فهو أشدُّ الناسِ شعورًا بالذنبِ، يلومُ نفسه مئاتِ المرّاتِ،
ويحملها ما لا تطيقُ، حتى يضيقَ به الأملُ، ويثقلَ عليه الطريقُ.
إنما يحتاجُ إلى يدٍ حانيةٍ تمتدُّ إليه؛ تعرِّفه على اللهِ حقَّ المعرفةِ،
إلى قلبٍ يضيءُ له دربَه، إلى صوتٍ يهمسُ له بأنَّ اللهَ أقربُ مما يظنُّ،
وأرحمُ به مما يتخيَّلُ.
حدِّثه عن اللطفِ الإلهيِّ الذي يجبرُ الكسورَ، وعن الرحمةِ التي تسبقُ العقوبةَ، وعن الغفرانِ الذي لا تحجبُه الذنوبُ.
اجعله يحيا في كنفِ أسماءِ اللهِ وصفاتِهِ؛
ليجدَ في الغفورِ سترًا لما مضى،
وفي الرحيمِ رحمةً واسعةً لا تضيقُ به،
وفي الودودِ حبًّا لا يخبو؛
حتى يدركَ أنَّ العودةَ إلى اللهِ ليست رحلةَ خوفٍ،
بل ملجأَ طمأنينةٍ وسلامٍ، وملاذًا آمنًا، وشفاءً لما في الصدورِ!