قناة أحمد عبد المنعم @ahmad_abdelmon3em Channel on Telegram

قناة أحمد عبد المنعم

@ahmad_abdelmon3em


خزانة شخصية أجمعها لوقت الحاجة

قناة أحمد عبد المنعم (Arabic)

قناة أحمد عبد المنعم هي خزانة شخصية تم جمعها لوقت الحاجة. إذا كنت تبحث عن مصدر موثوق يوفر لك المعلومات والنصائح التي تحتاجها في اللحظة الصحيحة، فإن هذه القناة هي المكان المناسب بالنسبة لك. يمكنك العثور على مجموعة متنوعة من المحتوى القيم هنا، بما في ذلك نصائح عامة، أخبار، ونصائح للحياة اليومية. قم بالاشتراك الآن لتصلك أحدث المعلومات والتحديثات فور نشرها.

قناة أحمد عبد المنعم

11 Jan, 14:34


من أخطر ما يبتلى به من يبني مواقفه من مخالفية على مناكفتهم والسعي في إغاظتهم أنه ينحرف دون أن يشعر من الاجتهاد في تحرير الحق في نفس الأمر إلى الاجتهاد فيما يكون أبلغ في مناكفة مخالفيه ، فيحصل له دون أن يشعر تحول عن طلب الحق إلى طلب ما يشوش به على مخالفيه وإن كان بالباطل ، فيكون من عقوبة الله له أن تعمى بصيرته عن التمييز بين الحق والباطل ، حيث لم يسلِّم بالحق حين ظهر له أول الأمر ، وأظهر الاعتراض على مخالفيه بما ليس عنده يقين بأنه الحق .

وحين يستفحل به هذا البلاء يصبح سببا في تفريق الأمة وإحداث الفتنة والخلاف بين المنتسبين للعلم ، ثم لا يجد من ينصره ويعينه على ما وقع منه من شذوذات إلا من مغموص بالبدعة ومفارقة أهل العلم المعتبرين ، فيزداد بلاؤه حتى يقع في مناقضة الإجماعات وموافقة الطوائف الضالة في بعض انحرافاتها ، فالعجب كيف يكون مبدأ حال من سلك هذا الطريق من مناكفات ومواقف قريبة المأخذ إلى هذا الشطط الذي لم يتوقع حتى صاحبه أن يكون من أهله
.

قناة أحمد عبد المنعم

08 Jan, 17:43


هذا البودكاست نافع جدًا واستفدت منه كثيرًا، وأعدت سماعه أكثر من مرة للشيخ المبارك المقرئ الطبيب الدكتور عبدالله الجار الله حفظه الله.

وفيه قصة عجيبة يرويها الشيخ عن طالبه الأمريكي عبدالله محيي الدين ، شاب من أهل القرآن قدم من نيويورك لا شيء فأصبح بالقرآن كل شيء.
وكيف يؤثر القرآن على أهله ثباتًا وطمأنينة في الأزمات والمصائب.
ورؤيا مبشرة لمن حفّظ أبناءه القرآن وحرِص على ذلك.
وفيها تسخير عجيب وعناية ربانية من الله لأهل القرآن.

وخلاصة هذا اللقاء كلمة كررها الشيخ في أكثر من موطن وهي قوله:
ـ من يسأل الله الإعانة والتوفيق في طريق القرآن ويكون بنية خالصة فإن الله يبلغه مراده.

ـ وأن القرآن هو الصديق الوفي الذي لا يتخلى عنك في كل لحظة بشرط أن تكون معه وفاء بوفاء وذلك يكون:
ـ بأن تكون نيتك صحيحة.
ـ وتعطيه وقتك.
ـ وتعمل به.

ونصيحتي لكم أن لا تفوّتوا سماع هذا اللقاء، ففيه خير وبركة ونور، ولعل كلمة تسمعها في هذا اللقاء تعيد وتصحح علاقتك مع كتاب ربك.
بارك الله في الشيخ عبدالله ونفع به الإسلام والمسلمين وجزاه خيرًا على هذا النصح وهذا التوجيه الجميل .


https://youtu.be/ac4ivVsFlzk?si=Jm4QeahH_NvdcZ1j

قناة أحمد عبد المنعم

07 Jan, 19:21


وقال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدَىً للنّاس وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَان}؛ فأنزله هادياً للنّاس، وبيِّنات من الهدى والفرقان؛

فهو يهدي النّاس إلى صراط مستقيم؛ يهديهم إلى صراط العزيز الحميد الذي له ما في السموات وما في الأرض، بما فيه من الخبر والأمر،
وهو بيّنات: دلالات وبراهين،
من الهدى: من الأدلة الهادية المبيّنة للحق،
ومن الفرقان المفرّق بين الحق والباطل، والخير والشر، والصدق والكذب، والمأمور والمحظور، والحلال والحرام؛ وذلك أنّ الدليل لا يتمّ إلاّ بالجواب عن المعارض؛ فالأدلة تشتبه كثيراً بما يعارضها، فلا بُدّ من الفرق بين الدليل الدالّ على الحقّ، وبين ما عارضه؛ ليتبين أنّ الذي عارضه باطلٌ.

فالدليل يحصل به الهدى وبيان الحق، لكن لا بد مع ذلك من الفرقان؛ وهو الفرق بين ذلك الدليل، وبين ما عارضه، والفرق بين خبر الرب، والخبر الذي يخالفه.
فالفرقان يحصل به التمييز بين المشتبهات. ومن لم يحصل له الفرقان كان في اشتباه، وحيرة.

والهدى التام لا يكون إلا مع الفرقان، فلهذا قال أولاً: {هُدىً لِلنَّاسِ} ، ثم قال: {وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ؛ فالبينات: الأدلة على ما تقدم من الهدى؛ وهي بينات من الهدى، الذي هو دليل على أنّ الأول هدى، ومن الفرقان الذي يُفرّق بين البيّنات والشبهات، والحجج الصحيحة والفاسدة. فالهدى: مثل أن يُؤمر بسلوك الطريق إلى الله؛ كما يُؤمر قاصد الحج بسلوك طريق مكّة مع دليل يوصله. والبيّنات: ما يدلّ، ويُبيّن أنّ ذلك هو الطريق، وأنّ سالكه سالك للطريق لا ضالّ. والفرقان: أن يُفرّق بين ذاك الطريق وغيره، وبين الدليل الذي يسلكه ويدلّ الناس عليه، وبين غيرهم ممّن يدّعي الدلالة، وهو جاهل مضلّ.

ابن تيمية

قناة أحمد عبد المنعم

03 Jan, 17:16


وهو يُطعم ولا يُطعَم (قوت القلوب) | د.أحمد عبد المنعم | خطبة

قناة أحمد عبد المنعم

01 Jan, 22:53


يقول تعالى ذكره للقائلين: لو علمنا أحبّ الأعمال إلى الله لعملناه حتى نموت= ﴿إِنَّ الله﴾ أيها القوم ﴿يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ﴾ يعني في طريقه ودينه الذي دعا إليه ﴿صَفًّا﴾ يعني بذلك أنهم يقاتلون أعداء الله مصطفين.

الطبري

قناة أحمد عبد المنعم

01 Jan, 21:50


والقرآن آيته باقية على طول الزمان، من حين جاء به الرسول تُتْلى آيات التحدّي به. ويُتلى قوله: {فَليَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ}، و {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ}، و {بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ}، ويُتلى قوله: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالجِنّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرَاً} فنفس إخبار الرسول بهذا في أول الأمر، وقطعه بذلك، مع علمه بكثرة الخلق، دليلٌ على أنّه كان خارقاً يعجز الثقلين عن معارضته. وهذا لا يكون لغير الأنبياء.

ثمّ مع طول الزمان، قد سمعه الموافق، والمخالف، والعرب، والعجم. وليس في الأمم من أظهر كتاباً يقرأه الناس، وقال إنّه مثله. وهذا يعرفه كلّ أحدٍ.

وما من كلام تكلم به الناس وإن كان في أعلى طبقات الكلام لفظاً ومعنىً، إلا وقد قال الناس نظيره، وما يشبهه ويقاربه؛ سواء كان شعراً، أو خطابةً، أو كلاماً في العلوم، والحِكَمِ والاستدلال، والوعظ، والرسائل، وغير ذلك. وما وجد من ذلك شيء، إلَاّ ووجد ما يشبهه ويقاربه.

والقرآن ممّا يعلم الناس؛ عربهم، وعجمهم أنّه لم يُوجد له نظيرٌ، مع حرص العرب، وغير العرب على معارضته؛ فلفظه آية، ونظمه آية، وإخباره بالغيوب آية، وأمره ونهيه آية، ووعده ووعيده آية، وجلالته وعظمته وسلطانه على القلوب آية. وإذا ترجم بغير العربي كانت معانيه آية. كلّ ذلك لا يوجد له نظيرٌ في العالم.

ابن تيمية

قناة أحمد عبد المنعم

01 Jan, 20:33


#التسجيل_الصوتي
🎧 حملة القرآن وهموم الأمة | لقاءات برنامج الارتباط بالقرآن (٦) | الشيخ عمرو الشرقاوي

قناة أحمد عبد المنعم

31 Dec, 12:22


«ينام الرجل النومة ويطول عليه الأمد»

من شأن الوحي وعلومه أن يعمل فيك ويجدد ما خبت من إيمانك، ويوقظ شريف المعاني في نفسك؛ فلا يكون المؤمن خُلوًا من جديد هداية ما دام متصلا بالوحي قريب عهد بغيث نزل به!
فإن فُقد ذلك فَثًمَّ خلل يُلتمس، إما في ريّه منه والورود من حياضه، وإما في نفوذه في قلبه وعمله فيه وإصلاحه لعيبه، وذلك من أعظم ثمرات تحقيق الذكر في القلب، وشهود حقائقه، ورعايتها، والقيام بها
وتلك معان تلتمس حقائقها، ويُطلب ما تنطوي عليه.

وقد خلق الإنسان خلقا يتأتى منه الغفلة والنسيان، يستلين سهل الدنيا، فمنها خلق وهي أمه يستروح إلى طيبها؛ ويركن إليها، وليس بينه وبين هذا إلا أن يهمل نفسه، وعدم بصره بعيبها، وتدسسه لصلاحها، وأن يكله الله إليها.
وإن المرء ليرزق الإيمان ثم يسلبه، وإنه ليؤتى العلم ثم يحرم بركته، وإنه ليعمل على نصرة دين الله ثم يأتي عليه زمان ما يبالي إلا بنفسه، وإنه ليعزم على الأمر من أمر الحق ثم يتهيَّأ له فيعرض عنه ويُصرف عنه، وإنه ليرى أجر العاملين ثم لا يرغب أن يكون فيهم، ويعرف معنى سكينة القلب ويذوقه ذواقة ثم يصيبه الوهن والضعف والاستكانة.
وهاك أخبار السلف وكلامهم في الخوف من حبوط العمل، وتغير العاقبة وسوء الخاتمة.

