عِرفان @aerfanalruooh Channel on Telegram

عِرفان

@aerfanalruooh


سَفرٌ في معارج الروح، واستنباتٌ للرحمة في صحراء الوجود..
الكتاب والسُّنَّة نوران عاصمان من التيه والحيرة

عِرفان (Arabic)

عندما نبحث عن الهدوء والسلام الداخلي، يمكن أن نجده من خلال قناة تلغرام مميزة تحمل اسم "عِرفان". هذه القناة هي وجهتك المثالية لسفر في معارج الروح واستنبات للرحمة في صحراء الوجود. بفضل محتواها الملهم والمفيد، ستجد نفسك على درب الاكتشاف الروحي والتأمل في جمال الحياة. "عِرفان" تعتمد على الكتاب والسنة كمصادر رئيسية للإلهام والتوجيه، فهما نوران عاصمان تساعدك على الخروج من التيه والحيرة. إذا كنت تبحث عن لحظات من السكينة والتأمل، فلا تتردد في الانضمام إلى قناة "عِرفان" على تلغرام لتجربة رحلة روحانية فريدة من نوعها.

عِرفان

12 Jan, 20:01


مراجعات
‏إذا وُفقت لمسلك معين لخدمة الدين أو نفع المسلمين أو الإصلاح في أحد الميادين فلا تُعجب بنفسك وتحتقر من لا يسلك مسلكك..!
فأنتَ لستَ محور الكون ولا معيار الحقيقة..
فميادين الإصلاح عديدة
وثغور الدين كثيرة
فرابِط على الثغر الذي تُحسنه..
وليكن حظ إخوانك منك إحسان الظن والدعاء وكف الأذى
#تربويات

عِرفان

11 Jan, 19:57


فصل جليل نفيس لشيخ الإسلام أبي عبدالله ابن قيم الجوزية رضي الله عنه

عِرفان

11 Jan, 19:57


‏|| جديد ||

‏فصل في قوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...} الآية

‏لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر
‏ابن قيم الجوزية
‏(٦٩١-٧٥١هـ)

‏⁧#الحنابلة⁩
‏⁧#مخطوطات⁩

https://twitter.com/knashalnafaiys/status/1404476026055503874?s=21

عِرفان

10 Jan, 22:54


"فإني قريب أجيب"

ماذا يريد الإنسان بعد هذا الخبر الإلهي المقطوع بصحته؟!

عِرفان

10 Jan, 18:11


نستغفر الله من ضعف يقيننا، وتتابع غفلاتنا، ونستغفر الله تعالى من ذنوبنا كلها وما يعلمه منا!

عِرفان

10 Jan, 18:10


ما هو ضابط الحب في الله ؟

بيَّنه الإمام أحمد.

سُئل الإمام أحمد عن الحب في الله ؟
فقال: «أن لا تحبه لطمع دنيا».

قلت: فهذه عبارة قصيرة وافية محررة.

(قناة د. أحمد بن محمد الخليل العلمية) (t.me/alkhalil_1)

عِرفان

09 Jan, 06:22


قال سيدنا الولي ابن الولي عبد الله ابن عمر رضي الله عنه: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم "بمنكبي" ، فقال : كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.

قد اعتدت منه بأبي هو وأمي ﷺ أن يجعل بين يدي نصحه مهادًا من الحنان والحب؛ حتى تتهيأ النفس للقبول، ويحملها الحب على اختراق الحجُب ومفارقة المعتاد!

كذلك فعل مع سيدنا إمام العلماء معاذ بن جبل رضي الله عنه:
أخذ رسول الله ﷺ بيدي وقال: يا معاذ والله إني لأحبك؛ فلا تدعنَّ دُبُر كل صلاةٍ أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك!

وقسمه ﷺ لسيدنا معاذ وإخباره له بالحب فردوس معجل، خير من الدنيا ورياشها وناسها وما فيها!

عِرفان

08 Jan, 18:05


أحيانا يكون الصمت نافذةً للارتحال بعيدًا، وتجديد النظر في النفس والناس، ورسالة رفق حينما لا يصلح التصريح بالحرف والنطق بالكلام!

الصمت هدية لأولئك الذين تعبوا وصاموا عن الشكوى، واختاروا مساحات السكوت وأودية الليل ليعمروها بحمد الله تعالى والثناء عليه، فنعم الرب ربنا، يهدينا ويقيم على صراط النور قلوبنا، ويلطف بنا فنقترب حيث يسعنا الاقتراب، ونعتذر برفق حين لا نصلح لذلك الاقتراب.
والحمد لله على جماله ونوره وبركاته وعافيته.

اتسع بالصلاة وسافر بالسجود؛ فإنه لا أكرم من ربنا القريب المجيب!

عِرفان

08 Jan, 14:47


‏ومن أخلص الإصغاء بقلبه لاسم من أسماء الله تعالى ، وأدار حدقة بصيرته في أنواره والتمس مواضعه في الوحي، وآثاره في النفس والعالم=تهادت إليه المعارف التي تغنيه بالله، وأمدته بزاد لا يفنى من المحبة واليقين، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، سبحانه وبحمده لا إله إلا هو.

عِرفان

07 Jan, 19:51


وقال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدَىً للنّاس وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَان}؛ فأنزله هادياً للنّاس، وبيِّنات من الهدى والفرقان؛

فهو يهدي النّاس إلى صراط مستقيم؛ يهديهم إلى صراط العزيز الحميد الذي له ما في السموات وما في الأرض، بما فيه من الخبر والأمر،
وهو بيّنات: دلالات وبراهين،
من الهدى: من الأدلة الهادية المبيّنة للحق،
ومن الفرقان المفرّق بين الحق والباطل، والخير والشر، والصدق والكذب، والمأمور والمحظور، والحلال والحرام؛ وذلك أنّ الدليل لا يتمّ إلاّ بالجواب عن المعارض؛ فالأدلة تشتبه كثيراً بما يعارضها، فلا بُدّ من الفرق بين الدليل الدالّ على الحقّ، وبين ما عارضه؛ ليتبين أنّ الذي عارضه باطلٌ.

فالدليل يحصل به الهدى وبيان الحق، لكن لا بد مع ذلك من الفرقان؛ وهو الفرق بين ذلك الدليل، وبين ما عارضه، والفرق بين خبر الرب، والخبر الذي يخالفه.
فالفرقان يحصل به التمييز بين المشتبهات. ومن لم يحصل له الفرقان كان في اشتباه، وحيرة.

والهدى التام لا يكون إلا مع الفرقان، فلهذا قال أولاً: {هُدىً لِلنَّاسِ} ، ثم قال: {وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ؛ فالبينات: الأدلة على ما تقدم من الهدى؛ وهي بينات من الهدى، الذي هو دليل على أنّ الأول هدى، ومن الفرقان الذي يُفرّق بين البيّنات والشبهات، والحجج الصحيحة والفاسدة. فالهدى: مثل أن يُؤمر بسلوك الطريق إلى الله؛ كما يُؤمر قاصد الحج بسلوك طريق مكّة مع دليل يوصله. والبيّنات: ما يدلّ، ويُبيّن أنّ ذلك هو الطريق، وأنّ سالكه سالك للطريق لا ضالّ. والفرقان: أن يُفرّق بين ذاك الطريق وغيره، وبين الدليل الذي يسلكه ويدلّ الناس عليه، وبين غيرهم ممّن يدّعي الدلالة، وهو جاهل مضلّ.

ابن تيمية

عِرفان

07 Jan, 13:35


وقال أبو الوليد الباجي في «المنهاج في ترتيب الحجاج» ص١٨و١٩

عِرفان

05 Jan, 12:31


إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ (١٠٣) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ (١٠٤) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (١٠٥) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (١٠٧) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (١٠٨) [هود: ١٠٣ - ١٠٨]

سبحان من هذا كلامه! وإنها لآيات تذهل المرء عن نفسه، اشتغالا بالهم الأعظم واليوم الأكبر المشهود!

عِرفان

03 Jan, 17:33


وقد اختلع-(الله تعالى)- المؤمن من الكون بالتدريج. فقال أولا: «قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ» (فأحفظهم) « عن الدنيا بالعقبى، ثم سلبهم عن الكونين بقوله: «‌وَاللَّهُ ‌خَيْرٌ ‌وَأَبْقى»

الإمام القشيري رحمه الله

عِرفان

03 Jan, 04:55


" عليك بحسنِ الخُلُقٍ ، وطولِ الصمتِ؛ فوالَّذي نفسي بيده ماتجمل الخلائق بمثلهما".

فأرشد سيد الأولين والآخرين ﷺ إلى معالي الأخلاق ودل على مفتاحها الأعظم وهو الصمت، الذي من ثماره قلة الخُلطة، وصيانة النفس من القيل والقال، وترك الكلام في كل شيء، واتخاذ الصمت أصلًا والكلام استثناء، إلا فيما يُرجى نفعه وتُحمد عاقبته.
وهو الركن الأول من ثلاثة أركان جعلها النبي ﷺ باب النجاة، فقال: أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابكِ على خطيئتك".

وهو ملاك الأمر كله في صلاح العبد، كما في حديث سيدنا معاذ رضي الله عنه: أفلا أدلك على ملاك هذا كله؟ وأشار إلى لسانه!

فمن ضبط لسانه ضبط دينه واستقام له أمره!
ومن اتخذ الثرثرة واللغو مغنمًا طال ندمه واضطرب عليه سيره وذهب عنه قلبه في أودية الخوض ومباءات السوء!

عِرفان

02 Jan, 06:14


وقال رحمه الله:

" لا طريقَ إلى حصول أي مطلوب من جلائل النعم ودقائقها إلا بالتطفل على موائد كَرَمِ مَن له الأمر !

وفي الإنجيل : سلوا تُعطَوا ، اطلبوا تجدوا ، اقرعوا يُفتَح لكم ، كل من سأل أُعطِي ، ومن طلب وجد ، ومن يقرَعْ يُفتحْ له .
أوحى الله إلى موسى عليه السلام : قل للمؤمنين لا يستعجلوني إذا دعوني ، ولا يُبَخِّلوني !
أليس يعلمون أني أُبغض البخيل ، كيف أكون بخيلا ؟!
يا موسى ! لا تخف مني بخلا أن تسألني عظيما ، ولا تستحي أن تسألني صغيرا ، اطلب إليَّ الدُّقَّة والعلفَ لشاتك!
يا موسى ! أما علمتَ أني خلقتُ الخردلةَ فما فوقها ، وأني لم أخلق شيئا إلا وقد علمتُ أن الخلق يحتاجون إليه ، فمن سألني مسألةً وهو يعلم أني قادرٌ أعطي وأمنع أعطيته مسألته بالمغفرة .
قال عروة بن الزبير : إني أسأل الله في صلاتي ، حتى أسأله الملح إلى أهلي " انتهى .

عِرفان

02 Jan, 06:04


‏(ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها) ؛ لأنه المتكفل لكل متوكل بما يحتاجه ويرومه جل أو قل (حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع) ؛ لأن طلب أحقر الأشياء من أعظم العظماء أبلغ من طلب الشيء العظيم منه.
‏ ومن ثَمَّ عبَّر بقوله" ليسأل"، وكرره؛ ليدل على أنه لا مانع ثَمَّ ولا رادَّ لسائل.

‏ ولأن في السؤال من تمام ملكه وإظهار رحمته وإحسانه وجوده وكرمه وإعطائه المسؤول ما هو من لوازم أسمائه وصفاته واقتضائها لآثارها ومتعلقاتها، فلا يجوز تعطيلها عن آثارها وأحكامها؛ فالحق سبحانه وتعالى جواد له الجود كله ، يحب أن يُسأل ويطلب أن يُرغب إليه؛ فخلق من يسأله وألهمه سؤاله، وخلق ما يسأله ؛ فهو خالق السائل وسؤاله ومسؤوله.
‏[المناوي، فيض القدير، ٣٥٣/٥]

عِرفان

01 Jan, 21:11


‏مادة ذم الناس والشكوى من الخلق والدنيا، والكلام عن ذهاب أخلاقهم=مادة ضخمة في تراثنا بفنونه كلها، وهي تلتمع أكثرَ ما تكون حين تصادف قلبًا حديث عهد بأذى وجحود!
‏والكريم واللئيم كلاهما واجدٌ لنفسه تأويلا ودليلا، بالحق أو بالباطل!
‏وإنما يُكثر الشكوى أكثر القلوب فراغًا من الأنس بالله والفرح به!

ولكنَّ النبي ﷺ لم يكن كذلك، وكل من سار خلفه واهتدى بنوره ارتفع عن هذا كله مستغنيا بالله!

‏ولو تأملت حاله ﷺ لوجدت أن صيامه عن الشكوى، واتساع نفسه ﷺ بالرحمة من آيات نبوته الشريفة ﷺ

عِرفان

01 Jan, 18:49


أما بينك وبينَ الله، صل بالليل، عبادةَ إخلاص مناجاة صدق في مقام الصفاء، ترسيخاً لمعنى الذكر في فؤادك، وهي هي سندك فيما تبدي مِنْ تخلق، فالأخلاقُ لا قيمة لها إذا لم يكنْ منشؤها إيماني، أما محض مجاملات، [فهذه] أخلاق التجار وليس أخلاق الأبرار. ولذلك، نجدُ في القرآن: (وَعِبادُ الرَّحْمن الذينَ يَمْشونَ عَلى الأَرْضِ هَوْناً) فبدأ بالثمرات تواضعاً، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاماً، فلم يقابلوه بنفس الجهل، فللمُوافق تواضع وللمفارق المخالف سَلام.

