هذا كان آخر كلام رسول الله ﷺ.
يُشغل الكفارُ رسول اللّٰه ﷺ عن صلاة العصر؛ فيدعو عليهم دعاءًا مرعبًا!
"ملأ اللّٰه قبورهم وبيوتهم نارًا كما شغلونا عن الصلاة"!
هناك فرق كبير بين من يستيقظ للفجر وأهل البيت نيام وتكون أقصى ردة فعله لعدم استيقاظ الباقي أن يقول لهم: هيه قوم صلِّ! بكل برود وفتور دون أن يهمه إن كان استيقظ أو لا، ولكن عندما تحين الساعة السابعة ويأتي وقت الدوام تراه يركض في أرجاء البيت وعلامات التوتر والخوف على وجهه وهو يوقظ الجميع خوفاً من أن يتأخر أحدهم، ويحصل في نفسه من تأنيب الضمير ما يفوق ما تجده إذا أخرج الصلاة عن وقتها.
لا أتحدث عن أمر عادي وإنما أتحدث عن الصلاة!! رأس شعائر الإسلام، وقد قال ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري عن آية أنها من أعظم ما ورد في القرآن في (فضل الصلاة) بسبب هذا الاقتران الترهيبي، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ فإذا كان الله يجعل ترك الصلاة من أفعال المشركين فكيف يرضى المسلم لنفسه أن يكون بهذه المنزلة؟! كذلك ذكر الله سبحانه وتعالى أن المنافقين يصلون ولكن انظر كيف وصف الله صلاتهم: ﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى﴾ ويقول الله تعالى أيضاً: ﴿وَلَا يَأْتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى﴾. ووصف الرسول ﷺ المنافق بأنه يصلي ولكنه يماطل ويؤجل حتى يتماس مع خروج الوقت فينقرها عاجلاً.
الذي يمعن النظر في عجائب الصلاة ومكانتها يعلم أن كل العبادات شرعها الله في الأرض عبر طرائق الوحي إلا الصلاة، فإنه عرج برسول الله ﷺ حتى سمع فرضيتها من الله جل جلاله مباشرة، فإن أول ما يحاسب عنه العبد من عمله صلاته.
أسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يجعلنا ممن وصفهم بقوله: ﴿وَٱلَّذِینَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ یُحَافِظُونَ ٣٤ أُولَئِكَ فِی جَنَّـٰتࣲ مُّكۡرَمُونَ﴾.
✍🏻 بتول الشيخ إبراهيم | أكاديمية الجيل الصاعد | إشراق2
#نص #إسفار