تلك الأمانة قد حُملناها، وعلى كل واحد أن يبحث ويسعى فيما يصلحه ويقيم إيمانه، وما من شغل أولى بأحدنا من صلاحه وهدايته يبذل فيه عقله وجهده.
والله وحده العاصم والمستعان، وإنه كريم رحيم ودود، وما هو بظلام للعبيد.

قناة أحمد عبد المنعم

28 Dec, 09:03


تنكشف الحقائق لمن سلك طريق العلم شيئًا فشيئًا بقدر ما يسلك، وتزول الغشاوة عن عينيه ليرى الأمور على حقيقتها، ويقعُ له هذا وإن لم يكن قصدُه بادئ الأمر وجهَ الله تعالى، إلا أنّ سيرَه هذا يضعه أمام هذه الحقيقة الجليّة التي تتصاغر عندها رغباته الأولى، كما قيل: "طلبنا العلم لغير الله فأبى ألا يكون إلا لله"، وما هذا إلا لأنه بالعلم عرف بعد جهالة، وبه أبصر بعد عمى، وعلم أن الأمر جدّ لا هزل، وأن الموفّق مَن انتفع بما أبصر، فسلك سبيل النجاة وإن كان مشوَّشَ القصد في أول الطريق.

وبقدر ما ينكشف لسالك السبيل من حقائق يجد بها شغلًا عن كل ما سوى النجاة وابتغاء مرضاة الله جلّ وعلا؛ فيجد فيها شغلًا عن رؤية النفس والعُجب بها، وشغلًا عن العلوّ بالعلم في الأرض، وشغلًا عن التزيّن والتشبّع والتجمّل أمام الخلق، وشغلًا عن الانتصار للنفس والمكابرة في الحق، وشغلًا عن مماراة السفهاء ومناطحة الخلق بما تعلّم، لا لأنه وقف على الوعيد فحسب؛ بل لأن الأمر أعظم من كلّ هذا.

يوقِن أن الأمرَ جللٌ لولا لطف الله، وأن الطريق موحشة لولا نور الله، وأن "استقم" من شأنها أن تصدع قلبه لولا رحمة الله، ويرى في سيره كم من هالك عن عِلم على جنبتي الطريق، فيبرأ من حوله وقوته ويفزع إلى حول الله وقوته.

ووالله إن في العلم وما ينكشف به لشغلًا عن كل سفاسف الدنيا وإن ألبسها الناس زورًا لباس الآخرة، ومَن لم يشغله علمه عنها فهو على شفا هلكة، فليدرك نفسه!

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

قناة أحمد عبد المنعم

26 Dec, 21:06


«وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعنيها".

وهذا البأس نوعان؛
أحدهما: الفتن التي تجري عليهم. والفتنة تَرِدُ على القلوب، فلا تعرف الحقَّ، ولا تقصده؛ فيؤذي بعضهم بعضاً بالأقوال والأعمال.

والثاني: أن يعتدي أهل الباطل منهم على أهل الحقّ منهم، فيكون ذلك محنةً في حقّهم، يُكفّر الله بها سيِّئاتهم، ويرفع بالصبر عليها درجاتهم، وبصبرهم وتقواهم لا يضرّهم كيد الظالمين لهم، بل تكون العاقبة للتقوى، ويكونون من أولياء الله المتقين، وحزب الله المفلحين، وجند الله الغالبين؛ إذا كانوا من أهل الصبر واليقين؛ ف {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِر فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيْعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِيْنَ}.

والمتعدّي منهم إمّا أن يتوبَ الله عليه كما تاب على إخوة يوسف بعد عدوانهم عليه، وآثره الله عليهم بصبره وتقواه؛ كما قال لمّا قالوا: {أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوْسُفُ قَاْلَ أَنَاْ يُوْسُفُ وَهَذَاْ أَخِيْ قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَاْ إِنَّهُ مِنْ يَتَّقِ وَيَصْبِر فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيْعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِيْنَ قَاْلُوْا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنَاْ وَإِنْ كُنَّاْ لَخَاْطِئِيْنَ قَاْلَ لا تَثْرِيْبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاْحِمِيْنَ}
وكما فعل سبحانه بقادة الأحزاب الذين كانوا عدواً لله وللمؤمنين، وقال فيهم: {لا تَتَّخِذُوْا عَدُوِّيْ وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاْء}، ثمّ قال: {عَسَىْ اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِيْنَ عَاْدَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةٌ وَاللهُ قَدِيْرٌ وَاللهُ غَفُوْرٌ رَحِيْمٌ}؛ وفي هذا ما دلّ على أنّ الشخص قد يكون عدواً لله، ثمّ يصير وليّاً لله، موالياً لله ورسوله والمؤمنين؛ فهو سبحانه يتوب على من تاب.
ومن لم يتب منهم فإلى الله إيابه، وعليه حسابه، وعلى المؤمنين أن يفعلوا معه ومع غيره ما أمر الله به ورسوله؛ من قصد نصيحتهم، وإخراجهم من الظلمات إلى النّور، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر؛ كما أمر الله ورسوله، لا اتّباعاً للظنّ وما تهوى الأنفس، حتى يكون من خير أمة أخرجت للنّاس؛ يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويؤمنون بالله.»

ابن تيمية

قناة أحمد عبد المنعم

26 Dec, 19:38


«النبوات لابن تيمية» (1/ 378):
«ولهذا كانت القلوب تطمئنّ بذكره؛ كما قال تعالى: {أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوْبُ}؛ فتقديم المفعول يدلّ على أنّها لا تطمئِنّ إلا بذكره، وهو تعالى إذا ذُكِرَ وَجِلَتْ، فحصل لها اضطراب ووجل لما تخافه من دونه، و تخشاه من فوات نصيبها منه.
فالوجل إذا ذُكر حاصل بسبب من الإنسان، وإلا فنفس ذكر الله يوجب الطمأنينة؛ لأنّه هو المعبود لذاته، والخير كلّه منه؛ قال تعالى: {نَبِّئْ عِبَاْدِيْ أَنِّيْ أَنَاْ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ وَأَنَّ عَذَاْبِيْ هُوَ الْعَذَاْبُ الألِيْمُ} وقال علي رضي الله عنه: "لا يرجونّ عبدٌ إلا ربّه، ولا يخافنّ عبدٌ إلا ذنبه))؛ فالخوف الذي يحصل عند ذكره، هو بسبب من العبد، وإلا فذكر الربّ نفسه يحصل الطمأنينة والأمن؛ فما أصابك من حسنةٍ فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك؛ كما قال ذلك المريض الذي سُئل: كيف تجدك؟ فقال: أرجو الله، وأخاف ذنوبي. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمعا في قلب عبدٍ في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وأمّنه ممّا يخاف".

ولم يقل بذكر الله توجل القلوب، كما قال: {أَلا بِذِكُرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوْبُ}، بل قال: {إِذَاْ ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوْبُهُم}، ثمّ قال: {وَإِذَاْ تُلِيَتْ عَلَيْهمْ آيَاْتُهُ زَأْدَتْهُمْ إِيْمَاْنَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكلُوْنَ}. وإنّما يتوكّلون عليه لطمأنينتهم إلى كفايته، وأنّه سبحانه حَسْبُ من توكّل عليه؛ يهديه، وينصره، ويرزقه بفضله، ورحمته، وجوده. فالتوكّل عليه يتضمّن الطمأنينة إليه، والاكتفاء به عمّا سواه.

وكذلك قال في الآية الأخرى: {فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاْحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوْا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِيْنَ الَّذِيْنَ إِذَاْ ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوْبُهُمْ وَالصَّاْبِرِيْنَ عَلَى مَاْ أَصَاْبَهُمْ وَالْمُقِيْمِيْ الصَّلاةِ وَمِمَّاْ رَزَقْنَاْهُمْ يُنْفِقُوْنَ}، فهم مُخبتون. والمُخبت: المطمئنّ الخاضع لله. والأرض الخبت: المطمئنّة.
روى ابن أبي حاتم من حديث ابن مهدي، عن الثوري، عن ابن أبي نجيح: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِيْنَ} ، قال: المطمئنّين. وعن الضحّاك: المتواضعين؛ فوصفهم بالطمأنينة مع الوجل، كما وصفهم هناك بالتوكّل عليه مع الوجل،

وكما قال في وصف القرآن: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُوْدُ الَّذِيْنَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِيْنُ جُلُوْدُهُمْ وَقُلُوْبُهُمْ إِلَىْ ذِكْرِ اللهِ}. فذكر أنّه بعد الاقشعرار تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله؛ فذكره بالذات يوجب الطمأنينة، وإنّما الاقشعرار والوجل عارضٌ بسبب ما في نفس الإنسان من التقصير في حقّه، والتعدّي لحدّه؛ فهو كالزبد مع ما ينفع النّاس: الزبد يذهب جفاء، وما ينفع النّاس يمكث في الأرض.
فالخوف مطلوبٌ لغيره، ليدعو النّفس إلى فعل الواجب، وترك المحرّم. وأمّا الطمأنينة بذكره، وفرح القلب به، ومحبّته، فمطلوب لذاته. ولهذا يبقى معهم هذا في الجنّة، فيُلهَمون التسبيح، كما يُلهَمون النَّفَس»

قناة أحمد عبد المنعم

25 Dec, 20:41


«النبوات لابن تيمية» (1/ 335):
«والقول الحقّ هو القرآن، والحال الحق هو الإيمان؛ كما قال جندب، وابن عمر: "تعلّمنا الإيمان، ثمّ تعلّمنا القرآن، فازددنا إيماناً.
وفي الصحيحين عن أبي موسى، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "مَثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأُترجّة طعمها طيّب، وريحها طيّب. ومثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيّب، ولا ريح لها. ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيّب، وطعمها مُرّ. ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة طعمها مرّ، ولا ريح لها".
فالنّاس أربعة أصناف: صاحب قول قرآنيّ، وحال إيمانيّ؛ فهم أفضل الخلق. وصاحب قول قرآني، وحال ليس بإيمانيّ. وصاحب حال إيمانيّ، وليس له قول. ومن ليس له لا قول قرآنيّ، ولا حال إيمانيّ.
وكثيرٌ من المنتسبين إلى القول، والكلام، والعلم، والنظر، والفقه، والاستدلال ابتدعوا أقوالاً تُخالف القرآن. وكثيرٌ من المنتسبين إلى العمل، والعبادة، والإرادة، والمحبّة، وحسن الخلق، والمجاهدة ابتدعوا أحوالاً وأعمالاً تُخالف الإيمان، وصار مع كلّ طائفة نوعٌ من الحقّ الذي جاء به الرسول، لكن ملبوسٌ بغيره. وصار كثيرٌ من الطائفتين يُنكر ما عليه الأخرى مطلقاً؛ كما قالت اليهود ليست النصارى على شيء، وقالت النصارى ليست اليهود على شيء.
وفي كلّ من الطائفتين شَبَهٌ من إحدى الأمتين؛ ففي المنتسبين إلى العلم إذا لم يُوافقوا العلم النبويّ ويعملوا به شَبَهٌ من اليهود. وفي أهل العمل إذا لم يُوافقوا العمل الشرعيّ، ويعملوا بعلمٍ شَبَهٌ من النّصَارى»

قناة أحمد عبد المنعم

24 Dec, 20:22


﴿فاعْبُدْه﴾ يقول: فالزم طاعته، وذلّ لأمره ونهيه

﴿وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ﴾ يقول: واصبر نفسك على النفوذ لأمره ونهيه، والعمل بطاعته، تفز برضاه عنك، فإنه الإله الذي لا مثل له ولا عدل ولا شبيه في جوده وكرمه وفضله

﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ يقول: هل تعلم يا محمد لربك هذا الذي أمرناك بعبادته، والصبر على طاعته مثلا في كرمه وجوده، فتعبده رجاء فضله وطوله دونه كلا، ما ذلك بموجود.

الطبري

قناة أحمد عبد المنعم

24 Dec, 20:22


﴿فاعْبُدْهُ واصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ﴾

والمَعْنى: فَحِينَ عَرَفْتَهُ تَعالى بِما ذُكِرَ مِنَ الربوبية الكامِلَةِ فاعْبُدْهُ .. إلَخْ. فَإنَّ إيجابَ مَعْرِفَتِهِ تَعالى كَذَلِكَ لِعِبادَتِهِ مِمّا لا رَيْبَ فِيهِ،

أوْ حِينَ عَرَفْتَ أنَّهُ تَعالى لا يَنْساكَ، أوْ يَنْسى أعْمالَ العامِلِينَ كائِنًا مَن كانَ= فَأقْبِلْ عَلى عِبادَتِهِ، واصْطَبِرْ عَلى مَشاقِّها، ولا تَحْزَنْ بِإبْطاءِ الوَحْيِ، وهُزُؤِ الكَفَرَةِ؛ فَإنَّهُ يُراقِبُكَ، ويُراعِيكَ، ويَلْطُفُ بِكَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ،

وتَعْدِيَةُ الِاصْطِبارِ بِاللّامِ لا بِحَرْفِ الِاسْتِعْلاءِ، كَما في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿واصْطَبِرْ عَلَيْها﴾ لِتَضْمِينِهِ مَعْنى الثَّباتِ لِلْعِبادَةِ فِيما تُورِدُ عَلَيْهِ مِنَ الشَّدائِدِ والمَشاقِّ، كَقَوْلِكَ لِلْمُبارِزِ: اصْطَبِرْ لِقَرْنِكَ، أيِ: اثْبُتْ لَهُ فِيما يُورِدُ عَلَيْكَ مِن شَدائِدِهِ.


أبو السعود

قناة أحمد عبد المنعم

24 Dec, 20:22


والِاصْطِبارِ: شِدَّةُ الصَّبْرِ عَلى الأمْرِ الشّاقِّ، لِأنَّ صِيغَةَ الِافْتِعالِ تَرِدُ لِإفادَةِ قُوَّةِ الفِعْلِ.

وكانَ الشَّأْنُ أنْ يُعَدّى الِاصْطِبارُ بِحَرْفِ عَلى كَما قالَ تَعالى ﴿وأْمُرْ أهْلَكَ بِالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْها﴾ لَكِنَّهُ عُدِّيَ هُنا بِاللّامِ لِتَضْمِينِهِ مَعْنى الثَّباتِ، أيِ اثْبُتْ لِلْعِبادَةِ؛ لِأنَّ العِبادَةَ مَراتِبٌ كَثِيرَةٌ مِن مُجاهَدَةِ النَّفْسِ. وقَدْ يَغْلِبُ بَعْضُها بَعْضَ النُّفُوسِ فَتَسْتَطِيعَ الصَّبْرَ عَلى بَعْضِ العِباداتِ دُونَ بَعْضٍ كَما قالَ النَّبِيءُ ﷺ في صَلاةِ العِشاءِ: «هِيَ أثْقَلُ صَلاةٍ عَلى المُنافِقِينَ» .

فَلِذَلِكَ لَمّا أمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ بِالصَّبْرِ عَلى العِبادَةِ كُلِّها وفِيها أصْنافٌ جَمَّةٌ تَحْتاجُ إلى ثَباتِ العَزِيمَةِ، نُزِّلَ القائِمُ بِالعِبادَةِ مَنزِلَةَ المُغالِبِ لِنَفْسِهِ، فَعُدِّيَ الفِعْلُ بِاللّامِ كَما يُقالُ: اثْبُتْ لِعُداتِكَ.


ابن عاشور

قناة أحمد عبد المنعم

24 Dec, 20:21


{رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا}

وظائف المسلم في زمن الابتلاء:
حسن الظن بالله والثناء عليه وتسبيحه والاصطبار على عبادته

قناة أحمد عبد المنعم

24 Dec, 13:00


🎙 تلاوة مباركة من أواخر سورة آل عمران بصوت الشيخ عمرو الشرقاوي -حفظه الله-

قناة أحمد عبد المنعم

23 Dec, 13:41


https://youtu.be/tQ08pLQOJWk?si=0KfC-boiiTq6Fsas

قناة أحمد عبد المنعم

21 Dec, 21:11


سُنّة الله في ( المداولة ) ..

#مقاطع_طوفان_الأقصى | د.أحمد عبد المنعم
#إنه_القرآن

قناة أحمد عبد المنعم

17 Dec, 11:19


ومن اجتنب البيوع الفاسدة، ونزه لسانه عن الحلف في البيع،.. ومن حفظ معاملته عن المخادعة في البيع وخلف الوعد فقد وُفّق لأمر عظيم، وأفضل ما يستعين به من له عناية بدينه= القناعة، وحسن الظن بالله، والثقة بما ضمن من الرزق، وخوف الحساب، ومراقبة الجليل، فإنه قال وقوله الحق: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾
ابن تيمية

قناة أحمد عبد المنعم

17 Dec, 11:16


ومن أحب أن يلحق بدرجة الأبرار، ويتشبه بالأخيار، فلينو في كل يوم تطلع فيه الشمس نفع الخلق، فيما يسر الله من مصالحهم على يديه، وليطع الله في أخذ ما حل، وترك ما حرم، وليتورع عن الشبهات ما استطاع، فإن طلب الحلال والنفقة على العيال باب عظيم لا يعدله شيء من أعمال البر.

ابن تيمية

قناة أحمد عبد المنعم

16 Dec, 23:53


أمسية تربوية (37) | لبنات البناء والخشب المسندة | د. أحمد عبد المنعم

00:00:00 | مقدمة
00:01:34 | التساؤل حول: ما هي المعاني المحورية التي جاء بها الخطاب القرآني في واقعنا؟
00:02:58 | مقدمة (١): هذه الأمة جسد واحد
00:04:05 | مقدمة (٢): أين يكمن ضعف الأمة أو قوتها؟
00:04:44 | مقدمة (٣): النماذج التي قدمها الوحي في علاقات الأفراد ببعضها
00:06:48 | أي نوع من اللبنات أنت؟
00:07:28 | ما معنى (خُشُبࣱ مُّسَنَّدَةࣱۖ)؟
00:13:07 | (مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالࣰا)
00:13:57 | علاقة اللبنات ببعضها (النموذج الصالح)
00:16:12 | كيف تفسد اللبنة؟ - مرض (الوهن)!
00:24:33 | فساد العلاقات (حتى لا يضيع الفتح!)
00:34:45 | كيفية إفساد العلاقات
00:44:39 | أثر وسائل التواصل على عقول العاملين للدين
00:48:20 | صلاح اللبنات وعلاقاتها ببعضها (كن لبنة صالحة)
00:55:58 | المعارك التي عليك خوضها لتكون لبنة صالحة
01:02:17 | الوصية الأخيرة

إحالات الأمسية:
📝شرح حديث (يوشك الأمم أن تداعى عليكم)
📝شرح حديث ما ذئبان جائعان لابن رجب
📗كتاب: اقتضاء العلم العمل

🎧الخطاب المكي في أوقات الاستضعاف (فاصبر واصدع)
🎧 نعم أجر العاملين
🎧خطبة: منارات الدين

قناة أحمد عبد المنعم

16 Dec, 18:12


https://youtu.be/F5JFP_-OK_Y

قناة أحمد عبد المنعم

16 Dec, 08:41


مقالة جديدة بعنوان:

متاهة النباهة
https://gohodhod.com/@nashrat_molhem/issues/9528

قناة أحمد عبد المنعم

14 Dec, 22:56


عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ﷺ قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن !»

الناظر في خطوات تحولات اليهود والنصارى، وانفصالهم عن دينهم، وتحريفهم له= يمكنه رؤية خطوات الانحراف التي قد تسير فيها الأمة، ومعرفة مآلات الاختيارات الناشئة عن تعظيمِ اليهود والنصارى، والخلودِ إلى الأرض.

وقد يقع بعض الدعاة في تبنّي خطابات أعجمية، منبتة عن الشريعة، وهو لا يشعر بمآلات خطابه وأفعاله؛ فيصرف الناس عن آخرتهم، ويدعوهم للقعود والتثاقل والانشغال بزينة الدنيا.

فالخير كل الخير في الصُّدورِ عن الوحي، ودلالة الخلق على كلمات الله، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، والحذرِ من تقديم تصورات كلية عن الشريعة دون غوص في نصوصها وتراثها.

قناة أحمد عبد المنعم

12 Dec, 15:01


• قال إياس بن معاوية:

«أفضل الناس أسلمهم صدرًا، وأقلهم غيبة»

[سير السلف الصالحين]

مجالس السلف

قناة أحمد عبد المنعم

08 Dec, 21:25


ظنّ أن لن تبيد هذه أبدا، وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم وقصورهم وشيعتهم من الله.


ولكنه سبحانه يفعل في ملكه ما يشاء، يؤتي المُلك من يشاء وينزعه ممن يشاء، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

قناة أحمد عبد المنعم

08 Dec, 20:20


يظن بعض أصحاب الآرائك الفكرية أن تجارِب إصلاح الواقع لابد أن تكون نهائية، ومتكاملة وخالية من الأخطاء، وآمنة.

وهل تجري أنهار الفرح إلا بتراكم قطرات الدماء!

يعيش بعضهم في عالم تجريدي محدود العوامل، ينتظر حقًّا نقيًّا صافيا، يبعثه الله ليُقيمَ له تلك اليوتوبيا التي يحلم بها، ولن يفرح أحدُهم بغرق فرعون لاحتمال مجيء فرعون آخر، أو دخولنا في التيه كما حدث لبني إسرائيل، وقد يتساءل أين النصر في عاشوراء؟

أما العالم الذي نعيشه، فهو متداخل ومتشابك، يختلط فيه الخير بالشر، ويسعى العقلاء لتقليل المفاسد قدر استطاعتهم، يبذلون ما يستطيعون من جهد، ويرجون رحمة الله، ويثقون في تدبيره، يفرحون بالانتصارات الجزئية، ويعلمون أن ضربة النهاية ليست واحدة، وإنما هي ضربات قد يُخطئ بعضها الهدف، يحزنون لآلام أمّتهم، ولا ييأسون لتأخر النصر، يسعون في هداية الناس وإنقاذهم من الظلم، يتفهمون مراتب العداوات، ويعلمون أن المكر يحيط بهم، وأن الأمة في حالة ضعف وهوان ووَهن، يؤمنون بسنّة التدافع، ويفقهون قيمة الدنيا، ويصلحون أخطاءهم محاولين التعلم من أخطاء العمل؛ فالقاعد لا يُخطئ.

اللهم استعملنا فيما تحب وترضى، ونعوذ بك من قلب ميت، وصدر مُعتم.
اللهم فقهنا في ديننا، وأرنا سبلَ رضاك، وبيّن لنا سبلَ المجرمين، ونعوذ بك أن نكون ظهيرا للمفسدين، واجعلنا مع الصادقين.

قناة أحمد عبد المنعم

08 Dec, 11:28


﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾
أيْ: فَنَزِّهْ رَبَّكَ عَنْ أنْ يُهْمِلَ الحَقَّ ويَدَعَهُ لِلْباطِلِ يَأْكُلُهُ، وعَنْ أنْ يُخْلِفَ وعْدَهُ في تَأْيِيدِهِ، ولْيَكُنْ هَذا التَّنْزِيهُ بِواسِطَةِ حَمْدِهِ والثَّناءِ عَلَيْهِ بِأنَّهُ القادِرُ الَّذِي لا يَغْلِبُهُ غالِبٌ، والحَكِيمُ الَّذِي إذا أمْهَلَ الكافِرِينَ لِيَمْتَحِنَ قُلُوبَ المُؤْمِنِينَ، فَلَنْ يُضِيعَ أجْرَ العامِلِينَ ولا يُصْلِحَ عَمَلَ المُفْسِدِينَ. والبَصِيرُ بِما في قُلُوبِ المُخْلِصِينَ والمُنافِقِينَ، فَلا يَذْهَبُ عَلَيْهِ رِياءُ المُفْسِدِينَ، والبَصِيرُ بِما في قُلُوبِ المُخْلِصِينَ والمُنافِقِينَ، فَلا يَذْهَبُ عَلَيْهِ رِياءُ المُرائِينَ

﴿واسْتَغْفِرْهُ﴾
أيِ: اسْألْهُ أنْ يَغْفِرَ لَكَ ولِأصْحابِكَ ما كانَ مِنَ القَلَقِ والضَّجَرِ والحُزْنِ، لِتَأخُّرِ زَمَنِ النَّصْرِ والفَتْحِ.

والِاسْتِغْفارُ إنَّما يَكُونُ بِالتَّوْبَةِ الخالِصَةِ، والتَّوْبَةُ مِنَ القَلَقِ إنَّما تَكُونُ بِتَكْمِيلِ الثِّقَةِ بِوَعْدِ الله، وتَغْلِيبِ هَذِهِ الثِّقَةِ عَلى خَواطِرِ النَّفْسِ الَّتِي تُحْدِثُها الشَّدائِدُ، وهو وإنْ كانَ مِمّا يَشُقُّ عَلى نُفُوسِ البَشَرِ، ولَكِنَّ الله عَلِمَ أنَّ نَفْسَ نَبِيِّهِ ﷺ قَدْ تَبْلُغُ ذَلِكَ الكَمالَ؛ فَلِذَلِكَ أمَرَهُ بِهِ، وكَذَلِكَ تُقارِبُهُ قُلُوبُ الكُمَّلِ مِن أصْحابِهِ وأتْباعِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ. والله يَتَقَبَّلُ مِنهم
.

تفسير القاسمي

قناة أحمد عبد المنعم

08 Dec, 11:08


من أعظم ما قدّمته معركة طوفان الأقصى= كسر الهيبة وإحياء الأمل، وهذا هو أشد ما يخشاه العدو؛ فهو بداية الهزيمة ولو تأخرت.

انظر إلى فرعون ماذا فعل عندما بدأ الأمل يدب في قلوب بني إسرائيل بعد مجيء موسى عليه السلام:
(فَلَمَّا جَاۤءَهُم بِٱلۡحَقِّ مِنۡ عِندِنَا قَالُوا۟ ٱقۡتُلُوۤا۟ أَبۡنَاۤءَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ وَٱسۡتَحۡیُوا۟ نِسَاۤءَهُمۡۚ وَمَا كَیۡدُ ٱلۡكَـٰفِرِینَ إِلَّا فِی ضَلَـٰلࣲ﴾

يقول الزمخشري مُوضحا ما فعله فرعون:

فإن قلت: أما كان قتل الأبناء واستحياء النساء من قبل خيفة أن يولد المولود الذي أنذرته الكهنة بظهوره وزوال ملكه على يده؟ قلت: قد كان ذلك القتل حينئذ، وهذا قتل آخر.

وعن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قالُوا اقْتُلُوا أعيدوا عليهم القتل كالذي كان أولا، يريد أن هذا قتل غير القتل الأول، (فِي ضَلالٍ) في ضياع وذهاب، باطلا لم يجد عليهم،

يعنى. أنهم باشروا قتلهم أولا فما أغنى عنهم، ونفذ قضاء الله بإظهار من خافوه، فما يغنى عنهم هذا القتل الثاني، وكان فرعون قد كف عن قتل الولدان، فلما بعث موسى وأحس بأنه قد وقع: أعاده عليهم غيظا وحنقا، وظنا منه أنه يصدهم بذلك عن مظاهرة موسى، وما علم أنّ كيده ضائع في الكرتين جميعا.

قناة أحمد عبد المنعم

08 Dec, 11:07


قوله: ﴿نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون﴾ أي: نذكر لك الأمر على ما كان عليه، كأنك تشاهد وكأنك حاضر.

ثم قال: ﴿إن فرعون علا في الأرض﴾ أي: تكبر وتجبر وطغى. ﴿وجعل أهلها شيعا﴾ أي: أصنافا، قد صرف كل صنف فيما يريد من أمور دولته.

وقوله: ﴿يستضعف طائفة منهم﴾ يعني: بني إسرائيل. وكانوا في ذلك الوقت خيار أهل زمانهم. هذا وقد سُلّط عليهم هذا الملك الجبار العنيد يستعملهم في أخس الأعمال، ويكدهم ليلا ونهارا في أشغاله وأشغال رعيته، ويقتل مع هذا أبناءهم، ويستحيي نساءهم، إهانة لهم واحتقارا، وخوفا من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته من أن يوجد منهم غلام، يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه.

فاحترز فرعون من ذلك، وأمر بقتل ذكور بني إسرائيل، ولن ينفع حذر من قدر؛ لأن أجل الله إذا جاء لا يؤخر، ولكل أجل كتاب؛ ولهذا قال: ﴿ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونُمكّن لهم في الأرض ونُري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون﴾، وقد فعل تعالى ذلك بهم.

أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسى، فما نفعه ذلك مع قدر الملك العظيم الذي لا يُخَالَف أمرُه القدري، بل نفَذ حكمُه وجرى قلمه في القدم بأن يكون إهلاك فرعون على يديه، بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده، وقتلت بسببه ألوفا من الولدان إنما منشؤه ومرباه على فراشك، وفي دارك، وغذاؤه من طعامك، وأنت تربيه وتتفدّاه، وحتفُك وهلاكُك وهلاكُ جنودِك على يديه، لتعلم أن رب السموات العلا هو القادر الغالب العظيم، العزيز القوي الشديد المحال، الذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن.

(ابن كثير)

قناة أحمد عبد المنعم

06 Dec, 14:52


Listen to وإن يمسسك الله بضر- مسجد السلطان حسن- الشيخ السامحي عبدالله by Mohamed Hadhoud on #SoundCloud
https://on.soundcloud.com/4a87X

قناة أحمد عبد المنعم

06 Dec, 14:48


‏يا الله!
تدخل إلى القرآن بعزيمة ضعيفة وعقل مشتّت وقلب خائف ونفس مضطربة، فتخرج وقد انتعشت الروح وأبصر العقل وأخبت القلب واطمأنت النفس.
يا الله.
أيّ طاقةٍ هذه!
أي نورٍ هذا!
حقّا: الرحمن، علّم القرآن.

استمع بقلبك لهذا المقطع، عايش معنى (وربك الغني)، تأمل في قدرته المطلقه سبحانه وتعالى، ثم اجهر بقولك (اعملوا على مكانتكم، إني عامل)، كن على يقين بأن العاقبة للمتقين.

Listen to الشيخ محمود خليل الحصري - من سورة الأنعام (وربك الغني) - مقام النهاوند by Ahmed Othman on #SoundCloud
https://soundcloud.app.goo.gl/4FciH

قناة أحمد عبد المنعم

04 Dec, 22:05


مواقف مبكية عن النبي صلى الله عليه وسلم

قناة أحمد عبد المنعم

03 Dec, 09:03


https://youtu.be/t2slxcz6hm0?si=f42wAbbxKGaNDHPq

قناة أحمد عبد المنعم

29 Nov, 21:02


وَقَوْلُهُ: "فَتَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَرُفِعَتْ": فِيهِ اسْتِئْنَاسٌ لِمَا يُقَالُ: إِنَّ الْمُمَارَاةَ تَقْطَعُ الْفَائِدَةَ وَالْعِلْمَ النَّافِعَ، وَكَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: "إِنَّ الْعَبْدَ ليُحْرَم الرزقَ بالذَّنْبِ يُصِيبه".

ابن كثير

قناة أحمد عبد المنعم

26 Nov, 13:56


سِيَر أعلام الشهداء


https://youtu.be/CkKEygla2kk?si=cSVMPUsqQabl6qHq

قناة أحمد عبد المنعم

26 Nov, 00:23


(ٱلله خَـٰلِقُ كُلِّ شَیۡءࣲۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ وَكِیلࣱ)

يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ خَالِقُ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، وَرَبُّهَا وَمَلِيكُهَا وَالْمُتَصَرِّفُ فِيهَا، وَكُلٌّ تَحْتَ تَدْبِيرِهِ وَقَهْرِهِ وكلاءته.

وقوله: ﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ﴾ ، قَالَ مُجَاهِدٌ: الْمَقَالِيدُ هِيَ: الْمَفَاتِيحُ بِالْفَارِسِيَّةِ. وَكَذَا قَالَ قَتَادَةُ، وَابْنُ زَيْدٍ، وَسُفْيَانُ ابْنُ عيينة.

وقال السدي: ﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ﴾ أي: خزائن السموات وَالْأَرْضِ.

وَالْمَعْنَى عَلَى كِلَا الْقَوْلَيْنِ: أَنَّ أزمَّة الْأُمُورِ بِيَدِهِ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
.

ابن كثير

قناة أحمد عبد المنعم

25 Nov, 20:59


رُوي عن النبي صلى الله عليه قوله:

(خير الناس في الفتن رجل آخذ بعنان فرسه خلف أعداء الله يخيفهم ويخيفونه، أو رجل معتزل في بادية يؤدي حق الله الذي عليه)

قناة أحمد عبد المنعم

23 Nov, 22:37


من لوازم العلمانية= إزاحة تقييم الواقع وإعادة ضبطه من خلال الوحي المُقدّس، فتُخترع معايير أرضية لسد هذه الفجوة التي كان ينبغي أن يغطيها الوحي، بل وتُنتزع المصطلحات الشرعية من واقعها الحقيقي ويُحرّف معناها لتوافق الأهواء الأرضية، وتفقد علاقتها بالسماء.

فالعلمانية تصارع لتُهَيمن على واقع الناس تقييما وتحاكما، وتزيح وتحاصر معايير السماء الربانية لتكون منزوعة الأثر عن حياة الناس؛ فتظل حبيسة صدورهم.

ومن عَلمنة العلم الشرعي= تجريده من النية الشريفة والعمل والخُلُق والأثر الواقعي، وتحويله إلى معلومات ذهنية ونصوص باردة يستوي فيها المسلم والمُستشرق، وهل هذا إلا شعبة من الأُمية المذمومة والأماني الباطلة!

ومن علمنة الفكر= تقييم الواقع من حولنا بمعايير مادية منقطعة الصلة عن السماء، لا تبصر عالم الغيب، تخلد إلى الأرض ولا ترجو الفردوس الأعلى، لا تفهم معاني التضحية والجهاد، ترى الشهادةَ هزيمةً، والتوكلَ على الله غرورا.

قناة أحمد عبد المنعم

20 Nov, 14:09


https://youtu.be/VUfut5Z58Kc?si=h_qjQkQZf20PJ8GE

قناة أحمد عبد المنعم

19 Nov, 18:49


الدعوة إلى دين الله شرفٌ عظيم، يقول الإمام ابن كثير رحمه الله: يَقُولُ تَعَالَى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى الله﴾ أَيْ: دَعَا عِبَادَ الله إِلَيْهِ، ﴿وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ أَيْ: وَهُوَ فِي نَفْسِهِ مُهْتَدٍ بِمَا يَقُولُهُ، وَلَيْسَ هُوَ مِنَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يَأْتُونَهُ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَأْتُونَهُ، بَلْ يَأْتَمِرُ بِالْخَيْرِ وَيَتْرُكُ الشَّرَّ، وَيَدْعُو الْخَلْقَ إِلَى الْخَالِقِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. وَهَذِهِ عَامَّةٌ فِي كُلِّ مَنْ دَعَا إِلَى خَيْرٍ، وَهُوَ فِي نَفْسِهِ مُهْتَدٍ (انتهى).

فلا ينبغي أن يُدنّس هذا الشرف بجعل الدعوة إلى الله وسيلة لإرضاء السلطان أو تحصيل الأموال أو صرف وجوه الناس إليه ومنعهم عن غيره من أهل الفضل.

فمن صفّى صُفّي له، ومن خلّط ومزَج= وَجَد أثر ذلك في الدنيا والآخرة.

واعلم أن أهل المال والسلطة يعلمون شرف الدعوة وأثرها في قلوب الناس، فيُصيبون من الدعاة ويستغلون أثر دعوتهم؛ لتنفَق سلعتهم ويبقى سلطانهم، فيتحول الداعية -بشهرته التي اكتسبها من شرف الدعوة- إلى بوق لأهل السلطة أو مصدر دخل لأهل المال، عصمنا الله من الفتن.

ولذلك حذّر الوحي من كثرة خُلطة أهل الترف؛ فإنهم إما أن يحرقوا ثيابك التي أُمرت بتطهيرها، أو تجد منهم ريحا خبيثة تعمي بصرك عن رؤية حقائق الوحي؛ فتنكر ما كنتَ تعرف، وتلك هي الفتنة.

قناة أحمد عبد المنعم

19 Nov, 18:26


تحرير رائع لشيخ الإسلام في تنزيل آيات الكفار على المسلمين، يقول: (فطائفة من المفسرين تقول في هذه الآيات وما أشبهها: {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما} هذه الآية في الكفار فيبقى من يسمع ذلك يظن أنه ليس لمن يظهر الإسلام في هذا الذم والوعيد نصيب؛ بل يذهب وهمه إلى من كان مظهرا للشرك من العرب فلا ينتفع بهذه الآيات التي أنزلها الله ليهتدي بها عباده. فيقال:
أولا: المظهرون للإسلام فيهم مؤمن ومنافق والمنافقون كثيرون في كل زمان والمنافقون في الدرك الأسفل من النار.
ثانيا: الإنسان قد يكون عنده شعبة من نفاق وكفر وإن كان معه إيمان كما قال النبي ﷺ: {أربع من كن فيه كان منافقا خالصا…وقد ثبت أنه قال لأبي ذر: {إنك امرؤ فيك جاهلية} وأبو ذر من أصدق الناس إيمانا..وإذا عرف هذا علم أن كل عبد ينتفع بما ذكر الله في الإيمان من مدح شعب الإيمان وذم شعب الكفر وكما يقول بعضهم في قوله: {اهدنا الصراط المستقيم} . فيقولون المؤمن قد هدي إلى الصراط المستقيم فأي فائدة في طلب الهدى ثم يجيب بعضهم بأن المراد ثبتنا على الهدى ويقول بعضهم زدني هدى وإنما يوردون هذا السؤال لعدم تصورهم الصراط المستقيم فإن المراد به العمل بما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه في جميع الأمور).
الفتاوى مختصرا: (١٠٥/١٠).

قناة أحمد عبد المنعم

17 Nov, 00:07


﴿والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والفِضَّةَ ولا يُنْفِقُونَها في سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهم بِعَذابٍ ألِيمٍ﴾

جُمْلَةٌ مَعْطُوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنَّ كَثِيرًا مِنَ الأحْبارِ والرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أمْوالَ النّاسِ بِالباطِلِ ﴾
والمُناسَبَةُ بَيْنَ الجُمْلَتَيْنِ: أنَّ كِلْتَيْهِما تَنْبِيهٌ عَلى مَساوِي أقْوامٍ يَضَعُهُمُ النّاسُ في مَقاماتِ الرِّفْعَةِ والسُّؤْدُدِ ولَيْسُوا أهْلًا لِذَلِكَ، فَمَضْمُونُ الجُمْلَةِ الأُولى بَيانُ مَساوِي أقْوامٍ رَفَعَ النّاسُ أقْدارَهم لِعِلْمِهِمْ ودِينِهِمْ، وكانُوا مُنْطَوِينَ عَلى خَبائِثَ خَفِيَّةٍ، ومَضْمُونُ الجُمْلَةِ الثّانِيَةِ بَيانُ مَساوِي أقْوامٍ رَفَعَهُمُ النّاسُ لِأجْلِ أمْوالِهِمْ، فَبَيَّنَ اللَّهُ أنَّ تِلْكَ الأمْوالَ إذا لَمْ تُنْفَقْ في سَبِيلِ اللَّهِ لا تُغْنِي عَنْهم شَيْئًا مِنَ العَذابِ.

ابن عاشور

قناة أحمد عبد المنعم

16 Nov, 22:12


نظر الفضول وأسئلته!

روى ابن أبي شيبة في «المصنف»
(27173) والبخاري في «الأدب المفرد» (771)و(1157) والبيهقي في «شعب الإيمان» (9134)

عن مجاهد قال: «كان يكره أن ‌يحد ‌الرجل ‌النظر ‌إلى ‌أخيه، أو يتبعه بصره إذا قام من عنده، أو يسأله: من أين جئت، وأين تذهب؟».

وروى البيهقي في «شعب الإيمان»
(10697) من طريق محمد بن يزيد بن خنيس قال: قال لي ابن جريج:
«إذا أنت ‌لقيت ‌أخاك ‌فلا ‌تسأله ‌من ‌أين ‌جئت؟
فلعله أن يكون جاء من مكان لا يحب أن تعلمه، فإن حدثك من أين جاء فقد شققت عليه، وإن هو أخبر بغير من حيث جاء كتبت عليه كذبة.
وكذلك إذا رأيته ذاهبا فلا تسأله أين يريد؟ فإذا أنت لم تسأله، فإياك أن تصحبه، لكي تعلم حيث يريد
، وقيل: المكر والخديعة في النار».

‏❍ مجاهد هو ابن جبر المكي، تابعي من كبار علماء الإسلام.
‏❍ وابن جريج مكي من أتباع التابعين، وكبار علماء المسلمين.

قناة أحمد عبد المنعم

16 Nov, 20:02


«إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ عِلْمٍ يُبَثُّ وَيُنْشَرُ وَإِنْ كَانَ حَقًّا وَقَدْ أَخْبَرَ مَالِكٌ عَنْ نَفْسِهِ أَنَّ عِنْدَهُ أَحَادِيثَ وَعِلْمًا مَا تَكَلَّمَ فِيهَا وَلَا حَدَّثَ بِهَا، وَكَانَ يَكْرَهُ الْكَلَامَ فِيمَا لَيْسَ تَحْتَهُ عَمَلٌ، وَأُخْبِرَ عَمَّنْ تَقَدَّمَهُ أَنَّهُمْ كَانُوا يَكْرَهُونَ ذَلِكَ..

وَضَابِطُهُ: أَنَّكَ تَعْرِضُ ‌مَسْأَلَتَكَ ‌عَلَى ‌الشَّرِيعَةِ، فَإِنْ صَحَّتْ فِي مِيزَانِهَا، فَانْظُرْ فِي مَآلِهَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى حَالِ الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ، فَإِنْ لَمْ يُؤَدِّ ذِكْرُهَا إِلَى مَفْسَدَةٍ، فَاعْرِضْهَا فِي ذِهْنِكَ عَلَى الْعُقُولِ، فَإِنْ قَبِلَتْهَا، فَلَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِيهَا إِمَّا عَلَى الْعُمُومِ إِنْ كَانَتْ مِمَّا تَقْبَلُهَا الْعُقُولُ عَلَى الْعُمُومِ، وَإِمَّا عَلَى الْخُصُوصِ إِنْ كَانَتْ غَيْرَ لَائِقَةٍ بِالْعُمُومِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِمَسْأَلَتِكَ هَذَا الْمَسَاغُ، فَالسُّكُوتُ عَنْهَا هُوَ الْجَارِي عَلَى وَفْقِ الْمَصْلَحَةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ


الموافقات للشاطبي

قناة أحمد عبد المنعم

16 Nov, 08:33


الأنبياء يخرجون الناس من الظلمات إلى النور، والمجرمون يُبقون الناس في الظلمات، أما الطواغيت فيخرجونهم من النور إلى الظلمات [والَّذِينَ كَفَرُوا أوْلِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهم مِنَ النُّورِ إلى الظُّلُماتِ أُولَئِكَ أصْحابُ النّارِ هم فِيها خالِدُونَ]، وإن من أعظم الناس إجرامًا مَن عَمَد إلى أرض شاع فيها الخير والبر فأشاع فيها الفجور والفُحش، [وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ]، وهؤلاء هم رسل الشياطين وحُداة أقوامهم إلى الهلاك [أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ]!

قناة أحمد عبد المنعم

14 Nov, 19:43


نعوذ بالله من شرور أنفُسنا وسيئات أعمالنا!

#تغريدات | د. أحمد عبد المنعم #إنه_القرآن

قناة أحمد عبد المنعم

13 Nov, 06:40


ورطة المشاهير الطيبين ...

بعض الطيبين يقدم محتوى عفويا وربما كان مفيدا  قصة أو قصيدة أو تجربة خاصة
فتطير بها المواقع ويشتهر شهرة ينوء بها
وهو طيب في ذاته
وليس لديه أهلية ليقدم محتوى مفيدا
وليس هو تافها ليقدم طرحا تافها...
فيزين له الشيطان أن يواصل النصح والتوجيه وربما الوعظ والتعليم
تحت وطأة الشهوة الخفية بالبقاء مشهورا وإغراء الظهور
فينتقل إلى ورطة الفرية على الله والكذب على شرعه ودينه والقول على ربه بغير علم.
وهذه ورطة مهلكة أشد من هلكة التفاهة نفسها.

قناة أحمد عبد المنعم

08 Nov, 14:49


استبطأ النبي ﷺ جبريل عليه السلام مرة في نزوله إليه فقال له: " لو تأتينا أكثر مما تأتينا " -تشوقا إليه، وتوحشا لفراقه، وليطمئن قلبه بنزوله- فأنزل الله تعالى على لسان جبريل: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ﴾ أي: ليس لنا من الأمر شيء، إن أمرنا، ابتدرنا أمره، ولم نعص له أمرا، فنحن عبيد مأمورون، ﴿لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ﴾ أي: له الأمور الماضية والمستقبلة والحاضرة، في الزمان والمكان،

فإذا تبين أن الأمر كله لله، وأننا عبيد مدبرون، فيبقى الأمر دائرا بين: " هل تقتضيه الحكمة الإلهية فينفذه؟ أم لا تقتضيه فيؤخره " ؟

ولهذا قال: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ أي: لم يكن لينساك ويهملك، كما قال تعالى: ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ بل لم يزل معتنيا بأمورك، مجريا لك على أحسن عوائده الجميلة، وتدابيره الجميلة.
أي: فإذا تأخر نزولنا عن الوقت المعتاد، فلا يحزنك ذلك ولا يهمك، واعلم أن الله هو الذي أراد ذلك، لما له من الحكمة فيه
.

السعدي

قناة أحمد عبد المنعم

08 Nov, 10:18


فائدة ، في "الخطبة" !!
***
" ... كره للخطباء : أن يقتصروا في خطب الجمع والأعياد ، على التذكير بالموت ، ونحوه من الأمور التي لا يختص المؤمنون بها .
وأحبوا : أن يكون التذكير بما في اليوم الآخر ، مما أخبرت به الرسل .
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يقرأ في العَدد من خطبه : ( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) ، لتضمنها ذلك ... " اهـ .
ابن تيمية "جامع المسائل" (8/117) .
***
وحاصل ذلك:

أن خطبة الجمعة ليست "مناسبة" اجتماعية، ولا هي "بروتوكول إنساني" ؛ بل هي :
[شعيرة] محضة ، لها أحكامها "العبادية" .
***
نعم؛ فكيف تكون "الكراهة" و"الشناعة" ، لو كانت خطبة الجمعة عن :
( المبادرات ) ..
( الإدارة ) ..
( السلام ) ، و (الاحترام) !!
رحمتك يا ربي ...

قناة أحمد عبد المنعم

08 Nov, 10:18


من مقاصد #خطبة_الجمعة وأركانها:

قال إمام الحرمين في (نهاية المطلب، ٥٤٠/٢):

"الغرض الاستحثاث على التقوى بأي صيغة كانت ... ‏فأما الاقتصار على ذكر التحذير من الاغترار بالدنيا وزخارفها، فلست أراه كافيًا، من جهة أنها مما يتواصى به المعطِّلة المنكرون للمعاد".

‎#فقه_الشافعية

قناة أحمد عبد المنعم

04 Nov, 01:07


أشد العقبات في سيرك نفسك، تلك الوثابة بشِرَّة الانتقام إذا جُرِحت، المختالة إذا ظفرت، المعجبة إذا أطاعت، المستخفة أو القانطة إذا ما عصت!
ولا نجاة من شرها إلا باستغاثة الفقير بربه الذي يعلم السر وأخفى!
ومن علم نفسه لم يطمئن إليها، وعصاها في طاعة ربه، ورحمة الخلق، لاسيما من سبق منه الأذى والظلم!

انظر إلى ما تتابع السلف على نسبته لسيدنا يوسف عليه السلام من قوله تعالى: "وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إنَّ ربي غفور رحيم".

يقول الإمام أبو جعفر ابن جرير رحمه الله في إشارة مباركة:

يقول يوسف صلوات الله عليه : وَما أُبَرّىءُ نَفْسِي من الخطأ والزلل فأزكيَها . إنّ النّفْسَ لأمّارَةٌ بالسّوءِ يقول : إن النفوس نفوس العباد تأمرهم بما تهواه وإن كان هواها في غير ما فيه رضا الله إلاّ ما رَحِمَ رَبّي يقول : إلا أن يرحم ربي من شاء من خلقه ، فينجيه من اتباع هواها وطاعته فيما تأمره به من السوء . إنّ رَبّي غَفُورٌ رَحِيمٌ .
انتهى كلامه!
فهذا بيان من الكريم ابن الكريم ابن الكريم عليهم السلام تواضعا لربه وذلةً له، لا اختيالا عند ظهور براءته، ولا استطالة على من أوبقه ذنبه!
بل قول فقير إلى ربه مقر ٍّ بفضل ربه عليه وإحسانه إليه!

قناة أحمد عبد المنعم

27 Oct, 22:53


﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ الله خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ (٦٠) ﴾

يقول تعالى ذكره: وما أعطيتم أيها الناس من شيء من الأموال والأولاد، فإنما هو متاع تتمتعون به في هذه الحياة الدنيا، وهو من زينتها التي يتزين به فيها، لا يغني عنكم عند الله شيئا، ولا ينفعكم شيء منه في معادكم، وما عند الله لأهل طاعته وولايته خير مما أوتيتموه أنتم في هذه الدنيا من متاعها وزينتها ﴿وأبقى﴾ ، يقول: وأبقى لأهله؛ لأنه دائم لا نفاد له.

﴿أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ : أفلا عقول لكم أيها القوم تتدبرون بها فتعرفون بها الخير من الشرّ، وتختارون لأنفسكم خير المنزلتين على شرّهما، وتؤثرون الدائم الذي لا نفاد له من النعيم، على الفاني الذي لا بقاء له.

﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٦١) ﴾

يقول تعالى ذكره: أفمن وعدناه من خلقنا على طاعته إيانا الجنة، فآمن بما وعدناه وصدّق وأطاعنا، فاستحقّ بطاعته إيانا أن ننجز له ما وعدناه، فهو لاق ما وعد، وصائر إليه كمن متَّعناه في الدنيا متاعها، فتمتع به، ونسي العمل بما وعدنا أهل الطاعة، وترك طلبه، وآثر لذّة عاجلة على آجلة، ثم هو يوم القيامة إذا ورد على الله من المحضرين، يعني من المُشْهدينَ عذاب الله، وأليم عقابه.

...عن قتاده، قوله: ﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ﴾ قال: هو المؤمن سمع كتاب الله فصدّق به وآمن بما وعد الله فيه ﴿كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ هو هذا الكافر ليس والله كالمؤمن ﴿ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾ : أي في عذاب الله.

الطبري

قناة أحمد عبد المنعم

27 Oct, 14:03


﴿ولِيُمَحِّصَ الله الَّذِينَ آمَنُوا﴾
أيْ: لِيُنَقِّيَهم ويُخَلِّصَهم مِنَ الذُّنُوبِ ومِن آفاتِ النُّفُوسِ. وأيْضًا فَإنَّهُ خَلَّصَهم ومَحَّصَهم مِنَ المُنافِقِينَ، فَتَمَيَّزُوا مِنهم. فَحَصَلَ لَهم تَمْحِيصانِ: تَمْحِيصٌ مِن نُفُوسِهِمْ، وتَمْحِيصٌ مِمَّنْ كانَ يُظْهِرُ أنَّهُ مِنهم وهو عَدُوٌّ.

ثُمَّ ذَكَرَ حِكْمَةً أُخْرى وهي مَحْقُ الكافِرِينَ بِقَوْلِهِ: ﴿ويَمْحَقَ الكافِرِينَ﴾ أيْ: يُهْلِكَهم، فَإنَّهم إذا ظَفِرُوا بَغَوْا وبَطَرُوا. فَيَكُونُ ذَلِكَ سَبَبَ دَمارِهِمْ وهَلاكِهِمْ، إذْ جَرَتْ سُنَّةُ الله تَعالى، إذا أرادَ أنْ يُهْلِكَ أعْداءَهُ ويَمْحَقَهم، قَيَّضَ لَهم الأسْبابَ الَّتِي يَسْتَوْجِبُونَ بِها هَلاكَهم ومَحْقَهم. ومِن أعْظَمِها - بَعْدَ كُفْرِهِمْ - بَغْيُهم وطُغْيانُهم في أذى أوْلِيائِهِ ومُحارَبَتِهِمْ وقِتالِهِمْ والتَّسْلِيطِ عَلَيْهِمْ
.

القاسمي

قناة أحمد عبد المنعم

27 Oct, 02:46


من أدمن النظر وأخذ الآيات التي يعطيها له القرآن_الآيات الواضحات_ أعطاه القرآن غيرها، ومن أعرض عن الواضحات حرمه القرآن منها ومن غيرها..

د. أحمد عَبدالمُنعـم | منارات الدين |اقتباسات بتصرف

قناة أحمد عبد المنعم

27 Oct, 02:46


وأنت تقرأ الآيات لا أريدك أن تتعامل مع السورة بطريقة؛ البحث عن موضوع السورة، وجماليات السورة..
ولكن قبل ذلك أريدك أن تبصر الرحلة التي أخذتك إليها السورة؛ ما الذي غيرته فيك؟

فهذه السور آيات وعلامات تقودك لتغيير وجهتك للوجهة الحقيقية، لتعيش في عالم مطرد متناسق مع عالم الغيب فلا تحس بالتناقضات..

