باسم بشينية @bassembech Channel on Telegram

باسم بشينية

@bassembech


رابط مدونتي: https://bassembech.com/

باسم بشينية (Arabic)

مرحبًا بكم في قناة "باسم بشينية" على تطبيق تيليجرام! إذا كنت تبحث عن مصدر تلقي المزيد من المعلومات حول التكنولوجيا والبرمجة والتطوير الشخصي، فأنت في المكان المناسب. هذه القناة التي تديرها المدون باسم بشينية تقدم لك مقالات وموارد قيمة تخص هذه القضايا وتساعدك على توسيع معرفتك في هذه المجالات

من خلال زيارة موقع الويب الخاص به على https://bassembech.com/، يمكنك الوصول إلى مقالاته وموارده المفيدة التي تساعدك في فهم أفضل للبرمجة والتطوير الشخصي. كما يمكنك متابعته على قناته على تيليجرام @bassembech لتصلك آخر المقالات والمشاركات الحصرية التي يقدمها

باسم بشينية هو مصدرك الموثوق لكل ما يتعلق بالتكنولوجيا والبرمجة، سجل الآن في قناته لتكون على اطلاع دائم بكل جديد ومفيد في هذه الصناعة الحيوية.

باسم بشينية

28 Dec, 13:23


73. تاريخ العبيد في الخليج، هشام العويضي، 240 صفحة
74. الجذور التاريخية للقومية العربية لعبد العزيز الدوري، 105 صفحة
75. الجذور التاريخية للشعوبية، عبد العزيز الدوري، 100 صفحة.
76. باسم السلف، يوسف سمرين، 140 صفحة
77. دور الدهاقين في الإدارة المالية لخرسان حتى سنة ١٣٢ه‍/٧٤٩م، حميد مرعي الصوفي، 195 صفحة.
78. المغرب والجلادون، عبد الله رشد، 376 صفحة.
79. صدر الإسلام والدولة الأموية 600م-750ه‍، (132ه‍)، محمد عبد الحي شعبان، 213 صفحة.
80. تاريخ أوروبا في العصور الوسطى، تأليف: موريس بيشوب، 400 صفحة.
81. الإقطاع في العصور الوسطى، كارل ستيفنسن، 77 صفحة.
تأملات في تاريخ الرومان، مونتسيكيو، 268 صفحة.
82. مطارحات ميكيافيلي، 793 صفحة.
83. تجديد المنهج وتقويم التراث، طه عبد الرحمن.
84. ثغور المرابطة، طه عبد الرحمن.
85. الحداثة والمقاومة، طه عبد الرحمن.
86. العمل الديني والعقل الديني، طه عبد الرحمن.
87. الدعاية والدعاية السياسية، غي دورندان.
88. الاستراتيجيات الحربية في إدارة المعارك في الإسلام، عبد الرحمن عميرة.

وتعددت قراءات في مقالات لمجلات وأعداد عربية عدَّة لا يتسع المقام لذكرها. ومن بين المقالات التي كتبتها على المدوَّنة آخر سنة:
1- قراءة في كتاب تأملات في تاريخ الرومان لمونتسكيو: https://bassembech.com/book/قراءة-في-كتاب-تأملات-في-تاريخ-الرومان-ت/
2- دراسة لكتاب: الإقطاع في العصور الوسطى لكارل ستيفنسن: https://bassembech.com/book/دراسة-لكتاب-الاقطاع-في-العصور-الوسطى-ت/
3- مراجعة كتاب باسم السلف في نقد الخليفي، تأليف: يوسف سمرين: https://bassembech.com/book/مراجعة-كتاب-باسم-السلف-في-نقد-الخليفي-ل/
4- عبد الله الخليفي استمرار لأيديولوجيا ربيع المدخلي الناشئة في أفغانستان: https://bassembech.com/عبد-الله-الخليفي-استمرار-لأيديولوجيا/
5- هل كان بوعلام صنصال أديبًا؟ قراءة نقديَّة في (رواية حراقة): https://bassembech.com/هل-كان-بوعلام-صنصال-أديبًا؟-رواية-حراق/
6- مقدِّمات في النَّقد [1] : أبو يعرب المرزوقي: https://bassembech.com/سلسلة-مثقَّفون-مزيَّفون-1-أبو-يعرب-الم/
7- مقدِّمات في النَّقد [2] : طه عبد الرحمن: https://bassembech.com/مقدمات-في-النقد-2-طه-عبد-الر/

وغير ذلك من مقالات الرأي، فهي في القناة على تلغرام. أما المشاريع التَّأليفيَّة التي أعمل عليها فهي أربع مشاريع، وما لم أذكره ضمن قائمة القراءة لآخر سنتين فهو متعلق بها، أسأل الله أن ييسر تمامها.

باسم بشينية

28 Dec, 13:22


قائمة تشمل بعضًا مما قرأته آخر سنتين:

1. مقدمة ابن خلدون، ج1، 569 صفحة.
2. المزدكية هي أصل الاشتراكية، عبد اللطيف سلطاني، 305 صفحة.
3. الرسائل والمقالات، جمال الدين الأفغاني، 200 صفحة.
4. جمال الدين الأفغاني، مراسلات ووثائق، 101 صفحة.
5. جمال الدين الآسدآبادي، 178 صفحة.
6. منهاج الكرامة لابن لمطهر الحلي، 217 صفحة.
7. المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، أبو محمد الرامهزي، 797 صفحة.
8. أحكام القرآن لابن العربي، المجلد الأول، 671 صفحة.
9. أحكام القرآن لابن العربي، المجلد الثاني، 624 صفحة.
10. العثمانية للجاحظ (٢٨٠ صفحة)
11. تحفة المجيب لمقبل الوادعي (٤٨٤ صفحة)
12. إيضاح المقال لمقبل الوادعي (٦١ صفحة)
13. المخرج من الفتنة لمقبل الوادعي (٢١٦ صفحة)
14. رياض الجنة لمقبل الوادعي (٣٣٢ صفحة)
15. منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية، ج1، 580 صفحة.
16. منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية، ج2، 535 صفحة.
17. منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية، ج3، 476 صفحة.
18. منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية، ج4، 526 صفحة.
19. منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية، ج5، 608 صفحة.
20. منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية، ج6، 506 صفحة.
21. منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية، ج7، 650 صفحة.
22. منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية، ج8، 565 صفحة.
23. معاوية ابن أبي سفيان، من شبه الجزيرة، إلى الامبراطورية، ستيفن هامفريز، 207 صفحة.
24. تاريخ المدينة لابن شبة، ج1.
25. تاريخ المدينة لابن شبة، ج2.
26. تاريخ المدينة لابن شبة، ج3.
27. تاريخ المدينة لابن شبة، ج4، المجلدات معا: 1315 صفحة.
28. تاريخ خليفة ابن خياط، 480 صفحة.
29. الرسائل السياسية للجاحظ، 647 صفحة.
30. رواية لعبة العروش، جورج ر.ر مارتن، 1052 صفحة.
31. التطهير العرقي في فلسطين، لإيلن بابه، 670 صفحة.
32. القضية الفلسطينية، محمد صالح، 212 صفحة.
33. تاريخ الأقطار العربية الحديث، لوتسكي، 462 صفحة.
34. تاريخ العربية السعودية، ألكسي فاسلييف، 688 صفحة.
35. أيام مع جهيمان، ناصر الحزيمي، 184 صفحة.
36. الفتح العثماني للأقطار العربية، نيقولاي إيفانوف، 318 صفحة.
37. بحوث سوفييتية في الأدب العربي، دار التقدم، 219 صفحة.
38. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد الثاني، 598 صفحة.
40. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد الثالث، 248 صفحة.
41. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد، الرابع، 600 صفحة.
42. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد الخامس، 598 صفحة
43. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد السادس، 618 صفحة.
44. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد السابع، 626 صفحة.
45. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد الثامن، 629 صفحة.
46. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد التاسع، 630 صفحة.
47. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد العاشر، 613 صفحة.
48. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد الحادي عشر، 600 صفحة.
49. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد الثاني عشر، 609 صفحة.
50. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد الثالث عشر، 401 صفحة.
51. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد الرابع عشر، 480 صفحة.
52. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد الخامس عشر، 364.
53. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد السادس عشر، 606 صفحة.
54. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلدالسابع عشر، 611 صفحة.
55. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد الثامن عشر، 634 صفحة.
56. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد التاسع عشر، 644 صفحة.
57. الجامع لعلوم الإمام أحمد، المجلد العشرين، 584 صفحة.
58. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 1، 562 صفحة.
59. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 2
60. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 3
61. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 4
62. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 5
63. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 6
64. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 7
65. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 8
66. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 9
67. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 10
68. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 11
69. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 12
70. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 13
71. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 14
72. المسند، أحمد بن حنبل، المجلد 15.

باسم بشينية

27 Dec, 12:20


باركوا لاعنيكم، صلوا لأجل من أساؤوا إليكم!

يتصدر على الترند العراقي/الشيعي، موضوع عدم التسامح مع من تسبب بكوارث تحاه العراقيين من قريب ومن بعيد، وهذا حق تكفله الوطنيَّة. لكن نحن كمتابعين، كيف سنقنع بجديَّة إهتمام هذا الصنف بالبعد الوطني؟

خلال السنوات ١٩٨٠-١٩٨٨م، كانت هنالك حرب بين (العراق) برئاسة صدام حسين، وبين (إيران) بزعامة الخميني، نفسه الخميني الذي يلقى مباركة وصلاة لدى (المواطن) العراقي ذو الخلفية الشيعية، يصفه بالإمام، ويسدل عليه جل معاني التبجيل والتكريم.

خلال تلك السنوات، قتل الجيش الإيراني، ما لا يقل عن ١٠٠ ألف عراقي، بين مدني وعسكري، واليوم أضحت العراق إبنًا بارًا للإدارة الإيرانية، بل يعز على خامنئي أن يضحي بالدم الفارسي المقدس، ما دام الدم العربي في خدمته، أضحت إيران التي تسببت بمجازر عراقية قبل ٤٠ سنة، محصَّنة بميليشيات تتمتع بمواطنة عراقية، وكأن شيئًا لم يكن.

مع أمريكا التي حصدت خلال كل تواجدها في العراق أكثر من مليون عراقي، أردته قتيلًا، حسب تقارير عدة. فإنها تعقد مع العراق شراكات إستراتيجية هامة. جاء في موقع السفارة الأمريكية في العراق:

"رحب الرئيس الأمريكي جوزف ر. بايدن برئيس وزراء جمهورية العراق محمد شياع السوداني في البيت الأبيض اليوم، وأعاد الزعيمان التأكيد على التزامهما بالشراكة الاستراتيجية الدائمة بين الولايات المتحدة والعراق وناقشا رؤيتهما للتعاون الثنائي الشامل ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي أبرمت بين البلدين في العام ٢٠٠٨". بتاريخ ٢٤ أبريل ٢٠٢٤.

ثم تجد منشورات، ومقاطع، ومقالات صحفية، لشيعة عراقيين، يتكلمون لك عن أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال التسامح مع من تسبب بأزمات تجاه المواطن العراقي. عزيزي، هون على نفسك، فإنَّ كثرة المساس تميت الإحساس، ولا يرفع حاجبه من اعتاد رأسه على الطأطأة.

باسم بشينية

26 Dec, 20:05


تعليق سريع حول أحداث العلويين...

العلويون في سوريا، شقهم العسكري، يعبِّر عن أحمق فئة أو طائفة، والغالب أن استعمالها كورقة ضغط تجاه "أقليات" مستبعد دوليًا وسوريًا، ولا ترغب في اللعب على قصة حمايتها سوى دولة هي أيضا منبوذة دوليًا، إيران.

إيران التي لم تفلح خلال كل سجلها التاريخي في حماية أقلية سياسية أو طائفية واحدة تنتمي لها، ورطت حماس، ثم انسحبت، ورطت حزب الله، ثم انسحبت، ورطت بشار في فتح خطوط الإمداد ثم انسحبت.

العلوية هي فئة لا تحسن سوى لغة البوط العسكري، لا تعرف كيف تلعب سياسيًا، ولا كيف تفتك حقًا لها من عدو بشكل ديبلوماسي، في أول بروز طالبوا بحكومة علمانية فهُددوا بإعلان حالة طوارئ، ماذا فعلوا؟

أخرجوا الشعارات الطائفية بأنهم "علويون" في ظل نداء الدولة بالمواطنة السورية، فقوبلوا من طرف وزارة الدفاع بتشكيل يحمل كميات هائلة من الأرتال متجهًا إلى معاقلهم، اسمه "لواء علي ابن أبي طالب" فمن الأقرب لمعنى "العلوية" إعلاميًا؟ وهكذا أضحى الخصم حكمًا، وأضحت رموز الطائفة رصاصًا مذابًا في سلاح عدوها.

ألم يتداول الشيع أن عليًا قال "أمرت بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين"؟ هي نفس وجهة النظر التي قد تكون في صف الدولة السنيَّة التي تربِّع بعلي، وقد تتَّخذه مثارًا للشرعية في قتال أهل البغي الذين كانوا بنظره "قاسطين" أي الذين خرجوا عن "حكمه"، فمن يخرج على "حكم" من اليوم؟ وكيف يخرجون من المأزق؟ ومن سيصطف مع طائفة تحمي ضباطًا بنظر كل المجتمع الدولي هم عبارة عن "مجرمي حرب"؟

والقوى العالمية اليوم، غالبا ما ستتجه نحو "أرهبة الشيع" بدل "السنة" هذا هو المزاج الذي بدأ يبرز مع خفوت التوجه الجهادي لمختلف الحركات الإسلامية ذات الانتماء السني، وما يفعله العلويون في هذا التوقيت؛ ليس سوى تقليص لمدة انكسار قواهم بالكامل، وجعل الأمر يبدو سريعًا.

وقد كانت لهم فرص عدَّة لإعادة هيكلة بنياتهم النظرية والعملية في سلام، ألم يحصل مع النازية والفاشية أنها انهارت كدول خلال الحرب العالمية الثانية، ولوحق جل ضباط ألمانيا وإيطاليا، لكن الحقيقة أن اليمين واليمين المتطرف اليوم، هما صاحبا النفوذ الأعلى في أكبر دول العالم التي تأذت من أحد أشكال اليمين المتطرف خلال أربعينات القرن الماضي، فالتاريخ تجارب، ومن لا يستفيد منها يتخذه الآخرون عبرةً.

باسم بشينية

23 Dec, 14:02


إلى إشعار آخر 🌹

باسم بشينية

23 Dec, 14:02


Channel photo updated

باسم بشينية

22 Dec, 13:04


"لم يحدث أبدًا في مجال الصراعات الإنسانية أن خضعت الأكثرية للأقلية" – وينستون تشرشل.

(موسوعة الحرب العالمية الأولى والثانية، الحسيني معدي، دار الحرم للتراث، القاهرة، الطبعة الأولى ٢٠١١، ص٣٨)

باسم بشينية

21 Dec, 19:35


كتب دايفيد دبليوليش، سنة ٢٠١٤م، ضمن عنوان: سورية: سقوط مملكة الأسد:

"وفي أي حال، فإن عددًا من المتمرِّدين لا يقاتلون من أجل فرض جمهورية إسلامية، بل إن معظمهم يريدون كيانًا أكثر ديمقراطية، على أن يبقى [..] إذا اقتضى الأمر على النمط التركي أكثر مما هو على النمط الإيراني".

(دايفيد دبليوليش، سورية، سقوط مملكة الأسد، الطبعة الأولى، ٢٠١٤م، ص٣٢٠، مع تصرف يسير).

باسم بشينية

21 Dec, 09:40


"كان معاوية رجل حلم، وهي كلمة معقدة وشاملة لا تسهل ترجمتها، لكنها الكلمة الفضلى، إن لم نقل الوحيدة، لوصف مقدرة معاوية الخاصة كقائد، فمهما اشتدت الضغوط، أو مهما بلغت رهبتها، فإن معاوية كان كرجل حلم، يحتفظ برباطة جأش مطلقة، ويتخذ المقررات الحاسمة، وكان يتخذ المقررات بعد تفكير طويل حكيم.
وكان عند المستطاع يرفض القوة حلًا لقضاياه، لقد كان ينظر إلى القضية من كل جوانبها ليرى جميع القوى الفاعلة فيها، ليتمكن عن طريق إعادة ترتيب هذه القوى بصورة بارعة، من الوصول إلى تسوية بارعة وهكذا كان معاوية يسرع إلى عرض التسوية والتفاهم بصورة دائمة، وكان يعامل خصومه المغلوبين بسخاء وشهامة لا غطرسة فيهما، مما يحفظ لهم كرامتهم واحترامهم ويكسبه ولاءهم.
كان ذا عقلية واقعية وسياسية إلى حد بارز، مميزة بالانضباط ورباطة الجأش، فمثل هذا القائد بالضبط هو الذي كان مطلوبا آنذاك".

(صدر الإسلام والدولة الأموية 600م-750ه‍، (132ه‍)، محمد عبد الحي شعبان، الأهلية للنشر والتوزيع، ص90)

باسم بشينية

20 Dec, 18:00


الإسلاميون، وغير الإسلاميين!

ينزعج البعض من تقسيم الناس إلى (إسلاميين) وغير (إسلاميين) يرى القسمة حاصرة بين (مسلمين) و(كفار) فقط، بل والأوقح، أن يصف التقسيم بالسخافة، على أن الإخوان المسلمين أنفسهم، في بدايات النشأة، كانوا من الممتعضين من تقسيم المسلمين إلى (مسلمين) وإلى (إخوان مسلمين) حتى قيل: من المسلم الذي ليس من الإخوان المسلمين؟

وعندما كتب الإخوان المسلمون، هل وسموا أنفسهم بعبارات من قبيل (الفكر المسلم) أو (المسلم السياسي)، أو (الحركات المسلمة)؟ كلا، فالمطلع على العناوين، سواء كانت فكرية، أو سياسية، أو حركية، لا يلق غير عبارات من قبيل: الفكر الإسلامي، السياسة الإسلامية، الحركة الإسلامية، وصار مثل هذا الوصف شبيهًا بأن يكون حكرًا على رابطة جامعة ينطوي تحتها كل من كان الإخوان المسلمون بمختلف طبقاتهم، وأجيالهم، ومدى حماسهم، مرجعيةً له بشكل أو بآخر.

ثم تجد من يتحذلق على التقسيم مع أنه وليد الحركات ذات التوجه الإخواني، فلمَ يدخل تحت جناحه مسلم ليست له نفس الأفكار ولا نفس الطرق، ولا هو من نفس البيئة؟ وقد كان القرآن مشتملًا على تقاسيم للمسلمين أنفسهم، بالأسماء، ففرق بين (المهاجرين) وبين (الأنصار) وبين الذين (بايعوا تحت الشجرة) وبين الذي بايعوا (من بعد). حتى حفظت السنة تقاسيم أكثر، ففئة بايعت قبل الفتح، وفئة بايعت (بعد الفتح) وفئة وسمت بـ (الطلقاء)، وفئة من المسلمين نشأت في محيط وعلى خلفية وطبائع خاصة، وسمت بـ (الأعراب) وفيما بعد وقعت تسميات أخر.

فئة (العرب) كانت تحمل مدلولًا سياسيًا في دولة عمر، يترتب عليه مستوى القرب من مناطق النفوذ في الدولة (المدينة)، حتى قبل عمر، في مرحلة أبي بكر كانت هنالك فئة ارتدت، ثم أسلمت من جديد وبقيت على مسمى (أهل الردة) ثم تحول مسماها، إلى عبارة (أهل القادسية) في فترة عمر.

بالمقابل كانت هنالك فئة كانت تسمى بعبارة (أهل الأيام)، والفئة التي بقيت مواليةً للحكومة أيام الردة، في ظل انفصال جل العرب عنها وسمت باسم أيضًا، ثم إن اسم (أهل القادسية) لحقه اسم (الروافد) وهو اسم يحمل دلالة من لحقوا بهم على دفعات فكان الأوائل منهم يسمون (روافد أول) وهكذا.

كل اسم من هذه المسميات، يشرح لك بيئة الشخص الذي كان ينتمي إلى هذه الفئة أو تلك، سابقته، وخلفيته الأيديولوجية، وحتى ماضي أفكاره، مع أن كل الفئات كانوا ضمن (المسلمين) وكان أثر هذا عميقًا على جوانب اقتصادية واجتماعية عدة، مثلًا، الذين بقوا موالين للإسلام والمدينة فترة نهوض حركات الانفصال (حروب الردة) أخذوا امتيازات على مستوى الأراضي والديار بعد معركة (اليرموك) وحتى رواتب هؤلاء كان أعلى من رواتب الذين كانوا (أهل ردة) ثم تحولوا بعد إثبات جدارتهم في الولاء أيام القادسية إلى اسم (أهل القادسية) فبقيت رواتب هذه الفئة أقل من رواتب (أهل اليرموك) وامتيازاتهم بقيت أقل، بناء على محددات تسمية كل فئة، هكذا كان جانب بسيط من البيروقراطية العسكرية.

ثم على مستوى المسلمين داخليًا، تفهَّم الناس وجود فئتين سياسيتين (عثمانية/شيعة) وكان على هذا الأساس تعامل القوى الإعلامية من شعراء ونحوهم، حتى المثقفين من كتَّاب التاريخ أخذوا الموضوع بسلاسة، أليس هنالك شيعة وعثمانية؟ لن تجد أحدًا يمتعض من القسمة بجعل الكل تحت مسمى: المسلم، فهذا كان يلغي فوارق عدة على مستوى أيديولوجية كل منهما، ويجعل الموضوع مخالفًا للوقائع التي فرضت نفسها.

ثم نشأت فئة، ذات رؤى سياسية إسلامية وعقائدية تخالف كل من (العثمانية) وكل من (الشيعة) وسمت بـ (الخوارج) وأحيانًا (حرورية) وأحيانًا (أزارقة) ووسمت في البدايات المبكرة بعبارة (أهل النهروان)، فبقيت العبارات تحمل دلالات يصعب تذويبها عبر الانكفاء على عبارة (مسلمين) وفقط، أو جعل من يطلق مسمى (عثمانية) أو مسمى (خوارج) معاديًا لمسمى (مسلم).

كما أن القرآن عندما قسم المسلمين في مرحلة إلى (مهاجرين) و(أنصار) لم يعن بذلك وضع دلالة تفيد مزايدة إسلام فئة على أخرى، بل يشرح بهذا خلفية كل فئة. وعندما تختار فئة من عموم (المسلمين) اسم (الإسلاميين) لا يكونوا بهذا هم كل (المسلمين) لمجرد تقارب بين العبارتين (مسلم) و(إسلامي)، هم فئة ذات خلفية وأيديولوجية، وتطلعات، وطرق سير، تخالف كثيرًا من تصورات غيرهم من المسلمين!

باسم بشينية

20 Dec, 15:18


"كانوا أحيانًا يستغلون التباس بعض الألفاظ في لغتهم لخداع الخصوم"

(تأملات في تاريخ الرومان، مونتسكيو، ترجمة عبد الله العروي عن طبعة 1748م، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2011م، ص71)

باسم بشينية

19 Dec, 16:33


هل يمكن القول، أننا سنشهد "أول سايكس-بيكو" يصفق لها الإسلاميون؟

باسم بشينية

16 Dec, 09:53


بدويَّة متنكِّرة!

بعد أن نفخ الرؤوس لقرن بقصص النهضة، ثم حيث أدرك أنها لم تقع، ولن تقع، لم يتهم القائمين عليها ثم يصمت، بل يعامل الفكر السياسي برمته، قياسًا على ما فكر فيه الإسلاميون، يرى النخب السياسية فلكلورًا قياسًا على من سار على نهجهم أمثال مرسي والغنوشي.

وحيث لم تجدي حكايات النهضة التي زوَّروها نهضةً، يتخذ موقفا رجعيًا تجاه النهوض برمته، فينصح دولة في طريقها إلى التشكل بتهميش الجامعات ومؤسسات البحث رأسًا، يرى في العودة إلى مشيخة البادية ملاذًا، وفي الدولة قبيلةً وفي الرئاسة خيمة شِيخ، وفي المواطن قنَّ إقطاعية، وفي المحاكم قعدة عربٍ بدوية، وفي الدستور مسرحيةً.

وكان أقدر على أن يجنِّب السياسة نفسه وتياره وفقط، ولكنه يقول: ما لم تكن لي يد فيها، فلن تكون، بل قد يسمي كل خطوة في اتجاه السياسة العلميَّة "تلويثًا للعقول" فهلا يصمت؟ كلا، يقدم نصائحًا لدول ويختصرها شعبًا وأمةً ووطنًا وبلدًا في شخصٍ بمفرده، فالرئاسة عنده زعيم، وليست مؤسسة، والرئيس عنده قائد مفدى وليس مواطنًا فاز بانتخاب فصار موظفًا.

وهكذا ينصح مشاريع أكبر منه ألا تسمع للنخب، ولكنه بنظر نفسه جزء من مشروع كبير، فلمَ أعطى لنفسه صلاحية منعها غيره فنصح الساسة، وبأي اعتبار نصح؟ فهل هو ملوَّث بما أدعى نقاءه منه؟ ولمَ ألف الكتب في بناء المجتمعات؟ وفي السياسة؟

لم يفكر يومًا ذلك الذي فاجأته لحظة خاطفة، فأعرب عن تصوره المبتذل لماهية الدولة، فلم يتضح غير أنه يرى فيها شيئا لا يزيد عن "خدمة بدوية".

باسم بشينية

15 Dec, 16:01


قضية الجولان تاريخيًا، لما كان وزير الدفاع حافظ الأسد.

خلال الحرب العربية سنة ١٩٦٧م، كان حافظ الأسد متنفذًا أساسيًا في دولة سوريا، كان وزيرًا للدفاع حينها، وحينما كان الجيش المصري يخوض حربه ضد قوات العدو، أبلغ حافظ الأسد القيادة المصرية أن هنالك حشودًا عسكرية لقوات العدو على الحدود السورية. عندما نقرأ مذكرات إسحق رابين، الذي كان فاعلا على الجبهة السورية، يذكر أن جيش إسرائيل كان منهكًا، وأمريكا كانت تضغط بشدة لكي يسحب قواته من سوريا.

تلقت أجهزة الاستخبارات المصرية يقينًا بكذب بلاغ حافظ الأسد، لكن بعد أن تحققت الهزيمة العربية، رغم أن جنود سوريا كانوا على مشارف طبريا. تذكر الشهادات أن وزير الصحة السوري عبد الرحمن الأكتع، وكان رفيقًا لحافظ الأسد أنه قال لحافظ "أنا قرب القنيطرة، وهي لم تسقط في يد اليهود" فرد عليه حافظ الأسد "بشتائم هابطة" [١]

حفظت المجلات تاريخًا حافلًا من الخيانات! نشرت مجلة المجتمع الكويتي سنة ١٩٧٩، أنه قد "صدرت أوامر من وزير الدفاع السوري حافظ الأسد، بالانسحاب من الجولان قبل الهجوم اليهودي عليها، وأخلتها من سكانها يوم ٥ يونيو ١٩٦٧. ولكن بعض العساكر رفضوا وقاتلوا حتى قتلوا في مواقعهم". [١]

أما المندوب السوري في الأمم المتحدة فقد أمره حافظ الأسد بإعلان سقوط القنيطرة في يد اليهود قبل أن تسقط، ولكن المندوب اليهودي إلى جانبه كذَّب الخبر، وقال: إن شيئا من ذلك لم يحصل [١]

وعندما وقعت حرب أكتوبر ١٩٧٣، أرسلت دولة عربية لواء يتكون من ٥٠٠٠ جندي، وقدر اللواء على استرجاع الجولان، تذكر مجلة الاعتصام بعددها الثامن سنة ١٩٨٩، أن "حافظ الأسد سلمها مرةً أخرى لليهود" [٢]

إن القنيطرة، ليست شيئا منفصلًا عن الجولان بل إنها درة الجولان وكما يحكي جمال عبد الهادي (١٩٩٢):

عندما ترجع إلى وثائق وزارة الدفاع التي كانت تحت إشراف حافظ الأسد، بالضبط قبل ١٩٦٧، تجد تغييرات هيكلية في نظام الوزارة، وفي قوميتها حتى:

"تسريح الضباط السنة (وقد كانوا ذوي كفاءة) من الجيش، تعيين عسكريين من طائفة العلويين في مراكز القوى العسكرية وقيادات الجبهة، مثل العلوي عزت ورفعت الأسد (ولم يكونوا ذوي كفاءة) تسليم وزارة الدفاع ومؤسساتها لأبناء الأقليات الطائفية. إسناد منصب وزير الدفاع إلى ضابط نصيري" وكان هذا الضابط هو حافظ الأسد. [٣]

يسأل أحد كبار ضباط سوريا يومها، مصطفى خليل في كتابه (سقوط الجولان) "من الذي طلب من أفراد الجيش أن يتخلوا عن القنيطرة" ثم يجيب قائلًا:

١- هروب قائد الجبهة أحمد المنير إلى دمشق يوم المعركة متنكرًا على حمار، متحاشيًا الركوب في سيارته العسكرية لكي لا يعرفه الجنود، بأمر من وزارة الدفاع (حافظ الأسد)

٢- رفض رفعت الأسد وعزت جديد القيام بأي هجوم معاكس لصد العدو، وارتدوا إلى القصور الآمنة في دمشق.

٣- أمر وزير الدفاع حافظ الأسد بترحيل كل سكان القنيطرة من العلويين حصرًا بحمل كل أمتعتهم للاستقرار في دمشق. وهذا في عز هجوم قوات العدو" [راجع كتاب الضابط خليل مصطفى، الصادر سنة ١٩٦٩]

كتب خليل هذا الكلام، قبل أن تستحكم القومية العلوية على زمام الحكم، وما أن انتهى الوضع بها إلى نفوذ شامل في سوريا، حتى صار وراء القضبان إلى أن توفي في سجن القلعة بدمشق.

هذه هي قصة الجولان منذ ١٩٦٧، وهذا هو سياقها. وسياق تسليمها عار لن يزول عن جبهة آل الأسد، ومن يحذف كل هذا السياق، منذ ٦٧، إلى ٧٣، لن يتحمل (الوعي العربي) مسؤولية جهله بالأحداث والتاريخ كما خدع قديما وتحمل مسؤولية (النكسة) ومسؤولية (سقوط الجولان) لما كان يدعي من خدم مصالح الطائفة وقربها إلى العاصمة بإسقاط الجولان أنه فعل ذلك بدافع القومية العربية.

[١] راجع مجلة المجتمع الكويتية، العدد ٣٠٤ سنة ١٩٧٩.
[٢] راجع مجلة الاعتصام، العدد ٨، سنة ١٩٨٩د
[١] راجع الوثائق على مجلة المجتمع الكويتية.

باسم بشينية

15 Dec, 12:46


من المسائل التي تروى عن بعض أصدقاء الرئيس الراحل أحمد بن بلة، أنه كان مقيمًا في باريس سنة 1982، ودعاه بعض السوريين للمشاركة في مظاهرات احتجاجيَّة للتَّنديد بمجازر حافظ الأسد في حماة، وصل بن بلة مبكرًا وقدَّمه السوريون إلى رأس التظاهرة ضد حافظ، وبينما كان هناك، حاولت سيارات من الاستخبارات السورية بقيادة الملحق العسكري في السفارة السورية مهاجمة المتظاهرين، وكاد بن بلة أن يصاب، فطوقه عدد من المتظاهرين السوريين، ودفعوه إلى الخلف. يحكي ناقل الحادثة، أن بن بلة لم يُكنَّ لنظام آل الأسد سوى الكراهيَّة، حتى أنه رفض وساطات لبنانيَّة وليبية وإيرانيَّة عدة دعته لزيارة دمشق في عهده.

باسم بشينية

14 Dec, 20:27


سوريا الأسد، سوريا المقاومة.

سوريا الأسد، سوريا العروبة والمقاومة، تبقى واحدة من العبارات التي ترسَّبت وصارت أحفورة في ذهن جيل الكهولة. لكن لو جرى فحص مدلولها تاريخيًا ماذا سنجد؟

خلال حرب ١٩٦٧ كان الجيش المصري والجيش الأردني متحدين على جبهتين، ولم يكن ينقص سوى جبهة ثالثة لتحقيق هزيمة في قوات العدو، يذكر إسحق رابين رئيس وزراء إسرائيلي سابق، أن الحرب كان ستتغير وتتحقق هزيمة قوات الكيان لو استجابت سوريا لمصر ودخلت الحرب، لكنها ماطلت ٢٢ ساعة، يذكر إسحق رابين، أن هذه المماطلة من سوريا، شكلت فارقًا كبيرًا، تمكَّن الإسرائليون خلال هذه المدة من تدمير كل الطيران المصري.

كان حافظ الأسد يومها وزيرًا للدفاع في سوريا، ويذكر إسحق رابين والذي دان برفقة وزير دفاع الكيان، أنه كان يشهد أن قواتهم أنهكت بالكامل على الجبهة السورية، عندما أعلنت الإشتباك بعد ٢٢ ساعة، فماذا كان؟ تحولت القوات الإسرائيلية إلى سوريا، ودمرت بشكل واسع ترسانة سوريا، بعد أن أنهت طيران مصر خلال ٤ ساعات، لكن يذكر رابين "لم نكن قادرين على تحمل زيادة القتال على جبهة سوريا أكثر من أربع وعشرين ساعة" فماذا حصل؟

الذي حصل هو أن حافظ الأسد، وزير الدفاع المتأخر، أعلن سريعًا سقوط القنيطرة، قبل أن تسقط فعليا، في عز إنهاك قوات العدو كما يذكر رابين، وكتب عن هذا سامي الجندي، الذي كان سفير سوريا في فرنسا، ومصطفى خليل، وقد كان ضابطًا في الجيش السوري حينها، كتب الضابط مصطفى: كان من المستحيل سقوط القنيطرة فقوات سوريا كانت مكثفة هناك، وكتب سامي الجندي: إعلان سقوطها من طرف حافظ، قبل أن تسقط، أمر محير.

وعندما التقى أحمد الطيب، عميد السفراء العرب في مطار طرابلس، سنة ١٩٦٨ بحافظ الأسد، وكان يومها لواءً، سأله قائلًا "ما دمتم قد وصلتم إلى أجواء العدو، واخترقتم جدار الصوت في سمائه لماذا لم تضربوا؟" رد عليه حافظ قائلًا "نعم... سنضرب إن شاء الله".

هكذا سجل أحمد الطيب شهادته في مجلة الوطن العربي. ثم قال: "ولم يحصل هذا، إلى جاءت ضربة حلب، ثم ضربة حماة" يقصد مجازر ١٩٨٢، التي مات فيها جراء قصف حافظ أكثر من ٤٠ ألف سوري.

باسم بشينية

04 Dec, 17:24


مع أخبار كوريا الجنوبية، هل سيعتبر من كتب عنها، وتحدث في بودكاست، نفسه يومًا قد (نصر المعارَضة الكورية)؟ ويوحي كما في غيرها من قضايا بأنَّه منخرط في مشروع كبير، وما كوريا الجنوبية إلا بعضه، لأنَّه يكتب بين متابعيه عن الموضوع؟ وبما أنَّه قال لمتابعيه بأنَّه يعطيهم فُسحة لمتابعة أخبار الكوريين وقلبه عليهم صار جزءًا من قضية كوريا الجنوبية، وإن تحدث يومًا مع كوري يعتب عليه أنه لم يقدِّر له منشوراته أو انتصاره؟ ويقول: العتب علينا أننا وقفنا معكم؟ ويجد نفسَه مؤهلًا ليصدر أحكامه على الشعب الكوري، ويعرف مصلحته أكثر منه؟ أو يخاطب شخصًا يخالفه في التحليل على وسائل التواصل ليقول له: أنت مخذِّل عن كوريا؟
أسئلة لعلها من نفث شيطان كوري.

باسم بشينية

04 Dec, 12:31


"تعاني الجمهوريات الضعيفة من التردد ولا تستطيع الوصول إلى قرارات وعندما تصل إلى قرار واحد، تكون الحاجة، لا الاختيار هي السبب".

(مطارحات مكيافيلي، نيقولا مكيافيلي، تعريب خيري حمَّاد، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الثالثة، بيروت، شباط (فبراير) 1982م، ص346)

باسم بشينية

03 Dec, 12:19


لا يزال يصدِّق البعض أن "المكوِّن الدَّعوي" كما أسماه، هو المحرك الأساسي لمفاصل التاريخ الحديث، بزعمه، ولو سألت فلاحًا، لأخبرك أن المكوِّن الزراعي هو المحرك، نفس الأمر بالنسبة لبائع الشاي، فالكل ينظر لفئته، على أنها المحرك الذي لا يتحرك جزء بدونه، بالمقابل، تجد أن حرب ٤٨ كان المحرك فيها الهدف التوسعي بنظر الملك فاروق، وكثيرا ما أدُّعي لحسن البنا أن مشاركة الإخوان المسلمين في ٤٨ كان مبعثه دينيًا في فلسطين، لكن في تلك السنوات كانت الجزائر لا تزال مستعمرة من طرف فرنسا، ولم يتكلم عنها بشيء، وتذهب سنوات، وتأتي أخرى، ويمسك جمال عبد الناصر السلطة، ويدخل دعاة مصر إلى السجن، ويحرر بقايا مصر (قناة السويس) من بقايا الاحتلال، ويتعرض لعدوان ثلاثي من طرف بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، ويتعرض لمحاولة اغتيال من الإخوان المسلمين، وينتصر على العدوان (بغض النظر عن كيفية ذلك)، وهو رافع لراية الثورة، متحدثًا بمصطلحات من قبيل (التأميم)، وهو المصطلح الذي راج في الدراسات الاقتصادية الاشتراكية، لا الدعوية، متبنيًا لسياسة الاشتراكية القومية، ثم يسجن قطب وباقي القيادات الدعوية الإخوانية، ويعدمهم، وتأتي سنة ٦٢، وتتحرر الجزائر بعد ثورة دامت سنوات، وهي التي عُبِّر عنها في دستور ٧٦ بأنها ثورة اشتراكية، وأن الاشتراكية هي السبيل الوحيد الكفيل باستكمال الاستقلال الوطني، وهي الثورة التي استشهد خلالها مليون ونصف مليون جزائري، والتي قادتها جبهة التحرير، وبعد ذلك اندلعت حرب ٦٧ بقيادة القومجي الاشتراكي، ثم جاءت سنة ٧٣، في المرحلة التي شارك عدد من دول العالم العربي ضد الكيان، وانخرطت دول بجيوشها، وأموالها، ولم يُستكمل التحرير، وشهدت تلك المرحلة برئاسة أنور السادات، وضع مختلف الدعاة السجن، إلى المرحلة التي عبر فيها السادات عن أحدهم بأنه «مرمي في السجن زي الكلب» في صورة غير لبقة، حتى أنه كان يأنف من تكملة (الرحمن الرحيم) عند قوله (بسم الله)، وجاءت مرحلة أفغانستان سنة ٧٩ فيما بعد، المرحلة التي شاركت فيها وكالة الاستخبارات المركزية بالدعوة، وطبعت حتى المصاحف لـ "المجاهدين"، وأعيد تثوير الوعي الدعوي على أنه المحرك الأوحد في أفغانستان، في الصراع الذي كان بين أمريكا وحلفائها ضد الاتحاد السوفييتي، حتى أن تاتشر وقفت ذات يوم قائلة نحن كأهل كتاب نحارب مع المسلمين عدوًا ملحدًا ينكر وجود الله. وتفاقم الغرور الدعوي لدى الإسلامي، مع أن حرب أفغانستان، مولها الحلفاء بما يزيد عن ٦٠٠ مليون دولار، وكانت التكبيرات ريدفةً لبعثات صواريخ ستنجر الأمريكية، ومع عدم ممارسته لأي عملية سياسية ناجحة على مدار قرن، أو أكثر، يتبجح لك أن جل قضايا الأمة الحديثة، إنما تحركها الدعوة، وجل التحركات الضخمة، إنما مدارها على جوانب سياسية لم يشارك فيها الداعية بشيء، بغير الكلام، حتى أن صفات الجبن والشجاعة، والتي صارت مرمى في شباك بعضهم البعض، مدارها على شجاعة الداعية في التعبير بالكلام عن الحكم الشرعي، تجاه ما يحدث، متوقعًا أن هذا مشاركة في صناعة الحدث، حتى بلغ بالبعض غرور لم يصب سياسيا من قبله، فأخذ ينشر أحلامًا رأى نفسه فيها على جبهات القتال، مشعرًا القراء بأنه ضمن دائرة الاشتباك، وليس سوى بائع كلام! فأحرى بالشخص أن يتواضع حتى يعرف مستوى مشاركته في صناعة أي حدث، ويتعامل مع الأحداث على هذا الأساس كي يكون لكلامه مسمع.

باسم بشينية

02 Dec, 18:17


بالقرب منه عشرات الآلاف من الشهداء، وعلى حدود قريبة أحيانًا ما تباد ٣٠ قرية بالكامل خلال يوم واحد، ميليشيات أزيحت، وخرجت عن إطار الخدمة، ودول كبرى في العالم تستثمر مصالحها في المنطقة، من يسعى لتأمين أعمق لحدوده، إلى من يسعى لحفظ نفوذه على ميناء هنا، ومصنع هناك، تتحرك بين فترة وفترة فصائل، وجيوش، بعنف لا يرحم، حتى أن هنالك دولًا نوويَّة باتت تتبادل إطلاق صواريخ، تذهب ضحيَّتها فئات مدنية، نشهد على تاريخ يضع واحدًا من أبرز الأحزاب الشيعية على المحك، في بلده، وخارج بلده، وفي سياق كل هذا، في ماذا يفكر المحورجي العراقي؟ يجري إلى إنعاش الذاكرة الأولية، لا بد من التعريج على بني أمية بشتيمتين، وعندما يفرغ المحتوى، يحكي لك آلامه جرَّاء تزعزع سلامة مشهد الحسين، مشهد يقال أن قبَّته تشتمل قطرة دم سقطت من رأس الحسين قبل ١٤ قرن، وهكذا، في حين تتحرك جغرافيا العالم بسرعة نحو الأمام، ينشغل المحورجي بإصدار بيان إدانة صارم.. نحو يزيد بن معاوية 😃

باسم بشينية

02 Dec, 14:10


الوضع في سوريا والعراق ولبنان وحتى مناطق السلطة الفلسطينية يذكرني بما كتبه لوتسكي في "تاريخ الأقطار العربية" عن وضع بلاد الشام ومصر قبل الحملة الفرنسية؛ ظاهر العمر وأحمد باشا الجزار وأسرة الشهابيين والمماليك بكل تفرعاتهم، البكوات الكبار والصغار، أمراء الدروز، شيوخ البدو، واليوم: المحاصصة الطائفية في لبنان والمسلحون من الشيعة والمسيحيين وغيرهم، ميليشيات بشار الأسد، ميليشيات المعارضة، الميليشيات الإيرانية، الأكراد الموالون لأمريكا، العرب الموالون لتركيا، الدروز لهم تجمع قد يمثل أهمية مستقبلا في السويداء، العشائر في العراق وسوريا، بطبيعة الحال العراق مرتع لكافة أشكال الميليشيات والمحاصصات المافيوية القبلية والدينية. بالمجمل، المنطقة ترزح تحت ما يشبه تقسيمات نفوذ إقطاعي عسكري، وأسياد حرب على نمط القرون الوسطى تتناوشها بدعم من دول غير عربية، وتحت عيون القوى الكبرى، هذه المنطقة عادت إلى ما قبل نابليون. من قناة المأمون.

باسم بشينية

01 Dec, 23:44


ديدين كلاش، رابر جزائري يصنف كأعلى محرز لعدد مشاهدات، صاحب أوسع قاعدة، لكن عندما يجري التعرض له بالنقد، دوما ما يقال: المستمع المحلي ذو تقييم ضعيف، لذا لا يمكن اعتبار عدد المشاهدات دليلًا، فالجمهور تعجبه أدبيات المافيا، وهكذا في مجال التثقيف الديني، دوما ما تجد مثيلًا يمتلك نفس القاعدة في مجال الدعوة، داعية، ذو قاعدة واسعة، جماهيرية أقصد، قد يرمي بتأملاته لتنعكس إلى معابر تخوين في مرحلة ما، ثم يرتب أولوية توسيع القاعدة مع حدث طارئ، قد يقلب قطعيَّاته السابقة، وينفيها، وقد ينكرها في وضح النهار بكل صفاقة، معلنًا نقيضها، لا عن تقييم ذاتي، قناعة، أو مراجعة فكرية، كلا، بل هوس الأرقام، حيث جلسات التصفيق المشروط بمزاج جماعي متقلِّب، تحركه أدبيات الدراما، ويبقى هذا النوع، هو الأوسع جماهيريًا، في الفن، والراب، وفي النشاط الدعوي أيضًا.

باسم بشينية

01 Dec, 21:39


الكهلنة ليست مجرد ورم، بل هي معبد عريق، لأفرع متعددة، حيث يُقدَّس كل شائب الرأس لمجرد أن هرموناته اهتزَّت فجأة بعد ركود تقدّم السن، بنظر الكهل، الأقدمية في تكرار الأخطاء ليست مجرد ميزة، هي حجة وجودية لحفر نفس نمط التفكير الذي لم يفلح أول أمس، حيث الأسبقية والأقدمية في تكرار نفس العيّنات من الأغلاط، لا تشكّل عاملًا لتجاوز نمط ما، بقدر ما يصيّرها ذلك إلى لوحة شرف، لتحمل عنوان "سنوات خبرة".

باسم بشينية

01 Dec, 16:34


مع بداية الأحداث في سوريا، لم يكن يدري عن توقيتها، فضلا عن تخطيطها، كان نائما صبيحة ذلك اليوم، ثم لما انهمك العالم في شرح الوقائع، الأسباب، المؤهلات، النتائج، والتحديات. ماذا فعل؟ بات يسابق أقرانه من رموز التيارات الإسلامية نحو مقاعد VIP لتصدُّر الإدارة الإلكترونية على الترند، لكن هل طوَّر لغةً سياسية أو عقلًا؟ كلا، لا يزال ينشر النشوة بنفس العبارات، من قبيل القسم بالله أن ما يجري إنما هو فوق كل الحسابات البشرية والموازين السياسية، في صورة مبتذلة لدروشة مقلدة لتلك التي لم تفلح في شيء بالأمس القريب في جغرافيا قريبة.

باسم بشينية

30 Nov, 14:37


"حكم التاريخ كحكم المجتمع، كلاهما يخضع لتقلبات الدهر، الخزي، كل الخزي، لحاكم اضطهد حزبًا انتهى بالانتصار"

(تأملات في تاريخ الرومان، مونتسكيو، ترجمة عبد الله العروي عن طبعة 1748م، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2011م، ص25)

باسم بشينية

30 Nov, 12:54


سنة 2006، عندما وقعت مناوشات بين حزب الله، والكيان، مجَّد طه عبد الرحمن الحزب فألَّف كتابًا بعنوان (الحداثة والمقاومة) وكانت فكرة العنوان قائمة على أن حزب الله، الذي أبدى رفعًا لمعنويات التيارات الإسلامية، يمثل تحولًا وجوديًا في الروح الإسلامية الحديثة، وأخذ يُفلسف القضية لما لا يفهمه حزب الله أصلا، ولا أي زعيم لتيار إسلامي آخر، فقال:

"وغير خافٍ أن هذا هو حال المقاومة الإسلامية في لبنان؛ فلقد حقّقت بانتصارها على المحتل تحولا وجوديا في الأمة، نقلها من طور العجز إلى طور القدرة، ممدًا لها بالأسباب التي تعيد بها إثبات ذاتها وإطلاق حركتها في العالم؛ وإذا كان الأمر كذلك، لزم أن تنتمي أفعال المقاومين إلى الحداثة كما تنتمي إليها أفعال غيرهم من الغربيين" (الحداثة والمقاومة، طه عبد الرحمن، 2006، ص15)

ولم يكلف نفسه بعد 20 سنة، مع ما يتكبَّده حزب الله، وما جرَّه على لبنان اليوم، أن يراجع ما كان يرقع به قديما من إضفاء بعد فلسفي حداثوي نهضوي أممي على الحزب، ولم يهتم لذلك، بل أخذ على نفس المنوال يتحدَّث عن حداثة الإسلام البرَّاقة والتي حان وقت عطائها للعالم.

وتحدَّث في بودكاست بالأمس، أنه قد حان وقت "عطاء الإسلام للبشريَّة" وهي كلمة تكشف عن عيِّنة من تصوُّراته لطبيعة هذه العطاءات، حين كتب سنة 2006 أن حزب الله "أمدَّ الأمَّة وأطلق حركتها في العالم" وغشَّ الحركات الإسلاميَّة، فصوَّر لها الوضع على أنَّ حزب الله قد نقلها من طور العجز إلى طور القدرة، ولم يراجع شيئا من هذا، لا خلال مرحلة الحزب في سوريا، ولا خلال حداثته التجاريَّة، ولا خلال ما جرَّه على لبنان وفق ما سمي بجبهة إسناد، بل تناساه وبقي مهتمًا بتقديم سويعات يتحدَّث فيها عن سيرته الذاتية، ومراحل حياته، الروتين اليومي، والعائلة.

باسم بشينية

28 Nov, 11:54


"هو اللي بينا حرب ولا صلح ولا حبة فوق وحبة تحت؟!" 💔

باسم بشينية

26 Nov, 14:59


هل كان بوعلام صنصال أديبًا؟ قراءة نقدية في رواية (حراقة).

على المدونة... الرابط:
https://bassembech.com/%d9%87%d9%84-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%88%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%b5%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84-%d8%a3%d8%af%d9%8a%d8%a8%d9%8b%d8%a7%d8%9f-%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d9%82/

باسم بشينية

20 Nov, 15:09


كان محمد عبده يقول "أعوذ بالله من السياسة، ومن لفظ السياسة ومن ساس ويسوس وسائس ومسوس" وقد سبقه الغزالي قديما إذ قال "ألَّا تخالط الأمراء والسلاطين، لأن رؤيتهم ومجالستهم آفة عظيمة"، وتكرر على لسان الألباني قول "من السياسة ترك السياسة".

هكذا كان يجري التعامل مع متعلَّقات المجال السياسي برمَّته لدى فقهاء ذوي شعبية واسعة، وتضخَّم أثر ذلك بشكل حاد على الوعي الشعبي العربي، فضلا عن حركات إسلامية عدة، وتقلَّص مفهوم الرأي السياسي والبحث فيه وتطويره ونقده، لصالح الحركة الشجاعة.

