بَيَان | محمد قناوي @qenawy99 Channel on Telegram

بَيَان | محمد قناوي

@qenawy99


حططت رحلي بمنأى عن ضجيج الناس، أنشر ما أرضاه من لواعج نفسي، وما يعجبني مما جادت به قرائح أهل الفكر والنظر، فلست على ظنّك أنشر ما يروقك، وأتتبع مرادك؛ فأهلا بك!
للتواصل: @Abohmza_99
https://curiouscat.live/MohamedE_97

بَيَان | محمد قناوي (Arabic)

بَيَان | محمد قناوي هو قناة تلغرام تقدم محتوى ثري بالثقافة والفكر. يقوم محمد قناوي بنشر ما يرضيه من لواعج نفسه وما يثير اهتمامه من مواضيع تثري العقل وتحفز التفكير. إذا كنت تبحث عن محتوى مفيد وملهم، فبالتأكيد ستجد ما تبحث عنه في قناة بَيَان | محمد قناوي. سواء كنت من عشاق الثقافة والفلسفة أو ترغب في اكتساب معرفة جديدة، ستجد في هذه القناة ما يرضي ذوقك. بادر بالاشتراك اليوم وتعرف على عالم جديد من المعرفة والتفكير!

بَيَان | محمد قناوي

07 Feb, 20:41


أورد الإمام أبو جمعة الماغوسي في شرحه على لامية العجم قصة بين الإمام أبي سعيد السيرافي وبين الإمام ابن دريد، كان فيها إجلال السيرافي لابن دريد واعترافه بفضله، ثم علّق الماغوسي رحمه الله بكلامٍ عزيز، فقال:
"لله درّ ذلك العصر، ما أكثر إنصاف أهله، وأعرفهم بمقدار العلم وفضله على عكس ما عليه زماننا هذا، فإن الإنسان لو أبدى فيه نادرة من الفوائد، ويتيمة من الفرائد= قلبوا شمسها ظُلمةً؛ لجاجًا ومدابرةً. وردّوها في وجهه عِنادًا ومكابرةً، وما أحقّنا بتعزية نفوسنا في موت الإنصاف، وعدم مؤاخذة الدهر في كثرة الاعتساف عملًا بما قد قيل:
أتى الزمانَ بنوه في شبيبته .. فسرَّهم، وأتيناه على الهرمِ".

ــــــــــــــ
[إيضاح المبهم من لامية العجم، أبو جمعة الماغوسي (من أعلام القرن الحادي عشر)، ص156].

بَيَان | محمد قناوي

06 Feb, 11:03


هذا الشرح أمره عجيب، يزعزع ركن الحليم، وينخر في أساس المهتدي، فما تقرأ منه إلا وتجد نفسك في حيرةٍ لا تستطيع دفعها، أهذا شرحٌ للإمام عبد القاهر أم لا؟ فترى مواضع لا تستطيع أن تنكر فيها روحَ عبد القاهر، وترى مواضع يتصارع فيها الشك واليقين، وترى مواضع تقول فيها هذه باكورة دلائل الإعجاز، ومدرجة القول فيه، ولعله بدأ به ثم انتهى إلى ما انتهى. أمرٌ عجيب وحيرة حائرة.
وإني لأرجو ممن صرفوا شطرًا من حياتهم لعبد القاهر أن يصدعوا بأقوالهم في هذا الكتاب، وأن يناقشوا ذلك بالأخذ والردّ، فإنه أمرٌ يستحق.
وعلى كلٍّ فهذا الشرح - بقطع النظر عن صاحبه - هو شرحٌ بديع على ديوان المتنبي، ويا ليته جاء كاملًا.

بَيَان | محمد قناوي

03 Feb, 22:36


"فجملة القول أنّ ما تجد للشعر من الحلاوة والعذوبة وحُسن الموقع، وأضداد هذه الأوصاف، سرٌّ تنمُّ به الطباع التي جُبلت على معرفته، وهُيّئت لتصوّره، و لا يمكننا أن نضرب لذلك حدًّا، و لا أن نَفرِض له قياسًا، وليس إلا ما يرفُّ عليه رَيحانُ القلوب.
وعلى هذه النُّكتة وضعَ القاضي كتابَ (الوساطة)، وعليها أجرى قضاياه فيه، فإنه يقول أبدًا: (إن الشعرَ لا يََحسنُ بالمحاجّة). وكتابُه هذا من محاسن الشعر، ثم من مفاخر المتنبي، ولو أنّ أبا الطيب لم يكن قد أفاد جملةَ الأدب وأهلَ الفضل إلا أنه كان سببَ هاتيك المحاسن الي تضمّنها، لقد كان أفادهم عظيمًا، وفتحَ لهم عن كثير جليل".
ــــــــــــــــ
[شرح ديوان المتنبي المنسوب لعبد القاهر الجرجاني، ص562].

بَيَان | محمد قناوي

03 Feb, 22:08


هذا، والشعرُ يلحقه الاستكراهُ بأيسرِ شيء، وإنه لكَالزهرةِ الناعمة، تُُخلعُ نَضارتُها
بأدنى تأثرٍ!
نعم، وربَّ استعارةٍ حسنتْ في موضع، وفقدت الحسنَ في موضع آخر، لا لتغيّر الطريقة، ولكن لشيء يلحقها من الألفاظ المجاورة لها، وسوء نظم يتّفق في جملة البيت. وها هو الشاهد حاضرٌ لك من بيتَي أبي تمام، إذا قايست بينهما وجدت بيتَ (العلى) يدغدغ طبعك، ويوسعك اهزازًا، ويملأ قلبك أريحيّةً، ولا تجد للبيت الآخر إلا دونَ تلك الهزّة، ثم إن جئتَ إلى قوله:
فاحْطِمْ بأصْلَبِهنّ أنفَ الشمألِ
تلقتك الكراهةُ، وليس ذلك لاستعارة (الأنف) وأن (العلى) أولى بها من (الموت) أو (الموت) من (الشمال)، بل لشيء عرض لجملة الكلام، والشرُّ يُعدِي، و(الفتى بابن عمّ السوء مأخوذُ)".
ــــــــــــــــ
[شرح ديوان المتنبي المنسوب لعبد القاهر الجرجاني، ص559 - 560].

بَيَان | محمد قناوي

01 Feb, 13:17


الأصدقاء الكرام
أين أجد هذه الطبعة من هذا الكتاب في المعرض؟
@Abohmza_99

بَيَان | محمد قناوي

30 Jan, 14:15


الدكتور شادي وما أدراك ما الدكتور شادي!
نفعنا الله به ونفعنا بالشيخ الدكتور محمد الشهري على بذله في ذلك.

بَيَان | محمد قناوي

30 Jan, 14:14


رابط اللقاء

https://us06web.zoom.us/j/81680126904?pwd=wiNUmwqG41XBhbs6fiJmsjrj2ssO3t.1


https://t.me/abnmzher


◇ تكرموا بنشر الإعلان للمعنيين، جزاكم الله خيرا ◇

بَيَان | محمد قناوي

28 Jan, 17:15


#المدونة || حكمة يمانية

رأيٌّ في المرايا المقعرة والمرايا المُحدّبة

#محمد_قناوي

الرابط:
https://hekmahyemanya.com/?p=29098

للانضمامِ إلىٰ مجموعة خاصة بمقالات ودراسات «موقع حكمة يمانية» علىٰ هذا الرابط:
https://chat.whatsapp.com/FZrWcuGziTVLNLWAF1RnTr

#حكمة_يمانية

بَيَان | محمد قناوي

26 Jan, 16:30


مما أكرمني الله به أن حررّتُ هذه الترجمة الرائقة لأخي الحبيب الغازي محمد، ولم يقتصر عملي فيها على الترقيم وتصحيح الأخطاء الإملائية والنحوية إذْ لم يكن في الترجمة منها إلا النزر القليل، وإنما حرصتُ أن أقيم عربية النص إقامة سليمة فأنفي عنه آثار عجمة الأساليب وهجنتها، وأخليها من آثار التفرنج في الترجمة، بذلتُ في ذلك قدر طاقتي، ولم أكن لأنهض بذلك إلا بثقة أخي الحبيب الغازي فيّ.
وأقول أيضًا أنّه قد جهد نفسه جهدها في ترجمة الكتاب، ومع أنّه أول عمل كامل مترجم له إلا أنّه قد فاق به كثيرًا من المترجمين الذي يفسدون أكثر ما يصلحون. وإني لأرجو أن يبزّ أقرانه في زمن غير بعيد.
والله أرجو أن ينفع به ويتقبل منه، ويوفقه لبث ما عنده.

بَيَان | محمد قناوي

26 Jan, 07:50


"فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَعْدُ ارْمِ فِداك أبي وأمِّي".

بَيَان | محمد قناوي

25 Jan, 21:41


[رأيٌّ في المرايا المقعرة والمرايا المُحدّبة]

رأيت هذين الكتابين أول ما رأيتهما وقد استفزني عنوانهما، بل إن ظنّي أبعد النّجعة وظنّ أنهما في علمٍ غير الأدب لولا أن وقعت عيني سريعًا على العِنوانَين الفَرعيين، ففاء الظن إلى مهجعه.
ولستُ مستهترًا [1] بالنقد الحديث ومدارسه إلا أنّ هذه المرايا قد دفعتني إلى أن أنظر في مقدمتها لأسبر حقيقة مقصده منها، وما كان أن اطلعتُ على المقدمتين إلا وعزمتُ على قراءة الكتابين، ولقد كان بين العزم على القراءة والقراءة قرابة سنة، أعاننا الله على أنفسنا!
أما المرايا المُحدّبة فإن المؤلف قصد منه أن يُطلع القارئ على حقيقة الحداثيين العرب وإلى إعجابهم الزائف بنقد الحداثة وما بعد الحداثة، وأن هؤلاء اللاهجين بضرورة التجديد، لم يفهموا هذه المذاهب التي تقلدوها بله أن يخرجوا منها - بزعمهم - حداثة عربية!
وتعرّض المؤلف لاستعراض البنيوية والتفكيك وما قبلهما من ممهدات ليبرز قصورهما وضعفهما في تحليل الأدب، أو ما يسمونه (إضاءة النص)، ولا أخفيكَ أنّي قد عانيتُ عناء شديدًا في فهم الكتاب، بل إنّي كثيرًا ما تعوذت من الجهل وبلادة الفهم من عِظم ما لاقيتُ من أهوال في فهم الكتاب، هذا والمؤلف يدّعي - وقد صدق - أنه يقرّب هذه المذاهب إلى عموم القراء، فكيف بنا إذا قرأناها من مصادرها، وهل كُتبت لتصير عزائم يرقي بعضهم بها بعضًا في نواديهم الحداثية!
أقول هذا لا لأقول لك إن كتاب (المرايا المحدبّة) كتاب عسير، لكنّي لستُ من أهل هذه الثقافة الغربية فأدرك كثيرًا من مقولاتهم، والكتاب مبني على ذلك.
ولكن قبل أن أنتقل إلى الحديث عن المرايا المقعرة أشير إلى شعورٍ انتابني وأنا أقاسي المرايا المحدّبة، وهو: بأيّ عقلٍ انتقد هؤلاء المحدثون البلاغة العربية في عهد المتأخرين وأعني بهم السكاكي ومن تابعه وقالوا إنها بلاغة عقيمة ومناقشاتها سقيمة، ولا تفيد في تحليلٍ نصّ ولا بيان مزاياه، ثمّ أشاروا إلى هذه المذاهب الحداثية وتقلدوها واتخذوها شعارًا، ورأوا أنها أجدر على إنطاق النص وإبراز حسنه، ولعمر الله لقد ضلّوا وجاءوا ظلمًا وزورًا.
وإذا انتقلنا إلى المرايا المقعرة انتقلنا إلى رياض تراثنا بظلاله الوارفة، ولقد قرأتُ الكتابين في إثر بعضهما، فلّما انتقلتُ من قال (ياكبسون) وقال (دريدا) وقال (بارت) إلى قال (الجاحظ) وقال (عبد القاهر) وقال (حازم) فلكأني انتقلتُ من النار إلى الجنّة، ومن شقاء الجهل والجنون إلى نعيم العلم الذي يُكتب بماء العيون.
إن هذه الدراسة كما قال مؤلفها "محاولة لتحديد نقطة ما في تاريخ الفكر البلاغي العربي، ثريّة بما فيه الكفاية، لنتخذ منها نقطة انطلاق لتطوير نظرية لغوية ونظرية أدبية عربيتين، نقطة بداية نستطيع أن نقف فوقها في ثقةٍ قائلين: نعم، هنا نقطة بداية كانت كفيلة، لو لم نُدر لها ظهورنا في قرون التراجع الطويلة ثم في عصر القطيعة الحداثية مع التراث، بأن تطور نظرية لغوية وأدبية لا تقل إبهارًا وثراءً عن النظريات الغربية التي انبهرنا بها". [2]
والمؤلف في هذا الكتاب أراد أن يثبت أن تراثنا به كل مقوّمات نظرية لغوية وأخرى أدبية، وتتبع أسس النظرية اللغوية الحداثية التي لهج بها العرب الذين بدلّوا جلودهم واستوهبوها من غيرهم مُعجَبين صاغرين= تتبع هذه الأسس وأثبت أنّ في تراثنا ما هو أكثر نضجًا منها، وأنها لم تأتِ بجديدٍ فليُلتَفتُ إليه ويترك ما عندنا، ولكنها التبعية والصَغَار. وكذلك فعل في أسس النظرية الأدبية.
وممّا راقني في هذا الكتاب وأعجبني أنّ المؤلف رحمه الله قد نظر إلى تراثنا وتراثه نظرَ المُعجب المنبهر، وأنه كان ينبهر بمنجزات علمائنا انبهارًا لا يدركه - غالبًا - المشتغلين بهذه النصوص لاعتيادهم إياها، فقد نشأ الدكتور وتعلّم في أحضان الثقافة الغربية وتخصص في الأدب الإنجليزي، ثمّ لمّا عاد لإرثه العظيم وقف أمامه مُعظِّمًا، كغير المسلم إذا اعتنق الإسلام فأخذ يشعر ما اعتدناه وألفناه.
وهذا الذي ذكرتُ لك كان له أثر آخر في الكتاب لم يُعجبني، وهو أن الدكتور رحمه الله أخذ معظم آرائه عن البلاغة وقضايا الأدب من المعاصرين وتلقفها مُسلِّمًا في الغالب، وهذا أثر بُعده عن التراث وقلة خُلطته بمصادره كلها، فمن ذلك أنّه يرى السكاكي ومن بعده هم رواد الانحطاط في علم البلاغة، وهو في هذا متابعٌ لمن ينقل عنهم، ولو تأمل - رحمه الله - لعلم أن بُغيته كانت بهم أقرب لو صبر على ذلك. على أنّي لا أعيبُ عليه ذلك وهو ليس من أهل التخصص في الأدب العربي والبلاغة، فإنّ بعضًا من هؤلاء المتخصصين قد قالوا أشنع من ذلك وأقبح، فليس هو عندي مفندًا في ذلك الأمر.
وبعدُ، فهذه "الدراسة في جوهرها صرخةٌ من القلب، صرخة استغاثة موجهة للمثقفين ورجال الفكر العرب بقدر ما هي رفض لما يحدث حولنا". [3]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أي شغوفًا مهتمًا، لا المعنى الدارج لها.
[2] المرايا المقعرة، صـ489 - 490.
[3] نفسه، صـ486

بَيَان | محمد قناوي

25 Jan, 17:06


"[...] بل ‌يُديم ‌النَّظَرَ فِي الْأَشْعَار الَّتِي قد اخترنَاهَا لتَلصَق مَعَانِيهَا بفَهْمِهِ، وتَرْسَخَ أصُولها فِي قَلْبهِ، وتَصِيرَ موادَّ لطَبْعهِ، ويَذُوبَ لِسَانُهُ بألفَاظِها فَإِذا جاشَ فِكرهُ بالشِّعر أدَّى إِلَيْهِ نتائجَ مَا استفاده مِمَّا نَظَر فِيهِ من تِلْكَ الأشْعار، فكانَتْ تِلْكَ النَّتيجةُ كسبيكَةٍ مُفْرَغَةٍ من جَميعِ الأصْنَافِ الَّتِي تُخْرِجُها المَعَادن، وكما قد اغترَفَ من وادٍ قَدْ مَدَّتْهُ سيول جَارِيَة من شعَابٍ مُخْتَلِفَةٍ، وكَطِيبٍ تَركَّبَ عَن أخلاطٍ من الطِّيب كثيرةٍ، فَيَستْغرِبُ عِيانُهُ، ويَغْمُضُ مُسْتَبطَنُهُ ويذهبُ فِي ذَلِك إِلَى مَا يُحْكَى عَن خَالد بن عبد الله القَسْريِّ فَإِنَّهُ قَالَ: (حَفَّظَني أبي أَلْفَ خُطبَةٍ ثمَّ قَالَ لي: تناسَهَا، فتناسيْتُهَا، فَلم أُرِدْ بَعْدُ شَيْئا من الْكَلَام إلاّ سَهُلَ عليَّ)، فَكَانَ حِفْظُهُ لتِلْك الخُطَب رياضَةً لفَهْمِهِ، وتَهْذيباً لطَبْعِهِ، وتلقيماً لذهنِهِ، ومادَّةً لفصاحَتهِ، وسبَبَاً لبلاغَتهِ ولَسَنهِ وخَطَابتهِ".
ـــــــــــــــــــــــ
[عيار الشعر، ابن طباطبا، صـ14]

بَيَان | محمد قناوي

23 Jan, 18:15


["وقوفًا بها صحبي" بين امرئ القيس وطرفة]

عدّ بعض النقاد والبلاغيين ما فعله طرفة ببيت امرئ القيس سلخا، وأدرجوه ضمن السرقة المذمومة، وخالفهم السبكي بأنه من التوارد الجائز حتى مع تطابقه، وحاول الغذامي أن ينفيه من معلقة طرفة لأنه ليس من نسيجها..
ورأيي أن البيت من المعلقة وأن طرفة لم يسرقه ولم يسلخه، ولا حتى هو من توارد الخواطر؛ بل قصد إليه قصدا فوظّفه باعتباره يمثّل حالته، فكان من جنس التضمين المقترن بشهرة صاحبه، إذ تحل شهرة امرئ القيس هنا محلّ الإشارة النصيّة..
وعليه فليس لطرفة هنا سوى لفظة القافية "تجلّد" التي حلّت محل "تجمّل"، وفي التجلّد زيادة معنى على التجمّل، وهذه الزيادة التي ظفر بها طرفة هي، فيما يبدو، ما يعزز أن صاحب الدالية أراد أن يقول لنا إنه بكى بكاء سلفه، ووقف وقوفه ولكنه سيسلك مسلكا آخر في معلقته، هو المسلك الشعري الخاص الذي تفرّد به على لاحبٍ كأنّه ظهر بُرجِدِ!
فإذا اعتبرنا هذا البيت من التضمين المقصود من جهة شهرة امرئ القيس، ومن التقليد الفني المرتبط بالطلل من جهة أخرى ظهر لنا أن البيت ينطوي على دلالة ضمنية عميقة تلبق بفرادة طرفة وفرادة معلّقته، ومن ظفر بهذه الفرادة فلا حاجة له إلى السرقة أو السلخ، لأنه معنيّ أكثر بإحداث أثر جديد على الطريق السالكة التي سلكها الشعراء وليست القافية هنا سوى علامة لغوية على هذا المسلك!

- د. سعود الصاعدي

بَيَان | محمد قناوي

21 Jan, 11:40


بديعة جدًّا جدًّا
ولو علم أحدٌ الشارح واسمه كما في آخر الشرح (ناصر بن موسى الحنبلي النجدي) فليدلنا عليه أو على وسيلة تواصل معه.
@Abohmza_99

بَيَان | محمد قناوي

21 Jan, 11:39


معلقة لبيد بن ربيعة -المظلومة بين المعلقات- نجمة فوق نجمات، لمن يبصر.

وهذا تحليل بلاغي نفيس لها، يرفع اللثام عن وجوه الجمال والفن فيها.

بَيَان | محمد قناوي

18 Jan, 08:07


"ويكفيني شرف إثارة الرغبة، رغبة الآخرين في إعادة قراءة تراثنا العربي في النقد والبلاغة، ولو بقليل من الإنصاف، وكثير من عدم الانبهار بمنجزات العقل الغربي".
ـــــــــــــ
[المرايا المقعرة، عبد العزيز حمودة، صـ247]

بَيَان | محمد قناوي

18 Jan, 08:05


[إعجابٌ صادق!]

علّق الدكتور عبد العزيز حمودة على قول الخطابي رحمه الله:
"وإنما يقوم الكلام بأشياء ثلاثة: لفظٌ حامل، ومعنى به قائم، ورباط لهما ناظم".[1]
فقال:
"لقد استغرق العقل الغربي الذي أبهرتنا إنجازاته الحداثية ما يقرب من اثني عشر قرنًا لينتج هذه الصيغة التي أدرنا لها ظهورنا بدلًا من تطويرها".[2]
ــــــــــــــــــ
[1] بيان إعجاز القرآن: ثلاث رسائل في إعجاز القرآن للرماني والخطابي وعبد القاهر، صـ27
[2] المرايا المقعرة، صـ234.

بَيَان | محمد قناوي

15 Jan, 19:09


ذلك سيدنا قدس الله روحه

بَيَان | محمد قناوي

15 Jan, 17:23


#طوفان_الأقصى
﴿وأنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهم مِن أهْلِ الكِتابِ مِن صَياصِيهِمْ وقَذَفَ في قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وتَأْسِرُونَ فَرِيقًا﴾

بَيَان | محمد قناوي

15 Jan, 17:22


سبحانك يا رب الأرباب
اللهم لك الحمد

بَيَان | محمد قناوي

15 Jan, 09:51


"ولكنني لا أستطيع أن أدرس كلّ ما أحب أن أدرسه، لأن العمر لا يعين على ذلك".
ـــــــــــــــ
[الشعر الجاهلي دراسة في منازع الشعراء، أبو موسى، ص209]

بَيَان | محمد قناوي

12 Jan, 10:05


"فالتراث العربي ليس بحاجة إلى من يعتذر عنه بأي حالٍ من الأحوال".
ـــــــــــــ
[المرايا المقعرة، عبد العزيز حمودة، ص214]

بَيَان | محمد قناوي

09 Jan, 22:22


هنيئًا للبلاغيين صدور هذه الطبعة لهذا الكتاب الفخم.
ولقد نُشر من قبل عن طبعة سقيمة قد جبر الله ضعفنا بخروج هذه من المحقق المشهود له بالفضل.

بَيَان | محمد قناوي

01 Jan, 09:40


"إن التناقضات الكامنة في مجتمع ما بعد الحداثة الغربي تكفي في حد ذاتها لإنهاء حالة الانبهار بالعقل الغربي ومنجزاته، وتؤكد في الوقت نفسه أن مجتمع ما بعد الحداثة ليس هو الجنة الموعودة التي يحاول مثقفو العالم الثالث نقلها أو محاكاتها، وحينما تندفع دول العالم الثالث في اتجاه ما بعد الحداثة الغربية دون أن تتوافر لها الحالة الاقتصادية والاجتماعية التي أفرزت ما بعد الحداثة الأوربية - الأمريكية، أو حينما تتبنى نتائج تقوم على مقدمات ليست مقدماتها، فإن النتيجة الحتمية حالةُ فصام مرضية".
ـــــــــــــــــــــ
[المرايا المقعرة: نحو نظرية نقدية عربية، د. عبد العزيز حمودة، ص62، نشرت عام 2001].

بَيَان | محمد قناوي

29 Dec, 18:22


[التراث العربي بعيون عبد العزيز حمودة ومحمود شاكر]

قال عبد العزيز حمودة رحمه الله:
"[إن] العقل العربي استطاع في وقت كان عقل أوربا أثناءه يغط في سبات الجهالة= أن يقدم فكرًا لغويًّا ونقديًّا كان من الممكن، لو لم تحدث فترة الانقطاع الطويلة من القرن الرابع عشر الميلادي حتى النصف الثاني من القرن التاسع العشر، ولو لم نقم نحن في انبهارنا بإنجازات العقل الغربي في العصر باتخاذ موقف القطيعة الاختيارية والإرادية من تراثنا القديم، هذا الفكر كان يمكن أن يطوّر إلى مدارس لغوية ونقدية كاملة النضج". [1]

وقال من قبلُ محمود شاكر رحمه الله:
"ولو قُدّر لتراث العربية أن يسير في طريقه إلينا متكاملًا، يمدّ أوله آخره، لانتهى زماننا إلى ظهور جيل من شُرَّاح الشعر ونقاده، قد توفّرت لهم إحاطة الماضين وإبداع المُحدثين. ولكن شاء الله أن ينقطع السبيل، وعسى أن يتصل يومًا ما، فجاء جيل النُّقاد من المحدثين وقد بليت الحبال التي تربطهم بماضيهم، وانبتَّت الأواصر، وصرفتهم عن الشعر القديم كله صوارف غَلَبَت عليهم، فأعرضوا عنه كل الإعراض، بل ازدروه واستخفوا به وأنكروه وأساءوا القالة فيه.
وانتهى الأمر إلى وقوع هذا الشعر في قبضة طائفة من المتخصصين، (بحكم ظروف الدراسة فحسب)، لا عن موهبة أو فطرة، فأنزلوا أنفسهم منازل شرّاح الشعر ونقاده، وليست لهم إحاطة الماضين بلغتهم وتراثهم، ولا قدرة المُحدثين على الإبداع في البيان عن معاني الشعر، ورأينا منهم عجبًا عُجابًا في شرح الشعر القديم، ووقع الشعر كله بين شقيّ الرّحا، بين عجز العاجزين، وإعراض المُعرضين، فاشتدّ العبث، وكثُر الخَبث". [2]
ــــــــــــــــــــــــ
[1] المرايا المقعّرة: نحو نظرية نقدية عربية، ص 12.
[2] نمط صعب ونمط مخيف، ص 138.

بَيَان | محمد قناوي

23 Dec, 23:12


قد أتى على علم البلاغة حينٌ من الدهر لم يكن همٌ للمشتغلين به إلا ذمه ووصمه بكل نقيصة وعيب، حتى لتكاد ترى محاسنه التي يُفتخر بها قد استحالت في عيون هؤلاء معايب ومثالب، ولقد صدق البحتري حين قال:
إِذا مَحاسِنِيَ اللاتي أُدِلُّ بِها كانَت ذُنوبي
فَقُل لي كَيفَ أَعتَذِرُ؟!
وإنّ مما رُميت به علوم البلاغة في صورتها المتأخرة أنّها لا تبني عند متعلِّمها ذوقًا، ولا تُعينه على إدراك جمال في أي نصّ، يقولون هذا بلا زمام ولا خطام.
ولقد كذبوا، وبيان ذلك أنّ هذه الدعوى لا بدّ أن يُرجع بها إلى سياقها، وأن يُنظر في طريقة الناس في تلقي العلم وقتئذ، وهل صحّ أنهم كانوا في كل هذه القرون التي وصموها بصلود الزند، وخبوّ القريحة= لم يشموا رائحة البيان، ولم يعانوا تذوق النصوص؟! فإذا كان ذلك كذلك، فمن أين خرجت هذه التفاسير المنيفة التي أضاءت لنا إعجاز القرآن، وكشفت فيه عن قناع البيان، حتى صار المبتدي في العلم يَتَأتّى له أن يتذوق جلال الكلام العلوي.
"وَتِلكَ شَكاةُ ظاهِرٌ عَنكَ عارُها"
وإني سأدلك على ما هو أليق بالأقوى، وأقرب للتقوى، إذ إني سآتيك بما يهدم لك أركان هذه الدعوى ويقوض بنيانها. وذلك من كتاب المطول للعلامة الثاني سعد الملة والدين التفتازاني، وأنت خبير بما ادعاه هؤلاء القوم على ذلك العالم الفذ، وعلى هذا الكتاب البديع.
اعلم - بصرك اللهه بمواقع الرشد - أن الإمام التفتازاني رحمه الله لم يفتأ ينبّه على أنّ البلاغة لا تُحصل بمجرّد القواعد، وأنه يلزم دراسها ومتعلمها إطالة التأمل في كلام الأئمة، وارتياض التدبر في الشعر والكتاب والسنة، ولا يقتصر على ما يُلقى إليه في هذا المتن أو غيره، بل يُعمل عقله وفكره في استباط مثيله وصنوه. قال ذلك بعبارات مختلفة وفي مواطن عديدة، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة.
فمن ذلك أنّه كثيرًا ما يُحيل بعد شرح المسألة واستيعابها إلى التأمل الوافر، وإجالة النظر والقياس على ما ذكر، وعلى تتبع كلام العرب وتدبره والنظر فيه، وأولى ما يُقدّم من هذه النصوص قوله رحمه الله صـ 436:
"والحاصل أنّ كلمةَ الاستفهام إذا امتنع حملُها على حقيقته تولَّد منه بمعونة القرائن ما يُناسِبُ المقام.
ولا تنحصر المُتولِّداتُ فيما ذكرَه المصنّف، ولا ينحصرُ أيضًا شيءٌ منها في أداةٍ دون أداةٍ، بل الحاكمُ في ذلك هو سلامة الذوق وتتبُّع التراكيب. فلا ينبغي أن تقتصر في ذلك على معنًى سمعتَه، أو مثالٍ وجدتَّه من غير أن تتخطاه، بل عليك بالتصرُّف واستعمال الروية، والله الهادي".
وقال رحمه الله صـ72:
"وقس على هذا في البواقي".
وقوله رحمه الله صـ 114:
"فتأمل، واستخرج من أمثال هذا ما يناسب المقام".
وقوله رحمه الله صـ125:
"فافهم، وقِسْ، ولا تقصر المجاز العقلي على ما يُفهم من ظاهر كلامِ السكاكي والمصنف".
قوله رحمه الله صـ449:
"وأمثال هذه المعاني كثيرةٌ في الكلام، فتَأَمَّلْ واستخرِجْ ما يُناسب المقام".
وأختم لك بقوله الذي يدلّك على أنّ مدار التدبر إنما يكون بارتياض كلام العرب، وهو قوله في صـ582:
"واعلم أنَّ أمثالَ هذه التقسيمات التي لا يَتَفرَّعُ على أقسامها أحكامٌ مُتفاوتة= قليلةُ الجدوى. وكأنَّ هذا ابتهاج من السكاكيّ باطلاعه على مصطلحات المتكلمين. ولله درّ الإمام عبد القاهر وإحاطتِه بأسرار كلام العرب وخواص تراكيب البلغاء، فإنَّه لم يزد في هذا المقام على التكثير من أمثلة أنواع التشبيهات وتحقيق اللطائف التي فيها".

