تدبرات قرآنية @t_alkulife Channel on Telegram

تدبرات قرآنية

@t_alkulife


للشيخ أبي جعفر عبد الله الخليفي.

تدبرات قرآنية (Arabic)

قناة "تدبرات قرآنية" هي واحدة من أهم القنوات على تطبيق تيليجرام التي تهتم بالدراسات القرآنية والتفسيرية. بفضل جهود الشيخ أبي جعفر عبد الله الخليفي، يمكن للمشتركين في هذه القناة الاستفادة من تفسير متعمق للآيات القرآنية والتأمل في معانيها. يتيح لك الانضمام إلى هذه القناة فرصة فريدة لزيادة فهمك للقرآن الكريم وتحسين علاقتك مع كلام الله. سواء كنت مبتدئًا في دراسة القرآن الكريم أو متقدمًا، فإن "تدبرات قرآنية" تقدم لك المعرفة والبصيرة التي تحتاجها. انضم اليوم واستمتع بالتأمل في عظمة كلمات الله مع الشيخ الخليفي.

تدبرات قرآنية

10 Jan, 15:22


ألا نشرِّف من شرَّفهم القرآن…

قال تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما (٦٣) والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما (٦٤) والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما (٦٥) إنها ساءت مستقرا ومقاما (٦٦) والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما (٦٧) والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما (٦٨) يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا (٦٩) إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما (٧٠) ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا (٧١) والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما (٧٢) والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا (٧٣) والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما (٧٤) أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما (٧٥) خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما (٧٦) قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما} [الفرقان].

أقول: هذه الآيات يحفظها كثير من المسلمين، غير أن فيها بعداً غائباً عن تفكير كثير منهم، فالآيات بدأت بذكر (عباد الرحمن) شرَّفهم الله عز وجل بإضافاتهم إلى اسمه الرحمن، وفي ذلك دلالة على أن وجود مثل هؤلاء في الناس هو من أعظم آثار رحمة الله عز وجل، لذا ذكر من أحوالهم دعاءهم: {واجعلنا للمتقين إماماً}.

وفي قوله: {واجعلنا للمتقين إماماً} تصحيح للطريقة السلفية، وذلك أنهم ما دعوا بهذا الدعاء إلا والطريقة الصحيحة اقتداء الآخِر بالأول دون إحداث في الدين، ولا شك أن الصحابة الكرام هم رأس هذه الطريقة وأول من تنطبق عليهم هذه الأوصاف بعد الأنبياء، وفيه حجية الإجماع.

غير أن أهم ما يعلَّق عليه في الآيات من وجهة نظري قوله تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}.

هذه أهم صفات عباد الرحمن: أنهم لا يدعون مع الله إلهاً آخر، فما بالك بقوم يفشو فيهم الإلحاد؟ وأما قتل النفس فأعظمه وأشده قتل الأولاد من إملاق أو خشية إملاق، وهذا ما يفشو في المجتمعات المادية باسم الإجهاض، مع كثرة الانتحار الناتج عن العدمية الناتجة عن الإلحاد، وأما الزنا فهذا فشوُّه فيهم ظاهر إلى درجة المجاهرة وعدم الاستتار منه.

فالعجيب أن يسمَّى من تفشو فيهم الصفات النقيضة لعباد الرحمن بالمجتمعات المتقدمة والمتحضرة لمجرد وجود بعض التقدم التقني أو الاقتصادي، ويا ليت شعري ما الذي يراد من هذه الأمور إلا حفظ الدين والنفس والعرض؟

ولا مشكلة في طلب أسباب القوة، ولكن المصيبة في أن تحقر ما معك من الخير وتسخر من المسلمين المستقيمين وتسبُّهم لحساب كفار نالوا بعض الوسائل وضيَّعوا المقاصد، تفضِّل العالماني على المسلم بناء على مقاييس عالمانية لا قرآنية، ثم تُلزم المسلم بهذه الرؤية، هذا الخبط والخلط فاش جداً بين المنتسبين للإسلام وبُنيت عليه بعض المشاريع الإصلاحية، فلو فرضنا وجود تعارض بين الأمرين لكان ترجيح من اتصف بأخلاق عباد الرحمن على من حصَّل عرضاً من الدنيا، لا العكس؛ تسخر من المسلم وتحتقره لأجل إعجابك المفرط بكافر تُنسَج في خيالك الأساطير عنه.

