شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين @w_afik Channel on Telegram

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

@w_afik


ربِّ بما أنعمتَ عليَّ فلن أكونَ ظهيرًا للمُجرمين

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين (Arabic)

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين هو قناة تيليجرام تهتم بتقديم المحتوى الثقافي والديني بطريقة مبسطة وممتعة، تديرها الشخصية العامة والباحث الديني محمد وفيق زين العابدين. يعتبر هذا القناة مصدرا موثوقا للمعلومات الدينية والثقافية، حيث يشارك محمد وفيق خبراته ومعارفه مع الجمهور بشكل يومي عبر منشوراته ونقاشاته. من خلال قناته، يمكنك التعرف على مفاهيم دينية جديدة، وفهم أساسيات الإسلام بشكل أعمق وأوسع. بالإضافة إلى ذلك، فإن محتوى القناة متنوع وشامل، حيث يتناول مواضيع تهم الفرد في حياته اليومية ويساعده على تحقيق التوازن بين الدين والحياة العصرية. إذا كنت تبحث عن مصدر يقدم لك المعرفة والتوجيه الديني بشكل ممتع ومفيد، فإن قناة شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين هي الوجهة المثالية لك. تابع القناة الآن على تيليجرام لتستفيد من محتواها القيم وتكون جزءًا من المجتمع الثقافي والديني الذي تعززه.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

12 Feb, 19:18


دعوى تهجير أهل غزة المثارة، إذا كان لها أن تُحرك فيك شيئًا، فليس إلا ترسيخ إيمانك بأنه “ولا يحيقُ المكْرُ السَّيِّئُ إلا بأهله”..

أراد فرعون أن يُخرج موسى وقومه من الأرض لتخْلُص له البلاد؛ فخلّصها الله من فرعون وجنده وقال لقوم موسى: “اسكنوا الأرض”!
“فأراد أن يسْتفزَّهم من الأرض
فأغرقناه ومن معه جميعًا”

“ولله ما في السماوات وما في الأرض” خلقًا ومِلكًا ومُلكًا.. إذا كان بَسْطها يسيرًا عليه؛ فتمكين عباده المؤمنين منها أهون وأيسر.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

07 Feb, 23:11


من أغرب مؤكدات غلبة البُعد الإيماني في الإسلام على المادي؛ دلائل النبوة.. فأكثرها اجتماعي نفسي بالأساس! ولذلك، ألزم اللوازم العقلية وأوجب المنطق في زماننا الإيمان..

مثلًا، حين ترى كيف صار الناس أعداء أنفسهم.. يقفز في ذهنك فورًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "سألتُ الله عز وجل أن لا يجعلَ بأسَ أُمتي بينهم فردَّها عليَّ" وفي رواية: "فمنَعَنِيها"!
فليس بالضرورة أن يكون البأس: قتالًا، بل كل شدّة بينهم: بأس.. نزع البركة في العلاقات، ضياع الكرامة بين الناس، تسلط المُبطلين على المؤمنين، فقد لذة الجماعة في الطاعة..

وحين تتأمل نفوسنا الممزقة، وكيف أن قلب المؤمن من شدة الغُربة كأنه في سجن.. يقفز إلى ذهنك فورًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الدنيا سِجنُ المؤمن"!
فتكاد لا تسلم إلا للئيم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لُكَع ابن لُكَع".. وفي الأثر: "ليأتين على الناس زمان، لا يجد الرجل فيه موضع قدم يقيه الظُلم".

وهذا وإن بدا موحشًا، لكن غايته أن يفر المؤمن إلى الأُنس بالله، والانشراح بذِكْره، والافتقار إليه وحده.. شعاره: "كلا إنَّ معي ربِّي سيَهْدينِ".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

06 Feb, 23:38


ربما تستغرب لو علمتَ أن العرب كانت أصلًا موحِّدة على دين إبراهيم عليه السلام، قبل أن تعرف الشرك والوثنية!

لا تعتقد أن الإكثار من ذكر "الوثنية" في القرآن، أو إعادة تناول "الشرك" بأساليب مختلفة؛ حِجاج عقلي، واستجاشة مشاعر، وإيقاظ للفطرة، وسرد قصصي، وتوبيخ وسخرية ومقارنة وتخويف ووعيد...
كل هذا، لمجرد حالة الجاهلية التي واجهها النبي صلى الله عليه وسلم، فقط.. أو لتكون الآيات حبيسة زمن معين!

عناية القرآن بالشرك عميقة، وتدعو للتأمل.. ما بين حصر أسبابه، ومحاصرة مداخله، والتنبيه على عواقبه، وتشريح نفسية أهله..
لماذا؟!
لأن رأس مال المؤمن "التوحيد" وغاية غايات إبليس ومُنتهى أمله مع بني آدم؛ ألا يسلم لهم.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

05 Feb, 12:33


عن الشريعة، وحقيقتها، وهل هي الفقه؟ وكيف يكون نقص العزة سبب في ضعف الشعور بضرورة الشريعة؟ وما معنى النقص في اعتقاد الكفاية؟ ولماذا لا يمكن فصل الأخلاق عن الدين؟ وما الواجب على كل مسلم؟

رابط لقاء:
صلاحية الشريعة أم ضرورة الشريعة!
على يوتيوب:
https://youtu.be/vam42gsgteo
وهذه نسخة صوتية ساوندكلاود:
https://on.soundcloud.com/cxtfSfNg7K846we29

والسبت القادم ٩.٣٠م بتوقيت القاهرة، إن شاء الله بحول الله وقوته، لقاء جديد في مجالس الشريعة حول:
المسئولية وعهود المؤمن الإيمانية

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

03 Feb, 20:50


لتكرار السؤال بمناسبة معرض الكتاب.. كتب:
الشريعة المعجزة
والشريعة والتحديث
والعلوم والأسلمة
وعلم الحديث: التاريخ والفلسفة وتوطين المنهجية
وإلاقة الداوة
وإصلاح المال: الرُّشد الإسلامي والاقتصاد المأزوم

جميعها يمكن الحصول عليه مباشرةً من خلال واتساب الناشر على هذا الرابط:
‏ https://wa.me/message/ZF2B65ZWKZGMF1

ومن المدونة الشخصية “شِرْعَة” يُمكن الاطلاع على مقدمات الكتب وفهارسها:
https://mohamedwafik.com/books

وإن شاء الله مع نهاية هذا العام بعون الله وتيسيره، يُنشر:
كتاب عودة الشريعة: في فلسفة الشريعة وحضورها والوعي بها.
وكتاب كيف صنعنا القانون؟: في فلسفة القانون وتحيزاته.
أسأل الله التيسير والقبول.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

30 Jan, 20:25


خبر الشهادة خبر مهيب، حريٌّ بنفس المؤمن أن تنتفض من هيبته، وحقيقة ما فيه من الارتقاء والاصطفاء وتتويج حياة الشهيد بأجلّ تكريم؛ حين تستقبل نفوس الآخرين الخبر بوصفه موت وفقد..

‏لذلك يُذكّرهم الإسلام فورًا بهذه الحقيقة المهيبة، بألا يُغَسّلوه كما تُغَسَّل الأموات، ولا ينزعون عنه ثيابه بل يُدفن بها.. ويكأنه تجهيز لمشهد التكريم والاحتفاء، حيث لا يسبقه أحد لا في الرزق ولا في البشارة ولا في الفرح!

‏فكيف يُنعت بالميت؟! "ولا تقولوا لِمن يُقتَل في سبيل الله أمواتٌ".. بل كيف يُعتقد أنه كذلك؟! "ولا تَحسَبنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء".. لذلك كانت الشهادة كالنصر في المنزلة، "قُل هل ترَبَّصون بنا إلا أحدى الحُسنَيَين"!

‏رحم الله محمد الضيف وإخوانه وتقبلهم.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

25 Jan, 12:44


لو أن درسًا واحدًا يمكن أن نستفيده من أخلاق معاملة المقاومة للأسرى ومشاهد خروجهم الكريمة.. فسيكون أثر "الإسلام" في تزكية النفس!

