فكر يؤول في اتساقه "لتعطيل الشريعة" ومثلما انحرف التصوف المعاصر "عن روح التوحيد" محافظا على روح العمل، السلفية المتمدخلة انحرفت عن "روح العمل الشرعي" مؤسسة تبريرا لكل طاغية .
والحقيقة أن (التصوف/والسلفية) صارا متداخلين بالانحراف فلا تكاد تميزهما ، أشبه بمن يرث من كل فكرة سيئها، فالفكرتان معا تمثلان النموذج المشيخي العام، حيث يجمع بين انحراف الروح وانحراف العمل، وهل مآل "تعطيل الشريعة عملا" الا انحراف عن روحها في "توحيد الربوبية" ، وهل انحراف "روح التوحيد" في التصوف إلا انحراف عن أخص خصائص العبودية والعمل .
لي يشوف الـ"خرى" هذا يحكي مع تخصصه الاقتصادي يعرف حجم الأزمة التي نعانيها .
بالمناسبة جيرانك على الدورة "التوانسة" يقراو باطل، وقطاعهم الصحي رغم [بعض] مشاكله خيرمنك ألف مرة ، سواء من حيث "الاصلاح لنظام التعليم الطبي" لي مشاو فيه ، أو من حيث الاستثمار في القطاع الخاص الطبي ، ولاحظ مثلا أننا نروحوا نداويو عندهم بفلوسنا حتى الليبيين يعبروا الحدود للعلاج في تونس "بفضل الاستثمار في القطاع الخاص"، يعني ببساطة التوانسة يشوفوا بلي الاستثمار في الفرد، سيقدم "العمل الطبي" باعتباره منتجات، قد تدر دخلا للدولة، تدفع عبر المؤسسة الطبية الخاصة التاكس تاعك لي تعاون الخزينة واخدم على روحك ، حنا كاين عراقيل كبيرة في القطاع الخاص، نفس الشيء في فرنسا يقراو فيها باطل، ولي مسؤوليك يداويو فيها بفضل "استثمارها في القطاع الخاص" أيضا ... فقط عند بروفيسور "خرى" الاقتصاد عندنا، يشوف بلي مزية لما قريت باطل. لي مدله السيزيام يتحاسب مش لي مدله الدكتوراه.
خاوتي الشتيمة لا تدل إلا على كوننا بشر نخطئ ونصيب، والانسان غير معصوم، ولا تدل على نقص في تدين الانسان، فقد شتم أبو بكر ، وشتم عمر ، وشتم حمزة ، وشتم كبار الصحابة بشرط أن لا يكون عادة، مما يدل أننا بشر ننفعل، وأن الشتيمة راحة نفسية .
تمهيدات باش نجبد قاموس الشتيمة الجاهلي ونفرق المجلس .
عالم النفس (ألفرد آدلر) في طرحه في كتابه (معنى الحياة) وعامة كتبه يعتبر معظم المشاكل النفسية ترجع لأصول ثلاثة: كسب العيش (الوظيفة المريحة والاقتصاد )، والحب (الزواج والعواطف والجنس )، والاندماج الاجتماعي (المكانة الاجتماعية) ، وهذه العوامل من شأنها تحقيق الاستقرار النفسي للفرد والمجتمع أيضا .
قاعد نشوف الطبيب الجزائري (ويمكن اعتبار هذا عاما في الفرد الجزائري عموما) ، ماهوش موظف، الزواج حتى تنغلق عليه بدوبل سيس، والمكانة المجتمعية أولاش ... الشعب يشوفك أنت هو السبب لأنك في فم المدفع تقوله ماكاش سكانار يسبك كأنك أنت السبب لي ماوفرتوش، ويحسدك ويحقد عليك نهار تفتح عيادة وعندك زوج باسيون بداو يجيوك، أركان متكاملة باش تهبل وتجن، فوق ذلك شغل حابسينك في الجزائر في غرفة انفرادية، مش سامحينلك تخرج منها ، بمصادقة شهادتك ...كاين دكاترة ولاو يشربوا الدواء أونتي ديبريسيون من الضغوطات وحياة البطالة، الجزاير تخليك تطرطق، شغل أمور كفيلة لأي إنسان باش ينفجر ويحتج، ومبعد تلقا واحد رخيس يحاسبك على رد فعل يحفظ ما تبقى من عقل لديك، مش حفظ الكرامة لأن الكرامة قلعولنا جد والديها للشعب كامل من ذاك العام.