وتامَّل قوله تعالى: {قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما}، فإذا كان الله عز وجل لا يعبأ بهم إذا لم يوحِّدوا فما بالنا اليوم عامة مشاريعنا تبدأ من بُنيَّات أفكار الكفار؟

وعُد إلى أول الآيات: {إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً} ومِن أجهل الجهال: المستهزئون بالسنن الذين إذا رأوا شخصاً سمته ظاهر على السنة استهزأ به، وتجده يُظهر تعظيم الغربيين الذين نالوا بعض الوسائل وضيعوا كل المقاصد أو أعظمها، وكثير من أصحاب المشاريع الإصلاحية المزعومة يشركون العالمانيين بكراهية السمت الظاهر والاستهزاء بالسنن، فتجده يقول: (ليس واجباً) ومعناه أنه مستحب، ولكن هذا المستحب يتوارد أعضاء التيار على تركه ثم يشركون العالمانيين بالحرب الخفية أو الجلية على هذا السمت فتجدهم إذا ذكروا موقفاً سلبياً عن بعض أصحاب السمت الظاهر ( وهم لهم كلف بتتبع هذا الأمر ) يربطون بين هذا التصرف والسمت الظاهر فيقولون ( رأيت رجلا لحيته كذا وهو يفعل كذا وكذا ) ويتكرر ذلك منهم حتى يحصل ارتباط ذهني بين التصرفات السلبية والسمت الظاهر ، وتجد المرء منهم يشمئز من مشهد الإزار القصير ويعلق على من يلبسه وهو ساكت عن المتبرجات وذوات اللباس الضيق وفيه فتنة ظاهرة ثم بعد ذلك تجده يثرثر بالنهضة ، وأساس نهضته الاقتداء بمن ضيع المقاصد وحصل بعض الوسائل مع احتقار ظاهر للكثير من المطالب الشرعية الكبرى.
=

تدبرات قرآنية

10 Jan, 15:22


=
وحتى قوله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور} نعم، يقصد به شهادة الزور المعروفة، وذكر كثير من المفسرين أن شهادة الزور تعني شهادة أعياد المشركين.

وقوله تعالى: {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} قال الطبري: "وذكر النكاح بصريح اسمه مما يستقبح في بعض الأماكن، فهو من اللغو، وكذلك تعظيم المشركين آلهتهم من الباطل الذي لا حقيقة لما عظموه على نحو ما عظموه، وسماع الغناء مما هو مستقبح في أهل الدين، فكل ذلك يدخل في معنى اللغو، فلا وجه إذ كان كل ذلك يلزمه اسم اللغو، أن يقال: عني به بعض ذلك دون بعض، إذ لم يكن لخصوص ذلك دلالة من خبر أو عقل. فإذ كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما، مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء".

عباد الرحمن الذين يبتعدون عن الشرك والزنا (ويسدون كل ذرائعه) وقتل النفس التي حرم الله -وإن تقبَّل ذلك المجتمع الدولي- ولا يشهدون أعياد المشركين ولا يتكلمون بالفحش ولا يشهدون حفلات الغناء واجتماعات أهل الخنا ويقتدون بالسلف الكرام، هؤلاء شرَّفهم الله وأثنى عليهم، واليوم هم محطُّ استهزاء واحتقار ومحاربة من كثير من المنتسبين للملة، بل وبعض أصحاب المشاريع الإصلاحية، وذلك تعظيماً لمن خالفت معظم أحواله هذه الأحوال الممدوحة.

وكما قلنا لا مشكلة في تحصيل أسباب القوة والسعي في رفع المظالم، ولكن المصيبة في احتقار الخير الذي معنا وتعظيم أهل الباطل، والغفلة عن أظلم الظلم وهو الشرك، وحصر الظلم بتعريف المنظمات الحقوقية له.

بل رأيت من يصف من اجتمعت فيه هذه الأحوال بـ(المتخلف) مقارنةً بالمنحلين من الغربيين، ثم هو يزعم أنه يحمل مشروعاً إسلامياً إصلاحياً.

تدبرات قرآنية

05 Jan, 16:17


العلاقة بين الصلاة والشفاعة في النصوص الشرعية...

قال تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا (٧٨) ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [الإسراء].

المقام المحمود هو الشفاعة كما في الصحيح، ولا ينافي ذلك المروي الثابت عن مجاهد في الإجلاس على العرش، فالإجلاس إيذان بالشفاعة، كما بيَّنه غير واحد من أهل العلم.

وهذه الآيات تُنبِّه على أن الصلاة بفرائضها ونوافلها من أسباب تحصيل المقام المحمود الشفاعة.

