شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين @w_afik Channel on Telegram

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

@w_afik


https://twitter.com/w_afik

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين (Arabic)

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين هو قناة تيليجرام تهتم بتقديم المحتوى الثقافي والديني بطريقة مبسطة وممتعة، تديرها الشخصية العامة والباحث الديني محمد وفيق زين العابدين. يعتبر هذا القناة مصدرا موثوقا للمعلومات الدينية والثقافية، حيث يشارك محمد وفيق خبراته ومعارفه مع الجمهور بشكل يومي عبر منشوراته ونقاشاته. من خلال قناته، يمكنك التعرف على مفاهيم دينية جديدة، وفهم أساسيات الإسلام بشكل أعمق وأوسع. بالإضافة إلى ذلك، فإن محتوى القناة متنوع وشامل، حيث يتناول مواضيع تهم الفرد في حياته اليومية ويساعده على تحقيق التوازن بين الدين والحياة العصرية. إذا كنت تبحث عن مصدر يقدم لك المعرفة والتوجيه الديني بشكل ممتع ومفيد، فإن قناة شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين هي الوجهة المثالية لك. تابع القناة الآن على تيليجرام لتستفيد من محتواها القيم وتكون جزءًا من المجتمع الثقافي والديني الذي تعززه.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

18 Nov, 22:12


"ونسوا حظًّا مما ذُكِّروا به".. هذه كانت علامة هلاك من هلك منهم، فمن قلة مبالاتهم بدين الله؛ تركوه تركَ الناسي!

لا تتصور أنك تُنكر المُنكر لأجل من تُنكر عليه، المؤمن يُنكر أول ما يُنكر لنجاة نفسه ثم نجاة الآخرين.. فإن لم ينج الآخرين؛ نجا بنفسه..

في الحديث: "تُعرضُ الفتنُ على القلوبِ كالحصير عودًا عودًا.. فأيُّ قلبٍ أُشْربَها، نُكِتتْ فيه نُكْتةٌ سوداء، وأيُّ قلبٍ أنكرهَا، نُكِتتْ فيه نُكْتةٌ بيضاء..
حتى تصير القلوب على قلبين:
أبيض مثل الصفا، لا تضرُّه فتنةٌ ما دامت السموات والأرض..
وأسود مُربادًّا كالكُوزِ مُجَخِّيًا.. لا يعرفُ معروفًا، ولا يُنكر مُنكرًا، إلا ما أُشْربَ من هواه.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

17 Nov, 21:14


هذا زمان ترسيخ الإيمان وتجديد العهد مع الله، والله.. حين تتأمل تخصيص الحجاز أو أرض العرب، بكثير من علامات الساعة؛ لن تستغرب ما يحصل فيها الآن!

تطاول الحُفاة، وخراب يثرب، وبعج مكة كظائم، وظهور فتن نجد، وعودتها مروجًا وأنهارًا، وعبادة اللات والعُزّى... بل قيل إن كل حديث في علامات الساعة أصله أن يقع فيها ما لم يرد غير ذلك!
في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومًا للصحابة: "إني لأرى الفتنَ تقعُ خلال بيوتِكُم كوقْعِ القَطْر".. أي من كثرتها وشدتها!

الحجاز موطن الوحي، ومهد الإسلام، وعِزّ المسلمين.. فغُربة الإسلام "وسيعود غريبًا كما بدأ" حين تعود غريبة.. وفساد الزمان "يأتي على الناس سنوات خدّاعات" حين تَفسد بعد صلاح.. وقبض العلم "حتى إذا لم يبق عالمًا" بذهاب علمائها..

لكن المغفول عنه، أن المهم ليس وقوعها إنما العلة من تقديرها.. فالغاية الحقيقية من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بكل ذلك؛ لا تتحقق إلا بوقوع ما أخبر به.. وهي: تثبيت المؤمن، وإيقاظ الغافل.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

16 Nov, 20:22


قديمًا كنت أستغرب من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُكثرُ أن يقول: "يا مُقلِّب القلوب، ثبِّت قلبي على دينكَ"!
فهذا النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن أُمته أهل الإيمان والفطرة!

مع الوقت، عرفت أن الثبات محض رحمة.. ليس أسهل على الله تعالى من أن يُقلِّب القلوب إذا تقلبت الجوارح، وليس أسهل عليه من أن يُزيغَ القلوب إذا انصرفت النفوس..

فسرعة تقليب القلب بالمشيئة رهن حفظ نعمة الإيمان واستحقاق هذا الفضل، "أو كسَبَت في إيمانها خيرًا"..
في الحديث: "مثلُ القلب كريشة بأرض فَلاة يُقلِّبها الريحُ ظهرًا لبطن".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

10 Nov, 23:33


في زمن الضعف الذي نحن فيه.. من البرّ وحُسن الإيمان أن تتبين الخط الفاصل بين "لا يضرُّهم من خَذَلهم"، وبين شرعنة الاستكانة وتبرير الترك!
الذي قال: "لا يضرُّهم من خَذَلهم" هو الذي قال: "خذِّل عنَّا ما استطعت"!
الإيمان سعي، تخذيل لا خُذلان، وإعانة لا إعراض.. لولا الأنصار ما كانت الهجرة، ولولا المدينة ما كان فتح مكة.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

04 Nov, 21:32


من جماليات الإسلام، أن يجعلك مستصحبًا دائمًا لشعور "العِزّة"، مهما كان حالك من ضعف وهوان.. فلا يُمكن معه أن تشعر بخِزي أو دونية ما كالتي يشعر بها "القومجي" إذا أساءت له بلده!

ولاحظ كيف أن القرآن لما أراد أن يرد على غير المؤمنين اعتزازهم ببعضهم، قال: "فإنَّ العِزَّةَ لله جميعًا"، أي مصدر العِزّة الله، وبإعِزازه من أراد صار عزيزًا!
فمن تعزّز بالله محالٌ أن يلحقهُ ذُلّ، لذلك قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "حَسْبُك الله"..

في الأثر أن رجلًا قال يومًا للحسن بن عليّ رضي الله عنه: إن الناسَ يزعُمون أن فيك تيهًا! فقال: "ليس بتيهٍ، ولكنها عزّة الإسلام، فإنه العزّ الذي لا ذُلّ معه"!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

02 Nov, 22:45


معنى "لا يضُرهُم من خَذَلَهُم ولا من خالَفهُم"، ليس أنه لا يلحقهم الأذى ماديًّا أو نفسيًّا، لكن المعنى أن من اعتصم بالله؛ لا تنكسر شوكته أبدًا مهما تخلى عنه الناس!
وهذا المعنى يصدق فيمن ثبَت على الثغر، ومن ثبَّت الله به من ثبَت على الثغر.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

31 Oct, 18:16


من الآيات العجيبة، التي تجمع بين أمر ووعيد وبشارة.. قول الله تعالى: "ولا تُجادل عن الذين يخْتانون أنْفُسهم إن اللهَ لا يُحبُّ من كان خوَّانًا أثيمًا"!

فمن قُبح الخيانة أنها الخُلق الذميم الوحيد الذي صرّح القرآن بألا يُتهاون فيه ويُدافع عن فاعله.

أما الوعيد والبشارة، ففي قوله عز وجل: "إن اللهَ لا يُحبُّ"، لأن الله عز وجل لا يُكرِم من أبغضه ولا يُعزّه أبدًا، فهذا وعيدٌ للخائنين وتبشيرٌ للمؤمنين.. ولذلك قال "يخْتانون أنْفُسهم" فجعل خيانة الغير خيانة لأنفسهم، لأن كيد الخيانة يعود فيهم ويرتد عليهم!

اللهم نبرأ إليك من كل خيانةٍ للمسلمين وخذلان لهم.. انصرنا على أنفسنا وانصر بنا.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

28 Oct, 21:02


من الحصون التي يعتصم بها المؤمن كلما تملّكه الشعور بالعجز؛ النية .. نية الشهادة والمُراغمة والمُغالبة ومُصابرة الضعف، نية التجلّد عند المشقة وتحمُّل المكارِه والثبات حين يشتد البلاء..