ومن ذلك أنّه يرى أنّ المتصدّر لهذا الفنّ لا بد أن يكون التدبر سجيته، والتأمل ديدنه، فتجده يشنع على الأوهام التي تأتي من قلة التأمل، وعلى من يقع في ذلك، مثل قوله صـ 172:
"ومنشأ هذا التوهم سوء الفهم وقلة التدبر".
قوله رحمه الله صـ201:
"وهذا غلط منشؤه عدم التدرب في هذا الفنّ وقلّة التدبر لكلام القوم".
وقال رحمه الله صـ737:
"لكن المصنف كثيرًا ما يغلط في استنباط المعاني من عبارات الشيخ؛ لافتقارها إلى تأمُّلٍ وافرٍ".
وتجده رحمه الله يشنّع على من يتصدر للاعتراض وهو بعدُ لم يفهم أصل الكلام، كقوله معلقًا على أحدهم صـ715:
"هذا كلامه، ولا مساس له بكلام السكاكي، والعجبُ ممّن يقوم بالذبِّ عن كلامِ أحدٍ من غير أن ينظُر فيه أدنى نظرة".

هذا، وإن للعلماء كلاما وافرا في كتبهم في مثل ما نقلته لك، فلم يك يشغلهم شيء كشغلهم بتربية العقول، وحثها على التأمل، وإلجائها إلى الارتياض، فتدبر ما نقلته لك بقلب سليم ثم سل نفسك هل يخرج دارس هذا الكتاب بحق وهو معتقد في التقليد، ومائل إلى الجمود، وعازف عن النهل في معين النصوص وتدبرها؟!
ولقد صدق السعد حين قال:
"ولَعمري إنَّ التعرُّضَ لأمثال هذه المباحث ممّا لا ينبغي أن يُشتَغلَ به؛ لكنَّا نخاف على القاصرين أن يقعوا فيها من غير تأمّلٍ ويأخذوه مذهبًا".

بَيَان | محمد قناوي

22 Dec, 12:07


هذا كلام نفيس وقد حفزني شيخنا أنس بنقله هذا الكلام أن أستشهد لذلك الأمر من كلام الإمام السعد في كتابه المطول، فهذا الكتاب رمي بكل عيب وأنه هو الذي أفسد على الدنيا ذوق البلاغة! ولكنّي سأدلك على خلاف ذلك من قلب الكتاب لتدرك أن القوم حين يكتبون ويعترضون فإنما يكتبون وهم صم بكم عمي!

بَيَان | محمد قناوي

22 Dec, 12:02


ينبه كثير من ناقدي البلاغة القاعدية على أن دراسة قواعد البلاغة لا تجعل منك بليغا، وأن تحصيل ملكة الكتابة يكون بالغوص في النصوص، وما أشبه ذلك، ويقولون كم من حافظ لمتون البلاغة ولا يستطيع كتابة نص مستقيم، ثم يعرجون على مسألة إفساد واضعي قواعد البلاغة للملكات البيانية، وإنك لو تصفحت أصول هذا العلم وقرأت كلامهم، وهم واضعو هذه القواعد، فإنك لن تجد أحدا يقول لك: هذا الكتاب سيجعلك بليغا، بل جميعهم ينبه على أن الإنشاء وتحصيل الملكة البيانية أمر وراء القواعد، وإنما القواعد وسيلة للتبصر وللتبين لا غير، وهذا كلام ابن الأثير في مفتتح كتابه المثل السائر، وابن الأثير من أكثر البلاغيين اعتدادا بنفسه وعلمه، ومثل كلامه قالع الجرجاني والسكاكي والخطيب والسعد وغيرهم.
يقول ابن الأثير:

«فاعلم أيها الناظر في كتابي أن مدار علم البيان على حاكم الذوق السليم، الذي هو أنفع من ذوق التعليم، وهذا الكتاب وإن كان فيما يلقيه إليك أستاذا، وإذا سألت عما يُنتفع به في فنه قيل لك هذا! فإن الدربة والإدمان أجدى عليك نفعاً، وأهدى بصراً وسمعاً، وهما يريانك الخبر عيانا، ويجعلان عسرك من القول إمكانا، وكل جارحة منك قلباً ولسانا.
فخذ من هذا الكتاب ما أعطاك ، واستنبط بإدمانك ما أخطاك، وما مثلى فيما مهدته لك من هذه الطريق إلا كمن طبع سيفا، ووضعه في يمينك لتقاتل به، وليس عليه أن يخلق لك قلبا، فإن حمل النصال غير مباشرة القتال:

وإنما يَبْلُغُ الإنسانُ غايتَه ¤¤ ما كل ماشية بالرحل شِمْلالُ»

بَيَان | محمد قناوي

12 Dec, 14:20


هذا اللقاء ماتع جدًّا، وإن خير ما فيه تلخيص ماجريات سوريا من أول الثورة إلى ردع العدوان بطريقة يسيرة واضحة جليّة .. وهذه الحلقة صُورت قبل أن يفرّ الجبان وقبل أن تُحرر دمشق.
https://www.youtube.com/watch?v=Mw_RfD3mYrY

بَيَان | محمد قناوي

10 Dec, 15:35


#خاطرة
[عن التحليل البلاغي]

إن التحليل البلاغي أبيٌّ عصيّ على الأحكام القطعية والآراء الواحدة .. فكلما ظنّ ظانٌّ أن هذا المعنى قد أغلق باب النظر فيه، وأنّ هذا الأسلوب قد استقصي جميع فروعه= كشفت له الدواخل الإنسانية عن جديد يظهر، وبديعٍ يلوح. فالتحليل البلاغي رحبٌّ فسيح، يحمل في طياته أحيانًا ما يختلف.
وليس ذلك مما خُصّ به التحليل بالبلاغي، بل إن النفس الإنسانية يصح أن نسير في فهمها بسيرة البلاغة، ولا عجب، فإن هذا علمٌ ينظر في خطرات النفس وخلجات الروح.
ولا يذهبنّ بك الوهم، ويطوحك سوء الفهم فتظن أنّي أقول أن كل نصّ لا يُدرك منه معنًى مقصود وأمثال هذه السفسطات= فما لهذا قصدت، ولا إليه رميت.
واعلم أن دراسة علمٍ كالبلاغة لا تهتدي به فقط في ميدان العلم، بل تجد صداه في يومك وليلتك، ومع أقاربك وصحبتك، ولربما هداك إلى ما اختلف عليك فهمه، وحيّرك أمره.

بَيَان | محمد قناوي

09 Dec, 21:19


أَفَبِعَذابِنا يَستَعجِلونَ؟!
أَفَرَأَيتَ إِنْ مَتَّعناهُم سِنينَ..
ثُمَّ جاءَهُم ما كانوا يوعَدونَ..
ما أَغنى عَنهُم ما كانوا يُمَتَّعونَ؟!

بَيَان | محمد قناوي

09 Dec, 12:37


...

بَيَان | محمد قناوي

09 Dec, 11:57


رحم الله سيدي ابن عاشور وجزاه عنّا خيرًا

بَيَان | محمد قناوي

09 Dec, 11:56


(144) #الدر_المنثور_من_تفسير_ابن_عاشور
﴿فَرَدَدْناهُ إلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها ولا تَحْزَنَ ولِتَعْلَمَ أنَّ وعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ولَكِنَّ أكْثَرَهم لا يَعْلَمُونَ﴾

وموضع العبرة من هذه القصة [أي تكبر فرعون وعلوه في الأرض وإلقاء أم موسى ولدها في اليم ...] أنها تتضمن أمورًا ذات شأن فيها ذكرى للمؤمنين وموعظة للمشركين.
فأول ذلك وأعظمه: إظهار أن ما علمه الله وقدره هو كائن لا محالة كما دل عليه قوله ﴿ونُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الأرْضِ﴾ إلى قوله ﴿يَحْذَرُونَ﴾ وأن الحذر لا ينجي من القدر.

وثانيه: إظهار أن العلو الحق لله تعالى وللمؤمنين، وأن علو فرعون لم يغن عنه شيئا في دفع عواقب الجبروت والفساد، ليكون ذلك عبرة لجبابرة المشركين من أهل مكة.

وثالثه: أن تمهيد القصة بعلو فرعون وفساد أعماله مشيرٌ إلى أن ذلك هو سبب الانتقام منه، والأخذ بناصر المستضعفين ليحذر الجبابرة سوء عاقبة ظلمهم، وليرجو الصابرون على الظلم أن تكون العاقبة لهم.

ورابعه: الإشارة إلى حكمة ﴿وعَسى أنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وهو خَيْرٌ لَكُمْ﴾ في جانب بني إسرائيل ﴿وعَسى أنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وهو شَرٌّ لَكُمْ﴾ في جانب فرعون إذ كانوا فرحين باستخدام بني إسرائيل وتدبير قطع نسلهم.

وخامسه: أن إصابة قوم فرعون بغتة من قبل من أملوا منه النفع= أشدُّ عبرة للمعتبر، وأوقع حسرة على المستبصر، وأدل على أن انتقام الله يكون أعظم من انتقام العدو كما قال ﴿فالتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهم عَدُوًّا وحَزَنًا﴾ مع قوله ﴿عَسى أنْ يَنْفَعَنا أوْ نَتَّخِذَهُ ولَدًا﴾.

وسادسه: أنه لا يجوز بحكم التعقل أن تستأصل أمة كاملة لتوقع مُفْسِد فيها؛ لعدم التوازن بين المَفْسَدَتَيْن؛ ولأن الإحاطة بأفراد أمة كاملة متعذرة، فلا يكون المتوقع فساده إلا في الجانب المغفول عنه من الأفراد؛ فتحصل مفسدتان: هما أخذ البريء، وانفلات المجرم.