وقال مسلم في صحيحه: "226- (489) حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح، حدثنا هقل بن زياد، قال: سمعت الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة، حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أبيت مع رسول الله ﷺ فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: «سل» فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: «أو غير ذلك؟» قلت: هو ذاك. قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود»".

وقد وردت رواية شارحة في عدد من المراسيل، فيها أنه قال: "ادع الله لي أن يدخلني الجنة، أو يجعلني في شفاعتك".

وهذا الحديث يتناسب مع الآية، فإذا كانت الشفاعة الأصل (استحقاق الشافع) تُنال بكثرة الصلاة، فريضة ونافلة، فكذلك الشفاعة الفرع (استحقاق المشفوع له) يُنال بكثرة الصلاة.

وفي حديث الشفاعة الطويل في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد: "وإذا رأوا أنهم قد نجوا، في إخوانهم، يقولون: ربنا إخواننا، كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويعملون معنا، فيقول الله تعالى: اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه".

فالصلاة من أسباب تحصيل شفاعة أهل الإيمان أيضاً، لمن استوجب النار من المصلين.

وفي حديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة في الصحيحين: «وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود».

فالصلاة في نفسها شافعة لبعض أعضاء ابن آدم ألَّا تأكلها النار، مع استحقاقه دخولها.

وفي صحيح البخاري من حديث عن أبي هريرة أنه قال: "قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله ﷺ: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال لا إله إلا الله، خالصا من قلبه، أو نفسه»".

فهنا ذكَر كلمة التوحيد، وفي الحديث الآخر ذكَر الصلاة، وبينهما مناسبة، وفي ذلك فائدة لطيفة:

وهي أنَّ (لا إله إلا الله) أعظم أعمال اللسان، ولا يصح إسلام المرء إلا بها، فلو صدَّق بقلبه ولم يتلفظ بها لم ينفعه ذلك، خلافاً للجهمية.

والصلاة أعظم أعمال الأركان، ولا يصح الإسلام إلا بها عند عامة أهل الحديث، «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر».

وفي صحيح مسلم من حديث ابن عباس: «ما من رجل مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلا، لا يشركون بالله شيئا، إلا شفعهم الله فيه».

هنا اجتمع أمر الصلاة (صلاة الجنازة) وأمر التوحيد «لا يشركون بالله شيئاً».

تدبرات قرآنية

02 Jan, 16:29


لماذا ذُكر الحلم والمغفرة بعد تسبيح السماوات والأرض ومن فيهن؟

قال تعالى: {تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا} [الإسراء].

تأمَّل أنه سبحانه ذكر تسبيح السماوات والأرض ومن فيهن، وذلك تنزيه وإثبات للكمال، ثم ذكر سبحانه اسم الحليم والغفور، فما المناسبة بين التسبيح والحلم والمغفرة؟

الجواب والله أعلم: أنك حين تعصي الله عز وجل في كون كله يسبِّح الله عز وجل، فذلك أقرب للمقت، فثوبك يسبِّح الله وأنت تعصيه، وظلك يسجد وأنت تعصيه، والأرض التي أنت عليها تنزهه وتعظمه وأنت تعصيه، فكل شيء يطيع وأنت تعصي، والعاصي بين الطائعين هيئته مخزية غاية.

ومما يُذكر بهذا المعنى أمر الأشهر الحرم والمحل الحرام، فهي أماكن طاعات وأوقات طاعات، المعصية تعظم فيها.

فجاء ذكر الحلم والمغفرة للتطمين، حتى لا يقنط المرء، والله أعلم.

قال عبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد»: "1490- حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو سفيان الحميري، حدثنا سفيان بن حسين قال: كان الحسن كثيرا ما يردد هذين الحرفين: اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك".

وهذا صحيح إلى الحسن البصري.

وقول الحسن هنا تفاعل مع المعاني القرآنية، فالتسبيح استحضار لأسماء الله وصفاته وتعظيم له سبحانه، فتذكر حلمه بعد علمه، وهذا في معنى الآية التي ذكرت الحلم بعد التسبيح، والتسبيح تنزيه وتعظيم يتضمن إثبات صفات الكمال، مثل الحلم، وتذكر عفوه بعد مقدرته، وهذا في معنى الآية، إذ ذكر سبحانه المغفرة بعد التسبيح، والتسبيح تنزيه يتضمن إثبات الكمال، ومن ذلك القدرة الكاملة.

وأهل الشرك دعوا غيره، وكأن غيره أعلم بهم من الله، ونفوا البعث، وكأنه سبحانه ليس قادراً على بعثهم، فالتسبيح فيه تبكيت لهم.