‏أهم ما في الإسلام أنه لا يطلب السلوك فقط من ترك معاصٍ وفعل طاعات.. بل الأهم أنه يستجيش المشاعر ويطلب الوجدان، أي تحقيق التوحيد في الشعور أولًا.. وعلى قدر ما يستقيم الشعور؛ يستقيم السلوك!

‏ولا يوجد موطن يختبر هذه الحقيقة مثل موطن الشدّة الذي يظهر فيه معدن القلب وأصالة النفس.. الاحتساب والافتقار والمعية والتوكل والإنابة وصدق الطلب والرجاء في الله وحُسن الظن فيه والعِزة به والانكسار له وقطع العلائق بغيره..
‏وهذا جوهر التوحيد الذي به تقف النفس عند حدود الله وعند العدل والفضيلة استعدادًا للقائه وتهيُّبًا من حسابه عز وجل.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

23 Jan, 22:28


بعض الناس تُحسن الصبر حين البلاء، لأنها لا تملك غيره، فيختبر الله عز وجل صدقها بالشكر حين النعمة!

من جحود النعمة؛ استضعافها وتقزيمها، لذلك أُمرنا بالتحدث عنها حتى لا تتقالها النفس أو تستهونها.. لأن استشعارها موجب شكرها، وشكرها موجب للبركة فيها والزيادة منها، فلا تنقطع بركتها حتى ينقطع شكرها..

وهذا من أخص معاني العبودية وتعبيد الناس لله رب العالمين، لأن فيه تعظيمًا للمُنعم وإقرارًا بربوبيته.. لذلك كان من تمام الحرمان ألا يشهد القلب النعمة حين العطاء.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

22 Jan, 21:54


يُشكّل النقاش حول الشريعة في سياق بناء الدول وتحديثها مسألة جدلية متجددة تثور كل حين في الواقع العربي والإسلامي.

كتابا الشريعة والتحديث و الشريعة والمعجزة يُجيبان عن بعض الأسئلة التي يُثيرها هذا النقاش حول الشريعة

فمن خلال قضية الشريعة والتقنين يُجيب الكتاب الأول عن:
ما هي جذور هذه القضية؟ وكيف أثرت فيها النخب القانونية وكذلك الظروف الاقتصادية؟
ماذا يعني تقنين الشريعة؟ وهل يمكن ذلك حقًّا؟ ولماذا اختلف حوله الفقهاء؟
هل ثمة تجارب تاريخية؟ ولماذا نجحت أو فشلت؟

ومن خلال دور القاعدة الشرعية وقيمتها في المجال القانوني يُجيب الكتاب الثاني عن:
ما سمات القاعدة الشرعية؟ وإلى أي مدى تختلف عن القاعدة القانونية؟
كيف تؤثر الشريعة على الأخلاق؟ وكيف ينعكس هذا التأثير على الخلل في العلاقات الاجتماعية؟
إلى أي مدى تفضُل الشريعة غيرها من النظم في الجزاءات والمعاملات والأسرة؟

وغيرها من القضايا التي يطرحها محمد وفيق زين العابدين في الكتابين حول الشريعة ومُعضلة التحديث.

لقراءة المقدمة والفهرس:
https://t.me/arkansrp/607
https://t.me/arkansrp/6
ويُمكنكم الحصول على الكتابين عبر الواتساب.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

20 Jan, 21:07


من دقائق منهج الشريعة.. أن الحُجّة الشرعية تكون أقوى ما تكون إذا وافقت شعورًا، والمشاعر تكون أنفع ما تكون إذا وافت حُجّة شرعية!

فالتنزل مع المخالفين في قضية "النصر" بالنقاش معهم من جهة المكسب والخسارة، أو المقارنة بين خسائرنا وخسائر العدو.. بدلًا من النقاش على أساس "الوحي" ولوازمه؛
ترسيخ لحاكمية المادية، وأن المعيار المادي أوقع من المعيار الشرعي!

كلما استطاعنا جرّ الناس لمساحة "الوحي" عند الكلام عن قضايانا الكبرى، وجعل حضور المعنى الديني أمرًا مركزيًا لا هامشيًّا؛ كلما حرّرنا نفوسهم من سطوة الليبرالية والمادية لصالح العبودية..

وانظر كيف أن الله عز وجل في قوله: "فإن تنازعتُم في شيء فرُدُّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله".. استعمل لفظة "شيء" أي أن أي شيء يُفضي إلى الخلل في اجتماع الناس، يجب أن يُفضي في إصلاحه إلى الوحي..

فاستجابة الناس للوحي واستشعارهم العبودية أجدى؛ حين هيجان المشاعر.. لأن المشاعر مُلهِبة للأفكار مُحفزة للمُحاجَّة، فإما أن تُحرك لحق وإما أن تُحرك لباطل، والشرع هو خير ما يوجهها للحق!

هكذا تتشكّل وحدة الأُمة الإيمانية وتتضح المعاني الكبرى عند الناس، ويتحول المعنى الإيماني من معنى هامشي لمعنى مركزي، ويتحول السلوك الفردي لحركة جماعية.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

19 Jan, 13:33


ومَن يُدبّرُ الأمر..
هذا يوم من أيام الله والله، يُشاهد بالقلب والنفس لا بالعين والنظر.. جدير بالذين أكلتهم الهموم أن يتأملوه ويستبشروا به، فلا مُراد ينفذ غير مُراد الله، ولا تدبير يغلب تدبيره..
وفي الأثر: "يموت الإنسان ولا يُخَلِّفُ بعده شيئًا أكثر من التدبير"!

وماذا عن الفقد والخراب؟
استخرج الله به من نفسك عبوديات.. "ولنبْلونّكُم بشيء من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفُس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون"..

وماذا عن الحرمان والأحباب الذين ذهبوا؟
اتخذهم الله لنفسه واصطفاهم من الناس.. "ويتّخِذَ منكُم شهداء"..

وماذا عن الحيرة وعذابات الصغار؟
ربّاهم الله عز وجل لك وللمسلمين.. "إن علينا للهُدى"..

وماذا عن الآلام والأوجاع؟
ذهبت بثِقلها أجرًا.. "ما يُصيب المؤمنَ من وصَبٍ ولا نَصَبٍ ولا هَمٍّ ولا حَزنٍ ولا أذى ولا غمٍّ حتى الشوكَةُ يُشاكُها إلا كفّر الله بها من خطاياه"..

فهو المُدبّر أمرًا وإذنًا ومشيئة.. يُصلح الظاهر ويُهذّب الباطن، ويرفع الحق وأهله ويخفض الباطل وأهله، ويجبر الحال ويعوض في المآل، دائم الخير كثير المعروف.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

16 Jan, 21:31


بعض الناس تريد الإسلام مثل "النيش" أو "دولاب التُحف".. تضع فيه: سير الصحابة، والعقاب الإلهي، وعِزة المؤمنين، ووحدة الأُمة، والأحكام الشرعية التي لا توافق هواها..

لمجرد الزينة، وغير مقبول أي استدعاء لهذه المعاني حيال الواقع.. فالقوارع الإلهية؛ كارثة طبيعية، ونصر الله للمؤمنين؛ نجاة فقط، وسير الصحابة؛ أين هم وأين نحن!
فنفوسهم أسيرة جوارحهم، وجوارحهم أسيرة المادية!

‏قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا ادخُلوا في السِّلم كافّةً"، أي في كل شرائعه، لا بالجوارح والأبدان فقط، بل بالقلوب والنفوس كذلك، لذلك قال: "يا أيها الذين آمنوا" ولم يقل: يا أيها الناس، فالمطلوب الاستحكام والتمكن..