شيخنا سيدي المصطفى البحياوي حفظه الله

عِرفان

30 Dec, 06:20


لابد لنا من التواصي بالصلاة؛ فإنها نور ، والصبر؛ فإنه ضياء!
والصلاة عبادة معراجية، لا تزال ترفع صاحبها سرا وعلانية حتى يصل قلبه بمعارفه ومقامات الإيمان فيه إلى الملأ الأعلى، فلا يبقى فيه من أمراضه شيء، ولا يستطيع شيطان أن يصل إليه، " وحفظًا من كل شيطان ماردٍ لا يسَّمَّعون إلى الملأ الأعلى ويُقذفون من كل جانب".
ولا ترسخ قدمُ عبدٍ في خير إلا وكان هذا الخير ثمرة الصلاة والقرآن: " والذين يُمَسِّكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين".

عِرفان

29 Dec, 22:15


سؤال:
ربنا اللى خلق الحب وهو أجمل إحساس، ليه لما بنت تحب واحد مش من دينها لازم تتعذب وتنسى الحب؟ مع إن ربنا سبحانه وتعالى هوالذي وضع فى قلبها هذا الحب، وأكيد يعلم الله بما هو داخل كل واحد منا، ويعلم سبحانه أن هناك أناس ليسوا من دين بعض ولكن يحبوا بعضهم حب صادق، فلماذا يُفرِّق الله بينهم؟ أنا بحس إن أوامر ربنا أبسط بكتير من كل التعقيدات اللي بسمعها من ناس كتير.
==========
الجواب/

يحب الله أن يرى من عبده إيثار ربه وتقديم ما يحب على ما يحب هو إن كان لا يوصل إليه إلا بالحرام.

ولقد ركَّب الله في العبد حب الشهوة واستحسان الجمال، والميل إلى الرقة، ومع هذا حرم عليه الوصول إلى هذه المحبوبات إلا على جسر من الحلال.

ربنا الرحيم يريد منا أن نكون أسوياء، لا تستعبدنا المشاعر ولا تأسرنا الأهواء، ولا تطغى بنا نوازع النفس فنكون مشوهين نعيش الحياة وبعض ما فينا ليس منا في الحقيقة!

ولن تتم تمامك إلا بأن يتوازن كل ما فيك بالقدر الذي لا يخلع عنك نعت العبودية.

فهذا الدين الرحيم: تعامل مع الإنسان مراعيا ضعفه وميله، شرط أن لا يكون هذا الضعف والميل سبيلا لانتقاص حظ العبودية لخالقه الذي أوجده وأنعم عليه فاستحق أن يكون حبه تعالى قبل كل حب وأعظم من كل حب.

عِرفان

29 Dec, 05:03


للتأمل: تقديم بر الأم على الأب

«النظر الفسيح» للطاهر ابن عاشور.

عِرفان

27 Dec, 04:07


•|  أصلٌ في المنهج  |•

مِن أجلِّ الأحاديثِ المكتنزةِ علمًا وحكمةً، الممتلئةِ بشرىٰ ورحمةً، الصّادقةِ الوعد، الدّقيقةِ الوصفِ، الّتي لا تَخرُجُ إلّا مِن مشكاةِ النّبوّةِ، قولُ سيّدِ الخلقِ ﷺ: «إنّ الدّينَ يُسرٌ، ولن يُشادَّ الدّينَ أحدٌ إلّا غلَبه. فسَدِّدوا وقارِبوا، وأَبشِروا، واستعينوا بالغُدْوةِ، والرَّوحةِ، وشيءٍ مِن الدُّلجة»، أخرجه البخاريّ (39) من حديث أبي هريرة.

وفي روايةٍ أنّه ﷺ قال: «لن يُنجِيَ أحَدًا منكم عملُه»، قالوا: ولا أنت يا رسولَ الله؟ قال: «ولا أنا، إلّا أن يتغمَّدني اللهُ برحمةٍ. فسدِّدوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيءٌ مِن الدُّلجة، والقصدَ القصدَ تبلُغوا». أخرجه البخاريّ (6463). وأصله عند مسلم (2816) أيضًا.

حديثٌ عجيبٌ، راسمٌ للخريطةِ، ناعتٌ للطّريق، آخذٌ بمجامعِ السّداد، طوىٰ منهجَ المسيرِ إلى اللهِ، في كُلَيماتٍ، لو فسِّرت لاحتملتْها دواوينُ وبقي منها فضلٌ. وقد شرَحه الحافظُ ابنُ رجبٍ في جزءٍ سمّاه «المَحَجّة في سير الدُّلجة»، كنتُ قرأتُه أيّامَ الحداثةِ، فكان مِن أعظمِ ما نفعني اللهُ به، وقوَّم تفكيري، وأغناني عن تخبُّطات المتخبّطين، ورجومِ المتخرِّصين.

ينبغي أن يتّسع تأمُّلُ المؤمنِ لهٰذا الحديثِ، ويطولَ فيه تفكيرُه، ثمّ يحملَ النّفسَ علىٰ ما فيه حملًا صادقًا، ويجعلَه نبراسًا له في المسير، ويدومَ امتحانُ عملِه به وعلمِه، وأن يتّصلَ استحضارُه له بعدَ إذْ مَنَّ اللهُ به عليه، ويتّخذَه مِيزانًا للحقائقِ لا يبخسُ ولا يعولُ. فإنّه ينجيه مِن متاهاتِ الأوهام، ويُؤمنُه مِن مُضِلّاتِ الأفهام، ويعصمُه أن يَغرَّه البريق، أو تأخذَ به بنيّاتُ الطّريق.

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

النُّتف

عِرفان

26 Dec, 12:22


[ رب اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ]

والجميعُ مشتركون في الحاجة بل في الضرورة إلى مغفرةِ الله وعفوِه ورحمتِه، فكما يُحبُّ -أي: المسلم- أن يَستغفرَ له أخوه المسلمُ، كذلك هو أيضاً ينبغي أن يستغفرَ لأخيه المسلم، فيصير هِجِّيراه: ربِّ اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات وللمؤمنين والمؤمنات.
وقد كان بعضُ السلف يستحبُّ لكلِّ أحدٍ أن يُداوم على هذا الدعاء كلَّ يوم سبعين مرَّة، فيجعل له منه وِرداً لا يُخلُّ به. وسمعتُ شيخَنا -أي: ابن تيمية- يذكرُه، وذكر فيه فضلاً عظيماً لا أحفظه، وربَّما كان مِن جملة أوراده التي لا يُخلُّ بها، وسمعتُه يقول: إنَّ جعلَه بين السجدتين جائزٌ.
فإذا شهدَ العبدُ أنَّ إخوانه مصابون بمثل ما أُصيب به، محتاجون إلى ما هو محتاجٌ إليه؛ لَم يمتنع من مساعدتهم إلاَّ لفرطِ جهله بمغفرة الله وفضلِه، وحقيقٌ بهذا أن لا يُساعَد؛ فإنَّ الجزاءَ من جنس العمل.

🖋️ ابن قيم الجوزية رحمه الله

عِرفان

26 Dec, 12:09


الفاتحة هي نفسها في كل ركعة، لكنها تفتح عليك في كل تلاوة جديدة أقواسًا من المعرفة. وتُذيقك مواجيد من المحبة غير ما فتحت عليك وأذاقتك في الركعة السابقة! وأمّا السور والآيات، فعجائبها لا تنقضي، وكنوزها أبدًا لا تنتهي! فالكؤوس غير الكؤوس، والأذواق غير الأذواق.. وما زلت في موكب العابدين ترقى وترقى، حتي تبلغ مقام التشهد!

📜 قناديل الصلاة: مشاهدات في منازل الجمال, فريد الأنصاري, رحمه الله

عِرفان

25 Dec, 04:44


‏ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور"

‏هذا هو السر!
‏من أصابه النور هُدِي وزكت نفسه، واطمئن بالهدى قلبه، وأقامه الله رب العالمين من عثراته، وآواه إليه وأيده بملائكته يحملونه بأنوارهم فتمَّحي ظُلماته، ويأخذون بيديه اختراقًا للحجب، وصيانةً من همزات الشياطين إنسا وجنًّا!

عِرفان

23 Dec, 23:01


" يا عبادي! كلكم عارٍ إلا من كسوتُه؛ فاستكسوني أكسُكم"..
الكسوة الإلهية السابغة التي لا يخرقها كيد الرماح، ولا عواصف الرياح!
كسوة العزة التي لا ذل فيها، والنور الذي لا تشوبه ظُلمة، والرفعة التي لا يلحقها هوان!
كسوة الاطمئنان، وعافية الأمان، وسعة البر والحنان!
كسوة أعلى من كسوة الكعبة، لا يقربها شيطان، ولا يحيط بعظمتها إنسان!

عِرفان

22 Dec, 12:44


‏ولم يزل العبد في كل حياته مجتهدا في تحقيق " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله" ﷺ ، ارتفاعا بالإخلاص=وما أشدَّه على النفس! =وارتواءً من كوثر المحبة النبوية اتباعًا واقتداء واهتداء؛ حتى يأذن الله بالفتح فيذوقَ القلب نعيم الرضا بالله ربًّا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد ﷺ نبيًّا ورسولًا.
‏اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك!

عِرفان

22 Dec, 05:12


روى ابن جرير الطبري في قوله تعالى: ﴿أم تأمرهم أحلـٰمهم بهـٰذا أم هم قوم طاغون } عن ابن وهب قال: قال ابن زيد، «كانوا يُعَدُّون في الجاهلية أهل الأحلام، فقال الله: أم تأمرهم أحلامهم بهذا أن يعبدوا أصناما بكما، صما، ويتركوا عبادة الله، فلم تنفعهم أحلامهم حين كانت لدنياهم، ولم تكن عقولهم في دينهم، لم تنفعهم أحلامهم»

عن مجاهد ﴿أم هم قوم طاغون﴾ قال: «بل هم قوم طاغون»

وهذا الذي رواه ابن جرير عن ابن زيد ذكره الثعلبي في [الكشف والبيان]، والواحدي في [البسيط] و[الوسيط]، والسمعاني، والزمخشري، وابن الجوزي، وأبو حيان.

قال الفراء: الأحلام في هذا الموضع العقول والألباب.
وقال ابن قتيبة: تدلهم عقولهم عليه لأن الحلم يكون من العقل، فكنى عنه به.

قال الواحدي:
وكانت عظماء قريش توصف بالأحلام والنهى، وبأنهم أولوا العقول؛ فقال الله تعالى -منكرا عليهم-: أتأمرهم أحلامهم بهذا! وهذا تهكم وإزراء بأحلامهم، وأنها لم تثمر لهم معرفة الحق من الباطل.
وفيه رد على من يوجب شيئا بالعقل، وأن الهدى يكتسب بالعقل. أهـ


وقيل لعمرو بن العاص: - رضي الله عنه - ما بال قومِكَ لم يؤمنوا، وقد وصفهم الله تعالى بالعقل؟ فقال: تلك عقول كادها الله!
أي: لم يصحبها بالتوفيق.

[الكشف والبيان، زاد المسير، الجامع لأحكام القرآن، البحر المحيط]

عِرفان

22 Dec, 05:11


روى ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم في قوله تعالى: ﴿ذلك بأن الله لم يك مغيرًا نعمةً أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾ عن السدي، يقول: (نعمة الله) محمد ﷺ، أنعم به على قريش، فكفروا، فنقله إلى الأنصار.

وكذلك ورد عن السلف في قوله تعالى: ﴿۞ ألم تر إلى ٱلذین بدلوا نعمت ٱلله كفرا وأحلوا قومهم دار ٱلبوار}

عِرفان

20 Dec, 15:35


ونحن في جميع ما نورده نحكي ألفاظَ المحتجين بعينها؛ فإنَّ التَّصرُّف في ذلك قد يَدخله خروجٌ عن الصِّدق والعدل -إمَّا عمدًا وإمَّا خطأً-؛ فإنَّ الإنسان إن لم يتعمَّد أن يلوي لسانَه بالكذب أو يكتم بعض ما يقوله غيرُه، لكن المذهب الذي يقصد الإنسان إفساده لا يكون في قلبه من المحبَّة له ما يدعوه إلى صوغ أدلَّته على الوجه الأحسن حتَّى ينظمها نظمًا ينتصر به؛ فكيف إذا كان مُبغِضًا لذلك؟!


ابن تيمية

عِرفان

19 Dec, 17:23


يسر جمعة ومضة للتعليم والتدريب أن تعلن عن فتح باب التسجيل في " مسار التمكين " ‏من برنامج التأسيس اللّغويّ

📍المسار لغير المبتدئين في علوم العربية ‏

🔖 التعريف بالبرنامج :‏
برنامج تعليمي تطوعي يهدف إلى التأسيس اللغوي لدى الدارس ، وتحقيق المنهجية الصحيحة في الدرس اللغوي ، والتأصيل ‏العلمي في علوم اللغة العربية ، وهو لبنة أساسية في بناء العلم الشرعي.‏


🎯 أهداف البرنامج : ‏
‏١. تحقيق البناء اللغوي المتكامل بدراسة علوم اللغة.‏
‏٢. تحصيل المعارف والمهارات اللازمة للتكوين اللغوي الصحيح.‏
‏٣. المساهمة في نشر الوعي اللغوي.‏
‏٤. التخلص من مظاهر الخلل والنقص في البناء اللغوي في واقعنا المعاصر.‏

🗂 مسارات البرنامج :‏
المسار الأول : علم النحو
الكتاب المعتمد : شرح قطر الندى وبل الصدى لابن هشام ‏
المسار الثاني : علم الصرف
الكتاب المعتمد : شذا العرف في فن الصرف لأحمد محمد الحملاوي
المسار الثالث : فقه اللغة
الكتاب المعتمد : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها لابن فارس
المسار الرابع : علوم البلاغة‏
الكتاب المعتمد : الإيضاح للخطيب القزويني

📝 وفي كل مسار تدريبات وتطبيقات وقراءات متنوعة ومحاضرات علمية ومنهجية ودراسة لتاريخ العلم.‏

📚 بالإضافة إلى مواد إثرائية ؛ من دورات مكثفة لبعض علوم العربية ، ومناقشات لبعض القضايا ، وقراءات أدبية متنوعة.‏

مدة البرنامج : ستة عشر شهرًا ، تبدأ من يوم الأحد: 1446/7/5هـ
📌 يغلق التسجيل يوم الخميس 1446/7/2هـ

📍شروط القبول : اجتياز اختبار القبول وسيكون في كتابي: ‏
التحفة السنية لمحي الدين عبدالحميد وعنوان الظرف لعبدالرازق هارون. ‏

🔸 وسيتبع مسار التمكين برنامج صناعة اللغوي، وسيقتصر على من اجتاز برنامج التأسيس اللغوي

رابط التسجيل بالبرنامج:
wamdha.org.sa/التسجيل-في-مسار-التمكين/

عِرفان

10 Dec, 06:58


لذكر الله تعالى والثناء عليه جمال وجذبة تروع القلب وتدهشه وتلبسه حلة سكينة سماوية كأنما نُسجت في ظلال طوبى بيد الملائكة!

