من بعض الالزامات القوية لابن تيمية لمن يقول أن ( تارك الصلاة إذا استتيب فلم يصلِّ فقُتل : أنه يبقى مسلما) : أن الإنسان الطبيعي إذا كان مسلما حقا وترك الصلاة فإنه إن عُرض على السيف فلا شك أنه سيختار الصلاة على الموت.
أما من يختار القتل على الصلاة فليس في قلبه مثقال ذرة من الإيمان !
فكيف يعقل أن يقال لمسلم: "صلِّ وإلا قتلناك" فيختار الموت، وهو يمكنه ببساطة أن يقول : "سأصلي"، ثم يذهب ولا يصلي؟!
هو لن يُجبر على الصلاة في المسجد، فإذا قال : "صليت في البيت"، فلن يعترض عليه أحد.
لذلك من العلماء من يقول: تارك الصلاة لا يكفر، لكن إذا استتيب فاختار الموت فإنه يموت كافرا.
قال ابن تيمية :
وَإِذَا صَبَرَ حَتَّى يُقْتَلَ فَهَلْ يُقْتَلُ كَافِرًا مُرْتَدًّا، أَوْ فَاسِقًا كَفُسَّاقِ الْمُسْلِمِينَ؟
فَإِنْ كَانَ مُقِرًّا بِالصَّلَاةِ فِي الْبَاطِنِ، مُعْتَقِدًا لِوُجُوبِهَا، يَمْتَنِعُ أَنْ يُصِرَّ عَلَى تَرْكِهَا حَتَّى يُقْتَلَ، وَهُوَ لَا يُصَلِّي هَذَا لَا يُعْرَفُ مِنْ بَنِي آدَمَ وَعَادَتِهِمْ؛ وَلِهَذَا لَمْ يَقَعْ هَذَا قَطُّ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا يُعْرَفُ أَنَّ أَحَدًا يَعْتَقِدُ وُجُوبَهَا، وَيُقَالُ لَه: "إنْ لَمْ تُصَلِّ وَإِلَّا قَتَلْنَاك"، وَهُوَ يُصِرُّ عَلَى تَرْكِهَا، مَعَ إقْرَارِهِ بِالْوُجُوبِ، فَهَذَا لَمْ يَقَعْ قَطُّ في الْإِسْلَامِ.
وَمَتَى امْتَنَعَ الرَّجُلُ مِنْ الصَّلَاةِ حَتَّى يُقْتَلَ لَمْ يَكُنْ فِي الْبَاطِنِ مُقِرًّا بِوُجُوبِهَا، وَلَا مُلْتَزِمًا بِفِعْلِهَا، وَهَذَا كَافِرٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، كَمَا اسْتَفَاضَتْ الْآثَارُ عَنْ الصَّحَابَةِ بِكُفْرِ هَذَا، وَدَلَّتْ عَلَيْهِ النُّصُوصُ الصَّحِيحَةُ.
--------
- كتاب مجموع الفتاوى - من امتنع عن الصلاة حتى يقتل ليس مقرا بها في الباطن -
#تصحيح