في كلِّ حيٍّ زامرٌ، يعزفُ ألحانَه بشغفٍ،
ينسجُ نغماتِه كأنَّها خيوطُ الفجرِ، لكنَّ أهلَ الحيِّ يمرُّون كأنَّهم لا يسمعون؛
ليستْ ألحانُه خاليةً من السِّحرِ،
بل لأنَّ الألفةَ جعلتْ جمالَه باهتًا في أعينِهم.
ـ
هكذا نحنُ مع النِّعَمِ القريبةِ، نغفلُ عنها لأنَّنا اعتدْنا وجودَها..
نبحثُ عن الحكمةِ بعيدًا،
وننسى أنَّ بيننا من يحملُها في كلماتِه وأفعالِه.
ـ
فلنتعلَّم أن نُبصرَ الجمالَ في القريبِ قبل أن نبحثَ عنه في البعيدِ، ونتذكَّرَ أنَّهم أولى النَّاسِ بأن نمدَّ لهم يدَ العونِ، ونكون اليَد التي تهدهدُ أوجاعَهم، وأول يد تصفقُ لهم.
ولْنَعْلَمْ كمْ من قريبٍ لا يُطربُ أهلَه، ويحملُ في ألحانِه خيرًا لم يُدركوه.