سبحانه سبحانه سبحانه

عِرفان

09 Dec, 22:12


• كان من دعاء التابعيّ إبراهيم بن يزيد التيميّ -رحمه الله-:

«اللهم اعصمني بكتابك وسنة نبيك من اختلاف في الحق، ومن اتباع الهوى بغير هدى منك، ومن سبل الضلالة، ومن شبهات الأمور، ومن الزيغ، واللبس، والخصومات».

مجالس السلف

عِرفان

09 Dec, 16:40


درس من النسائي لما أراد تغليط إمام

قال النسائي: «ابن المبارك أجل وأعلى عندنا من حجاج، وحديث حجاج أولى بالصواب عندنا.
ولا نعلم في عصر ابن المبارك رجلا أجل من ابن المبارك ولا أعلى منه، ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه، ولكن لا بد من الغلط».

«السنن الكبرى» ٧٤/٥، وذكره في ٤١١/٥:

«ابن المبارك أجل وأنبل عندنا من حجاج، وحديث حجاج أولى بالصواب».

عِرفان

07 Dec, 18:01


اقتران الأذى بالمخالطة...

ثبت في الحديث عند أحمد والترمذي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الْمُسْلِمُ إِذَا كَانَ مُخَالِطًا النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنَ الْمُسْلِمِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ "

فدل الحديث على اقتران المخالطة بالأذى ولابد؛
ولذا ينبغي للمؤمن أن تقتصر مخالطته على من يرجو في ذلك الأجر مع الاحتمال والصبر وتوقع الأذى وانتظاره.
أما المخالطة لطلب الراحة واللذة فحسب فبعيدة المنال والعزلة أقرب للذة منها والله المستعان.
ودل على أن الأحوال ثلاثة
من يخالط ويصير فهو أمثلهم
من لا يخالط ويسلم وهو دونه
من يخالط ولا يصبر وهو دونهما
ومن علم من نفسه عدم الصبر فالعزلة خير له.

عِرفان

06 Dec, 23:16


https://youtu.be/KTs5NetP_4o?si=9NFlb6aFuj91IM9V


حلقة هامة ودسمة

عِرفان

06 Dec, 18:06


#رقيقة
أخرج ابن سعد في الطبقات(4/ 354-ط الخانجي) عن أبي الدرداء أنه كان يشترى العصافيرَ من الصبيانِ فيرسلهن ويقول اذهَبْنَ ‌فَعِشْنَ.

عِرفان

05 Dec, 18:19


أخطاء الظنون

كم مرة انكشف لك خطأ ظنك؟
وما يدريك فلعل ما لم ينكشف لك مثله أو أكثر!
فلهذا {ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم}.

وقال النبي ﷺ: «إياكم والظن! فإن الظن أكذب الحديث».
متفق عليه.

عِرفان

03 Dec, 19:05


في" شرح الشريشي على المقامات":

اجتمَع أدباء من كلّ أُفق، فجعل أهل كل بلد يرفعون علماءهم، ويُقدّمونهم، حتى جرى ذِكر الخليل، فلم يبقَ أحد إلا قال: الخليل أذكى العرب، وهو مِفتاح العلوم ومُصَرِّفها.

وقال سفيان بن عيينة: مَن أحب أن ينظر إلى رجل خُلِق من الذهب والمسك، فلينظر إلى الخليل بن أحمد.

ومع هذا كله قال تلميذه النضر: أقام الخليل في خُصٍّ ( غرفة صغيرة من القشّ والجريد) بالبصرة، لا يَقدِر على فِلْسين، وتلامذته يَكسبون بعلمه الأموال.

وفي " محاضرات الراغب الأصفهاني" :

أتى الخليلُ مكةَ والناس يقولون: قال الخليل، ذكَر الخليل، وخرَج منها إلى بلده ولم يَعلم به أحد!.

قالوا: وكانت تلك الفضائل فيه ببركة اسم أبيه، لأنه أوّل مَن تسمَّى بأحمد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عِرفان

30 Nov, 16:38


أخرج البيهقي في الشعب عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين في قوله: ﴿واتخذ الله إبراهيم خليلا﴾، قال: أظهر اسم الخلة لإبراهيم ﵇؛ لأنّ الخليل ظاهر في المعنى، وأخفى اسم المحبة لمحمد ﷺ لتمام حاله؛ إذ لا يُحِبُّ الحبيبُ إظهار حال حبيبه، بل يحب إخفاءه وستره لِئَلّا يطلع عليه أحد سواه، ولا يدخل أحدٌ بينهما، فقال لنبيه وصفِيِّه محمد ﷺ لَمّا أظهر له حال المحبة: ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله﴾
أي: ليس الطريق إلى محبة الله إلا اتباع حبيبه، ولا يُتَوسَّل إلى الحبيب بشيء أحسن من متابعة حبيبه وطلب رضاه..
أفادنيها أخي إسلام عفيفي

عِرفان

30 Nov, 14:00


كلٌّ منا له مفتاحه الذي يستفتح به باب الدخول على ربنا سبحانه وبحمده.
والعبد المُوَفَّق هو الذي هُدِي إلى مفتاحه ، فمنا من مفتاحه الذِّكر، ومنا من مفتاحه الصدقة، ومنا من مفتاحه الرفق والرحمة، ومنا من مفتاحه الإصلاح بين الناس، ومنا من مفتاحه نشر العلم ومذاكرته، ومنا الذي بابه الفقر إلى الله تعالى، ومنا من بابه الثناء على ربه وتعداد نعمه، ومنا من مفتاحه صفاء النفس وسلامة الصدر، ومنا من مفتاحه الدعاء، ومنا من مفتاحه إقامة ورده، ومنا من مفتاحه الحب ، سبق به وحلق بعيدا، ومنا من مفتاحه التعرف على النبي ﷺ واللهج بسيرته، ومنا من بابه العفو، ومنا من بابه السجود، ومنا من مفتاحه البرُّ..وهكذا..

فسَلِ الله تعالى أن يصلك به ويدلك عليه وييسر ذلك لك.
كان من دعاء سيد المرسلين ﷺ : واهدني ويسِّر الهدى لي.
فاللهم اهدنا ويسر الهدى لنا.

عِرفان

29 Nov, 10:55


•|  تحرّي مراد القرآن  |•

مرَّت بي آيةٌ مِن القرآنِ نقَض بها النَّجمُ الطُّوفيُّ ما تمسَّكتْ به المعتزلةُ في القدر، فثارت في نفسي هٰذه الكلمة:

لن يَخلُصَ لك فهمُ القرآنِ علىٰ ما أراد به منزِّلُه، ولن تبلُغَ به مبلغَ أن يُرضِي عنك ربَّك ما تستخرجُ منه، ولن تدركَ منه الغايةَ المنشودةَ مِن الهدايةِ واليسرىٰ، والرّحمةِ والذّكرىٰ، والبرهانِ والبشرىٰ، ولا مِن أيِّ كلامٍ، حتّىٰ تأتيَه بريئًا مِن كلِّ فكرةٍ سابقةٍ، نقيَّ السّريرةِ مِن كلِّ أصلٍ عوَّلتَ عليه أخَذتَّه مِن غيرِه، سالمًا مِن أن تحاكمَه إلىٰ أوضاعٍ تقصُرُ عنه، ما لها مِن اللهِ عاصمٌ، عفيفَ الدُّخْلةِ طاهرَ المُتناوَلِ صادقَ النّصحية لكتابِ اللهِ، فتنظرُ فيه بالبصيرةِ، وتَسمَعُه بالذُّلِّ، وتجيبُه بالطَّوعِ، وتوليه التّسليمَ المطلقَ، والإذعانَ، وتجعلُ إليه الأمورَ ليقضيَ فيها بالحقّ، وتعوّلُ عليه في الإبرامِ والحلِّ، وتملأُ به الصَّدرَ انشراحًا، والفؤادَ رضًا، وتعقدُ عليه الهمَّ عقدًا، وتفردُه بالطّلبِ قصدًا، وتتّخذُه لك قائدًا حظُّك منه التّفهُّمُ والانقيادُ، وغايتُه عندك اتّباعُ ما أراد ... وكيف لا ينبغي ذٰلك والكتابُ الكريمُ هو الميزانُ الّذي عليه تُعرَضُ الآراءُ، وهو الحَكَم الّذي له تَخضَعُ الأملاءُ، وهو الهدى الّذي إليه تَرجِعُ الأنداءُ، أفيكونُ المتبوعُ تابعًا ثمّ يُرجَىٰ منه كريمٌ، أم يكونُ شيءٌ أقومَ مِن القرآنِ العظيم، وأهدىٰ إلى الصّراط المستقيم؟!

إنّ مَن لم يُنزِلْ نفسَه مِن القرآنِ المجيدِ منزلةَ التّابعِ مِن المتبوع، ولم يرضَ منه كلَّ قولٍ مسموعٍ، ولم يشدُدْ علىٰ ذٰلك وَثاقَه، ولم يُدِرْ عليه وِفاقَه، فلم يكن كذٰلك في كلِّ آيةٍ منه، وفي كلِّ محلٍّ، وفي كلِّ نداءٍ، وكلِّ عظةٍ، وكلِّ إرشادٍ، وكلِّ هدايةٍ، وكلِّ مَثَلٍ، وكلِّ عِبرةٍ، فلم يَدِن بالافتقارِ إلى القرآنِ المجيدِ، ولا بوّأه مَقامَ الإمامةِ، ولا ملَك جوانحَه الضّرورةُ إليه، ولا هتَك الحُجُبَ دونَه، بل اتّكل على الوسائطِ، وقَنِع بالسّابقِ إلى القلبِ، وأَرْخىٰ بالَه، وظنَّ أنّه يُحسن صنعًا، فقد أساء إلى القرآنِ أدبًا، وقد فاته منه المُعظَم! وإذا كاشفتَ نفسَك بذٰلك وصَدَقتَها النَّعتَ، صحّ لك أن تَبلُوَها فتقولَ: ما عندكِ إيقانٌ أنّ القرآنَ أُنزِل هدًى للنّاسِ وبيّناتٍ مِن الهدىٰ والفرقان!

فكم آيةٍ معَك مِن كتابِ اللهِ، تخاطبُك وأنت لا تَعيها، وتناديك فلا تستيقظُ لها، وتقصدُك فلا تقومُ بحقِّها، وفيها صلاحُك وأنت عنها مُعرِضٌ! تحفظُها وأمثالَها! ثمّ تُلقِي أحمالَها، وتجعلُ استعمالَها إهمالَها، حتّىٰ إذا رَحِمك اللهُ وكشَف عنك غِطاءَ آيةٍ، علمتَ لقد كنتَ في عَمايةٍ!

وها أنت ذا تَبرَأُ مِن المعتزلةِ في ما أَخطَئوا مِن تأويلِ الكتابِ، وما سلَكوا به خِلافَ الصَّواب، مع وفورِ العقلِ، وتمامِ العنايةِ، وتعلمُ إنّ في القرآنِ لَما هو صريحٌ في نقضِ قولِهم، يتأوّلونه أبشعَ التّأويل، أو يمرّون عليه كأنّه لا يعنيهم، فما يُنجيك مِن الوقوعِ في مثلِ ما وقَعوا فيه؟!

ألا تشفقُ علىٰ نفسِك؟!

إنّه لَأمرٌ جَلَلٌ، قد قرَّعنا به القرآنُ، لو تهيَّأتْ له القلوبُ، فقال اللهُ فيه: ﴿لو أنزلنا هٰذا القرآنَ علىٰ جَبَلٍ لرأيتَه خاشعًا متصدِّعًا مِن خشيةِ اللهِ وتلك الأمثالُ نضربها للنّاسِ لعلّهم يتفكَّرون﴾!

ومعاذَ اللهِ أن أدعوَ إلىٰ أن يباشرَ الإنسانُ القرآنَ بالجَهالةِ، أو يتناوَلَه بالتّقصيرِ، مِن دونِ رعيٍ لِما تَمهَّدَ في فنونِ الشّريعةِ الّتي هي وسائلُ إلى القرآنِ، وما تقرَّر في أصولِها وفروعِها، بل لا غنىٰ عن العُدّةِ الكافية مِن ذٰلك كلِّه، وإنّما أَرمي إلىٰ ما وراءَ ذٰلك مِن شأنِ الإرادةِ والقصدِ، والتّوجُّهِ والعزمِ، فالعلومُ سلاحٌ بيدِ الرّامي، إن شاء رمىٰ عدوًّا، وإن شاء قتَل نفسَه.

﴿وهٰذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ فاتّبعوه واتّقوا لعلّكم تُرحَمون﴾ الآيات.

