:
❂ سُئل إمامُنا الباقر عن قولِهِ تعالى {يا أيُّها الّذين آمنوا استجيبوا للهِ وللرسولِ إذا دعاكم لِما يُحييكُم} قال عليه السلام (إلى ولايةِ عليٍّ ابنِ أبي طالب، فإنَّ إتّباعَكم إيّاهُ وولايتَهُ أجمعُ لأمرِكم، وأبقى للعدلِ فيكم) [تفسير القمّي]
دعوةُ نبيّنا الأعظم صلّى الله عليه وآله هي دعوةُ الحياة، فالحياةُ الحقيقيّةُ هي في ولاءِ أهلِ البيتِ وفي الكَونِ معهم وبعبارةٍ أدق: الحياة الحقيقيّة هي الكونُ مع إمامِ زمانِنا كما نُخاطبِهُ في زيارتِهِ الشريفة: (السلامُ عليكَ يا عينَ الحياة) ولِذلك فإنَّ رواياتِ العترة الطاهرة تُسمّي اليوم الذي يَظهرُ فيه إمامُ زمانِنا بيومِ (الخلاص) لأنّهُ اليومُ الذي تَتجلَّى فيهِ ثمارُ بعثةِ نبيّنا الأعظم فالحياةُ الحقيقيّةُ هي في الولاء لأهلِ البيت، في الولاء لإمامِ زمانِنا ولذا فإنَّ حقيقةَ المبعثِ النبويّ هي الدعوةُ إلى الولاية، وهذا المعنى واضحٌ في حديثِ أهل البيت، كما يُشيرُ إلى ذلكَ قولُ إمامِنا الباقر في معنى قولِ الله تعالى: {أو مَن كان مَيتاً فأحييناهُ وجَعَلنا لهُ نُوراً يمشى بهِ في الناس} قال: (الميّتُ؛ الذي لا يعرِفُ هذا الشأن -أي أمر الولاية- وقولُهُ: {فأحييناهُ وجَعَلنا لهُ نوراً} أي جَعَلنا لهُ إماماً يأتمُّ به) [تفسير العيّاشي]
:
فالذي يُريدُ أن يبحثَ عن الحياةِ الحقيقيّة، عن حياةِ القلوب فحياةُ القلوبِ هي الحُسين، حياةُ القلوبِ هي عليٌّ وفاطمة وأولادُ عليٍّ وفاطمة حياةُ القلوب هو إمامُ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه بدليل أنّنا إذا رجعنا إلى كُتُب الأدعيةِ والزيارات فإنّنا لا نجد في أعمالِ ليلةِ المبعثِ أو يومِ المبعثِ زيارةً مخصوصةً لرسولِ الله وإنّما نَجِدُ أنَّ الزيارةَ المُستحبّةَ في مناسبةِ المبعثِ الشريف هي زيارةُ أميرِ المؤمنين لماذا..؟ الجواب واضح لأنَّ حقيقةَ بعثةِ نبيّنا الأعظم هي الدعوةُ إلى الولاية، كما يُشير إلى ذلك قولُهُ تعالى في سورةِ المائدة التي تتحدّثُ عن بيعةِ الغدير: {وإنْ لم تفعلْ فما بلَّغتَ رسالتَه} يعني إن لم تُبلِّغ ولايةَ عليٍّ فما بلّغتَ الرسالة..! وهذا الخِطابُ نزلَ في آخرِ سنةٍ مِن حياةِ رسولِ اللهِ للتأكيدِ الشديدِ على هذهِ القضيّة وهي قضيّة تبليغ الولاية.
فحين تقولُ الآية: {وإن لم تفعلْ فما بلَّغتَ رسالتَهُ} يعني أنَّ كُلَّ هذا البناء الذي بناهُ رسولُ اللهِ (وهو الرسالةُ بكُلِّ تفاصيلِها بما فيها تبليغُ القرآنِ والعقائدِ والأحكامِ والأخلاقِ وكُلّ شيء..) كُلُّ هذا لا قيمةَ لهُ مِن دونِ الولايةِ لعليٍّ وآلِ عليّ..! فالولايةُ لأهلِ البيتِ هي الأساسُ وهي حقيقةُ المبعثِ الشريف
ومِن هُنا جاء في القرآن هذا المعنى: {ولا تقولوا لِمَن يُقتلُ في سبيلِ اللهِ أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون} فالمرادُ مِن القتلِ في سبيل الله: هُم الذين يُقتلونَ في سبيلِ عليٍّ وآلِ علي، كما يقول إمامُنا الباقر حين سُئل عن قولِهِ تعالى: {ولئن قُتلتُم في سبيلِ اللهِ أو مُتّم} قال: (سبيلُ اللهِ عليٌّ وذُرِّيتَهُ، فمَن قُتِلَ في ولايتِهِ قُتِلَ في سبيلِ الله، ومَن مات في ولايتِهِ مات في سبيلِ الله) [بحار الأنوار: ج35] فالحياةُ الحقيقيّةُ في ثقافةِ الكتابِ والعترةِ إنّما تكون في التمسُّكِ بأهلِ البيت، والمُراد هو التمسّكُ الحقيقيُّ بأهلِ البيتِ وليس الإدعاء
والتمسّكُ الحقيقيُّ بأهلِ البيتِ يتحقّقُ حينما يكون القلبُ وعاءً وحِرزاً لولايةِ عليٍّ وآلِ عليّ هو التمسّكُ الذي نعرِفُ فيهِ قيمةَ الولايةِ ونعرفُ مقامَ أصحابِها ومقامَ الذي بُعِثَ لأجلها ولترسيخها في قلوبِ العباد وهو نبيّنا صلّى الله عليه وآله.. هذا هو التمسّكُ المطلوب ولايةُ أهل البيت هي التي تَبعثُ الحياة في القلوب.. ومَظهرُ الولايةِ في زمانِنا هذا: هو إمامُ زمانِنا صلواتُ الله عليه لأنَّنا نعيشُ في زمانِهِ.. وكُلُّ شيعةٍ ستُسألُ يومَ القيامةِ عن إمامِ زمانِها
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya