والحقيقة أن السلفية ليست كذلك، هي الرجوع إلى قواعد الأئمة وأصولهم لاستخلاص منهج التعامل مع القرآن والسنة، كما سار على ذلك الصحابة والتابعون والأئمة الأولون.
بهذا المعنى، فالسلفية ليست مرحلة زمنية معينة ذهبت وانتهت، كما أنها ليست شخصا أو مجموعة أشخاص كانوا في زمن معين، وإنما هي رؤية شمولية ومتكاملة في التعامل مع الكتاب والسنة. ولهذا فكل جماعة أو شخص ليس حجة على السلفية، وإنما السلفية هي الحجة على الجميع.
في هذا الإطار يمكن أن نقرر حقيقة في غاية الأهمية، وهي: كل من كان أكثر استيعاباً لمنهج الأجيال الأولى من حيث القواعد والأصول في التعامل مع نصوص الوحيين، على المستوى المعرفي العلمي، وعلى المستوى التطبيقي التنفيذي في الواقع، و على المستوى السلوكي العملي في التعامل، فهو أكثر سلفية، وأدنى إلى روح السلفية.
إذا صح هذا التقرير فيمكن أن نرتّب عليه حقيقة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى وهي: كل مسلم فهو سلفي بغض النظر عن انتمائه واتجاهه، ما دام لم ينقض إسلامه فيكون مرتدا عن الدين، وإنما يختلف المسلمون _رغم تباين اتجاهاتهم وانتماءاتهم_ بحسب قربهم أو بعدهم عن الضابط المذكور آنفا. ببساطة، فالذي يرفض الرجوع إلى القرآن والسنة بحسب القواعد والأصول المعتبرة بين أهل العلم، فهو ليس مسلما أصلا كما ذكرنا بل هو خارج دائرة الإسلام. والله تعالى أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك