قناة كريم حلمي @kareemahelmy Channel on Telegram

قناة كريم حلمي

@kareemahelmy


رابط حساب تويتر:
https://twitter.com/KareemAHelmy

رابط حساب فيسبوك:
https://www.facebook.com/kareem.a.helmy

رابط قناة اليوتيوب:
https://www.youtube.com/@kareemahelmy

قناة كريم حلمي (Arabic)

قناة كريم حلمي هي واحدة من أهم القنوات على تطبيق تليجرام التي تهتم بمجالات متنوعة تشمل الثقافة والترفيه والتعليم. يدير هذه القناة كريم حلمي، شخصية معروفة بتقديم محتوى ذو جودة عالية ومتنوع. يمكنكم متابعة آخر تحديثات القناة ومشاهدة المحتوى الحصري عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك ويوتيوب. عبر تويتر يمكنكم الحصول على أحدث التغريدات بالإضافة إلى روابط مباشرة للمحتوى. وعلى فيسبوك، يمكنكم التفاعل مع المنشورات ومشاركتها مع أصدقائك. وعبر قناة اليوتيوب، تستطيعون مشاهدة مقاطع الفيديو المميزة والمسلية التي يقدمها كريم حلمي لجمهوره. انضموا الآن إلى قناة كريم حلمي لتستمتعوا بمحتوى مميز ومثير يناسب جميع الأذواق والاهتمامات.

قناة كريم حلمي

18 Feb, 21:14


[23] #نفثات - الفقه الرمضاني

16 قاعدة في فقه سياسة النفس في مواسم العبادة، خاصة رمضان


📺 https://youtu.be/bzzThgEGSQc

قناة كريم حلمي

18 Feb, 21:13


تسجيل اللقاء:

[فيسبوك]
https://facebook.com/Handassatajyal/videos/605214928789282

[يوتيوب]
https://youtube.com/watch?v=heqMr0GUE28

قناة كريم حلمي

15 Feb, 17:52


|[ المجلس الخامس عشر من سورة الفاتحة ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

خاتمة السورة، والحمد لله رب العالمين

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:
https://youtu.be/9hQdD6pTz4I?si=wImNurQoxJLlLvYl

🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/1hPUSVZq54Dze8Cg8

قناة كريم حلمي

15 Feb, 16:28


بشريــ🌷ــــاتٌ تتوالى


📖 محاضرة: الوِصالُ معَ الله
🎤 والتي يُقَدِّمُها د. كريم حِلْمِي، يَدْرُسُ فيها أسرارَ استِثْمارِ رمضانَ عبرَ خُطواتٍ عَمَلِيَّةٍ لِصِناعةِ العاداتِ الإيمانيَّةِ.

🎁 متاحة للجميع، عبر بث مباشر عبر منصتي يوتيوب 🌐 وفيسبوك 🌐

🗓️ اليوم: الأحد
الساعة 08:30 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.



🪴 لا تحرمي نفسك ومن تحبّين هذا الخير، وبادري بالوصال توصلي.

🔖سجلي لمتابعة باقي المحاضرات من هنـــا❗️


🦋تابعينا، وانشري الخير:
ajacadd.taplink.ws

#وصال
#أكاديمية_هندسة_الأجيال

قناة كريم حلمي

13 Feb, 19:34


🔁 تجديد لهذه المعاني المهمة! .. وكنت قد سجّلت وقتها مرئية لبيان بعض المذكور في هذا المنشور:
https://youtu.be/-ChuuJ1VreM?si=N0_C6Yodlt6B1xP3

قناة كريم حلمي

20 Jan, 17:28


#أزاهير_من_شرح_الذخر_الحرير (7)
القضايا اللغوية من حيث كونها مبادئ أو مسائل أصولية، ومراتب الاستمداد من العلوم

قناة كريم حلمي

19 Jan, 11:53


|[ المجلس الرابع عشر من سورة الفاتحة ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

الجزء الثالث من الكلام على (اهدنا الصراط المستقيم)، والكلام على (صراط الذين أنعمت عليهم) ..

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:
https://youtu.be/HA6XUqU3xUs?si=_cFfPJA9rQIZPFcl

🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/Msu7UAofqtywzhbdA

قناة كريم حلمي

17 Jan, 12:21


[ ⚠️ للقراءة من أوله إلى آخره! ]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد، فــ ..

أولًا: التقييم السياسي والعسكري للمعارك والصراعات أمرٌ يحتمل الأخذ والرد واختلاف الآراء والأنظار، وهو في العادة مركَّبٌ معقَّد، ينبني على معايير متنازعة تختلف أوزانها النسبية تبعًا لأمور كثيرة، ولا يكاد يتفق الناس على جميع ذلك، حتى العقلاء وأهل هذا الشأن.
ولا شك أن مما يُعتبر في ذلك الدماء والأرواح عمومًا، ودماء المسلمين خصوصًا، فإن لها من الحُرمة ما ليس لغيرها، ولذلك يلزم أن يُحتاط في بذلها غاية الاحتياط، فيُوضع ذلك في مواضعه، ولذلك قال الإمام أحمد: "لا يُعْجِبُنِى أنْ يخْرُجَ مع الإِمامِ أو القائِدِ إذا عُرِفَ ‌بالهزيمَةِ، ‌وتَضْييعِ المسلمين، وإنَّما يَغْزُو مع مَن له شَفَقَةٌ وحَيْطَةٌ على المسلمين"، حتى لو كان ديّنًا حسن المقصد، فإن المنظور له ههنا القوة لا الأمانة، وكذلك ذكر الشافعي أنه لا ينبغي للإمام أن يحمل المسلمين على مهلكةٍ بحال، ولا يعارض هذا أن هناك مواطن حقها أن تُبذل فيها المهج بذلًا شديدًا، خاصة في سياق الدفع، وقد فصّلت ذلك في رسالة "أثر تعدد الدول"، لكن المراد بيان أن هذا لا ينافي لحاظ حفظ النفوس والأموال والأعراض، واعتبار ذلك في النظر والمراجعة.
ولا شك أن كل صور النصر العسكري والسياسي محبوبة للنفوس مطلوبة أيًا ما كان، وهو المقصود في قول الله سبحانه: [وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ].

ثانيًا: من يتكلم في مثل ما سبق ينبغي أن يتكلم بعلم وحلم.
أما العلم فينبغي أن يكون جامعًا بين الخبرة وقوة النظر الكلية من جهة والمعرفة بظروف وسياقات الوقائع الجزئية من جهة أخرى.
وأما الحلم فمنه الإنصاف والشفقة على المسلمين والنصيحة لهم وحب الخير. وإنك لتجد من المسلمين مَن يتكلمون بلسان المنافقين، يتقاطر من ألفاظهم الغل والضغينة والبغضاء. يسلقون بألسنة حدادٍ المجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم. وربما ودوا لو زادت جراحهم أو ظهر انكسارهم أو خرجوا في حال ذلة وصغار. أشحّة على بذل أي خير لهم، من تبشير أو تثبيت أو مواساة، كأن ليس بينهم وهؤلاء مودة وإخاء وموالاة، ويشبه بعضهم [الَّذِينَ قَالُوا لإخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا]، غاية همهم ومنتهى رجائهم أن يقولوا: "كنّا على صواب"، وهؤلاء هم أخس الخلق وأرذلهم!
ومن الحلم والعقل أيضًا مراعاة قدر النفس ومستوى التأثير وحال المخاطَب وطبيعة السياق وأثر الكلام وعوامل الانتفاع ومناسبة الزمان، فمن تكلم في مثل هذا من غير علم أو حلم فحاله حال الرويبضة، الرجل التافه أو السفيه يتكلم في أمر العامة، والتفاهة أو السفاهة نسبيان، فقد يكون المرء تافهًا في شيء غيرَ تافهٍ في غيره، تافهًا في سياق غير تافهٍ في غيره، إذ لكل خطاب وسياق ومخاطَب من المؤونة ما ليس لغيره! 👇🏼

قناة كريم حلمي

17 Jan, 12:21


👆🏼 ثالثًا: الفتنة حق الفتنة ليست فيما سبق، لكن في إرادة طوائف من المسلمين ألّا يُستدعى في هذه المقامات إلا هذا الذي قد سبق ذكره، فلا يُنظَر للوقائع إلا من هذه العدسة، ولا تُوزن الأمور إلا بهذا الميزان الدنيوي المحض الذي يستوي فيه المؤمن والكافر والطائع والفاسق، وإذا ذُكِر شيء من الموازين السماوية والمعاني الإيمانية اشمأزت قلوبهم والْتَوَت رؤوسهم وسخرت ألسنتهم وغمغمت شفاههم.
وربما لو سمع أحدهم من يُثبّت الناس ويعظهم بقول مبتلى مقتول: "فزتُ ورب الكعبة" لرأى ذلك دروشة فارغة، وقد قالها حرام بن ملحان وعامر بن فهيرة وغيرهما، رضي الله عنهم، وقد رُوي أن رجلًا كافرًا لم يعرف من معاني الفوز والفلاح والبشارة إلا غنيمة الدنيا قد سأل: "أي فوز هذا؟!"، فقيل له: "الجنة".
وربما لو سمع أحدهم ذِكْر الله سبحانه للفوز الكبير مع ما وقع لأصحاب الأخدود، أو حصر الله سبحانه للفوز الكبير في أمر الآخرة قبل ذِكر النصر والفتح القريب في سورة الصف، أو سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير .." الحديث، أو تسلية النبي صلى الله عليه وسلم لزاهر: "ولكنك عند الله لست بكاسد"، وغير ذلك = لرآه أيضًا ضربًا من الدروشة والتدجين والخطابية والتخدير وتمثلًا لكون الدين أفيون الشعوب الذي يغيّبهم عن حقائق الواقع ويدفعهم للتصالح مع الهزائم أو الظلم الاجتماعي أو غير ذلك!
ومن هؤلاء مَن يحتاج إلى أن ينظر في حال نفسه طوال هذه الشهور، وفي قدر عباداته وضراعاته التي كان يتوسّل بها لله لرفع الضر عن إخوانه، وهل كان يرى بصدق أن لذلك أثرًا وفائدة؟! أم أن هذا أيضًا من جملة دروشة الغلابة السُذّج الدوغمائيين؟!
ومع ذلك، فكثير من هذه المعاني قد تومض في نفس المؤمن لا المنافق، خاصّة مع الشدائد والبلاءات التي تطيش فيها العقول وتضطرب النفوس وتزيغ الأبصار وتُظن الظنون ويُتساءل عن نصر الله. وكثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتملوا ما وقع في الحديبية، فضلًا عن أن يُسمَّى فتحًا مبينًا، ثم سكنت قلوبهم، وقد كان منهم من يعمل لذلك الأعمال. فالمؤمن يعتريه مثل هذا، لكن الفتنة كل الفتنة أن يستمرئ الإنسان هذا ويوغِل فيه ويجادل عنه ويصطبغ به، فلا يزال هكذا حتى لا يجد للإيمان حلاوة في قلبه، ولا للآخرة جلالًا في صدره، حتى يبلغ مبلغًا ينبغي له معه أن يخشى على نفسه إن كان في قلبه حياة! والأزمات تربة نبات الجاهليات، وأحرى الأزمان بأن يتفقد المرء إيمانه وقلبه وصلته بالله والغيب ومعاني الآخرة، وقد تكلمت عن ذلك قريبًا في بث بعنوان (جاهلية الأزمات).
والله سبحانه قال عن غزوة أحد: [فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم]، وقال جل وعلا: [مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ]، وقال جل وعلا: [أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُم]، وعلى الرغم من شدة هذه الكلمات، وعلى الرغم مما تسبب فيه خطأ طائفة من المسلمين وعصيانهم الظاهر وتعلقهم بالدنيا = فقد غُمرت هذه الكلمات الشديدة وسط آيات التثبيت والتصبير والتبشير والتذكير بمعاني الآخرة وموازين السماء ..
[وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ] ..
[إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)] ..
[ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ] .. 👇🏼

قناة كريم حلمي

17 Jan, 12:21


👆🏼 [وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (157)] ..
[وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166)] ..
[وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)] ..
والله، إني لأود أن آتي بسورة آل عمران من أولها إلى آخرها! لكأني بها تتنزل صبيحة كل يوم منذ 15 شهرًا! لكن من الناس من يريد أن يعطّل كتاب الله ويقطع أمداده عن القلوب في أشد بلاياها، ويريد أن يحبسه - أحكامًا وقصصًا ومواعظ - في سياق تاريخي لا يتجاوزه، فلا يبقى للمؤمن منه شيء!

رابًعا: لا شك أن في أهل البلاء من قد تمتلئ قلوبهم بالغضب والألم حتى يطغى ذلك على كل شيء، وفيهم من لسان حاله أو مقاله كهذه المرأة (المؤمنة) التي قال النبي صلى الله عليه وسلم لها: "اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي"، فقالت له: "إلَيْكَ عَنِّي، فإنَّكَ لَمْ تُصَبْ بمُصِيبَتِي". ومن الناس مَن لو حضر هذا الموقف لاستحسن كلامها وأسرّ في نفسه أن تذكيرها في هذا المقام خلاف الذوق والإنسانية واحترام الآلام! لكن المؤمن يذكر إخوانه بالله والآخرة مع غاية الشفقة والرحمة ومراعاة بشريتهم وآلامهم.
ومن أهل البلاء من يحب أن يصبّره إخوانه، وأن يذكروه بالله والآخرة والفوز الكبير، من يحب أن يرى لبلائه معنى وقيمة، وأن جميع ذلك ليس هدرًا، من يؤلمه أن يكون غاية بذله مجرّد نجاة تفضّل عليه بها قاتله، وأن يخلو كل هذا من معاني شرف الدنيا والآخرة التي يحبها الله سبحانه ويرضاها لعباده .. ألا يستحق هؤلاء أيضًا شيئًا من احترام آلامهم ودمائهم وصبرهم وإيمانهم؟!

خامسًا: من شق عليه مصاب إخوانه بصدق = فلا يُرخِص بذلهم، وليُغْلِ ثمنه وأثره بأن يجعله ممتدًا غير منقطع، صلاحًا في النفس، وإصلاحًا للأمة، واغتسالًا من العجز، واستمساكًا بكتاب الله، وبصيرة في الخائنين والمنافقين وشياطين الإنس، وحثوًا للتراب في وجه أصنام العالم وأقنعته الزائفة ومسرحياته العبثية، ثم بالموالاة لإخوانه المؤمنين ومحاولة دعمهم بكل مستطاع، خاصة مع رجاء اتساع أبواب ذلك إن شاء الله. 👇🏼

قناة كريم حلمي

17 Jan, 12:21


👆🏼 أخيرًا! .. الحمد لله على تباشير الفرج والرحمة واللطف في غير ذلة ولا مهانة، ومع شرف الإيمان والصبر والثبات والرضى!
وأسأل الله سبحانه أن يُتم هذا الأمر على خير، وأن يخفف الساعات دونه، وأن يقي إخواننا من مكر هؤلاء السفلة الذين لا عهد لهم ولا شرف!
وأسأله سبحانه أن يربط على قلوب عباده المؤمنين، وأن يرفع الراضي، ويرضّي الصابر، ويصبّر الجازع، وأن يعوض الجميع خيرًا، وأن يتقبل منهم، وأن يحرسهم من كل سوء وأذى، وأن يبدل خوفهم أمنًا في الدنيا والآخرة!
وأسأله جل وعلا أن يتقبل من إخواننا المؤمنين المجاهدين الثابتين في أرض النزال طوال هذه الشهور إلى يومنا هذا، أعجوبة الزمان وتيجان رؤوس البشر، أجلبت عليهم الدنيا بخيلها ورجلها فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا وكانوا من الصابرين، وما كان قولهم الذي سمعناه بآذاننا بين أسباب الموت والهلاك إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، فاجزهم يا رب ثواب الدنيا وحُسن ثواب الآخرة واكتبهم عندك من المحسنين!
اللهم اغفر لنا تقصيرنا وعجزنا وضعفنا وغفلتنا ونسياننا، ولا تمنعنا خير ما عندك بشر ما عندنا، ولا ترانا حيث نهيتنا، ولا تفقدنا حيث أمرتنا، أعزنا ولا تذلنا، أعزنا بالإيمان والرشاد والطاعة، ولا تذلنا بالغفلة والفتنة والمعاصي.

قناة كريم حلمي

11 Jan, 16:30


|[ المجلس الثالث عشر من سورة الفاتحة ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

الجزء الثاني من الكلام على (اهدنا الصراط المستقيم) ..

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:
https://youtu.be/HedhPgw6rJQ

🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/z2nkprDhCAgxzrQT8

قناة كريم حلمي

08 Jan, 20:11


اللهم إنّا نعوذ بك من التولّي عن أضعف الموالاة يوم زحف إحاطة الألم واشتداد الكرب وقلة النصير والتفات الأنظار وتكاثر الظنون!
اللهم انصر جندك المجاهدين وارحم عبادك المستضعفين وأنزل السكينة عليهم واربط على قلوبهم ولا تؤاخذنا بضعفنا وهواننا وغفلتنا!

قناة كريم حلمي

07 Jan, 20:57


[ولا تَجْعَلْ في قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ]
سليم الصدر مرحوم، وصاحب الغل مشؤوم!

قناة كريم حلمي

06 Jan, 09:45


👆🏼• القول بأن الفقهاء متفقون على أن التداوي حاجة لا ضرورة = خطأ، والقول بأن مطلق كشف العورة ولزوم النفقة لا يكون إلا في الضرورة = خطأ أيضًا، فالتداوي منه ما هو حاجة ومنه ما هو ضرورة، وقد نص الحنابلة نصًا على جواز كشف بعض العورة لأجل (الحاجة) بقدرها، لا الضرورة، وقد أجازوا كشف الوجه والكفين - وهي عندهم من العورة - لأجل البيع والإجارة ونحو ذلك، وليس ذلك من الضرورات، وأجازوا لطبيب نظر ولمس ما تدعو الحاجة إلى نظره ولمسه، حتى الفرج، لكن مع حضور محرم أو زوج، ومع ستر ما سوى موضع الحاجة، وكذلك أجازوا للمرأة كشف عورتها لمن تعينها على حلق عانتها إن كانت لا تحسن ذلك، وليس ذلك ضرورة، بل هو من "التنظيف والتجميل وقلة الأدب"!
وأما الكلام على إهدار المال فقد أوجب الحنابلة على الزوج أن يأتي لامرأته بخادم إذا احتاجت إلى من يخدمها، حتى لو قال أخدمك بنفسي فلا يلزمها قبول ذلك، وقد أوجبوا على الزوج عامة ما لا تستغني عنه المرأة عادة وعرفًا، حتى قال البهوتي في حواشي الإقناع إنه ينبني ذلك لزوم شراء القهوة لها إذا اعتادتها! .. ولا شك أن هذا ليس من الضرورات!

• وهذا كله إنما أقوله من باب بيان أن أخانا الكاتب يجهل كلام من يستند إليهم، فلا يجوز لغير المتأهل أن يعمل بما ذكرت أو يذكره لغيره، فضلًا عن أن يتراشق به وبنحوه الرجال والنساء، ويتظارفون ويتسافهون، وفيه ما ليس عليه العمل، وفيه ما ينبغي تقييده بما لم يُذكر.

• وإطلاق القول بأن متابعة الحمل لا حاجة ولا ضرورة، وأن نفعه كذب وزعم، وأنه من إضاعة المال = دال على جهل أخينا الكاتب بما يتكلم فيه، وأدلّ منه قوله إن ذلك يلزم منه كشف المرأة عورتها المغلظة لطبيب ذكر!

رابعًا: لا شك أن مراعاة الزوجة لطاقة زوجها المالية أمرٌ حسن طيب، من العشرة بالمعروف، وهو مما يحبه الله ويرضاه ويثيب عليه، وعلى الرجل أن يُحسن إدارة احتياجات أهله وفقًا لسعته بالحكمة والمعروف، ومن لا يُحسن ذلك فليجتهد في ذلك قدر وسعه، ومن أقبح ما يفعله الرجل والمرأة عند العجز عن إدارة حياتهم ونزاعاتهم أن يفتش كل واحدٍ منهما في نصوص الشريعة وكلام الفقهاء عمّا يرضي هواه، ويتكلف نزعه من سياقه وتنزيله في غير محله ليستطيل به على الطرف الآخر ويرهبه بغير وجه حق، وقد يُبالَغ في ذلك حتى يدفع أحد الزوجين الآخرَ إلى الكفر أو الإثم، فيتناقران ويتكايدان بالدين وأحكامه، لا يتواعظان، والله المستعان، وقد تكلمت عن ذلك أكثر من مرة، في بث (ميثاقًا غليظًا) و(تسميم النفوس) و(فقه الاعتبار) وغيرها!
ولا شك أنه قد يوجد من الرجال والنساء من يتساهل في زيارة الأطباء لغير حاجة معتبرة، وقد يرهقون المرافق الصحية العامة بذلك، ويزاحمون الأحق بذلك، ويتحايلون لتعليق محاليل أو عمل فحوصات لا داعي لها بالفعل، وهناك من النساء من يستسهلن كشف العورات في المرافق الطبية من غير حاجة، والأكثر يفعلنه جهلًا وسذاجة وضعف تربية وتوعية، وهناك من الأطباء من لا يتقون الله في عورات النساء، ولا يحفظونها حق الحفظ، خاصة في المستشفيات العامة، وعلاج ذلك لا يكون بالسب والشتم والكذب، وإنما بالتعليم والتوعية والإرشاد وتطبيق قواعد تصنيف الحالات والتشديد في حفظ حقوق المرضى، خاصة النساء والضعفة!

أخيرًا: تعميم بعض المشاهدات الشخصية من قليل الخبرة ضعيف النظر، وإنزال ذلك منزلة الظاهرة العامة، وإطلاق الكلام العام فيه برعونةٍ = سفه يستحق صاحبه التعزير!
والذي يكاد أن يكون هو ظاهرة هو التقليل من آلام النساء وشكاواهن الصحية واستسهال عزوها للدلع والاستهبال، مع أن كثيرًا منهن أصبر على الألم والتعب من الرجال، وهذا لا يتنافى مع أن الأصل في النساء أنهن أضعف قلبًا وأشد قلقًا من الرجال! .. وللأسف هذا المذكور يقع فيه طائفة من الأطباء أنفسهم في مرافق الرعاية الصحية الأولية، فيستسهلون استنتاج أن الحالة (سايكك) ولا تستدعي إشغال البال بالمناظرة الطبية اللائقة أو أي التفات جاد إليها أصلا [طبعًا ده على أساس إن الحالة السايكك دي نفسها بتستهبل ومش ناقصين وجع الدماغ بيها!] .. وهناك عدة دراسات تدعم وجود هذه الظاهرة في الشرق والغرب! .. والمقصود على أي حال أن يتقي الناسُ اللهَ في أنفسهم والآخرين، أزواجًا أو أطباءً أو مرضى!

قناة كريم حلمي

06 Jan, 09:45


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فظهور ركاكة هذا الكلام تغني عن إنفاق الوقت في رده، لكنها فرصة للنصح وبيان بعض الأمور ..

أولًا: لا أرى كتابة هذا الكلام وأشباهه إلا إثمًا، بل كبيرة من الكبائر، مما يتساهل فيه الناس جدًا، ويحسبونه هيّنًا وهو عند الله عظيم، وذلك أن من أنزل كلام الله ورسوله في غير محلّه من غير بيّنة فقد كَذَب على الله ورسوله، وحَمل الناس على تكذيب الله ورسوله، وباء بإثمهم في ذلك، وكذلك فإن من توسّل بالعلماء والفقهاء إلى معرفة مراد الله وقضاء رسول الله، فأنزل كلام العلماء والفقهاء على غير محلّه = كان في معنى الكاذب على الله ورسوله، الحامل الناس على تكذيبهما، وإنا لله وإنا إليه راجعون!

ثانيًا: كلام الفقهاء في كتب الفروع إنما هو مرجعٌ للدراسة والتفقه، ومنطَلَقٌ للفقيه في النظر والتنزيل، ولا يحل لغير متأهِّلٍ أن ينظر في بعض هذه الكتب ثم يفتي أو يتكلم في دين الله أو ينقل ما فيها للناس نقلًا عامًا، خاصةً في مثل هذه الأبواب، وقد اتفق الفقهاء على اختصاص الفتيا - من حيث الأصل - بالمجتهد المطلق ومن في معناه، وإلا فمجتهد المذهب أو الفقيه للضرورة، ولا يحل لمن كان دون هذه المراتب الكلام في دين الله إلا إذا عُدِم هؤلاء واشتدت الحاجة، وفي أضيق الحدود، إذ الضرورة تقدر بقدرها، ولا يدخل في ذلك المنشورات العامة حيث لا يعدم الناس كلام المتأهلين، وقد فشا البلاء بهجوم كثير من الشباب على كتب الفقه أو بعض شروحها التي غايتها تسليك المبتدئين أو بعض البرامج العلمية الثقافية أو الدراسة غير التامة المجزئة في بعض المعاهد العلمية، ثم يحسب الواحد منهم أنه على شيء وليس على شيء، يُهلك نفسه بذلك ويُضل غيره، ويظل يردد عن نفسه: الحنبلي! الشافعي! وهو لا يضبط ضبط المبتدئين، "أسماء مملكة في غير موضعها!"، وأكثر هؤلاء يفعلون ذلك بُحسن نيّة، ويحسبون أنهم بذلك يكسبون أجرًا، لكنّ ذلك من حبائل الشيطان، وأسأل الله لي ولهم العفو والمغفرة، وأخشى - والله - عليهم وعلى نفسي من الهلاك، والمصيبة أن منهم من يجمع إلى ذلك سوء الأدب والتطاول على الخلق والوثوقية الشديدة في المسائل العظيمة الشأن الدقيقة المأخذ!

ثالثًا: هذا الكلام كله تقريبًا - مع غض النظر عمّا سبق - جهلٌ ظاهر! .. فمن ذلك:
• أن مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه أن المرء إذا كان من أهل التوكّل والصبر والزهد والمقامات العالية فإنه يُحِب له ترك التداوي، أما من لم يكن كذلك فإنه يُحِب له التداوي، قال في رواية ابن هانئ: "إذا كان يتوكل فتركها أحب إليَّ من شربها، وإذا لم يتوكل فشربه الدواء أعجب إلى من تركه"، وقد خص الحُكم في رواية أبي طالب بمن عقد التوكل وسَلَك هذا الطريق، وهذه منازل لا يبلغها أكثر الناس، ولا يبلغها أحد إلا بعد رياضة وتهذيب، ومن أراد حمل أكثر الناس على هذا فهو أحمق، يحملهم على الحرام والجزع وما لا يطيقون، ولما سُئل الإمام أحمد عن الاستمشاء (تناول الأدوية المسهّلة) والتداوي بخبث الحديد قال: "وهل يترك الناس هذا؟!"، وسهّل في ذلك، أي لا سبيل لحمل الناس على ترك هذا، ولذلك قال الفقهاء في مسألة خروج المرء من جميع ماله إنّ فِعْلَ ذلك لمن لم ينظر في حاله ويثق من نفسه ويعلم منها قوة النفس وحُسن التوكل = حرامٌ لا يجوز، ومن نفى عمّن لم يبلغ هذه المقامات مطلقَ الصبر واليقين فقد أعظم الفرية، وقد تداوى النبي صلى الله عليه وسلم وحث على التداوي، وتداوى غير واحد من الصحابة وحثوا على التداوي، وتداوى الإمام أحمد - كما في رواية صالح - وحثّ على التداوي. وأما حديث المصروعة فهذه قضية عين، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم غيرها إلى غير ذلك، وأما حديث السبعين ألف فالإمام أحمد نفسه لمّا سُئل عمّن يترك التداوي لأجل هذا الحديث قال: "هذا معنى آخر، ومن رخص في الدواء أكثرُ من ذلك"! .. وعلى أي حال، فكلام الفقهاء في هذا الباب له سياقاته الألطف مما ذكرناه والأدق! 👇🏼

قناة كريم حلمي

04 Jan, 17:32


|[ المجلس الثاني عشر من سورة الفاتحة ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

تتمة الكلام على (وإياك نستعين)، وافتتاح الكلام على (اهدنا الصراط المستقيم) ..

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:
https://youtu.be/FL6g0bKAZf0

🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/fvsS9u3DDd2Vz5JMA

قناة كريم حلمي

01 Jan, 18:31


|[ المجلس الحادي عشر من سورة الفاتحة ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

الجزء الرابع من الكلام على (إياك نعبد)، والكلام على (وإياك نستعين) ..

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:
https://youtu.be/9QFLv7P2TaI

🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/ywUNHHFEQXej13bV6

قناة كريم حلمي

24 Dec, 19:23


|[ المجلس العاشر من سورة الفاتحة ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

الجزء الثالث من الكلام على (إياك نعبد) ..

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:
https://www.youtube.com/live/5ww669g4qek?si=toCASe2mrkVtn2RO

🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/hmoPhMDivtv6xe8M6

قناة كريم حلمي

17 Dec, 17:25


(مثال تطبيقي على الاستمداد القرآني من مشكاة الفاتحة في سياق الأحداث السورية)

|[ المجلس التاسع من سورة الفاتحة ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:
https://www.youtube.com/live/cDQld99FRhk?si=K6czOlhSZHkePQSl

🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://soundcloud.com/kareemhelmy/fatihah9

قناة كريم حلمي

13 Dec, 11:12


[وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ]

من أعظم أسباب البِشْر عند المؤمن - حتى الشهداء المتقلبين في النعيم - الاطمئنان إلى انتقال إخوانهم وأحبابهم من محل الخوف والحَزَن إلى محل الأمن والفَرَح!

قال السُدّيّ: فإن الشهيد يؤتى بكتاب فيه من يقدم عليه من إخوانه وأهله، فيقال:"يقدم عليك فلان يوم كذا وكذا، ويقدم عليك فلان يوم كذا وكذا"، فيستبشر حين يقدم عليه، كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا.

فاللهم فَرِّج كرب عبادك المظلومين المأسورين، وأقِرّ أعين أهليهم وإخوانهم بقدومهم عليهم، حيث لا يخافون عليهم ولا يحزنون!

قناة كريم حلمي

08 Dec, 21:04


الحمد لله قاصم الجبابرة، مُذِل الأباطرة، مُغرق الفراعنة، ناصر المستضعفين، وجابر المنكسرين، ولو من بعد حين!

[فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ . فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ]
[كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ . فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ]، بل إن السماء والأرض والبهائم والشجر والحجر لتفرح بانكسار الظلمة الفجرة المجرمين، ولقد كان بشّار وآله مِن أقذر مَن بُليت بهم بلاد المسلمين عبر التاريخ، وربما ستكشف الأيام مزيدًا من فظائعهم التي لا تخطر على قلب بَشَر، ولقد كان مع ذلك جبانًا خسيسًا حقيرًا حتى في الدفع عن مُلكه الباطل، ولقد كان بلاءً على كل من له به صلة، حتى أوليائه ومناصريه من داخل سوريا وخارجها!

هذا يوم بُشرى واطمئنان وفرح، وتبرؤ من الحول والقوة، واغتسال من الظنون والقنوط واليأس .. [وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ] .. ولقد كان الطريق أمام المسلمين يومئذ لم يزل طويلًا، لكن المؤمن يحتاج في سيره إلى استبشار واطمئنان وتذكير وتثبيت!

هذا يوم تذكر أن الأيام تدور، وقد تدور سريعًا جدًا، وبما لم يكن في الحسبان أو الخاطر، وأنه ما بين غمضة عينٍ وانتباهتها يغيّر الله من حال إلى حال، وأنه سبحانه [الَّذِي يُنزلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ]، وتذّكر سنة الله سبحانه في خلقه، [حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ]، وتذكّر مَثَل الذين خلوا من قبلنا [مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ]، وكل علو للحق والعدل والخير - ولو كان فيه دَخَن وتنغيص وخوف - على الباطل والظلم والإجرام المحض فهو نصرٌ من الله سبحانه، هو الذي ثبّت عباده المؤمنين، [وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ]، وهو الذي يدبّر لهم، وكل الأسباب الممكنة قد تتهاوى بشيء يقدره الله، فلله الأمر من قبل ومن بعد، بل إن علو الباطل الأدنى على الباطل الأعلى مما يثبت المؤمنين هو نصرٌ من الله سبحانه، وبه يفرحون ويستبشرون، ويجددون حُسن ظنهم الراسخ في وعد ربهم مهما تعاقبت السنون وتلاطمت الظنون، [لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ]

هذا يوم يرى الظلمة الفجرة مصارع إخوانهم الذين نسوا ما ذُكّروا به، وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم، واطمأنوا واستكانوا، [حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ]، بغتة! .. يوم يرون تجدد التحرر من اليأس وأنهم كلما أطفأوا نارًا للإصلاح أوقدها الله .. يوم يرون منة الله على المستضعفين في الأرض ورؤية الجبابرة منهم ما كانوا يحذرون، مهما أخذوا في أسباب قهرهم ومنعهم من تحقيقه [وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ]

هذا يوم استمرار الدعاء والرجاء والتعلق برب الأرض والسماء، والأخذ بأسباب التوفيق والسداد .. فهذا بداية طريق طويل وصراع أشق واختبار أدق ومعارك أجلّ .. هذا يوم ينظر الله من عباده كيف يفعلون .. [قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ]

هذا يوم تجدد الموالاة للمؤمنين في كل مكان، فالعبادة تُذكّر بجنسها، فهذا يُذْكي آلام غزة وأحزانها لا يُطفئها، لكنه يُذْكي أيضًا الأمل في ارتفاع البلاء وشفاء صدور المؤمنين!

هذا يوم تطير بعض العصافير!
لتغرّد عن غد بعضها الآخر!

قناة كريم حلمي

01 Dec, 21:50


|[ المجلس الثامن من سورة الفاتحة ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

الجزء الثاني من الكلام على (إياك نعبد) ..

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:
https://www.youtube.com/live/U0WLtWmLf54?si=pYqtppcCMgeHWdLX

🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/gP8G7AEWWeg5xgqYA

قناة كريم حلمي

01 Dec, 20:10


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..

فلا ينقضي عجبي ممن يظل غارقًا في التحليل والتنظير واكتشاف الغامض والمثير، وهو مع ذلك هباءة في ركن مظلم من إحدى ساحات مواقع التواصل المترامية، ولا أثر له على أرض الواقع، وإن كثرت التفاعلات والتعليقات، وقد يصل الأمر ببعضهم إلى إعلان الشجب والاستنكار، وتوجيه النصائح إلى الأطراف المتنازعة!

وبغض النظر عن عبثية هذا المشهد، فإن المرء قد يجلب بذلك على نفسه مزالق الثرثرة حيث يحسن السكوت، من التكلم بما لا يُرضي الله سبحانه، والتألي عليه، والإغراق في القيل والقال، والإرجاف، وقول "هلك الناس"، والافتراء وسوء الظن، والغمز واللمز، والتشاغل عمّا يحبه الله ويرضاه مما يملكه المرء ويستطيعه وينفع به وينتفع!

ومما ينبغي للمؤمن العاقل في مثل هذه الأحداث:

• تمييز الحق من الباطل، والخير من الشر، والعدل من الظلم، فإن المرء كلما التبس عليه ذلك نُكتت في قلبه نكتة سوداء، حتى يصبح لا يعرف معروفًا أو يُنكر منكرًا، ولا يلتبس الحق والعدل والخير - ولو كان فيه دَخَن وتنغيص وخوف - بالباطل والظلم والإجرام المحض إلا عند منكوس الفطرة!

• الفرح لفرح المؤمنين المظلومين المكلومين المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، وانشراح الصدر لشفاء صدورهم، والاستبشار بهلاك الظلمة الفجرة الجبابرة المجرمين، والخوف من ذهاب الريح وكيد المتربصين ومكر شياطين الجن والإنس، والرجاء في رحمة الله ومنّه وكرمه ولطفه وقهره وسلطانه، وتوطين النفس على كمال الثقة في الرب وحسن الظن به جل وعلا مهما كان الذي تجري به مقاديره سبحانه.

• تجديد الموالاة لجميع المؤمنين في كل مكان، فلا يَتَشاغل بقضية بعضهم ومصابهم وآلامهم عن قضية آخرين ومصابهم وآلامهم، فيصبح من الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.

• الاعتصام بكتاب الله المسطور، وحُسن التأمل في كتاب الله المنظور، والتفقه في سنن الله في خلقه، [قل سيروا في الأرض فانظروا]، وإطالة الصمت، وكثرة التروّي، وإشباع القلب بأسباب الثبات في الفتن.

• الدعاء والعبادة والتضرّع والتوسّل لله سبحانه بكل حبيب له ..

اللهم أبرم لأهل الشام أمر رشد، يُعز فيه أهل الطاعة الصابرون المظلومون المكلومون المُخرجون من ديارهم وأموالهم، ويُهدى فيه أهل المعصية والغفلة والضعف والريبة، ويُقصم فيه الجبابرة الزنادقة المجرمون الظلمة، وتُشفى به صدور قوم مؤمنين!

قناة كريم حلمي

23 Nov, 17:57


|[ المجلس السابع من سورة الفاتحة ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

الجزء الأول من الكلام على (إياك نعبد) ..

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:
https://www.youtube.com/live/2vHyESaZnFk?si=5S4VFJ8JXlyVLlrC

🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/Bafcr6Nzke4utXUw5

قناة كريم حلمي

18 Nov, 21:42


|[ المجلس السادس من سورة الفاتحة ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

في قول الله تعالى (الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين) ..

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:
https://www.youtube.com/live/T7xr17oq8LQ?si=QP7ZwtW7d_JhodJN

🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/DMYxPeUBqAdTr69WA

قناة كريم حلمي

16 Nov, 08:26


الأنبياء يخرجون الناس من الظلمات إلى النور، والمجرمون يُبقون الناس في الظلمات، أما الطواغيت فيخرجونهم من النور إلى الظلمات [والَّذِينَ كَفَرُوا أوْلِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهم مِنَ النُّورِ إلى الظُّلُماتِ أُولَئِكَ أصْحابُ النّارِ هم فِيها خالِدُونَ]، وإن من أعظم الناس إجرامًا مَن عَمَد إلى أرض شاع فيها الخير والبر فأشاع فيها الفجور والفُحش، [وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ]، وهؤلاء هم رسل الشياطين وحُداة أقوامهم إلى الهلاك [أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ]!

قناة كريم حلمي

14 Nov, 00:40


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد، فــ :

• تَحَدُّث الطبيب عن بعض الوقائع الطبية أو الاجتماعية المتعلقة بالمرضى لأسباب تعليمية أو توعوية من غير ذكر لأي شيء يُعلَم به أشخاص هؤلاء المرضى بأعينهم = ليس (بمجرده) قبيحًا شرعًا أو مخالفًا لقواعد الممارسة الطبية، لكن ينبغي أن يكون ذلك بلغة مهذّبة راقية متناسبة مع مقاصد المهنة المشتملة على الرحمة بالخلق والعناية بهم وإصلاح أحوالهم، خاصةً في أماكن الرعاية الصحية الأولية وما شابهها، وليس بأسلوب سوقي بذيء أقرب لحكاوي المصاطب ولغة الحشّاشين، فرق شاسع يراه كل بصير بين كلام الناصح المشفق وكلام المجعجع بغرض الشو وملي الفراغ وتسلية المتابعين وإثارة الجدل!

• رصد الظواهر والوقائع الجزئية شيء، وتحليلها ودراسة أسبابها واقتراح إرشادات متعلقة بها شيء آخر، وهذا الأخير يحتاج إلى عوامل معرفية وذهنية ونفسية زائدة، فليس معنى أن الإنسان صاحب خبرة ما، أو "لف وشاف كتير" أنه صاحب حكمة ومؤهل للنصح والإرشاد أو إطلاق الأحكام الاجتماعية الكلية العامة، فضلًا عن إنه "ميكونش لف وشاف كتير ولا حاجة"، وإنما مر بعشرة أو عشرين أو خمسين موقف فرحان بيهم، بل إن الخبرة الجزئية - في جانب محدود من الحياة أو مع طائفة معينة - تؤدي إلى انحيازات تأكيدية قبيحة في الأحكام العامة وما يستتبعها من إرشادات أو طريقة في النظر للناس، وهذا مثل من يرى الناس إجمالًا من خلال دائرة متابعاته الافتراضية الخوارزميّة عبر السوشيال ميديا، أو مثل الشاب المدمن على الأفلام الإباحية المحلية (زي فيديوهات عنتيل محافظة ما) فيكون من عاقبة ذلك الهوس المرضي والبارانويا الجنونية في الحكم على نساء بلده، بل بيته، فيتعذّب بذلك ويعذّب من حوله، فضلًا عن تبرير التحرش بهذا التفكير التعميمي المريض!

• الكلام في المنصات العامة مسؤولية كبيرة، خاصّة مع الانتشار وكثرة المتابعين، ورُبّ كلمة أسالت دمًًا، ورُبّ كلمة حقنته، فاستسهال الكلام في هذه السياقات قبيح جدًا، ويستحق صاحبه الإنكار والتعزير الملائم.

• لا شك أن المجتمع مليء بالأزمات والكوارث الاجتماعية والنفسية والأخلاقية، ولا بد من النظر لها باتزان، من غير تفريط أو إفراط، من غير إنكار يُعمي عن إصلاح ووقاية من مزيد تدهور، أو تعميم يُفضي إلى تشاؤم ووسوسة وهوس وسوء ظن، وحجم هذه المشاكل وصورها وأسبابها تختلف باختلاف عوامل كثيرة، فنفس المشكلة قد يسببها في الطبقات المطحونة غير ما يسببها في طبقات الثراء الفاحش، وإلا فالانحرافات الأخلاقية في أحد الكفور أو النجوع أو القرى أو المراكز التي يضطر أهلها إلى الوحدات الصحية وأشباهها ليس من أسبابها بلا شك التربية الإيجابية وغياب الضرب والتعنيف. 👇🏼

قناة كريم حلمي

14 Nov, 00:40


👆🏼• "من قال هلك الناس فهو أهلكهم"، وأهمية التربية والعناية الشديدة بالأبناء وتفقّدهم الدائم في هذا الزمان خصوصًا أمرٌ ظاهر وله عشرات الأسباب، ولا يحتاج إلى تهويل وتشكيك الناس في "صوابع إيديها"، وليس كل مسلك تربوي غير تقليدي هو (تربية إيجابية!)، "الموضوع بأه شبه تسمية زمان كل رقائق بطاطس شيبسي أو كل مسحوق إريال أو كل مبيد حشري بريوسول"، (التربية الإيجابية) أو (التهذيب الإيجابي) أصبح عَلَمًا على مسلك تربوي له شق تنظيري مُستقى من بعض أفكار المدارس السلوكية والإنسانية وغيرها، وشق تطبيقي يقدّم فنيات لتعديل السلوك أو إكسابه أو إدارة المشاعر أو غير ذلك، والحكم على شيء من ذلك بأنه غربي أو شرقي لا معنى له ولا قيمة، لكن يحكم عليه بأنه محرم شرعًا أو جائز، ويحكم عليه بأنه راجح المصلحة التربوية أو راجح المفسدة، والأصل في هذا الجواز، وكثير منه راجح المصلحة ومفيد ونافع، وبعضه أمور منتقدة قد تُرى أنها مفسدة على المدى القريب أو البعيد، "ومش لازم الإنسان ياخد الباكدج على بعضه"، مش All or None، ومش كتاب مقدس عند أحدٍ من العقلاء، حتى عند أصحاب المسلك أنفسهم، وبطبيعة الحال، يحتاج هذا النهج - ككل المناهج النفسية وأشباهها - إلى معايرة اجتماعية وثقافية من قبل المختصين في أي أُمّة ليكون أنسب لها، لكن ليس فيه - في الجملة - تربية على التساهل أو عدم تحمّل المسؤولية أو التجاوز مع الآباء وسوء الأدب، وليس فيه رفض للحزم والصرامة في محلها، بل ولا العقاب مطلقًا، لكن تفضيل الاكتفاء بما يُسمى بالعقاب السلبي في مساحات ضيقة، و(أكثر) هذه الأساليب داخلة تحت مظلة الاجتهاد الإنساني في مسالك الإصلاح المسكوت عن جوانب كثير منها شرعًا المتروك أمرها لاجتهاد الناس ونظرهم في داخل الإطار الواسع للحاكمية الشرعية، واختراع (تربية إسلامية / قرآنية / إيمانية) وجعلها منافِسِة بديلة للتربية الإيجابية - أو غيرها - في مختلف مساحات العمل الجزئية لا يخلو من تعسِّف شديد، وتمحّل فج في التعامل مع النصوص الشرعية واستخراج الفوائد التربوية منها بالهوى والرأي، وتنزيل كثير من التوجيهات على غير محالها المناسبة بانتزاعها من سياقها الاجتماعي والعرفي والبيئي والموقفي، فتكون النتيجة أن الإنسان يخترع مسلكًا تربويًا من رأسه ثم ينسبه للإسلام ويحاكم الناس إليه، كل هذا ليقدم بديلًا "إسلاميًا" لأغلب المواقف التربوية الجزئية، وإن كان هذا لا يمنع من وجود أطر تربوية كلية إسلامية وإرشادات جزئية ظاهرة ينبغي للمسلم أن يصطبغ بها في السياق التربوي! [طبعًا المذكور ههنا لا يتعارض مع أن كثيرًا من الناس يقدّمون التربية الإيجابية مع تحابيشهم الخاصة وتجويداتهم الشخصية التي قد تتعارض صراحة مع المنهاج الذي يزعمون تقديمه]

• تصوير أن المربيّن بين خيارين لا ثالث لهما، إما التساهل والتسيب والسماح بتطاول الأبناء وسوء أدبهم، وإما الوسوسة المرضية والإهانة والضرب واستعمال الشبشب، بحيث يكون مسلكًا ممنهجًا في التربية = هذا جهل وغباء، وبين الخيارين مساحة واسعة جدًا من الخيارات المتوازنة، ولعل التربية بالضرب والإهانة لها دور في جعل الإنسان - على الرغم من كونه طبيبًا - ينظر للناس بدونية واستحقار، ويشمت في مصابهم، ويسخر من آلامهم!

• كثير من الانحرافات الاجتماعية المسؤول الأول عنها في العصر الحديث هو الدولة، التي اختطفت بطبيعة الحال كثيرًا من الأدوار الاجتماعية العامة وأرادت أن يكون لها المغنم والمغرم، وفي الغالب لا تأخذ إلا المغنم فقط، لكن الواقع أنها أصبحت المسؤولة عن كثير من العوامل السياسية والاقتصادية والدينية والإعلامية والثقافية التي تشارك بقوة في صناعة هذه الأزمات، ثم يأتي بعد ذلك دور المجتمع ككل في محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه ومقاومة الفساد قدر الإمكان بأضعف الأسباب، وفي (ضمن) مقدمته الأطباء (العقلاء)، خاصة الذين يعملون في أماكن الرعاية الصحية الأولية، "واللي الدولة مسؤولة أيضًا عن تدريبهم للقيام بهذا الدور بصورة لائقة نافعة!"، ثم يأتي دور الأسرة - وعلى رأسها الأب - في حُسن تربية الذكور على الديانة والرجولة والمروءة والشرف، والإناث على الديانة والحياء والعفة واليقظة، مع حد أدنى من المصاحبة والإشباع العاطفي اللائق بكل جنس، لكن طبعًا هذا الكلام يبدو سرياليًا في بعض السياقات الاجتماعية، وهو - مع ذلك - ليس العامل الوحيد في الناتج التربوي، لكنه من باب الأخذ بالأسباب الممكنة، فليس كل انحراف من الأبناء مرتبطًا بسوء التربية الأسرية بالضرورة، وليس كل صلاح للأبناء مرتبطًا بُحسنها بالضرورة، لكنها عوامل مركبة معقّدة، وإن كانت التربية الأسرية لها دور كبير جدًا بلا شك، خاصة في عصرنا هذا!

والله المستعان على ما نحن فيه!

قناة كريم حلمي

10 Nov, 11:06


قال الله تعالى: [وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى"
وقال صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ"
وأخرج أحمد وأبو داود أن النبي صلى الله علي وسلم قال: "ما منَ امرئٍ يخذلُ امرأً مسلِمًا في موضعٍ تُنتَهَكُ فيهِ حرمتُهُ ويُنتَقَصُ فيهِ من عِرضِهِ إلّا خذلَهُ اللَّهُ في موطنٍ يحبُّ فيهِ نصرتَهُ"

وهذا كله مما يُسأل عنه الإنسان في قبره، وقد أخرج الطحاوي وغيره أنه "أُمِرَ بعبدٍ من عبادِ اللهِ أنْ يُضرَبَ في قَبرِه مِئَةَ جَلدةٍ، فلم يَزَلْ يُسألُ ويَدْعو حتى صارَتْ جَلدةً واحدةً، فجُلِدَ جَلدةً واحدةً، فامْتلأَ قَبرُه عليه نارًا، فلمّا ارتَفَعَ عنه، قال: عَلامَ جلَدْتُموني؟ قالوا: إنَّكَ صلَّيْتَ صلاةً بغَيرِ طُهورٍ، ومرَرْتَ على مَظلومٍ فلم تَنصُرْه".

ومن لم ينزّه قلبه من الغش وعقله من الجهل ولسانه من الزور يُخشى ألا ينفعه تنزّهه من البول!

قناة كريم حلمي

07 Nov, 17:24


|[ المجلس الخامس من سورة الفاتحة ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

في قول الله تعالى (الحمد لله رب العالمين)، والكلام على اشتمال هذه الآية على خلاصة الفاتحة، ومقاصد القرآن، ومعالم الدين!

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:
https://www.youtube.com/live/Si4_xKFBMDk?si=oWDhGt9gzDIpTHQe

🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/27BziGrimcxTrZN96

قناة كريم حلمي

02 Nov, 13:16


[تَرى كَثِيرًا مِنهم يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهم أنْفُسُهم أنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وفي العَذابِ هم خالِدُونَ . ولَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والنَّبِي وما أُنْزِلِ إلَيْهِ ما اتَّخَذُوهم أوْلِياءَ ولَكِنَّ كَثِيرًا مِنهم فاسِقُونَ]
لا يقف المرءُ موقفَ مظاهرة للكافرين على المسلمين أو يرضى به إلا نُزع من قلبه قِسْطٌ من الإيمان وحل فيه قِسْطٌ من الفسق وأصابه سخطٌ من الله ولعنة، حتى لا يبقى في قلبه مثقال ذرة من إيمان بالله والنبي وما أُنزل إليه، فيبرأ من الله ويبرأ الله منه! [وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ]، ويُكتب عند الله من أعدائه لا أوليائه [وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . فَتَرى الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسى اللَّهُ أنْ يَأْتِيَ بِالفَتْحِ أوْ أمْرٍ مِن عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أسَرُّوا في أنْفُسِهِمْ نادِمِينَ] ولكل نازلة بالمسلمين فتحٌ أو أمرٌ من عند الله قطعًا، ولا بد لهؤلاء المنافقين مرضى القلوب من يوم يندمون فيه، بأيدي المؤمنين أو غير ذلك، إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى!