‏لأن كل استهوال للدنيا من غياب معنى ديني، فاستهوال الفقد من غياب معنى الاصطفاء، واستعظام الحرمان من غياب معنى الابتلاء، واستثقال الإقدام من غياب معنى العِزة، وتعاظم اليأس من غياب حُسن الظن والرجاء..
فضعف الشعور بالعناية الإلهية من ضعف الشعور بالمعاني الإيمانية.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

15 Jan, 16:25


‏آلاف الشهداء وأحياء سويت بالأرض!
كيف يُسمى هذا "نصر"؟!

‏أهم ما فعله الإسلام في الصحابة أنه قوَّض كل الحسابات المادية في أعينهم، من ذلك فكرة "العدد"..
فحين تكلم عن العُدة قال: "كمْ من فئةٍ قليلة غَلبتْ فئةً كثيرة بإذن الله".. وحين تكلم عن الإنفاق قال: "أنفقْ بلالًا ولا تخشَ من ذي العرشِ إقلالآً".. وحين تكلم عن الشهداء قال: "ولا تقولوا لمن يُقتلُ في سبيل الله أمواتٌ".. وحين تكلم عن استنقاذ النفس المؤمنة قال: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناسَ جميعًا"
‏حين تكلم عن كل حسابات الدنيا قال: "متاعٌ قليل ثم مأواهمْ جهنم"

‏المقاييس في الإسلام مختلفة، لأنه عقيدة وإيمان قبل أن يكون سلوكًا وفعلًا، فالنصر ليس عددًا فقط..
إضعاف العدو نصر، مراغمته نصر، غيظه نصر، كسر هيبته نصر، الثبات نصر، الفتح لدين الله نصر، جعل كلمة عدو الله السُّفلى وكلمة أولياء الله هي العُليا نصر..
‏كل رزق للمؤمنين نصر من الله، كما قال الشنقيطي!

بل من عجيب ما سماه القرآن نصر؛ صدق وعد الله للمؤمنين "ويَومئذٍ يَفرحُ المؤمنونَ بنصرِ الله" فالنصر لم يكن لهم بل كان لعدوهم على عدو عدوهم، لكنه صَدق وعد الله لهم!

‏لذلك لاحظ كيف سمى العلماء حديث "لا تَزال طائفة من أُمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم" حديث "الطائفة المنصورة"!

‏موازين المؤمن مختلفة.. لو كان العدد معيار ما بايع الصحابة تحت الشجرة، وما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة للمدينة، ولا خرجوا من المدينة لجزيرة العرب، ولا خرجوا من جزيرة العرب للفرس والروم..
لو كان للعدد قيمة ما وصلك هذا الدين.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

11 Jan, 22:28


من أحسن ما يصف الورع الكاذب تجاه حرائق أمريكا، قول الجاحظ: "يصُول أحدهم على منْ شتمه، ويُسالم من شتم ربَّه"..
ما كنت أعتقد أن نفسًا سويّة يمكن أن تتعاطف مع ما حصل، خاصةً بعد الذي عشناه العام الماضي!

الآن فقط يمكن أن تفهم لماذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الحُب في الله والبُغض في الله في أوثق عُرى الإيمان، وجعل البُغض فيه عز وجل كالمحبة فيه تعالى: "عبادة"!

ولذلك لم يرد البُغض في القرآن إلا مقترنًا بالعداوة، بل قدم العداوة دائمًا على البغضاء لئلا يُتسامح فيها ولتكون ظاهرة غير مستترة ولا مخفية!

في قول الله تعالى: "لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله"، بعض المفسرين يُفسر "يوادُّون" بمجرد الميل.. لماذا؟
الآية نفسها تُجيب.. "أولئك كتبَ في قلوبهم الإيمان" أي غرس الإيمان غرسًا في قلوبهم، فكيف لمن أنعم الله عليه بنعمة الإيمان العظيمة أن يميل قلبه لمن استخف بالله وحُرماته وعادى أولياءه من المؤمنين؟!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

11 Jan, 02:06


الأزمات التي يثيرها موضوع "الجنسية" كل حين وآخر، بقدر ما فيها من تعرية للقومية وللقوميين؛ بقدر ما تكشف عن شيءٍ من جلال الإسلام وشرف حمله ورحمته بمن حمله!
من عِز "لا إله إلا الله" وعِز إظهار شعائر الدين.. أن الإسلام لا يوجب على المسلمين حماية المسلم ونُصرته قِبل غير المسلمين فقط، بل حتى قِبل المسلمين أنفسهم، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "فإذا قالوها؛ عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها"!
فلفظة "عصموا مني" أي من النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن هو دونه من الناس؟!
عبّر بنفسه الشريفة ليبلغ هذا الحق منتهاه في العصمة والمكانة.. وجعل أثر ذلك لا في الدماء فحسب، بل في الأموال كذلك.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

09 Jan, 21:03


"كأن لم تغنَ بالأمس"
حين رأيت حرائق لوس أنجلوس في أمريكا، فورًا خطرت في بالي هذه الآية.. هذه المدينة خاصةً في هذه الدولة خاصةً، نموذج حي لوهم القُدرة المعاصرة؛ قُدرة البشر الهشة حين يلتقي الفجور بالغرور؛ ليتحدى القُدرة الإلهية!

انظر كيف يصف الله عز وجل هذه القُدرة الهشة فيقول: "حتى إذا أخذت الأرضُ زُخرُفها وازينتْ".. أي تزيّنت من فرط وهم القُدرة، من إمهال الله عز وجل، لا امتنان ولا كرامة، حتى تشتد حسرة الباطل ويعظُمُ الأسى حين يأتي أمر الله عليها!
"وظن أهلها أنهم قادرون عليها".. فطمَعهم فيها يزيد ورغبتهم فيها تكبر، من مكر الله عز وجل بهم!

ماذا حصل؟
"أتاها أمرُنا ليلًا أو نهارًا" فلا زمن يمنع قُدرة الله تعالى إذا جاء أمره، كان أبو طالب المكي يقول: "ليس في القُدرة مسافة ولا ترتيب ولا بُعد ولا توقيت"!
"فجعلناها حصيدًا كأن لم تغنَ بالأمس" كأنها لم تَعْمُر.. وهذا اللفظ العجيب "بالأمس" للتعبير عن سرعة زوال النعيم وقُرب انقطاع الأمل، كما قال ابن القيم: "ظلٌ زائل وخيالٌ زائر".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

30 Dec, 22:24


إذا لم تكن قادرًا على نُصرة أهل غزة، فلستَ عاجزًا عن الدعاء لهم أن يصْرف الله عنهم البرد والجوع.. ألم يقل عز وجل: "ويُنزل من السماء من جبالٍ فيها من بَرَدٍ فيُصيبُ به من يشاء ويصْرِفُه عن من يشاء"، أي يصْرف ضرره عمن أراد؟!
أوجب مواطن الدعاء وقت الفاقة والأسى، قال بعض العارفين: "خيرُ الدعاء ما هيّجته الأحزان"!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

29 Dec, 22:15


صلاحية الشريعة أم ضرورة الشريعة!
لقاء قادم مع الأفاضل عون على الطريق جزاهم الله خيرًا.. على قناتهم على التلجرام، السبت القادم إن شاء الله

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

29 Dec, 13:30


لماذا لا ينبغي للمسلم الاحتفال بأعياد رأس السنة؟ وأين المشكلة في التهنئة بها؟!
من لقاء “الولاء والبراء وتحرير الإرادة” ضمن مجالس الشريعة

فكيف ودماء إخواننا وآلامهم وشدّتهم لا تخفى على أحد!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

27 Dec, 20:37


لا يكتمل أي انتصار عسكري أو سياسي إلا بفرض ثقافة المُنتصر وأن تغلب أفكاره سائر الأفكار..
‏لو لي كلمة أستطيع إيصالها للثورة في سوريا وأي انتصار إسلامي.. فهي: إطلاق يد "الدعوة" بكل أشكالها، فردية وجماعية، وعظ وتعليم، إعلام ومساجد، مدارس وجامعات..

‏لا يكاد يوجد أحد انتصر في صراع حق أو باطل، وتسامح مع خصومه في الدعوة..
‏والنبي صلى الله عليه وسلم تسامح مع من حاربوه بالقتال، ولم يتسامح مع من حاربوه بالكلمة.. قال ابن تيمية: "والمُحاربة باللسان في الدين قد تكون أنكَى من المُحاربة باليد.. وما يُفسده اللسان من الأديان أضعاف ما تُفسده اليد، كما أن ما يُصلحه اللسان من الأديان أضعاف ما تُصلحه اليد.. فمُحاربة الله ورسوله باللسان أشد والسعي في الأرض لفساد الدين باللسان أوكد"!

‏فرض الأفكار أهم من فرض الأخلاق، لأن الأخلاق بنت الثقافة السائدة، والأفكار تصنع الأخلاق..
‏الغالب يفرض ثقافته.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

09 Dec, 22:25


من أساليب القرآن المُلفتة للنظر؛ أسلوبه في الرد على المُشككين في وعد الله تعالى أو وعيده!
كلمات بسيطة لكنها تترك أثرًا عميقًا في النفس.. منه قوله: "لكلِّ نبإٍ مُّستَقر وسوف تعلمون"
كأنه يقول لنا: كل وعد، وكل وعيد، له موضع قَرار وزمان ينتهي إليه وإن تأخر.. وعبّر بالاستقرار كأنه حين يقع لم يقدر على رفعه أحد!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

08 Dec, 22:51


من تناسب الآيات العجيب المُبشّر قول الله تعالى: "وكان اللهُ على كل شيء قديرًا"
‏بعد قوله:
‏"وأورثَكم أرضَهم وديارَهم وأموالَهم وأرضًا لم تطئُوها"
‏أي كما ملَّكَكم هذه الأولى، فهو قادر أن يُملَّكَكم ما هو أعظم منها.. فكانت كالبشارة بأن الفتح إذا أتى؛ تلاه ما هو أعظم منه.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

08 Dec, 15:29


صيحات التكبير في مساجد دمشق مهيبة تُزلزل النفس
الله أكبر.. الله أكبر
‏لنتذكر دائمًا وأبدًا، أن الله أكبر من الهموم والأحزان، الله أكبر من الظلمة والجبابرة.. الله أكبر من كل شيء وأي شيء.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

06 Dec, 22:33


"العمر واحد.. والربّ واحد"!
‏لا أدري كم مرة سمعت هذه العبارة ممن لا أُحصيهم من كبار السن؟! لو قلت مئات المرات؛ لم أُبالغ..
‏مثال، ضربوه لدفعنا على الإقدام والتخلص من الخوف!

‏هذا المبدأ البسيط جدًّا بساطة أهالينا، القديم جدًّا بعمر أجدادنا.. هو الذي تحررت به حلب وحماة، ودُعس به وجه الصهاينة يوم الطوفان!

‏العجز الحقيقي، عجز القلب والفكر، لا القُدرة والحركة.. النظر في العواقب شأن الحكيم لكن المبالغة فيها شأن الضعيف..
‏وإن الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: "قد أخذنا أمرَنا من قبل" أي أخذنا حذرنا دونكم، قال الله قُل لهم: "قُل لن يُصيبَنا إلا ما كتبَ الله لنا هو مولانا"!

‏كم بينَ قومٍ إنما نفقاتُهُم
‏مالٌ، وقومٍ يُنفقون نُفوسا

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

05 Dec, 23:15


إحياء ذكريات المآسي عند الانتصارات، واستدعاءها من التاريخ كأنها وقعت بالأمس وإثارتها مشاعر من لم يحضرها؛ سببه فطرة بُغض الظلم وكُره الظالمين..

وهذا يدُلّك على أن مراغمة المجرمين وكسر شوكتهم؛ أول خطوة في إصلاح الناس والأخذ بيدها للخير..

انظر كيف ربط القرآن بين القوة وصلاح الناس حين قال: "إذا جاء نصرُ الله والفتح ورأيت الناس يدخُلُون في دين الله أفواجا"، حتى قال البقاعي في تفسيرها: كانوا يُسْلمونَ أُمةً أُمة في خِفةٍ وسُرعةٍ ومُفاجأةٍ ولين!

العِزة موجبة لتوحيد الكلمة وإصلاح النفس وجمع الناس.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

05 Dec, 13:56


بين "حماة" و "بيت لاهيا"
نتقلب بين عزةٍ وألم، وفخرٍ وأسى، في شدة البلاء يُطيب الله قلوبنا بالعزة، ومع مشاعر العزة يُذكّرنا أن الدنيا دار تمحيص وابتلاء!

لنتذكر أن أمر المؤمن كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له!

لا يوجد محرك تستشعر معه الأسى والعزة في آنٍ واحد سوى الإسلام.. لن تجد بنية تتعامل مع النفس، وتشعر بما يحصل في دواخلها من أهوال، وقادرة على أن تداوي ما فيها من تناقضات وتمزقات؛ مثل الدين، ولو اجتمعت كل العلوم لتفهم أو تقيس أو تخمد حُرقة صدورنا أو اهتياج مشاعرنا؛ ما استطاعت!

هذا دين عجيب، قادر - وأنت تشعر بكل هذه المشاعر التي تبدو متناقضة - أن يمنحك السكينة وتمام الرضا، وأن تجد فيه سلامتك النفسية.. "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

30 Nov, 05:29


الإفراط في الشك والقلق والارتياب تجاه ما يجري في الواقع؛ مظهر من مظاهر "المادية" التي يعيشها الناس!

من ضعف الإيمان ألا تُشاهد تدبير الله في تدبير البشر، وأن يُذهلك الواقع عن أن الله عز وجل إذا أراد شيئًا هيّأ له أسبابه، وأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، قدره نافذ في الأسباب والمُسبِّبات، وتدبيرَ الناس لا يغلبُ تدبيره، وما غلب عُسرٌ يُسرين..

فإن وافقَت مُشاهدةُ قلبك مَشاهد الواقع؛ فنعمَ هي قراءة المؤمن، وإن لم توافقها فقد غلّبتَ الإيمان وحُسن الظن بالله..

قال تعالى: "ولا تهِنُوا ولا تحزَنوا وأنتم الأعلونَ إن كنتم مؤمنين"، أي الأعلون حالًا بإيمانكم، الأعلون في العاقبة إذا بقيتم على إيمانكم!

اللهم أبرم لنا أمر رُشد، تُعزُّ فيه وليَّك وتُذلُّ فيه عدوك ويُعْمل فيه بطاعتك.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

29 Nov, 20:57


مشاهد فرح إخواننا السوريين بتمكينهم ممن استضعفهم؛ مبُهجة للغاية.. ما أصدق قول الله تعالى: "ونُريدُ أن نمُنَّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهُم الوارثين"!

تعبير "الوارثين" تعبير مدهش.. لأن منَّة الله تعالى عليهم بتمكينهم ممن استضعفهم قريبة الوقوع.. فإرادة المنَّ عليهم ملازمة لاستضعافهم!
تضيق بهم الأرض، لكن أسباب توريثهم تُقدّر في السماء.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

23 Nov, 23:10


سبحان الله، كلما تأملت استعراضات الأكل وكيف تحولت لمهنة، تلك التي يسمونها "فود بلوجر"..
تصورت أكثر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعةُ إلا على حُثالة الناس".. الشُراح يقولون: "الحُثالة: الرديء من الشيء"!

إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل "النهم" في الأكل؛ مظهرًا من مظاهر الكفر، كما في الحديث الصحيح: "يأكلُ المسلم في مِعًى واحدٍ، والكافرُ يأكلُ في سبعة أمعاء"، أي يملأ طبقات بطنه كلها من طُغيان الشهوة.. فكيف بمن جعله مهنة وسبب شهرة واسترزاق؟!

كانوا قديمًا يرون الأكل في الطريق من خوارم المروءة، كأنهم يُريدون أن إظهاره للناس - دون داع من دعوة أو جوع أو ما شابه - موجب للتعيير، بل قال الطيبي: "قلة الأكل من محاسن أخلاق الرجال".. فكيف بمن تباهى به في زمن يموت فيه إخواننا من الجوع؟!

فلا عجب أن يذكر القرآن طعام الآخرة، ويجعله من وجوه النعيم للمؤمنين، وفي الوقت نفسه من وجوه العذاب للكافرين، جزاء لكل منهما من جنس العمل الذي كان عليه في الدنيا.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

21 Nov, 05:00


سر من أسرار التوفيق في القول والعمل؛ التفرقة بين الرضا بالأقدار، والرضا عن النفس!
من دقائق الشريعة المهمة في حياة المؤمن أنها لا تجعل الرضا كله واحدًا، بل توجب الرضا بالأقدار وتذم الرضا عن النفس، ومن فرق بينهما زال عن قلبه كل إشكال وحيرة..

فالرضا بالأقدار يوجب التسليم، وعدم الرضا عن النفس يوجب السعي.. الرضا بالأقدار يوجب حُسن الظن بالله، وعدم الرضا عن النفس يوجب ألا تأمن مَكر الله.. الرضا بالأقدار يوجب التجلُّد في الصبر، وعدم الرضا عن النفس يوجب التجلُّد على العمل..

الرضا بالأقدار نقيضه السَّخط، وعدم الرضا عن النفس نقيضه الغفلة، قال ابن القيم: "آفة العبد رضاه عن نفسه".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

18 Nov, 22:12


"ونسوا حظًّا مما ذُكِّروا به".. هذه كانت علامة هلاك من هلك منهم، فمن قلة مبالاتهم بدين الله؛ تركوه تركَ الناسي!

لا تتصور أنك تُنكر المُنكر لأجل من تُنكر عليه، المؤمن يُنكر أول ما يُنكر لنجاة نفسه ثم نجاة الآخرين.. فإن لم ينج الآخرين؛ نجا بنفسه..

في الحديث: "تُعرضُ الفتنُ على القلوبِ كالحصير عودًا عودًا.. فأيُّ قلبٍ أُشْربَها، نُكِتتْ فيه نُكْتةٌ سوداء، وأيُّ قلبٍ أنكرهَا، نُكِتتْ فيه نُكْتةٌ بيضاء..
حتى تصير القلوب على قلبين:
أبيض مثل الصفا، لا تضرُّه فتنةٌ ما دامت السموات والأرض..
وأسود مُربادًّا كالكُوزِ مُجَخِّيًا.. لا يعرفُ معروفًا، ولا يُنكر مُنكرًا، إلا ما أُشْربَ من هواه.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

17 Nov, 21:14


هذا زمان ترسيخ الإيمان وتجديد العهد مع الله، والله.. حين تتأمل تخصيص الحجاز أو أرض العرب، بكثير من علامات الساعة؛ لن تستغرب ما يحصل فيها الآن!

تطاول الحُفاة، وخراب يثرب، وبعج مكة كظائم، وظهور فتن نجد، وعودتها مروجًا وأنهارًا، وعبادة اللات والعُزّى... بل قيل إن كل حديث في علامات الساعة أصله أن يقع فيها ما لم يرد غير ذلك!
في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومًا للصحابة: "إني لأرى الفتنَ تقعُ خلال بيوتِكُم كوقْعِ القَطْر".. أي من كثرتها وشدتها!

الحجاز موطن الوحي، ومهد الإسلام، وعِزّ المسلمين.. فغُربة الإسلام "وسيعود غريبًا كما بدأ" حين تعود غريبة.. وفساد الزمان "يأتي على الناس سنوات خدّاعات" حين تَفسد بعد صلاح.. وقبض العلم "حتى إذا لم يبق عالمًا" بذهاب علمائها..

لكن المغفول عنه، أن المهم ليس وقوعها إنما العلة من تقديرها.. فالغاية الحقيقية من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بكل ذلك؛ لا تتحقق إلا بوقوع ما أخبر به.. وهي: تثبيت المؤمن، وإيقاظ الغافل.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

16 Nov, 20:22


قديمًا كنت أستغرب من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُكثرُ أن يقول: "يا مُقلِّب القلوب، ثبِّت قلبي على دينكَ"!
فهذا النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن أُمته أهل الإيمان والفطرة!

مع الوقت، عرفت أن الثبات محض رحمة.. ليس أسهل على الله تعالى من أن يُقلِّب القلوب إذا تقلبت الجوارح، وليس أسهل عليه من أن يُزيغَ القلوب إذا انصرفت النفوس..

فسرعة تقليب القلب بالمشيئة رهن حفظ نعمة الإيمان واستحقاق هذا الفضل، "أو كسَبَت في إيمانها خيرًا"..
في الحديث: "مثلُ القلب كريشة بأرض فَلاة يُقلِّبها الريحُ ظهرًا لبطن".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

10 Nov, 23:33


في زمن الضعف الذي نحن فيه.. من البرّ وحُسن الإيمان أن تتبين الخط الفاصل بين "لا يضرُّهم من خَذَلهم"، وبين شرعنة الاستكانة وتبرير الترك!
الذي قال: "لا يضرُّهم من خَذَلهم" هو الذي قال: "خذِّل عنَّا ما استطعت"!
الإيمان سعي، تخذيل لا خُذلان، وإعانة لا إعراض.. لولا الأنصار ما كانت الهجرة، ولولا المدينة ما كان فتح مكة.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

04 Nov, 21:32


من جماليات الإسلام، أن يجعلك مستصحبًا دائمًا لشعور "العِزّة"، مهما كان حالك من ضعف وهوان.. فلا يُمكن معه أن تشعر بخِزي أو دونية ما كالتي يشعر بها "القومجي" إذا أساءت له بلده!

ولاحظ كيف أن القرآن لما أراد أن يرد على غير المؤمنين اعتزازهم ببعضهم، قال: "فإنَّ العِزَّةَ لله جميعًا"، أي مصدر العِزّة الله، وبإعِزازه من أراد صار عزيزًا!
فمن تعزّز بالله محالٌ أن يلحقهُ ذُلّ، لذلك قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "حَسْبُك الله"..

في الأثر أن رجلًا قال يومًا للحسن بن عليّ رضي الله عنه: إن الناسَ يزعُمون أن فيك تيهًا! فقال: "ليس بتيهٍ، ولكنها عزّة الإسلام، فإنه العزّ الذي لا ذُلّ معه"!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

02 Nov, 22:45


معنى "لا يضُرهُم من خَذَلَهُم ولا من خالَفهُم"، ليس أنه لا يلحقهم الأذى ماديًّا أو نفسيًّا، لكن المعنى أن من اعتصم بالله؛ لا تنكسر شوكته أبدًا مهما تخلى عنه الناس!
وهذا المعنى يصدق فيمن ثبَت على الثغر، ومن ثبَّت الله به من ثبَت على الثغر.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

31 Oct, 18:16


من الآيات العجيبة، التي تجمع بين أمر ووعيد وبشارة.. قول الله تعالى: "ولا تُجادل عن الذين يخْتانون أنْفُسهم إن اللهَ لا يُحبُّ من كان خوَّانًا أثيمًا"!

فمن قُبح الخيانة أنها الخُلق الذميم الوحيد الذي صرّح القرآن بألا يُتهاون فيه ويُدافع عن فاعله.

أما الوعيد والبشارة، ففي قوله عز وجل: "إن اللهَ لا يُحبُّ"، لأن الله عز وجل لا يُكرِم من أبغضه ولا يُعزّه أبدًا، فهذا وعيدٌ للخائنين وتبشيرٌ للمؤمنين.. ولذلك قال "يخْتانون أنْفُسهم" فجعل خيانة الغير خيانة لأنفسهم، لأن كيد الخيانة يعود فيهم ويرتد عليهم!