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

النُّتف

عِرفان

28 Nov, 14:53


يَا رَبَّةَ السِّتْرِ لَا انْجَابَتْ غَوَادِيكِ
عَنْ جَوِّ مَغْنَاكِ أَوْ يَخْضَرَّ وَادِيكِ

وَزِدْتِ فِي كُلِّ يَوْمٍ عِزَّةً وَسَنًا
وَلَا خَلَا مِنْ رِجَالِ الْحَيِّ نَادِيكِ

لَا زَالَ مَرْبَعُكِ الدَّانِي الظِّلَالِ حِمَىً
رَحْبًا لِعَاكِفِكِ الثَّاوِي وَبَادِيكِ

وَأَنْتِ يَا عَذَبَاتِ الْبَانِ لَا بَرِحَتْ
تَهِيجُ أَشْوَاقَنَا أَلْحَانُ شَادِيكِ

وَمَاسَ مِنْ كُلِّ غُصْنٍ مِنْكِ مِنْ طَرَبٍ
عِطْفٌ وَتِهْتِ دَلَالًا فِي تَهَادِيكِ

وَيَا مِيَاهَ الْحِمَى لَا زِلْتِ طَيِّبَةً
يَرْوَى بِشُرْبِ الزُّلَالِ الْعَذْبِ صَادِيكِ

وَيَا فَوَارِطَ أَيَّامِي بِخَيْفِ مِنًى
لَوْ كَانَ يُفْدَى زَمَانٌ كُنْتُ أَفْدِيكِ

وَيَا رَسَائِلَ وَجْدٍ لَا أَبُوحُ بِهَا
إِلَى الْأَحِبَّةِ عَنِّي مَنْ يُؤَدِّيكِ!

أُخْفِيكِ عَنْ عُذَّلِي صَوْنًا وَتَكْرِمَةً
بَلِ الْمَدَامِعُ وَالْأَنْفَاسُ تُبْدِيكِ

وَيَا رِكَابَ الْحِجَازِ الْقُودَ لَا نَقِبَتْ
مِنَ السُّرَى أَبدًا أَخْفَافُ أَيْدِيكِ

وَلَا عَدَلْتِ عَنِ النَّهْجِ الْقَوِيمِ وَلَا
مَالَتْ إِلَى غَيْرِ أَحْبَابِي هَوَادِيكِ

وَنِلْتِ مَا شِئْتِ مِنْ وِرْدٍ وَمِنْ كَلَأٍ
وَلَا نَبَا السَّمْعُ عَنْ تَغْرِيدِ حَادِيكِ

كَمْ ذَا التَّمَادِي ذَرِي التَّعْلِيلَ وَابْتَدِرِي
إِلَى الْحِمَى فَعَنَائِي مِنْ تَمَادِيكِ

سِيرِي فَأَنْوَارُ أَقْمَارِ الْمَحَامِلِ إِنْ
حَارَ الْأَدِلَّةُ فِي الْبَيْدَاءِ تَهْدِيكِ

وَيَا قِبَابَ حِمَى سَلْعٍ حَوَيْتِ عَلَى
رِقِّي بِمَا أَسْلَفَتْ عِنْدِي أَيَادِيكِ

فَتَحْتِ بِالرُّشْدِ عَنْ عَيْنَيَّ بَعْدَ عَمًى
وَأَسْمَعَ السِّرَّ مِنْ قَلْبِي مُنَادِيكِ

حَقٌّ عَلَيَّ أُوَالِي مَنْ بِكِ اعْتَلَقَتْ
أَسْبَابُهُ وَأُعَادِي مَنْ يُعَادِيكِ

إِنِّي وَإِنْ تَكُ أَضْحَتْ عَنْكِ نَازِحَةً
دَارِي لَأَرْعَى بِظَهْرِ الْغَيْبِ وُدِّيكِ

لَا زَالَ سُكَّانُكِ الْقُطَّانُ فِي دَعَةٍ
وَفَازَ رَائِحُكِ السَّارِي وَغَادِيكِ

وَأَنْتِ لَا تَجْزَعِي يَا نَفْسُ مِنْ بِدَعٍ
مُضِلَّةٍ وَرَسُولُ اللهِ هَادِيكِ

أَجَارَكِ اللهُ لَوْلَا دِرْعُ سُنَّتِهِ
لَكَانَ سَهْمُ الْهَوَى الْفَتَّانِ يُرْدِيكِ

لَا تُخْلِفِي مَوْعِدِي فِي حِفْظِ مَنْهَجِهَا
فَلَسْتُ أُخْلِفُ فِي حِفْظِيهِ وَعْدِيكِ

#الصرصري

عِرفان

27 Nov, 17:21


(وموافقة أحمد ‌للشافعي ‌وإسحاق أكثر من موافقته لغيرهما، وأصوله بأصولهما أشبهُ منها بأصول غيرهما، وكان يثنِي عليهما ويُعظِّمهما ويُرجح أصولَ مذاهبهما على من ليست أصولُ مذاهبه كأصول مذاهبهما، وعندهم أصول فقهاء الحديث أصحُّ من أصول غيرِهم، والشافعي وإسحاق هما عنده من أجل فقهاء الحديث).
ابن تيمية
(جامع المسائل) (3/403-404).

عِرفان

27 Nov, 14:58


هذا هو العلم وهذا هو التحقيق!

عِرفان

27 Nov, 13:18


"اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل صالحٍ يقرب إلى حبك"!

أي نعمة أعظم من أن يحبك من خلقك سبحانه وبحمده؟!

" فإذا أحببتُه، كنتُ سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذ بي لأُعيذنَّه"!
وما أجل القسم في لأعطينه ولأعيذنه!

اللهم حبك وعافيتك وولايتك وودك وهدايتك وجودك وعونك وغوثك!

عِرفان

26 Nov, 23:27


تعقب أبو فهر رحمه الله أبا جعفرٍ رحمه الله ومن وافقه من الأيمة في تفسير بيت من الشعر، وأنا موردٌ لك كلامَه لتنظر ما هنالك من علم وتدقيق، وتعليل، وحجةٍ، مع فقه البيان، وعبقرية النظر..

يستدل أبو جعفر رضي الله عنه على معنى الحج ببيت المُخبّل السعدي في الزبرقان ، فيقول أبو جعفر:

قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره:"فمن حج البيت"، فمن أتاه عائدًا إليه بَعدَ بدء. وكذلك كل من أكثر الاختلاف إلى شيء فهو"حَاجٌّ إليه"، ومنه قول الشاعر:

لأَشْهَدَ مِنْ عَوْفٍ حُلُولا كثِيرَةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا

فعلق أبو فهر رضي الله عنه فقال:

وقد ذهب الطبري في تفسير البيت، كما ذهب ابن دريد وابن قتيبة والجاحظ وغيرهم إلى أن"السب" هاهنا العمامة، وأن سادات العرب كانوا يصبغون عمائمهم بالزعفران، ومنهم حصين بن بدر، وهو الزبرقان، وسمي بذلك لصفرة عمامته وسيادته.

وذهب أبو عبيدة وقطرب إلى أنه"السب" هنا هي الاست، وكان مقروفًا، وزعموا أن قول قطرب قول شاذ.


والصواب عندي أن أبا عبيدة وقطرب قد أصابا، وأنهم أخطأوا في ردهم ما قالا. فقد كان المخبل بذيء اللسان، حتى نُسِب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (يعني عن المخبل): "إنما هو عذاب يصبه الله على من يشاء من عباده" (النقائض: ١٠٤٨)

قال أبو عبيدة في النقائض: "كان المخبل القريعي أهجى العرب. . . ثم كان بعده حسان بن ثابت، ثم الحطيئة، والفرزدق، وجرير، والأخطل. هؤلاء الستة الغاية في الهجاء وغيره، ولم يكن في الجاهلية ولا في الإسلام لهم نظير". هذا وقد كان من أمر المخبل والزبرقان بن بدر ما كان في ضيافة الحطيئة (انظر طبقات فحول الشعراء: ٩٦-١٠٠) ، وهجاؤه له، ثم ما استشرى من هجاء المخبل له، لما خطب إليه أخته خليدة، فأبى الزبرقان أن يزوجها له، وذمه. فهجاء وهجا أخته مقذعًا، وحط منه حتى قال له:
يَا زِبْرِقَانُ أخَا بَنِي خَلَفٍ ... مَا أنْتَ وَيبَ أبِيكَ والفَخْرُ
….

وكل شعره في الزبرقان وأخته مقذع.

وهذا البيت الذي استشهد به الطبري من قذعه. وقبل البيت: أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ عَمْرَةَ أنَّنِي ... تَخَاطَأَنِي رَيْبُ الزَّمَانِ لأَكْبَرَا
لأَشْهَدَ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كثيرةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا
تَمَنَّى حُصَيْنٌ أن يَسُودَ جِذَاعَهُ ... فأَمْسَى حُصَيْنٌ قد أُذِلَّ وأُقْهِرَا
وفي سيرة ابن هشام ٢: ٢٧٥-٢٧٦ قول عتبة بن ربيعة في أبي جهل: "سيعلم مُصفِّر استه من انتفخ سحره، أنا أم هو! " !
فرماه بمثل ذلك من القبيح، الذي قاله المخبل السعدي. ومن زعم أن المخبل يقول إنه: "كره أن يعيش ويعمر حتى يرى الزبرقان من الجلالة والعظمة بحيث يحج بنو عوف عصابته"، فقد أخطأ، وقد نقض عليه البيت الثالث ما زعم، فإنه يصفه بأنه تمنى السيادة، ولكن ذلك لم يزده إلا ذلا وقهرًا، فكيف يتأتى أن يقول ما زعم هذا أنه أراده؟ بل أراد المخبل أن يسخر به ويتهكم، كما فعل في سائر هجائه له.
وقوله: "وأشهد" منصوب، عطفًا على قوله: "لأكبرا".


انتهى كلام أبي فهر رحمه الله، وجزاه عن العلم والعربية والإسلام خير الجزاء

عِرفان

25 Nov, 04:39




"ولعلك تقول: إن طالب العلم إن فعل ما ذكرتموه [قيام الليل] تعطلت عليه وظائفه من الدرس والمطالعة والبحث.
فالجواب: أن نفحةً من هذه النفحات تعود على طالب العلم بالبركات والأنوار والتُّحَف ما قد يعجز الواصف عن وصفه، وببركة ذلك يحصل له أضعاف ذلك فيما بعد، مع أن هذا أمر عزيز قلّ أن يقع إلا للمعتني به، والعلم والعمل إنما هما وسيلتان لمثل هذه النفحات".

📕 ابن الحاج | المدخل (١٣٧/٢)


https://t.me/AhmadNalSwailem

عِرفان

25 Nov, 04:38


قال ابنُ مفلح رحمه الله عند ذكره للأذكار التي تُقال بعد المكتوبة:
"قال بعضهم: ويقرأ بالمُعوِّذتَين، وهو متجه، ولم يذكره الأكثر ... عن عقبة بن عامر قال: أمَرني رسولُ الله ﷺ أن أقرأَ بالمُعوِّذات دُبرَ كلِّ صلاة. له طُرق، وهو حديثٌ حسن أو صحيح، رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي.
قال بعض أصحابنا(*): وفي هذا سرٌّ عظيمٌ في دفع الشر من الصلاة إلى الصلاة.
📚 الفروع (٢٢٩/٢)

(*) يعني به ابن قيم الجوزية رحمه الله، وكلامه هذا في زاد المعاد (١٦٧/٤).
ومن عادة ابن مفلح رحمه الله في (الفروع) أن يكني عمن ينقل عنه في كثير من المواضع.

عِرفان

24 Nov, 07:08


فما الذي يقطع مدد الحزن، ويزيح أدران الهموم، وتتسع به النفس فلا يحدُّها ضيق ولا يؤودها إحباط، مثل القيام بمقام الحمد ولحظ نعمة الله العظمى بهذا الدين الذي اصطفاه الله تعالى وارتضاه لنا، واختصنا بخير خلقه لتبليغ هذه الرسالة المباركة وجعلنا به أمة مرحومةً، تحمل النور وتبثه في العالمين!

ولعل النظر المتدبر في المدثر والمزمل ينير الطريق ويهدي السالك ويُذهب عنه أثقال الكسل وغبار الوهن!

عِرفان

24 Nov, 07:00


‏إن من أعظم ما ينهض الإنسان في سيره إلى الله، ويبعث الهمة في مرضاته، بعد إيمانه بالعبدية لله رب العالمين=مقام الحمد، والذي من لوازمه الشكر والامتنان والوفاء ورعاية الميراث النبوي الذي تركه لنا سيدنا رسول الله ﷺ بعد حياةٍ، كلها دائرة في فلك الصدق والبذل والرحمة والصدع بالحق وحمل الهدايات الإلهية إلى القلوب التي أسنت في بيداء الوثنية، لتعود وهي حية عليها سيماء النور وجلال العلم الذي حطم أصفاد الجهل والعنت ، وأغلال الجور والضيق ، وآصار الحيرة التي امتدت في نفوسهم ليلا من الظلمات التي لا نور فيها!

‏اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك!

عِرفان

24 Nov, 06:59


‏"الإقبال على القرآن حتميةٌ تاريخية..أحبَّ من أحبَّ ..وكره من كره"!

‏د فريد الأنصاري رحمه الله وأسكنه منازل المقربين

عِرفان

23 Nov, 09:55


استشكال في معنى حديث:« لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا»
وجواب حسن، أعجب الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه.

قال إسحاق بن منصور -مسائله- 2/530:
«قلت [للإمام أحمد]: ما يكره من الشعر؟
قال: الرقيق الذي يتشبب بالنساء،
وأما الكلام الجاهلي؛ فما أنفعه، قال رسول الله ﷺ: «إن من الشعر حكمة».
قال إسحاق: كما قال.