لذلك قيل: "رُبَّ عملٍ صغير تُعظّمه النية"، وكانوا قديمًا يعتبرون النية إعدادًا يدخلُ في جُملة "وأعدوا لهم".. لو صدق المؤمن في نيته، بلغ بها ما لم يبلغ بعمله!
قال الحسن البصري: "إن الله ليرحم بالنية الصالحة ما لا يرحم بالأعمال الصالحة، لذلك جعل النية قبل العمل وشرط العمل".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

27 Oct, 15:58


بعض أهل العلم كان يرى بأن الشهيد لا ينقطع أجره بموته، ويستدل بحديث: "أفضلُ الشُّهداء الذين يُقاتلون في الصفِّ الأول"!
لأنه يحمل من وهنَّت عزيمته وفترت حماسته؛ على الإقبال والإقدام، فحمل مثل أجره.. لذلك كانوا يقولون "الشهادة روح تسري".
‏تقبل الله من سبق ومن لحق.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

26 Oct, 19:35


لا أعتقد أن آية في كتاب الله أكثر رعبًا من قوله تعالى: "وليحملُنَّ أثقالهم وأثقالًا مع أثقالِهم"!
تخيّل.. تأتي يوم القيامة فتجد ذنوبًا فوق الذنوب، وحِملًا يعلو الأحمال!
هذه قصة حَمل التَّبِعات ، عاقبة الحض والتأييد والتزيين والإغراء والاستخفاف بالمظالم.. قال البقاعي: "كُلّ من أسْلَكَ أحدًا طريقًا؛ كان شريكَهُ في عملِهِ فيها".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

25 Oct, 07:17


الطبيعي في هذه الأيام أن تكون مكسورًا لإخوانك "أذِلَّةٍ على المؤمنين"، لا أن تكون على عادتك وانبساطك في الأمور، فتترك الترف الذي اعتدتَه ما استطعت.. للموت هيبة، والمؤمنون "مثل الجسدِ الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تدَاعَى له سائِرُ الجسدِ بالسَّهرِ والْحُمَّى"!

فمن مراعاة شعور إخوانك أن تستشعر ما هم فيه كأنك بينهم، هذا أقل ما يمكن أن تفعله.. ماذا لو كان من مات هو أبوك أو أمك أو ابنك أو أختك؟! فكيف ورائحة موت المسلمين قد أزكمت النفوس؟!

انظر كيف أن أحد أوصاف أهل الضلال في القرآن؛ "الغافلون" ومنه أشبهوا البهائم، قال الطاهر بن عاشور: "الغفلة: عدم الشعور بما يحِقُّ الشعور به"!

وتأمل كيف أن النداء في غالب القرآن يكون بـ "أيها الذين آمنوا"، أو ينتهي بـ "المؤمنون"، "المؤمنين".. لماذا؟!
للتأكيد على فكرة اصطفاف المؤمنين وأهميته في تحقيق عبودية الأفراد، ويكأن تحقق العبودية والطاعة وكمال دين الفرد مرتكزه الجماعة المؤمنة!

المسلم لا يعمل لخير نفسه فقط، بل خيره لأخيه أسبق.. يُعينه على عمل أو يتحمل عنه.. فإن لم يقدر على إعانته والحمل عنه؛ دفع عنه ظُلمًا أو رد عنه أذًى.. فإن لم يقدر؛ علَّمه وثَبته على الحق وهداه إلى مراشد أمره.. فإن لم يقدر؛ خفف عنه وبكى معه ودعا واستغفر له.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

23 Oct, 07:41


من خصائص القرآن المُبهرة، التي تلفت الأحداث انتباهنا لها يومًا بعد يوم: الكشف عن نفسيات الناس مع الأقدار الكُبرى!