اللهم نبرأ إليك من كل خيانةٍ للمسلمين وخذلان لهم.. انصرنا على أنفسنا وانصر بنا.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

28 Oct, 21:02


من الحصون التي يعتصم بها المؤمن كلما تملّكه الشعور بالعجز؛ النية .. نية الشهادة والمُراغمة والمُغالبة ومُصابرة الضعف، نية التجلّد عند المشقة وتحمُّل المكارِه والثبات حين يشتد البلاء..

لذلك قيل: "رُبَّ عملٍ صغير تُعظّمه النية"، وكانوا قديمًا يعتبرون النية إعدادًا يدخلُ في جُملة "وأعدوا لهم".. لو صدق المؤمن في نيته، بلغ بها ما لم يبلغ بعمله!
قال الحسن البصري: "إن الله ليرحم بالنية الصالحة ما لا يرحم بالأعمال الصالحة، لذلك جعل النية قبل العمل وشرط العمل".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

27 Oct, 15:58


بعض أهل العلم كان يرى بأن الشهيد لا ينقطع أجره بموته، ويستدل بحديث: "أفضلُ الشُّهداء الذين يُقاتلون في الصفِّ الأول"!
لأنه يحمل من وهنَّت عزيمته وفترت حماسته؛ على الإقبال والإقدام، فحمل مثل أجره.. لذلك كانوا يقولون "الشهادة روح تسري".
‏تقبل الله من سبق ومن لحق.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

26 Oct, 19:35


لا أعتقد أن آية في كتاب الله أكثر رعبًا من قوله تعالى: "وليحملُنَّ أثقالهم وأثقالًا مع أثقالِهم"!
تخيّل.. تأتي يوم القيامة فتجد ذنوبًا فوق الذنوب، وحِملًا يعلو الأحمال!
هذه قصة حَمل التَّبِعات ، عاقبة الحض والتأييد والتزيين والإغراء والاستخفاف بالمظالم.. قال البقاعي: "كُلّ من أسْلَكَ أحدًا طريقًا؛ كان شريكَهُ في عملِهِ فيها".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

25 Oct, 07:17


الطبيعي في هذه الأيام أن تكون مكسورًا لإخوانك "أذِلَّةٍ على المؤمنين"، لا أن تكون على عادتك وانبساطك في الأمور، فتترك الترف الذي اعتدتَه ما استطعت.. للموت هيبة، والمؤمنون "مثل الجسدِ الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تدَاعَى له سائِرُ الجسدِ بالسَّهرِ والْحُمَّى"!

فمن مراعاة شعور إخوانك أن تستشعر ما هم فيه كأنك بينهم، هذا أقل ما يمكن أن تفعله.. ماذا لو كان من مات هو أبوك أو أمك أو ابنك أو أختك؟! فكيف ورائحة موت المسلمين قد أزكمت النفوس؟!

انظر كيف أن أحد أوصاف أهل الضلال في القرآن؛ "الغافلون" ومنه أشبهوا البهائم، قال الطاهر بن عاشور: "الغفلة: عدم الشعور بما يحِقُّ الشعور به"!

وتأمل كيف أن النداء في غالب القرآن يكون بـ "أيها الذين آمنوا"، أو ينتهي بـ "المؤمنون"، "المؤمنين".. لماذا؟!
للتأكيد على فكرة اصطفاف المؤمنين وأهميته في تحقيق عبودية الأفراد، ويكأن تحقق العبودية والطاعة وكمال دين الفرد مرتكزه الجماعة المؤمنة!

المسلم لا يعمل لخير نفسه فقط، بل خيره لأخيه أسبق.. يُعينه على عمل أو يتحمل عنه.. فإن لم يقدر على إعانته والحمل عنه؛ دفع عنه ظُلمًا أو رد عنه أذًى.. فإن لم يقدر؛ علَّمه وثَبته على الحق وهداه إلى مراشد أمره.. فإن لم يقدر؛ خفف عنه وبكى معه ودعا واستغفر له.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

23 Oct, 07:41


من خصائص القرآن المُبهرة، التي تلفت الأحداث انتباهنا لها يومًا بعد يوم: الكشف عن نفسيات الناس مع الأقدار الكُبرى!

خُذ مثلًا نموذج العقلاني .. تجد القرآن يُخبرك أشياء عن هذه النوعية من الناس ومنطق تفكيرها، فيقول: "لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قُتلوا".. "لو أطاعُونا ما قُتلوا".. "وقالوا لا تنْفروا في الحرِّ"!

هنا القرآن تجده لا يكتفي بتذكيرنا بحُجج هذا "العقلاني"، ولا بتفنيد منطق الحِجاج العقلي في مواجهة الإيمان، بل يفضح نفسية بعضهم، فيقول: "الذين قالوا لإخوانهم وقَعدوا" أي أسلموهم وخذلوهم.. "يقولون بأفواههم ما ليس في قُلوبِهم" فحقيقة أعذارهم كما يقول الطاهر بن عاشور: "إرادة تفشيل المُسلمين"!

لذلك، ماذا يقول الله تعالى بعد هذا التذكير؟!
"ليجعل اللهُ ذلكَ حسرةً في قُلوبهم".. "فادرءُوا عن أنفسكُم الموتَ إن كُنتم صادقين".. "قُل نارُ جهنمَ أشدُّ حرًّا لو كانوا يفقهون"..
فالله عز وجل يُريد أن يترسخ في نفوسنا أن الإيمانيات تسبقُ العقلانيات، والأقدار تغلبُ الأحداث، وتدبير الله عز وجلّ يُحيطُ بتدبير البشر، وأن نتذكر بأن الدنيا مُستهلٌ وممر والآخرة عاقبةٌ ومُستقر.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

21 Oct, 21:32


قديمًا قيل: "لا نومَ أثْقلُ من الغَفلَة"!
اليقظة أجلّ النعم، على قدر تفاوت الناس فيها تكون مراتبهم وتكون مصائرهم ويكون حسابهم.. إذا لم تُعلّم ولدكَ إلا خصلة واحدة فعلّمه اليقظة ، فأول العمل: اليقظة.. قال الطاهر بن عاشور: "الغفلة: عدم الشعور بما يحِقُّ الشعور به"!

وانظر كيف أن القرآن عبر عن الغافلين بأنهم كالدواب، "أولئكَ كالأنعام بل هُم أضلُّ أولئكَ هُم الغافلون".. لأن النفس الغافلة تَضلّ وتُكسر وتُهان وتُساق وتُذلّ، وهي لا تدري لأي شيء هانت وفي أي شيء ضلت!
كان المُحاسبي يقول: "الناس لا تُؤتى إلا من الغفلة أو الغَلبة".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

20 Oct, 21:23


حُسن الظن بالله أن تأخذ بأسبابه وتثق في أقداره، لا أن توجب على الله عز وجل ما لم يأذن به.. فتسخط إذا طال البلاء أو اشتد، وتندم على موقف الحق إذا تأخر الفَرَج!

حُسن الظن: الطمأنينة إلى تقدير الله عز وجل إذا ساءت الأقدار، والثقة في توفيقه عند غياب مشاهد التوفيق.. لذلك لا ينقطع مع حُسن الظن؛ عمل، قال الحسن البصري: "إن المؤمنَ إذا أحسن الظنَّ بربِّه؛ أحسن العمل"!

وفي الحديث "إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن اللهم إن شئتَ".. قيل في معنى "العزم" أن يُحسن الظن بالله في الإجابة.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

19 Oct, 21:25


لما بيَّن الله تعالى حال المنافقين وكيف أنهم يتربصون بالمؤمنين الضعف ليُظهروا ما هو كامن حقيقةً في صدورهم "ومن الأعرابِ من يتخذُ ما يُنفقُ مَغْرمًا ويتربصُ بكُم الدوائرَ"..

‏بَشَّر المؤمنين بما هو في حكم الاستهزاء والوعيد بالمنافقين بقوله: "عليهم دائرةُ السَّوءِ".. فجعل وعيدهم "دائرةُ السَّوءِ" من جنس ما تربصوا به عباد الله الصالحين "الدوائرَ"!