المهم بغيت نقول العمل مش قضية اقتصادية فقط باش تدخل الفلوس وتاكل الخبز ، وإن كان ذلك أحد دوافع النفس الغريزية الأساسية وليست عيبا ، لكن قبلها فالعمل حاجة نفسية فطرية في الانسان "كما في طرح آدلر"، مالك بن نبي كان يعتبره واجب إنساني (في شروط النهضة)، ويعتبر القوت هو الحق (حق معلوم للسائل والمحروم)، يقول مالك بن نبي "قوت لكل فم وعمل لكل يد" ، والفرق بين الحق والواجب، أن الحق في القوت يمكنك أخذه حتى اضطرارا ولو بسقوط المبدأ الأخلاقي ، كالحيوان بالافتراس يأكل الانسان الميتة عند الاضطرار ويسقط حد السرقة الأخلاقي عند فشو الجوع والفقر ، بينما الواجب أخلاقي مطّرد وأخلاق الواجب هي النقلة الإنسانية المميزة للانسي عن الحيواني. يعني الأصل في المجتمع الانساني أنك تخدم بلا ما تطالب بذلك، لأنك إذا لحقت تطالب بعملك (وهو مالم يكن في المجتمعات القديمة)، فأنت في مجتمع غير إنساني يخليك تهبل وهو ما نعيشه في المجتمعات الحديثة التي تضطر فيها للمطالبة بالعمل باعتباره حقا، وإلا تموت فقرا ، وكون العمل واجبا يجعل مطالبتك به مطالبةً بأمر ليس لمجرد أن تأكل الخبز لي هو أمر بدهي وحق من الحقوق، بل العمل يتجاوز ذلك لتحقيق مفهوم المجتمع الانساني "بوظيفتك الثغرية" ... فصحح القصد يصح لك السير والأثر.
قاعدة مشقة الاحتراز ...وإبداع الشاطبي من شرح سيدي خليل لشيخنا بوبكر حسوني وفيها ذِكرُ الشاطبي أن المرء يحقق الحاجيات والتحسينيات ولو عرض لها ما لا يُرضى شرعا ... وليس الأمر متعلقا بالضروري فقط، يعني يكفيك هذا عن عشرات الفتاوى التي تتحدث عن مسائل كالاختلاط في التعليم غير الضروري (الحاجي )، أو مواضع العمل، وما قد يلابسها من محرم أحيانا ، إذا كان أصل العمل مباحا ، فإن هذه الأمور العارضة من عموم البلوى فلا يلتفت إليها .
حاير في بعض طلبة الطب يجي يسقسيك هل يجوز الإضراب ؟ مازلنا في هل يجوز ، و تبينله بلي الإضرابات تعتريها الأحكام الخمسة ، فيها ما يصل للواجب والمندوب وأدنى درجاته أنه مباح إذا كان حقا ، وفيها المحرم إذا كانت لفساد متمحض بدون موجب حق أو مكروها في حال مفسدة أكبر ، والتقريرات المعتادة المكررة لتتقرر ، والتي ينبغي أن يتعلمها المرء من مسألة واحدة أو اثنتين ، وله من العقل والذكاء ليستنبط ويستنتج (القانون الكلي) لينطلق "بالقاعدة المنهجية" محللا بها واقعه، شغل الشيخ يمدلك "القاعدة" تاع الرياضيات ويطبقهالك على زوج تمارين، ونتا حل جد المسائل، يوشك أن يأتي زمان يصفعك واحد صفعة تجي للشيخ: هل يجوز نردها؟
غير ذلك سيكون استعمال الدين مجرد مثبط، وسيكون كما يقول الماركسيون عفيونا، يقع في وجه مجابهة الظلم، وحاشى ديننا أن يكون كذلك ، المتدين لي مازال يمد إيماج عيانة للدين ويسأل كل مرة في القضايا العادلة تجوز أو لا، يمد شيك على بياض لتوقيع كلمات الالحاد والتنصل من الدين بأنه مثبط ، أما دين الجهاد الفكري والثوري ممثلا في الاسلام فبريء من الخانعين الساكتين على حقهم ، بل تجد صاحبه أول المبادرين في واجبات أمته وثغره، والعمل الوظيفي هنا واجب قبل أن يكون حقا .
اخرج للاضراب تخرج روحك ، ودعك من الطحين باسم الدين ، باش تبرر لجبنك وكسلك فقط .
من وجهة نظر اجتماعية في كتابه "الفكر الأخلاقي لابن خلدون" يتحدث د عبد الله شريّط عن اعتبار ابن خلدون الفرق بين العامل المتخلف والعامل المحترف، هو نفسه الفرق بين المجتمع الفِلاحي والمجتمع الصناعي (لا يلغى الجانب الفلاحي طبعا لكنها نقلة) ، ابن خلدون يعتبر الانتقال من الأول للثاني هو النقلة الحضارية ، ويتم ذلك عنده بركنين أساسيين وهما: التعاون ، والصنائع . ما يمكن التعبير عنهما بلغة حديثة (تقسيم العمل)، و(التقنية) حيث يتحد الفكر باليد ، لأن المجتمع الريعي يعتمد على العنصر (اليدوي المادي) لتحقيق الحاجات الضرورية ، وما يدخل الأمة (للكمالي) هو دخول التوجيه الفكري على اليدوي ؛ مما يُحدث طفرة النقلة الصناعية.
فتقسيم العمل والصناعة هي أهم عوامل الدخول لمعادلة الحضارة حسب ابن خلدون ، فطرح أسموغلو وروبنسون في كتابهما (لماذا تفشل الأمم؟) يشبه الانطلاقة من هذين المبدأين الاقتصاديين ، ماتقدرش تحل مشاكلك بدون صناعة وتقسيم العمل ، مجتمع عايش في العصر الطباشيري كله رايح لمجالات محدودة مادام باقي المجالات مقتولة ليس فيها حوافز للعمل ، فالطفل عندنا يولد من بطن أمه أنه يطلع طبيب ، ورغم شرف وظيفة الطب وكونها أنبل الوظائف ، لكن المجتمع له "عنف رمزي" في التوجيه دون ترك الأمر لموهبة الخيار الطبيعية التي تتوجه تلقائيا نحو انقسام العمل ، لأنه في ثقافات أخرى لو تهز النموذج الياباني ربما الطفل يكون حلم حياته أن يصير "مخترعا" ، حنا عندنا يبانلي تالمون عشنا سوء التغذية مع الاستعمار والمجاعات والأوبئة والحروب ، وماعشناش رفاه بعد الاستقلال ، مع ضغط الواقع بعدم امكانية "الابتكار" بقتل جميع المجالات الأخرى ، شغل الموهبة الوحيدة المتاحة أمام المرء "في الثقافة الشعبية" هي التطبيب .
ابن خلدون يعتبر تدخّل الدولة في حالة حدث خلل في التقسيم الفطري للعمل ضروريا ، وإلا أدى لانحراف وخلل المجتمع ومعاشه ، يعني ببساطة حسب التحليل الخلدوني ، بعبارة جدية ... فالتكديس وعدم تقسيم العمل (على المستوى السياسي) المؤدي للبطالة الطبية يرجع لعدم فهم فلسفة "انقسام العمل = التعاون " و"تطوير بقية المجالات = التصنيعية خاصة" ، أما على المستوى الفردي فهو راجع لسوء التغذية مع سوء التربية برك 😁
روابط السور القرآنية كاملة بصوت القارئ جعفر السعدي: سورة الفاتحة سورة البقرة سورة آل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الأنعام سورة الأعراف سورة الأنفال سورة التوبة سورة يونس سورة هود سورة يوسف سورة الرعد سورة إبراهيم سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الروم سورة سبأ سورة فاطر سورة الأحقاف سورة محمد سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة الطارق سورة الليل 🕋🕋🕋
"(إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا) = فبيَّن تعالى أن الذي يصيبهم من القرح لا يجب أن يُزيل جدَّهم واجتهادهم في جهاد العدو، وذلك لأنَّه كما أصابهم ذلك فقد أصاب عدوهم مثله قبل ذلك، فإذا كانوا مع باطلهم وسوء عاقبتهم لم يفتُروا لأجل ذلك في الحرب، فبأن لا يلحقكُم الفُتور مع حُسن العاقبة والتمسك بالحق أولى. "
- التفسير الكبير، الفخر الرازي، ج9ص371.
"( ويتخذ منكم شهداء ) وهو مدلول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومقتضاه، . . لا ما انتهى إليه مدلول هذه الشهادة من الرُّخص والتَّفاهة والضَّياع ! "
- في ظلال القرءان، سيد قطب، ج1 ص665.
"(والله لا يحب الظالمين)؛ أي: الذين يُخالف فعلهم قولهم؛ فهو لا يستشهدُهم؛ وإنما يجعل قتلهم أول خيبتهم؛ وعذابهم؛ وفيه بشارة في ترغيب بأنه لا يفعل مع الكفرة فعل المُحب؛ لئلا يحزنوا على ما أصابَهم؛ ونذارةٌ في تأديبٍ بأنهم ما أُخذُوا إلا بتضييعهم الثَّغر الذي أمرهم به من أُلزموا طاعته؛ وأمر الله بها في المنشطِ؛ والمكره؛ بحفظه."
- نظم الدرر، برهان الدين البقاعي، ج5ص80.
"(وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين) والتمحيص: التنقية والتخلص من العيوب. والمحق: الإهلاك. وقد جعل الله تعالى مسّ القرح المؤمنين والكفار فاعلا فعلا واحدا: هو فضيلة في جانب المؤمنين، ورزية في جانب الكافرين، فجعله للمؤمنين تمحيصا وزيادة في تزكية أنفسهم، واعتبارا بمواعظ الله تعالى، وجعله للكافرين هلاكا... وكذلك شأن المواعظ والنذر والعبر قد تكسُب بعض النفوس كمالًا وبعضها نقصا، قال أبو الطيب المتنبي:
أَرى كُلّــنــا يبـغــي الحَياةَ لنَفسِهِ — حريصــاً عَلَيها مُستَهامــاً بها صَبَّا فحبُّ الجبانِ العيشَ أورده التُّقى — وحبُّ الشُّجاعِ العيشَ أوردهُ الحرْبَا ويختلف الرِّزقانِ والقصدُ واحـــدٌ — إلى أن يُرى إحسانُ هذا لذا ذنْبَا
*والتقى = الوقاية من الحرب - التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، ج4ص105.