خُذ مثلًا نموذج العقلاني .. تجد القرآن يُخبرك أشياء عن هذه النوعية من الناس ومنطق تفكيرها، فيقول: "لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قُتلوا".. "لو أطاعُونا ما قُتلوا".. "وقالوا لا تنْفروا في الحرِّ"!

هنا القرآن تجده لا يكتفي بتذكيرنا بحُجج هذا "العقلاني"، ولا بتفنيد منطق الحِجاج العقلي في مواجهة الإيمان، بل يفضح نفسية بعضهم، فيقول: "الذين قالوا لإخوانهم وقَعدوا" أي أسلموهم وخذلوهم.. "يقولون بأفواههم ما ليس في قُلوبِهم" فحقيقة أعذارهم كما يقول الطاهر بن عاشور: "إرادة تفشيل المُسلمين"!

لذلك، ماذا يقول الله تعالى بعد هذا التذكير؟!
"ليجعل اللهُ ذلكَ حسرةً في قُلوبهم".. "فادرءُوا عن أنفسكُم الموتَ إن كُنتم صادقين".. "قُل نارُ جهنمَ أشدُّ حرًّا لو كانوا يفقهون"..
فالله عز وجل يُريد أن يترسخ في نفوسنا أن الإيمانيات تسبقُ العقلانيات، والأقدار تغلبُ الأحداث، وتدبير الله عز وجلّ يُحيطُ بتدبير البشر، وأن نتذكر بأن الدنيا مُستهلٌ وممر والآخرة عاقبةٌ ومُستقر.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

21 Oct, 21:32


قديمًا قيل: "لا نومَ أثْقلُ من الغَفلَة"!
اليقظة أجلّ النعم، على قدر تفاوت الناس فيها تكون مراتبهم وتكون مصائرهم ويكون حسابهم.. إذا لم تُعلّم ولدكَ إلا خصلة واحدة فعلّمه اليقظة ، فأول العمل: اليقظة.. قال الطاهر بن عاشور: "الغفلة: عدم الشعور بما يحِقُّ الشعور به"!

وانظر كيف أن القرآن عبر عن الغافلين بأنهم كالدواب، "أولئكَ كالأنعام بل هُم أضلُّ أولئكَ هُم الغافلون".. لأن النفس الغافلة تَضلّ وتُكسر وتُهان وتُساق وتُذلّ، وهي لا تدري لأي شيء هانت وفي أي شيء ضلت!
كان المُحاسبي يقول: "الناس لا تُؤتى إلا من الغفلة أو الغَلبة".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

20 Oct, 21:23


حُسن الظن بالله أن تأخذ بأسبابه وتثق في أقداره، لا أن توجب على الله عز وجل ما لم يأذن به.. فتسخط إذا طال البلاء أو اشتد، وتندم على موقف الحق إذا تأخر الفَرَج!

حُسن الظن: الطمأنينة إلى تقدير الله عز وجل إذا ساءت الأقدار، والثقة في توفيقه عند غياب مشاهد التوفيق.. لذلك لا ينقطع مع حُسن الظن؛ عمل، قال الحسن البصري: "إن المؤمنَ إذا أحسن الظنَّ بربِّه؛ أحسن العمل"!

وفي الحديث "إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن اللهم إن شئتَ".. قيل في معنى "العزم" أن يُحسن الظن بالله في الإجابة.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

19 Oct, 21:25


لما بيَّن الله تعالى حال المنافقين وكيف أنهم يتربصون بالمؤمنين الضعف ليُظهروا ما هو كامن حقيقةً في صدورهم "ومن الأعرابِ من يتخذُ ما يُنفقُ مَغْرمًا ويتربصُ بكُم الدوائرَ"..

‏بَشَّر المؤمنين بما هو في حكم الاستهزاء والوعيد بالمنافقين بقوله: "عليهم دائرةُ السَّوءِ".. فجعل وعيدهم "دائرةُ السَّوءِ" من جنس ما تربصوا به عباد الله الصالحين "الدوائرَ"!

