حامد||••

رحم الله العالم الجليل الدكتور وهب رومية وأدخله فسيح جناته.

.

زالـوا فمـا بكـتِ الدنيـا لفُرْقتِهـم
ولا تعطَّلــتِ الأعيــادُ والجُـمَـعُ!

• البارودي

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

ولستَ مليكًا هازمًا لنظيره
ولكنك التوحيدُ للشرك هازمُ
تشرَّفُ عدنانٌ به لا ربيــعةٌ
وتفتخرُ الدنيا به لا العواصمُ!

• المتنبي

سبحانك يا رب أنت الحق ووعدك الحق

لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، فلا شيءَ بَعْدَهُ.

{لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا}.

{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}.

الله صل وسلم على سيدنا ونبينا محمد صلاة دائمة تجلو بها همومنا وتشرح صدورنا وتيسر أمورنا وتغفر ذنوبنا.

إضاءة مستنيرة وعرض كافٍ شافٍ لتأليف المختلف، من أستاذنا القدير الدكتور / سعود الصاعدي، رفع الله قدره وأحسن ذكره.

هذا كِتابٌ قَيِّمٌ.. قَيِّمٌ جِدًّا 😍😍😍

القاضي أبو حامد المروزي| الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي، ص٥٢

#نفثة

حتَّامَ تَرْجِعُ قولًا لا غَناءَ بهِ!
إنَّ الغَناء بأفعال المَصاليتِ

أن يَّنطِقَ الحدُّ نُطْقًا لا يُلَعْثِمهُ
دمٌ، ولا ينحني إلا على لِيتِ

وأن يقومَ خطيبًا فوق كَفِّ فَتًى
ولا يعودَ بفعلٍ غيرِ منعوتِ

وأن يُّدافِعَ -قبلَ الثأرِ- مِيتَتَهُ
فإن يَّنَلْ ثأرَهُ نادى بها: إيتي

وأن يقولَ لنفسٍ غيرِ مُرْخَصَةٍ:
تِيهي عليهم، وإن لَّا تُكْرَمي مُوتي

فِعْلَ الأُلَى حين ضلَّ الموتُ ساحتَهم
ساروا إلى الموت فجرًا سَيْرَ خِرِّيتِ

حتى تَدَلَّوا وعينُ الشمسِ مُغْمَضَةٌ
على جيادِ سليمان العفاريتِ

فانقضَّ كلُّ جَسُورٍ ثائرٍ حَنِقٍ
كأنه كوكبٌ في إثْرِ عِفْريتِ

فانفضَّ جَمْعُ بغايا الأرضٍ منتثرًا
يَخوضُ في مثلِ أَدْنانِ الحوانيتِ

لم يَشْرَبِ الموتَ صِرْفًا لا مِزاجَ لهُ
بل ذاقَ ما لمْ يُجِدْهُ أيُّ حانوتِ

مَن اغتدَوا بِكُئوسِ الخمرِ قد بُهِتوا
مِن أَكْؤُسِ الموتِ راحوا كالمَباهيتِ

لمَّا اسْتَتَبَّ لهم قَرْعُ الكُئوسِ أتى
مَن اسْتَتَبَّ له قَرْعُ الطواغيتِ

مَن لا يرى في سواد الحِبْرِ زخرفةً
بل في احْمِرارِ المواضي كاليواقيتِ

ومَن إذا خاضَ لُجَّ القولِ زِعْنِفَةٌ
نظرتَ منه إلى سِيمَاءِ سِكِّيتِ

حتى إذا عَضَّلَتْ بالناس مُعْضِلَةٌ
فليس حينئذٍ عنها بِصِمِّيتِ

يُمضي الحياةَ بِصَمْتِ الغائبين، وما
يغادرُ العيشَ إلا ذائعَ الصِّيتِ

.

بنى منقذ لَا آمن الله خوفكم
وزادكــمُ ذُلاًّ ورقَّــة جانــبِ
فمَنْ يرتجيكم بعد نائلةَ التي
دعتْ ويلَها لمَّا رَأَتْ ثأر غالبِ
.. دَعَتْهُ وفي أثوابه من دمائهـا
خليطا دمٍ من ثَوْبه غيرِ ذاهبِ!