وسابعه: تعليم أن الله بالغ أمره بتهيئة الأسباب المفضية إليه، ولو شاء الله لأهلك فرعون ومن معه بحادثٍ سماوي، ولَمَا قدّر لإهلاكهم هذه الصورة المرتبة، ولَأَنجى موسى وبني إسرائيل إنجاءً أسرع، ولكنه أراد أن يحصل ذلك بمشاهدة تنقلات الأحوال ابتداء من إلقاء موسى في اليم إلى أن رده إلى أمه فتكون في ذلك عبرة للمشركين الذين ﴿قالُوا اللَّهُمَّ إنْ كانَ هَذا هو الحَقَّ مِن عِنْدِكَ فَأمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أوِ ائْتِنا بِعَذابٍ ألِيمٍ﴾، وليتوسموا من بوارق ظهور النبيء محمد ﷺ وانتقال أحوال دعوته في مدارج القوة أن ما وعدهم به واقع بأخرة.

وثامنه: العبرة بأنّ وجود الصالحين من بين المُفْسِدِين يخفف من لأواء فساد المفسدين، فإن وجود امرأة فرعون كان سببًا في صدّ فرعون عن قتل الطفل مع أنه تحقق أنه إسرائيلي، فقالت امرأته: ﴿لا تَقْتُلُوهُ عَسى أنْ يَنْفَعَنا أوْ نَتَّخِذَهُ ولَدًا﴾ كما قدمنا تفسيره.

وتاسعه: ما في قوله: ﴿ولِتَعْلَمَ أنَّ وعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾ من الإيماء إلى تذكير المؤمنين بأن نصرهم حاصل بعد حين، ووعيد المشركين بأن وعيدهم لا مفر لهم منه.

وعاشره: ما في قوله ﴿ولَكِنَّ أكْثَرَهم لا يَعْلَمُونَ﴾ من الإشارة إلى أن المرء يؤتى من جهله النظر في أدلة العقل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، (20/ 86-85)]

بَيَان | محمد قناوي

08 Dec, 05:48


إن النظر لهذا الفتح بعيونٍ قد رأت مجازر ذلك النظام وأهواله وويلاته= لأمر يخلع القلب من الجلال والرهبة!
سبحان الملك الجبار ... سبحانك ما أهون شأن الدنيا عليك .. سبحانك ما قدرناك حق قدرك.

بَيَان | محمد قناوي

08 Dec, 05:41


اللهم لكّ الحمد، اللهم انصر عبادك المجاهدين في سبيلك.
هكذا نصر الله، كما قال رب العزة: ﴿حَتّى إذا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وظَنُّوا أنَّهم قَدْ كُذِّبُوا جاءَهم نَصْرُنا فَنُنْجِي مَن نَشاءُ ولا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ﴾

"تَكادُ لِرَوعَةِ الأَحداثِ فيها
تُخالُ مِنَ الخُرافَةِ وَهيَ صِدقُ"

بَيَان | محمد قناوي

03 Dec, 09:05


تراثنا بتنوعه (ابن سينا - الرازي - ابن عربي - ابن تيمية... إلخ) فيه أفكار ونظريات وتقريرات ترفع مشكلات تاه فيها الناس اليوم وخاضوا فيها ولم يقف كثير منهم على حلها، كالمشكلات في نظرية المعرفة البشرية وفلسفة العلوم واللغات مطلقًا، وصلة اللغة بالفكر، والأفعال الكلامية، وأشياء كثيرة بديعة جدًا، لكن للأسف ضائعة لا يكاد ينظر إليها كثير من مطالعي هذه الكتب، لأنهم في شغل فاكهون! فقد انشغلوا بمشاكل التجسيم والتشبيه وقدم العالم وحدوث العالم وأمور نناقشها من ألف سنة!
لا ضير عندي في المباحثة والفحص وإعادة النظر، ولكن ينبغي ألا نغفل هذه المعارف ونهمل فوائدها. ولذا جعلت من مشاريعي مشروعًا يتعلق بذلك، وأرجو أن ينتفع بها طلاب العلوم العقلية مطلقًا من أي فلسفة أو ملة كانوا، فيها إبراز لبعض ما في كتب التراث من الفوائد النافعة لجنس البشر.

@ https://t.me/IFALajmi/3221

بَيَان | محمد قناوي

26 Nov, 15:34


الحقيقة أن الشيعة المعاصرين لهم عناية تامة بتراثهم وإرثهم فأخرجوا الموسوعات وطبعوا كافة مصنفات القدامى والمحدثين، كذلك السلفية المعاصرون طبعوا مصنفات رجالهم الكبار والصغار واعتنوا بالمكتبات الإلكترونية التي راجت وانتشرت وخدمت طلبة العلم في الشرق والغرب، أما الأشعرية المعاصرون فقد تركوا تحقيق كتب أئمتهم الكبار ودخلوا معارك ضيعت أوقاتهم، وبددت جهودهم! وإلا فأين الأعمال الكاملة لحسن العطار وبخيت المطيعي، وعليش، والدمنهوري، والمهدي والعروسي، والأمير، والعدوي، وعشرات من المشايخ الكبار الذين تناثرت رسائلهم في دور المحفوظات في الشرق والغرب!
إذا أسس القوم كتائب علمية لتخرج كتب هؤلاء لكانت خدمة جليلة لمذهب الإمام الأشعري رضي الله عنه، وهي أحسن عند الله وعند الناس من معارك لا فائدة منها سوى إرضاء النفس، وإشباع الهوى، والله من وراء القصد.

- د محمد الصياد

بَيَان | محمد قناوي

26 Nov, 08:53


"وأمَّا لوازم الطبيعة من وجود ألم البلوى فلا تنقلب ولا تُعدَم، فلا يصحّ أن يقال: إنَّ وجود التألم والتجلّد عليه وحبس النفس عن التسخّط، واللسان عن الشكوى= جرأة ومنازعة، بل هو محض العبوديّة والاستكانة وامتثال الأمر، وهو من عبودية اللَّه سبحانه المفروضة على عبده في البلاء، فالقيام بها عين كمال العبد.
ولوازمُ الطبيعة لا بدَّ منها، ومن رامَ أن لا يجد البَردَ والحرّ والجوع والعطش والألم عند تمام أسبابها وعِلَلِها فقد رام الممتنع، وهل ترتَّب الأجر إلّا على وجود تلك الآلام والمشاق والصبر عليها؟!".
ـــــــــــــــــــــــ
[طريق الهجرتين وباب السعادتين، ابن القيم، (2/580) ط عطاءات العلم]

بَيَان | محمد قناوي

24 Nov, 16:25


[التصدي لتفسير القرآن وخطره]

قال سيدي الطاهر ابن عاشور رحمه الله بعد ذكر خطر التصدي لتفسير القرآن دون اكتمال الآلة:

"وبرغم هذا ونحوه، ‌فقد ‌رأينا ‌تهافتَ كثيرٍ من الناس على الخوض في تفسير آيات من القرآن؛ فمنهم مَنْ يتصدى لبيان معاني الآيات على طريقة كتب التفسير. ومنهم مَنْ يضع الآيةَ ثم يركُض في مجالات من أساليب المقالات، تاركًا معنى الآية جانبًا، جالبًا من معاني الدعوة والموعظة ما كان جالبًا.
وقد دلت شواهدُ الحال على ضعف كفاءة البعض لهذا العمل العلمي الجليل، فيجب على العاقل أن يعرف قدره، وأن لا يتعدَّى طورَه، وأن يردَّ الأشياء إلى أربابها، ويأتِيَ البيوت من أبوابها. وعلى مَنْ لا يأنس من نفسه الكفاءة - وهو يرغب في إفادة العموم بمعاني القرآن - أن يقتصر على نقل كلام المفسِّرين في التفاسير المشتهرة، عازيًا ذلك إلى مواقعه، مع التحفظ على عباراته.
وفي الناس طبقةٌ ترتقي كفاءتُها إلى درجةٍ تُخوِّلها التصرفَ في جمع كلام المفسِّرين وترتيبه واختصاره. والواجبُ على كل راغبٍ في التحلي بذلك أن يدققَ النظرَ في ميزان نفسه ليقفَ عند الحد الذي يثق به عندها، حتى لا يختلطَ الخاثرُ بالزباد، ولا يكونَ كحاطبٍ في حالكِ سواد. وبذلك تحصل الفائدة، والاستبراء للدين والعرض.
وإن سكوتَ العلماء على ذلك زيادةٌ في الورطة، وإفحاشٌ لأهل هذه الغلطة، فمَنْ يركب متنَ عمياء ويخبط خبطَ عشواء، فحقٌ على أساطين العلم تقويمُ اعوجاجه، وتمييزُ حُلوه من أُجاجه؛ تحذيرًا للمطالع، وتنزيلًا في البرج والطالع".
‌ــــــــــــــــــــــــــــ
[جمهرة مقالات ورسائل الشيخ الإمام محمد الطاهر ابن عاشور، (1/39)]

بَيَان | محمد قناوي

24 Nov, 12:32


لأصحاب الحواشي في مذهبنا = منة كبرى علينا، فبهم تحررَ المنقول، وتمايزت الصورُ، واستبانت كثير من المدارك، وبرزت مولَّداتٌ.
أجزل الله مثوبتهم، وجزاهم الله عنا كلّ خير.

وإني لأعجبُ غاية العجب من أجنبيٍّ عن صناعتهم، قاصرٍ عن مرتبتهم، يتعثر في كثير مما سطروا .. يرميهم بالجمود والضعف، وكأنه يظن أن مخالفة السابقين وكثرة التخطئة علامة التحرر والتحرير، فإلى الله المشتكى من انقلاب مظنة الذم مدحًا ومظنة المدح ذمًّا.

ولم أرَ إنسانًا يصف عصر هؤلاء بالجمود حتى استقر في نفسي أنه لا ينطق بذلك إلا عن ضعف معرفة بهم، وإنما هو شيءٌ تلقاه عن إنسانٍ أو صحيفةٍ، فاستحسنته نفسه
.