‏فكل مال بُذل في الصد عن حق أو في تثبيت باطل مصيره الضياع ومآل صاحبه إلى الحسرة، فلا يُغلب حتى يتحسر على ذهاب ماله.. فيجمع الله عليه حسرتين، حسرة ضياع المال، ثم حسرة الانكسار "فسيُنفقونَها ثم تكونُ عليهم حَسْرةً ثم يُغلبون"!

‏في الأثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "جاهدوا المُنافقين، فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهِرُّوا في وجوههم فافعلوا".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

19 Oct, 09:09


مِن استعمال الله عز وجل للمؤمن أن "يغيظَ" به أعداءه!
"ليغيظَ بهِم"، هذه من العبوديات المنسية.. فكلُ ثباتٍ للمؤمن وكل قوةٍ وكل عزمٍ وصبرٍ وانفعالٍ لدينه وأوليائه، بل كلُ ما يتركه من سيرةٍ وأثر = مراغمةٌ لعدوه!

وانظر كيف جعل النبي صلى الله عليه وسلم من الصفة الذميمة؛ خلقٌ كريم وعبادة لله عز وجل، حين رأى أبا دُجانة يتبختر عند القتال، فقال: "هذه مشيةٌ يُبغضها الله ورسوله، إلا في هذا الموضع"!

كان ابن القيم يُسمي ذلك "عبودية المُراغمَة" ويقول: "فمن تعبدَ الله بمُراغمةِ عدوِّه؛ فقد أخذَ من الصِّديقيَّة بسهمٍ وافر".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

18 Oct, 12:21


لو أن درسًا واحدًا نتعلمه من حياة "يحيى صاحب الأريكتين" تقبله الله، فسيكون:
إذا طلبنا العزّة؛ التمسنا أبلغ مراتبها، وإذا أردْنا الكرامة أردْناها لأُمة، ولم نجعل من أحدٍ حُجّةً علينا أمام الله، بل نحن الحُجّة التي أقامها على خلقه!
المؤمن إذا صحَّ إيمانه بالله لم يكن عاديًا، ولا متوقَعًا، لا في حركته ولا في نهايته.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

17 Oct, 21:10


قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزالُ اللهُ يغرسُ في هذا الدين غرسًا يستعملُهُم في طاعته"
‏استدل ابن القيم وغيره بهذا الحديث على أن خيرية الأُمة لا تنقطع..
‏لكن المعنى الأبلغ الذي تُفيده لفظة "يغرس"؛ أن الله عز وجل "يتعهد" من يستعمله حتى يُقيم دينه وينصر شرعه قبل أن يُردَّه إليه ويُقيم مكانه..
فما من "غرسٍ" يُؤتي أُكله إلا بتعهدٍ ونُصرةٍ ومعيةٍ ومعونة، ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يُضرُّهم من خذَلَهم"!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

17 Oct, 16:38


لاحظ أن القرآن لم ينه عن تسمية الشهيد؛ ميِّتًا فقط "ولا تقولوا لِمن يُقتَل في سبيل الله أمواتٌ".. بل حتى نهى عن اعتقاده ميِّتًا "ولا تَحسَبنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء"، وتأكيدًا لذلك أخبر أنهم يُرزقون ويستبشرون ويفرحون ولا يَحْزَنون!

ومنه كان الأمر بألا يُغَسَّل كما تُغَسَّل الأموات، ولا يُنزع عنه ثيابه بل يُدفن بها.. وكان الإخبار بأن الشهادة كالنصر في المنزلة في قوله تعالى "قُل هل ترَبَّصون بنا إلا أحدى الحُسنَيَين"، لأن الشهادة ارتقاء، والارتقاء نصرٌ لا هزيمة..
المؤمن الذي يُقاتل باسم الله لا يُهزم أبدًا وإن قُتل!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

15 Oct, 21:30


ليس معنى العجز عن الأسباب غير المقدور عليها؛ تعطيل الأسباب المقدور عليها، مثل الاستخفاف بـ "الدعاء" عند العجز عن الجهاد.. فالدعاء من جُملة الأسباب المُقدّرة.. ومُيسر الأسباب واحد ومُسيّرها واحد، الذي يُعطلها الله والذي يُجريها الله..