• عمارة بن عقيل

"ما من أحدٍ يُكْلَمُ في سبيلِ اللهِ، واللهُ أعلمُ بمن يُكْلَمُ في سبيلِه، إلا جاء يومَ القيامةِ وجُرْحُه يَثْعَبُ دمًا، اللونُ لونُ الدمِ والريحُ ريحُ المسكِ".

• حديث صحيح

اللامع العزيزي| أبو العلاء المعري صـ١٢٠٧

كثيرا ما ترى في الشعر مآخذ أو هنات من جهة اللغة أو النحو ثم تحسّ بحرارة الشعر مع ذلك، فالشعر أولا بما ينطوي عليه من حيوية وصدق انفعال، هما المعيار والمحك، وحين يغيبان لا يكون كلامُ الناقد على سواهما إلا فضولا .

من حيث الأصل، التجاربُ كلها صالحة لتكون مادة للشعر إذا تناولتها ملكةٌ قويةٌ فأحسنتْ نقلها وتصويرها، ولكن واجب النقاد أيضا ألا يتعبّدوا للصناعة اللفظية وحدها يخرون عليها صما وعميانا؛ لأن من التجارب ما هو تافه، ومنها ما هو مَرَضيٌّ، ومنها ما هو كفر. من أخصِّ واجبات النقاد أن يأخذوا بأيدي المتأدبين الناشئين إلى أبواب الشعر الحقيقية التي يجد فيها القلبُ لذته ومتعته، وتجد فيها الروح زادها وغذاءها، الشعر الذي يوسع مدارك قارئه (وهو الإنسان أينما كان..) ويرهف أحاسيسه ويمدّه بذخيرة من الوعي بنفسه وبالحياة. أما ما عدا ذلك من الشعر المحدود في باعثه أو رؤيته فليس في شيء منه - مهما بلغت براعة قائله الفنية - ما يصلح أن ينفع الناس أو يمكث في الأرض.

فقلنَ: لقد بكيتَ! فقلتُ: كَلّا!
وهل يبكي مِنَ الطَرَبِ الجَليدُ؟
ولكن قد أصاب سواد عينــي
عُوَيــدُ قَذىً له طَـرَف حَديــدُ
فقلن: فمــا لدمعهـما ســواءٌ؟
أكلتــا مُقلتيـك أَصـــاب عودُ..؟

• أبو جَنَّة الأسدي (خال ذي الرُّمة)| المؤتلف والمختلف للآمدي| صـ١٤٦

الغموض في الشعر ضرورة كالموسيقى، وإنما الخلاف في مقداره وحدِّه، ليبقى غموضَ ألقٍ وسحرٍ وكبرياء ولا يدخل في غموض الاستغلاق والتعمية، ولذلك لم يخلُ منه شعر، ولكن لكل عصر طريقته في الغموض، فليس كل ما فهمنا ظاهره نكون قد فهمناه حقا، وحين نطالب شاعرا بالوضوح التام فنحن كمن يجرد كلماته من مفعولها ثم ينتظر منها أن تُحدث تأثيرا، لن تفعل.
أنت إذ تفنّد أسطورة النبع إنما تجفف في الحقيقة النبع ذاته!

الأدب القديم بالغ الثراء، ولكن تقييدُ النفس في دائرته ضيق أفق من فاعله، وسوء اختيار، وقد كان علماؤنا منذ القرون الأولى يتبرمون من تشبث الناس بالماضـي، وطوافهم حوله، فقالوا صادقين: لم يقصر الله الشعر والبلاغة على زمن دون زمن.
إنّ عاشق الكلمة بلا افتعال هو الذي يفتح لها قلبه من أي صوبٍ تجيء.

رأيتُ من يفسّر (أضواني) في بيت أبي فراس:
إذا الليل أضواني بسطتُ يد الهوى
وأذللت دمعًا من خلائقه الكبـرُ

بـ "أنحلني وأهزلني" وهو خطأ لا شك فيه، وإنما أضواني: من قولهم: أضواه الليل إذا آواه وألجأه إليه.

يعني أننـي أمام الناس أتحامل على نفسي وأُظهر التجلد، ولكن إذا أرخى الليل سدوله وتواريتُ عن الأعين= استجبت لداعي الحب مذعنا، وتركت الدمع الجموح ينهمل انهمالا.