قناة كريم حلمي

28 Oct, 17:15


[لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ (الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ) بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ] .. [وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ]

من سمات (المؤمنين والمؤمنات) أنهم يظنون بأنفسهم خيرًا، ويكذّبون إلصاق الباطل بمن ظاهره السلامة والعفاف والتُقى والصبر والرضى والثبات على الحق، ويحمون ألسنتهم من تكرير الطعن فيهم!

أما المنافقون والمنافقات فيحبون أن تشيع الفاحشة والطعن واللمز والظن السيء في الذين آمنوا، ويسلقون المؤمنين والمؤمنات بألسنةٍ حداد، أشحّة على بذل الخير لهم، ويقبضون أيديهم وألسنتهم عن موالاتهم، لذلك يكونون حزبًا على المؤمنين الصابرين، يجتمعون على الطعن فيهم، تشابهت قلوبهم وألسنتهم، ولذلك قال الله سبحانه: [الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ]، ثم قال سبحانه: [وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ]!

قناة كريم حلمي

28 Oct, 16:36


🔄 بمناسبة استمرار جرائم معتوه السودان، ومرتزقته المخابيل، ومن ورائهم دول الضرار ورؤوس النفاق!

قناة كريم حلمي

26 Oct, 17:32


سورة الفاتحة هي تذكير متكرر بالولاء للسائرين على صراط الذين أنعم الله عليهم، نُصرةً لهم وتألمًا لآلامهم وحزنًا لمصابهم وفرحًا لسرورهم. وهي كذلك تذكيرٌ متكرر بالبراء من صراط المغضوب عليهم والضالين، عداوةً ومحاربةً وبغضًا وإغاظةً، فمن ضلّ عن ذلك يُخشى أن فاتحته لم تجاوز تَرْقُوَته!

قناة كريم حلمي

26 Oct, 16:04


|[ المجلس الرابع من سورة الفاتحة ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

وكان الكلام فيه عن أسماء الفاتحة وفضائلها واشتمالها على جميع مقاصد القرآن ومعالم الدين

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:
https://www.youtube.com/live/kjfggXnrL9k?si=bH2Odo0nD58M5SdN

🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/XX4zeZ8aR9tyGPrP6

قناة كريم حلمي

23 Oct, 15:25


|[ المجلس الثالث من سورة الفاتحة ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

وكان الكلام فيه عن البسملة

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:

https://www.youtube.com/live/_RUfUp5mhhc

🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/Yvv3z

قناة كريم حلمي

17 Oct, 16:49


[وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (١٤٤) وما كانَ لِنَفْسٍ أنْ تَمُوتَ إلّا بِإذْنِ اللَّهِ كِتابًا مُؤَجَّلًا ومَن يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنها ومَن يُرِدْ ثَوابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنها وسَنَجْزِي الشّاكِرِينَ]

• النبي صلى الله عليه وسلم هو إمام مجاهدي هذه الأمة، وإمام شهدائها، وما كان لهذه الأمة أن تنكسر أو تضعف أو تضطرب بموت مجاهد في سبيل الله سبحانه، وإنما تقوم لتجاهد في نفس السبيل بالسنان والبيان والإيمان وحُسن الظن في الله جل وعلا!

• الشهيد في سبيل الله سبحانه قد قضى ما عليه، والحي ينشغل وسعه بنفسه، هل سينقلب على عقبيه أم يثبت ويصبر ويشكر؟!

• لا أحد يموت باختيار أحد أو قضائه أو مكره أو بأسه في حقيقة الأمر، بل بإذن الله، كتابًا مؤجلًا، المهم هل يموت طالبًا ثواب الدنيا أو ثواب الآخرة؟!

• ذكر الله (الشاكرين) قبل ذِكر (الصابرين)، وكرر ذلك، تأكيدًا على أن بذل المجاهد نفسه وماله في سبيل الله سبحانه هو بعض ما يشكر به منة الله السابقة بالإيمان والهداية والثبات، فالمنة لله سبحانه على كل حال!

[وكَأيِّنْ مِن نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (١٤٦) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (١٤٧) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ]
المؤمنون سيصيبهم في سبيل الله ما سيصيبهم قطعًا، هذا ما وعدهم الله ورسوله، لكنهم لا يهنون لأجل ذلك ولا يضعفون ولا يستكينون، بل يُظهرون لربهم ما يحب سبحانه من الصبر والرضى وعدم الجزع والانكسار، ويهمهم قبل النصر في ذلك المحل الشديد أن يرضى عنهم ربهم وأن يغفر ذنوبهم وأن يثبت أقدامهم!

[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (١٤٩)]
الكافرون وإخوانهم من المنافقين سيستغلون كل محنة من هذه المحن لكسر نفوس المؤمنين وإضعاف قلوبهم وتحسيرهم وإظهار الشماتة فيهم، فيحذر الله عباده منهم، ومن مكرهم وخُبث نفوسهم!

اللهم أهلك الظالمين، وادحر الكافرين، وأذل المنافقين، وأخرس المخذّلين، ودمّر الخاذلين، وارحم الشهداء الصالحين، وارفع درجتهم، وعوّض أمتك مثلهم وخيرًا منهم، وارزقنا الهدى والسداد والرشاد والثبات!

قناة كريم حلمي

10 Oct, 17:23


|[ المجلسان الأولان من سورة الفاتحة ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

وكان الكلام فيهما عن الاستعاذة، وعن العلاقة بين دحر الشيطان وتلاوة القرآن

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:

(1) https://www.youtube.com/live/kakK0v4oPC0?si=hKOE9cRuZC-71pJJ

(2) https://www.youtube.com/live/W6BZCLFOnaI?si=b6bTqidyOhqsZ973

🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/ZMm8quVH1yawWNVj7

قناة كريم حلمي

10 Oct, 16:17


|[ مجالس سورة الحجرات من سلسلة #أمداد_قرآنية ]|

📺 نسخة مرئية عبر اليوتيوب:

(1) https://www.youtube.com/live/FNtk0PGQ-q8?si=VXdp8ChaPV77zIBC

(2) https://www.youtube.com/live/-M97a_oPeyI?si=VckEoJ4knOZ_fJBu

(3) https://www.youtube.com/live/VcBhCGM3twU?si=CC4CRz-hQZgX0Ito


🎙 نسخة صوتية عبر الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/wWQEUMuL2N2zSjEt9

قناة كريم حلمي

09 Oct, 17:25


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد، فــ .. :

• إطلاق اسم الشهادة على أهل الضلال والفجور لا يصح؛ إذ إن ذلك اللفظ له مدلول شرعي مقتضٍ للثناء الديني على الموصوف به، والحكم الظاهري له برتبة عالية من القبول الإلهي والنعيم الأخروي من غير سابقة عذاب، وهذا مستلزمٌ للتهوين من ضلال صاحب هذه الحال من جهة، ولإيغار صدور المؤمنين الذين خاض في دمائهم وأعراضهم وأموالهم من جهةٍ أخرى، وقد صحّ أنه قيل في رجل: "هنيئًا له الشهادة"، وكان قد غلّ شملة من الغنائم (أي أخذ قطعة قماش بغير وجه حق)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلا والذي نفس محمد بيده، إن الشَملة لتلتهب عليه نارًا"، ورُوي أنه قيل: "فلانٌ شهيد"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلا، إني رأيته في النار في ‌بردة ‌غلّها، أو في عباءة غلّها"، فلم يؤخر النبي صلى الله عليه وسلم بيان ذلك تجنبًا للاضطراب والفتنة، وذلك لكيلا تُدفع الفتنة بِشَرٍّ منها، والصحيح أن من قيل فيه ذلك لم يكن منافقًا، بل تثبت لمثله أحكام الشهادة، فلا يُغسَّل ولا يكفَّن، ويصلي عليه المؤمنون، وإنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إطلاق اسم الشهادة مع ثبوت أحكامها حتى لا يُستهان بالجُرم المفعول، وحتى لا يُظن أن الجهاد والموت في سبيل الله يغسلان هذه الخيانة للمسلمين، وهذه ليست قضية عين، ولا من التعبديات غير معقولة المعنى، ولا من الأحكام الغيبية أو الباطنية، بل هو منوط بوصف ظاهر غير مختص بالغلول كما هو مقتضى كلام الفقهاء في جميع ذلك، فإن كان هذا في الغلول، فما بالك بالضلال والبهتان واستباحة الدماء والحُرُمات؟! إذ الخيانة في الدين والنفس والعِرض أعظم من الخيانة في المال!

• الأصل في الفطر المستقيمة أنها تَمُجّ كل باطل وتستقبحه وتنفر منه، وإنما يدخل الضلال على النفوس بتبدّل الفِطر من جهة وتزيين الشيطان للباطل من جهة أخرى، وكيد الشيطان ضعيف، فلا يقوى على النفس الإنسانية حال قوتها، بل حال ضعفها، ومن مواطن ضعف النفس ثوران المشاعر واشتدادها وتملّكها، أيّ مشاعر، الحزن أو الفرح أو الغضب أو الإحباط أو الخوف أو غيرها، خاصة إذا اجتمعت طائفة كبيرة من الناس على ذلك، فيؤججون مشاعر بعضهم بعضًا، ومع استغلال أهل النفاق والجهالة لنحو هذا بالنفخ فيه، ولذلك كانت هذا المواطن أحرى من غيرها بالنصيحة والتذكير والحكمة والموعظة الحسنة، والفتنة إذا أدبرت أدركها كل أحد، والشأن في استبصارها في أول مهدها!

• المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضه، ينصحه، ويلم شعثه، ويسد خلته، ويُصلح وراءه بعض ما قد يضطر إليه أو يتأول فيه، ويغسل بيده عن ثوبه الطاهر أي نكتة يراها، ليبقى أبيض مثل الصفا، خاصة إذا كان في أحوج الأحوال إلى ذلك، لكن في الناس من يُلبِس حِقدَه ونفاقه وخصوماته وأهوائه وجهالاته جُبّة النصيحة لله والمؤمنين والدفاع عن الحق، والمؤمن يعرفهم بسيماهم وفي لحن القول، وهؤلاء ملعونون أينما ثُقفوا، لأنهم جمعوا إلى أمراض نفوسهم تشويه التناصح بين المسلمين والريبة منه وإثقاله في النفوس أكثر مما هو ثقيل أصلًا! 👇🏼

قناة كريم حلمي

09 Oct, 17:25


👆🏼• الأصل في أهل السنة أنهم أعرف الناس بالحق وأرحم الخلق بالخلق، وأنهم لا ينبذون الأخوة الإيمانية والموالاة الإسلامية لأجل ما يرون أنها زلة وإن عظمت، وقد صحّ أن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه دفعه الخوف على أهله في مكة إلى مكاتبة المشركين بغزو النبي صلى الله عليه وسلم لهم، وقد كان يرى أن ذلك يحمي أهله ولا يضر جيش المسلمين، وهذه فعلة عظيمة جدًا، وقد وصف بعض الصحابة رضي الله عنهم ذلك بأنه نفاق وكفر وخيانة لله ورسوله والمؤمنين، لكنّ النبي صلى الله عليه وسلم أعْظَم صِدْقَه وأقر إيمانه ونهى الصحابة عن إيذائه بالقول، وقال لهم: "لا تقولوا له إلا خيرًا"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: "إنه قد شهد بدرا، وما يدريك، لعل الله اطلع على أهل ‌بدر فقال: ‌اعملوا ‌ما ‌شئتم فقد غفرت لكم"، على الرغم من أنه قد نزل حينئذ من القرآن ما يجرّم هذا الفعل ويشنّعه، ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم التهوين من الأمر، وليس المقصود أن لمن شهد بدرًا الإتيان بما شاء من موالاة الكافرين، بل أراد النبي صلى الله عليه وسلم إرشاد أصحابه رضي الله عنه إلى الرأفة بإخوانهم الذين ثبتت أمارات صدقهم وبذلهم إذا عَرَضت لأحدهم بعض العوارض الإنسانية مع ما في نفسه من التأوُّل لفعله! .. فأين هذا من بعض الإطلاقات هنا وهناك ممن يجاهد بنفسه وماله وأهله، وقد خذله الأقاصي والأداني، وتكالبت عليه الدنيا بأسرها، وأتاه الموت من كل مكان، وأسلمه عامة إخوانه تقريبًا، بل أعانوا عدوه عليه، ونفد صبر كثير من أهله، وكاد أكثر من يواليه بمجرد العاطفة أن ينسى أمره أصلًا، فالحمد لله الذي يثبّت على مثل هذا عقله ودينه! .. فليعذر المسلم أخاه المسلم، والمكلوم في إحدى ديار الإسلام ينبغي أن يكون أعرف الناس بحال أخيه المكلوم في دار أخرى وأرحمهم به، لا كما يقع بين بعض السوريين والفلسطينيين مثلًا، وليلعنا جميعًا كل من فرق ديار الإسلام وقطّعها وأضعفها وسلط عليها أعداءها وجعلها ملعبًا لهم ولمصالحهم!

