الحكومات بالمسيرات.

- حدث بآيات وأحاديث الغزو وكلماتها تثبت القلوب وتذكرها الأجور.

- استحث المؤثرين من حولك على أن يقوموا بهذه الواجبات.

في النشر العام بالمواقع يتنازع المرء النوازع:
هل نكتب لله أم لذواتنا؟ هل نُحذّر خوفاً أم نغتاب شهوةً؟ هل نأمر بمعروف أم نشهّر ونطعن في الأعراض؟

سهولة النشر، وشهوة الكتابة، والالتباس في النوايا يدفع للزلل، والعصمة بعد توفيق الله بمراجعة أمرين: نفسك وبواعثها، مصالح النشر ومآلاته.

قم يا أخي واشهد معي كيف الصلاة على الركام تكون قرة عين

كيف الشهيد يكون حياً … ها هو الياسين محمولاً على الكتفين!

عن ملحمة زماننا وشهودها وشهدائها

هذه القصيدة:

https://youtu.be/4dJf2ZC5tqM

💠صحيفة هآرتس العبرية:
عدد السياح الأجانب في المناطق الطبيعية بإسرائيل انخفض بنسبة 95% مقارنة بسنة ما قبل الحرب.

الدعاء عوض للعاجز عن القتال ..

‏قال ابن تيمية:
‏المأثور عن النبي ﷺ القنوت إذا لم يمكنه النصرة بالقتال، وكذلك عمر يقنت لجنوده، عوض عن مباشرته القتال بنفسه!

اللهم إنا نستودعك أهلنا في غزة، حسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير ..

محاربة الهم الدنيوي بالأخروي = تغير طريقة النظر = الوقاية من أمراض النفس الحديثة (أزمة وفرة الخيارات مثلا)

يعضد هذا المعنى حديث: "إنّها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن".
‏من الخصائل المنسية للضعف الذي اعترانا، خصلة الاستكبار بحق، والعزة على الكافر.

شهر أكتوبر مبارك علينا وعليكم 🤍✨

وإذا كان الإنسان تسوءه سيئته، ويعمل لأجلها عملاً صالحاً كان ذلك دليلاً على إيمانه.

ابن رجب الحنبلي.

على أبواب المعرض، وقبل أن يبتلعك الذئب الهيجلي: ٣ نصائح ثمينة من النحياني.

التعليق بـ"إذا" في قوله: "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلٰما":

حديث عن أهمية وكيفية القراءة | د.نايف بن نهار

https://t.me/Aloklea2