ومن مناسبة ذكر الحلم والمغفرة: ما جاء في قوله تعالى: {تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا (٩٠) أن دعوا للرحمن ولدا (٩١) وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا (٩٢) إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا} [مريم].

فهذه السماوات والأرض المسبحة المعظمة لله، لو تُرك الأمر لها لتفطرت السماوات وانشقت الأرض من عظيم مقالة النصارى، ولكن رب العالمين حليم يمهلهم، وغفور لمن تاب منهم.

فهذا حال السماوات والأرض مع هذا الكفر، لا التهنئة لهم والاحتفال بأعيادهم والانبطاح لهم، فليس هذا فعل المسبحين لله المنزهين له سبحانه.

وفي حديث النبي ﷺ مع أهل الطائف في الصحيح يقول له الملك: "يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال النبي ﷺ: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا".

فاختار النبي ﷺ باب الحلم والمغفرة.

والأخشبان جبلان، والجبال سبحت مع داود وعظَّمت: {ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد} [سبإ].

ومع نبينا ﷺ كانت مظهراً للحلم والمغفرة.

تدبرات قرآنية

02 Jan, 13:23


دعوة نبي الله إبراهيم لم تقف عند الأمن...

قال تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} [إبراهيم].

هذه الدعوة لنبي الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ستراها تتكرر في مواقع التواصل بشطرها الأول فحسب: {رب اجعل هذا البلد آمنا}.

مع أن دعوته لم تقف عند هذا، بل قال بعدها: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}.

ومثل الأصنام كل ما يعبد من دون الله، من كواكب أو شجر أو قبر لرجل صالح أو نبي أو ملك.

وذلك أنه لا فائدة من الأمن الدنيوي إذا ضاع أمن الآخرة بالشرك.

قال تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} [الأنعام].

والظلم هو الشرك.

فكما يخاف المرء ممن يزعزع الأمن ينبغي أن يخاف وينفر ويهاجم من يزعزع أركان العقيدة ويُدخِل الناس في الكفر.

وكما أن أشياء كثيرة مبرَّرة في سياق (الحفاظ على الأمن)، فينبغي أن تبرَّر أمور كثيرة في سياق (الحفاظ على العقيدة).

وكما أن الناس لا يقبلون أن يوصف من يزعزع الأمن بأنه (شريك العقيدة) ويرون ذلك تهويناً، فكذلك من يدعو إلى النار لا ينبغي أن نخفف من شأنه بتسميته (شريك الوطن).

والمشاركة في فعاليات فيها دمار للعقيدة إجرام في حقك وحق أبنائك، فنبي الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وهو الذي كسر الأصنام بيده خاف على أولاده ودعا لهم أن يجنبهم الله هذا البلاء.

واليوم ترى المرء يجلب إلى بيته ما يزعمونه مواداً ترفيهيةً تحوي على كل كفر شرقي وغربي، ويتعرَّض لها الفتى من صغره ثم لا يعطيه التحصين الكافي، وبعدها يستغرب إن فسدت عقيدته وأخلاقه أو فسد عقله البتة!

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

تدبرات قرآنية

17 Dec, 15:02


{اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور (١٣)} [سبأ]

تدبرات قرآنية

17 Dec, 15:02


كيف شكر نبي الله سليمان نعمة التمكين ؟ 👇

تدبرات قرآنية

20 Nov, 13:07


{ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين (٢٣)} [الأنعام]

تدبرات قرآنية

20 Nov, 13:07


تعزيز العلم بعلم العليم ( لب التوحيد والعبادات ) 👇

تدبرات قرآنية

19 Nov, 08:47


الإعجاز في {إنا أعطيناك}...

مما تكلم فيه كثير من البلاغيين وعلماء التفسير أمر الإعجاز في السور القصيرة مثل سورة الكوثر، خصوصاً بعد ظهور الزنادقة وتشكيكاتهم الباردة.

ومن أراد كلامهم تطلَّبه في مواضعه، غير أنه بدا لي شيء لا أعرف من نبَّه بخصوصه من قبل، مع وجود المعنى العام في كلام العلماء.

هو أن قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر] بحد ذاته فيه وجه إعجاز.

وهو الكلام الإلهي بامتنانٍ على النبي ﷺ.

من الأمور التي تواردت عليها نصوص الكتاب والسنة تعظيم الله عز وجل تعظيماً لا يوجد في دين آخر.

ومن هذا التعظيم إرجاع الفضل له سبحانه في كل خير من خير الدنيا والآخرة، حتى لا يغتر العبد، ويرى عظيم منَّة الله عز وجل عليه.

كما ورد في الحديث: "«لا يَدخُلُ أحدٌ منكم الجنةَ بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه برحمةٍ وفضل»، ووضع يده على رأسه".

وفي بداية الوحي نقرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم).

ونقرأ: {الحمد لله رب العالمين • الرحمن الرحيم} [الفاتحة].

كلها إشارات إلى المنَّة الإلهية في الوحي، وأن منَّة الله عز وجل على عباده لا تقتصر على الأكل والشرب والنعم الحسية والمعنوية التي يُقِر بها الجميع فرعاً عن نعمة الإيجاد، وإنما نعمته في التشريعات والثواب الجزيل عظيمة.

وهذا المعنى تجده عاماً في النصوص، حتى في خطاب أهل الجنة: {فمنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم} [الطور].

يشاهدون منَّة الله عليهم أكثر من مشاهدة العمل، بل إذا تأمَّلوا في منَّته رأوا عملهم قليلاً أمامها، ومع ذلك العمل بحد ذاته منَّة ولا بد منه.

فجاء بعدها: {فصلِّ لربك وانحر} [الكوثر].

وكان النبي ﷺ يصلي حتى تتفطر قدماه، فإذا عوتب قال: «أفلا أكون عبداً شكوراً؟» يعني شكراً على هذه المنَّة، من مغفرة الذنب وإعطاء الكوثر، وتكليف النفس التكاليف الشاقة على بقية الناس من دلائل النبوة.

وفي النحر مشهور سخاؤه، حتى إنه في حجة الوداع أهدى مائة بدنة، نحر منها ثلاثاً وستين غير ما أهدى عن أزواجه، كله لله عز وجل شكراً، وإنما تلزمه واحدة.

والدين الذي يكون من الله يكون التعظيم فيه لله عز وجل أكثر من أي دين آخر، وحقُّ الله عز وجل فيه فوق كل حق، وكل خير يُرجع فيه إلى الله عز وجل، ودفع كل شر يُرجع فيه لله عز وجل.

تدبرات قرآنية

09 Nov, 20:25


تعزيز العلم بعلم العليم ( لب التوحيد والعبادات ) 👇

تدبرات قرآنية

17 Oct, 08:35


بين غارين 👇

تدبرات قرآنية

28 Sep, 22:02


صاحب التلاوة الأخ والصديق الشيخ صباح بن خالد الكبيسي رحمه الله.

بلغتني وفاته بالأمس، وقد كان مريضاً بالسرطان.

كان من أحسن الناس مذاكرةً وأحسنهم أدباً، ولكن علاج المرض كان يقطعه عنا كثيراً حتى نشتاق لرسائله.

أخبرني أن مرضه زاد مِن قربه من كتاب الله عز وجل.

أرجو من الإخوة نشر تلاواته عسى أن تكون نهر حسنات يصل إلى قبره وباباً لترحُّم الناس عليه.

أعلم أن الأمر ثقيل على كل من عرفه ويهيج أحزاناً، غير أننا معاشر أهل الإيمان نؤمن بلقاء آخر.

اللهم اغفر ذنبه ولا تحرمنا أجره ولا تفتنَّا بعده.

تدبرات قرآنية

25 Sep, 09:22


عندما تدرك فضلهما متأخراً…

قال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال ربِّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين} [الأحقاف].

هذه الآية أمرها عجيب في كشف عارض يعرض للنفوس البشرية ولا تدركه.

تأمَّل ذِكر الأربعين سنة في سياق الحديث عن بر الوالدين والإحسان إليهما.

عادة الأبناء -خصوصاً في هذا الزمان- أن تكون نفوسهم ملأى بالعتب على والديهم، أحسن الآباء أم أساءوا.

والبشر يفهمون نظيرهم وينحازون إليه، لاتحاد الرغبات والأهداف والمخاوف، لذا لا يفصِل بينهم إلا الوحي.

فإذا بلغ المرء الأربعين واستشعر المسئوليات التي كانت منوطة بوالديه وإذا صار له ذرية، أدرك ما كان يختلج في نفوسهم من مشاعر تجاهه.

ويأتي ذلك مع النضج وذهاب شهوات الشباب ونزواته، فيفهم حال أبويه كما لم يفهمه من قبل.

وغالباً يختلط ذلك بندم على كلمات ندت في سياق عتب أو غضب، فلا يجد المرء سوى الدعاء إن لم يتمكن من الاعتذار ويدعو أن يصلح الله له ذريته وإن لم يفهموه.