طالما لذّ لك الوصال، وسعدتَ بالقرب، فكيف اخترتَ الانقطاع، وآثرتَ على الحب أشياء أخرى؟ الخوف؟ الخوف مم؟ من أن تُخفق؟ أن تعجز عن التكاليف؟ وأي إخفاق أكبر من النأي وأي عجز أشد من القعود؟ تلك أوهام، إن قُواك لا حد لها، وما تظن أنك لا تطيقُ حمله سترى أنه ليس كما تخيّلت، بل ربما رأيت أنك قد حملته من قبل مرارا. الخوف من ألا تكون محبوبا على الحقيقة؟ وهل كنتَ ستنال ما نلتَ وأنت كذلك؟ قد لا تكون المحبوب الكامل فالحب منازل ولكن حسبك أنك سلكت الطريق الصحيح. أول الطريق الصحيح. فإذا رجعت الآن فأنت تُفرّط بالقليل الذي سيزيد، والرفيع الذي سيرتفع أكثر.. من أجل لا شيء، من أجل التيه والحيرة والضياع التام.

.

وَيْــبَكُـمْ! إنْ رأيتمــونيَ يـومـًا
حـبَّةً فـي الثـرى فـلا تلقطوني
أنا كالحرفِ ليس يُنقط، والله
حسيـبُ الجهّــال إنْ نقطـوني ..

• شيخ المعرة

ما من أحد بين كتّاب القرن التاسع عشر كله استطاع أن يتكهن بالرعب الآتي مثل دوستويفسكي.. لقد عرف ببصيرته العميقة كيف يقتل الناس بحجة صناعة مستقبل سعيد لهم، وكيف يهانون بحجة صناعة المجتمع الخالي من الإهانة. فها هو أحد شخوص رواية الشياطين يقول: "سنقوم بالحرق والقتل وإبعاد الابن عن أبيه والأب عن ابنه والأخ عن أخيه، وسوف نغدر ونفتك ونعذب ونستبيح من أجل سيادة أفكارنا، من أجل انتصار مبادئنا".

نجيب المانع، ذكريات عمر أكلته الحروف ص٢٢٠

أنت راسخٌ كالجذع فهنيئا لك، أما أنا فكالغصن يميل مع الريح حيث تميل. أنت مشمر إلى الغاية لا تحيد عنها، أما أنا فمنذ خُلقت أدخل في منعرج لأخرج إلى منعرج. تقول: إنك تسقي شجرة المستحيل لتثمر لك الممكن، أي غباء؟
أجل، ولكن مَنْ بوسعه أن يقول للشيء الذي يمور في الجوانح: لا؟ فكذلك مَنْ يملك ردّ نظرة تجمح أو قلب يرتعش أو روح تحلم؟

.

أتوكـم بأقوالهم والحسام
فشدّ بــه زاعمٌ مــا زَعَــمْ
تلــوا باطلاً وجلوا صارمًـا
وقالوا: أصبنا فقلنـا: نعمْ!

• شيخ المعرة

مساورة الفضائل ليست بالشيء الهيّـن، فلا تطالبني بالقيم الرفيعة في كل حين، إنما آخذ منها ما أطيق. ها أنذا أعترف لك وليس فوق الصدق فضيلة، فائذن لي أن أزلّ مرة، وأن أشطح مرة، حسبي أني لا أتعمد الزلل، وإذا جنيتُ جناية استولى عليّ الندمُ من الأعماق.

.

أليس الله يعلمُ أنّ قلبي
يحبك أيها البرقُ اليماني!


• جَحْدر بن مالك

أتوارى خلف كبرياء متوهمة لو مرّ بها طيفٌ من حنانك لانهالت كالرمال. ليس هذا الوجوم صلفا ولا بلادة، لكنه التعب، تعب التجارب التي لا تنتهي ولا تثمر، تعب الوقوف الأبديّ على حافة الوعود المؤجلة، والأجوبة المؤجلة، والراحة المؤجلة، تعب الأمل الغبـي بأنّ غدا أفضل، وبأنّ الشمس تجري لمستقر لها في القلوب لتبدد وحشتها وحيرتها.. وهيهات.

.

إن كنتِ لا تشفين غُلَّة عاشقٍ
صبٍّ بحبكِ، يا جُبيرة، صادي
فانهي خيالكِ أنْ يزور.. فإنــه
فـي كل منزلةٍ يعــودُ وِسادي !

• الأعشى