‏قال ابن تيمية: "والدعاء من الأسباب التي يُنال بها هُداه ونصره ورزقه، فإذا قُدر للعبد خيرًا يناله بالدعاء؛ لم يحصل له بدون الدعاء"!

‏فمن عجز عن بعض أسباب النصر وتفريج الكَرب؛ لم يعجز عن الدعاء.. وقد كان عُمر رضي الله عنه يستَنْصِر به على عدوِّه ويقول: "فإذا أُلهمتُ الدعاء، فإن الإجابة معه"!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

14 Oct, 17:09


عن الأسباب والاستعمال والاستبدال والابتلاء، عن صلابة المؤمن وخيرية الأُمة وعداوة اليهود وهل يضر عدو الله ولي الله؟:
محاضرة “في ذكرى الطوفان: إيمانيات القضية” على:
يوتيوب
ساوندكلاود
الله يثبت إخواننا وينصرهم ويستعملنا في نُصرتهم.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

13 Oct, 20:55


من قوانين الفرَج.. أنه يبدأ ويسير إلى جانب الكَرب، وكذلك اليُسر يكون إلى جانب العُسر، لكن أكثر الناس لا تنتبه لهما حتى يرتفع الكرب ويزول العُسر!

ولذلك حين عبر القرآن عن ذلك قال: "إن مع العُسر يُسرا" وكرر التنبيه على المجاورة مرتين!.. وكذلك قال الصادق المصدوق عن مجاورة النصر للصبر والفرج للكرب: "واعلم أن النصرَ مع الصبر، وأن الفرَجَ مع الكَرب"!

فالذين يستعبدهم فرعون خلاصهم في قصره يُربيه لهم.. ويهود المدينة الذين مكروا بالمؤمنين تشريدهم على يد من بصَّروا الأنصار بسِره في كُتبهم!
في باطن كل عُسر يُسره، وفي جوْف كل كَرب فرجه، ومع كل صبر نصر.. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لو كان العُسر في جُحرٍ؛ لطلبَهُ اليُسر حتى يُخرجهُ".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

10 Oct, 16:05


يقولون بعض الناس لها من اسمها نصيب، ويبدو أن الأماكن كذلك.. جباليا التي تعني العلو والارتفاع، أبتْ إلا أن تُسطِّر هي الأخرى في التاريخ بأسها وبسالتها!
هي الأشباحُ كالأسماءِ يَجري الـ .. قضاءُ فيرتفعن ويختفضن

اللهم فرّج عن أهلها وثبتهم، اللهم اجبرهم وارحم شهيدهم وانتقم لهم، انصرهم يا ربّ وأعِنا على نُصرتهم.
تذكروهم بالدعاء، فالدعاء يُخفف الابتلاء ويُغير الأقدار.. هذا أقل ما يقدر عليه كل مسلم.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

07 Oct, 14:09


من أخص ما يُرسخه هذا الدين في النفس: إلف العِزّة !
‏قال تعالى: "وذكِّرهم بأيامِ الله".. قيل في تفسيرها: "أيام ظهور بطشه وتأييد المؤمنين على عدوهم، فإن ذلك مظهرٌ من مظاهر عِزةِ الله تعالى"..

‏ثم قال: "إن في ذلكَ لآياتٍ لكلِّ صبارٍ شكور".. قال البقاعي: "الذي صبَّرهُ اللهُ في الله ولله وبالله، عظيمِ الشُّكر لنعمائه"..

‏فجعل عز وجلّ التذكير بهذه الأيام عبادة، ليألف الناس العِزّة، وتدوم فيهم السلوى بها.. فيتصبرون بها في أيام بلائهم، ويشكرون الله عليها في أيام عِزّهم.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

06 Oct, 19:09


من النعم الخفية التي لا يُنتبه لها على جلالها؛ الاستطاعة .. قال ابن القيم: "العبدُ لا يملكُ قبل عمله استطاعة، فاستطاعته بيد الله لا بيده"، إن شاء منعها فصار عاجزًا!

وهو سر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضًا: "اللهم اشفِ عبدك؛ يشهدُ لك صلاةً وَيَنْكَأُ لك عدوًا".. أي اعطه الاستطاعة يا ربّ يعبُدك ويُعبّد الناس لك..

فالمؤمن العاقل لا يُهدر هذه النعمة إذا وُهِبها.. يضعها في موضعها الذي ينبغي أن يضعها فيه، ويَبلُغ بها أقصى ما يقدُر عليه.. قيل لداود الطائي: يا أبا سُليمان ما ترى في الرمي، فإني أحب أن أتعلمه، فقال: "إن الرمي لحسن، ولكن هي أيامك، فانظر بمَ تقطعها".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

01 Oct, 21:22


مُراد النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: "يُستجابُ لأحدِكُم ما لم يَعجل"؛ تعلق العبد بالدعاء حتى يصير عبادة على هيئة العادة، لا أن ييأس ويمل ويقول: "دعَوْتُ فلم يُستَجَب لي".. لأن الغاية استخراج افتقار العبد وغَمْر النفس بالعبودية..

لذلك كان أوجب مواطن الدعاء وقت الفاقة.. قيل قديمًا: "خيرُ الدعاء ما هيجته الأحزان"، وكان القُشيري يقول: "دعاءُ العارفين بـ "الأحوال"!
اللهم اهدِنا واهدِ بنا، وانصُرنا وانصُر بنا.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

30 Sep, 23:32


من قواعد هذا الدين أن الهداية فيه بقدر البذل له.. لذلك في قول الله تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنَهْديَنَّهم سُبُلَنا" قال أبو علي الدقاق شيخ القُشيري: "حركات الظواهر توجب بركات السرائر"!
فمن ترك ما يقدر عليه من العمل لله تعالى وللمؤمنين؛ فاتَهُ من الهُدى بحسب ما فوَّت من العمل.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

29 Sep, 23:01


لن تجد بداية ناسبت ما بعدها أبلغ من قول الله عز وجلّ: "أليسَ اللهُ بكافٍ عبدَهُ"، ماذا قال تعالى بعدها؟
قال: "ويُخوّفونَكَ بالذين من دونِه"
كأنه يقول: إذا كُنتُ أُغنيكَ عن أن تحتاج إلى غيري؛ فكيف تخاف من غيري!
والمراد؛ يُخوّفونَكَ، لكن الله كافيك!

من قواعد هذا الدين الجليلة أن الفرج، والعون، والنصر، والغلبة، والفتح، كله يبدأ في نفس المؤمن، لا من الأسباب.. فالأسباب ليست بوجودها بل بالتوكل على من أوجدها، وليست بقوتها بل بإيمان الذي يُحركها.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

29 Sep, 20:00


رابط لقاء مجالس الشريعة حول:
الفطرة: الطابع الفطري للأحكام الشرعية
على اليوتيوب هنا
ونسخة صوتية على الساوندكلاود هنا

السبت القادم ٩م إن شاء الله لقاء خاص من خلال قناة أفراس حول: الصمود والإيمان وذكرى الطوفان
أسأل الله التيسير والقبول.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

29 Sep, 01:19


في حديث: "إن بين يدَي الساعة فتنًا كقِطع الليل المُظْلِم.." في رواية أبي موسي رضي الله عنه قال: "تدعُ الحليمَ حيرَانًا"
‏لو أن قولًا واحدًا جامعًا في ترهيب المؤمن من "الفتنة" والجُرأة عليها؛ لكان هذا الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم..

‏بعض الناس يتصور أن معنى "الحيرة" هنا؛ التردد بين أمرين، حق وباطل من شدة اختلاطهما ببعض، وليس هذا هو المقصود.. بل المعنى أن أعقل الناس المُتثبت في الأمور؛ لا يقدرُ على دفعها ولا كف شرِّها عنه، فكيف بغيره؟!