وقد كان يروى عن عبد الملك بن مروان "أجد في نفسي أني بصير بالحرب" وعندما ذكروا له مصعبًا قال "هو شجاع، ولا علم له بالحرب وعنده من يخالفه" وكانوا يقولون "إن معاوية كان ذا رأي" وعند وصفهم لمروان، قالوا "ذو رأي وحيلة وتجربة".

باسم بشينية

19 Nov, 12:57


التمدُّن الغربي = رفاعة الطهطاوي.
المدنيَّة الأوربية = جمال الأفغاني.
الحضارة الغربية = مصطفى محمود.
الغرب المادي = محمد قطب.
الاستلاب الثقافي = علي شريعتي.
العلمانية الشاملة والجزئية = عبد الوهاب المسيري.
وأخيرًا الجاهلية الحديثة = سيد قطب.

هذه المصطلحات على تنوعها، مع أن لها نفس الدلالة. وعلى البريق الذي حملته عند صدورها، لم تكن تعنى بالتجديد في الطرح، بقدر ما اهتمَّ أصحابها بالتجديد في المصطلح، وقد صار من قبيل (الكرنج) أن يتحدث (المفكر الإسلامي) المعاصر عن نفس المواضيع المستهلكة تلك، بمصطلحات من قبيل "الغرب المادي" و"الحضارة الغربية".

يتتابع نقد "الغرب" من جيل إلى جيل، بنفس الذهنية، ومن دون اهتمام بترتيب أولويَّات، كالمسائل المتعلقة بتاريخنا نحن، فتلك مهمة تحرك حممًا، ومن يطيقها؟ وعندما فقدت تلك المصطلحات بريقها، تجدَّد الفكر الاسلامي، لا في جوهره، ولا في جذوره، ولا في اهتماماته حتى! بل في "المصطلح" فحسب، فبقي على نفس الاهتمام، وبنفس المحتوى، وصار اختصار المصطلحات السابقة، في مصطلح جديد، لم يكن على عهد الرعيل الأول من المفكِّرين الإسلاميِّين، أو الإخوان المسلمين، وعوض وصفها جاهلية، أو مادية غربية، أو حتى علمانية شاملة، أو حضارة غربية، يبقى في محاولات كثيرة نفس المحتوى ممتدًا بمصطلح جديد، إنه: الحداثة.

باسم بشينية

18 Nov, 14:09


"يجب أن يلاحظ المرء [...] السهولة التي يمكن بها إفساد الناس وتحويل طبيعتهم وتبديلها، مهما كانوا على درجة كبيرة من الصلاح"

(مطارحات مكيافيلي، نيقولا مكيافيلي، تعريب خيري حمَّاد، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الثالثة، بيروت، شباط (فبراير) 1982م، ص363)

باسم بشينية

17 Nov, 15:01


المسائل السياسية مثل المسائل العلمية، سواء في الرأي أو في الممارسة هي تخضع للتَّقييم المستمر، كثيرون هم الصَّحابة ومن كان من أبناء جيلهم، من قيادات، وضبَّاط جيوش، تحوَّلوا من معسكر إلى معسكر خلال الحرب الداخليَّة، نتيجة التَّقييم والنقد والمرونة، وكم حفظ عن مثل ابن تيمية تراجعه عن عقائد وسمها بعقائد الآباء، وكم تغيرت مواقف سياسيَّة متسرِّعة كالتي كانت عليها شخصيَّات غيَّرت معالم التاريخ الحديث قبل ثوراث ١٨٤٨، بشكل كامل بعد الثورات. نحن بالكاد نبني مواقف سياسيَّة كشعوب عربية، نحن نبني عقائد صنميَّة عند حديثنا عن الرأي السياسي، نحن نعتبره من قبيل الشرك الأكبر ذلك الرأي الذي يقول بإعادة تقييم مواقفنا تجاه تجاربنا السياسية!

باسم بشينية

17 Nov, 13:10


٦٠ سنة، عالم جديد في قالب قديم.

جمال عبد الناصر يوم ٦ يونيو "إنني على استعداد لتحمل المسؤولية كلها، لقد قررت أن أتنحى تمامًا، ونهائيا عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي، وأن أعود إلى صفوف الجماهير"

أنور السادات بعد إعلان التنحي "سيدي الرئيس، لقد خرجت الملايين من جماهير شعبنا العربي يومي ٩ و١٠ يونيو نحتت من آلام النَّكسة شعارها الواحد: لا نريد غير عبد الناصر".

باسم بشينية

16 Nov, 15:15


عندما شكَّل باب الحارة، هوية سياسيَّة لجيل بأكلمه.

لا نكاد نجد شخصًا من جيل التسعينات إلا وتعلَّق في صغره بمشاهدة مسلسل باب الحارة عند كل رمضان، خصوصا الأجزاء الأولى منه، منذ سنة 2006 إلى 2009، ومع كون المسلسل قدم جوانب اجتماعية وأسرية عدة، إلا أن أغلب ما عمل على ترسيخه، تلك اللغة السياسيَّة التي طفحت في الأجزاء الأولى في سياق العمل السياسي المقاوم للمحتل، وأخذ رصيدًا لا بأس به في اللا وعي الجمعي لهذا الجيل، لغة سياسية مشتركة، ومنطق مشترك في قراءة الأحداث، وحتى تصوُّر موحَّد لأدوات العمل.

إن تشكَّل الوعي السياسي، وبالأخص مسألة "العمل" وتقييمه، بالنسبة لمواليد التسعينات لم يكن مصقولًا بالتجارب أو المطالعات، تثبت الانطباعات والتَّحليلات فضلا عن البنية الذهنية التي تتناول القضايا السياسية أن جيلًا بأكمله تشكلت أولى لبنات وعيه السياسي من خلال باب الحارة وبالأخص الشخصية النرجسية "معتز" والتي مثلَّ لها وائل شرف.

كانت التفاصيل التي تأتي لاحقا، والتي وضع هذا الجيل في واجهتها، تثبت أن لغته السياسية وفهمه لطبيعة العمل السياسي قد تم تقييده ضمن إطار شعارات جوفاء، وممارسات فردية تفتقر للقدرة على استيعاب كل تعقيد في المشهد السياسي.

كثيرة هي المشاهد التي رسَّخت في ذهن المتابع العربي، أن حارةً صغيرة، قليلة السكَّان تغلبت على قوات فرنسية مدججة بالسلاح، في مشاهد تفتقر إلى الواقعية وتُبالغ في التبسيط، ركَّزت الحبكة الدرامية على تمجيد الحصار والتجويع كرمز للصمود، دون تصوير التَّداعيات الحقيقية مثل المجاعة، الأوبئة، أو ندرة المياه، أغفلت الإشارة إلى الخطورة الاستراتيجية لمجازفة احتجاز ضباط فرنسيين في حيٍّ مدني، والتي قد تؤدي إلى تجويع الحارة وقصفها على رؤوس ساكنيها، وعوض تقديم وعي سياسي، تلقَّى المشاهد العربي جرعات عالية من الفخر بسلوك الهويات النرجسية.

وكانت لشخصية "معتز" وهي الشخصية المحبَّبة لجلِّ متابعي التِّسعينات، الشخصيِّة البطوليِّة التي تقدِم على قرارات جريئة ومتسرِّعة ولا تلقي اعتبارًا للنِّهايات قط؛ الحظ الوافر من العبث بمكوِّنات الهوية السياسية الحقة، شخصيَّة معتز التي كانت مفرطة في التفكير الفرداني، والتي تحوَّلت فيما بعد إلى أيقونة تحاكي بنية الهويات النرجسيَّة، المستخفَّة والمتجاهلة بكل تعقيد سياسي، شخصيَّة وليدة اللحظة، تعتمد في تحركاتها على مشاعر وليدة اللحظة، تتمظهر فيها كل مفاهيم الشَّجاعة والبطولة الكاريزميَّة والنِّكاية، على حساب مفاهيم السياسة والموازنة والتخطيط ونحو ذلك.

كان ذلك التشكل السَّردي والإعلامي في باب الحارة، من أبلغ ما ساهم في إعادة إنتاج خطاب سياسي يتَّسم بالتَّبسيطيَّة والانفصال عن ثقل وتعقيدات الواقع، ولم تكن شخصيَّات مثل "أبو شهاب" وابن أخته "معتز" سوى شخصيَّات تكرِّس على اختلاف مساهماتها السياسيَّة في المعارك البسيطة جل معاني الاختزاليَّة للعمل السِّياسي في أطر رمزيَّة فجَّة.

كانت شخصيَّات قائمة على مجرد الاستعراض البطولي والفردي في مواجهة القوى المتفوِّقة عسكريًا، وانعكس هذا التكرار الموازي لتدفق مشاعر جيَّاشة في المشاهِد، على وعي جيل بأكمله، وبات تناول طبيعة العمل السياسي من منطق يعاني تجزئة مفاهيمية، وبما أن الوسائل البدائية كانت لصالح "حارة الضبع" في مختلف المعارك، لم يحظ الحديث عن الوسيلة والظرف والامكانية بكبير اهتمام في ذهنية الجيل نفسه، بقدر ما تشكلت مفاهيمه السياسية في سياق الصراع مع العدو على مجرد الذوبان في المعارك الاستفزازية، والقيام بعمليات لحظية، منفصلة كل الانفصال عن التنسيق، والتخطيط لما بعد.

كانت شخصية "معتز" تعاني من تضخم مفرط في الأنا، البطل الذي لا يُهزم، الذي يحل كل نزاع، ولو كان من قبيل خلع باب الحارة، بالقوة اللحظية، طلقة على عسكري، ثم الانسحاب الفردي إلى البساتين، الشخصية التي عشقت العمل البطولي الفردي، على حساب بناء شبكة تحالفات، خطوط إمداد، مخزون مؤن، أدوية، أطباء، وتوازن قوى، وغير ذلك.

وهكذا نتج جيل بأكلمه، مهزوز من حيث هويَّته السياسية والعسكرية، هويَّة فردانية، ترى حلولها في مجرد العمل المجتزأ والمشاعر الوطنية الفورية التي تتبنَّى مظاهر إبراز القوة لحظيًا لإثبات الشَّجاعة، دون التفكير في الأثر طويل الأمد، تشكَّلت هويَّات سياسيَّة لجيل كامل، عمادها تغليب مشاعر البطولة غير محسوبة التَّكاليف، وكان نتيجة هذا في حارة الضبع، معاناة حادة من العزلة وتعرض المدنيين لعقاب جماعي، بل وإرغامهم على بيع بويتهم، وفي نهاية المطاف صار محور النصر في باب الحارة، أن يعود أهاليها إلى حالة ما قبل الحصار بيوم، وأضحت التضحية البطولية مجرد سلوك عابر وغير مثمر بالمرة.

باسم بشينية

15 Nov, 17:21


ثم هل لنا ألَّا نتوقع هذا؟ أو نتوقَّع غيره؟

خلال الحرب العالمية الثانية، وعدت فرنسا الجزائر بالاستقلال في حال ما لو انتصرت مع حلفها على المحور، خرج الجزائريون في مظاهرات يوم ٥ ماي ١٩٤٥ مطالبين بإنفاذ الوعود، فماذا حصل؟ قتلت فرنسا الشعب، واستشهد ما بين ٤٥ ألف إلى ٧٠ ألف جزائري، وبعدها بسنتين طبقت خطة مارشال الأمريكية، والتي موَّلت الاقتصاد الحربي الفرنسي بشكل هائل ضد حركات التحرر، وخصوصا الجزائر، بقيمة ما يعادل اليوم ٣٠ مليار دولار! ثم يقال على خلفية تاريخ قريب كهذا، لم نتوقع هذا الدعم الغربي لإسرائيل! حفظ عن ابن تيمية شيء في النقاشات العقدية، مسألة ثبوت الشيء في الخارج، كان يرى أنه يكون بإحد ثلاث، ومن بينها ثبوت مثيله، كالبعث، يتصف بإمكان خارجي، لأن نظيره، وهو خلق إنسان عن عدم ثابت، في السياسة يقال نفس الأمر، كل ما ثبت نظيره سلفًا فهو في دائرة الممكن، توقَّعه، ولا تعامله كممتنع!

باسم بشينية

15 Nov, 13:10


فايز الدويري، ٧ أكتوبر ضرورة حتمية، فما البديل؟

في نقاش على الاتجاه المعاكس، بين فايز الدويري ونبيل السبع، يتعرض الأخير عملية ٧ أكتوبر بالنقد، في حين يدافع عنها الدويري، طرح فيصل قاسم سؤال عن فوائد العملية، أجابه الدويري أنها ضرورة، وأنها أحيت القضية في ذهن الأمة. يجيب الخصم أن العملية تسببت في إبادة عشرات الآلاف، وإعاقة مئات الآلاف، وقد تهجر ملايين، يكرِّر الدويري أنها ضرورة لإحياء القضية، وواصل في التمسُّك بهذه النقطة لآخر اللقاء.

المشكلة في الخطاب الذي يتشبث به الدويري أنه يعتمد على الخلط بين ضرورة العمل وبين كيفية العمل. وبما أن الدويري يريد التمثيل بين عملية ٧ أكتوبر وثورة ١ نوفمبر، أريد الإشارة لبعض ما حفظ عن قيادات الثورة، كان لمحمد بوضياف عبارة في مسألة التحضير لأول نوفمبر، يقول:

"يعتبر يوم ٨ ماي ١٩٤٥ بالنسبة لمناضلي جيلي نقطة انطلاق الوعي وقطيعة! وعي بضرورة البحث: زيادة عن مجرد المطالبة بالاستقلال، عن الطريق الذي يجب اتباعه، والوسائل التي ينبغي استعمالها من أجل التوصل إليه" [١]

يتكلم بوضياف عن وعي بضرورة الدراسة لما هو أهم من مجرد طلب الاستقلال، وتجديد إحياء القضية في النفوس ومسائل الكرامة والأمل، يتكلم على وجه الدقة، في مقدمة كتاب بعنوان (التحضير لأول نوفمبر) عن الوعي بالطرق والوسائل التي يجب اتباعها، للحصول على هذه الضرورة، ضرورة الاستقلال عن فرنسا، وتحقيق حرية، وإعادة إحياء القضية الجزائرية.

ولا يمكننا أن نتوقع، أن مختلف قيادات الثورة من الوطنيين الذين اختلفوا فيما بينهم، ولو بحدَّة، تحدث أي منهم عن حتمية الثورة، أو ضرورة وجود مقاومة، بقدر ما تناولت النقاشات قضايا الوسائل والطرق، خطوط الإمداد، مخازن المؤن والأدوية، ربط المدن بالأرياف، وطريقة تطبيق المقاومة على الأرض، والأهم من ذلك، طرق توحيد الجبهة الداخلية، ولهذا، خلال كل سنوات الثورة، كان بن بلة يصف كل معركة أو خطة جرَّت هزيمة بأنها هزيمة أخطأ منفذوها التَّقدير، لم يكن الحديث عن ضرورة العمليات، بقدر ما كان الحديث عن تطوير سبل لنجاح العمليَّات. فضرورة العمل ثابتة، الحديث كان عن الكيفية.

عندما يجعل الدويري كل "الكيفيات" وكل "السبل" التي تبلورت خلال ٧ أكتوبر، كضرورة جبرية، هو يذهب إلى النقد المتجه لعدم نجاعة التقدير والكيفية والأسلوب والتحرك العيني، ويجعله نقدًا على "مجرد المطالبة بالاستقلال واستمرار جنس المقاومة". ثم يسأل محاوره "ما البديل".

وكأنَّ استشهاد ما يقارب ٧٠ ألف جزائري في مظاهرات ٨ ماي، التي تعرضت لنقد من بعض القيادات على أنها وقعت في يوم وظرف وبإمكانيات وتنظيم غير مدروس كفايةً، تدل على انعدام بديل! بوضياف كما في كتابه لم يقل "ما البديل" بعد استشهاد هذا العدد الهائل! حسب ما عبَّر به عن منطق قيادات الثورة، كان التحدي لدى القيادي هو صنع البديل في الوسائل والطرق. لذا فمن عدم الاحترافية أن يتحدث لواء متقاعد يفترض أنه درس تاريخ الحروب والثورات التحررية ودرَّسها بلغة "ما البديل".

[١] التحضير لأول نوفمبر، محمد بوضياف، ص١١.

باسم بشينية

14 Nov, 16:59


لم أتوقع!

في سياق الحرب العالمية الثانية، أدَّى مبدأ عدم التوقع إلى خسائر فادحة، ستالين لم يتوقع أن تتعرَّض بلاده لهجوم من ألمانيا، والتي كانت حليفة له وفق معاهدة مولوتوف-ريبنتروب، وأدى هذا إلى إبادة لما يقرب من ٣٠ مليون سوفييتي.

