«ويجنبُهُ الكسلَ والبطالةَ والدعةَ والراحةَ، بل يأخذُهُ بأضدادِها، ولا يريحُهُ إلا بما يجمُّ نفسَهُ وبدنَهُ للشغلِ، فإن الكسلَ والبطالةَ عواقبُ سوءٍ ومغبةَ ندمٍ، وللجدِّ والتعبِ عواقبُ حميدةٌ إما في الدنيا، وإما في العقبى، وإما فيهِما.
فأروَحُ الناسِ أتعبُ الناسِ، وأتعبُ الناسِ أروحُ الناسِ.
فالسيادةُ في الدنيا، والسعادةُ في العقبى، لا يوصلُ إليها إلا على جسرٍ من التعبِ.
قال يحيى بنُ أبي كثيرٍ: لا يُنالُ العلمُ براحةِ الجسمِ.»