‏فكل مال بُذل في الصد عن حق أو في تثبيت باطل مصيره الضياع ومآل صاحبه إلى الحسرة، فلا يُغلب حتى يتحسر على ذهاب ماله.. فيجمع الله عليه حسرتين، حسرة ضياع المال، ثم حسرة الانكسار "فسيُنفقونَها ثم تكونُ عليهم حَسْرةً ثم يُغلبون"!

‏في الأثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "جاهدوا المُنافقين، فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهِرُّوا في وجوههم فافعلوا".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

19 Oct, 09:09


مِن استعمال الله عز وجل للمؤمن أن "يغيظَ" به أعداءه!
"ليغيظَ بهِم"، هذه من العبوديات المنسية.. فكلُ ثباتٍ للمؤمن وكل قوةٍ وكل عزمٍ وصبرٍ وانفعالٍ لدينه وأوليائه، بل كلُ ما يتركه من سيرةٍ وأثر = مراغمةٌ لعدوه!

وانظر كيف جعل النبي صلى الله عليه وسلم من الصفة الذميمة؛ خلقٌ كريم وعبادة لله عز وجل، حين رأى أبا دُجانة يتبختر عند القتال، فقال: "هذه مشيةٌ يُبغضها الله ورسوله، إلا في هذا الموضع"!

كان ابن القيم يُسمي ذلك "عبودية المُراغمَة" ويقول: "فمن تعبدَ الله بمُراغمةِ عدوِّه؛ فقد أخذَ من الصِّديقيَّة بسهمٍ وافر".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

18 Oct, 12:21


لو أن درسًا واحدًا نتعلمه من حياة "يحيى صاحب الأريكتين" تقبله الله، فسيكون:
إذا طلبنا العزّة؛ التمسنا أبلغ مراتبها، وإذا أردْنا الكرامة أردْناها لأُمة، ولم نجعل من أحدٍ حُجّةً علينا أمام الله، بل نحن الحُجّة التي أقامها على خلقه!
المؤمن إذا صحَّ إيمانه بالله لم يكن عاديًا، ولا متوقَعًا، لا في حركته ولا في نهايته.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

17 Oct, 21:10


قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزالُ اللهُ يغرسُ في هذا الدين غرسًا يستعملُهُم في طاعته"
‏استدل ابن القيم وغيره بهذا الحديث على أن خيرية الأُمة لا تنقطع..
‏لكن المعنى الأبلغ الذي تُفيده لفظة "يغرس"؛ أن الله عز وجل "يتعهد" من يستعمله حتى يُقيم دينه وينصر شرعه قبل أن يُردَّه إليه ويُقيم مكانه..
فما من "غرسٍ" يُؤتي أُكله إلا بتعهدٍ ونُصرةٍ ومعيةٍ ومعونة، ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يُضرُّهم من خذَلَهم"!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

17 Oct, 16:38


لاحظ أن القرآن لم ينه عن تسمية الشهيد؛ ميِّتًا فقط "ولا تقولوا لِمن يُقتَل في سبيل الله أمواتٌ".. بل حتى نهى عن اعتقاده ميِّتًا "ولا تَحسَبنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء"، وتأكيدًا لذلك أخبر أنهم يُرزقون ويستبشرون ويفرحون ولا يَحْزَنون!

ومنه كان الأمر بألا يُغَسَّل كما تُغَسَّل الأموات، ولا يُنزع عنه ثيابه بل يُدفن بها.. وكان الإخبار بأن الشهادة كالنصر في المنزلة في قوله تعالى "قُل هل ترَبَّصون بنا إلا أحدى الحُسنَيَين"، لأن الشهادة ارتقاء، والارتقاء نصرٌ لا هزيمة..
المؤمن الذي يُقاتل باسم الله لا يُهزم أبدًا وإن قُتل!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

15 Oct, 21:30


ليس معنى العجز عن الأسباب غير المقدور عليها؛ تعطيل الأسباب المقدور عليها، مثل الاستخفاف بـ "الدعاء" عند العجز عن الجهاد.. فالدعاء من جُملة الأسباب المُقدّرة.. ومُيسر الأسباب واحد ومُسيّرها واحد، الذي يُعطلها الله والذي يُجريها الله..

‏قال ابن تيمية: "والدعاء من الأسباب التي يُنال بها هُداه ونصره ورزقه، فإذا قُدر للعبد خيرًا يناله بالدعاء؛ لم يحصل له بدون الدعاء"!

‏فمن عجز عن بعض أسباب النصر وتفريج الكَرب؛ لم يعجز عن الدعاء.. وقد كان عُمر رضي الله عنه يستَنْصِر به على عدوِّه ويقول: "فإذا أُلهمتُ الدعاء، فإن الإجابة معه"!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

14 Oct, 17:09


عن الأسباب والاستعمال والاستبدال والابتلاء، عن صلابة المؤمن وخيرية الأُمة وعداوة اليهود وهل يضر عدو الله ولي الله؟:
محاضرة “في ذكرى الطوفان: إيمانيات القضية” على:
يوتيوب
ساوندكلاود
الله يثبت إخواننا وينصرهم ويستعملنا في نُصرتهم.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

13 Oct, 20:55


من قوانين الفرَج.. أنه يبدأ ويسير إلى جانب الكَرب، وكذلك اليُسر يكون إلى جانب العُسر، لكن أكثر الناس لا تنتبه لهما حتى يرتفع الكرب ويزول العُسر!

ولذلك حين عبر القرآن عن ذلك قال: "إن مع العُسر يُسرا" وكرر التنبيه على المجاورة مرتين!.. وكذلك قال الصادق المصدوق عن مجاورة النصر للصبر والفرج للكرب: "واعلم أن النصرَ مع الصبر، وأن الفرَجَ مع الكَرب"!

فالذين يستعبدهم فرعون خلاصهم في قصره يُربيه لهم.. ويهود المدينة الذين مكروا بالمؤمنين تشريدهم على يد من بصَّروا الأنصار بسِره في كُتبهم!
في باطن كل عُسر يُسره، وفي جوْف كل كَرب فرجه، ومع كل صبر نصر.. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لو كان العُسر في جُحرٍ؛ لطلبَهُ اليُسر حتى يُخرجهُ".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

10 Oct, 16:05


يقولون بعض الناس لها من اسمها نصيب، ويبدو أن الأماكن كذلك.. جباليا التي تعني العلو والارتفاع، أبتْ إلا أن تُسطِّر هي الأخرى في التاريخ بأسها وبسالتها!
هي الأشباحُ كالأسماءِ يَجري الـ .. قضاءُ فيرتفعن ويختفضن

اللهم فرّج عن أهلها وثبتهم، اللهم اجبرهم وارحم شهيدهم وانتقم لهم، انصرهم يا ربّ وأعِنا على نُصرتهم.
تذكروهم بالدعاء، فالدعاء يُخفف الابتلاء ويُغير الأقدار.. هذا أقل ما يقدر عليه كل مسلم.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

07 Oct, 14:09


من أخص ما يُرسخه هذا الدين في النفس: إلف العِزّة !
‏قال تعالى: "وذكِّرهم بأيامِ الله".. قيل في تفسيرها: "أيام ظهور بطشه وتأييد المؤمنين على عدوهم، فإن ذلك مظهرٌ من مظاهر عِزةِ الله تعالى"..

‏ثم قال: "إن في ذلكَ لآياتٍ لكلِّ صبارٍ شكور".. قال البقاعي: "الذي صبَّرهُ اللهُ في الله ولله وبالله، عظيمِ الشُّكر لنعمائه"..

‏فجعل عز وجلّ التذكير بهذه الأيام عبادة، ليألف الناس العِزّة، وتدوم فيهم السلوى بها.. فيتصبرون بها في أيام بلائهم، ويشكرون الله عليها في أيام عِزّهم.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

06 Oct, 19:09


من النعم الخفية التي لا يُنتبه لها على جلالها؛ الاستطاعة .. قال ابن القيم: "العبدُ لا يملكُ قبل عمله استطاعة، فاستطاعته بيد الله لا بيده"، إن شاء منعها فصار عاجزًا!

وهو سر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضًا: "اللهم اشفِ عبدك؛ يشهدُ لك صلاةً وَيَنْكَأُ لك عدوًا".. أي اعطه الاستطاعة يا ربّ يعبُدك ويُعبّد الناس لك..

فالمؤمن العاقل لا يُهدر هذه النعمة إذا وُهِبها.. يضعها في موضعها الذي ينبغي أن يضعها فيه، ويَبلُغ بها أقصى ما يقدُر عليه.. قيل لداود الطائي: يا أبا سُليمان ما ترى في الرمي، فإني أحب أن أتعلمه، فقال: "إن الرمي لحسن، ولكن هي أيامك، فانظر بمَ تقطعها".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

01 Oct, 21:22


مُراد النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: "يُستجابُ لأحدِكُم ما لم يَعجل"؛ تعلق العبد بالدعاء حتى يصير عبادة على هيئة العادة، لا أن ييأس ويمل ويقول: "دعَوْتُ فلم يُستَجَب لي".. لأن الغاية استخراج افتقار العبد وغَمْر النفس بالعبودية..

لذلك كان أوجب مواطن الدعاء وقت الفاقة.. قيل قديمًا: "خيرُ الدعاء ما هيجته الأحزان"، وكان القُشيري يقول: "دعاءُ العارفين بـ "الأحوال"!
اللهم اهدِنا واهدِ بنا، وانصُرنا وانصُر بنا.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

30 Sep, 23:32


من قواعد هذا الدين أن الهداية فيه بقدر البذل له.. لذلك في قول الله تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنَهْديَنَّهم سُبُلَنا" قال أبو علي الدقاق شيخ القُشيري: "حركات الظواهر توجب بركات السرائر"!
فمن ترك ما يقدر عليه من العمل لله تعالى وللمؤمنين؛ فاتَهُ من الهُدى بحسب ما فوَّت من العمل.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

29 Sep, 23:01


لن تجد بداية ناسبت ما بعدها أبلغ من قول الله عز وجلّ: "أليسَ اللهُ بكافٍ عبدَهُ"، ماذا قال تعالى بعدها؟
قال: "ويُخوّفونَكَ بالذين من دونِه"
كأنه يقول: إذا كُنتُ أُغنيكَ عن أن تحتاج إلى غيري؛ فكيف تخاف من غيري!
والمراد؛ يُخوّفونَكَ، لكن الله كافيك!

من قواعد هذا الدين الجليلة أن الفرج، والعون، والنصر، والغلبة، والفتح، كله يبدأ في نفس المؤمن، لا من الأسباب.. فالأسباب ليست بوجودها بل بالتوكل على من أوجدها، وليست بقوتها بل بإيمان الذي يُحركها.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

29 Sep, 20:00


رابط لقاء مجالس الشريعة حول:
الفطرة: الطابع الفطري للأحكام الشرعية
على اليوتيوب هنا
ونسخة صوتية على الساوندكلاود هنا

السبت القادم ٩م إن شاء الله لقاء خاص من خلال قناة أفراس حول: الصمود والإيمان وذكرى الطوفان
أسأل الله التيسير والقبول.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

29 Sep, 01:19


في حديث: "إن بين يدَي الساعة فتنًا كقِطع الليل المُظْلِم.." في رواية أبي موسي رضي الله عنه قال: "تدعُ الحليمَ حيرَانًا"
‏لو أن قولًا واحدًا جامعًا في ترهيب المؤمن من "الفتنة" والجُرأة عليها؛ لكان هذا الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم..

‏بعض الناس يتصور أن معنى "الحيرة" هنا؛ التردد بين أمرين، حق وباطل من شدة اختلاطهما ببعض، وليس هذا هو المقصود.. بل المعنى أن أعقل الناس المُتثبت في الأمور؛ لا يقدرُ على دفعها ولا كف شرِّها عنه، فكيف بغيره؟!

‏حتى أن ابن تيمية حين أراد أن يوضح حال هذه الفتن قال: "تُنزل الرجلَ الصاحي منزلة السَّكران"، أي يفعل ما يفعل ويقول ما يقول، فإذا مضت الفتنة لم يدر ماذا قال وماذا فعل!
‏يا رب سلّم.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

24 Sep, 22:22


في القرآن تعبيرات بليغة عجيبة، على قِصرها لكنها تأسر النفس وتَملِك القلوب، منها قول الله عز وجل: "يُدبِّرُ الأمر"!

تكون أشدّ ما تكون ألمًا بسبب محنة إخوانك، وتسلط المجرمين على المؤمنين، فضلًا عن آلامك الخاصة، فتقرأ قوله تعالى: "يُدبِّرُ الأمر" فكأن بردًا نزل بقلبك.. سبحان الله العظيم، حروف قليلة فيها من المعاني والراحة النفسية ما تعجز كتب عن وصفه!

وما وجدت في تفسير "يُدبِّرُ الأمر" أبدع من قول البقاعي: "تنزيلُ الأمور في مراتبها مع إحكامِ عواقبها".. فكأن المعنى؛ اعمل على ضعفك، وتَحمّل ألمك، وخُذ بالأسباب على قِلتها، وهو "يُدبِّرُ الأمر"، يُتمُ الخير ويُحْكمُ النتائج.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

22 Sep, 18:11


كان مالك بن دينار يقول: "إن الله يُسلِّط الظالم على الظالم، ثم ينتقمُ من الجميع"
وهذا من كمال عدل الله عز وجل، وعجيب أقداره، إذ يُذيقه مرارة "الظُلم" وعذاب الحوجة إلى من يدفع عنه، ثم ينتقم منه!

لذلك في تفسير قول الله تعالى: "وكذلك نُوَلِّي بعضَ الظالمينَ بعضًا بما كانوا يكسبون".. قال ابن كثير: "نُسلِّط بعضهُم على بعضٍ وننتقمُ من بعضهم ببعض"!
فإن من سُنن الله عز وجل أنه قلما يجتمع الناس في الطِّباع إلا اجتمعوا في المصير.. وقديمًا قيل: "وما ظالمٌ إلا سَيُبلى بظالم"!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

21 Sep, 20:32


أحد المعاني الجوهرية في الشريعة أن من قَلّت عزّته بالله عز وجل تورط في مهانة العزّة بغيره.. النفس لا تتورط في الذُّلّ والافتقار لبشر إلا إذا انحرفت عن الذُّلّ لله تعالى والافتقار إليه!

لذلك كان من جوامع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وأرقه: "اللهم اكْفني بحلالكَ عن حَرامِكَ، وأَغْنني بفضلكَ عمن سِواكَ"
بعض الناس يتصور أن هذا الدعاء مجاله هو "الرزق" فقط، بالمعنى المادي الضيق.. وهو وإن تَضمنه بلا شك، لكن عموم ألفاظه يدلّ على أن مجاله أوسع من ذلك بكثير!
فـ "اكْفني" أي بالحلال عن الحرام في كل أشكاله؛ مال، كلمة، خُلق، جُهد.. و "أَغْنني" أي بافتقاري إليك وحدك لا أحد غيرك، لا في دَينٍ ولا عملٍ ولا مظلمةٍ ولا أي سعي أسعى فيه..

كان الإمام أحمد يقول: "أخذنا هذا العالَمَ بالذُّلِّ، فلا ندْفَعُهُ إلا بالذُّلّ".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

19 Sep, 20:14


رابط اللقاء الثالث من مجالس أموال:
هل الطبيعة أهم أم الإنسان؟: الفرد والأسرة والجماعة كمورد اقتصادي في الإسلام
على اليوتيوب هنا
ونسخة صوتية على الساوندكلاود هنا

وهذا رابط لقاء مجالس الشريعة:
السيرة والسُّنة: صناعة الأُسوة وإمكان الشريعة
على اليوتيوب هنا
ونسخة صوتية على الساوندكلاود هنا
الله يتقبل وينفع بها.

11,858

subscribers

35

photos

3

videos