جاء الوحي ليرفع المرء إلى هذا مستوى من الفهم، وإن كان في شبابه فيعمل بمقتضى هذه المعرفة من بر، وإن لم يشعر بالأمر فإنه لا يشعر به كما ينبغي إلا عند النضج وتحمُّل المسئوليات.

وفي هذه الحال حتى لو أدرك من والديه تقصيراً أو إساءة كانت نفسه أسمح بالعفو عنهما مع هذا الإدراك.

تدبرات قرآنية

20 Sep, 08:25


لا يزحزحهم من العذاب إلا التوحيد...


قال تعالى: {ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون} [البقرة].

هذه الآية فيها معنى عجيب مغفول عنه.

أن هؤلاء اليهود والمشركين يريدون جنة في الأرض، ويريدون الخلود أو البقاء المديد.

ونسيانهم للآخرة أو كفرهم بها من باب ركونهم للدنيا.

ولو تأمَّلت أصول الانحرافات لرأيتها في هذا السياق، فتجد المرء يشق عليه أحكام أهل الذمة والحدود وعقوبات الكفار في الدنيا، وعنده مشكلة مع الشريعة لذلك، فهبك أطعناك وبقي هذا المشرك على شركه فلو عُمِّر ألف سنة حقوقه المزعومة مكتملة فيها؛ لن يزحزحه ذلك من العذاب، وإنما يزحزحه التوحيد ولو عاش مقطَّع الأطراف يشرب الماء ويأكل الخبز اليابس.

وتجد المرء يُعظِّم إطعام الفقير وهذا حسن وعلاج المريض وهذا حسن، ثم يستهين بإنقاذ الناس من الشرك، مع أنك لو أحسنت للناس الإحسان كله وعاشوا ألف سنة ما هو بمزحزحهم من العذاب، إنما يزحزحهم التوحيد والعمل الصالح.

وكثيرون يدعون إلى مهادنة أهل الإشراك من المنتسبين للملة بحجة التفرُّغ لقضايا المسلمين.

والحق أنه لا يزحزحهم من العذاب إلا التوحيد، وتركهم على شركهم أعظم من فتك العدو بهم.

وليس معنى هذا عدم نصرة المظلوم أو قتال أعداء الدين، وإنما بيان أن التوحيد هو رأس الأمر كله، لأنه هو سبب النجاة، {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء].

ولن ينفعك أن تزعم أن الشرك ليس شركاً بالعواطف والالتفاف، فإذا كان الناس يمدحون الورع عن الحرام أو ما فيه شبهة حرام فكيف نترك الناس يتقحمون ما فيه شبهة شرك في أحسن أحواله؟ فكيف بأهل الشرك الصريح ممن يقول: (يا حسين) (يا علي) أو (يا بدوي) (يا عبد القادر)؟

ومِن الغش للناس وعدم الشفقة عليهم تركهم على شركهم، وإيهامهم أنه أمر هين، بل والثناء على محاسن هؤلاء المشركين (من رافضة وغيرهم)، فهذا في حقيقته تمركز على المصالح العاجلة مع إهمال لحقِّ الله عز وجل.

تدبرات قرآنية

29 Aug, 08:08


قصة أولها عفة وآخرها عفو…

أرسل لي بعض الإخوة أثر عكرمة هذا قال: "قال الله تعالى ليوسف يا يوسف بعفوك عن إخوتك رفعت ذكرك في الذاكرين".

والأثر في «مكارم الأخلاق» للخرائطي، وفي سنده ضعف قد يحتمل في خبر كهذا.

أعادني هذا الأثر إلى التدبر في سورة يوسف عليه الصلاة والسلام، وأن فضيلة يوسف لم تكن العفو فحسب وإنما العفة أيضاً، فالقصة أولها عفة وآخرها عفو، وإن كانت العفة واجبة وأما العفو ففضل.

ثم لفت نظري التشابه بين مبنى كلمة (عفة) وكلمة (عفو)، وقلت إنه لا بد من علاقة بين الأمرين، فالمباني لها اتصال بالمعاني.

فيبدو والله أعلم أن العفة قهر لشهوة الفرج، والتي يتولد منها ذنوب كثيرة مثل الزنا واللواط والنظر الحرام.

والعفو قهر لوارد الغضب، والذي يتضمن ذنوباً كثيرة إذا أُطلِق كالسب بالباطل والقذف والقتل وغيرها.

ومَن ضبط وارد الشهوة ووارد الغضب فقد تم نُسكه وصار صالحاً لولاية الناس، فإن الإمام العادل يتم عدله بالعفة عن الفروج والأموال، والمقدرة على العفو في محله لئلا يسرف في البطش، ولذلك كان يوسف والياً عادلاً.

