بعض الناس يتصور أن وجود سببٍ محسوسٍ لظاهرة أو واقعة ما، يخرجها من أن تكون مقدرة مرادة من الخالق لحكمة معينة، ولا يرون نسبتها للخالق عز وجل إلا إذا حدثت بطريق خارقة للعادة من جنس المعجزات، وهذا يكافئ اعتقاد النصارى فيما يقررونه من "التدخل الإلهي" أن الكون يسير لوحده دون تقدير ومشيئة لكل حركة فيه، والخالق يخرق نظامه ببعض الأحيان
أما اعتقاد المسلمين فهو أن الله عز وجل خالق كل حركة في الوجود ولا تقع إلا بإذنه، ويقدر وقوع ما يريد سواء من خلال الأسباب الحسية أو من غيرها
ومثال الأول ما قضى بتعذيب قوم سبأ بسيل العرم، وهو سبب محسوس
قال ابن عباس: "قوله (سَيْلَ الْعَرِمِ) يقول: الشديد، وكان السبب الذي سبب الله لإرسال ذلك السيل عليهم فيما ذُكر لي جُرذًا ابتعثه الله على سدهم، فثقب فيه ثقبًا."
تفسير الطبري
ومثال الثاني ما أعطى أنبيائه من المعجزات كفلق البحر وإحياء الموتى، وأحداث القيامة ونحو ذلك مما لا سبيل للحس فيه
فالزلازل والحرائق وتسليط الناس بعضهم على بعض فوجود الأسباب الحسية فيه لا يخرجه من كونه مقدرًا مرادًا لحكمة من قبل الخالق عز وجل، لعقاب قوم أو نصرة قوم أو غير ذلك