"لله درّ ذلك العصر، ما أكثر إنصاف أهله، وأعرفهم بمقدار العلم وفضله على عكس ما عليه زماننا هذا، فإن الإنسان لو أبدى فيه نادرة من الفوائد، ويتيمة من الفرائد= قلبوا شمسها ظُلمةً؛ لجاجًا ومدابرةً. وردّوها في وجهه عِنادًا ومكابرةً، وما أحقّنا بتعزية نفوسنا في موت الإنصاف، وعدم مؤاخذة الدهر في كثرة الاعتساف عملًا بما قد قيل:
أتى الزمانَ بنوه في شبيبته .. فسرَّهم، وأتيناه على الهرمِ".
ــــــــــــــ
[إيضاح المبهم من لامية العجم، أبو جمعة الماغوسي (من أعلام القرن الحادي عشر)، ص156].