تُبيّن لنا أنّ اللهَ جعل"صيحةَ الظُهور" إستجابةً لصرخةِ فاطِمة!
:
عيونُ الشيعةِ المُنتظرين لإمامِ زمانِهم شاخصةٌ إلى بلادِ الشام..تُتابعُ باهتمامٍ ما يجري فيها مِن أحداث كُبرى تُشكِّلُ مخاضاً لخُروجِ ابنِ آكلةِ الأكباد مِن الوادي اليابس!
وتكثُرُ التساؤلاتُ فيما بينهم عن أوصافِ السفيانيّ وإلى مَن ينتسب؟
ونقول:
بأنّ التدبُّرَ في رموزِ الظُلامةِ الفاطميّة في القرآن المُفسَّرِ بحديثِ العترة يُشخّص لنا بوضوح صِفاتِ السفياني؛
فإنّ عاقِرَ ناقةِ ثمود وفصيلِها (الّذي هو رمزٌ لِقاتلِ فاطِمة)يحمِلُ بالضبطِ وبالدقّةِ صِفاتِ السفياني!
فهو أشقرُ أحمرُ أزرق ابن زنا لا يُعرف له أب!
فلنتأمّل سويّاً في تفاصيل الظُلامةِ الفاطميّةِ في القرآن..فهي تُرشِدُنا لصِفاتِ السُفياني وتُخبِرُنا أنّ اللهَ تعالى جعل صيحةَ الظُهور المهدويّ استجابةً لِصرخةِ فاطِمة!
وتذكّروا دائماً قولَ إمامِنا الصادق:
(مَن لم يعرف أمرَنا مِن القرآن لم يتنكّب الفِتَن)
يعني سيقعُ في الفِتن ولن يتجاوزَها!
ماذا يقولُ أهلُ البيتِ عن رمزيّةِ مقتلِ فاطِمة في قرآنِهم؟
● نقرأ في سورةِ القمر هذه الآيات الّتي تتحدّث عن قومِ ثمود مع نبيّهم صالح،
وذلك حين قالوا له: ادعُ إلهك حتّى يُخرجَ لنا مِن هذه الصخرةِ الصمّاء ناقةً عُشراء -أي حامل في شهرِها العاشر على وشك الولادة مِثلما كانت الزهراء على وشك الولادةِ حين هاجموا دارها-
فقال اللهُ في كتابهِ إجابةً لِما طلبوا:
{إنّا مُرسلوا الناقةِ فتنةً لهم فارتقِبهُم واصطبر*ونبِّئهُم أنّ الماءَ قِسمةٌ بينهُم كُلُّ شِرْبٍ مُحتضِر*فنادوا صاحِبَهُم فتعاطى فعقَر}
إلى أن يقول:
{إنّا أرسلنا عليهم صيحةً واحدةً فكانوا كهشيمِ المُحتظِر}
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
هذه الآيات تتحدّثُ في ظاهرها عن ظُلامةِ الناقةِ وفصيلِها..ولكن في حقيقتِها تتحدّثُ عن ظُلامةِ فاطِمة وعن المشروع المهدوي..وتُبيّن أنّ صيحةَ الظُهور لإمامِ زمانِنا هي استجابةٌ لصرخةِ فاطِمة
✸ قد يسأل سائل:
وأين هي ظُلامةُ الزهراءِ هنا؟ وأين هو المشروعُ المهدوي؟
ونقول:
حتّى تتّضحَ الصورةُ لابُدّ أن نرجعَ لتفسيرِ أهلِ البيتِ لهذه الآيات ونتدبّرَ فيما قالوه بشأنِها
يقولُ إمامُنا الصادق في روايةٍ يشرحُ فيها هذه الآيات مِن سورةِ القمر ويتحدّثُ عن ظُلمِ ثمود لنبيّهم صالح وغدرِهم بآيةِ نبيّهم؛ (وهي الناقةُ وفصيلِها) يقول:
(ثمّ أوحى اللهُ تبارك وتعالى إليه: أن -ياصالح- قُل لهم: إنّ اللهَ قد جعل لهذه الناقةِ مِن الماءِ شِربَ يومٍ ولكم شِربُ يوم،
وكانت الناقةُ إذا كان يومُ شُربِها شربت الماءَ ذلك اليوم، فيحلبُونها فلا يبقى صغيرٌ ولا كبيرٌ إلّا شرِب مِن لبنِها يومَهم ذلك، فإذا كان اللّيلُ وأصبحوا..غدوا إلى مائهم فشربُوا مِنه ذلك اليوم ولم تشرب الناقةُ ذلك اليوم، فمكثوا بذلك ما شاء الله،
ثمّ إنّهم عتوا على الله، ومشى بعضُهم إلى بعضٍ، وقالوا: اعقروا هذه الناقةَ واستريحوا مِنها،
لا نرضى أن يكونَ لنا شِربُ يومٍ ولها شِربُ يوم،
ثمّ قالوا: مَن الّذي يلي قتْلَها ونجعل له جعلاً -أي عطاءً- ما أحبّ؟
فجاءهم رجلٌ أحمرُ أشقرُ أزرقُ ولَدُ زنا، لا يُعرَف له أب، يُقال له: قُدار، شقيٌ مِن الأشقياء، مشؤومٌ عليهم، فجعلوا له جَعلاً،
فلمّا توجّهت الناقةُ إلى الماء الّذي كانت تَرِدُهُ، تركها حتّى شرِبت وأقبلت راجعة..فقعد لها في طريقِها، فضربها بالسيفِ ضربةً فلم تعمل شيئاً، فضربَها ضربةً أُخرى فقتَلَها، وخرّت إلى الأرضِ على جنبِها!
وهرب فصيلُها حتّى صعد إلى الجبلِ فَرَغا ثلاثَ مرّاتٍ إلى السماء،
وأقبل قومُ صالح، فلم يبقَ مِنهُم أحدٌ إلّا شَرِكَهُ في ضربتِهِ، واقتسمُوا لحْمَها فيما بينهم، فلم يبقَ مِنهم صغيرٌ ولا كبيرٌ إلاّ أكل منها،
فلمّا رأى ذلك صالحٌ أقبل إليهم، فقال:
يا قوم، ما دعاكم إلى ما صنعتم؟ أعصيتُم أمرَ ربِّكم؟
فأوحى اللهُ تبارك وتعالى إلى صالح: أنّ قومكَ قد طغوا وبغوا، وقتلوا ناقةً بعثتُها إليهم حُجّةً عليهم، ولم يكن عليهم فيها ضرر، وكان لهم مِنها أعظمُ المنفعة، فقُل لهم: إنّي مُرسِلٌ عليهم عذابي إلى ثلاثةِ أيّام، فإن هم تابوا ورجعوا قبِلْتُ توبتَهم وصددتُ عنهم، وإن هم لم يتوبوا ولم يرجِعوا بعثتُ عليهم عذابي في اليوم الثالث!..)
فأبلغ صالح قومَهُ رسالةَ اللهِ لهم، ولكنّهم عتوا واستكبروا وقالوا لصالح: "ائتنا بما تعِدُنا إن كُنتَ مِن الصادقين"
فقال لهم:
(يا قوم، إنّكم تُصبحون غداً ووُجوهُكم مُصفرّة، واليوم الثاني وُجوهُكم مُحمَرّة، واليوم الثالث وُجوهُكم مُسودّة)
وهذا ما حصل لهم بالفعل في هذه الأيّام الثلاثة،
ولكنّهم لشِقوتِهم لم يتوبوا رُغمَ أنّهم عاينوا علامات العذاب بأنفُسِهم!
وإنّما قالوا:
"لو أُهلِكنا جميعاً ما سمِعنا قولَ صالح ولا تركنا آلِهتَنا الّتي كان آباؤنا يعبُدُونها.."!
تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/15oGQwSZT8/
#الثقافة_الزهرائية