بَيَان | محمد قناوي

21 Nov, 12:23


غنيمة الشتاء
فراجعوا ما أملاه الشيخ حفظه الله:
https://www.youtube.com/playlist?list=PLJdyh1foKTw2MMaQE7X7ul8AthuJzoCsi

بَيَان | محمد قناوي

14 Nov, 16:07


#خاطرة
إنّ خير ما يحرص عليه الطالب في أول طلبه لأي علم أن يضبط معاقده وأصوله التي عليها ينبني ومنها ينبثق وبها يتفرّع، ولا يضره أن تتداخل عليه الفروع والتقسيمات أول الأمر، فإن هو سار في طلبه على هذه الصورة، وأخذ في كل مرحلة بما يناسبه فقد أحرز من العلم حقيقته، ونأى بنفسه عن ساحل المثقفين الثرثارين حول العلم.

بَيَان | محمد قناوي

14 Nov, 10:45


بقلم: سيروان البرزنجي.

بَيَان | محمد قناوي

13 Nov, 05:56


https://www.youtube.com/watch?v=AD8f-T5kfoo

بَيَان | محمد قناوي

29 Oct, 07:41


(286) #الدر_المنثور_من_تفسير_ابن_عاشور
﴿كَذَلِكَ إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾

"والمراد بالعلماء: العلماء بالله وبالشريعة، وعلى حسب مقدار العلم في ذلك تَقْوَى الخَشْيَةُ، فأمّا العلماء بعلوم لا تتعلق بمعرفة الله وثوابه وعقابه معرفةً على وجهها فليست علومهم بمقربة لهم من خشية الله، ذلك لأن العالم بالشريعة لا تلتبس عليه حقائق الأسماء الشرعية فهو يفهم مواقعها حق الفهم ويرعاها في مواقعها ويعلم عواقبها من خير أو شر، فهو يأتي ويدع من الأعمال ما فيه مراد الله ومقصد شرعه، فإن هو خالف ما دعت إليه الشريعة في بعض الأحوال أو في بعض الأوقات لداعي شهوة أو هوى أو تعجّل نفع دنيوي كان في حال المخالفة موقنًا أنه مُورَّط فيما لا تُحمد عقباه، فذلك الإيقان لا يلبث أن ينصرف به عن الاسترسال في المخالفة بالإقلاع أو الإقلال.
وغير العالم إن اهتدى بالعلماء فسعيه مثل سعي العلماء وخشيته متولدة عن خشية العلماء. قال الشيخ أبو محمد بن أبي زيد: (والعلم دليل على الخيرات وقائد إليها، وأقرب العلماء إلى الله أولاهم به وأكثرهم له خشية وفيما عنده رغبة).".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، (304/22)]

بَيَان | محمد قناوي

29 Oct, 07:35


(285) #الدر_المنثور_من_تفسير_ابن_عاشور
﴿وما يَسْتَوِي الأعْمى والبَصِيرُ ولا الظُّلُماتُ ولا النُّورُ ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ وما يَسْتَوِي الأحْياءُ ولا الأمْواتُ﴾

"واعلم أن تركيب الآية عجيب فقد احتوت على واوات عطف وأدوات نفي، فكل من الواوين اللذين في قوله ﴿ولا الظلمات﴾ الخ، وقوله ﴿ولا الظل﴾ الخ عاطف جملة على جملة وعاطف تشبيهات ثلاثة بل تشبيه منها يجمع الفريقين.
والتقدير: ولا تستوي الظلمات والنور ولا يستوي الظل والحرور، وقد صرح بالمقدر أخيرا في قوله وما يستوي الأحياء ولا الأموات.
وأما الواوات الثلاثة في قوله "والبصير" "ولا النور" "ولا الحرور" فكل واو عاطف مفردًا على مفرد، فهي ستة تشبيهات موزعة على كل فريق، فـ "البصير" عطف على "الأعمى"، و"النور" عطف على "الظلمات"، و"الحرور" عطف على "الظل"، ولذلك أعيد حرف النفي.
وأما أدوات النفي فاثنان منها مؤكدان للتغلب الموجه إلى الجملتين المعطوفتين المحذوف فعلاهما "ولا الظلمات"، "ولا الظل"، واثنان مؤكدان لتوجه النفي إلى المفردين المعطوفين على مفردين في سياق نفي التسوية بينهما وبين ما عطفا عليهما وهما واو "ولا النور"، وواو "ولا الحرور"، والتوكيد بعضه بالمثل وهو حرف "لا" وبعضه بالمرادف وهو حرف "ما" ولم يؤت بأداة نفي في نفي الاستواء الأول لأنه الذي ابتدئ به نفي الاستواء المؤكد من بعد فهو كله تأييس. وهو استعمال قرآني بديع في عطف المنفيات من المفردات والجمل، ومنه قوله تعالى ﴿ولا تستوي الحسنة ولا السيئة﴾ [فصلت: ٣٤] في سورة فصلت".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، (293/22)]

بَيَان | محمد قناوي

28 Oct, 06:41


(284) #الدر_المنثور_من_تفسير_ابن_عاشور
﴿ولا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾
"وخبير: صفة مشبهة مشتقة من خَبُرَ - بضم الباء - فلانٌ الأمرَ، إذا علمه علمًا لا شك فيه. والمراد بـ«خبير» جنس الخبير، فلما أرسل هذا القول مثلا وكان شأن الأمثال أن تكون موجزة= صِيغَ على أسلوب الإيجاز فحذف منه متعلق فعل «ينبئ» ومتعلق وصف «خبير»، ولم يذكر وجه المماثلة لعلمه من المقام. وجعل «خبير» نكرة مع أن المراد خبير معين وهو المتكلم فكان حقه التعريف، فعدل إلى تنكيره لقصد التعميم في سياق النفي لأن إضافة كلمة «مثل» إلى «خبير» لا تفيد تعريفًا. وجعل نفي فعل الإنباء كناية عن نفي المنبئ. ولعل التركيب: ولا يوجد أحد ينبئك بهذا الخبر يماثل هذا الخبير الذي أنبأك به، فإذا أردفَ مُخبِرٌ خبرَه بهذا المَثَل كان ذلك كناية عن كون المُخْبِر بالخبر المخصوص يريد بـ«خبير» نفسَه للتلازم بين معنى هذا المَثَل وبين تمثل المتكلم منه. فالمعنى: ولا ينبئك بهذا الخبر مثلي لأني خبرته، فهذا تأويل هذا التركيب وقد أغفل المفسرون بيان هذا التركيب".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، (284/22)]

بَيَان | محمد قناوي

28 Oct, 06:35


(283) #الدر_المنثور_من_تفسير_ابن_عاشور
﴿أفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشاءُ ويَهْدِي مَن يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ﴾
"وجُمِعَتْ الحسرات مع أن اسم الجنس صالح للدلالة على تكرر الأفراد قصدًا للتنبيه على إرادة أفراد كثيرة من جنس الحسرة؛ لأن تلف النفس يكون عند تعاقب الحسرات الواحدة تلو الأخرى لدوام المُتَحَسَّر منه، فكل تحسر يترك حزازة وكمدًا في النفس حتى يبلغ إلى الحد الذي لا تطيقه النفس فينفطر له القلب، فإنه قد علم في الطب أن الموت من شدة الألم كالضرب المبرح وقطع الأعضاء سببه اختلال حركة القلب من توارد الآلام عليه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، (266/22)]

بَيَان | محمد قناوي

27 Oct, 07:34


عُدنا للاستئناس بدرر سيدي الطاهر ابن عاشور رضي الله عنه.

بَيَان | محمد قناوي

27 Oct, 07:33


(282) #الدر_المنثور_من_تفسير_ابن_عاشور
"...فالذين كفروا هم حزب الشيطان لعكوفهم على متابعته وإن لم يعلنوا ذلك لاقتناعه منهم بملازمة ما يمليه عليهم. وأما المؤمنون العصاة فليسوا من حزبه لأنهم يعلمون كيده ولكنهم يتبعون بعض وسوسته بدافع الشهوات وهم مع ذلك يلعنونه ويتبرأون منه. وقد قال النبيء ﷺ في حجة الوداع «إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه ولكنه قد رضي منكم بما دون ذلك مما تحقرون من أعمالكم» .".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، (262/22)]

بَيَان | محمد قناوي

27 Oct, 07:33


(281) #الدر_المنثور_من_تفسير_ابن_عاشور
﴿إنَّ الشَّيْطانَ لَكم عَدُوٌّ فاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِن أصْحابِ السَّعِيرِ﴾

"وإنما أمر الله باتخاذ العدوّ عدوًّا ولم يندب إلى العفو عنه والإغضاء عن عداوته كما أمر في قوله ﴿فمن عفا وأصلح فأجره على الله﴾ [الشورى: ٤٠] ونحو ذلك مما تكرر في القرآن وكلام الرسول ﷺ= لأنّ ما نُدب إليه من العفو إنما هو فيما بين المسلمين بعضهم مع بعض رجاءَ صلاح حال العدوّ لأن عداوة المسلم عارضة لأغراض يمكن زوالها ولها حدود لا يخشى معها المضار الفادحة كما قال تعالى ﴿ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم﴾ [فصلت: ٣٤] ولذلك لم يأمر الله تعالى بمثل ذلك مع أعداء الدين فقال ﴿لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء﴾ [الممتحنة: ١] الآية، بل لم يأمر الله تعالى بالعفو عن المحاربين من أهل الملة لأن مناوأتهم غير عارضة بل هي لغرض ابتزاز الأموال ونحو ذلك فقال ﴿إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم﴾ [المائدة: ٣٤] فعداوة الشيطان لما كانت جبلية لا يرجى زوالها مع من يعفو عنه لم يأمر الله إلا باتخاذه عدوا لأنه إذا لم يُتخذ عدوًا لم يُراقب المسلمُ مكائده ومخادعته، ومن لوازم اتخاذه عدوًّا العمل بخلاف ما يدعوا إليه لتجنب مكائده ولمقته بالعمل الصالح".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، (261/22)]

بَيَان | محمد قناوي

03 Oct, 14:59


عندي كلمة تغص في حلقي بعد أن مر شهر ربيع الأول بفضل الله:

في الناس جفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخفى

ليس لأنهم لا يحتفلون بالمولد أو لأنهم يرونه بدعة ! بل حتى كثير ممن يراه سنة ويدافع عنه

في الناس جفاء لا يخفى على أحد ممن عرف قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان الناس قديمًا خصوصًا في الأجيال الثلاثة المفضلة لا يحتاجون لمولد ولا يتصورون أصلًا أن يقام مولد لأن قدر رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام = محفوظ وذكره مبثوث طول السنة أصلًا

مجالس قراءة سنته في المساجد كثيرة متوافرة لا تدخل مسجدًا في مدينة كبرى إلا وجدت حلقًا:
تلك لقراءة صحيح البخاري
وتلك لقراءة الموطأ

وهكذا الأمر في عامة حواضر الإسلام
حتى كانوا إذا وقعت بالمسلمين واقعة كبرى عقدوا مجالس لقراءة صحيح البخاري ودعوا بعدها فتنقشع تلك المصائب.