• والأصل ألا يخوض في ذلك إلا من يتكلم بعلم وحلم وإنصاف وتثبُّت، والإنسان في عافية وبحبوحة ما سكت، وينبغي أن يكون أعظم شاغل للمرء نفسه وما سيُسأل عنه بين يدي الله، ومن ذلك حق إخوانه عليه، فوجوب الدفع عنهم بكل سبيل واجب على جميع المسلمين شرقًا وغربًا، وليس ذلك منةً أو تفضلًا، وقد فصّلت ذلك في رسالة (أثر تعدد الدول الإسلامية)، ثم لا يدري المرء بعد ذلك أيُكتب عند الله عاجزًا معذورًا أم لا! .. فليلزم الإنسان الوجل من ذلك، والحياء من الله والمؤمنين، وإنا لله وإنا إليه راجعون!

اللهم انصر إخواننا، وثبّت أقدامهم، واحقن دماءهم، واشرح صدروهم، وادحر عدوهم، وانتقم اللهم ممن خذلهم وأعان عليهم، وبدد مُلكهم، ولا تكتبنا عندك منهم، وألهمنا رشدنا، وبصّرنا بما يرضيك عنّا!

قناة كريم حلمي

07 Oct, 21:17


👆🏼 • وأكثر ضلال الناس وإضلالهم يكون بالكلام فيما يفتقر إلى معرفة بالشرائع ومعرفة بالوقائع، فيتكلم في ذلك من لا يُحسن كلتيهما بظنه أنه يُحسن إحداهما، ظُلمات بعضها فوق بعض، ثم يحسب أن معرفته الموهومة بإحداهما هذه مبرر للكلام في الأخرى، حتى إنك لتجد أقوامًا غارقين في الجهل يتكلمون في دقائق الاعتقاد بكلام عامي ساذج استنادًا على خبرته العريضة في متابعة الأخبار وبعض الوثائقيات ومقاطع اليوتيوب، كما أن كثيرًا ممن يتزيّون بزي بعض علوم الشريعة يتكلمون فيما لا يُحسنون من الشرع وغيره، ويغترون بتأييد كثير من الجهلة المجترئين الذين يميلون إلى رفع من يشابههم في الجهالة والخفة والطيش!

• وينبغي للمبتلى بالخوض في هذه المحال أن يطيل التأمل، ويعاود النظر، ويجتهد في التجرد والإخلاص، ويستعين بالله سبحانه، ويأخذ بأسباب استمداد الحول منه والقوة، وألا يُلاحظ نظر الناس، وألا يرضى بدفعهم إياه للعجلة في القول، أو التوسّع في التنزيل، أو القطع في محل التردد والظن، أو الإجمال والاختصار فيما حقه البسط والتفصيل، فمطاوعة العاقل للأحمق رأس الفتنة، ومن إهانة النفس والعلم والعقل أن يُقاول الإنسان كل من قاوله، والناس تراب، وأكثر رفعهم ووضعهم إنما هو بالهوى، ولا نافذة لرضاهم المطلق إلا اتباع مِلّتهم، والعبد السعيد من لم يلحظ إلا الرب المجيد، وأنا إنما أكتب ناصحًا لنفسي مذكرًا لمن هم خير مني، وأكتب كارهًا مستثقلًا متأثّمًا واجلًا، لا مرشدًا موجِّهًا مستعليًا!

• لا شك أن المطارحات والمباحثات لها دور في التغيرات الفكرية، لكنه دور بطيء ومتدرج، أما التحولات الفكرية والأيديولوجية الضخمة فإنها تكون انعكاسًا لأزمات الواقع وتحولاته وصدماته وآلامه وآماله، والظاهر أن الأمة مقبلة على خطوب عظيمة، وهذا يقتضي الاعتصام بالله سبحانه والتشبث بالقرآن والاستهداء به والاستمداد منه، ويقتضي مدافعة النزع الشيطاني بين المؤمنين والصبر على جمع القلوب على الحق، ويقتضي التنبه واليقظة والتفهّم والتثبُّت، والسعي في بذل المستطاع من أبواب الخير وأسباب الثبات على الحق وإماطة الباطل وسد الثغور المشرَّعة وإن كانت يسيرة، وعدم الالتفات إلى إخوان الشياطين والمنافقين الذي يلمزون المؤمنين الذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم، وهذا مع انتباه المؤمن للفرق بين المأمول والمقدور، فلا يجعل المقدور غاية المأمول، ولا يقعد به عن طلبه.

• ومن فروع ما ذكرنا من التنبّه واليقظة عدم الانجرار إلى التعلق بأسباب الأرض والتشاغل بها والدوران في فلكها، والإنسان قد يرى الكلام الطويل الكثير لأناس قد يُقال لهم "إسلاميون" فلا يلحظ فيه ما يمتاز به عن كلام أي ملحد كافرٍ بالله سبحانه، إلا مسحة هناك أو هناك، ومن فروع تعلق القلوب بالسماء عدم التهوين من أمر عقائد المؤمنين أو التقليل من خَطْب تسرب الضلال والبدع إلى قلوبهم، فلا فتنة في نفس المؤمن أكبر من الفتنة في الدين، وقد قال الله سبحانه: [والفتنة أشد من القتل]، أي الفتنة في الدين، والدنيا كلها في عين المؤمن ما هي إلا جسر إلى الآخرة، لكن هذا لا يعني في المقابل الدروشة والغفلة والجهل بأسباب المصالح والمفاسد وموازينها، ومن فروع هذا أيضًا التوسط بين الإرجاف والتبشير بالسوء وقَول "هلك الناس" وبين السذاجة والتخييل والكذب وزخرفة شدائد الواقع وآلامه، وكلا الأمرين من مداخل الشيطان لفتنة أهل الإيمان!

• أخيرًا، إن كان ثمة أمر ينبغي أن يجتمع أكثر المسلمين على الحزن لأجله فهو الخزي والعار والعجز الذي يلجمنا إلجامًا، ويلفّنا لفّا، ويحيط بنا من كل ناحية .. خنوع هذه الأمة العريضة وخضوعها لأراذل الخلق وأقذر إفرازات التاريخ الإنساني .. تغلل الغفلة والقهر والجهل والتغييب فيها إلى هذا الحد .. خيانتها لإخوانهم أوضع خيانة، وخذلانهم لهم أعظم خذلان، حتى صار غاية ما نستطيعه أن نجلس نُنظّر هل الأولى أن يقتاتوا على مائدة شبكة المصالح هذه أم تلك .. حتى هذه النزاعات التي تراها والتدافعات والمشاحنات والتريندات والتحليلات، أكثرها منشؤه العجز والخواء الذي يريد الإنسان معه أن يصنع معارك افتراضية يتشاغل بها، يرى فيها لنفسه حياةً ووجودًا وفعلًا، وإن كان في حقيقة الأمر في حكم الميت المعدوم المفعول به، وإنا لله وإنا إليه راجعون!

قناة كريم حلمي

07 Oct, 21:17


👆🏼 • واعلم أن هذا المذكور إنما هو جهةٌ واحدة من الجهات، وكثيرًا ما تتركب مع غيرها كما ذكرنا، ومجموع هذا المركب هو المؤثر في رتب الموالاة والمعاداة، فليس واحد منهما على رتبة واحدة، وغالبًا ما يجتمعان بدرجات متباينة في المسلمين والكافرين كليهما، وهذه الجهات منها ما هو نفسي ومنها ما هو مصلحي عام، وكلاهما قد يُؤذن في اعتباره شرعًا، فمن الجهات النفسية الغيظ والتألم من الشخص والطائفة لأجل ما أنزله من الضر بالنفس أو الحبيب أو الفئة أو المسلمين عمومًا، ولذلك شق على بعض الصحابة إيمان بعض مَن سبق اشتداد الأذى مِنهم، خاصة إن ارتيب في صدق إيمانهم، وإن حسن إسلامهم بعد ذلك، وقد كره النبي صلى الله عليه وسلم قبول إيمان عبد الله بن أبي السرح والصفح عنه وتأخر الصحابة عن قتله، خاصة مع مفسدة الاستهانة بالردة، وعلى الرغم من قبول النبي صلى الله عليه وسلم إيمان وحشي، وأن الإيمان يجُبّ ما قبله = لم يُطق النبي صلى الله عليه وسلم النظر إليه تألمًا مما فعله بحمزة رضي الله عنه، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُغَيِّبَ وجْهَكَ عَنِّي؟"، ورُوي أن عمر رضي الله عنه قال لأبي مريم الحنفي الذي قتل زيدًا بن الخطاب: "والله لا أحبك حتى تحبّ الأرض الدم المسفوح"، فقال له: "فتمنعني لذلك حقا؟"، قال عمر: "لا"، فقال أبو مريم: "فلا ضير، إنما يأسف ‌على ‌الحب ‌النساء"، وأما الجهات المصلحية العامة فمنها الخطر على الإسلام وأهله، فقد يكون الأقرب للمسلمين دينًا - بل بعض مبتدعة المسلمين - أخطر على الإسلام وأهله من الأبعدين، بل الخطورة نفسها لها جهات متراكبة، فالخطر قد يكون على الدين أو الدم أو العرض أو المال، وبعض هذا أهون من بعض، والخطر قد يتفاوت بعِظَم الضرر أو باتساع رقعته أو قرب حصوله أو خفائه وعدم التنبُّه له، وقد قال ابن عطية في تفسير فرح المسلمين بنصر الروم: "ويُشْبِهُ أنْ يُعَلَّلَ ذَلِكَ بِما تَقْتَضِيهِ الفِطَرُ مِن مَحَبَّةِ أنْ يَغْلِبَ العَدُوُّ الأصْغَرُ: لِأنَّهُ أيْسَرُ مُؤَوِّنَةٍ، ومَتى غَلَبَ الأكْبَرُ كَثُرَ الخَوْفُ مِنهُ، فَتَأمَّلْ هَذا المَعْنى مَعَ ما كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ تَرَجّاهُ مِن ظُهُورِ دِينِهِ وشَرْعِ اللهِ تَعالى عَزَّ وجَلَّ الَّذِي بَعَثَهُ بِهِ، وغَلَبَتِهِ عَلى الأُمَمِ، وإرادَةِ كَفّارِ مَكَّةَ أنْ يَرْمِيَهُ اللهُ بِمَلِكٍ يَسْتَأْصِلُهُ ويُرِيحُهم مِنهُ"، فهذه موازين عدة يتركب منها مبنى النظر، وقد يتباين الناس في كل ميزان منها، لاختلاف العقول (القوى والمدارك)، واختلاف التجارب والخبرات والمعارف، واختلاف الطبائع المؤثر فيما يرجحه المرء من المصالح، فإن الشديد الحازم مثلًا قد يشارك طبعه في ترجيح بعض المصالح على بعض، ولقد كانت لشدة عمر رضي الله عنه مدخلية في موقفه من أسرى بدر وصلح الحديبية وغيرهما، فقربته تلك الشدة من الحق في أمور دون أخرى، وبذلك تعلم أن أكثر الخطوب الجليلة لا يُبحث فيها عن تمييز الخير من الشر، بل تمييز شر الشرين عن خيرهما، والله الهادي!

• لأجل هذا المذكور من تعدد الجهات وتراكبها ودقتها وتصور اختلاف الناس فيها يلزم ألا تُحدث بين أهل الحق منابذة ومخاشنة ومدابرة ومقاطعة وإيغارًا للصدور، بل هذا أدعى للشفقة والرحمة والإعذار والمباحثة بالحكمة واللين والأدب بين المسلمين، خاصة مع ترصّد الأعداء وضعف المسلمين ونزغ الشياطين، وقال الله سبحانه: [وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا]، فعند حضور الشياطين وترصّد المبطلين ينبغي للمؤمنين ألا يكتفوا بقول الحسن من العبارات، بل الأحسن، دفعًا للهمزات والنفثات والنفخات الشيطانية.

