الأسبوع الأول من مرضه كان قليل الحركة نسبياً وهذا الذي جعلنا ننتبه إلى وجود خلل ما
وبدأ الأمر يزداد حتى فقد قدرته على الأكل والشرب اليوم كان اليوم الاخير له
كالعادة، عندما ينزعج يدخل تحت خزائن المطبخ أخرجنا لبرودة الجو هناك واحضرنا مدفأتين حوله حتى نحافظ على درجة حرارة جسمه بدأ بعدها بجحوظ عينين غريب تواصلنا مع الطبيب وأكد أن الإبر التي اخذها اليوم ستعمل على انتكاسه خفيفة ثم يعود كما كان
بقينا نتناوب على الرعاية
فجأة بدأ محاولا الاستفراغ فاستفرغ وانتبهت ان احدى يديه قد تشنجت لكني كنت مصرة جدا انه سيعود لازعاجه الدائم عند تعزيل المطبخ أو مسح الأرضية أو عند تشغيل المكنسة الكهربائية كان ذلك ما اريده ويريده الشيخ لكن خلال لحظات جرى ما أراده الله لنعلم أنه قد مات.
بالمناسبة كنت خائفة من هذه اللحظه لعلمي المسبق أن صرصور اقرب القطط لقلب الشيخ ،فله الحصه الأكبر بالطعام والحصة الاكبر باللعب وله خروجات للتنزه ،وفعلا ما حصل اني بعد أن خرجت من الغرفة سمعت تنهيدة بكاء مخفية من الشيخ كان قد حاول كتمانها ...
لماذا أكتب هذا الآن
لأذكر الجميع أن في غزة وبقاع اخرى من العالم الإسلامي هناك أم تحضن طفلها الميت بين يدها
هي تحضن طفلاً وليس قطاً
وهناك طفلة فقدت أهلها
وهناك زوجة ترملت
هم فقدوا أشخاص وليس قطط
والذي فقد قطاً سيعلم حجم الألم فاضرب هذا الألم بأضعافه وتذكر حجم مصاب إخوانك وادعوا الله لهم بالثبات والصبر والقوة والتفريج عنهم
تلك الأرواح التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لَزوالُ الدُّنيا أهونُ على اللهِ من قتلِ رجلٍ مسلمٍ).