الثقافة الزهرائية @zahraa_culture Channel on Telegram

الثقافة الزهرائية

@zahraa_culture


طلبُ المعارفِ مِن غيرِ طريقِنا أهل البيتِ مُساوقٌ لإنكارِنا

الثقافة الزهرائية (Arabic)

مرحبًا بكم في قناة 'الثقافة الزهرائية' على تطبيق تيليجرام! هذه القناة مخصصة لعشاق الثقافة الزهرائية وتهدف إلى نشر المعرفة والوعي بتراثنا الثقافي. من خلال محتوى متنوع يشمل المقالات والفيديوهات والصور، ستحظى بفرصة استكشاف عوالم جديدة وتعميق فهمك للتاريخ والفلسفة الزهرائية. هل تبحث عن مصادر جديدة للتعلم والاستمتاع بالثقافة الزهرائية؟ إذا كانت الإجابة نعم، فإن هذه القناة هي المكان المناسب لك! انضم إلينا اليوم وانغمس في عالم مثير من الثقافة والتاريخ الزهرائي. نحن نؤمن بأهمية تبادل المعرفة والتعلم المستمر، ونسعى جاهدين لتقديم محتوى ثري وممتع لمتابعينا الأعزاء. فلا تفوت الفرصة وانضم إلينا اليوم لتكون جزءًا من هذه المجتمع الثقافي المميز!

الثقافة الزهرائية

05 Jan, 12:07


وقفة عند المقامِ الرفيع لأهلِ البيتِ في الدعاءِ الرجبيِّ لإمامِ زمانِنا 💖
:
✦ نقرأ في سورةِ الكهف: {وإذ قُلنا للملائكةِ اسجدوا لآدمَ فسجدوا إلّا إبليسَ كان مِن الجِنِّ ففسَق عن أمرِ ربّه أفتتّخِذونهُ وذُرّيتَهُ أولياءَ مِن دوني وهم لكُم عدوٌّ بئس للظالمين بدلا* ما أشهدتُهم خَلْقَ السماواتِ والأرضِ ولا خَلْقَ أنفُسِهِم وما كنتُ مُتّخِذَ المُضلّينَ عَضُدا}

• لاحظوا قولَهُ: (وما كُنتُ مُتّخِذَ المُضِلّين عَضُدا)
الآيةُ تتحدّثُ عن الظالمين كما بيّنت الآية السابقة،
وتقولُ بأنّ اللهَ تعالى لم يُشهِد الظالمين خلْقَ السماواتِ والأرضِ ولا خَلْقَ أنفُسِهم،
يعني أنّهُم ما كانوا موجودين قبل خَلْقِ السماواتِ والأرض ولا كانوا موجودين قبلَ خَلْقِ أنفُسِهم حتّى يكونوا شهوداً..وهذا يعني أنّ هناك فئةً أشهدَها اللهُ خلْقَ السماواتِ والأرض..وإلّا لا معنى لتخصيصِ الحديثِ عن الظالمين إذا كان اللهُ لم يُشهد أحداً مِن خلْقِهِ على الإطلاق خَلْقَ السماواتِ والأرض

هناك ذواتٌ خلقها اللهُ تعالى وأشهدها خلْقَ السماواتِ والأرض..يعني أنّ هذه الذواتَ كانت موجودةً قبل خَلْقِ السماواتِ والأرض، وهي حقائقُ أهلِ البيتِ القادسةِ الّذين هُم مظاهِرُ أسماءِ اللهِ تعالى ومجْمَعُ أسمائهِ وصفاتِهِ،
وهذا المضمون بيّنته أحاديثُ العترة

• ثمّ تقول الآية: {وما كُنتُ مُتّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُدَا}
المُضلّون هُم الظالمون، ويُقابِلُهم الهادون كما في قولِهِ تعالى: {إنّما أنتَ مُنذِر ولكُلِّ قومٍ هاد}
ونبيُّنا يقول: (أنا المُنذِرُ وعليٌّ الهادي، وكُلُّ إمامٍ هادٍ للقرنِ الّذي هو فيه)
فالهادون الّذين هُم في مُقابل المُضلّين هُم الأئمّةُ"صلواتُ اللهِ عليهم"
فالباري لم يتّخذ المُضلّين عَضُداً لكنّهُ اتّخذ أهلَ البيتِ عَضُداً..كما نقرأُ في دعاءِ إمامِ زمانِنا الّذي يُستحَبُّ قراءتُهُ كُلِّ يومٍ في رجب، نقرأُ فيه هذه العباراتِ الّتي تتحدّثُ عن حقائقِ أهلِ البيتِ النوريّة فتقول:
(لا فرقَ بينك وبينها إلّا أنّهُم عبادُك وخلقُك،فتقُها ورَتْقُها بيدِك بَدؤُها مِنك وعَودُها إليك أعضادٌ وأشهاد)
معنى العبارة:
يعني أنّ الحقائقَ النُوريّةَ القادسةَ لأهلِ البيتِ الّتي خَلَقها اللهُ قبلَ خَلْقِ الكائنات..هذه الحقائقُ لا فرقَ بينها وبين اللهِ تعالى سِوى أنّها ذواتٌ مخلوقة..فتقُها ورتْقُها بيدهِ تعالى، بدؤها مِنهُ وعودُها إليه،
يعني أنّ عِلْمَ هذه الحقائق هو عِلْمُ الله،
وطهارتُها طهارةُ الله،
وولايتُها على هذا الوجودِ ولايةُ الله،
هذا هو معنى لا فرقَ بينك وبينها إلّا أنّهم عبادُك وخلقُك،
اللهُ تعالى أفاض على هذه الحقائقِ النوريّةِ صِفاتِ جمالِهِ وجلالِهِ..فلا فرق بينها وبين اللهِ سِوى أنّها حقائقُ مخلوقة كما يقولُ الدعاءُ الرجبي

• ثمّ يقولُ الدعاء في وصفِ حقائقِ أهلِ البيت: (أعضادٌ وأشهاد) هذه أوصافٌ لوجودِهم على الأرض
اربطوا بين هذه العبارة وبين قولِهِ تعالى: {وما كنتُ مُتّخِذَ المُضلّينَ عَضُدا
فالمُضلّون ليسوا أعضاداً ولا أشهاداً،
أمّا أهلُ البيتِ فهُم أعضادٌ للهِ تعالى وأشهادٌ بنصِّ الدعاء الرجبي

إلى أن يقول الدعاء:
(فبِهِم ملأتَ سماءك وأرضك حتّى ظهر أن لا إلهَ إلّا أنت)
الدعاءُ هُنا يتحدّثُ عن الوجهِ الباطنِ لمحمّدٍ وآلِ محمّد..وإلّا فإنّهم"صَلَواتُ اللهِ عليهم" في الوجهِ الظاهرِ يأخذون حيّزاً محدوداً مِن الأرض وهو ما يظهرُ لنا،
فهل أنّ ما يظهرُ لنا يُمثّلُ تمامَ الحقيقة؟
قطعاً لا.. الأشياءُ المحدودةُ الترابيّةُ لا تظهرُ لنا على حقيقتِها..فما نراهُ مِن هذه الكائناتِ المحدودة (الشجرِ والحجرِ والبهائم والبشر) ما نراهُ مِنها هو بحسبِ ما نستطيعُ رؤيتَه..أمّا الحقيقةُ فهي أكبرُ مِن ذلك،
فإذا كان هذا الحالُ يجري مع كُلِّ هذه الأُمورِ الصغيرة..فكيف يكونُ الكلام مع محمّدٍ وآلِ محمّدٍ إذاً؟!
قطعاً حقيقتُهم هي أعظمُ وأعظمُ مِمّا نراه

• قولُ الدعاء: (فبِهِم مَلأتَ سماءك وأرضك) أي بمحمّدٍ وآلِ محمّدٍ ملأتَ سماءك وأرضك،
وعمليّةُ المَلءِ هذه جرت عِبرَ مقاماتِ أهلِ البيت الّتي لا حدودَ لها،
فالدعاء يتحدّث عن مقاماتِ أهلِ البيت وعن تجلّياتِهم في كُلِّ طبقةٍ مِن طبَقاتِ الوجود،
فأهلُ البيتِ لهم مَظاهرُ وتجلّياتٌ في عوالم الوجود..ملأ اللهُ تعالى بها السماواتِ والأرض بحيث لا يُوجدُ مجالٌ لأبوابٍ أُخرى تُوصِلُ إليه سُبحانه،
فأهلُ البيتِ هُم البابُ المُبتلى به الناس

(فبِهِم ملأتَ سماءك وأرضَك حتّى ظهر أن لا إلهَ إلّا أنت)
هذه هي الشهادةُ العظمى، وهذا هو التوحيد
فالشهادةُ تعني حضور..والشهادةُ العظمى تعني حُضورَ حقائق أهلِ البيتِ النوريّة في كلِّ طبقاتِ الوجود..وهذا نفس المضمون الّذي نقرؤهُ في دعاء كُميل: (وبأسمائك الّتي ملأت أركانَ كُلِّ شيء)
فهذه الأسماء الّتي ملأت أركانَ كُلِّ شيء هي حقائقُ أهلِ البيت

تتمةُ الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/18AVC1PKN9/
#الثقافة_الزهرائية

الثقافة الزهرائية

03 Jan, 21:11


وقفةٌ عند سُؤالٍ طُرِحَ على إمامِنا الهادي عن سببِ اختلافِ مُعجزاتِ الأنبياء
:
❂ سُئلَ إمامُنا الهادي"صلواتُ اللهِ عليه":
(لماذا بَعَثَ اللهُ مُوسى بنَ عِمران بالعصا ويدَهُ البيضاءَ وآلةَ السِحر، وبَعَثَ عيسى بآلةِ الطِب، وبَعَث محمّداً "صلّى اللهُ عليه وآلِهِ" بالكلامِ والخُطَب؟
فقال الإمام:
إنّ اللهَ لمّا بَعَثَ مُوسى كان الغالبُ على أهلِ عَصْرِهِ السِحْر..فأتاهُم مِن عند اللهِ بما لم يكُن في وُسْعِهِم مِثْلُهُ وما أبطل به سِحْرَهُم وأثبتَ به الحُجّةَ عليهم،