وفي الأزمنة المتأخرة عن ذلك = شعراء المديح النبوي وأشعارهم كنت ذائعة شائعة يعرفها العامة والخاصة ويجلسون مجالس لسماعها وحفظها وتدارسها وتذاكر ما فيها
يحضرها الفقهاء والعلماء والمحدثون والصالحون
كما سبق ونقلت عن ابن القيم مرارًا في شعر الصرصري عليه رحمة الله ورضوانه
وأن شعره في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم مازال يقرأ على المنابر في الجوامع الكبار ويسمعه العامة والخاصة!

وكانت كتب الشمائل المحمدية تقرأ وتروى في المجالس ويتدارس الناس شمائله وسيرته صلى الله عليه وسلم.

وهكذا مازال المسلمون يذيعون شرف نبيهم ويتذاكرون شمائله ويتدارسون سيرته ويقرأون سنته ويصلون عليه صلى الله عليه وسلم طول السنة
في كل الشهور !
===

ثم أظلم الزمان وشاع في الناس نمط قبيح من الجفاء وصرنا إلى زمان إذا سئل الواحد من الكبار الفضلاء -لا اقول من العامة بل من الشيوخ الذين لهم في الدين والعلم قدم لا يجهل وفضل لا ينكر-
إذا سئل عن أبيات قالها حسان بن ثابت رضي الله عنه ! = لم يعرفها بل يقول: هذا لا يجوز
هذا إطراء محرم ومبالغة !
وهي أبيات قيلت في حضرته الشريفة صلى الله عليه وسلم !

هذه مصيبة! ليس فقط لأنه لا يعرف الابيات، ولا لأنه افتى فيما لا يعلم، بل لأنه يظن أن هذا مبالغة في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وإن فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عنه واصف بفم !
وإن ما ذكر المادحون من صفته الشريفة لدون ما يستحق بأبي هو وأمي!

بعض المنتسبين للعلم أيضًا يتكلم في مسألة تمس الجناب الشريف فيتكلم عنه بما يخشى والله على المتكلم به!

سأل أحد الصحابة رضوان الله عليهم عن حال أبيه فأخبر أن اباه في النار، فسائه ذلك جدًا وغضب
ثم أراد أن يسال النبي صلى الله عليه وسلم
فانظر كيف قال وكيف تأدب
وأريدك أن تتأمل هذه العبارة لهذا الصحابي:
في حديث لقيط بن عامر في المسند والمستدرك وغيرهما:
يا رسول الله، هل لأحد ممن مضى منا في جاهليته من خير؟ فقال رجل من عرض قريش: والله إن أباك المنتفق في النار، قال: فكأنه وقع حر بين جلد وجهي ولحمه مما قال لأبي على رءوس الناس،

فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول الله، ثم نظرت: فإذا الأخرى أجمل: فقلت: ‌وأهلك ‌يا رسول الله، قال: " وأهلي لعمر الله

انظر كيف راجع نفسه بسرعة قبل أن يتكلم، واختار من الكلام ما هو "أجمل"
حتى لا يواجه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بمثل ما أوقع الغضب في نفسه هو
فلم يرد أن يسوء النبي صلى الله عليه وسلم ولو بكلام هو في نفسه حق !

واليوم تسمع متكلمًا في هذا يقول: وأبو النبي في النار ! وأم النبي في النار ! -هكذا بدون صلاة حتى كأنه يتكلم عن صاحب له أو زميل!!-

ويحك! ألا يخشى قائل مثل هذا أن يبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسوءه !

وآخر كبير القدر مشهور بين أصحابه إذا تكلم عارض سنة النبي صلى الله عليه وسلم جهارًا فقال: لو نهانا النبي -هكذا بدون صلاة- عن كذا فقال لا تفعلوه لفعلناه !

هكذا...ووالله لو كان أمرًا من ذي سلطة في بلده ما قدر أن تمر ساعة قبل أن يأمر به!
وإنه ليخشى أن يقول مثلها في حضرة ضابط ذي رتبة كبيرة!

ومالك بن أنس يسأل عن الرجل يحرم قبل الميقات -وهو صحيح بإجماع- فيقول: أخشى عليك الفتنة لأنك تخالف عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم !

كم من إنسان إذا سئل عن أمر تركه ! قال: هي سنة !

هل صارت السنة مما ينبغي تركه؟!

وحتى صار بعض المنتسبين للعلم من الطلبة = لا يسمع مدائحه إلا تحسس مسدس النقد!
بل إن بعضهم يظن أن مثل هذا من الإطراء المنهي عنه !

والآخر يرى ترك سنته وأمره ونهيه هينًا ويتعلل له بأنواع العلل ويتمسك لذلك بأضعف الحبال!

بَيَان | محمد قناوي

03 Oct, 14:59


وربما تسمى بالعلم وانتسب إلى أهله وجلس فأفتى وجادل ذاك وربما بدع هذا وفسق ذاك وكفر ذاك -من الأكابر أو الأصاغر-
فإن سألته: كم مرة ختمت البخاري قراءة؟
كم تحفظ من أحاديث الصحيحين؟
كم مرة ختمت شمائل الترمذي قراءة؟
كم مجلس تذاكر لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم جلست؟ لا يلزم أن تقرأ هل سمعت في سيرته العطرة كاملة سلسلة؟ مثل سلسلة الشيخ الكملي مثلًا؟
كم بيتًا في مدحه صلى الله عليه وسلم تحفظ؟ من أشعار حسان بن ثابت رضي الله عنه، لا أقول لك من شعر غيره! من الشعر الذي أجمعت الأمة على استحسانه -خلافًا لبعض أهل زماننا-

لا اقول هل قرأت موسوعة البيهقي دلائل النبوة
ولا هل قرأت سيرة مطولة كابن هشام
ولا كتابًا كاملًا في حقوقه صلى الله عليه وسلم مثل الشفا للقاضي عياض
ولا موسوعة ضخمة مثل الوفا بحقوق المصطفى لابن الجوزي
ولا هل قرأت أبوابًا مطولة مثل أبواب شعب حبه وتوقيره وتعظيمه من شعب الإيمان للبيهقي !

لا لا، فقط كتب بسيطة صغيرة
أساسيات
الأربعين النووية تحفظها؟ قرأت رياض الصالحين ؟ ذاكرته؟
الموطأ ؟ البخاري؟ شمائل الترمذي قرأتها؟
كم مرة يذكر اسمه الشريف ولا تصلي عليه؟
كم سنة تعرف وأنت معرض عنها؟
كم من خلق تعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متخلقًا به وأنت متخلق بضده ولا تحمل نفسك وتجاهدها عليه؟

كم وردك اليومي من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم؟
بل أزيدك: هل يمر عليك يوم كامل لا تذكره صلى الله عليه وسلم ولا تصلي عليه في غير الصلاة؟

وكل إنسان طبيب نفسه، والإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره.

يقول ابن القيم في كتابه الكلام على مسألة السماع:
وسمع مرةً شيخُ الإسلام ابن تيمية ــ قدَّس الله روحه ــ منشدًا يُنشدُ أبيات يحيى الصَّرصريِّ، التي أوَّلُها: "ذكر العقيق فهاجَهُ تذكارُه"، فلما وصلَ إلى قوله:
يا مَن ثَوى بين الجَوَانح والحشا … منِّي وإن بعُدَت عليَّ دِيَارُه
عطفًا على قلبٍ بِحُبِّك هائِمٍ … إن لم تَصِلْهُ تصَدَّعَتْ أعشارُه
وارحَم كئِيبًا فيك يقضِي نَحْبَه … أسفًا عليك وما انقضتْ أوطارُه
لا يستفِيقُ من الغَرامِ وكُلَّمَا … حَجَبُوك عنهُ تهتَّكتْ أستارُه
اشتَّد بكاؤُه ونحيبُه، وتغيَّر حالُه.

انظر هل لك إلى نبيك صلى الله عليه وسلم شوق كهذا؟
أم إنك لا تجد في نفسك حين سمائع تلك القصائد غير التفتيش عن مواضع ""البدع"" لتنكرها، والريبة من كل لفظ فيها؟

في الناس حقيقة جفاء لا يخفى على ذي بصيرة

فدع عنك المولد والخلاف فيه = وأقبل على هذا
فإن حب النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره واحترامه وتبجيله وتعزيره ونصرته ومدحه ومعرفة خصاله وشمائله الشريفة
من شعائر الإيمان والهدى المجمع عليها

ولا والله لا يتم إيمان مسلم لا يعرف لنبي الله صلى الله عليه وسلم قدره!
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا سيد الأولين والآخرين صاحب الشفاعة الكبرى والحوض المورود
وأدخلنا اللهم مدخله وأوردنا حوضه وارزقنا حبه واحشرنا في زمرته واجمعنا به وأرضه اللهم في أمته!

بَيَان | محمد قناوي

03 Oct, 12:08


تم الهدم! وبيعت التركيبات لتجار الأنقاض والأنتيكات. تركيبات فخمة، كانت تحمل توقيعات لأعلام المدرسة المصرية في الخط العربي؛ وعلى رأسهم عميدها الأستاذ سيد إبراهيم.

بَيَان | محمد قناوي

21 Sep, 07:21


"ولا ينبغي أن يكون حظُّك من ممارسةِ الفقه أن يَتَميَّزَ لك السُّنّة من الفرض، فلا يَعلق بفهمك من أوصافِ السُّنة إلا أنه يجوز تركُها فتتركُها؛ فإنّ ذلك يضاهي قول الطبيبِ: إنّ فقءَ العينِ لا يبطل وجود الإنسان، ولكن يُخرجه عن أن يَصدُق رجاءُ المُتقرِّب في قبول السلطان إذا أخرجه في معرض الهدية!".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[إحياء علوم الدين، حجة الإسلام الغزالي، (1/439)]

بَيَان | محمد قناوي

18 Sep, 08:50


‌"واعلمْ ‌أَن ‌القولَ ‌الفاسِدَ ‌والرأيَ ‌المدخولَ، ‌إِذا ‌كان ‌صدره عن قوم لهم نَباهةٌ وصيتٌ وعلوُّ منزلةٍ في أنواعٍ من العلوم غيرِ العِلْم الذي قالوا ذلك القولَ فيه، ثم وقَعَ في الأَلْسُن فتداولتْه ونَشرَتْه، وفشَا وظَهَر، وكَثُرَ الناقلون له والمُشِيدُون بِذكْره= صار تَرْكُ النَّظرِ فيه سنَّةً، والتقليدُ ديناً، ورأيتَ الذين همْ أهلُ ذلك العِلْم وخاصَّتُه والممارِسون له، والذينَ هُمْ خُلَقاءُ أنْ يَعرِفوا وجْهَ الغلطِ والخطأ فيه لو أنَّهم نظَروا فيه كالأجانب الذين ليسوا من أهله، في قبول والعمل به والركون إليه، ووجدتهم قد أعطوه مقادتهم، وألانوا له جانِبَهم، وأَوْهَمَهمْ النظَرُ إلى مُنْتَماه ومنْتَسَبهِ، ثم اشتهارِه وانتشارِه وإطباقِ الجمع بعدَ الجمع عليه أَنَّ الضَّنَّ به أصوب، والمحامة عليه أَوْلى".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[دلائل الإعجاز، الإمام عبد القاهر، ص464]

بَيَان | محمد قناوي

12 Sep, 13:01


"إن في المُحادثة تَلقيحًا للعقول، وترويحًا للقلوب، وتسريحًا للهموم، وتنقيحًا للأدب".
ــــــــــــــــــــ
[الإمتاع والمؤانسة، أبو حيان التوحيدي، (1/26)]

بَيَان | محمد قناوي

12 Sep, 13:00


"ولِفَرطِ الحاجةِ إلى الحديث ما* وُضِع فيه الباطِل، وخُلِطَ المُحال، ووُصِلَ بما يُعجِب ويُضحِك ولا يؤول إلى تحصيلٍ وتحقيق، مثل (هزار أفسان) [كتاب في الخرافات أصلٌ لألف ليلة وليلة] وكلِّ ما دخل في جنسه من ضروب الخرافات، والحِسّ شديد اللهج بالحادث والمُحدث والحديث، لأنه قريب العهد بالكون، وله نصيب من الطرافة".
ــــــــــــــــــــ
[الإمتاع والمؤانسة، أبو حيان التوحيدي، (1/23)]
*قال محققا الكتاب: «ما» هنا زائدة وهو تعبير شائع الاستعمال في كلام المؤلف.

بَيَان | محمد قناوي

12 Sep, 12:56


"لا تكون الرّياسَة حتى تصفو من شوائب الخُيلاء، ومن مَقابِح الزّهو والكبرياء".
ــــــــــــــــــــ
[الإمتاع والمؤانسة، أبو حيان التوحيدي، (1/21)]

بَيَان | محمد قناوي

11 Sep, 11:17


[صفات الجواب السديد]

"[...] فأجبني ‌عن ‌ذلك ‌كلّه ‌باسترسالٍ وسكونِ بال، بملءِ فيك، وجَمِّ خاطرك، وحاضر علمك، ودع عنك تفنّن البغداديّين [...] مع عفوِ لفظك، وزائدِ رأيك، ورِبْحِ ذهنك.
ولا تَجْبُن جُبنَ الضّعفاء، ولا تتأطّر تأطّر الأغبياء، واجْزم إذا قُلت، وبَالِغ إذا وصفت، واصْدُق إذا أَسندت، وافصِل إذا حكمت، إلّا إذا عرض لك ما يُوجبُ توقّفًا أو تهاديًا [...] وكُنْ على بصيرة أنّي سأستدلّ ممّا أسمعه منك في جوابك عمّا أسألك عنه على صدقك وخلافه، وعلى تحريفك وقرافه".
ــــــــــــــــــــ
[الإمتاع والمؤانسة، أبو حيان التوحيدي، (1/19)]

بَيَان | محمد قناوي

10 Sep, 11:49


"ونرجع فنقول: ونعوذ بالله من الفقر خاصة إذا لم يكن لصاحبه عِياذٌ من التقوى، ولا عِمادٌ من الصبر، ولا دِعامةٌ من الأنفة، ولا اصطبارٌ على المرارة".
ــــــــــــــــــــ
[الإمتاع والمؤانسة، أبو حيان التوحيدي، (1/16)]

بَيَان | محمد قناوي

09 Sep, 09:36


"‌أأنا ‌أدعك ‌واجدًا عليّ، وأرقدُ وأنت ماقتٌ لي، وأجد حِسَّ نعمة أنت وهبتها إليّ، وأَلَذّ عيشًا أنت أذقتني حلاوتَه. أأنسى أياديَك وهي طوقُ رقبتي، وتُجاه عَيني، وحشوُ نفسي، وراحة حِلمي، وزادُ حياتي، ومادّة روحي؟!
هيهات، هذا بعيدٌ من القياس، وغيرُ معهودٍ بين أحرار الناس، الذين لهم اهتمام بصون أعراضهم، وحرصٌ على إكرام أنفسهم، قد عَبِقوا بفوائح الفتوّة، وعلقوا بحبائل المروءة، وشَدَوا من الحكمة أشرفَ الأبواب، واعتَزَوا من الأدب إلى أعزّ حَرم، وحازوا شرفًا بعد شرف، وانحازوا عن نَطَفٍ بعد نطف، ونظروا إلى الدنيا بعين بصيرة، وعزفوا أنفسهم عن زهرتها بتجربة صادقة".
ــــــــــــــــــــ
[الإمتاع والمؤانسة، أبو حيان التوحيدي، (1/12)]

بَيَان | محمد قناوي

07 Sep, 15:57


"الشِّعر رَيحانة النفوس، ومُبَدِّد البؤوس".
ـــــــــــــــــــــــ
[مقدمة تعريب الإلياذة للعلامة سليمان البستاني، (1/189)]

بَيَان | محمد قناوي

07 Sep, 15:56


"فالمعنى البديهي إذا حلّ محلّه، خفّ على الطبعِ، وقد يُؤثّر بحسن وقعه على كثرته تأثيرَ المعاني المُبتَكرَة على قلّتها"
ـــــــــــــــــــــــ
[مقدمة تعريب الإلياذة للعلامة سليمان البستاني، (1/180)]

بَيَان | محمد قناوي

07 Sep, 15:53


"والقريحة الجيّدة نقّادةٌ خبيرة، إذا طَرَقتْ بابًا انفتح لها ملء رغبتها فتقع على البحر والقافية وهي لا تعلم من أين تأتَّى لها أن تقع عليهما، وإنما هو الشعور الشعري يدفعها إلى حيث يجب أن تندفع.
فالشاعر المُجيد إذا تَصوَّر أمرًا فإنّما يتصوّر له ذلك الأمر على كماله، فتهيئ له السليقة جمال الشكل كما هيَّأت له جمال المعنى، فيجتمع له إحكام التناسب بين اللفظ والمعنى والوزن والقافية".
ـــــــــــــــــــــــ
[مقدمة تعريب الإلياذة للعلامة سليمان البستاني، (1/89)]

بَيَان | محمد قناوي

04 Sep, 10:55


خاص بالسمّيعة :))

بَيَان | محمد قناوي

04 Sep, 10:55


https://www.youtube.com/watch?v=f-QE9BN4Q2o

بَيَان | محمد قناوي

04 Sep, 06:29


من البردة الشريفة بخط الفنان صباح الأربيلي

بَيَان | محمد قناوي

03 Sep, 09:22


لعمرك ما أبو قيس رشيدٌ
ولو رشد النصارى واليهودُ

تكنّى بامرئ القيس بن حجرٍ
كما بالران يلتبس الحديدُ

أبالصدّيق تلمز ياابن تُرنى
وبالفاروق؟! قُبِّح ما تريدُ

وقبلك ما استطاعهما هرقلٌ
ولا كسرى فما تغني العبيدُ

ليغنك كل أعجم هِرْبذيٍّ
قعيد الباب إن حضر الشهودُ

ولا تجهد برأيك في القوافي
فإنك يا أبا قيسٍ بليدُ

بَيَان | محمد قناوي

02 Sep, 11:13


قال ابنُ سيرين:
«إيَّاكَ وفضول النَّظرِ؛ فإنّها تؤدي إلى فضول الشّهوةِ».[1]
ودخل بعض الناس على أبي سليمان داود بن نصير الطائي فجعلَ يَنظر إليه، فقال:
«أمَا علمتَ أنَّهم كانوا يكرهون فضولَ النظر كما يكرهون فضول الكلامِ؟!»[2]

مثل هذه الآثار إن استحضرها الإنسان في حياتنا هذه التي نراها .. أدرك سببًا عظيمًا لشقائنا في الدنيا قبل الآخرة، فإنّ أحدنا يديم النظر - مريدًا أو غير مريد - لهاتفه فقط، فإذا ما أغلقه عمِل ذلك في قلبه عملًا شنيعًا، فلا هو يرضى بشيء عنده، ولا هو يقنع بما أتاه، ولا هو يدرك منتهى مُرادِه .. كل ذلك في الدنيا وهي "دنيا"، فكيف لو تفكّر في مآل ذلك في الآخرة وما جناه منه!
نسأل الله السلامة.
ــــــــــــــــــــ
[1] التمثيل والمحاضرة صـ43، ت: عبد الفتاح الحلو.
[2] رواه أحمد في "الزهد" (973).

بَيَان | محمد قناوي

01 Sep, 11:31


"قال أبو القاسم القشيري رضي الله عنه:
(فأرباب المُجاهدات إذا أرادوا صونَ قلوبِهم مِنَ الخواطرِ الرديَّة لم يَنظروا إلى المُسْتَحسَنات، وهذا أصلٌ كبيرٌ لهم في المُجاهَدَاتِ في أحوالِ الرّياضةِ) انتهى".
ــــــــــــــــــــــــ
[التنبيه شرح الحِكَم العطائية، الإمام ابن عباد، ص210].