قلت: قوله: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا، خير له من أن يمتلئ شعرا»؟
فتلكأ!
فذكرتُ له قول النضر بن شميل يعني: أجوافنا لم تمتلئ شعرا فيها القرآن، والعلم والذكر، هذا لأولئك الأعراب الذين لا يحسنون إلا الشعر.
فقال: ما أحسن ما قال!
قال إسحاق: أجاد». اهـ

قلت: عند الإمام البخاري -في صحيحه- في كتاب الأدب:
«باب ما يُكْرَه أن يكون الغالب على الإنسان الشِّعرُ حتى يَصُدَّه عن ذكر الله والعلم والقرآن».
ثم ساق الحديث، وهو برقم (6154)
وعلق ابن حجر في «الفتح» 10/548:

«هو في هذا الحمْل مُتَابِع لأبي عُبَيْد كما سأذكره -ثم ذكر في 10/549-
وقال أَبو عبيد: وجهه عندي أنْ يَمْتَلِئ قَلْبه من الشِّعْر حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله فيكون الغالب عليه، فأما إِذا كان القرآن والعلم الغالبين عليه؛ فليس جوفه ممْتَلِئًا من الشِّعْر».اهـ

قلت: كلام أبي عبيد في كتابه «غريب الحديث» 1/36.

ويحتمل: أن أبا عبيد أخذه من النضر، فهو في طبقة شيوخه، ويحتمل أن البخاري أخذه من النضر أو إسحاق أيضا.

وفات هذا النقل الحافظ ابن حجر وغيره من الشراح، وهو من الأهمية بمكان، فقد استحسن جواب النضر بن شميل إمامان فقيهان محدثان: أحمد وإسحاق.

كما فات ابن رشيق في «العمدة» 1/29.

عِرفان

17 Nov, 04:49


الذي يُحيي العظام وهي رميم يُحيي قلبك ويقيمه على صراط الهدى الذي ينتهي بك إلى الملأ الأعلى!
وكم لاسمه الحي من أنوار لا يعلمها إلا هو!
"اعلموا أن الله يحيي الأرض"..
(بعد موتها)..
جاءت بعد:
" ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم"!

أحضر المشهد بين يديك وأنت ترى ميتا لا حس فيه ولا حركة، تدب فيه أنفاس الحياة ويمضي مصحوبا بالنور واليقين كأن في روحه قوة الفجر وعزمه ووضاءته!

عِرفان

17 Nov, 02:10


"فَمَنْ كَانَ مُتَّبِعًا لِلْأَنْبِيَاءِ نَصَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِمَا نَصَرَ بِهِ الْأَنْبِيَاءَ"..
شيخ الإسلام أبو العباس رضي الله عنه

عِرفان

17 Nov, 02:09


عناية الله تبارك اسمه فيما لم نُحط به علما، وما استتر عنا بحجاب الغيب=أعظم وأجلُّ مما قد علمنا وعرفنا، فإن علومنا ومعارفنا مهما كانت= مُقَيَّدةٌ بضعف البشرية وجهلها ونقصها.
ومع ذلك النقص العتيق نرى من كرمه ولطفه وعنايته وتدبيره ما يدهش ويُفرح، فكيف بما خفي عنا في غيوب اللطف، وملكوت العناية الإلهية؟!
فسبحان الذي لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه!

عِرفان

15 Nov, 01:49


• قالت عائشة -رضي الله عنها- :

«إِنّ يومَ الجمعة مثلُ يوم عَرَفَة؛ تُفتَح فيه أَبوابُ الرحمة».

[مصنف ابن أبي شيبة]

مجالس السلف

عِرفان

14 Nov, 10:36


اقتران اسم الولي الحميد:
﴿ وهو الذي ينزّل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد ﴾
[الشورى: ٢۸]

كما أن لكل مقام مقالاً، وكما أن لكل اسم من أسمائه تعالى ما يناسبه من حاجات الخلق، فلعل في هذه الآية الكريمة أصلاً لمن طال انتظاره وأوشك على اليأس في طلب حاجته: أن يلهج باسمي الله (الولي الحميد) في دعائه، فيغيثه الله كما ينزّل الغيث من بعدما قنطوا وينشر رحمته.

https://t.me/F2024T2025

عِرفان

14 Nov, 00:29


ابنُ حيِّنا الرجلُ الصالح محمد منصور بن نوح الألباني ت1417هـ رحمه الله تعالى
كان يعمل ببيع الكتب وتجليدِها بسوق المسكية قربَ الجامع الأموي بدمشق، وليستْ هي صورةُ شقيقه الشيخ ناصر كما فشا وانتشر !

عِرفان

13 Nov, 05:31


ورطة المشاهير الطيبين ...

بعض الطيبين يقدم محتوى عفويا وربما كان مفيدا  قصة أو قصيدة أو تجربة خاصة
فتطير بها المواقع ويشتهر شهرة ينوء بها
وهو طيب في ذاته
وليس لديه أهلية ليقدم محتوى مفيدا
وليس هو تافها ليقدم طرحا تافها...
فيزين له الشيطان أن يواصل النصح والتوجيه وربما الوعظ والتعليم
تحت وطأة الشهوة الخفية بالبقاء مشهورا وإغراء الظهور
فينتقل إلى ورطة الفرية على الله والكذب على شرعه ودينه والقول على ربه بغير علم.
وهذه ورطة مهلكة أشد من هلكة التفاهة نفسها.

عِرفان

12 Nov, 03:23


وإذا كانت النفوس كبارًا
تعبت في مرادها الأجسامُ!

وكان يقول لي شيخنا حفظه الله:روحي تتعبني!
***

وكذلك كل من اتسعت نفسه بالسعي في الملكوت، وحمل الرحمات، والقيام باستفراغ الوسع في التدبر=تعب!
وكان أبو عبدالله ابن قيم الجوزية رحمه الله يقول ما حاصله: إن من قام بركعتين متدبرا خاشعا حاضر القلب لم يكد يطيق القيام لغيرهما!
وكل من سعى بروحه وأسلمها زمام نفسه وجد التعب في جسده لفرقان انتماء كل منهما!

عِرفان

10 Nov, 17:32


‏"إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبا، إنكم تدعون سميعًا قريبا"..
‏معنى قربه تعالى وأنه لا يغيب أبدًا في كل وقت، معنى شريف جليل لا يحسن الإنسان الإبانة عنه بيانًا يليق به!
‏تذهل النفس أمامه، خوفا وطمعا!
‏وانظر من شئت ممن تحبهم ويحبونك، فإنهم لا بد لهم من حجبة أو غيبة، لكن الله تعالى هو الباطن الذي ليس دونه شيء، القريب بسمعه وبصره وإحاطته وعلمه، المجيب الذي لا رادَّ لفضله ولا مُمسكَ لرحمته!
‏وهذا فيه ما فيه من إيناس وود، ورحمة وحب، وفضل لا يتناهى، وشرف لا يُدرَك!
‏مع ما فيه من جلالة وعظمة تحمل الإنسان على سجود طويل فيه القرب والإجابة والنور!

عِرفان

09 Nov, 18:01


من أدب كتابة طباق السماع:
لحذاق المحدثين آداب حسنة في كتابتهم للطباق يطول شرحها، والمقصود هنا: الإشارة إلى أدب منها لطيف.
وهو التأدب مع الشيوخ الكبار سناً وقدراً الذين يحضرون مجالس السماع تبركاً بها لكونها من مجالس الذكر، وتكثيراً لسواد أهلها، ومساهمة في نعش السنة ونشرها وجمع الناس عليها.
ويتجلى هذا الأدب في طبقة السماع بأمور:
منها: أن يقدموا في الذكر على غيرهم، إلا لمعنى ككونهم مفوِّتين فيحتاج إلى تأخيرهم مع نظرائهم في ذلك.
ومنها: التنبيه على تميزهم عن غيرهم سناً وقدراً.
فتجد في كثير من الطباق التنبيه على ذوي الأسنان بقولهم: "وهو شيخ".
وعلى ذوي الأقدار بالتحليات والنعوت، التي ربما توسعوا فيها لأغراض منها بيان مباينة مقامهم لغيرهم من المذكورين.
ومن دقيق الآداب مع هذا الصنف ولاسيما الجامعين بين علو المقام سناً وقدراً لأجل العلم والدراية أو علو السند والرواية: أن لا يجعلوا من جملة الطلبة السامعين - وإن كانوا من جملة من سمع، وحتى لو لم تكن القراءة عليهم لكون المروي لغيرهم -،
فيذكرون بوصفهم حاضرين للمجلس، ويستجاز منهم كما يستجاز من الشيخ أو الشيوخ المسمعين إن كان مناسباً إظهاراً لفضلهم واستحقاقهم للأخذ عنهم، وإفادة للسامعين من الطلبة، وإن أحبوا هم أن يرووا بذلك السماع فالأمر إليهم لكن لا يفرض عليهم.
وهذه الآداب مما يحسن مراعاته، وقد تفوت لسهو أو عجلة ونحو ذلك.
وهاهنا مثال لذلك في طبقة حافلة بخط المحدث المجوِّد المتقن الصالح الأصيل المحب عبدالله بن أحمد بن المحب المقدسي الحنبلي رحمه الله تعالى تضمنت سماع "مشيخة أحمد بن عبدالدائم الحنبلي" على ثمانية شيوخ سمعوها منه، ونص على حضور ستة شيوخ سواهم، وقد استجيزوا مع المسمعين الثمانية فأجازوا.
وكان من جملة الطلبة السامعين: الحافظان ابن عبدالهادي الحنبلي، وابن كثير الشافعي، ومقرئ دمشق بعدُ الأمين عبدالوهاب ابن السلارالشافعي (شيخ ابن الجزري وزوج بنت أخي التقي ابن تيمية والمدفون بجواره كابن كثير) في خلق من الرجال والنساء والأطفال، فيهم الجد والابن والحفيد.
وكان السماع يوم الثلاثاء سادس عشري شعبان سنة 731 بجامع الحنابلة المظفري بسفح قاسيون ظاهر دمشق حرسها الله تعالى من كل شر وعمرها بكل خير وسائر بلاد المسلمين.
28 / 3/ 1441 #إعادة_نشر
https://t.me/arrewayahalthkafh

عِرفان

07 Nov, 17:16


‏من فقه الضراعة وبدائع أسرار الدعاء: الاستعانة بالحال للدخول على الله تعالى!
‏"رب إني وهن العظم مني.."..
‏" أنِّي مسني الضرُّ وأنت أرحم الراحمين"..
‏"قالا ربنا إننا نخاف"..
‏وشواهد كثيرة غير هذه..
‏ومن فُتِح له هذا الباب طار بغير جناح، وأبصر فجر اليقين من وراء ظلمة الليل.

عِرفان

07 Nov, 13:40


‏من عبادات القلوب : الإصغاء لغيرك وهو يثني على ربنا سبحانه وبحمده، أو متكلما عن أثر الإيمان في نفسه، أو تاليًا أو مرتلا..
كل ذلك تسمعه متجردًا من كل ما تعرف، تتلقاه بدهشة البدء الأول، ولو أعاد الذي تعلمه؛ فإن في ذلك من الجمال ومعارج الفرح ما الله به عليم!
‏وانظر حال سيدنا رسول الله ﷺ مع أصحابه تجد أنوار ذلك لائحة في أحاديث كثيرة.
" اقرأ؛ فإني أحب أن أسمعه من غيري"..
**
‏ثم إنَّ من حسن التعبد لنا التخففَ من رؤية النفس بسماع غيرك ولو كان متعثرا في إبانته؛ تأديبًا للنفس، ومحبةً للخير، والتقاطًا لحَبِّ الصدق من قلوب الآخرين.

عِرفان

06 Nov, 14:35


‏الخلق كلهم مُحاطون بسور: "والله يعلم وأنتم لا تعلمون"، فمن سلَّم لسيده ودار مع مراده، وطالع الله في قلبه خفقات السجود والحب والضراعة افتقارا واضطرارا=صنع له ربه، وآواه إليه، فسكت القلق في نفسه، وسلم من شقوة الاعتراض ورعونة " أنا"، و " لم"!

عِرفان

06 Nov, 07:32


[ الدعاءُ عند إقامة الصلاة ]

أخرج الإمام أحمد في المسند، من حديث جابر رضي الله عنه، عن النبي ﷺ أنه قال:
"إذا ثُوِّبَ بالصلاةِ فُتحت أبوابُ السماء واستُجيبَ الدعاءُ".

قال الإمام الشافعي رحمه الله: حفظتُ عن غير واحدٍ طلبُ الإجابة عند نزول الغيث وإقامة الصلاة.
📚 المعرفة، للبيهقي (١٨٦/٥)

ونقَل المرُّوذي عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان إذا أخذَ المؤذنُ في الإقامة، رفَع يديه ودعا.
وجاء عنه - رحمه الله ورضي عنه - أنه كان يدعو عند الإقامة، فإذا قال المؤذن: (لا إله إلا الله)، قال: لا إله إلا الله الحق المبين.
📚 فتح الباري، لابن رجب (٢٥٩/٥)

عِرفان

05 Nov, 14:50


‏بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير المنسوب لنجم الدين النسفي (ت ٥٣٧ هج) باسم الأكمل الأطول، إنما هو تفسير برهان الدين النسفي (ت٦٨٧ هج) المسمى بعدة أسماء:
١/ كشف الحقائق
٢/ الواضح من التفسير الكبير
٣/ مختصر التفسير الكبير للرازي.
وهو تفسير كبير اختصره من الرازي وزاد عليه
والله أعلم

عِرفان

04 Nov, 22:21


الصمت في موضعه وَعْيٌ لا عِيّ.

يولد الإنسان عيياً لا يحسن التكلم ثم يتعلم الكلام ليتواصل مع من حوله

لكن المعضلة: أن يتوهم الإنسان تعلمه الكلام علماً، ويكبر هذا الوهم عنده بكثرة كلامه وكثرة التشجيع عليه بالاستماع له

فعليه إن أراد أن ينتقل من هذا الوهم إلى التعلم الحقيقي: أن يترك الثرثرة، وأن يجتنب من يشجعه عليها.

وذلك أن تلقي العلم يحتاج لتركيز، وبابه:الصمت والإنصات.
قال الضحاك:
أول باب من العلم: الصمت.
قال محمد بن النضر: كان يقال: أول العلم: الإنصات له،ثم الاستماع.

https://t.me/arrewayahalthkafh

عِرفان

04 Nov, 14:58


#الصرصري

(والليان بالكسر: الملاينة والملاطفة. تقول: لا يننى مُلايَنَةً ولِياناً) الصحاح

كان الصرصري -رحمه الله- فيما قيل: يحفظ الصحاح.

عِرفان

03 Nov, 22:33


اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا رسول الله وخليل رب العالمين سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين، ورضي الله عن سيدنا الصديق المبارك

عِرفان

01 Nov, 17:13


حتى إذا تلعثمت النفس بالأخذ بالمكارم، وتنحية ما لا يليق بسالك، والخلاص مما ليس من زاد القبر، فثقل عليها هذا كله=طالعت سيد الأولين والآخرين ﷺ وهو يمسح الدم عن وجهه الشريف ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون!
ورأته يطفئ تنانير البغضاء والعداوة ويدوس على تحريش الشيطان بنور العفو والصفح والمغفرة فيقول لمن آذوه: اذهبوا فأنتم الطلقاء!
فيهون هنالك اقتحام المكاره وقبض الجمر، والاكتفاء به ﷺ إماما وسيدا وحبيبًا هو أولى بالمؤمن من نفسه وأرحم به من أمه ، بأبي هو وأمي ونفسي ﷺ

عِرفان

01 Nov, 00:20


أشد العقبات في سيرك نفسك، تلك الوثابة بشِرَّة الانتقام إذا جُرِحت، المختالة إذا ظفرت، المعجبة إذا أطاعت، المستخفة أو القانطة إذا ما عصت!
ولا نجاة من شرها إلا باستغاثة الفقير بربه الذي يعلم السر وأخفى!
ومن علم نفسه لم يطمئن إليها، وعصاها في طاعة ربه، ورحمة الخلق، لاسيما من سبق منه الأذى والظلم!

انظر إلى ما تتابع السلف على نسبته لسيدنا يوسف عليه السلام من قوله تعالى: "وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إنَّ ربي غفور رحيم".

يقول الإمام أبو جعفر ابن جرير رحمه الله في إشارة مباركة:

يقول يوسف صلوات الله عليه : وَما أُبَرّىءُ نَفْسِي من الخطأ والزلل فأزكيَها . إنّ النّفْسَ لأمّارَةٌ بالسّوءِ يقول : إن النفوس نفوس العباد تأمرهم بما تهواه وإن كان هواها في غير ما فيه رضا الله إلاّ ما رَحِمَ رَبّي يقول : إلا أن يرحم ربي من شاء من خلقه ، فينجيه من اتباع هواها وطاعته فيما تأمره به من السوء . إنّ رَبّي غَفُورٌ رَحِيمٌ .
انتهى كلامه!
فهذا بيان من الكريم ابن الكريم ابن الكريم عليهم السلام تواضعا لربه وذلةً له، لا اختيالا عند ظهور براءته، ولا استطالة على من أوبقه ذنبه!
بل قول فقير إلى ربه مقر ٍّ بفضل ربه عليه وإحسانه إليه!

عِرفان

31 Oct, 21:53


موبقات تساهل الناس فيها !

قال النبي ﷺ: «إن من أكبر الكبائر: استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق، ومن الكبائر: السبتان بالسبة».
رواه أبو داود، وحسنه جماعة من العلماء.

قال النبي ﷺ: «إنِ امرؤ شتمك وعيّرك بما يعلم فيك= فلا تعيّره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه».
رواه الترمذي وابن حبان وصححاه.

وقال النبي ﷺ : «المستبان ما قالا= فعلى البادئ، ما لم يعتدِ المظلوم».
رواه مسلم.

ومن يقدر أن يضبط نفسه في هذا الحال!

قال عياض المجاشعي يا رسول الله: رجل من قومي يشتمني وهو دوني، عليّ بأس أن أنتصر منه؟
قال: «المستبّان شيطانان يتهاذيان ويتكاذبان».
رواه أحمد والبخاري في «الأدب المفرد»، وصححه ابن حبان.

عِرفان

31 Oct, 21:52


‏من تجالس وما فائدة مجالسته؟

قال أبو موسى الأشعري: «لَمجلس كنت أجالسه عبدالله [ابن مسعود] أوثق من عمل سنة»!

«مصنف ابن أبي شيبة» ١٩٧/١٧.

وقال سفيان بن عيينة: قال أيوب: «إني لألقى الأخ من إخواني، فأكون عاقلا أياما».

«شعب الإيمان» ٥٤٩/٨.

و‏قال موسى بن عقبة: «إن كنت لألقى الأخ من إخواني= فأكون بلقيه عاقلا أياما».

«روضة العقلاء» ٩٢.

وقال سفيان الثوري: «إني لألقى الأخ من الإخوان اللقاءة فأكون بها عاقلا شهرا».

«حلية الأولياء» ٥٣/٧.

‏قال مالك: «كان محمد بن المنكدر سيد القراء، وكان كثير البكاء عند الحديث، وكنت إذا وجدت من نفسي قسوة آتيه فأنظر إليه فأتعظ به وأنتفع بنفسي أياما، وكان كثير الصلاة بالليل.».

«التمهيد» ٦٥/٨.

عِرفان

30 Oct, 20:24


‏«حب الدنيا رأس كل خطيئة»
روي هذا عن جماعة من السلف.

وعامة الذنوب بسبب حبها وإيثارها، فلأجلها سفكت الدماء، ونهبت الأموال، وانتهكت الأعراض..

و‏قال النبي ﷺ: «إن الله ليحمي عبده المؤمن من الدنيا -وهو يحبه- كما تحمون مريضكم من الطعام والشراب تخافونه عليه».
رواه أحمد وغيره، وهو حديث حسن.

و‏تعلق النفوس بالآخرة وأنها قد تغادر الدنيا في أي لحظة؛ من أعظم ما يحملها على الاستعداد لذلك.
والبلاء في تعلقها بالدنيا وطول أملها وغفلتها.

‏فكم مِن مفتون باع دينه بثمن بخس طمعا في الدنيا، ثم عاجله الموت، فكان حاله كما قال الله تعالى: {خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}.

والواجب على المؤمن يحذرها، ‏قال النبي ﷺ: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا…». رواه مسلم.

عِرفان

29 Oct, 21:04


ليس من شرف المعدن أن تُعرِض وتُبقي من خلفك حروف الذم وأبيات الشكوى من الناس والزمان!
فهذا مما أبغضه من أخلاق الناس
متى أعرضتَ فاهجر هجرًا جميلا، فيه بيان خبئك وسريرتك وما يليق بك، ولا تُبقِ من خلفك نُؤيًا، أو طللًا تتلو عليه قصائد الشكوى والشك والذم، وكن كما قال أبو الطيب يخاطب قلبه:
حببتك قلبي قبل حبك من نأى
وقد كان غدَّارًا؛ فكن أنت وافيا!
والأصل:
أن ما كان لله فهو يرتفع إليه، قد علمه ورآه، وهذا حسب المحب والله!
وما لم يكن له فهو طللٌ دارس تجُرُّ عليه الريح ذيولَ النسيان والمحو، وتُلحقه بأصله: التراب والفناء!
وكلنا يغدو، وكلنا مرتحل فانٍ!
ورحم الله محمود حسن إسماعيل فقد قال يصف قبرا:

قبرٌ بمدرجة الرياح مُعفَّرُ!
البوم ضيفُ تُرابِه والقُبَّرُ!

عِرفان

29 Oct, 05:25


‏" وهل يكبُّ الناس على وجوههم، أو قال: على مناخرهم في النار=إلا حصائد ألسنتهم"؟!
‏وهذا السؤال من سيدنا رسول الله ﷺ كأنَّ الذنب الوحيد الذي يُدخل أهل النارِ النارَ هو ما تعلق باللسان!
‏وهذا لو أنعمتَ النظرَ مشهودٌ في الناس؛ فالأخفُّ الأَهْوَنُ الأيْسر على غير من رحم الله، هو تحريك اللسان، وتناثر الكلمات من الفم واليد لا يبالي بها صاحبها، افتراء أو خوضًا، أو كذبا وفجورًا، أو غيبة ونميمةً، ولكل ذلك لذةٌ في النفس الخبيثة التي لا تقيم للآخرة ومشهد القيامة وزنًا!
‏حتى إذا بُعِثر ما في القبور، وكُشِفت السرائر، ونُشرت دواوين الأعمال برز هنالك شرر اللسان وثقل الحروف الموبقة لصاحبها!
‏ وود الذين حملتهم ألسنتهم على الاستخفاف والقيل والقال؛ أن لو كانوا خُرسًا لما يرون من هول الحشر وعظم العذاب!

‏اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا وشرور ألسنتنا! واجعلنا من الذين آثروا ذكرك على الخوض، وعمروا أوقاتهم بمحبتك، وشغلتهم بك عمن سواك، سالمين معافين! اللهم آمين

عِرفان

28 Oct, 11:07


‏لا بد أن يكون للإنسان لهَجٌ بالاستعاذة من الكبر؛ لأن مثل مثقال الذرة منه حاجبٌ عن الجنة، نسأل الله العافية!
‏يقول سيدنا أبو القاسم ﷺ : " لا يدخل الجنةَ مَن كان في قلبه مثقالُ ذرةٍ من كِبر ".
‏وهو مرض يتلون ويتخذ له وجوها كثيرة، وأصباغًا مختلفة، ويتدسس مستخفيًا إلى أغمض ما في النفس، ولربما احتج واجتهد في حشد الأدلة، شأنَ إبليس!
‏ولا نجاة إلا بالفرار إلى الله تعالى والتضلع من ذلة الضراعة واقتفاء أثر السيد المصطفى والخليل المُقَدَّم ﷺ في أحواله وشمائله وغضبه ورضاه وكلامه وسكوته..
‏وأنت واجدٌ فيه ﷺ مع جلالة القدر وتقدمه العالمين بأبي هو وأمي ﷺ =تمام فقره لله، ولياذه به، وفراره إليه، وخلوصه من كل ما يضاد العبودية، فلا ينتصر لنفسه وهو هو، ولو فعل لكان انتصاره حقًّا، ولكن تجرد فكان غضبه لله، وفرحه بالله، ونطقه لله، وصمته لله، وعفوه لله، وعطاؤه لله، لا ينشغل بنفسه ولا يجعلها حجابًا بين الناس وبين ربهم أبدا!
‏وانظر في تلقيه وقبوله إسلام من آذوه وعاندوه وحاربوه، كسيدنا خالد، أو سيدنا عمرو، أو سيدنا أبي سفيان، رضي الله عنهم، تلقاه بأحسن التلقي، غير لائمٍ ولا مثرِّب، ولا معاتب!
‏لأن شغله في هدايتهم ووصولهم إلى الله تعالى وحده، وليس شغله بنفسه عليه صلوات الله وسلامه، فهو عبد الله ورسوله حقا وصدقًا ﷺ

عِرفان

28 Oct, 05:18


‏" لا حول ولا قوة إلا بالله"..
‏كنز من كنوز الجنة كما في الحديث الصحيح، وهي كلمة المهاجر عن ضعفه إلى ربه، استغاثةً واستعانةً، ونشيد القلب الذي فرغ من الأضداد والأغيار، وقطع العلائق الحاجبة، وأخذ بالأسباب غير مُعَوِّلٍ عليها، فتصرَّف بالله وحده، وعمل لله وحده، فاستقام على صراط الهدى، محفوظًا من رؤية نفسه، أو الركون إلى ضعفها والإخلاد إلى الأرض، بمن فيها وما فيها!
‏وكل ما كان بالله كان، وكل ما لم يكن به لا يكون، وما عملته لله مستعينًا بالله قرت به عينك، ولاحت لك ثماره العاجلة بالهداية الإلهية والهدايا والتحف الربانية، التي تصلك من ربك حفظًا ومعيةً وتأييدًا ونصرًا.
‏فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

عِرفان

28 Oct, 05:17


﴿وقُلْ رَبِّ﴾ أيْ: أيُّها المُوجِدُ لِيَ المُدَبِّرُ لِأمْرِي المُحْسِنُ إلَيَّ ﴿أدْخِلْنِي﴾ في كُلِّ مَقامٍ تُرِيدُ إدْخالِي فِيهِ حِسِّيٍّ ومَعْنَوِيٍّ، دُنْيا وأُخْرى ﴿مُدْخَلَ صِدْقٍ﴾ يَسْتَحِقُّ الدّاخِلُ فِيهِ أنْ يُقالَ لَهُ: أنْتَ صادِقٌ في قَوْلِكَ وفِعْلِكَ؛ فَإنَّ ذا الوَجْهَيْنِ لا يَكُونُ عِنْدَ الله وجِيهًا ﴿وأخْرِجْنِي﴾ مِن كُلِّ ما تُخْرِجُنِي مِنهُ ﴿مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾

ولَمّا كانَ الصِّدْقُ في الأُمُورِ قَدْ لا يُقارِنُهُ الظَّفَرُ؛ قالَ (تَعالى) ﴿واجْعَلْ لِي﴾ أيْ: خاصَّةً ﴿مِن لَدُنْكَ﴾ عِنْدِكَ ﴿سُلْطانًا﴾ حُجَّةً وعِزًّا ﴿نَصِيرًا


البقاعي

عِرفان

25 Oct, 10:35


نفسك منك، وأخصُّ الأشياء نسبًا إليك، فحرامٌ عليك ذَوْقُها؛ فإنك إن ذقتها فعَجِبْتَ ونسَجْتَ من أوهام خيالاتك أنك أنتَ أنت، خيرًا وتميُّزًا=سرى سَمُّ ذلك الكِبر فيك فسَلَب من القلب الحياء والحياة، وبقيتَ تعتقد أنك أحسن الناس! وإنك حين يمسَّكَ الكِبْرُ=أكْذَبُهم وأشْأَمُهُم ظُلمًا لنفسه، وجَهْلًا بها.

إنما شأنك الدوران في فلك: (أبوء لك بنعمتك عليَّ)-فتشهد مِنَّتَه ونعمه تعالى عليك -وأبوء بذنبي- فتعلم أن تلك النِّعَم ليست باستحقاقٍ منك.

