فقه النَّفْس📚

مما يوقع المرء في مأزق، عدم فرقانه بين التفسيرات الرغبوية والتفسيرات الحقيقية للمواقف!

رغبتك وعواطفك شيء، وحقيقة الموقف شيء آخر.

كثرة التفكير تولد التردد
التردد في التنفيذ يولد التأخر
الخوف من الخطأ يولد الحذر
التركيز على العيوب يولد المثالية
الخوف من الآخرين يولد الحذر
الحذر من الآخرين يولد سوء الظن
سوء الظن يولد التفسيرات الخاطئة والتفسيرات الخاطئة تنخر أي علاقة.

ياسر الحزيمي

لماذا من المهم أن تعرف نفسك؟

سلامةُ الصدرِ سببٌ للقبول.

"قالَ ابن كثير (ت٧٧٤هـ) في وصف ابن القيّم (ت٧٥١هـ): "وكان حسن القراءةِ والخُلُق، كثير التودّد،لا يحسد أحداً ولا يؤذيه ولا يستعيبه، ولا يحقد على أحد، وكنتُ من أصحبِ النّاسِ له، وأحبّ النّاس إليه، ولا أعرفُ من أهل العلمِ في زماننا أكثرَ عبادة منه".
ثمّ جاءَ ابن حجر (ت٨٥٢هـ) بعدَ قرنٍ من الزمان فقال: "كل تصانيفه مرغوبٌ فيها بين الطوائف".

‏"من عرف نفسه أعذَر غيره وإن خالَف طباعه؛ فالعاقل يُدرك أن في تنوّع النفوس حكمة، ومن ذاق سلامة الصدر رقّ حتى لمن آذاه بغيرة أو حسد، ومن أكرمه الله بضبط نفسه تألّم لحال من جمحت عليه نفسه فقادته للمهالك، ولذا، فإن أرحب الناس قلبًا وأعقلهم أعذرهم للناس وأرحمهم بهم".

ما الذي تحسن فيك مؤخراً؟

‏"ولأجل وقفتك العظيمة؛ صرت لا أبالي بعدها بتقصيرك معي، حتى إساءتك لا يمكنها أن تخدش صورة معروفك، وهيهات أن تمحو أثره هيهات؛ اعمل ما شئت، فذنبك مغفور لسعيك المشكور!"

‏فليصنع الرَّكْب ما شاؤوا بأنفسهم
‏هم أهل بدرٍ فلا يخشون من حرجِ!

تدريب ذهني:
بحكم عدم ظهور شخصية القائم على القناة، تتفاوت التصورات عنه ويختلف النداء له بحسب هذا التصور.

ماسبب الاختلاف والتباين في التصورات تجاه الشيء الواحد؟

أنت الملام حين تعتقد أن على الآخرين فهمك دائماً كما أردت؛ لاختلاف درجة العقول والأفهام واختلاف حال الأمزجة وقت التلقي، بيّن وأوضح المراد قدر المستطاع.

لمن يقول: أدعو ولا أرى أثر دعائي.

"جلّ من خاضوا المسلك التربويّ وخالطوا أصنافاً من النّاس متباينةَ الأسنان والإدراك علِموا بالملاحظةِ والتجريب أنّ للكلمة أثراً مُخيفًا في بناء فكرةٍ أو هدمها، وأنّ للمربّي قدرةً عجيبة على غرسِ شعورٍ في نفس المتعلّم أو انتزاعه، بعلمٍ منه أو بجهل".

"من أشرف الطباع التي يتعبد بها المرء: (سهولة الطبع) فتجد اسمه حاضراً في قلبك، ولا تجد حرجاً من أي باب تدخل عليه دون كلفة.
يقول ﷺ: "ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هين ليّن سهل".

ولأن القناعات متغيرة بحسب النضج والخبرة، ما هي آخر قناعة آمنت بها؟

يُؤتِكُم خيرًا مما أُخِذَ منكُم"

‏"مُكابدتك الشديدة على ترك محبوب لا يحبّه الله، وتجلّدك في الابتعاد عنه وأنت تدرك قسوة الأمر على نفسك وطبعك؛ تأكد بأن الله لن يتركك بعد ذلك إذا رأى منك الصدق بل سيجازيك ويعوّضك ودائماً ما يأتي عوض الله متتابعاً يُنسيك الألم عند لحظة الترك".

“الذين يدركون العواقب يمتلكون الذكاء العاطفي والاجتماعي لإدارة علاقاتهم وتصنيفها على نحو يحفظهم من الخيبة والامتهان، فلا يكون بذلهم سبهللا، إذ يعرفون من يحفظ الود ويصون العهد، ولا يقعون في كمين الاستغلال العاطفي لأنهم محصنون بعمقهم، وإن هذه لمهارة تكتسب بعد أذى المخالطة”.

"قد لا يؤاخذ المقهور على كلماته الطائشة؛ فلربما كانت نتاج جبال من المصائب والرزايا التي صبر عليها دهرًا .. والعاقل من حرص على تثبيتِه وتسكينه، وأنصت إلى بَثِّه، أو جاراه في مقالِه شيئاً حتى تسكُن نفسُه".

"يتخيّل الإنسان فيك ما يرغبه منك
‏ولهذا يشعر بأنّك خدعته حين تناقض خيالاته".

‏{بل الإنسان على نفسه بصيرة}

‏"هذه البصيرة قلما يستعملها الإنسان لنفسه، وأكثر ما يستعملها على غیره، انظر لهذا الإنسان إذا خالفه أحد وهمّ بالرد عليه كيف يتقوّى ويحشد نفسه ويتجرّد، حتى تظن لوهلة أنه نبيّ أو صدّيق، وهذا كله لئلا يسمه الناس بالجهل أو قلة العلم.

وهذا مصداق قوله ﷺ: (يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عين نفسه)

البصائر لا ينتفع بها هؤلاء الغُيّب الذين تقع أبصارهم على غيرهم وينسون أنفسهم، لأن القرآن نزل للنفس الشاهدة التي لا تبصر إلا نفسها، ولا تلوم غيرها. {لا أقسم بيوم القيامة*ولا أقسم بالنفس اللوامة}".

‏"لا مفاجآت في سنن الله إلاّ في باب الدعاء، فهو مغيّر لحركة القدر، ومعيدٌ لترتيب النواميس، تعامل معه موسى فتحول الماء إلى يبس، وتعامل معه نوح فتحول اليبس إلى ماء، و يوشع فتوقفت الشمس، ومحمد فانفلق القمر، أفيتعاظمه سبحانه أن يقلب حياتك الصغيرة بدعوة واحدة ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)".

كثرة وقوع العين على الشخص يسهِّل أمره ويهوِّنه.

‏ابن حزم