• وينبغي حينئذ كذلك إطالة السكوت وتقليل الكلام، فإن الكلام أعظم وسائل الشيطان في النزغ والفتنة والضلال، وقد يُلام على السكوت، لكن أكثر اللوم في كتاب الله وسنة رسول الله هو على ما تكلمت به الألسنة، لا ما سكتت عنه، وأكثر كلام الناس إنما هو غفلة وجهالة وقلة خشية ومخاطرة بالديانة، فحصائد اللسان أعظم أبواب الانكباب في النيران، والعبد يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالًا تهوي به في النار سبعين خريفًا، ولذلك كلما زاد علم المرء وخشيته طال صمته، وإن أعلم الناس وأخشاهم أفقههم في كتاب الله، ولذلك يُروى عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه ينبغي لحامل القرآن أن يُعرَف بصمتهِ إذا النَّاس يخوضون، خاصة إذا كان ذلك في محل يتأكد فيه طول الصمت واعتزال الناس والانشغال بالنفس وإنجائها، كما يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ‌ذِي ‌رَأْيٍ ‌بِرَأْيِهِ"، الحديث. 👇🏼

قناة كريم حلمي

07 Oct, 21:17


👆🏼• ويدخل في هذا المعنى أيضًا مقتضى تباين مصالح طوائف المسلمين ومسارّهم ومضارّهم، وقد ذكرنا في مجالس الكلام على سورة الصف من سلسلة (أمداد قرآنية) أن من أسباب فرقة المسلمين تقطّعهم إلى دول مع ما يترتب على ذلك من إمكان اختلاف شبكة المصالح وخريطة التحالفات، والذي قد يؤول إلى التضارب المصلحي بين فئتين من المسلمين، فتفرح فئة وتسكن نفوسها لما قد يُحزن الأخرى ويخيفها، والمؤمن يفرح لفرح أخيه ويحزن لحزنه، هذا وذاك، وقد رُوي عن الحَسَن البصري أنه قال: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ شُعْبَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ بِهِ حَاجَتَهُ، إِنَّ بِهِ عِلَّتَهُ، ‌يَفْرَحُ ‌لِفَرَحِهِ، ‌وَيَحْزَنُ ‌لِحُزْنِهِ"، فيفضي هذا إلى اضطراب المشاعر في نفس المؤمن وترددها، واعلم أن تقطع المسلمين دولًا واختلاف مصالحهم وتحالفاتهم ليس أمرًا معاصرًا، بل هو قديم، ولا يعني هذا التسليم بنسبية هذا الأمر وسيولته وصحة انشغال كل طائفة بمصالحها، بل من ذلك قدر مقبول مشروع، وقدر ملتبس مشتبه، وقدر ظاهر في الخسة والنفاق وإسلام أهل الإيمان لعدو الله وعدوهم، وقد أشرت إلى شيء من ذلك في رسالة (أثر تعدد الدول الإسلامية في أحكام الدفع والموالاة والنُصرة)، بل إن جنس تضارب المصالح هذا وأثره في تردد المشاعر المتباينة في النفوس قد وُجِد في مشاهد كثيرة مما وقع بين الصحابة رضي الله عنه، والله المستعان. والمسلمون تتكافأ دماؤهم وأعراضهم، وينبغي للمؤمن أن يجتهد غاية وسعه في ألا يشغله لحاظ حال أخ من إخوانه عن لحاظ حال غيره، وهذا شديد ويحتاج إلى مجاهدة عظيمة!

• المبتدع المنتسب للإسلام - وإن كنت بدعته مكفّرة - خيرٌ من الكافر الأصلي، وعلو الكافر الأصلي عليه شرٌ وفساد، ولو أمكن أهل السنة منع ذلك ثم معاقبة هؤلاء المبتدعة الفجرة بالمقرر من أحكام الشريعة = للزمهم ذلك، ولكان هذا هو الحق والخير، وإن من أعظم المصالح المشروعة إغاظة الكافر الأصلي المنابذ لأصل الإسلام واسمه، وغيظه أحب إلى المسلمين من غيظ المنتسب للإسلام اسمًا الكافر حكمًا، وغيظهما أحب من غيظ المتلبس ببدعة غير مكفرة، وغيظهم أحب من غيظ المؤمن المنابذ لطائفة من المؤمنين تأولا لشبهة قوية، كما أن غيظ المرتد المنخلع من اسم الإسلام الطاعن في الدين المحارب للمسلمين أحب لهم من غيظ الكافر الأصلي الملحد الذي لم يسلم، وغيظهما أحب من غيظ أهل الكتاب، وإن كان الجميع حربًا على أهل الإسلام، وقد روي أن سبب فرح المسلمين بنصر الروم ما يقتضيه ذلك من غيظ مشركي العرب الذين فرحوا بنصر المجوس أصحاب الأوثان مثلهم على الروم أصحاب الكتاب كالمسلمين، واستبشروا باقتضاء ذلك لعلوهم على المؤمنين، وأن الله لا ينصر المؤمنين بأنبيائه وكتبه - مع كونهم مبدلة محرفة - على الوثنيين الكافرين بهم، وعلى الرغم من فساد هذا القياس من أصله إلا إن المؤمنين فرحوا بغيظهم وكبتهم! 👇🏼

قناة كريم حلمي

07 Oct, 21:17


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد، فــ ..

• مِن مُهمّات البحث الأصولي والنظر الفقهي إدراك إمكان تركيبية الفعل أو الحدث أو الموقف الواحد، بحيث يمكن النظر إليه والحكم عليه من جهات متعددة أو حيثيات متباينة، فيقرر الأصوليون أن الفعل الواحد بالشخص (أي الحادثة الجزئية المعيّنة) قد يجتمع فيه نقيضان أو ضدان من الصفات والأحكام، فالفعل الواحد قد يكون حَسَنًا من وجه، قبيحًا من وجهٍ آخر، وكذلك قد يكون محبوبًا من وجه، مبغوضًا من آخر، مقتضيًا للفرح أو السكينة وانشراح الصدر من وجه، وللحزن أو الخوف والتوجس من وجه آخر، وهذه أمور قد تجتمع في النفوس المستقيمة، وإن كان قد يغلب بعضها على بعض، فيكون خوفٌ أشبه بالسكينة، أو العكس، وفرحٌ أشبه بالحزن، أو العكس، وقد أخرج البخاري ومسلم أن فاطمة رضي الله عنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته، فأسرّ إليها حديثًا فبكت، ثم أسرّ إليها حديثًا فضحكت، وقالت: "مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ‌فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ ‌حُزْنٍ"، ومن ذلك اجتماع الحزن لفقد الحبيب مع الفرح لحُسن ميتته وما فيها من البشائر، ولأجل هذا المعنى خطب ابن الزبير في الناس لما بلغه خبر مقتل أخيه مصعب، فكان مما قال: "إنّه أتانا خبر من العراق ‌حزننا ‌وأفرحنا"، وقد يغلب على المؤمن الحزن والوجل في موقفٍ الأصل فيه السرور لعارض يعرض له من المعاني والأحوال، وما ذلك إلا لنظره للواقعة نفسها من جهةٍ لا يشاركه فيها غيره، كما أخرج أبو إسحاق الفزاري وغيره أن المسلمين لما فتحوا قبرص ونزلت بأهلها المذلة بكى أبو الدرداء رضي الله عنه، فقيل له: "أتبكي في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله، وأذل فيه الكفر وأهله؟"، فقال رضي الله عنه: "ويحك! ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره! بينما هي أمة ‌قاهرة ‌ظاهرة على الناس لهم الملك إذ تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى".

• ويدخل في هذا المعنى مقتضى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هذا الدِّينَ بالرَّجُلِ الفاجِرِ"، وقد دلّت الآيات الشرعية والكونية على أن الدين لا يُنصر نصرًا تامًا بالكفرة أو الفجرة، لكن قد يؤيَّد الله الدينَ وأهلَه في حالٍ أو واقعةٍ بالرجل الكافر أو الفاجر لأجل اتفاق هوى نفسه في ذلك المحل مع مطالب أهل الإيمان، كأن يُقاتل شجاعةً أو حميّة أو ثأرًا أو طلبًا لبعض مصالح الدنيا له ولأهله وحزبه، فحينما يُقتل حال تأييده لطائفة من المؤمنين قد يفرح أقوامٌ للاستراحة من كفره وفجره، وقد يحزن أقوامٌ لفقد بأسه وتأييده، وقد يجتمع الأمران في بعض النفوس، ولأجل هذا التردد بين المعاني المتباينة قد يكون ذلك سببًا للفتنة، وقد كادت طائفة من الصحابة رضي الله عنهم أن تُفتَن وترتاب لأجل حال هذا الرجل الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم هذه المقالة، فلما هدأت النفوس واستبانت الخبايا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى عدم الاغترار بالشجاعة الباهرة والخصال الآسرة والتأييدات الظاهرة وتوسُّل الشيطان بذلك للفتنة بحال الإنسان وكفره وفجوره وبغيه، فإن الله قد يؤيد الدين بالرجل الفاجر، فلا ينفي ذلك كونه فاجرًا أو مقتضيات ذلك في نفوس المسلمين، كما يُروى عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول: "اللهم إني أشكو إليك جَلَد الفاجر وعجْز الثقة"، فالفاجر قد يكون أجلد من الثقة في مواطن، فلا ينفي هذا فجره، ولا يقتضي الافتتان به، وقد تجد مِن الملاحدة والزنادقة واليهود والنصارى مَن هم أشجع من بعض المسلمين وأدفع عن بلاد الإسلام، لكن لأجل الحمية أو العصبية أو الوطنية أو الإنسانية أو غير ذلك، فلا يجعل ذلك كفرهم إيمانًا ولا باطلهم حقًا، كما لا يجعل إيمان المسلمين كفرًا ولا حقهم باطلًا، لكن يعني أنهم خلطوا صالحًا بفاسد، وحقًا بباطل، وإيمانًا بضعف وجُبن، وهذا محل تزل فيه أقدام وتطيش فيه عقول وتضطرب فيه صدور، وقد بيّنت شيئًا من ذلك المعنى في مجلس (جاهلية الأزمات) من سلسلة (نفثات). 👇🏼

قناة كريم حلمي

18 Sep, 07:33


👆🏼○ ذكر الدكتور أن رسالة الإسلام عامةٌ خاتمة، دون الرسالات السابقة المحدودة بأقوام معينين وأزمنة وأمكنة معيّنة، وهذا كلام حسن جدًا، وقوله في هذا المقام جليل، ومقتضاه بطلان دعاوى الانتساب لهذه الرسالات بعد مجيء الإسلام، لكن كأن الدكتور رأى لزوم موازنة هذا الكلام وتخفيفه وتعطيل بعض لوازمه الظاهرة!

○ ذكر الدكتور بعد ذلك أن المفاضلة بين الرسل والرسالات متروك إلى الله سبحانه، وليس لأتباع الرسالات أن يقولوا فيه من تلقاء أنفسهم، إلا على وجه الاتباع للشرع الكريم.

- ويُقال للدكتور إذن: أي شرع قُصد ههنا؟ هل المراد الشرع الحق الواحد أم جنس الشرع بما في ذلك المبدَّل المحرَّف الذي تدعيه الطوائف وتنسبه إلى الله سبحانه؟ .. فإن كانت الثانية فإن هذا زور وباطل ورضى بالتحاكم إلى الطاغوت، وهو مع ذلك كلامٌ لا يغني شيئًا ولا محصل له إلا نسبية الحق، فإن أتباع كل شريعة يرون بطبيعة الحال أن فيها ما يقتضي أنها خير مما سواها وأصح وأحق.
وإن كان المراد الشرع الحق الواحد الذي لا يُوصف بالكريم إلا هو فيُقال: أأُحكم هذا الباب في هذا الشرع الحق أم سُكت عنه؟ .. فإن قيلت الثانية فهذا كذبٌ وزور ظاهر، وإن قيلت الأولى فما وجه الغمغمة والتكنية واللف والدوران فيما قطعت به الشريعة؟ خاصة في مقامٍ إسلامي خالص!

- ثم في سياق المفاضلة بين الرسالات يُقال: أي رسالات؟ .. هل المراد الرسالات التي جاءت بها الرسل أم الأديان الباطلة المحرفة التي تُنسَب لهذه الرسالات؟ .. فإن كانت الثانية - وهو ما يفهمه أكثر العامة في هذا المقام - فمجرد الدلالة على هذه الديانات بهذا اللفظ تدليس باطل، وجمعها إلى الإسلام في هذا السياق قبيح، ولا يتوقف معرفة بطلانها - لا مجرد مفضوليتها - على ورود الشرع بذلك.
وإن أُريد الرسالات التي جاءت بها الرسل فهذا يُقال فيه ما يُقال في المفاضلة بين الرسل، وهو: إن كان المراد المفاضلة على وجه التنقُّص من المفضول والازدراء ونحو ذلك فإن هذا ممنوعٌ مطلقًا، وإن كان غير ذلك فيُقال: إن كان المراد توقف المفاضلة على تصريح الشرع فهذا خطأٌ أيضًا، فإن مجرد وصف الله سبحانه بعض الرسل والرسالات بصفات وتخصيصهم بخصائص دالٌ على التفضيل بمجرده، ولو ظنًا، كما سيأتي بيانه، وإن أفضلية المذكورين في القرآن وغيره من الكتب السماوية لا تتوقف على تصريح، كما أن أفضلية إبراهيم عليه السلام على كثير من الأنبياء لا تتوقف على تصريح أيضًا.

○ بعدما ذكر الدكتور أن المرجع في المفاضلة إلى الشرع الحكيم كأنه أراد أن يشير إلى - أو يُفهَم عنه - أن مقتضى الشرع الإسلامي عدم تفضيل رسوله ورسالته على غيرهما، أو على الأقل لزوم السكوت عن ذلك وعدم التكلم به .. فذكر أحاديث نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تفضيله وتخييره وسكت عمّا سوى ذلك، وهذا إضلالٌ وتدليس قبيح.
فأولًا: هذا يتعلق بالرسول فقط دون الرسالة.
وثانيًا: قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في غير ذلك السياق أمورًا كثيرة دالة على أفضليته وأفضلية رسالته وشريعته والكتاب الذي قد جاء به، وهذا أكثر من أن يُستقصى وأظهر، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ"، وقد جاء الكلام مطلقًا في روايات أخرى: "أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ ولا فخرَ"، وقال صلى الله عليه وسلم: "لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي"، وأشباه ذلك كثير.
وثالثًا: قد روي عن غير واحد من الصحابة القطع بأفضلية النبي صلى الله عليه وسلم وأجمع عليه أهل السنة، بل أهل الإسلام، حتى متزندقة المنتسبين إلى التصوف المفضلون للأولياء على الأنبياء يفضّلون النبي صلى الله عليه وسلم على من سواه من الأنبياء.
وأما نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تفضيله وتخييره فقد وجهه العلماء بأمور، أصحها أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله على وجه التواضع، والأمارات على ذلك كثيرة، وربما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منعًا من الإفضاء إلى التنقص ممن سواه من الأنبياء وسوء الأدب معهم والنظر لهم نظر التضاد لا التنوع، كما في الملاحاة بين الأنصاري واليهودي. 👇🏼

قناة كريم حلمي

18 Sep, 07:33


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد، فــ :

• ينبغي للمؤمن ألا يكون شيء في نفسه أكبر وأجلّ وأعظم وأحب من الله ورسوله، وينبغي ألا يقدِّم على حقهما حقَ من سواهما، وإن كان قد أحبّه وأجلّه لله وفي الله، وإن من أوسع أبواب الضلال تقديم موالاة الخلق على مقتضى مراعاة الحق.

• من فروع تعظيم الله ورسوله صيانة الدين عن وساوس الأوهام وخيالات البطلان ومآتي الضلال، فضلًا عن صرائح القبائح ونهايات الغوايات، وإن كلام المُعَظَّم المتبوع والرأس المسموع بالمُجْمَلات المُحْتَملات المُضلّات = من جملة الخيانات، فضلًا عن الباطل الصريح والكذب القبيح، والساكت عن هذا المسلك - فضلًا عن المزيِّن له المدافع عنه - ليس معظِّمًا لحق الحق سبحانه، ولقد نهى الله ورسوله عن ألفاظ لها محامل مستقيمة ظاهرة لمّا احتمل إفضاء استعمالها إلى مهاوي الزيغ، ومن ذلك قول الله سبحانه: "يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وقُولُوا انْظُرْنا واسْمَعُوا ولِلْكافِرِينَ عَذابٌ ألِيمٌ"، ولمّا قال وفد بني عامر للنبي صلى الله عليه وسلم: "أنت سيدنا" قال لهم: "السيد الله"، وخطب رجلٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "مَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ، فقَدْ رَشَدَ، وَمَن يَعْصِهِمَا، فقَدْ غَوَى"، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "بئْسَ الخَطِيبُ أَنْتَ! قُلْ: وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ"، وقال له رجل: "ما شاءَ اللَّهُ وشئتَ" فقال صلى الله عليه وسلم: "أجعلتَني للَّهِ ندًّا؟ قُلْ: ما شاءَ اللَّهُ وحدَهُ"، ولما فكّر النبي صلى الله عليه وسلم في مجرد مس بعض آلهة المشركين أو تأخير كسرها توسُّلًا بذلك لإيمانهم وخضوعهم أنزل الله سبحانه كلامًا شديدًا في حق أحب الخلق إليه وأعظمهم جاهًا عنده، فقال سبحانه: [وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا (٧٣) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا (٧٤) إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا]، هذا والنبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل، هذا والفعل نفسه لا يلزم أن يكون كفرًا أو رضى بالكفر خاصة مع استمرار دعوة نبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وبطلان عبادة الأصنام! .. ولذلك فإنّ الرجل إذا تكلَّم بكلام هو حق في نفس الأمر، لكن بطريقة أو في سياقٍ يقتضي التنقص من الله أو رسوله أو دينه، أو سوء الأدب معهم = لجاز أن يكون بذلك كافرًا، ولكان مستحقًا للنكير والتعزير على أقل تقدير، ورُوي عن الإمام مالك في رجلٍ قال لآخر: "أتعيِّرني بالفقر والنبي صلى الله عليه وسلم قد رعى غنم؟!" أنه قال: "قد ‌عَرَّض ‌بذكر ‌النبي عليه السلام في غير موضعه، أرى أن يؤدَّب"، رُفع إلى أبي الحسن القابسي أمرُ شاب معروف بالخير، قال لرجل شيئًا، فقال له الرجل: "اسكت؛ فإنك أمي"، فقال الشاب: "أليس كان النبي صلى الله عليه وسلم أميا؟"، فاختلف الناس في كفره، وأشفق الشاب مما قال وأظهر الندم عليه، فقال أبو الحسن: "أما إطلاق الكفر عليه فخطأ، لكنه مخطئ"، وأشباه هذا في كلام العلماء كثير.
ومن هذا الباب قول القائل من الشعراء:
(مَتى مَا أقل مولَايَ أفضل مِنْهُم … أكن للَّذي فضّلتُه متنقِّصا
ألم تَرَ أَن السَّيْف يزري بِهِ الْفَتى … إِذا قَالَ هَذَا السَّيْف ‌أمضى ‌من ‌الْعَصَا)
وقال آخر:
(إذا أنتَ فَضَّلتَ امرأ ذا بَرَاعَة … عَلى نَاقص كَانَ ‌المديحُ ‌منَ ‌النَّقص)

• يتفرع على السابق أن غضَّ الطرف عن مقتضى مجمل الكلام المفضي إلى اعتقاد البطلان، وعن آثاره في نفوس المستمعين على اختلاف أغراضهم، وعن سياقاته العامة، كحالة التجريف العقدي الواسع ظاهر الأمارات، ثم التشاغل بتصحيح أجزاء الكلام، وتمحُّل التأويلات والمحامل، والاستنطاق في الصفحات الخاصة لما سُكت عنه في المحافل العامة = برود قبيح وتفريط في حق الحق!

• تطلُّب التأويلات والمحامل متعلق بالحكم على الشخص في نفسه، وهذا مختلف عن الحكم على الفعل الصادر منه، وينبغي أن يكون أول المُلتَفَت إليه في المقامات العامة هو الإضلال لا الضلال، ولحاظ حَمل السامع، لا مراد المتكلم نفسه أو اعتقاده، والعناية بتبرئة القائل أو إعذاره أوجب للتقديم لذلك بإنكار القول، وإلا كان ذلك إقرارًا ومناصرة بالباطل.

• وبعد، فقد ذكر الدكتور أحمد الطيب أثناء الاحتفال بالمولد النبوي كلامًا فيه من التمويه والتلبيس ما عُهِد عنه جنسُه في عشرات المواقف السابقة، وفي عين المساحات التي يُسعى إلى إماتتها من عقيدة الإسلام وشريعته، ومن ذلك ما يلي: 👇🏼

قناة كريم حلمي

18 Sep, 07:33


👆🏼○ ثم كأن الدكتور أراد أن يكرّ على الحسنة الوحيدة في كلامه في هذا السياق، وأن ينقض غزل مقتضى المذكور سابقًا، ولو بوجه من الوجوه، فأشار إلى أن ما تقدم ذكره من كون رسالة النبي صلى الله عليه وسلم هي الخاتمة العامة لا يقتضي أفضلية هذه الرسالة، وتترس في ذلك بقاعدة أن الخصوصية لا تقتضي الأفضلية، وذكر أن العلماء جعلوا من فروع هذه عدم اقتضاء خصائص الرسالة المحمدية لأفضليتها على ما سواها من الرسالات، وهذا كذبٌ على علماء المسلمين، فليذكر مَن شاء مَن قال بهذا من العلماء، ولو افترضنا وروده على لسان شذوذ منهم فإن نسبة هذا الكلام للعلماء هكذا بإطلاق = يبقى زورًا وبهتانًا، خاصة مع اشتهار ضده على ألسنتهم.
ثم إن ذِكر هذه القاعدة في هذا المقام حشوٌ لا طائل تحته، فإن المقصود بالمذكور في القاعدة مطلق الاختصاص من حيث هو، لا أنواع الاختصاصات وأفرادها، إذ لا يوجد تفضيل مُعلَّل معقولٌ إلا راجع لنوعٍ من الاختصاص!
ثم إن ما يُحتَمَل ذكره في مقام التنظير والتقعيد لا يُحتمل ذكره بالضرورة في مقام الخطاب العام، فلا يوجد عاقل يبني الأفضلية على مطلق الاختصاص من حيث هو، بل على أفراد الاختصاصات المعينة ودلالتها على التفضيل، فلا أحد يبني التفضيل على الاختصاص بالمذامّ مثلًا، أو بما لا يقتضي مدحًا أو ذمًا. أما الاختصاص بالمحامد فإنه يقتضي نوعًا من التفضيل مطلقًا على الصحيح، لكنّ التفضيل منه مطلق كلي، ومنه مقيد جزئي، والتفضيل من الفَضْل، وهو الزيادة، وكل ذي زيادة من الخير والنعمة فهو مفضَّلٌ من هذه الجهة خصوصًا، ولذلك فإن المستشفعين يوم القيامة يثنون على كل نبي بما فضّله الله به من أفراد الاختصاصات، ولذلك قال الله سبحانه: [تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ]، فجعل الله سبحانه تخصيصه موسى بكلامه نوعًا من التفضيل، لكنه تفضيل جزئي مقيد، ثم إن التفضيلات الجزئية المقيدة قد تدل على التفضيلات الكلية المطلقة وقد لا تدل عليها، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فُضِّلْتُ على الأنْبِياءِ بسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وأُحِلَّتْ لِيَ الغَنائِمُ، وجُعِلَتْ لِيَ الأرْضُ طَهُورًا ومَسْجِدًا، وأُرْسِلْتُ إلى الخَلْقِ كافَّةً، وخُتِمَ بيَ النَّبِيُّونَ"، فمن هذه الاختصاصات المُفَضَّل بها ما لا يقتضي الأفضلية المطلقة اقتضاء قويًا، كالنصر بالرعب، ومنها ما يقتضي الأفضلية المطلقة اقتضاء قويًا، ككونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ومرسلًا إلى الخلق كافة، وهذا كذلك من خصائص رسالته، كونها عامة وخاتمة، ووجه ذلك ما هو معلوم عقلًا ونقلًا من أن الله سبحانه كامل يحب الكمالات، وأنه سبحانه يحب الهدى التام والنور التام، وأن هذا الذي يحبه من عباده ويرضاه لهم، فلا يُظن أن الله سبحانه مهّد بالفاضل للختم بالمفضول، وأنه جعل المفضول مهيمنًا على الفاضل، ولا يُظن أنه أمر طائفة من عباده باتباع الفاضل مدةً ثم نهاهم عنه وأمرهم باتباع المفضول إلى يوم القيامة، ولا يُظَن أنه سبحانه جعل المفضول أظهر من الفاضل مكانًا وزمانًا وأتباعًا، وعلى أي حال، فقد ظهر مما سبق ركاكة ذكر هذه القاعدة في سياق التفضيل بخصوصية الختم والعموم أو غيرهما.

• أخيرًا، الظاهر أن الدكتور رأى أن التمويه في قضية الأفضلية لا يضر مع عدم منافاته بالضرورة لما اقتضاه كلامه الأول من بطلان سوى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذا لا يُخرج الكلام عن دائرة الإضلال والتلبيس، لما قد تقدم بيانه، وليس المذكور ههنا بأعظم مما قاله في سياقات أخرى، وقد سبق بيان كثير من ذلك، والله العاصم، وهو الهادي إلى سواء الصراط.

اللهم اهد عبادك إلى ما تحب وترضى، وأعذهم من أسباب الضلال والفتنة!
اللهم انصر عبادك المستضعفين، وجندك المرابطين، واخذل من خذلهم، واغفر لنا تقصيرنا وعجزنا وضعفنا!

قناة كريم حلمي

12 Sep, 14:39


نسخة صوتية من مجالس السياحة في هدايات سورة الصف ضمن سلسلة #أمداد_قرآنية

وهذه عبر الساوند كلاود:
https://soundcloud.com/kareemhelmy/sets/hjfmcwmdsnjl