‏حتى أن ابن تيمية حين أراد أن يوضح حال هذه الفتن قال: "تُنزل الرجلَ الصاحي منزلة السَّكران"، أي يفعل ما يفعل ويقول ما يقول، فإذا مضت الفتنة لم يدر ماذا قال وماذا فعل!
‏يا رب سلّم.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

24 Sep, 22:22


في القرآن تعبيرات بليغة عجيبة، على قِصرها لكنها تأسر النفس وتَملِك القلوب، منها قول الله عز وجل: "يُدبِّرُ الأمر"!

تكون أشدّ ما تكون ألمًا بسبب محنة إخوانك، وتسلط المجرمين على المؤمنين، فضلًا عن آلامك الخاصة، فتقرأ قوله تعالى: "يُدبِّرُ الأمر" فكأن بردًا نزل بقلبك.. سبحان الله العظيم، حروف قليلة فيها من المعاني والراحة النفسية ما تعجز كتب عن وصفه!

وما وجدت في تفسير "يُدبِّرُ الأمر" أبدع من قول البقاعي: "تنزيلُ الأمور في مراتبها مع إحكامِ عواقبها".. فكأن المعنى؛ اعمل على ضعفك، وتَحمّل ألمك، وخُذ بالأسباب على قِلتها، وهو "يُدبِّرُ الأمر"، يُتمُ الخير ويُحْكمُ النتائج.

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

22 Sep, 18:11


كان مالك بن دينار يقول: "إن الله يُسلِّط الظالم على الظالم، ثم ينتقمُ من الجميع"
وهذا من كمال عدل الله عز وجل، وعجيب أقداره، إذ يُذيقه مرارة "الظُلم" وعذاب الحوجة إلى من يدفع عنه، ثم ينتقم منه!

لذلك في تفسير قول الله تعالى: "وكذلك نُوَلِّي بعضَ الظالمينَ بعضًا بما كانوا يكسبون".. قال ابن كثير: "نُسلِّط بعضهُم على بعضٍ وننتقمُ من بعضهم ببعض"!
فإن من سُنن الله عز وجل أنه قلما يجتمع الناس في الطِّباع إلا اجتمعوا في المصير.. وقديمًا قيل: "وما ظالمٌ إلا سَيُبلى بظالم"!

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

21 Sep, 20:32


أحد المعاني الجوهرية في الشريعة أن من قَلّت عزّته بالله عز وجل تورط في مهانة العزّة بغيره.. النفس لا تتورط في الذُّلّ والافتقار لبشر إلا إذا انحرفت عن الذُّلّ لله تعالى والافتقار إليه!

لذلك كان من جوامع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وأرقه: "اللهم اكْفني بحلالكَ عن حَرامِكَ، وأَغْنني بفضلكَ عمن سِواكَ"
بعض الناس يتصور أن هذا الدعاء مجاله هو "الرزق" فقط، بالمعنى المادي الضيق.. وهو وإن تَضمنه بلا شك، لكن عموم ألفاظه يدلّ على أن مجاله أوسع من ذلك بكثير!
فـ "اكْفني" أي بالحلال عن الحرام في كل أشكاله؛ مال، كلمة، خُلق، جُهد.. و "أَغْنني" أي بافتقاري إليك وحدك لا أحد غيرك، لا في دَينٍ ولا عملٍ ولا مظلمةٍ ولا أي سعي أسعى فيه..

كان الإمام أحمد يقول: "أخذنا هذا العالَمَ بالذُّلِّ، فلا ندْفَعُهُ إلا بالذُّلّ".

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

19 Sep, 20:14


رابط اللقاء الثالث من مجالس أموال:
هل الطبيعة أهم أم الإنسان؟: الفرد والأسرة والجماعة كمورد اقتصادي في الإسلام
على اليوتيوب هنا
ونسخة صوتية على الساوندكلاود هنا

وهذا رابط لقاء مجالس الشريعة:
السيرة والسُّنة: صناعة الأُسوة وإمكان الشريعة
على اليوتيوب هنا
ونسخة صوتية على الساوندكلاود هنا
الله يتقبل وينفع بها.