د. أحمد عَبدالمُنعـم | منارات الدين |اقتباسات بتصرف

قناة أحمد عبد المنعم

27 Oct, 02:46


"لعن الله من غير منار الأرض" [صحيح مسلم]
هذا في الأرض الحسية، فكيف بالذي يغير منارات السير إلى الله سبحانه وتعالى!!

د. أحمد عَبدالمُنعـم | منارات الدين |اقتباسات بتصرف

قناة أحمد عبد المنعم

27 Oct, 02:46


﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ لَا یَرۡجُونَ لِقَاۤءَنَا وَرَضُوا۟ بِٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَٱطۡمَأَنُّوا۟ بِهَا وَٱلَّذِینَ هُمۡ عَنۡ ءَایَـٰتِنَا غَـٰفِلُونَ﴾ [يونس ٧]
هناك من صنع لنفسه عالمه الخاص؛ فجعل عالم الشهادة هو عالمه الأول والأخير، وقطع صلته بعالم الغيب، وصنع لنفسه العلامات والإشارات والمنارات الخاصة به، فمن رحمة الله بهذا العبد أن يزلزله بالآيات القدرية بعدما أعرض عن الآيات الشرعية؛ فتأتيه الأقدار من موت الفجأة، من مرض لا علاج له، من حرب كما يحدث في الطوفان اليوم..

فهذا الطوفان بأحداثه قد أحدث للناس صدمات وجعلتهم يعيدون التفكير؛ ما هذا العالم الذي نعيش فيه؟ عالم لا يقدم أي تفسيرات لما يحدث..

فشخص يعيش في عالم علاماته ومناراته التي صنعها لنفسه هي؛ الأمم المتحدة، والسلام الدولي، عالم خالٍ من العداوة، خالٍ من قضية الولاء والبراء، قائم على أن الدنيا رفاهية وفقط.. فشخص وطن نفسه على هذه المعاني لن يفهم معنى الابتلاءات قط.

فهذا عندما يأتيه زلزال أو بركان أو رياح عاتية أو عواصف أو حروب؛ تجعله يُفيق، تجعله يُدرك أنه كان يعيش في أوهام، وأن المعالم والمنارات التي أنشأها لنفسه لا تفسر له شيئًا مما يحدث، فهو إما أن يُلحد، وإما أن ينتحر، وإما أن يبدأ في البحث عن معالم ومنارات جديدة تُفسر له هذه التناقضات التي يعيشها..

والقرآن الكريم هو المعالم والمنارات التي أنزلها الله تبارك وتعالى، هو الآيات التي تدلك على الطريق، وتبصِّرك بحقائق الأمور ..

د. أحمد عَبدالمُنعـم | منارات الدين |اقتباسات بتصرف

قناة أحمد عبد المنعم

27 Oct, 02:46


"فإن أعظم ابتلاء في هذه الدنيا أن يكابد الإنسان حقائق هذه الدنيا ومتاعبها ويظل قلبه معلقًا بالدار الآخرة، ومعلقًا بعالم الغيب.."

د. أحمد عَبدالمُنعـم | منارات الدين |اقتباسات بتصرف

قناة أحمد عبد المنعم

25 Oct, 08:42


فالعلم النافع هو ما باشر القلوب فأوجب لها السكينة والخشية، والإخباب لله والتواضع والانكسار له، وإذا لم يباشر القلوب ذلك من العلم، وإنما كان على اللسان، فهو حجة الله على ابن آدم، تقوم على صاحبه وغيره، كما قال ابن مسعود: «إن أقواما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع صاحبه». خرجه مسلم .

ابن رجب

قناة أحمد عبد المنعم

25 Oct, 08:39


وأصل الخشوع الحاصل في القلب، إنما هو من معرفة الله، ومعرفة عظمته وجلاله وكماله، فمن كان بالله أعرف فهو له أخشع.

وتتفاوت القلوب في الخشوع بحسب تفاوت معرفتها لمن خشعت له، وبحسب تفاوت مشاهدة القلوب للصفات المقتضية للخشوع، فمن خاشع لقوة مطالعته لقرب الله من عبده، واطلاعه على سره وضميره المقتضي الاستحياء من الله تعالى ومراقبته في الحركات والسكنات، ومن خاشع لمطالعته لجلال الله وعظمته وكبريائه، المقتضي لهيبته وإجلاله، ومن خاشع لمطالعته لكماله وجماله المقتضي للاستغراق في محبته، والشوق إلى لقائه ورؤيته، ومن خاشع لمطالعة شدة بطشه وانتقامه، وعقابه المقتضي للخوف منه،

وهو جابر القلوب المنكسرة لأجله، فهو يتقرب من القلوب الخاشعة له كما يتقرب ممن هو قائم يناجيه في الصلاة وممن يعفر له وجهه في التراب بالسجود، وكما يتقرب من وفده وزوار بيته الوافدين بين يديه، المتضرعين إليه في الوقف بعرفة، ويدنو ويباهي بهم الملائكة وكما يتقرب من عباده الداعين له، السائلين له، المستغفرين من ذنوبهم بالأسحار، ويجيب دعاءهم، ويعطيهم سؤلهم، ولا جبر لانكسار العبد أعظم من القرب والإجابة.

وروى الإمام أحمد رحمه الله تعالى في كتابه «الزهد» بإسناده عن عمران القصير قال: «قال موسى بن عمران: أي رب، أين أبغيك؟ قال: ابغني عند المنكسرة قلوبهم من أجلي، إني أدنو منهم كل يوم باعا، ولولا ذلك لانهدموا».

قال جعفر: قلت لمالك بن دينار: كيف المنكسرة قلوبهم؟ فقال: سألت الذي قرأ في الكتب فقال: سألت الذي سأل عبد الله بن سلام فقال: سألت عبد الله بن سلام عن المنكسرة قلوبهم، ما يعنى؟ قال: المنكسرة قلوبهم بحب الله عن حب غيره.


وقد جاء في السنة الصحيحة ما يشهد بقرب الله من القلب المنكسر ببلائه الصابر على قضائه أو الراضي بذلك كما في»صحيح مسلم« عن أبي هريرة عن النبي ﷺ:»يقول الله يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده«.

ابن رجب

قناة أحمد عبد المنعم

25 Oct, 01:18


﴿وقُلْ رَبِّ﴾ أيْ: أيُّها المُوجِدُ لِيَ المُدَبِّرُ لِأمْرِي المُحْسِنُ إلَيَّ ﴿أدْخِلْنِي﴾ في كُلِّ مَقامٍ تُرِيدُ إدْخالِي فِيهِ حِسِّيٍّ ومَعْنَوِيٍّ، دُنْيا وأُخْرى ﴿مُدْخَلَ صِدْقٍ﴾ يَسْتَحِقُّ الدّاخِلُ فِيهِ أنْ يُقالَ لَهُ: أنْتَ صادِقٌ في قَوْلِكَ وفِعْلِكَ؛ فَإنَّ ذا الوَجْهَيْنِ لا يَكُونُ عِنْدَ الله وجِيهًا ﴿وأخْرِجْنِي﴾ مِن كُلِّ ما تُخْرِجُنِي مِنهُ ﴿مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾

ولَمّا كانَ الصِّدْقُ في الأُمُورِ قَدْ لا يُقارِنُهُ الظَّفَرُ؛ قالَ (تَعالى) ﴿واجْعَلْ لِي﴾ أيْ: خاصَّةً ﴿مِن لَدُنْكَ﴾ عِنْدِكَ ﴿سُلْطانًا﴾ حُجَّةً وعِزًّا ﴿نَصِيرًا


البقاعي

قناة أحمد عبد المنعم

19 Oct, 23:32


القول في تأويل قوله: ﴿وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (٨١) ﴾

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولو كان هؤلاء الذين يتولون الذين كفروا من بني إسرائيل= "يؤمنون بالله والنبي"، يقول: يصدِّقون الله ويقرُّون به ويوحِّدونه، ويصدقون نبيَّه محمدًا ﷺ بأنه لله نبي مبعوث، ورسول مرسل="وما أنزل إليه"، يقول: ويقرُّون بما أنزل إلى محمد ﷺ من عند الله من آي الفرقان=
"ما اتخذوهم أولياء"، يقول: ما اتخذوهم أصحابًا وأنصارًا من دون المؤمنين="ولكن كثيرًا منهم فاسقون"، يقول: ولكن كثيرًا منهم أهل خروج عن طاعة الله إلى معصيته، وأهلُ استحلال لما حرَّم الله عليهم من القول والفعل.

وعن مجاهد قوله:"ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء"، قال: المنافقون.

الطبري.

قناة أحمد عبد المنعم

17 Oct, 20:46


﴿ويَتَّخِذَ مِنكم شُهَداءَ﴾؛ أيْ: بِأنْ يَجْعَلَ قَتْلَهم عَيْنَ الحَياةِ؛ الَّتِي هي الشَّهادَةُ؛ لا غَيْبَةَ فِيها؛ فَهو - سُبْحانَهُ وتَعالى- يَزِيدُ في إكْرامِهِمْ بِما صَدَقُوا في إيمانِهِمْ؛ بِألّا يَكُونُوا مَشْهُودًا عَلَيْهِمْ أصْلًا؛ بِفِتْنَةٍ في قُبُورِهِمْ ولا غَيْرِها.
(البقاعي)


(ويَتَّخِذَ مِنكم شُهَداءَ)
أيْ: ولِيُكْرِمَ ناسًا مِنكم بِالشَّهادَةِ لِيَكُونُوا مِثالًا لِغَيْرِهِمْ في تَضْحِيَةِ النَّفْسِ شَهادَةً لِلْحَقِّ، واسْتِماتَةً دُونَهُ، وإعْلاءً لِكَلِمَتِهِ.
(القاسمي)


﴿ويتخذ منكم شهداء﴾ وهذا أيضا من بعض الحكم، لأن الشهادة عند الله من أرفع المنازل، ولا سبيل لنيلها إلا بما يحصل من وجود أسبابها، فهذا من رحمته بعباده المؤمنين، أن قيَّض لهم من الأسباب ما تكرهه النفوس، لينيلهم ما يحبون من المنازل العالية والنعيم المقيم،

﴿والله لا يحب الظالمين﴾ الذين ظلموا أنفسهم، وتقاعدوا عن القتال في سبيله، وكأن في هذا تعريضا بذم المنافقين، وأنهم مبغضون لله، ولهذا ثبطهم عن القتال في سبيله
.
(السعدي)

قناة أحمد عبد المنعم

17 Oct, 19:35


Listen to هاجر اللذائذ وانبرى _ حمزة أبو قينص HAMZAABUQENAS2022(MP3_70K).mp3 by محمد نوفل on #SoundCloud
https://on.soundcloud.com/tjkfP

قناة أحمد عبد المنعم

17 Oct, 15:51


(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: قل يا محمد، لهؤلاء المنافقين الذين وصفتُ لك صفتهم وبينت لك أمرهم: هل تنتظرون بنا إلا إحدى الخَلَّتين اللتين هما أحسن من غيرهما، إما ظفرًا بالعدو وفتحًا لنا بِغَلَبَتِناهم، ففيها الأجر والغنيمة والسلامة = وإما قتلا من عدوِّنا لنا، ففيه الشهادة، والفوز بالجنة، والنجاة من النار. وكلتاهما مما نُحبُّ ولا نكره
.