كتب الولي العارف يوسف بن الحسين إلى الإمام الجنيد رحمهما الله: لا أذاقك الله طعم نفسك؛ إنك إن ذقتها لا تفلح أبدا.

عِرفان

25 Oct, 04:33


وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣)


لم يستوحش الرسول- صلى الله عليه وسلم- من تكذيبهم، وخفاء حاله وقدره عليهم.. وأيُّ ضررٍ يلحق مَن كانت مع السلطان مجالسته= إذا خفيتْ على الأخسِّ من الرعية حالته؟!

الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله

عِرفان

24 Oct, 03:10


ومن أمارات النفس الذهبية؛ الفرح لأخيه، والحزن لحزنه، والسعي في حاجته قولا وفعلا وبذلا ودعاء، ورقْم اسمه في دفاتر الضراعة، والإكثار من ذكر فضله والتنويه بمعروفه ونسبة الفضل إليه، واستنبات الخصال الحميدة فيه، وستر عيبه، وسد خَلته، وإعانته على لأواء الدنيا وتعب السير ومشقة المكابدة

عِرفان

22 Oct, 07:57


هذا "الشيخ" فلان الذي يتكلم في كبرى مسائل الشريعة فقها أو اعتقادا، كمسائل التكفير والتبديع والتفسيق، والقتل والقتال، والنوازل المركبة السياسية أو الاقتصادية وغيرها، لا يخلو أن يكون إما عالمًا وإما ليس بعالم بل من الدعاة أو الوعاظ المذكّرين.
فإذا كان عالمًا، ففي أي علمٍ هو عالم؟ أفي الحديث وعلومه، أم في الفقه ومسائله، أم في أصول الفقه، أم في العقيدة والكلام، أم في التفسير؟ هل له في هذه العلوم دراسة ومشيخة وشهد له علماء محققون فيها، أم له فيها بحوث أو كتب أو دروس؟ أم عامة كلامه أشذاب من هذه العلوم في مسائل معدودة أو عموميات أو تعليقات على كتب عامة ليست من كتب مسائل العلم كفنٍّ وبحث، أو - وهذا أفضلهم طريقة - شروح ركيكة يعاني فيها شرح بعض كتب العلم التي للمبتدئين بتكلف؟
على أنه لو كان من العلماء بالمعنى الذي يجاوز ما ذكرناه من هذه الحال؛ لم يكفِ أن يتكلم في هذه المسائل، فإن رتبة ما ذُكر هي رتبة عوام العلماء والمدرسين، وليست رتبة الفقهاء المحققين المجتهدين، المطلقة أيديهم في علوم الشريعة كلًّا وجزءًا يتصرفون فيها بالاستنباط والتنزيل، مع ما تحتاجه النوازل من علم صحيح بالواقع، وبكثير من العلوم المعاصرة.
وإن لم يكن هذا "الشيخ" فلان عالمًا؛ كان من الوعاظ الدعاة، أو من المثقفين أو المفكرين بالتعبير الحديث، فكيف يسوغ له الكلام في هذه المسائل التي لا يقدم على الكلام فيها إلا أفراد المجتهدين وخواص العلماء، وليس عوام العلماء فضلا عن المبتدئين الوعاظ الذين ليسوا بعلماء أصلا!
إذا تصورتَ هذا التصور علمتَ أن عامة المتكلمين وكلامهم في هذه المسائل هو من الاجتراء، ومن الجهل الذي لا قيمة له في العلم، الذي لا يدل على قصور صاحبه العلمي فقط، بل وعلى أزمة أخلاقية وسلوكية عنده.

عِرفان

22 Oct, 04:58


وكذلك ما استقام لصالح ترك لحرام، أو مشهد العفو، أو أطاق حمل مرارة الصبر، أو مال بقلبه عن الفانية إلا لأن قلبه يعاين أو كالذي يعاين مشهد الآخرة، فخفَّ مهرولا إلى الله، تائبًا مستغفرًا نادمًا، وقد يُسِّرت له اليسرى، وحُفِظ من تقلبات النفس ورعوناتها ووثباتها..
وكل ذلك لأنه أخروي غيبي ربانيٌّ، ليس دنيويا طينيا أرضيا!

عِرفان

22 Oct, 04:55


قِران الإيمان بالله واليوم الآخر شائع في الكتاب والسنة، وهو باب عظيم في النظر؛ فإن الإيمان بالله تعالى لا يثمر ثمراته المباركة في النفس والروح والعالم إلا باستحضار الآخرة!
وكم ممن يحسن الاستناد على ما يعتقده إيمانًا فيأتي الأمر حين يأتيه واثقًا من نيته وصفاء قصده، غير أنه لو استحضر انهيار العوالم وفناء الأكوان ووقوفه وحده بين يدي الله ليسأله: لم فعلت!
لطارت سواكن نفسه خشوعًا ولترك كثيرًا مما فعل وهو يحسب أنه على شيء!
وانظر حال السقريين-عياذًا بالله-تركوا الصلاة وامتنعوا عن إطعام المسكين وخاضوا مع الخائضين في ردغات الخبال، وهذه ظلمات شداد ما تلبسوا بها لولا " وكنا نكذب بيوم الدين"..
نعم! إن فراغ القلب من مشهد الآخرة مفسدٌ له، ولو قال إني وإني!
فاللهم عافيتك وعونك ورحمتك!

عِرفان

21 Oct, 14:53


هذا أحد! جبل يحبنا!
هذا الإصغاء العظيم إلى مشاعر الحجر، والنفاذ الباهر في أعطاف الجبل، وسماع خفقاته من وراء ستار الصخر اليابس والقسوة الظاهرة=شيء يسطو بالقلب ويمده بما لا طاقة لبيان به!

عليه صلوات الله وسلامه

عِرفان

20 Oct, 04:56


فقال له ربنا سبحانه: ارجع ، فقل له- " يعني لسيدنا موسى عليه السلام"-يضع يدَه على متن ثورٍ، فله بكل ما غطتْ به يده بكل شعرة سنة.
قال سيدنا موسى : أي رب! ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت.
قال : فالآن!

هكذا يبصر السادة من المصطفين الأخيار حقيقة الدنيا، ويتهيأون دومًا للرحيل إلى الآخرة، فيكون الموت بوابتهم للقاء ربهم والتنعم بجواره ، مرتحلين عن دار الغصص ومرابض الكذب والغدر ومحافل التكالب على الحطام!

ثم ماذا؟
هذان هما الحرفان اللذان يُنهضان العبدَ من عثرته ويوقظانه من غفلته!
ثم ماذا، إن ظلمتَ فطغيتَ، أو سطوتَ فاعتديتَ، أو خُضت في ردغات الخبال، أو تركتَ الصلوات منشغلا عن ربك، وركبت المحرمات؟!
ثم ماذا؟!
ثم ماذا إذا أوتْ نفسك إلى سعير الباطل واجترأت على اللحاق بـ "وكنا نخوض مع الخائضين"؟!
ثم ماذا؟!
" وأنَّ إلى ربِّك المُنتهى".

وهما أيضًا الحرفان اللذان يجلوان القلب ويحملان العبد إلى شهود المصير ولمح فَجْر العاقبة وأنوار الوصول إلى الله، فيهون عليه تعب صومه عن الدنايا، وترحل عنه أثقال اللحظة الخانقة، والدمعة الكاوية!
رجاءَ جمال العوض وفرحة الوصول وأنوار اللقاء بالله تعالى الملك الحق المبين!
" فاصبر إن العاقبة للمتقين"!

سيمضي هذا كله ويرتحل هذا كله!

عِرفان

19 Oct, 04:02


في الحياة ما لا يمر إلا بالعفو والصفح، وإنه لشديد، وما لا يُقبل إلا بالتسليم، وإنه لعظيم!
فإن بسطت يد الفكر والسؤال لتفهم، تلعثمت فيك نفسك وتضرمت بوسواسها، وآل أمرها إلى الضعف والعجز!
ومتى تلقيت القدر من يد الله سكنت ولبستك هدأةٌ بقيعية، وإن تلقيته بإناء العقل انكسر لضعف بنية الفخَّار!
وقد ذكر ربنا خلقتك في سورة " الرحمن" مشبها بالفخار، فارفق بضعفك وارحم نفسك!

عِرفان

17 Oct, 01:48


خير ما تحسن به إلى نفسك أن تعرف ربك، فمن عرفه أحبه ولا بد، وزهد في غيره وبطل تعويله عليه رغبا ورهبًا..
وباب المعرفة به تعالى قرآنه المنزل، ونبيه ﷺ الذي تحقق بالقرآن خلقا وحياة ونورا! ولن يشرق في قلبك نور القرآن إلا بقدر معرفتك بالذي اصطفاه الله تعالى لحمل أنوار هذا القرآن!
ولا يزال قلبك يطالع سمته وسنته ويتضلع من كوثر شمائله ونفحات أخلاقه وما كان عليه من الحال التي تسطو ببوارق الحب والجلال على قلبك فلا تكاد تقيم لغيره ﷺ اعتبارا، إلا من قربك منه ودلك عليه وعلمك سبيل الوصول إليه!
وهما الهجرتان اللتان من صدق في القيام بهما=تخفف من الخلق، وفرغ من أثقال النفس ومن غبار الأغيار، وطاب له الإقبال ونَعِم بالمعية وذَهاب الوحشة! اللهم عونك وعافيتك ونورك!

عِرفان

17 Oct, 00:19


• قال خالد الربعي:
عجبت لثلاث آيات ذكرهن الله في القرآن:

‏﴿ادعوني أستجب لكم﴾: ليس بينهما حرف وكانت إنما تكون لنبيٍّ؛ فأباحها الله لهذه الأمة.

والثانية قف عندها ولا تعجل: ‏
﴿اذكروني أذكركم﴾ فلو استقرّ يقينها في قلبك ‌ما ‌جفّت ‌شفتاك.

والثالثة: ‏﴿الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا﴾.


[الدُّرّ المنثور]

مجالس السلف

عِرفان

15 Oct, 04:21


= تابع

* عبرة:

❏ ولهٰذا المعنىٰ مِن شواهدِ القرآنِ والسّنّة ما لا يضبطُه التّقييدُ، وإذا تأصّل: وُزِن به ما يُشِيعُه كثيرٌ مِن النّاسِ اليومَ علىٰ أنّه هو السّنّةُ المحضةُ، ومقتضى المنهاجِ السّويِّ، يجتثّونه اجتثاثًا: مِن البتِّ في هِجرانِ مَن تلبَّس ببدعةٍ أو أَعلَن خلافًا لما دلّ عليه القرآنُ والسّنّةُ في بابٍ مِن الأبوابِ ممّن ثبَت دينُه بيقينٍ، وإذا عُلِم أنّه خلافُ ما تقرَّر في هٰذه الآيةِ وأمثالِها وهو في القرآنِ والسّنّةِ كثيرٌ: تبيَّن أنّه خلافُ حكمِ اللهِ عزّ وجلّ الّذي رضي لعبادِه المؤمنين أن يعاملوا به. وما هو إلّا مِن فسادِ الفهمِ، المفضي إلى الظُّلم، والبغيِ في الحكمِ.

❏ وقد أوجب قولَهم ذٰلك ولوازمَه الفاسدةَ خللٌ منهم في التّصوُّر يتتابَعون عليه، وخللٌ في الإرادة.

- أمّا خللُ التّصوُّر فأمران:

الأوّل: قصورٌ في النّظر، واستعجالٌ لأواخرِ الأمورِ قبلَ استتمامِ أوائلِها، قذَف بهم في الاشتغالِ بساحاتِ الخلافِ دونَ ضبطٍ لمواضعِ الوفاقِ، ومباني الحقائقِ، ألا ترىٰ أنّهم جعَلوا الأمورَ العارضةَ الّتي تُذكَرُ في مواطنِها المخصوصةِ: هي الأصولَ المستقرّةَ الّتي يعاودونَ الحديثَ فيها، ويدندنون حولَها، ويحاكمون إليها، وإذا ما نُوزِعوا فيها صاحوا: رُدّت السّنّة بالأهواءِ، وانتشرت البدعُ! وإذا رُدّ عليهم قالوا: قد صار أهلُ السّنّةِ غرَضًا لكلِّ أثيمٍ! وقد قلتُ يومًا لبعضِهم:

ولستَ أنت السُّنّةَ، الزَمْ حَدَّكا
فلم يَرُدُّ سنّةً مَن رَدَّكا


والأصولُ الشّرعيّةُ المستقرّةُ شيءٌ غيرُ العوارضِ، ولا تُفهَم العوارضُ حقَّ الفهمِ ولا يُعرَفُ تفسيرُها تمامَ المعرفة، ولا يمكنُ استعمالُها استعمالًا صحيحًا، إلّا بالأصولِ، والأصولُ عن القومِ غائبةٌ، لأنّها تحتاجُ إلىٰ كثيرٍ مِن تحرّي مرادِ اللهِ ورسولِه، وطلَب العلمِ، والقومُ أخَذوا منهجَهم مِن كتبِ الرّدودِ، لا مِن كتابِ المعبود، فصار فهمُهم خلافَ ما أراد اللهُ ورسولُه ...

والآخر: أن ترَكوا التّعويلَ علىٰ ما في الكتابِ والسّنّة، باستقراءِ الأحوالِ، وتتبُّع المواقع، لأنّه أمرٌ شاقٌّ لا يكادُ يقتدرُ عليه إلّا الأفذاذ، فتركوه واكتفَوا دونه بآثارٍ مرويّةٍ عن بعضِ السّلفِ، يحتفُّ بها مِن موجِباتِ التّقييدِ والتّخصيصِ والتّأويلِ والبيان ما يحتفُّ، ويجوزُ عليها الخطأُ، وهم يؤاخذون غيرَهم بترك الاشتغالِ بالوحي، ويرمونهم بالتّقصير في التّعويلِ عليه، ويتلون: ﴿فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى اللهِ والرّسول﴾! وإذا ذاكَرتَ أحدَهم بآيةٍ في موضوعٍ يراودك عليه، أو قرَّرتَ عليه معنًى قرآنيًّا مستمرًّا: رأيتَه ينظُرُ إليك تدور عيناه!