وقال البخاري في «الأدب المفرد»: "724- حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا يزيد بن خمير قال: سمعت سليم بن عامر، عن أوسط بن إسماعيل قال: سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة النبي ﷺ قال: قام النبي ﷺ عام أول مقامي هذا -ثم بكى أبو بكر- ثم قال: «عليكم بالصدق، فإنه مع البر، وهما في الجنة، وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور، وهما في النار، وسلوا الله المعافاة، فإنه لم يؤت بعد اليقين خير من المعافاة، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا»".

والمعافاة لها علاقة بالعفة، فالمعافاة أن تسلم من شر الناس ويسلموا من شرك، وهكذا العفيف يسلم منه أعراض الناس ويسلم على عرضه على ما قيل في مجازاة المرء بأهله.

وقد سُميت الصدقة عفواً، ففي قوله تعالى: {خذ العفو} فسَّرها كثيرون بما عفا لك الناس من أموالهم.

وإذا تأمَّلت في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فستجد معافاة وعفة وعفو.

فالإمام العادل حاله المعافاة، فقد سلم الناس من شره وسلم من شرهم، كما ورد في الحديث: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنوهم ويلعنونكم»، وقد يظلم الناس الإمام العادل، ولكنه يسلم أشد السلامة بالعفو كما فعل عثمان.

والاثنان اللذان تحابا في الله حالهما المعافاة، فقد سلم كل واحد منهما من شر الآخر ونال خيره، وتدوم الأخوَّة بالعفو عن زلات الإخوان، وكذا كان حال يوسف عليه الصلاة والسلام.

والذي دعته امرأة ذات مال وجمال حاله العفة.

والذي تصدق بيمينه حتى لا تعلم شماله ما أنفق كانت نفقته صحيحة (العفو) أيْ ما زاد على حاجته وحاجة أهله، فلم يضيِّع حقاً وواسى فقيراً.

وأما المعلَّق قلبه بالمساجد والذي ذكر الله خالياً ففاضت عيناه فهذان لا شك أنهما ما فتئا يسألان العفو من العفو الغفور فنالاه، فالبكاء من خشية الله مبناه الخوف من الذنب والرغبة بالعفو، ولزوم المسجد لزوم لِحِمى الله عز وجل، ولا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه.

تدبرات قرآنية

21 Aug, 19:10


اكتمال النعمة الدينية والدنيوية يوجب الانكسار والبذل لا الخيلاء والتثاقل...

مِن المُشاهد في عدد من الشعوب الإسلامية التي أنعم الله عز وجل على أهلها برغدٍ من العيش مقارنة بغيرهم، لداعي النفط أو الغاز أو غيره، مع وجود دعوة إصلاحية فاضلة تدعو للتوحيد، أن هذا الأمر صار باباً للمفاخرة، دون اقتداء حقيقي بهذه الدعوة، وبعضهم تراه لا يقدِّر النعمة وسيطرت عليه عقلية الندرة الرأسمالية، فيتمنى الشر للناس، ظناً منه أن هذا الشر يجلب له خيراً ولو جزئياً.

قال الله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤتِ أحدا من العالمين} [المائدة/٢٠].

فذكرَ موسى ﷺ النعمة الدينية وهي أن فيهم أنبياء، وأمَّة الإسلام كلها حظيت بنعمة خير الأنبياء وأعظم وحي وحظيت بالعلماء ورثة الأنبياء، خصوصاً دعاة التوحيد الذين اشتهروا بذلك، فهؤلاء حضورهم في بعض الأقطار نعمة عظيمة على أهلها.

وذكرَ النعمة الدنيوية في أن جعلهم ملوكاً.

قال مسلم في صحيحه: "37- (2979) حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو هانئ، سمع أبا عبد الرحمن الحبلي، يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص وسأله رجل، فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: «ألك امرأة تأوي إليها؟» قال: نعم، قال: «ألك مسكن تسكنه؟» قال: نعم، قال: «فأنت من الأغنياء»، قال: فإن لي خادما، قال: «فأنت من الملوك»".

واليوم تجد المرء له مسكن وزوج وخادم وسائق ولا يفتأ يشتكي في مواقع التواصل أو يراقب ما في أيدي الناس ويسعى في الشر إليهم، كسعي بعض الناس بالضرائب التي هي (المكوس)، وقد قال النبي ﷺ: «مهلا يا خالد، فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له».

ثُمَّ هو لا يدخل جيبه شيء، ولكنه يُثقِّل ميزانه بما سيراه يوم القيامة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ذكرَ موسى ﷺ ذلك حاثاً لهم بأن يقاتلوا في سبيل الله عز وجل وأن يروا الله عز وجل من أنفسهم خيراً، فتثاقلوا وقالوا له: {قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} [المائدة/٢٤].

واليوم من الناس من لم يؤمر بقتال، بل بما هو أهون، وقد اكتملت في حقه النعمة، ورأى كثيراً من إخوانه المسلمين يعانون القتل والتشريد ورأى الناس في كل مكان يعانون أموراً هو في سلامة منها.

فهل يشكر الله؟

هل يستحي منه؟

هل يبذل لله عز وجل لذلك؟

لا، بل تراه يتثاقل الأوامر الشرعية ويصفها بالتشدد والغلو ويتضايق من الوعظ، فهو يريد للناس أن يبشِّروه بالجنة على سوء عمله.

ومنهم من زاد على ذلك أن امتهن تبادل الإساءات والمفاخرات الجاهلية مع القوم الآخرين أو التفاخر والبذخ والخيلاء في مواقع التواصل أمام الناس، وسيُسأل يوم القيامة عن النعمة الدينية والدنيوية فليُعد لذلك جواباً.

تدبرات قرآنية

14 Aug, 08:26


هل يئس الذين كفروا من دين المتشبهين بهم والمحتفلين بأعيادهم المعظِّمين لثقافتهم؟

قال تعالى: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم} [المائدة/٣].

تأمَّل قوله: {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم} في هذا السياق، وقد قال جماعة من المفسرين معناه إنهم يئسوا من تحليل الخبائث، وقال آخرون: يئسوا من القضاء على الإسلام بعد حج النبي ﷺ حجة الوداع، ولا تناقض بين هذه المعاني.

والسياق واضح في ذكر هذه الجملة بعد التحريم، فإن في ذلك فائدة وهي أننا كلما كانت لنا خصوصية وبُعد عن أخلاق المشركين في مأكلهم ومشربهم وملبسهم وعاداتهم يئسوا منا، وهذا هو الاعتزاز الحق بالدين.

وبعدها هل يئس الكفار من المتشبهين بهم الذين يأخذون عاداتهم الخاصة ويحتكمون لثقافتهم ويحددون (الحضارة) و(التطرف) من خلال معاييرهم أم طمعوا بهم طمعاً عظيماً أن يردوهم عن دينهم؟ (وقد رُدَّ كثير منهم عنه حقاً).

وتأمَّل الآية: {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين} [المائدة/٥].

تأمَّل قوله: {ومن يكفر بالإيمان} بعد ذكر التحذير من الزنا ومقدماته، وبين الأمرين علاقة، فقد رأينا عياناً أن كثيراً من الشبهات والتثاقل في أمر الدين وبُغض الفضيلة ثم الدين ثم الكفر به ناشئ عن أمر الشهوات وإن تستَّر بالشبهات.

وقد ورد في الحديث «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء».

جاء في كتاب «قصة الحضارة» [36/89] وهو يتكلم عن فرنسا في عصر التنوير: "عبادة الجمال
1 - انتصار الروكوكو
في هذا العصر، فيما بين الوصايا وحرب السنين السبع -عصر طراز لويس الخامس عشر- كانت النساء تتحدى الآلهة: أي الفريقين أحق بالعبادة، وكان السعي وراء الجمال ينافس الانصراف إلى التبتل والورع، والاندفاع إلى الحرب. وفي الفن والموسيقى، كما في العلوم والفلسفة، تراجع كل ما هو فوق الطبيعة أمام كل ما هو طبيعي. إن هيمنة المرأة على ملك حساس شهواني، هيأت اعتباراً جديداً أو مكانة جديدة للرهافة ورقة الوجدان".

والواقع أن الأمر عبادة للشيطان باستخدام فتنة النساء، كالمشار إليه في الخبر وفي آثار كثيرة، والمقصود نساء السوء وما أكثرهن والله المستعان، وذاك العصر من أكثر العصور انحلالاً وهو الذي مهَّد لكثير من البلاء الذي نراه اليوم.

والمراد بيان علاقة الشهوة بالشبهة مع الكبر وفساد النظر.

تدبرات قرآنية

11 Aug, 19:05


(58) تفريغ #مجلس:

🎙#آية_وحديث [3]🎙

https://t.me/taf_saw_alkhulify/204

تدبرات قرآنية

08 Aug, 19:48


زاوية لرؤية الرحمة الخفية 👇

1,279

subscribers

5

photos

2

videos