في لقاء أخير ككلمة وداعية لفترته الرئاسية وختام لمشوار عمله في الشأن العام مدة 50 سنة، سأله مقدم البرامج الشهير لورنس أودونيل: متى كانت المرة الأولى التي قلت فيها كلمة «وقف إطلاق النار» لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؟
بإجابة طويلة يقول جو بايدن: "ربما كانت المرة الأولى عندما تحرك بقوة كبيرة في محور فيلادلفيا [مايو 2024] واحتلوا المستشفى [يقصد في نفس المنطقة]، وصحيح أن السنوار ورجاله كانوا تحتها، ولكن كل منشآت حـ.ماس تحت المدارس والمستشفيات والكنائس، وللقضاء عليهم عليك اقتلاع الناس خارجها.
دعني أقولها بهذه الطريقة..
عندما ذهبت هناك بعد هجمة حـ.ماس في الأيام الأولى، أخبرتهم أننا سنساعد، ولكن يا [بيبي]، لا يمكنك قصف هذه المجتمعات بشكل ساحق «قصف السجاد | carpet bomb».
فقال لي [نتنياهو]: لكنك فعلتها من قبل. لقد قصفت برلين بهذا الشكل وسحقتها، أنتم ألقيتم قنبلة نووية (اليابان)، أنتم قتلتم آلاف الأبرياء، لأنه توجب عليكم ذلك لتفوزوا بالحرب. [يعني الحرب العالمية الثانية].
قلت له [بايدن]: نعم ولهذا وُجدت الأمم المتحدة. لنعلم كيف سنتصرف حيال المدنيين والعسكريين.
المذيع: هل كان يقارن تكتيكات القرن الـ21 بتكتيكات الحرب العالم الثانية؟
بايدن: في الواقع هو كان يهاجمني لقولي أنه لا يمكنه القصف بهذا الشكل دون تمييز حتى لو كان الأشرار هناك. لا يمكنك إخراج آلاف الأبرياء من أجل القضاء على شرير واحد. وقد قدم حجة مشروعة وقال لي: هؤلاء قتلوا شعبي، هؤلاء الموجودين في الأنفاق.
لم يكن في علم أحد أن هناك هذا الكم من أميال طويلة من الأنفاق بالأسفل هناك. ما بنوه أمر مدهش. يكونون بعمق 60 م تحت الأرض أحيانًا؛ وللوصول إليهم يجب عليك القضاء على المباني التي وصلوا من خلالها للأنفاق.
هذه أول مناقشة لي حول قصف المناطق المدنية بعد 11 سبتمبر أقصد 7 أكتوبر." انتهى.
قبل العام الماضي لم يكن من الممكن وجود هذا الحوار إلا في الخيال الروائي لأحداث مضطربة تتصادم فيها الرؤى والمصالح وتتخبط فيها الدعاوى بالشكل الذي يضع فيه القدر الأشرار أمام أنفسهم ليشاهدوا أي شيء فعلوا. يفعل الفن هذه الأمور لاستخراج الأثر الدرامي الواضح واستجلاء معنى ما.. لم يعد هناك حاجة للخيال في هذا الأمر، فقط عليك متابعة شريط الأخبار.