في نفس السياق، لم تتوقع ألمانيا أن يشكِّل أعداؤها حلفًا ضدَّها، وأدى ذلك إلى خسارتها لأكثر من ٥ ملايين من شعبها، وتقسيمها إلى دولتين منفصلتين، شرقًا وغربًا، وفقدان سيادتها الوطنية لعقود دامت ٤٥ عامًا.

حكم التاريخ على الذين لم يحسنوا التوقع بقسوة، وصار شق واسع من فن السياسة قائمًا على مبدأ استشراف المجهول، وأضحى الرأي القائل بأن النظرية تنبثق خلال ساحة المعركة، وهو المذهب الارتجالي، الذي لا يتوقع مسارًا محددًا لأي حركة، مذهبًا رجعيًا، يتنكر لمبدأ التوقع.

باسم بشينية

14 Nov, 11:28


الاقتصاد أشبه بالسياسة، أول درس في إدارة الأعمال، أو المالية، هو أن السوق يخضع لتقلُّب مستمر، تقلبات في الأسعار، مخاطر في السيولة، في سعر الصرف، في التضخم، مخاطر ائتمانيَّة، وغير ذلك، ومن زاوية النظر هذه، طوَّر الاقتصاد تخصصًا عرف بإدارة المخاطر، وقسِّمت إلى قصيرة وطويلة الأمد على حسب.

وعند فشل مشروع، لا يقال (لم نتوقَّع) تقلبًا في السوق! إدارة المخاطر هي وضع إستراتيجية لكل سيناريو محتمل، لحركة مئات العوامل، لأجل إدارتها وتخفيف أثرها على المدى الطويل، أو القصير، ولكل شركة كبرى قسم إدارة مخاطر، يشمل مدراء وأخصائيين، وينفصل عمل هؤلاء عن التأثر بالقسم الاشهاري للشركة حتى لا يقع مدير المخاطر تحت تأثير الدعاية (الاشهار) في سوء تنبؤ لأحد العوامل!

ومع تطور فن إدارة المخاطر، أضحت كل معاني المجازفة، والتهور، من قبيل الاستثمارات العشوائيِّة، وقصيرة النظر، لا يجري تصنيفها علميًا كممارسة اقتصادية، ولا يتم تدريسها إلا كتجارب لاقتصاديين أغفلوا أحد أهم شروط نجاح المشروع من باب التمثيل والاعتبار. وكذلك في جانب السياسة.

باسم بشينية

14 Nov, 09:27


"تزداد مصداقية المزيَّف كلما مضى أكثر باتِّجاه الأفكار المسبقة والرِّياح السَّائدة، ولولا ذلك لخاطر كما حدث في حالات كثيرة بتقديم نفسه على أنه يخالف ما يعتبر سليما بالمَنظور السَّياسي".

(المثقفون المزيفون، باسكال بونيفاس، النصر الإعلامي لخبراء الكذب، ترجمة روز مخلوف، ورد للطباعة، الطبعة الأولى ٢٠١٣م، ص٢٤)

باسم بشينية

13 Nov, 17:12


عند رؤية شخصيات مثل الدكتور حمليل في مثل قناة النهار يناقش مواضيع العالم الثالث، أيهما أفضل لقيادة السيارة، المرأة أم الرجل, تقديم اسم البنت من دونه، مستوى، ولغة، وتفكير، لا يتجاوز ما يدور في مقاهينا. يذكرني ذلك بكتاب (مثقفون مزيفون) لباسكال بونبفاس لمَّا قال:

"عندما كان العمالقة من أمثال آرون وسارتر ينخرطون في الجدل العام كانوا يفعلون ذلك عن طريق وضع مؤلَّف ملائم للسياق واليوم، ألا يفضل البعض أن يكونوا حاضرين في وسائل الإعلام على أن يقدموا نتاجا فكريًا حقيقيًا. هل يمكن لمثقف أن ينتج نتاجا فكريا وهو حاضر في جميع المنصات المتلفزة؟! لقد حل إذن أولئك الذين يسمون مثقفي وسائل الإعلام، محل المثقفين، هل يمكن للمثقف أن يكون مثقفًا ومسوقًا إعلاميًا؟ أليس من الأفضل ألا يتعدى الوقت المخصص للظهور على الوقت المخصص للتفكير؟".

(المثقفون المزيفون، باسكال بونيفاس، النصر الإعلامي لخبراء الكذب، ترجمة روز مخلوف، ورد للطباعة، الطبعة الأولى ٢٠١٣م، ص١٩)

باسم بشينية

12 Nov, 23:09


التاريخ له دورة!

خلال حرب ١٩٦٧ يحكي وزير الخارجية المصري مفارقة، لم نتعلَّم منها شيئا إلى يومنا هذا، اتَّصل جمال عبد الناصر بوزير الخارجية المصري محمود رياض عشيَّة ٨ يونيو، يخبره أن القوات المسلحة المصرية في حالة انهيار تام، ويجب أن تبلِّغ سفير مصر في الأمم المتحدة، أننا موافقون على وقف إطلاق النار، ذهل محمود رياض! اتصل سريعًا بالسفير المصري، ذهل الأخير أيضًا!

يحكي محمود رياض عن ذهول السفير، أن خبر هزيمة عبد الناصر كان يتردد في الأمم المتحدة على لسان سفراء أمريكا وبريطانيا، لكن السفير، كان الوحيد الذي صدَّق أن مصر مستمرة في حربٍ قيل فيها أن طأطأة أقدام الجنود المصريين صارت على حدود تل أبيب، ولم يتبق شيء عن إعلان سقوطها.

لم يكن شيء أبلغ تنكيسًا لإرادة مستقبلية، من تلك الصُّحف المصرية التي كانت تنشر ما ينقل على لسان قائد الجيش المصري عبد الحكيم عامر. وصل التضليل الذاتي، لمرحلة جاء فيها أن سفراء الدول الغربية يسخرون من السفير المصري وهو يحكي هنا وهناك أن الجيش المصري أسقط إسرائيل، كان تلك المرحلة كانت متوَّجة بفهم فلَّاحي لفن الداعية، الدعاية المصرية التي ضلَّلت سفيرها ذلك اليوم، لم تحرك في سفراء الدول الغربية غير عضلات وجوههم عند الابتسام له ببرود وهو يتداعى. وكم من فلاح اليوم يُلقَّب بما لقب به عبد الحكيم عامر ذات يوم، لواء!

قبل ١٩٦٧ بعشرين سنة، وفي سنة ١٩٤٥، ترشح تشرشل للانتخابات العامة في بريطانيا، بعد أن أبرز قيادة احترافية في الحرب العالمية الثانية، كانت شعبيته ٩٩٪ في بريطانيا وخارجها، كان قد حقق لها نصرًا قاطعًا، وبعد انتهاء الحرب "العالمية" والتي "فاز" فيها، لم يتداخل في وجدان البريطاني "الشعور بالتقدير والحب" مع "السياسية"، لم ينتخب الشعب تشرشل، نعم، تصلح لقيادة عسكرية، تنتصر في حروب "عالمية"، لكنك لن تدير السياسة بكفاءة، وجرى فوز حزب العمال بقيادة كلمنت أتلي.

بالعودة إلى ما بعد إعلان هزيمة ١٩٦٧، تناولت الصحف أمرًا يهم جيلنا الحالي أن يتمعَّنه، ألم يقع وسم مخرجات الحرب بالنكسة، انعكس سريعًا الوصف على جيل تلك السنوات، بأنه "جيل النكسة"، وسريعًا ما عادت نفس الصحف تمجِّد جمال، معلِّقة على خطاب استقالته بكلمة "لا"، لم يرض شعب النكسة أن يتخلى عن قائدها، فالعلاقة محبة، قبل أن تكون سياسة، في صورة تمظهرت فيها لوعة الأمة أن تقع مشاعرها في خدش، ولا تزال إلى يوم ذهنية جيل النكسة ممتدة، في الصنمية والمراوغة، وتكريس شروط الانهزامية.

باسم بشينية

11 Nov, 13:49


الصَّواب أن ترتفع قيمة الرُّتبة بما ينطوي عليه صاحبها من براعة في التوجيه، وإتقان في قراءة القرار والحدث، لكن عندما تكون الرُّتبة هي التي ترفع صاحبها فلا يتجاوز التَّغيير مجرَّد نوعيَّة قماش الزِّي وتصميمه، لن تزيد المساهمة عن ترسيب الاحباط في الوجدان العربي، وعوض التَّحليل الذي يصنع "الوعي" يحدِّثنا لواءٌ متقاعد بمنطق صناعة "الأمل"، كجرعات مؤقَّة لنشوات سريعة.

باسم بشينية

07 Nov, 16:21


مثال عن تصور شق واسع من الاسلاميين لـ (استراتيجيات) الحروب:

"لقد كان من أسباب الهزيمة في حرب ٦٧ كما وضحها بعض القادة، وجود الباخرة لبرتي، باخرة بأجهزة معقدة، تلتقط إشاراتنا وبياناتنا، وتكشف خططنا، وتقرأ أفكارنا، وتكاد تعد علينا أنفاسنا.

ولكن المسلمين كان لديهم السلاح الذي لا يخيب، كانت عندهم شفافية الإيمان، وإشراقة الإحسان، كان عندهم الرادار الذي ينقل، والأجهزة التي تصور، كانت عندهم فراسة المؤمن وهي أقوى الأسلحة وأعتى الحصون" [١]

هنا حيث يُقدَّم العبث السياسي بتوظيف الخطاب الديني كستار لتخفى من وراءه خيبات سياسية، بل نبرر أدبيًا لأحداث سياسية، بإشراقة الإحسان، ونختزل آليات الدفاع المعقدة، ونتحاشى لغة الأرقام بمجرد الحديث عن (فراسة المؤمن) بل نفترض أن تطوير (الفراسة) يتفوق على تطوير أقمار تجسس، وطائرات استطلاع.

حيث نهرب من (الواقع) لنصوِّر أن الإيمان لوحده، هو ما يطيح بالعدو، فتلغى في وعي جيل كامل الحاجة إلى تخطيط، بل نتخلَّص من ثقل هزائم تاريخية باستحضار أجهزة النقل الروحانية، بينما يتسلح العدو، بأحدث تقنيات الحرب، نختار نحن مغازلة العِصيَّ وتمجيدها، وضرب الأمثال لها، في حين يفاخر العدو بتقنيات متقدمة، من وسائل حرب حديثة!

هكذا يغرق المحلل الإسلامي في رومانسية مبتذلة، يتصور أن المعارك تدار من خلال استشعار شفافيَّة النوايا، ولا حاجة حينئذ، للحديث عن إخفاق عسكري، أو حاجة لأنظمة دفاع متفوقة، سبب الهزيمة أن رادار الفراسة لم يكن كامل النفاذ، استراتيجية عظيمة لم يقع استثمارها بشكل كامل!
------------------------
[١] الاستراتيجيات الحربية في إدارة المعارك في الإسلام، عبد الرحمن عميرة، ٢٠٠٦، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص١٤

باسم بشينية

07 Nov, 12:31


"الناس عندما أخذوا يبحثون عن أمير لاختياره، شرعوا لا يختارون أشجعهم، كما كان الوضع في السابق، بل أكثرهم حكمةً"

(مطارحات مكيافيلي، نيقولا مكيافيلي، تعريب خيري حمَّاد، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الثالثة، بيروت، شباط (فبراير) 1982م، ص219)

باسم بشينية

06 Nov, 22:27


"الحاجة تتطلَّب ظهور شخص يستطيع أن يرى السوء قبل وقوعه، وأن يبصر به قادمًا من بعيد، مع أنه ما زال في مراحل طفولته"

(مطارحات مكيافيلي، نيقولا مكيافيلي، تعريب خيري حمَّاد، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الثالثة، بيروت، شباط (فبراير) 1982م، ص290)

باسم بشينية

06 Nov, 16:25


"تنشأ جميع الأمثلة السيئة من بدايات طيبة" (يوليوس)

(مطارحات مكيافيلي، نيقولا مكيافيلي، تعريب خيري حمَّاد، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الثالثة، بيروت، شباط (فبراير) 1982م، ص370)

باسم بشينية

06 Nov, 14:29


"يجب على المرء أن لا يغامر أبدًا بكل ما يملك على أساس نجاح جزء من قواته"

(مطارحات مكيافيلي، نيقولا مكيافيلي، تعريب خيري حمَّاد، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الثالثة، بيروت، شباط (فبراير) 1982م، ص300)

باسم بشينية

05 Nov, 18:23


يطرح مونتسكيو فكرة حول سر تحصين العاصمة الرومانية ضد الغزوات الهجومية، قائلًا “موقع روما وسط إيطاليا محصَّن بثلاثين مستعمرة تحيط بها” وهو سلوك سياسي ممتد إلى اليوم، ومع تغير التقنيات والاستراتيجيات، لكن كوسيلة لتحصين الدولة لنفسها، نجد في السياسة الحديثة سلسلة القواعد العسكرية التي تحرص أمريكا على نشرها في جل المناطق الاستراتيجية في العالم، في أوروبا الغربية والشرقية، وفي بعض دول العالم العربي، ما يجعلها نقاطًا دفاعيَّة تؤدي نفس وظيفة المستعمرات التي كانت تحمي روما.

نفس السياسة التي كان يتبنَّاها الاتحاد السوفيتي بناء على شبكة الدول الحليفة في أوروبا الشرقية، والتي كانت جزءا من حلف وارسو، مثل بولندا وألمانيا الشرقية، أوكرانيا، وبيلاروسيا، وهنغاريا، ونحوهم، والتي مثلت درعًا دفاعيًا أمام حلف الناتو.

يقول موتسكيو “يستخدمون الحليف لقتال العدو، ثم دون تهاون ينقلبون عليه ويدمِّرونه” هذا وروما كانت رائدة السياسة العالمية قبل الميلاد، وبعده بقرون، وبعد آلاف من السنين، أين نقرأ هذه السياسة؟ ألم توقِّع ألمانيا عام 1939 اتفاقيَّة عدم اعتداء مع الاتحاد السوفييتي (اتفاقية ريبينتروب)؟ ماذا حصل بعد عملية بربروسا واعتداء ألمانيا على السوفييت؟ سارعت أمريكا إلى التحالف مع السوفييت لقتال ألمانيا، وفق ما يسمى بالحلفاء، ضد دول المحور، وبعد فناء ألمانيا النازية، ومرور فترة ما يعرف بالحرب الباردة، اختارت أمريكا أن تكون الداعم الرئيسي للحزب الإسلامي والحركات الجهادية الأفغانية، ضد السوفييت، نفس تلك القوات التي صارت فيما بعد، بعد 11 سبتمبر، في مقام العدو الذي أوجبت سياساتها تدميره.

إن سلسلة التحالفات هذه وإن كانت تظهر متناقضة، هي عمليَّة على المستوى السياسي، إنها نتاج تراكم وعي سياسي ممتد خلال قرون، منذ حقبة الإمبراطورية. وبصدد قوله “كلما واجهوا عدة أعداء، صالحوا الأضعف الذي يسعد بإمهاله وإرجاء ساعة هلاكه” كاستراتيجية تميَّزت بها روما، نتذكر في التاريخ السياسي القريب، ذلك التحالف الذي سعت له أمريكا مع الصين عام 1972 رغم أنها خصم أيديولوجي، لكن لم يمنع الخصومة الأيديولوجية أن تكون سياساتها معتمدة على مصالحة الخصم الأضعف، لتوهين الموقف السوفييتي.

اقرأ مراجعة الكتاب كاملةً على المدونة:
https://bassembech.com/book/قراءة-في-كتاب-تأملات-في-تاريخ-الرومان-ت/

باسم بشينية

05 Nov, 16:49


"شرُّ طغيان ذاك الذي يُمارَس في ظل القانون وتحت رداء العدالة، في هذه الحال، إن صحَّ التعبير يغرق الشقيُّ باللوح الذي يتمسَّك به"

(تأملات في تاريخ الرومان، مونتسكيو، ترجمة عبد الله العروي عن طبعة 1748م، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2011م، ص129)

باسم بشينية

05 Nov, 15:21


"يزداد إدراك الجائحات وهي في مرحلتها الأولى صعوبة كلما كان النَّاس بطبعهم ميَّالين إلى النَّظر بعين العطف على كل مشروع جديد، وهو عطر كثيرًا ما يمنح وقبل كلِّ شيء آخر للمشاريع التي تتبدد وكأنها تنطوي على شيء من الرجولة فيها، والتي يقوم بها عادةً الشبان من الرجال.

فمثلًا إذا ظهر أحد الشبَّان في جمهوريَّة، وكان يتميَّز بنبل المحتد والشَّجاعة الفائقة، فإن عيون المواطنين جميعًا تتركز عليه في الحال، وسرعان ما يجمعون دون تفكر أو تبصرة على تكريمه.

وهكذا إذا كان هذا الشاب ينطوي في قرارة نفسه على أية ومضة من ومضات الطموح، فإن هذه المظاهر من التكريم والشرف التي أغدقتها الطبيعة عليه، تشترك مع تلك الأحداث في وضعه في مركز يجعل من المتعذر على المواطنين عندما يشرعون في إدراك خطئهم، إصلاح هذا الخطأ وتقويمه، وكل محاولة تبذل لتطبيق العلاجات التي توجد في متناول أيديهم، تميل إلى تثبيت سلطانه أكثر وأكثر"

(مطارحات مكيافيلي، نيقولا مكيافيلي، تعريب خيري حمَّاد، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الثالثة، بيروت، شباط (فبراير) 1982م، ص330)

باسم بشينية

04 Nov, 16:58


دراسة حول كتاب [الاقطاع في العصور الوسطى] من تأليف كارل ستيفنسن.

على المدونة:
https://bassembech.com/book/دراسة-لكتاب-الاقطاع-في-العصور-الوسطى-ت/

باسم بشينية

04 Nov, 15:33


البودكاست في غالب أحيانه، هو تحديث لعقلية طلب العلم عبر الأشرطة المتناثرة على قنوات اليوتيوب كما راج في عقود مضت، قد صارت عتيقة تلك الحالة التي تُنتزع فيها المعارف من كتب مطوِّريها، فالشعار اليوم: كلما كان البواتكاست أطول، كلما زادت المعرفة عمقا! وقد لا تحتاج قراءة في علم، بقدر ما تحتاج إلى خدمة ديليفري الأثير، فهنالك دومًا من يبسط لك المعرفة!

باسم بشينية

04 Nov, 14:06


عند تبني خطابات تنتج عنها في المستقبل كوارث، منذ القديم يفكر الناس بنفس الطريقة: "حتى الفعل الذي يستبشعه الطبع يعزى إلى مشيئة إلهية فيُحمَد"

(تأملات في تاريخ الرومان، مونتسكيو، ترجمة عبد الله العروي عن طبعة 1748م، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2011م، ص111)

باسم بشينية

03 Oct, 18:11


سلسلة (مثقفون مزيفون) طه عبد الرحمن أنموذجًا.
على المدوَّنة بعنوان: مقدِّمات في النَّقد.

الرابط:
https://bassembech.com/%d9%85%d9%82%d8%af%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%82%d8%af-2-%d8%b7%d9%87-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1/

باسم بشينية

03 Oct, 13:58


مثقَّفون مزيَّفون، طه عبد الرحمن أنموذجًا [6]

والطريف في الأمر أن طه عبد الرحمن، يأخذ صيته في العالم العربي بناء على أحد مخرجات هذه الهيمنة السُّلطويَّة على التَّعليم، أليس بروفيسورًا؟ إن مسألة التصنيف والتقييم، كانت دائما واحدة من الوسائل الأساسيَّة لفرض الهيمنة السُّلطويَّة على التَّعليم، فالتَّقييم براسب أو ناجح، نسبة المعدَّل السنوي، ومنح شهادة الباكلوريا، والماجستير، والدُّكتوراه، هي واحدة من المعايير التي تُحدَّد من قِبل السُّلطة في سياق ضبط الأفراد، بتدريبهم على التَّفكير وفقًا لنظام تعليمي محدَّد، والالتزام بمناهج بحثيَّة محدَّدة، بل وبقواعد معيَّنة لإنتاج المعرفة، وتقديم شهادات، وتحديد مواقيت دراسة.

وفي كتابه له بعنوان (فقه الفلسفة) يوضِّح طه عبد الرحمن مدى خضوعه لهذه الهيمنة التسيُّديَّة على التعليم، يؤلف بصفته (د. طه عبد الرحمن) لا بصفته طه عبد الرحمن فحسب، فهو عند فورة شدَّته على التَّسيُّد السُّلطوي على التَّعليم، لا يزال يفاخر بكونه (دكتورًا) اللَّقب الذي تستخدمه مؤسَّسات السُّلطة لتحديد من هو مؤهَّل (لإنتاج المعرفة) بما يُشكِّل هرميَّة معرفيَّة مؤسَّسة من قِبل قِبَلها.

حصل طه عبد الرحمن على بكالوريوس من جامعة محمد الخامس، ثم سافر ليحصل على الدكتوراه في مؤسسة تخضع لهيمنة السُّلطة الفرنسيَّة في السوربون، ثم نال جوائز من وزارة الثقافة التركيَّة، مرتين، واحدة سنة 2021، وأخرى سنة 2024، ورحَّب بجائزة محمَّد السادس للفكر والدِّراسات سنة 2014.

أليس هذا يعدُّ انخراطًا في شبكات الهيمنة المعرفيَّة التي تسيطر عليها السُّلطة؟ إن قبول الجوائز المُقدَّمة من طرف مؤسسات الهيمنة، عبر آليَّة التَّقدير بالجوائز، يمثِّل أحد أنماط التَّعزيز للنِّظام المعرفي التي شكَّلته هذه الهيمنة، بجعل المثقَّف يمثِّل أحد الوحدات المساهمة في تشكيل بنية السُّلطة المعرفيَّة، وما جائزة (محمد السادس) التي رحَّب بها عبد الرحمن قبل أربع سنوات من تأليف ثغور المرابطة، إلا أحد أنماط توسيع شبكات الولاء بين المثقَّف والسُّلطة، إنَّه إنتاج للأفراد كذوات منضبطة، تخضع لقيم حدَّدتها السلطة وتحدَّدت بشكل رمزي في جوائز ملكيَّة.

لكن محاولة إصطناع معجم من المصطلحات الزائفة، مثل الفكرانيَّة، والأولاتيَّة، ونحو ذلك من محاكات الترجمات العربيَّة المبكِّرة للمؤلفات الفلسفيَّة لليسار الفرنسي في خمسينات وستينات القرن الماضي، يمثِّل أولويَّة لدى طه عبد الرحمن، من إعادة النظر لأبعاد التعرُّض للهيمنة السُّلطويَّة للمعرفة، وهو أحد أبرز مدَّعي الثقافة الذين شاركوا في توطيد هذه السُّلطة على التَّعليم.

باسم بشينية

03 Oct, 13:57


مثقَّفون مزيَّفون، طه عبد الرحمن أنموذجًا [5]

حين حديثه عن النِّظام السعودي وعلاقته بالتَّعليم، يكتب طه عبد الرحمن في ثغور المرابطة أنه "تسلَّط بالتَّدريج على شؤون التَّعليم تسلُّطَه على شؤون التَّدبير، ومع ذلك لم يتصدَّ طرف الفقهاء إلى هذا المظهر التَّسيُّدي الناجم عن تسلُّطه، بل دخلوا في خدمته، اقتداء بكل العلماء الذين يطلق عليهم، في سياق البحث التاريخي، اسم فقهاء السُّلطان الذين تميَّزت بهم أنظمة الحكم الوراثيَّة الإسلاميَّة" [1]

لنحاول الخروج عن دائرة الذاتيَّة بعض الشيء لنرى مدى جدوى هذا التحليل! ألم يوضح ميشيل فوكو في عديد من مؤلَّفاته، أن السُّلطة والمعرفة في أي نظام لا يمكن فصلهما؟ قام تحليل فوكو مرارًا على توضيح مدى أهميَّة التعليم باعتباره أحد الوسائل الأساسيَّة التي تستخدمها السُّلطة أيًّا كانت لتعزيز النِّظام، وأضحت بناء على هذا، الجامعات والمدارس، مؤسَّسات تشكِّل منظومةً معرفيَّة تحدِّد ما يعتبر حقيقة وما يعتبر جهلًا.

وهذه الممارسات، لم يتم التعبير عنها وفقًا لتحليل فوكو، بأنها مظاهر (إستبداديَّة تسيُّديَّة) بل كانت مصمَّمة بشكل يحافظ على تشكيل السُّلوك الاجتماعي والسِّياسي، بما يتخالف مع الفوضويَّة، فطه عبد الرحمن، كما يتَّضح، هو ضد أي نوع من أنواع الهيمنة على التعليم، لكن لا يقدِّم مثالًا أو تحليلًا لضريبة مبدأ (الفصل بين السلطة والتعليم) كأن تَضمُر قدرة (الدولة) على فرض الانضباط الاجتماعي، فهو منشغل بالمعارضة، لا بالتحليل، أو إعادة تقييم هذه المعارضة، ويتجاهل بشكل ما أنه يدافع عن مفاهيم مثل الحرية الفردية، تفكيك الهياكل السلطوية، والحريَّة الأخلاقية.

ومع أن موضوع أشكال الحكم أعقد بكثير ممَّا ذُكر، تريد النظرة الذاتيَّة لطه، أن تنحصر ضمن إطار ضيِّق، فهو يتصوَّر أن موضوعًا مثل هيمنة السلطة على التَّعليم في دولة ما، إنما تحليله يكون بربط مفاهيم مثل (فقهاء السلطان) بمفاهيم مثل (أنظمة الحكم الوراثيَّة الإسلاميَّة) بهذه السَّطحية فقط، يكون التَّحليل!

مع أنه في أعلى مراحل الثورات التَّحرُّريَّة، التي تُوِّجت بمقولة "سنشنق آخر ملك، بأمعاء آخر قسِّيس" لم يتخلَّص التَّعليم من الهيمنة السُّلطويَّة بسقوط الكنيسة والنظام الملكي (التَّسيُّدي)، بل أضحت المدارس والمناهج التَّعليميَّة أداةً لتدريس مفاهيم وأفكار جاءت مع عصر التنوير، فتحوَّلت هذه الأفكار بحكم أنها طرق متطوِّرة إلى أدوات سلطويَّة لضبط المجتمع والفرد.

ومع تطوُّر أدوات الهيمنة هذه حتى نشوء المدارس، والجامعات، أضحت هذه الأدوات التي أفرزها (عصر التنوير) وسيلة ناجعةً لتشكيل أجيال تخضع لقيم وأفكار تخدم مصالح السلطة، بجعلها مترسِّخة في المجتمع، وصارت هذه المؤسسات التعليميَّة، أدوات تعمل على إنتاج أفراد منضبطين، بشكل يتطابق مع المعيار الذي تحدِّدُه السُّلطة، فصارت المدرسة أحد أول الأدوات التي ترسِّخ التَّنشئة على القيم الوطنيَّة مثلًا.

بل صارت المدرسة نفسها ذات بنية متعلِّقة بالهيمنة في أعلى صورة لها، حتى أن فوكو قام بتشبيهها بمؤسسة عقابيَّة، ومورست الهيمنة لا على الأفكار والقيم وحسب، بل أخذت التَّأثير في الانضباط والالتزام بالمواقيت، واللِّباس الموحَّد، والطاعة، والعمل الجاد.

[1] طه عبد الرحمن، ثغور المرابطة، مكتبة نوميديا، الطبعة الأولى، 2018، ص97

باسم بشينية

02 Oct, 15:43


مثقَّفون مزيَّفون، طه عبد الرحمن أنموذجًا [4]

طه عبد الرحمن، كما سبق، يرى أن النزاع السعودي الإيراني هو طور أولي، لذلك النِّزاع الواقع بين معاوية وعلي، فهلَّا حقَّق المسائل التاريخيَّة وهو يكتب في المسألة المتقدِّمة؟ كلَّا، بل آثر مواصلة تزييف الحقيقة وكتب قائلًا "تجرَّأ معاوية على انتزاع قسم من الولاية التي ائتُمن عليها، اسمًا وأرضًا، فقد تسمَّى، هو الآخر بالخليفة، واستقلَّ بجزء من أرض الإسلام" [1]

مع أن معاوية لم يدَّع الخلافة أيام الصٍّراع مع علي، بل كان صراعًا حول دم الخليفة عثمان، والتعبير بلغة (الائتمان) في صراع بهذا الثِّقل، هو تبسيط مبالغ جدًا للأحداث، ومن وجهة نظر معاوية، فإن كل قتلة عثمان، الخليفة السابق (أي حامل الأمانة)، قد أخذوا مناصب قياديَّة حسَّاسة في معسكر علي، من ضبَّاط وجنرالات وولاة، وقبائل حتَّى، فالمنطقي أن ينظر معاوية لمسؤوليَّة الائتمان في الطرف المقابل، لا في طرفه، فكان يفترض على طه، ألا يكون اختزاليًا إلى هذا الحد حتى يحلَّ إشكالات تاريخيَّة مثل هذه، بابتكار مصطلحات متقعِّرة مثل الائتمان، والفكرانية، ونحو هذا.

ثم يحاول بشكل فجّ، أن يجعل بنية النظام السعودي، أو لنقل (الطائفيَّة) السعوديَّة، ذات منشأ أموي، مع أن الفوارق الأيديولوجيَّة محدَّدة بشكل واضح بين النظامين، النظام الأموي كانت البنية الأيديولوجيَّة فيه تقوم على ركائز عدَّة، من بينها (عدم التربيع بعلي) في الخلافة، بخلاف التوجه الديني السعودي.

فمنذ نشأة الدولة، ومختلف الرسائل النجديَّة ترى التربيع بعليّ، وترى تصحيح حديث (تقتل عمار الفئة الباغية)، ولا وجود لنص لأحد من أنصار أو أتباع محمد بن عبد الوهاب، يرى تهاونًا مع موضوع يزيد، ثاني حكَّام بني أمية بعد عثمان، وفي رسالة ضمن الدرر السنيَّة، جاء فيها جواب عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال "الحسن والحسين أولى من يزيد بالخلافة وبني أمية" [2]

فإن كانت أحد أبرز المسائل التي بنيت عليها شرعيَّة الدولة الأموية، لا يرى أئمة الوهابيَّة شرعيَّتها، أو أنهم لا يصطفُّون أيديلوجيًا جنبًا إلى جنب مع الأمويين، ما الداعي لتزييف المباحث وخلط الواقع بمقتطفات تاريخيَّة وجعل الأمر أشبه بالتبرير المنطقي لفكرة غير متماسكة كهذه، بل وجعل الصراع السعودي الإيراني ضمن أطوار الصراع الذي نشأ بين معاوية وعلي، ويزيد والحسين، والأمويين والهاشميين من بعد؟

[1] طه عبد الرحمن، ثغور المرابطة، مكتبة نوميديا، الطبعة الأولى، 2018، ص80
[2] الدرر السَّنيَّة، ج9، ص93

باسم بشينية

02 Oct, 15:01


مثقَّفون مزيَّفون، طه عبد الرحمن أنموذجًا [3]

يحاول طه عبد الرحمن تبسيط النزاع السعودي الإيراني، وعرضه في قالب يجعل من الدافع الطائفي مولِّدا رئيسيًّا للصراع بين السلطات، وأخذ يشرح بهذا الصدد جوهر الحكم لدى السنَّة، مقابل الشِّيعة، فيقول "الطَّرف السُنيِّ تعامل مع الحُكم، بموجب تأسيسه، على أصل المصلحة العامَّة، على أنه نتاج الرأي المسدَّد، بينما الشيعيُّ بموجب تأسيسه على أصل محبَّة أهل البيت" [1]

مع أنه سبق توضيح ميكيافيلي لبنية صراع السُّلطات، فإنه لدينا فضاءٌ واسع للتَّحليل، حول ما يقف وراء هذا الاستخدام للدين، دون الوقوع في فخ تصديق الدعايَّة الإعلاميَّة بأن الدين هو المحرِّك الأساسي للصراع لدى كل جناح لديه أيديولوجيا دينيَّة.

لذلك أوضَح ميكيافيلي في كتابه (المطارحات) منهجًا متقدمًا في التحليل السِّياسي: دراسة (الأحوال) التي استعصى على الرومان تثبيت سياساتهم فيها إلا من خلال استخدام (نفعيٍّ) للدِّين، من دون أن يكون هو المحرِّك الأساسي لتلك السِّياسة، فيضحى سلوك الأمير منحصرًا في استعمال الدين كوسيلة للتأثير على المشاعر العامة، لا الغاية. فقد كان ميكيافيلي يشرح بشكل واقعي، تلك السِّياسات ودوافعها الحقيقيَّة، لا مقتصرًا على إعطاء بُعد تجريدي للاستعمال.

وقد يأتي تصعيد النزعة الطائفيَّة بالنسبة للحكومات لأسباب عدَّة، منها ما ذكره ميكيافيلي في أمثلة مخصوصة، ومنها ما يذكره لينين حول استخدام الطبقة الحاكمة للدِّين لإخفاء التناقض الطبقي والتوزيع غير العادل للثروات، ومنها ما يذكره نيتشه حول استعماله كمخدِّر (أفيون الشعوب)، ومنها ما يذكره ماركس حول توظيفه للسَّيطرة على وسائل الإنتاج، ومنها ما يذكره أنجلز وبونخي، وغيرهما، من استعماله كأداة للحفاظ على السَّيطرة.

فإنَّ كل مجالات استعمال الدين بشكل طائفي تمثِّل مقدِّمةً في التحليل السِّياسي، وإنما بحث التناقضات الطبقيَّة، ومحال توزيع الثروات، وطبيقة وسائل الإنتاج، وغير ذلك، هو ما يسمى إضافةً علميَّة في الاقتصاد السيَّاسي، أي بحث العوامل الدافعة نحو هذا التَّوظيف.

لذلك، فإن الثورة الإيرانيَّة، كانت من حيث المبدأ ثورة شعبيَّة ضد التدهور الاقتصادي، والتوزيع (غير العادل) للثَّروة، ولم يكن النظام الطائفي الإيراني إلا نتيجةً لأزمة اقتصاديَّة واجتماعيَّة، والطائفيَّة في إيران لم يجر توسيع نفوذها بعد الثَّورة إلا في سياق تأمين السَّيطرة التي لا بُدَّ أن تأتي بعد الحدث الثَّوري.

لكن ماذا يفعل طه عبد الرحمن، ليوضِّح مستوى ما يدور في رأسه حول طريقة الكتابة في التحليل السِّياسي؟

يحلِّل الصراعات الإقليميَّة بكل تفاصيلها بتحميلها عبوَّة غير واقعيَّة، فَلِيشرح طبيعة الصراع السعودي الإيراني، يكتب تحت عنوان "أطوار الصراع السِّياسي بين المحكِّمة والمتظلِّمة" ويرى أن الصراع السعودي الإيراني "ظهر بظهور التحكيم ... تمثَّلت المرحلة الأولى في منازعة معاوية بن أبي سفيان لعلي ابن أبي طالب حقَّه في الخلافة" [2]

فهنا، لا نجد تحليلًا للمعطيات السياسيَّة، والاقتصاديَّة التي أشير لها آنفًا، والتي تلعب دورًا محوريًا في تحديد تحرُّكات هذه الدُّول، وإنما يريد طه، أن يحلِّل صراعًا يمتلك سلسلَة من الدَّوافع الموضوعيَّة، بشكل ذاتي، ليؤكِّد على فكرة واحدة، وهي أنَّ باعث كل حركة سياسيَّة سعوديَّة أو إيرانيَّة إنما هو الباعث الطائفيُّ وحسب، بناء على صراع قديم وقع بين معاوية، وعلي، وهو ما سأناقشه فيما سيأتي لاحقا بشكل تفصيلي.

[1] طه عبد الرحمن، ثغور المرابطة، مكتبة نوميديا، الطبعة الأولى، 2018، ص78
[2] طه عبد الرحمن، ثغور المرابطة، مكتبة نوميديا، الطبعة الأولى، 2018، ص80

باسم بشينية

01 Oct, 15:55


مثقَّفون مزيَّفون، طه عبد الرحمن أنموذجًا [2]

يُعبَّر عن طه عبد الرحمن بأنَّه فليسوف سياسيِّ، لكن هل يكون فيلسوفًا سياسيًا من لا تتجاوز مؤلفاته بعض التقارير الإعلاميَّة مع إعادة صياغتها وحسب؟ مثلًا، يطرح طه عبد الرحمن بكل إصرار نظريَّة انحصار صراع السعوديَّة وإيران، في البواعث الطائفيَّة، هذه نقطة إعلاميَّة، لكن هل تسويد الصفحات في هذا المفهوم يمثِّل فلسفة سياسيَّة؟

كلَّا، العمل الفلسفي السياسي، يبحث في مناطق مظلمة، مناطق تؤكِّد على دوافع أصليَّة، لا يشترط أن تكون هي التي يُعبَّر عنها في الإعلام، لكنَّ تفسير الصراع من خلال الأفكار، مع إهمال مدى التناقضات الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، والطبقيَّة، ومسائل تتعلق بتوزيع الثروة، هو ما يجعل طه عبد الرحمن معيدًا لعين السرديَّات التي سبقته.

رؤيته حول (جوهريَّة الشعلة الطائفيَّة في النِّظامين السعودي والإيراني) هي إعادة بعث لمباحث نيتشه التي شرح فيها استعمال (الدين كأفيون للشعوب) فيضحى المجال السياسي في نظر (الجماهير) منكفئا على ما قدمه النظام من شرعيَّة دينيَّة، والطريف أن طه عبد الرحمن، بحكم أنه من (النخبة المثقفة) جد منساق مع هذا الإطار كفرد من هذه الجماهير، ولا يريد أن يناقش البتة عوامل أخرى متحكِّمة في الصراعات الدوليَّة.

فهو يرى أن النظام السعودي والإيراني قد "عادا إلى الصراع الطائفي الأول" [1] وبهذا لا يناقش نظريَّات كالعقد الاجتماعي والصراع الطبقي، والهيمنة الاقتصادية، ووسائل الانتاج، والإمبراليَّة، ومفاهيم سياسيَّة واقعيَّة، ومدى فاعليَّتها في الصراع، بل يختزل كل مشواره في التحليل بصفته (فليسوف سياسي) في اختزال الموضوع بأن المحرِّك الأساسي إنما هو الصراع الطائفي الأول، وهكذا يرجع إلى ربط متعسف للواقع الدولي الحالي بصراع معاوية وعلي، يزيد والحسين، ولمَ لا نسوِّد بعض الصفحات بصراع الأمويين مع الهاشميين؟ ليتحوَّل التحليل السياسي في جوهره إلى الرؤى الذاتيَّة.

[1] طه عبد الرحمن، ثغور المرابطة، مكتبة نوميديا، الطبعة الأولى، 2018، ص78

باسم بشينية

01 Oct, 15:08


مثقَّفون مزيَّفون، طه عبد الرحمن أنموذجًا [1]

عندما نتكلَّم حول مؤلفين من ذهنيَّة طه عبد الرحمن، فإنَّنا نتكلَّم حول محاولة من التبسيط التجريدي المخل بجل المعطيات الواقعيَّة، التي يُفتَرض أن تساهم بكل تفاصيلها في بناء رؤيتنا السِّياسيَّة، نتكلم عن ابتكار لغة تجريديَّة، تصوُّفيَّة، ليس لها أي متعلق بالفلسفة السيَّاسيَّة.

فطه عبد الرحمن، يتصوَّر أن إعطاء صورة بلاغيَّة بعبارات غامضة، لا يستوعبها غيره إلا بشكل محتمل، لأي معطى واقعي، يمنح لكلامه وزنًا فلسفيًا، فمثل هؤلاء، دخلوا مضمار الكتابة السيَّاسيَّة، بذهنيَّة علم الكلام، والفلسفة الإسلاميَّة، ولم يكونوا حريصين على التحليل السِّياسي، بقدر ما حرصوا على بناء حقل دلالي فردي، لإعادة صياغة الحدث السِّياسي الموضوعي، بشكل ذاتي صرف، ممثِّلين صرخة العالَم القديم، معتبيرين أنفسهم إمتدادًا سياسيًّا ما لذلك التراث التجريدي.

في الصفحات العشرين الأولى، يضع طه عبد الرحمن شكلًا لأدوات الصِّراع السعودي الإيراني، مختصرًا وسائل الصراع على النفوذ لدى النظام السعودي، تنكفئ على أداتين: الوهابيَّة، والثروة النِّفطيَّة. مع أن الواقع لا يثبت مثل هذا الحصر، فمشاركة النظام السعودي في اليمن، لم تكن معتمدة على الوهابيَّة، ولا إغداق الجماعات بالدَّعم المالي، بل كان تدخلًا مباشرًا من الجيش النظامي، مع تدخُّل قوى دوليَّة عدة، وجعل القراءة ضمن إطار (الوهابيَّة) (النفط)، بشكل شعبوي، يجعل الطرح فقزًا على الواقع.

يرى طه عبد الرحمن أن النِّظام السعودي والإيراني، يسعى كلٌّ منهما إلى الحصول على مشروعيَّة دينيَّة لصراعهما من خلال استثمار مكوِّن ديني أو طائفي [1] وهذه تمثِّل رؤيةً ذاتيَّة، وليست تمثل تحليلًا سياسيًّا إلا في بلاطوهات الجزيرة، بخلاف ذلك، يعتمد النِّظام السعودي بشكل واقعي على (مضلَّة الشرعيَّة الدوليَّة) بالدرجة الأولى، لا (الشرعية الطائفية)، وهذا من خلال الحصول على دعم (المؤسسات الدوليَّة) كالأمم المتَّحدة، أو جملة التحالفات العسكريَّة الإقليميَّة.

وللتَّمثيل، دخول الجيش السعودي إلى اليمن، منذ 2015، كان بناء على إعادة الشرعيَّة للحكومة اليمنيَّة المعترف بها دوليًا، ولهذا حصلت السعوديَّة على دعم من مجلس الأمن التابع للأمم المتَّحدة. ولم تكن الشرعيَّة في التدخُّل هنا ذات بنية دينيَّة لو فكرَّنا بموضوعيَّة، لكن عند التعامل مع المسرح السِّياسي بشكل ذاتي، والنَّظر إلى ما يتم توجيه المتابع العربي إليه، بما يتناسب مع مستوى وعيه، ينعكس ذلك في رؤية طه عبد الرحمن بشكل مباشر، أنَّ الصراع مبني بشكل تسلسلي على الحجج الطائفيَّة، كما يسميه، أو الدينيَّة.

فهو كمن يريد تقديم تخريج فقهيٍّ لمسألة إلغاء العبوديَّة، مع أن قرار الإلغاء صار نافذًا في الخليج بعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ثم تفاقم الضغط الدولي، إلى أن أزيل في مثل السعوديَّة بقرار ملكي.

في البحرين مثلًا، ألم تتدخَّل السعوديَّة سنة 2011؟ لقد كان دعمها موجهًا إلى النظام البحريني، بتبرير من مجلس التعاون الخليجي، على أن التدخُّل يأتي ضمن (حفظ الأمن الاستقرار في الإقليم). ولم يُغذَّى القرار بدوافع ثيوقراطيَّة كما يصوِّر ذلك طه عبد الرحمن. لكنه يسعى لرسم صورة اختزاليَّة للمشهد السياسي العربي، وهذا لا يرفع لقارئ وعيًا بقدر ما يضلل وعيه تجاه الأحداث.

[1] طه عبد الرحمن، ثغور المرابطة، مكتبة نوميديا، الطبعة الأولى، 2018، ص76

باسم بشينية

01 Oct, 13:00


رأيكم بالمؤلَّف؟ 🤔

باسم بشينية

29 Sep, 22:59


مثقَّفون مزيَّفون: أبو يعرب المرزوقي أنموذجًا.
مجموع المقالات السابقة مجتمعة في المدوَّنة على الرابط:
https://bassembech.com/سلسلة-مثقَّفون-مزيَّفون-1-أبو-يعرب-الم/

باسم بشينية

29 Sep, 14:01


مثقَّفون مزيَّفون، أبو يعرب المرزوقي أنموذجًا [6]

وهكذا، عندما نتحدَّث عن ضحالة الوعي السياسي لدى المرزوقي، فإننا أمام دائرة مليئة بالمتناقضات، لرجل يفكِّر بعقلين مختلفين، يعمل كلٌّ منهما على موجة خاصَّة، كقوله أن شباب غزَّة قد أنهوا وجود إسرائيل نهائيَّا، لم تعد هولويود تقتصر على الصناعة السنمائية، وإنما اتسع بها الأمر إلى كتابات الإسلاميي، ومن دون حبكة حتى، بل يموت العدو، في أول حلقة من المسلسل! وكأن السِّياسة؛ هي أن نحسب تأملاتنا وقائع.

أما عند الكلام حول المقابلة الشعرية "إرادة جهاد، وحكمة اجتهاد"، حيث اختلاط العبارات الرنَّانة باللَّا معنى، حيث مغامرات التنمية الذاتيَّة، حيث إنزال التحليل السِّياسي منزلة الحالميَّة والتأمليَّة والآمال، حيث الإبهام بدل الوضوح، حيث التركيز على صناعة إطار شعاراتي جديد، مغلق، وغير مفهوم، بدل بحث الاقتصاديَّات، وتطوير استراتيجيَّات، وتحالفات، وخطوط إمداد.

ثم من الفكاهة بمكان، عبارات من قبيل "تهديم سر قوَّة العدو، بالقضم المتدرِّج"، القضم المتدرِّج، لاحظ، أن نترك الاقتصاد، والعلوم العسكريَّة، لنقرأ نصوص المرزوقي الروحيَّة لبناء جيوش تعتمد "القضم المتدرِّج". وأن تجعل حفظ الدول معتمدًا على "التواصل الصادق والتبادل العادل"، يشعرنا أنَّا السياسة الدوليَّة بنظر الأخ، جلسة بين أصدقاء، دوليين، يحاولون الحفاظ على صداقاتهم وصمدقيَّتها، من خلال التواصل الصادق، لا من خلال السباق نحو التسلُّح.

ثم كيف يمكن "لقويٍّ روحيًّا أن يكون أقدر على البناء"؟ بهذا الاعتبار، أيمكن لدولٍ تعيش ضياعًا اقتصاديًّا وعسكريًّا، وإداريًّا، أن تبني مستقبلًا لمجرَّد صدق قضيَّتها الروحيَّة؟ أو لقوَّتها الرُّوحيَّة؟ ولكن الكتابة التائهة نظريًا، التي تتعلَّق بقشَّة مثاليَّات، تجد صداها دائما في سوق الكلام في عالمنا العربي.

باسم بشينية

28 Sep, 23:21


مثقَّفون مزيَّفون، أبو يعرب المرزوقي أنموذجًا [5]

يقول المرزوقي "أما نظام العمل السياسي أو الاجتهاد في حفظه، فيعتمد على التواصل الصادق والتبادل العادل، بهدف الحفاظ على قوة الجماعة" [ص39]

هذه واحدة من مصاديق التيهان المعرفي لدى المرزوقي، أن تعتبر حفظ النظام السيَّاسي معتمدًا على (التواصل الصادق، والتبادل العادل)، فمثل هذا يتجاهل واقع السِّياسة الدولية التي تقوم على القوة، والمصالح، لا على العدل والصدق، السياسة الدولية بما تشمل من دول تحافظ على وجودها، تعتمد على الهيمنة، على القوة.

وتخيل أن أقوى نظامين عالميين خلال الحرب الباردة، كانا يعتمدان على سياسة (الاحتواء) لا (التبادل العادل)، مثل دعم أمريكا لأنظمة إستبداديَّة مثل الشاه في إيران، لضمان مصالحها، مصالحها، لاحظ، حيث تقدَّم المصلحة، بدل التواصل الصادق، خلافًا لما يطرح المرزوقي، ولم يكن التواصل الصادق، والتبادل العادل، من أدوات حفظ أنظمة العمل السياسي فيها بهذا المنطق.

فكيف بالسِّياسة الأمريكيَّة في الشرق الأوسط؟ دعم الأنظمة التي يسمِّيها المرزوقي (إستبداديَّة) مقابل تأمين المصالح الاقتصاديَّة (النفط)، كدعم صدَّام ضد إيران الخميني، ثم دعم مصالحها مرة ثانية ضدَّ صدَّام. ومع ذا، النظام يمثِّل قوة عالميَّة، ولا يزال يحافظ على وجوده، ووجود مصالحه.

ثم يقول المرزوقي "فالقوي ماديا أقدر على التهديم لكنه يصبح أعزل إذا لم يجد ما يهدم. والقوي روحيا أقدر على البناء ومن ثم فينبغي ألا ينشغل إلا بتهديم سر قوة العدو المادية بالقضم المتدرج" [ص60]

وبهذا تضحى التحليلات السياسيَّة ميتفازيقيَّة، الحلفاء في الحرب العالميَّة الثانية، لم ينتصروا بناء على قوَّة روحيَّة، أو معنويَّة، بل لتحقق قوة ماديَّة، اقتصاديَّة، وعسكريَّة، وتنظيميَّة، أي التفوق الصنَّاعي والعسكري، ولم تكن أحداث ضخمة مثل هيروشيما وناكازاكي، تخضع بحكم أنها قوة ماديَّة، لقوة معنويَّة أكبر منها. مع أنها تدل على (انحطاط معنوي) في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها حققت نصرًا سياسيًا بفعل (القوة الماديَّة).

نفس الأمر مع أواخر الحرب الباردة، لم يفشل الاتحاد السوفييتي، بسبب قوة روحيَّة معنويَّة في أمريكا، وإنما نتاج أزمات إقتصاديَّة وعسكريَّة حلَّت به. السِّياسة غير المراوغة، تهتم بالوضوخ، بوضوح أن القوَّة الماديَّة بكل أبعادها، بما فيها ما يسمى: دعم دولي، تمثيل دبلوماسي متين، خطوط إمداد ذات كفاءة عالية، أثقل من قصص الكرامة والضمير، والإنسانيَّة عند الصِّدام العسكري. وهذا هو الأمر الوحيد الذي يثبته التاريخ السِّياسي التراكمي.

يتبع...

باسم بشينية

28 Sep, 20:59


مثقَّفون مزيَّفون، أبو يعرب المرزوقي أنموذجًا [4]

يطرح المرزوقي "فما هي بنية كيان الإنسان في علاقته بالطبيعة التي تعد مصدر قيامه العضوي؟ إنها تتألف من العناصر التالية: الهواء، والماء، والغذاء، والدواء، والمناعة العضوية التي تعد ثمرة لهذه العناصر جميعًا ومصدرًا لها. هذا هو مفهوم الرزق المادي أو الثروة.

أما بنية كيان الإنسان الروحي في علاقته بالتاريخ، الذي يمثل مصدر قيامه الروحي، فهي إرادته الحرة ورؤيته الوجودية التي تتجلى في الوعي بآيات الأنفس وآيات الآفاق، إضافةً إلى ذوق يربطه بهما، وعلم يسعى به لفهمهما والتعامل معهما، وقدرة تمكنه من تحقيق الشروط التي تدعم تحقيق حاجاته وكمالاته. وهذا هو مفهوم الرزق الروحي أو التراث.

وإذا كانت بنية الكيان العضوي تتشكل من التلقي من الطبيعة، فإن بنية الكيان الروحي ترتبط بشروط الوعي الذي يجعل هذا التلقي قادرًا على تحقيق شروط حرية الإرادة ورجاحة الحكمة، بما يمكنه من تحديد الغايات وابتكار الوسائل." [ص18]

الكلام أعلاه يوضِّح حالة من التجريد المبالغ، كيف للحديث عن الإرادة الحرَّة، والرؤية الوجوديَّة، بعبارات رنَّانة، أن تنطبق في سياق أزمات ملموسة مثل ما حصل بعد السابع من أكتوبر؟

الحدث السياسي، بحاجة إلى قراءة واضحة للأسباب، الاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة، والسِّياسيَّة، لا الانحصار في تجريدات فلسفيَّة حول الإنسان والطبيعة والتاريخ، حتى نظهر بملمح فلسفي، ثم نستدعى إلى بلاتوهات، لنُسأَل عن معنى كل هذا الغموض فنختصره في عبارات طنانة كانت تدور أيام الربيع العربي، هكذا يضحى العمل النقدي دوغمائيًا.

وهكذا يبقى الطرح كله دائرا حول (الرزق المادي) و(الرزق الروحي) وضرورتهما لحياة الشعوب بكرامة، وأنفة، لتشعر أنك تقرأ في قصيدة لمحمود درويش، لا تحليلًا لحرب راح ضحيتها ما يفوق أربعين ألف إنسان.

ثم يقول المرزوقي "فما حققه شباب غزة فاق قدرة جميع جيوش العرب مجتمعة. لقد أنهوا وجود إسرائيل نهائيًا" [ص29]

تخيل! مستوى المبالغة غير المسؤولة في تقدير الأحداث، والتعامل معها بذهنية رغبويَّة امتنانيَّة، فكون إسرائيل قد انتهى وجودها بشكل كامل، بناء على يوم 7 أكتوبر! أمر يمتنع أي إنسان على تصديقه.

يتبع...

باسم بشينية

28 Sep, 19:11


مثقَّفون مزيَّفون، أبو يعرب المرزوقي أنموذجًا [3]

ويواصل المرزوقي، بأن الإمبراطورية الرومانية أسقطها "مغول الغرب" [ص17] مع أن الذين أسقطوها هم الجرمان، ليس لهم أي متعلَّق عرقي بالمغول.

ويرى أن "انكسار الجيش لا يقاس بقصور عتاده فحسب، بل بروح جنوده. وإذن، فلا بد من مقومي الإنسان الحر، أي إرادة جهاد وحكمة اجتهاد، وهما يعلمان أن السلاح أداة لا تفعل من دون وعي الإنسان بمنزلة حريته في قيمة وجوده ومعناه. وفقدان الأرض ليس بفقدان الثروة التي تمكن من إعادة بناء المقاومة فحسب، بل لا بد من مقومي الإيمان بقدسية الأوطان عند الإنسان الذي يعدها جزءًا من كرامته، لأن الكرامة في حماية العرين الذي هو شرط الحرية الفعلية." [ص18]

هنا، مصطلحات من قبيل " إرادة جهاد وحكمة اجتهاد" تفتقر إلى تحديد واضح، هي أقرب ما يكون لتكرار الشعار العام، والصحيح أنها لا تقدِّم أي رؤية سياسيَّة واضحة، لاعتماد الغموض في التحليل السِّياسي، كما أن الحديث عن الكرامة، وقدسيَّة الأوطان، ليس مما يضيف جديدًا في النقاش السيَّاسي.

هي عبارات للاستعمال الرومانسي تجاه الأرض، لا للبحث في الدلالة الاستراتيجيَّة لمشروع سياسي، إن المرزوقي، يتعمَّد التركيز على مسائل عاطفيَّة، وشاعريَّة فحسب، فضلًا عن التضخم في الأسلوب المفاهيمي، واستعمال مفرط لعبارات رنَّانة، (الكرامة في حماية العرين)، أي تحليل سياسي يختفي وراء مثل ذي التقعُّرات؟

التحليل السياسي يفترض أن يعتمد على تحليل الحدث بلغة واضحة، ومباشرة، توضيح الأمثلة التاريخيَّة، وتقديم الأرقام، والإحصائيات، لا الاختفاء حول عبارات ليس لها أي متعلَّق بالحدث. ومثل ذي الكتابات لو يطلِّع عليها السنوار نفسه، سيسخر من قائلها، مفاهيم، وعبارات، ذات متعلَّق إنشائي محض، لم تخطر على بال أي شخص في حماس.

أما انكسار روح الجيش، وعلو معنوياته، فتضخم مثل هذا الموضوع بشكل متكرر كما في كتاب المرزوقي، لا يعطي أي وجاهة سياسيَّة أو تاريخيَّة، الجيوش تكسب نتيجة قوَّتها الماديَّة، ومتانة تنظيمها، وخططها الاستراتيجيَّة، لا بناء على روحها المعنويَّة.

لذلك، كانت الروح المعنويَّة للألمان خلال الحرب العالمية الثانيَّة أعلى ارتفاعًا، بخلاف السوفييت، الذين انتهكت عاصمتهم، ومع ذلك، انتصار السوفييت كان عائدًا إلى الدعم المادي، والاقتصادي، تدخُّل دبابات شيرمان الأمريكيَّة، وطائرات سبيتفاير البريطانيَّة، مع سفول معنويات السوفييت عند بداية الحرب.

ونتيجة الخطأ الاستراتيجي، لم يكسب المسلمون معركة أحد، رغم علوّ معنويَّاتهم أمام الأعداء. فالدندنة حول رفعة المعنويَّات، وجعلها أمرًا مدللًا على قضايا النصر ونحوها، لا يعدو أن يكون مخدرًا.

يتبع...

باسم بشينية

28 Sep, 16:26


مثقَّفون مزيَّفون، أبو يعرب المرزوقي أنموذجًا [2]

يكتب المرزوقي "أعتقد أن أهم ثمرة لطوفان القدس هي جبر الكسر بين ثورة الأمة الشاملة الساعية للتحرير والاستئناف المشروط بعودتها إلى ما كانت عليه قبل القرن الماضي، حيث كانت رمزًا لدار الإسلام الواحدة ورمزًا لتاريخ الإسلام الواحد، وذلك في مواجهة ما أرادته خطة سايكس بيكو ووعد بلفور من تكوين المحميات وتمكين الأقليات من الاستبداد" [ص13]

الادِّعاء بأن الأمة تسعى للعودة إلى ما كانت عليه قبل القرن الماضي، هو وهم، فالادِّعاء يفترض وجود نموذج موحَّد للعالم الإسلامي قبل القرن العشرين، الأمر الذي يثبت التحقيق التاريخي ضحالته، وتبقى ذي الرؤى الرومانسيَّة ملهمة بعض الشيء لمن يعجب بأدبيَّات اليسار الصبياني، مع أن تجربة حماس، ليست أمميَّة، ولا برنامجها كذلك، وهي في الأساس خاضعة لمفاهيم الدولة الوطنية القطرية الحدوديَّة، وتعبئة الحركة أكبر من طاقتها، يسمى تضليلًا.

ومن ناحية ما يسميه بتمكين الأقليات من الاستبداد، في نفس النص الذي يمجِّد فيه الوجود العثماني في العالم العربي، لا يطرح تساؤلًا حول طبيعة الحكم العثماني؟ لماذا يسمى عثمانيًا أصلا؟ وهو الحكم الذي يشرح أن السلطة خاضعة لاستداد أقليَّة، تتمثل في قبيلة عثمان! بل يصل الاستبداد إلى مرحلة (قتل) الذكور من أبناء الآل كيلا تثار فوضى وأطماع في الحكم لاحقًا، وبرر مرعي الكرمي فتاوى من سمح لهم بذلك، بأنه يجوز قتل ثلث الرعية، ليحيى ثلثَيها، وقيست هذه على تلك، وكأن المرزوقي يشرح لنا أن الحكم العثماني، كان قمَّة في الديمقراطية والتداول على السلطة، وأبعد ما يكون عن الاستبداد.

وعند الكلام حول (توحيد شامل) في العالم الإسلامي، يجب أن نطرح جانبًا اللغة الخشبيَّة، أساسًا أنت أمام معضلات اقتصاديَّة، الهيكل الاقتصادي العربي متناقض لأقصى حد، مثلًا، تركَّزت الثروة في الأقطار التي تعتمد على النفط، كعائد أساسي، مثل دول الخليج، بينما انكفأت أقطار عربية أخرى على عوائد السياحة، والزراعة، وأسهم هذا تغييرات جذرية في التركيبات الاجتماعيَّة لهذه الدول، وعلى المستوى الثقافي فإن المال الأمريكي تلحقه ثقافة أمريكية، والسائح الإيطالي، تلحقه ثقافة إيطاليَّة.

وهكذا نتجت فجوات اقتصاديَّة واجتماعيَّة وثقافيَّة هائلة، وبات تكوين بنوك مشتركة، أمرًا بالغ التعقيد، فضلاً عن مسائل التوحيد الشامل، قبل إنهاء المشروع النظري تجاه هذه العوامل. ودع عنك فجوات التكنلوجيا، والتعليم، والتجارة، والتصنيع، كل هذا يتجاوزه المرزوقي، ليقطع بشكل غير علمي، أن طوفان الأقصى، هو ما سيعيد توحيد الأمة في شكل الدولة الواحدة، عفوًا، السنوار نفسه يرسل برقيَّات تهنئة قبل أيام لرؤساء فازوا بالانتخابات في العالم العربي، فعن أيّ استئناف خيالي تتحدَّث؟

يتبع...

باسم بشينية

28 Sep, 15:31


مثقَّفون مزيَّفون، أبو يعرب المرزوقي أنموذجًا [1]

ألف أبو يعرب المرزوقي كتابًا بعنوان (في دلالة طوفان الأقصى بداية هزيمة الأعداء) والكتاب منطوٍ على حشو كثير، هو أقرب لتجميد بعض الأخبار المضللة، وتحويل أحداث تاريخيَّة ذات أبعاد معقَّدة وتبسيطها إلى دروس تجريديَّة، بلغة أشبه لتلك التي كان يحاول جمال الدين الأفغاني الكتابة بها، في قضايا تتجاوزه، وهكذا يظهر أبو يعرب المرزوقي، وكأنه يحاول فرض قالَب مثاليٍّ بشكل مسبق على الأحداث.

والكاتب إن لم يكن مهتمًا بالحقيقة، فهو مهتم بالدعاية، والدعاية في المجال السياسي إنما وضع فنُّها لتضليل الخصم، لا لتضليل أنفسنا، وحجب الحقيقة عنها، بدعوى منع النقد إلى حين انجلاء الغمَّة، فمن يكبح مثل هذه الأقلام التي تشارك العدو في تضليلنا عن الحقائق غير النَّقد؟ وهذا ما فتح الباب لاختبار الآراء السياسيَّة لأبي يعرب المرزوقي، وبحث مدى الوثوقيَّة بمعلوماته، وآراءه.

يطرح المرزوقي في أول كتابه "أن تنتصر أفغانستان، على السوفييت ثم على الأمريكان، فمن معجزات الإسلام" [ص2] إن الوعي السياسي الذي ينسب نصرًا شاركت فيه عوامل عدة، باختزالها في العامل الديني، يندرج ضمن الوعي ضال، فماذا لو استعملت القنوات التابعة للكيان مثل هذه اللغة فيما يتعلق بفشل 3 دول عربية في حرب 67؟ هل يضحى ذلك معجزة يهوديَّة؟ وإلى أي ديانة ينسب انتصار السوفييت على الألمان بعد وصول الأخيرة إلى العاصمة موسكو؟ من معجزات الإلحاد؟

ومن ضمن المعجزات التي لا تزال قابعة في مخيِّلة المرزوقي: "وأن تأتي ثورة الربيع على الحدود التي فرضها سايكس بيكو" [ص2]

عفوًا، ما طبيعة (الاتيان) التي تقصد؟ الثورة التونسية، شعاراتها كانت حول الحرية والكرامة، والمعيشة، لا حول حدود الدولة القطريَّة والسعي نحو خلافة كونيَّة، ودول مثل سوريا، واليمن، وليبيا، لم تتجاوز حدود (سايكس بيكو) بقدر ما قُسِّمَت داخليًا بشكل أعقد، لم يخطر على بال كل من سايكس وبيكو، ولا تزال كل من ذي الدول مقسَّمة إلى اليوم داخليًا، وخاضعة لتدخُّلات أجنبيَّة عدَّة، تكسر اقتصاديَّاتها، وتستنزف أرواح أبنائها.

بالمناسبة، الخريطة التي أفرزت عن معاهدة سايكس بيكو (1916م)، ليس لها أي وجود واقعي، بمعنى؛ لا توجد أي دولة منذ 1922م إلى اليوم، تخضع حدودها للخريطة التي رسمها الطرفان، الفرنسي والبريطاني، وكل دولة عربية كانت لها خاصيَّة ظرفيَّة، ودول الشمال الأفريقي مثلًا، لم يتكلم عنها سايكس وبيكو لا من قريب ولا من بعيد.

وللتَّدليل على التضليل الذي ينهجه المرزوقي، يجدر بنا أن نشير لمسألة غير معروفة لدى كثير ممن يلوك كلمة (سايكس بيكو) ويطبِّل بكل تفانٍ لما يسميه (الخلافة العثمانية). أليست سايكس بيكو بتعبير المرزوقي تميكنًا للاستعمار، من تقسيم الأمة الواحدة جغرافيًا؟

عندما يتعلق الأمر بمن يهوى، يتجاوز مرحلة الغزل، إلى مرحلة الغيرة، التقدم بخطوتين إلى الأمام، معتبرًا أن "من يعادي العثمانيين من العرب اكثر اجراما" [ص67] فهلًّا أتحف قرَّاءه بموافقة بريطانيا والعثمانيين في مارس 1914 على اقتسام شبه الجزيرة العربية وفق المعاهدة (الأنجلوعثمانية) بين (حقي باشا) مفوض الباب العالي، و(غراي) المفوض البريطاني، عبر تقسيم المناطق بخط مستقيم من قطر إلى حدود محمية عدن واليمن، لتصبح المناطق شمال الخط تحت الحكم العثماني بما في ذلك نجد والأحساء، وجنوبه تحت السيطرة البريطانية، وتضمين بند خاص بـ(لجنة تخطيط الحدود)، وجرى الاتفاق على حدود الحكم الذاتي للكويت، وتخلي العثمانيين عن قطر والبحرين لصالح بريطانيا [راجع تاريخ الأقطار العربية] وماذا عن نظام (الامتيازات) العثماني، الذي سلّم مفاتيح العالم العربي للمستعمرين؟

لكن المرزوقي، له رأي آخر، يريد أن يتكلَّم عن "استحماق العرب الذين ما يزالون الى الآن يعادون الخلافة العثمانية" [ص7] ويتكلم عن معجزة أخرى بقوله "وأن تفشل العلمنة في تركيا بعد ما يقرب من قرن لفرضها" [ص2]

مع أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يقول بلسانه "الأفراد لا يكونون علمانيين، الدولة هي التي تكون علمانيَّة، هل هذا مخالف للإسلام؟ ليسَ مخالفًا للإسلام" [لقاء لأردوغان على العربية سنة 2017، بعنوان: أردوغان ينفي التعارض بين العلمانية والإسلام] ولكنها حالة المستثقف العربي الحالي، أن يكون ملكيًا أكثر من الملك، هو أن يكون المرزوقي.

يتبع...

باسم بشينية

28 Sep, 13:45


عفوًا! من الذي يمنح شخصيَّات تضليليَّة وتائهة نظريًا ومعرفيًا، مثل أبي يعرب المرزوقي، حقَّ التأليف في قضايا سياسيَّة؟ ألم يحن الوقت، لأن يكسر أنصاف الأقلام هؤلاء؟

باسم بشينية

05 Aug, 03:06


متوقف عن النشر لفترة، إلى لقاء قريب إن شاء الله.
دمتم سالمين.

باسم بشينية

05 Aug, 02:46


Channel photo updated

باسم بشينية

02 Aug, 10:43


مراجعة سريعة لكتاب: المغرب والجلادون، تأليف عبد الله رشد.
رابط المراجعة على المدونة:
https://bassembech.com/book/%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%b9%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%84%d8%a7%d8%af%d9%88%d9%86-%d8%aa%d8%a3%d9%84%d9%8a%d9%81-%d8%b9%d8%a8/