الطبري
.......

﴿إلا إحْدى الحُسْنَيَيْنِ﴾ أيْ: وهي أنْ نُصِيبَ أعْداءَنا فَنَظْفَرَ ونَغْنَمَ ونُؤْجَرَ أوْ يُصِيبُونا بِقَتْلٍ أوْ غَيْرِهِ فَنُؤْجَرَ،

وكِلا الأمْرَيْنِ حَسَنٌ: أمّا السَّرّاءُ الَّتِي تُوافِقُونَنا عَلى حُسْنِها فَأمْرُها واضِحٌ، وأمّا الضَّرّاءُ فَمُوجِبَةٌ لِرِضى الله عَنّا ومَثُوبَتِهِ لَنا بِالصَّبْرِ عَلَيْها ورِضانا بِها إجْلالًا لَهُ وتَسْلِيمًا لِأمْرِهِ فَهي حُسْنى كَما نَعْلَمُ لا سُوأى كَما تَتَوَهَّمُونَ.

البقاعي

قناة أحمد عبد المنعم

17 Oct, 14:16


ويأبى الله إلا أن تتعلق قلوبنا به وحده سبحانه وتعالى، نعم المولى ونعم النصير.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم ارحم عبدك يحيى السنوار وارفع درجته في عليين وتقبله في الشهداء، واخلف لنا خيرا منه، وثبتنا واستعملنا وارزقنا حسن الخاتمة.

قناة أحمد عبد المنعم

16 Oct, 20:54


«الموافقات» (4/ 144):

«إِنَّ الْكِتَابَ قَدْ تَقَرَّرَ أَنَّهُ كُلِّيَّةُ الشَّرِيعَةِ، وَعُمْدَةُ الْمِلَّةِ، وَيَنْبُوعُ الْحِكْمَةِ، وَآيَةُ الرِّسَالَةِ، وَنُورُ الْأَبْصَارِ وَالْبَصَائِرِ، وَأَنَّهُ لَا طَرِيقَ إِلَى اللَّهِ سِوَاهُ، وَلَا نَجَاةَ بِغَيْرِهِ، وَلَا تَمَسُّكَ بِشَيْءٍ يُخَالِفُهُ، وَهَذَا كُلُّهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى تَقْرِيرٍ وَاسْتِدْلَالٍ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ مَعْلُومٌ مِنْ دِينِ الْأُمَّةِ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ؛ لَزِمَ ضَرُورَةً لِمَنْ رَامَ الِاطِّلَاعَ عَلَى كُلِّيَّاتِ الشَّرِيعَةِ وَطَمِعَ فِي إِدْرَاكِ مَقَاصِدِهَا، وَاللِّحَاقِ بِأَهْلِهَا، أَنْ يَتَّخِذَهُ سَمِيرَهُ وَأَنِيسَهُ، وَأَنْ يَجْعَلَهُ جَلِيسَهُ عَلَى مَرِّ الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي؛ نَظَرًا وَعَمَلًا، لَا اقْتِصَارًا عَلَى أَحَدِهِمَا؛ فَيُوشِكُ أَنْ يَفُوزَ بِالْبُغْيَةِ، وَأَنْ يَظْفَرَ بالطلبة، ويجد نفسه من السابقين في الرَّعِيلِ الْأَوَّلِ، فَإِنْ كَانَ قَادِرًا عَلَى ذَلِكَ، ولا يقدر عليه إلا من زاول مَا يُعِينُهُ عَلَى ذَلِكَ مِنَ السُّنَّةِ الْمُبَيِّنَةِ لِلْكِتَابِ، وَإِلَّا؛ فَكَلَامُ الْأَئِمَّةِ السَّابِقِينَ، وَالسَّلَفِ الْمُتَقَدِّمِينَ آخِذٌ بِيَدِهِ فِي هَذَا الْمَقْصِدِ الشَّرِيفِ، وَالْمَرْتَبَةِ الْمُنِيفَةِ.»

قناة أحمد عبد المنعم

16 Oct, 20:08


أوسع أبواب التعاسة= اللهث خلف وهم الاستقرار الدائم.

ذلك الوهم الذي أفنى الناس أعمارهم للوصول إليه، واستفزهم الشيطان بخَيْله ورَجْله للسعي خلفه، فألهاهم التكاثر حتى نزلوا المقابر ولم يذوقوا راحة البال وطمأنينة النفس.

أصبح المرءُ محاطا بأماني لا تنتهي، وطموحات تحتاج أعمارا فوق عمره، وآمال صُنعت له ورُسمت ليسير عليها غصبا عنه.

ولعل من أسباب صلاح بال المجاهدين أنهم نزعوا هذا الوهم من صدورهم، فرأوا الحياة على حقيقتها.

فطوبى لمن جعل الآخرة همّه، ولم يمدّ عَيْنيه لكل زخرف لامع وبريق خادع.

قناة أحمد عبد المنعم

10 Oct, 09:28


والناظر في مباني الشرع والقدر يجد أن كل ما فيه لتحقيق نور الشهادة العظمى: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ !
والله تعالى يصطنع لعبده في السراء والضراء ما به تمام هذا الشهود وتصفية مشكاة الفؤاد من شوائب الالتفات والإخلاد إلى الأرض!
حتى إذا طوى مقامات السير وأشرف على نهايات الطريق وأبصر الغاية، التمعت لا إله إلا الله بأنوارها صافية مشرقة هادية إلى الدخول على الرب، فهي غاية السير وبدؤه ومنتهاه!
ولذلك جعلها السادة نهاية مقامات السائرين، فكان التوحيد آخر المنازل وغاية السالك الذي قضى عمره كله في التضلع من أنوار " أشهد" حتى تتم فيه وتكمل!

قناة أحمد عبد المنعم

06 Oct, 20:01


(وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ الله إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ مِسْكٌ)

وكأنّ اللحظة التي كانت قمّة الألم وقمّة التضحية= يُعيدها الله له وهي قمة الغبطة والرضا والحفاوة والتكريم.

(محمد أبو موسى، شرح أحاديث من صحيح مسلم)

قناة أحمد عبد المنعم

03 Oct, 01:26


وإطْلاقُ وصْفِ الأخِ عَلى المُماثِلِ في دِينِ الإسْلامِ= تَأْسِيسُ أصْلٍ جاءَ بِهِ القُرْآنُ جَعَلَ بِهِ التَّوافُق في العَقِيدَةِ كالتَّوافُق في نَسَبِ الأُخُوَّةِ،

وحَقًّا فَإنَّ التَّوافُقَ في الدِّينِ آصِرَةٌ نَفْسانِيَّةٌ، والتَّوافُقَ في النَّسَبِ آصِرَةٌ جَسَدِيَّةٌ، والرُّوحُ أشْرَفُ مِنَ الجَسَدِ
.

ابن عاشور

قناة أحمد عبد المنعم

18 Sep, 12:42


أطلت النظر في أحوال الناس في معاشهم وأموالهم فرأيت قاعدة لا تكاد تتخلف أبدا ، رأيت أضيقهم رزقا ، وأنكدهم عيشا هؤلاء الذين يحسبون لكل صغير وكبير حسابا، ويقدرون للداخل والخارج تقديرا.

فلا تكاد تخرج من أيديهم الصدقة أو الشيء من المعروف، إلا بتردد وتلكؤ، واستخارة واستشارة ، ونظر في الماضي وتأمل في الحاضر وتفكر في المستقبل.

فإذا هم بمعروف حضرته ظنون السوء، وهم العيال، وتخيل ضيق الحال ، وسوء المآل، فأمسك يده، متعللا بحسن التدبير وقبح التبذير.

إنَّ الكريمَ ليُخفي عنك عسرتَه
حتى تراه غنيًّا وهو مجهودُ.

وللبخيلِ على أموالِه عللٌ.
زرقُ العيونِ عليها أوجهٌ سودُ

ورأيت أوسعهم رزقا وأطيبهم عيشا أهل السماحة الذين لا يبالون بما جاء أو ذهب ، ولا بما قل أو كثر ، فإذا جاء العطاء رأيتهم لا يكثرون التفكير ولا يطيلون الحساب، بل يبادرون مبادرة المتوكل على الله، الواثق بما في يد الله، الموقن بتعويض الله.

وقد رأيت تفسير ذلك واضحا في قول الله تعالى في الحديث القدسي ( " أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء) وفي رواية (إن ظن بي خيرا فله، وإن ظن شرا فله ) رواه أحمد

من ساد جاد بفضل الله مبتدئا ... والبخل من سوء ظن المرء بالله

وفهمت معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد سأله بعضهم : ما الإيمان؟ قال: " الصبر والسماحة " رواه أحمد

فالسماحة من أجمل أخلاق أهل الإسلام ، وهو خلق يدل على صدق الإيمان ، وعمق اليقين ، وحسن الظن بالله تعالى ، وهي من أعظم مفاتيح الرزق والخير والبركة في الدنيا والاخرة.

عن أبي يزيد المدني، قال: قالت عائشة: أعطينا اليوم كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحصي فيحصى عليك» مسند إسحاق بن راهويه

وعن عروة بن الزبير، أظنه عن عائشة، قالت: جاء سائل فأخرجت له الخادمة شيئا فقلت لها: لا تخرجي الشيء إلا بعلمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحصي فيحصي الله عليك " رواه البيهقي في شعب الإيمان

وعن عائشة، قالت: جاءها سائل، فأمرت له بشيء، فلما خرجت الخادم دعتها، فنظرت إليه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تخرجين شيئا إلا بعلمك؟»، وفي رواية " قال: «أوَ ما يخرج شيء إلا بعلمك؟»، قالت: إني لأعلم، فقال لها: «لا تحصي فيحصي الله عليك» رواه ابن حبان

وفي رواية :فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما تريدين أن لا يدخل بيتك شيء ولا يخرج إلا بعلمك؟» قلت: نعم، قال: «مهلا يا عائشة،» لا تحصي فيحصي الله عليك " رواه النسائي

وعن وهب بن كيسان، قال: سمعت أسماء بنت أبي بكر، قالت: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحصي شيئا وأكيله. قال: " يا أسماء، لا تحصي، فيحصي الله عليك " قالت: " فما أحصيت شيئا بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندي، ولا دخل علي، وما نفد عندي من رزق الله إلا أخلفه الله عز وجل " رواه أحمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(لا تحصي) من الإحصاء وهو معرفة قدر الشيء أو وزنه أو عده والمعنى لا تحصي ما تنفقين حتى لا تستكثريه فربما امتنعت من الإنفاق]

د. أسامة المراكبي

قناة أحمد عبد المنعم

17 Sep, 02:57


https://youtu.be/zcXTYXe4MG4?si=fjiQ7NRx_dy84YGr