- وأمّا خلل الإرادة: فمترتِّبٌ عن خللِ التّصوُّر، وهو سوءُ الظّنِّ بأهل العلم، وتهمةُ البُرآءِ، وحملُهم علىٰ أضيق المحامل، ثمّ نصبُ الباغين أنفسَهم حكّامًا على الخليقة، يعدّون أنفسَهم حماةَ الحقيقة!

ومِن أعيبِ العيبِ أن يصفَ المرءُ أخاه بما هو فيه، ويبغي البرآءَ العنَتَ، وأن يجعلَ عِرضَه كلَأً يستبيحُ به الأعراضَ المصونةَ!

إنّ الرّجلَ متىٰ ما اشتَغَل بتعرُّفِ نفسِه، وتكميلِ فضائلِها، وإصلاحِها، شغَلته أوهامُه الكثيرة، ونقصُه المستفحلُ، وما يعلمه عن نفسِه مِن ضعفِ الهمّةِ، وسوءِ النّيّة، وقلّةِ الصّدق، ورقّة الدّين، ونقصِ اليقين، شغلتْه عن كلِّ شيءٍ، وإنّ ذٰلك لهو منهاجُ المناهجِ، الّذي لا يقيم العاقلُ في دربٍ سواه.

عِرفان

15 Oct, 04:21


نص نفيس من شيخنا أبي روح حفظه الله:

عِرفان

15 Oct, 04:13


العزوف عن تعلُّم الدّيانة  |•

أفضيتُ اللّيلةَ إلىٰ شيخِنا الفقيهِ محمّدٍ سُكْحالٍ بشيءٍ في نفسي ... فقال لي عفوًا:

«العزوفُ عن التّعلُّم الّذي نشهدُه: شيءٌ مخيف!

إذا صدَف النّاسُ عن تعلُّم الشّرعِ فمَن لهم في الفتوىٰ؟ ومَن لهم في الإرشادِ؟ فهم نُهْبةُ الأفكارِ الضّالّةِ المضلّةِ، نُهبةُ المذاهبِ الهدّامةِ، نُهبةُ الانحرافِ الخطيرِ، نسأل الله العافية.

إنّي ـ واللهِ العظيمِ ـ لو أتيح لي أن أَخطُبَ في المنابرِ، لكانت أكثرُ خطبي عن التّعلُّمِ، فالتّعلُّمِ، تعلُّمِ الدّينِ التّعلُّمَ الرّصين، الّذي به يبينُ للإنسانِ الطّريقُ المستقيم.

كيف تعبُدُ الأمّةُ ربَّها عبادةً صحيحةً وهي علىٰ جهالةٍ؟ أم كيف تعرفُ رسالتَها العظيمةَ؟ وكيف تؤدِّيها للنّاسِ»؟! انتهىٰ.

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية

عِرفان

14 Oct, 05:13


اللهم عفوك وعافيتك!
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك!
نعوذ بك من موت القلب وتبلد المشاعر والإعراض عن آلام المسلمين وجراحاتهم!
نعوذ بك أن نركن إلى الدنيا أو أن تستبد بنا الفانية!
اللهم عفوك اللهم غوثك اللهم مغفرتك اللهم عونك! اللهم نصرك وتأييدك !
نعوذ بك من الغفلة وحمأة الذل ومرابض السفه !

عِرفان

10 Oct, 04:22


حاجة الأمة العظيمة للجباه الساجدة والقلوب الضارعة في محاريب الذل، والضراعة والفقر والاستغاثة والابتهال إلى الله تبارك اسمه، كشفًا للضر، ومحقًا للباطل، وصدًّا لصولات المجرمين ممن يعيثون في الأمة قتلا وعدوانًا=أمر لا يعلم قدره إلا الله تعالى!
وسبحان الذي اصطفى عباده، واصطفى لهم رُبُطَ الصدق في الميدان وفي المحاريب وفي الخلوات وفي السجدات!
وسبحان الذي يدفع صولة العدو بسجدة الفقر ودمعة الذل!
وهذا شأن المؤمن في الدنيا والآخرة، يحمل هم غيره، وتتداعى الرحمات من قلبه حبا لإخوانه!
وما زلت أقف طويلًا عند قوله ﷺ عن المؤمنين وقد اطمأنت بهم منازلهم في الجنة، لا يشغلهم ما هم فيه من النعيم عن مصائر إخوانهم، ولو كانوا في النار!

فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار، وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم يقولون : ربَّنا! إخوانَنا! كانوا يُصلُّون معنا! ويصومون معنا! ويعملون معنا! فيقول الله تعالى : اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخْرِجوه.
ويُحرِّم الله صورَهم على النار، فيأتونهم، وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه، وإلى أنصاف ساقيه، فيخرجون من عرفوا"
سبحان الله! ما شغلهم النعيم عن إخوانهم! بل ذهبوا إلى ربنا ليشفعوا فيهم ويلحوا في ضراعتهم على ربهم! ويحب ربنا سبحانه وبحمده هذا منهم! ويأذن لهم أن يذهبوا بأنفسهم لاستخراجهم من جاحمة النار!
سبحان الذي اصطفى لنا هذا الدين العظيم، واصطفى لبيانه والدلالة عليه والهداية إليه خير خلقه وأعظمهم وأرحمهم ﷺ!

عِرفان

09 Oct, 03:38


والناظر في مباني الشرع والقدر يجد أن كل ما فيه لتحقيق نور الشهادة العظمى: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ !
والله تعالى يصطنع لعبده في السراء والضراء ما به تمام هذا الشهود وتصفية مشكاة الفؤاد من شوائب الالتفات والإخلاد إلى الأرض!
حتى إذا طوى مقامات السير وأشرف على نهايات الطريق وأبصر الغاية، التمعت لا إله إلا الله بأنوارها صافية مشرقة هادية إلى الدخول على الرب، فهي غاية السير وبدؤه ومنتهاه!
ولذلك جعلها السادة نهاية مقامات السائرين، فكان التوحيد آخر المنازل وغاية السالك الذي قضى عمره كله في التضلع من أنوار " أشهد" حتى تتم فيه وتكمل!

عِرفان

09 Oct, 03:25


"ثم السبيل يسَّره ثم أماته فأقبره"!

كأن ما بينهما لسرعة زواله وانقضائه وفنائه ليس بشيء ليُذكَر!

فما الذي يشغل الإنسان بما لا يُذكَر عن مصيره الذي لا بد منه، سوى الوهم والغفلة؟!
اللهم عونك وعفوك وعافيتك وجميل كرمك وهدايتك!

عِرفان

08 Oct, 12:26


(المدينة ....المدينة)

مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم....
ليس هناك بقعة في العالم مكتظة بالذكريات تشبهها
لا يقع بصرك على شيء إلا وتقبل معه الذكرى
أينما يممت طرفك
في مسجدها
في مساجدها
في جبالها
في ثنياتها
في سفوحها
في مقابرها
في سككهها
أسواقها
في بوصلتها
في الاسماء في الأحياء في الأودية
في الشجر والثمر
في هوائها وحرها وبردها ومطرها وهجيرها
في الأذان والصلوات ....
لا أعلم كيف يمكن لأهلها أن تشرد أذهانهم وكل هذه الكظيظ من الذكريات يحف بهم من كل اتجاه...
كيف واسمها يلقي عليهم بظلال الحنين
إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
المدينة ....المدينة
على أفواههم في كل اللحظات
هل عندهم من الدموع ما يكفي ليوزعوه في كل النواحي والمواقف والأشواق والتذكار
وأصوات الحنين
المدينة ترحل بك
تسافر إليها تسافر بك

عِرفان

08 Oct, 04:50


‏والإنسان مُذ أهبِط إلى هذه الدنيا حتى يفارقها وهو في مجاهدةٍ يكابد سطوة التراب وعثرات الطين ومراصد الشيطان والتواءت النفوس وخبايا الأفئدة الموصدة على ما فيها من غيوب وسرائر!
‏ومن كان في خفارة المعية ونور الهداية والاستعانة؛ فإن الله سبحانه وبحمده يتمم له نوره ويبلغه غايته.

عِرفان

07 Oct, 03:36


وكم في آيات كتاب الله المجيد من هدايات يقف فيها العبد، على عُجره وبُجره، دهِشًا من عجائبها، وبيانها، ومعانيها، وأنوارها، وما فيها من الدلالة على جلال المتكلم وسعته ورحمته وبره وعظمته!
وإن الحرف من كلام ربنا إذا اتسعت به النفس وأشرقت به الروح =يكون بابًا لولوج النفس إلى الملأ الأعلى، وسبيلًا لمفارقة أثقال التراب وغبار الأرض والارتفاع عن الدنيا كلها!

" نزل به الرُّوح الأمينُ على قلبك لتكونَ من المُنذِرين بلسانٍ عربيٍّ مبين".

عِرفان

04 Oct, 20:05


من روائع ابن تيمية في المفاضلة بين الأعمال

قال رحمه الله: «والأفضل يتنوع بتنوع الناس؛ فبعض العلماء يقول: كتابة الحديث أفضل من صلاة النافلة، وبعض الشيوخ يقول: ركعتان أصليهما بالليل حيث لا يراني أحد أفضل من كتابة مائة حديث، وآخر من الأئمة يقول: بل الأفضل فعل هذا وهذا.

والأفضل يتنوع بتنوع أحوال الناس؛ فمن الأعمال ما يكون جنسه أفضل، ثم يكون تارة مرجوحا أو منهيا عنه؛ كالصلاة؛ فإنها أفضل من قراءة القرآن، وقراءة القرآن أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الدعاء، ثم الصلاة في أوقات النهي -كما بعد الفجر والعصر ووقت الخطبة- منهي عنها، والاشتغال حينئذ إما بقراءة أو ذكر أو دعاء أو استماع؛ أفضل من ذلك.
وكذلك قراءة القرآن أفضل من الذكر، ثم الذكر في الركوع والسجود هو المشروع دون قراءة القرآن، وكذلك الدعاء في آخر الصلاة هو المشروع دون القراءة والذكر.

وقد يكون الشخص يَصلح دينه على العمل المفضول دون الأفضل؛ فيكون أفضل في حقه؛ كما أن الحج في حق النساء أفضل من الجهاد.

ومن الناس من تكون القراءة؛ أنفع له من الصلاة.

ومنهم من يكون الذكر؛ أنفع له من القراءة.

ومنهم من يكون اجتهاده في الدعاء لكمال ضرورته؛ أفضل له مِن ذكرٍ هو فيه غافلٌ.

والشخص الواحد يكون تارة هذا أفضل له، وتارة هذا أفضل له. 

ومعرفة حال كل شخص وبيان الأفضل له؛ لا يمكن ذكره في كتاب؛ بل لا بد من هداية يهدي الله بها عبده إلى ما هو أصلح، وما صدق اللهَ عبدٌ إلا صَنع له».

«مجموع الفتاوى» ٣٠٨/٢٢.

#ابن_تيمية #فضائل_الأعمال

عِرفان

04 Oct, 17:38


#الصرصري

عِرفان

04 Oct, 04:08


https://youtube.com/playlist?list=PLrTbvvXShHHflS0zGwdkPO7u8U0VERSy4&si=0KITjTSv9BQK3LtM

عِرفان

03 Oct, 15:39


وإذا نبعت الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من مشكاة الحب، متوهجة بمشاهدة ما كان عليه من الإشفاق على أمته، ورحمتها، وحبه الخير لها، ومكابدته ألوان العناء وصنوف المشقة في هاجرةٍ تتلظى بمعاداته، وتنصب كل جهدها للنيل منه، وهو سامٍ على صراط السمو، لا يلتفت عن إبلاغ الرحمة، وحمل الهداية، صابرًا على جفاء النفوس يرجو أوبتها إلى محضن الهداية، وما كان يكسو قلبه الشريف من الحزن على تفلت نفس من يده إلى جاحمة النار، وما كان يتهادى من وجهه الأنور ضياءً فَرِحًا يسطع بِشْرُه عندما تأتيه البشرى بالتيسير على الناس من ربهم تبارك اسمه، واتساع خُلقه الشريف لكل كمال وجمال،

فما تبصره إلا كاملا في خلقه وسؤدده وشرف نفسه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وعلى آله وسلم..وغير ذلك من مشاهدات القلب لرحمة الله للعالمين صلى الله عليه وسلم=تكون صلاتك عليه غيثا يقطر بالشوق الذي يغسل الفؤاد بأنواره غسلا!

عِرفان

01 Oct, 23:47


صولة الساجد بين يدي ربه بدعواته تغير النفس والعالم والمصير!
وتزلزل إبليس وجنده؛ فإن أبغض شيء إلى الشيطان سجود العبد!
وإن في السجود من الفتح وقوة القلب ونزع الوهن ما لا يعلمه إلا الله!
إن كثيرًا من مواطن السجدات كانت وقائع خفية لهزيمة الباطل والقصاص من الظالمين!
وكلما سجد الإنسان عز وارتفع وكان له من المهابة ما لا يوصف!

فليدعُ ناديه
سندعُ الزبانية
كلا!
لا تطعه..
(واسجد واقترب)


مدد القلب والروح والجسد والعقل والحياة!
السجود

عِرفان

01 Oct, 04:41


فإنك تقدر ولا أقدر
وتعلم ولا أعلم
وأنت علام الغيوب!



هنا يجلس المرء فقيرا بين يدي ربه، على بساط المسكنة الذي لا أشرف منه، وفي ظلال فردوس السكينة الذي لا أرحب منه!
ومتى هدى الله قلب عبده بأنوار المحبة سكنت نفسه واطمأنت لمراد الملك الذي يدبر الأمر!

37,313

subscribers

110

photos

64

videos