وإنّ اللهَ بَعَثَ عيسى في وقتٍ قد ظهرت فيه الزماناتُ -أي العاهاتُ والأمراض- واحتاج الناسُ إلى الطِب..فأتاهُم مِن عند اللهِ بما لم يكُن عندَهُم مِثلُهُ، وبما أحيا لهُمُ الموتى وأبرأ الأكمَهَ والأبرصَ بإذنِ اللهِ وأثبتَ به الحُجّةَ عليهم،
وإنّ اللهَ بعَثَ مُحمّداً "صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ" في وقتٍ كان الغالِبُ على أهلِ عصرِهِ الخُطَبُ والكلام‌، وأظُنُّهُ قال الشِعْر -هذا الظنُّ مِن الرواي وليس مِن الإمام-
فأتاهُم مِن عند اللهِ مِن مواعِظِهِ وحِكَمِهِ ما أبطلَ بهِ قولَهُم وأثبتَ به الحُجّةَ عليهم
فقال له ابنُ السِكّيت:
تاللهِ ما رأيتُ مِثلك قطُّ،
فما الحجّةُ على الخَلْقِ اليومَ؟

قال الإمام: العقل، يُعرَفُ به الصادقُ على اللهِ فيُصدِّقُهُ والكاذبُ على اللهِ فيُكذِّبُهُ)
[الكافي: ج1]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
الإمامُ في هذه الروايةِ تحدّثَ عن حُجَجِ اللهِ الظاهرةِ على الناس (وهي الأنبياءُ والأوصياء)
وعن الحُجّةِ الباطنةِ وهي: العقل

والمُرادُ مِن الحُجّة: يعني مُنتهى الوُضوح، مُنتهى البُرهان،
فالحُجّةُ الظاهِرةُ في مُنتهاها هُم الأنبياءُ والأوصياءُ بما أُيِّدوا بهِ مِن مُعجزاتٍ ودلائل،
وأمّا الحُجّةُ الباطِنةُ في مُنتهاها فهي العُقُول

ولا يُمكن أنْ تتناقضَ هذهِ الحُجَجُ فيما بينها..
لابُدَّ أن يكونَ هُناك توافقٌ واضحٌ بيّن الحُجَجِ الباطِنةِ وبين الحُجَجِ الظاهِرة،
فما نأخذُهُ مِن الحُجَجِ الظاهرةِ مِن كلامٍ وحديثٍ لابُدّ أن يكونَ مُتطابقاً مع الحُجَجِ الباطِنة (وهي العُقول)
وإلّا كيف كانت هذه حُجَجٌ وهذه حُجَج؟!

حديثُ الأنبياءِ والأوصياءِ مُطابِقٌ للحُجّةِ الباطنةِ وهي العقل،
فالأنبياء كما ورَدَ في أحاديثِ العترةِ إنّما بُعِثُوا لإثارةِ دفائنِ العُقُول،
فحديثُهُم مُطابقٌ لِحُكمِ"العقلِ الحُجّة"

والمرادُ مِن العقلٍ الّذي يكونُ حُجّةً على العباد:
هو العقلُ الّذي يُدرِكُ بديهيّاتِ الأشياءِ والمسائلَ الضروريّةَ الّتي يتّفِقُ عليها الجميع، سواء كانوا مِن أهلِ الدياناتِ أم لم يكونوا مِن أهلِ الديانات،
سواء كانوا مِن أهلِ الشرقِ أم كانوا مِن الغرب،
سواء كانوا مِن أهلِ العِلْمِ أم لم يكونوا كذلك

فهُناك بديهيّاتٌ يتّفِقُ عليها الناسُ عُموماً على اختلافِ مشاربِهِم وأذواقِهِم الدينيّةِ والفِكريّة.. مِثل بديهة: "أنّ النقيضينِ لا يجتمعان"
وبديهةُ "أنَّ الكُلَّ أكبرُ مِن الجزء"، "وأنّ الأثرَ يدلُّ على المُؤثّر".. وأمثال ذلك مِن البديهيات الّتي يتّفِقُ عليها الجميع،
هذا هو المُرادُ مِن العقلِ الحُجّةِ الّذي تحدّثت عنه الرواياتُ وقالت بأنّهُ حُجّةٌ باطِنةٌ على العِباد،
إنّهُ العقلُ الّذي يُدرِكُ البديهيّاتِ الضروريّةِ الّتي لا يختلِفُ عليها أحدٌ مِن البَشَر

أمّا العقلُ العَمَليُّ (التجريبيُّ) الّذي يأتي مِن مناشئَ مُختلفة..فتدخلُ في تكوينِهِ الوِراثةُ والأعرافُ والتقاليدُ والثقافةُ العامّةُ والتربيةُ في المنزلِ والتربيةُ في المجتمع، والتعليمُ وحجمُ المعلوماتِ ونوعُ الاختصاصِ ونوعُ العِلْمِ ونوعُ الثقافةِ والتجاربِ الحياتيّةِ الّتي يُشاهِدُها الإنسانُ أو يعيشُها.. وعواملُ أُخرى عديدة..فهذا ليس العقلُ الّذي وُصِفَ في الرواياتِ بأنّه حُجّةٌ باطِنة..لأنّ هذا العقلَ تتدخّلُ في تكوينِهِ عواملُ عديدة، فلا تكونُ نتائجُ حُكمِهِ واحدة، لاختلافِ هذا العقل عند الناسِ باختلافِ العواملِ الّتي تدخّلت في تكوينِهِ

نعم..العقلُ العَمَليُّ قد يكونُ حُجّةً في بعضِ الأحيانِ على الإنسانِ إذا كانت مناشيءُ هذا العقل صحيحةً..لكنّهُ ليس بحُجّةٍ في المُطلَق..
العقلُ الحُجَّةُ في المُطلَق هو العقلُ الّذي مُكوّناتُهُ هي البديهيّاتُ والحقائقُ الثابتةُ الّتي اتّفقَ عليها الجميع

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

03 Jan, 15:07


إمامُنا الهادي النقيّ يُبيّنُ لنا المعنى الصحيح لهذهِ الآية:
{لِيَغفِرَ لكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّر}

:
حِين سُئِلَ إمامُنا الهادي النقي"صَلَواتُ اللهِ عليه" عن قَولِ اللهِ عزَّ وجلَّ لنبيّهِ الأعظم: {لِيَغفِرَ لكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّر} قال"عليه السلام":
(وأيُّ ذَنبٍ كان لِرسولِ اللهِ "صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ مُتقدِّماً أو مُتأخِّراً؟ وإنِّما حَمَّلَهُ اللهُ ذُنُوبَ شِيعةِ عليٍّ "صَلَواتُ اللهِ عليه" مِمَّن مضى مِنهُم وبقِيَ ثُمَّ غفَرَها له)
؛
الَّلهُمّ صلِّ على عليِّ بن مُحمَّدٍ -الهادي النقي- وصيِّ الأوصياءِ وإِمامِ الأتقياء، وخَلَفِ أئمّةِ الدين والحُجّةِ على الخلائقِ أجمعين،
الَّلهُمَّ كما جعلتَهُ نُوراً يستضيءُ به المُؤمنون، فبَشَّرَ بالجزيلِ مِن ثوابِكَ وأنذرَ بالأليمِ مِن عقابِكَ وحذّرَ بأسَكَ وذكَّرَ بآياتِكَ وأحلَّ حلالكَ وحَرَّم حرامَكَ وبيَّنَ شرائعَكَ وفرائضَكَ، وحَضَّ على عبادتِكَ وأمرَ بطاعتِكَ ونهى عن معصيتِكَ، فصلِّ عليه أفضلَ ما صلّيتَ على أحدٍ مِن أوليائكَ وذُريّةِ أنبيائكَ يا إلهَ العالمين..

سيّدي يا أبا الحَسَنِ يا عليَّ بنَ مُحمّدِ الهادي النقي"صَلَواتُ اللهِ عليك":
أشهدُ أنّكُم الأئمَّةُ الراشدونَ المهديُّونَ المعصومونَ المُكَرَّمون المُقَرَّبونَ المُتَّقُونَ الصادِقُونَ المُصطَفَونَ المُطِيعُونَ للهِ القوَّامُونَ بأمرِهِ العامِلونَ بإرادتِهِ الفائزونَ بكرامتِهِ، اصطفاكُم بِعِلْمِهِ وارتضاكُم لِغَيبِهِ واختاركُم لِسِرِّهِ واجتباكُم بقُدرتِهِ وأعزَّكُم بهُداه وخَصَّكُم بِبُرهانِهِ وانتجَبَكُم لِنُورِهِ وأيَّدَكُم بِرُوحِهِ ورَضِيَكُم خُلَفَاءَ في أرضِهِ وحُجَجَاً على برِيَّتِهِ وأنصاراً لِدينِهِ وحَفَظَةً لِسِرِّهِ وخَزَنَةً لِعِلْمِهِ ومُستودعاً لِحِكمَتِهِ وتراجِمةً لِوحيهِ وأركاناً لِتَوحيدِهِ وشُهداءَ على خلقِهِ وأعلاماً لِعِبادِهِ ومَناراً في بلادِهِ وأدلّاءَ على صِرِاطِهِ،
عَصَمَكُم اللهُ مِن الزَلَلِ وآمَنَكُم مِن الفِتَنِ وطَهَّرَكُم مِن الدَنَسِ وأذهبَ عنكُم الرِجسَ وطهَّرَكُم تَطهيرا..
-------------------------
عظّم اللهُ لكُم الأجرَ بشهادةِ إمامِنا العاشِر، الطُهْرِ الطاهرِ والنُورِ الباهر، الأمينِ الوفيِّ والعَلَمِ الرَضيِّ الهادي الزكيِّ: أبي الحَسَنِ عليِّ بن مُحمّدٍ الهادي النقيِّ "صَلَواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ وعلى آلِهِ الأطهارِ والّلعنةُ الدائمةُ الوبيلةُ على أعدائهِم وظالميهم مِن الأوّلينَ والآخِرِين"

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

02 Jan, 21:56


صورةٌ مُصغّرةٌ جدّاً مِن ألطافِ الإمامِ المعصوم

وقفة عند حادثةٍ جميلةٍ وقعتْ في زمنِ إمامِنا الهادي..تُعلِّمُنا أن نتوجّهَ لإمامِ زمانِنا في كلِّ حال..لاسيّما في أصعبِ الظُروف،
فإمامُ الزمانِ هو كهفُ الأمان♡
:
❂ يُحدّثُنا كافور الخادم، يقول:
(كان يونسُ النقّاش -أحدُ أصحابِ إمامِنا الهادي- يغشى سيّدَنا الإمامَ الهادي"عليه السلام" ويخدِمُهُ،
فجاء -يونس- يوماً يَرعدُ -أي يرتجِفُ مُضطرِباً مِن الخوف- فقال للإمام:
يا سيّدي أُوصيك بأهلي خيراً،
فقال الإمام: وما الخبر؟ قال يُونس: عزمتُ على الرحيل،
قال الإمام وهو يبتسِم: ولِمَ يا يُونس؟
قال يُونس:
وجّهَ إليَّ"ابنُ بُغا" -أحدُ قوادِ المُتوكّل العبّاسي- بفُصٍّ ليس له قيمة -يعني فُصُّ خاتمٍ ثمين لا يتمكّن مِن تحديدِ قيمتِهِ لأنّه ثمينٌ جدّاً-
يقول يُونس:
فأقبلتُ أنقُشُهُ فكسرتُهُ باثنين! ومَوعِدُهُ غد، -أي موعِدُ تسليمِهِ يوم غد-
وهو "موسى بن بُغا" إمّا ألفُ سَوطٍ أو القتل!
فقال له الإمام:
امضِ إلى منزلِك إلى غد..فما يكونُ إلّا خيرا

فلمّا كان مِن الغَد وافاه بُكرةً
-أي جاء للإمام صباحاً- يَرعَد، فقال للإمام: قد جاء الرسولُ يلتمسُ الفُصَّ!
فقال له الإمام: امْضِ إليه، فلن ترى إلّا خيرا.
قال يُونس: وما أقولُ له يا سيّدي؟
فتبسّم الإمام وقال: امضِ إليه واسمع ما يُخبِرك به..فلا يكونُ إلّا خيراً.
فمضى يُونس وعاد، وقال: قال لي يا سيّدي: الجواري اختصمنَ..فيُمكِنُكَ أن تجعلَهُ فُصّينِ حتّى نُغنيك؟
فقالَ الإمام: الّلهُمَّ لك الحمدُ إذ جعَلْتنا مِمّن يحمَدُك حَقّاً.. فأيُّ شيءٍ قُلتَ له؟
قال يُونس: قلتُ له: أمهلني حتّى أتأمّل أمرَهُ؟ فقال الإمام: أصبت)
[البحار: ج50]

[ومضةُ تفكُّر💭]
موقفٌ عصيبٌ جدّاً مَرَّ به يُونسُ النقّاش..ولكن بمُجرّد أن توجّهَ في مِحنتِهِ لإمامِ زمانِهِ وأخبرَهُ بالحال..انكشفت كُربتُهُ وعاد مسروراً ثَلِجَ الفؤاد،
وهذا درسٌ لنا نحنُ كي نتوجّهَ لإمامِ زمانِنا في كُلِّ أحوالِنا؛ في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرة..فهذا ما يُريدُهُ الباري تعالى ويُريدُهُ أهلُ البيت، كما ورد في الحديثِ القُدسي في مُناجاةِ اللهِ تعالى مع نبيّه موسى، يقول:
(يا مُوسى سلني كُلَّ ما تحتاجُ إليه، حتّى علَفَ شاتِك، ومِلحَ عجينِك)
[البحار: ج90]

يعني توجّه إليَّ يا مُوسى في كُلِّ حوائجِك، حتّى في صغائرِ الأمور.. وهذا المضمون موجودٌ بعينِهِ في كلماتِ أهلِ البيت، كما نقرأ في الزيارةِ الجامعةِ الكبيرة: (ومُقدِّمُكم أمامَ طلِبَتي وحوائجي وإرادتي في كُلِّ أحوالي وأُموري)
لاحظوا عبارة: (في كلِّ أحوالي وأموري)
هل بقي شيءٌ مِن كيانِ الإنسان لم يدخل تحت هذه العبارة؟
هل بقيَ شيءٌ مِن ظاهرِ الإنسان أو مِن باطنِهِ؟ وهل بقيَ شيءٌ مِن عواطِفِ الإنسان ومكنوناتِ ضميرِهِ ومِن كُلِّ خلجاتِهِ النفسيّةِ وكلِّ اهتماماتِهِ وشُؤوناتِ حياتِهِ الدينيّةِ والدنيويّةِ لم يدخُل تحت هذه العناوين؛ (طلبتي، حوائجي، إرادتي)؟

فالشيعيُّ في هذه العبارات يقولُ لأهلِ البيتِ ولإمامِ زمانِهِ:
إنّني أُقدِّمُك يا إمامي في كلِّ شأنٍ مِن شؤون حياتي، الظاهرِ منها والباطن، الماديِّ مِنها والمعنوي، المعقولِ مِنها والمحسوس، ما يرتبطُ بصحّةٍ أو مرض، بغِنىً أو فقر، بهدايةٍ أو ضلالة، بحسنةٍ أو سيّئة، بتوبةٍ أو دعاءٍ أو توسلٍ، في أموري الاعتياديّةِ والاستثنائيّة، الصغيرةِ مِنها والكبيرة،
إنّني أُرجِعُ كُلَّ ذلك إليك يا إمامي وأُخالفُ هواي، وأجعلُ إرادتي تنطوي فيما تُريدُهُ يا إمام،
فالمُنتهى عندكم وما بعد المُنتهى عندكم، كما نُخاطِبُ أهلَ البيتِ في دعاءِ علقمة فنقول: (ليس لي وراءَ اللهِ ووراءكم يا سادتي مُنتهى)
يعني في كلِّ شيءٍ مِن شؤوني أتوجّه إليكم سادتي آل محمّد لأنّكم أصلُ الأصول، فأنتم الأوّلُ والآخر، كما نُخاطِبُ إمامَ زمانِنا في زيارةِ آلِ يس،
وكما نُخاطِبُهُ أيضاً في دعاء الندبة: (أين وجهُ اللهِ الذي إليه يتوجّه الأولياء)

فإمامُ زمانِنا هو كهفُ الأمان وهو سفينةُ النجاةِ الحقيقيّة، كما نُخاطِبُهُ في زيارتِهِ الشريفةِ في يومِ الجمعة:
(السلامُ عليك يا سفينةَ النجاة، السلامُ عليك يا عينَ الحياة)
فهو عينُ الحياةِ الواقعيّةِ وهو سفينةُ النجاةِ الواقعيّةِ الّتي تقودُ الخلائقَ طُرَّاً إلى شاطئ الأمانِ والسلام،
فهو الّذي يقول: (وإنّي لأمانٌ لأهلِ الأرض)
فهو الأمانُ لأهلِ الأرض وهو الأمانُ لأهلِ السماء،
وبإمامِ زمانِنا وحدَهُ دون سِواه تُكشَفُ عنّا كلُّ الكروبِ والأحزان، وتُكشَفُ به عنّا هذه الغُمّةُ وهذه الفِتنُ المُظلِمةُ العمياءُ المُنكسِفةُ المُستحكِمة، كما نقرأ في دعاءِ العهد:
(الّلهُمّ اكشف هذه الغُمّةَ عن هذه الأُمةِ بحُضُورِهِ)

؛
سيّدي يا بقيّةَ الله:
صلّى عليكَ اللهُ يا أمَلاً بـــــهِ
تحيا القلوبُ وتنزِلُ الرَحَماتُ
يا قائمَ الأطهارِ يابن مُحمّـــدٍ
بنسيمِ ذِكركَ رفّتْ النَبَضــاتُ

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

02 Jan, 17:11


في يـومِنـــــا كُلٌّ أراد "رغائبَـــــه"
والوالهُ المُشتـــــاقُ يندِبُ غائبَـــه
كم يُدمِعُ الهَجْرُ الطويلُ مَحاجِــراً
ويُوَرِّثُ القلبَ الكســيرَ مصائبَــــه
أقبِل إمــــامَ زمانِنـــا فقُلُوبُنـــــــا
ظمــأى.. لِرؤيتكَ المَهيبـــةِ طالبـه
فالجُمعـــــةُ الغرّاءُ تَرقُبُ طلعــــةً
والغيثُ يستسقي حُضورَ سحائبَه

سيّدي يا بقيّةَ الله:
أيّها الحُجّةُ البالغةُ والنعمةُ السابغةُ والوجهُ الإلهيُّ المُتقلِّبُ بين أظهُرِنا
هاهي أوّلُ الجُمُعاتِ في شهر"عليِّ العُلا ذِي المعالي" تُطِلُّ علينا،
جمعةُ الرغائبِ والمواهبِ وتَحقُّقِ الأماني والمطالب

ليس لنا مِن رغبةٍ وأُمنيةٍ فيها سِواك يابن فاطِمة،
فأنتَ المُنى وكُلُّ المُنى
وليس لنا مِن ورائك يا سيّدي مُنتهى،
فنسألُك بحقِّ هذه الجمعةِ الغرّاءِ الماطرةِ بألوانِ العطاء؛ أن تقبلَنا بجودك، وتتجاوزَ عن قبيحِ ما عندنا بجميلِ ما عندك،
وأن تجعلنا مِن همِّك وتُصيّرنا في حِزبك،
يا مُنى قُلوبِ المُشتاقين، ويا غايةَ آمالِ المُحبّين، ويا غايةَ مُرادِ المُريدين، ويا مُنتهى هِمَمِ العارفين يا قائم آلِ محمّد♡

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

02 Jan, 11:24


تُحفةُ إمامِنا الهادي لِمَن أرادَ معرفةَ أهلِ البيتِ ومعرفةَ إمامِ زمانِهِ
:
يُحَدِّثُنا مُوسى بنُ عِمرانَ النُخَعي (أحدُ أصحابِ إمامِنا الهادي النقيِّ) يقول:
(قُلْتُ لِعليِّ بنِ مُحمّدِ بنِ عليِّ بنِ مُوسى بنِ جعفر بنِ مُحمّدِ بنِ عليِّ بنِ الحُسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالب "صلواتُ اللهِ عليه وعلى آلِهِ الأطهار": علِّمنِي يا ابنَ رَسُولِ اللهِ قَولاً أقولُهُ بليغاً كامِلاً إذا زُرتُ واحداً مِنكُم.. فعلَّمَهُ إمامُنا الهادي الزيارةَ الجامعةَ الكبيرة)
فالزيارةُ الجامعةُ الكبيرةُ هي القَولُ البليغُ الكامِلُ الّذي نعرِفُ مِن خِلالِهِ مُحمّداً وآلَ مُحمّدٍ "صَلَواتُ اللهِ عليهم" ونَعرِفُ مِن خلالِهِ إمامَ زمانِنا وصِفاتِ إمامِ زمانِنا "صَلَواتُ اللهِ عليه"

هَلَّ هِلالُكَ يا رجبُ 🌙
مَرحى لِأيّامِكَ العَلَويّةِ السخِيّةِ الوافِرة..
في الأوّلِ مِن شهرِ رجب مِيلادُ إمامِنا الباقر.. وفي الثاني مِن شهرِ رجب مِيلادُ إمامِنا الهادي "صَلَواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهم أجمعين"
فنَحنُ بين يومٍ فيه ولادةُ الباقرِ وبين ليلةٍ هي ليلةُ ميلادِ إمامِنا العاشر..

السلامُ على أئمّةِ الهُدى ومصابيحِ الدُجى وأعلامِ التُقى وذَوِي النُهى وأُولِي الحِجى وكهفِ الورى وورثةِ الأنبياءِ والمَثَلِ الأعلى والدعوةِ الحُسنى وحُجَجِ اللهِ على أهلِ الدُنيا والآخِرةِ والأُولى ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ..
السلامُ على مَحالِّ مَعرفةِ اللهِ، ومَساكِنِ بركةِ اللهِ، ومَعادِنِ حِكْمةِ اللهِ، وحَفَظةِ سِرِّ اللهِ، وحَمَلِةِ كِتابِ اللهِ، وأوصِياءِ نبِيِّ اللهِ، وذُرِيّةِ رسُولِ اللهِ "صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ" ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ..

سيّدي يا أبا الحسنِ يا عليَّ بن محمّد، أيُّها الهادي النقي "صلواتُ اللهِ عليك":
كلامُكُم نُورٌ وأمرُكُم رشدٌ ووصِيتُكُم التقوى وفِعلُكُم الخيرُ وعادتُكُم الإحسانُ وسجِيّتُكُم الكَرَمُ وشأنُكُم الحقُّ والصِدقُ والرِفق، وقولُكُم حُكمٌ وحَتْمٌ ورأيُكُم عِلمٌ وحِلمٌ وحَزم، إن ذُكِرَ الخيرُ كُنتُم أوَّلَهُ وأصلَهُ وفرعَهُ ومعدِنَهُ ومأواهُ ومُنتهاه،
بأبي أنتُم وأُمّي ونفسي، كيف أصِفُ حُسنَ ثنائِكم وأُحصي جميلَ بلائكُم وبِكُم أخرجنا اللهُ مِن الذُلِّ وفرَّجَ عنّا غمَرَاتِ الكُروبِ وأنقذنا مِن شَفا جُرفِ الهَلَكاتِ ومِن النار..

اللَّهُمَّ صلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّد.. وصلِّ على حُجَّتِكَ الوفيِّ ووليّكَ الزكيِّ وأمينِكَ المُرتضى وصفيِّكَ الهادي وصراطِكَ المُستقيم، والجادّةِ العُظمى والطريقةِ الوُسطى، نُورِ قُلُوبِ المُؤمنين، ووليِّ المُتَّقين، وصاحبِ المُخلصين، إمامِنا ومولانا: عليِّ بن مُحمّدٍ الهادي النقيِّ "صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه"
--------------------------
أسعدَ اللهُ أيَّامَكُم بميلادِ إمامِنا نُورِ الأنوارِ وزينِ الأبرارِ وسليلِ الأخيارِ وعُنصرِ الأطهار: أبي الحَسَنِ عليِّ بن مُحمَّدٍ الهادي النقي "صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه وعلى آلِهِ الأطهارِ" في الثاني مِن شَهْر رجبٍ المُرجَّبِ الأصب.

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

01 Jan, 22:27


الجُمعةُ الأولى مِن رجب، المعروفة بـ(جمعةِ الرغائب) ليلةٌ عَلَويّةٌ مهدويّةٌ نرغبُ فيها إلى إمامِ زمانِنا
:
هناك فئةٌ مِن الشيعةِ ما إن نقترب مِن الجُمعةِ الأُولى في رجب حتّى تُبادر إلى التشكيكِ في فضلِ "جمعةِ الرغائب" بحجّةِ أنّ الروايةَ الواردة في صفةِ الصلاةِ التي يُستحبُّ الإتيانُ بها في هذه الّليلة مرويّةٌ عن المُخالفين،
وكأنّ عظمةَ هذه الّليلة مُنحصِرةٌ في هذه الصلاة!
وقد غفل هؤلاء الشيعةُ عن أشياءَ كثيرة بخُصوص ليلةِ الرغائب، وبخُصوصِ التعامل مع الرواياتِ أيضاً، مِنها:
✦ أوّلاً: معنى(ليلة الرغائب) يعني ليلةٌ يُرغَبُ فيها إلى اللهِ تعالى بالعبادة (أكانت تلك الّليلة مِن رجب أو شعبان، أو أي شهرٍ آخر)
فهُناك ليالٍ لها خُصوصيّةٌ في ثقافةِ العترةِ تُسمّى بليالي الرغائب، وهي ليالٍ يُرغَبُ فيها إلى الله تعالى،
والجُمعةُ الأولى مِن رجب إحدى هذه الّليالي

وأمّا الصلاةُ الّتي يُستَحبُّ الإتيانُ بها في هذه الّليلة فهي طقسٌ مِن طقوس الإحياء لهذه الّليلة، وليست مظهرَ الإحياءِ الوحيد

ففارقٌ كبير بين(ليلةِ الرغائب) وبين(صلاةِ الرغائب) هذا أوّلاً

✦ ثانياً: ليالي الرغائب (الّتي يُرغَبُ فيها إلى الله) جُذورُها موجودةٌ في القرآن..فنحنُ نقرأ في سورةِ التوبة:
{وقالوا حسبُنا اللهُ سيُؤتِينا اللهُ مِن فضلِهِ ورسُولُهُ إنّا إلى اللهِ راغبون}

• وفي سورة القلم: {عسى ربُّنا أن يُبدِلَنا خيراً مِنها إنّا إِلى ربّنا راغبون}

• وفي سورة الشرح، في آيةِ تنصيبِ أميرِ المؤمنين نقرأ:
{فإذا فرغتَ فانصب•وإلى ربّك فارغب}

فمضمون ليالي الرغائب جُذورُهُ في القرآن،
ونحنُ مأمورون في مقامِ التعاملِ مع الرواياتِ المشكوكةِ أن نعرضَها على القرآن، فإن وافقت القرآنَ فهي صحيحة، وإن خالفتهُ نرمي بها عرضَ الحائط،
هذا منهجُ أهلِ البيتِ في التعاملِ مع الروايات
وليس منهجُ الرواةِ والأسانيد

أضف أنّ هذه الّليلة هي الجُمعةُ الأولى مِن رجب..وهذا المِيعادُ ليس ميعاداً عاديّاً حتّى يُشكَّك في فضلِهِ،
هذا المِيعادُ لا يستشعرُ خُصوصيّتَهُ سوى أهلُ البصائر الّذين تنوّرت قلوبُهُم بمعرفةِ عليٍّ وآل عليّ، كما تُشيرُ سورةُ الشرح:
{فإذا فرغتَ فانصب•وإلى ربّك فارغب}

فليالي الرغائب ليالٍ تربِطنُا بعليٍّ وآلِ عليّ،
إنّها ليالٍ تربِطُنا بإمامِ زمانِنا،
فنحنُ نرغبُ في هذه الّليالي إلى إمامِ زمانِنا الّذي هو وجهُ الله

فالشهرُ هو رجب(وهو شهرُ أميرِ المؤمنين)
والجُمعة الّتي نتحدّثُ عنها هي أوّلُ جمعةٍ في شهرِ عليٍّ،
(فقد اجتمعت هنا ألطافٌ عَلَويّة ومهدويّة)
فلماذا التشكيكُ في أن يكونَ لهذه الّليلةِ شأناً وفضلاً مُضاعفاً عن سائرِ الّليالي؟!

نأتي للصلاةِ المذكورة في كُتبِ الأدعيةِ ضمن الأعمال الّتي يُستَحبُّ الإتيانُ بها في هذه الّليلةِ مِن رجب:
✦ أوّلاً: هذه الصلاة تُمثّلُ طقساً مِن طقوس الإحياء -كما مر- لا أنّها مظهرُ الإحياء الوحيد على الإطلاق لهذه الّليلة،
فمظاهرُ الإحياء في ليالي الرغائب مُختلفةٌ ومراتبُها مُختلفة أيضاً

✦ ثانياً: حتّى لو كانت هذه الصلاةُ مرويّةً مِن طُرق المُخالفين، فهل هذا يعني القطعُ ببُطلانِها؟
هل مِن منهجِ أهلِ البيتِ أن نحكمَ على الروايات اعتماداً على الأسانيد؟
أم المنهجُ هو عرضُ المضمون على القرآن؟

المضمون: هو أنّها صلاةٌ كسائرِ الصلوات المُستحبّة،
فهل يوجدُ في هذه الصلاةِ جزءٌ يتعارضُ مع ثقافةِ العترة أو ينتقصُ مِن أهلِ البيت؟!

ثمّ إنّ النواصبَ أساساً يُشنّعون على صلاةِ الرغائب ويصفُونها بالبِدعة، كما يُشنّعون على تعظيمِ ليلةِ المبعث!
راجعوا مواقعَهم بأنفُسِكم

هذا التشنيع على صلاةِ ليلة الراغب مِن قِبَلِ النواصب يُعطي مُؤشّر إلى احتماليّةِ صحّةِ هذه الصلاة..طالما أنّ "أعداءَ عليٍّ"يرفضونها ويصفونها بالبِدعة،
فأعداءُ عليٍّ خالفوا عليّاً في كُلِّ شيء كما يقولُ إمامُنا الصادق

✸ خُلاصة القول:
التشكيك في فضل"ليلة الرغائب" لا قيمةَ له، لأنّ مضمون هذه الّليلةِ جذورُهُ في القرآن

وصلاةُ ليلةِ الرغائب(طقسٌ عبادي) ليس فيه ما يتعارضُ مع ثقافةِ أهلِ البيت،
فهي ركعاتٌ كصلاةِ الصُبح،
نحنُ لا نقولُ أنّها أهمُّ طقوس الإحياء بموازين أهلِ البيت،
ولكنّها لونٌ مِن ألوان العبادةِ لا تتعارض في جُزءٍ مِنها مع ثقافةِ العترة

أضف أنّ المُتأمّلَ في تفاصيل هذه الصلاة يجد فيها مِن الرموز ما يُشيرُ لأهلِ البيت،
فعددُ ركعاتِها ١٢ركعة بعددِ الأئمّة الإثني عشر،
والسُوَر الّتي تُقرأ فيها؛ (سورة القدر المُرتبطة بالزهراء، تُقرأ بعدد ٣مرّات وهو عدد آياتِ سورة الكوثر المُرتبطة بالزهراء،
والسورة الأخرى سورةُ التوحيد وهي سورةُ أميرِ المؤمنين وتُقرأ أيضاً بهذا العدد المخصوص١٢)

هذه إشارات، تدعونا للتفكُّرِ قبل أن نُسارعَ للتشنيع على هذه الصلاة كما يصنعُ النواصب،
ولنتذكّر قولَ سيّدِ الأوصياء: (فإنّ أكثرَ الحقِّ فيما تُنكرون)

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

26 Dec, 17:18


مِن علائمِ صدقِ الانتظارِ لإمامِ زمانِنا في ثقافةِ العِترة:
أن يُعِدَّ الشيعيُّ لخُرُوجِ إمامِ زمانِهِ ولو سَهماً، ماذا يعني ذلك؟

:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق"صلواتُ اللهِ عليه":
(لَيُعِدنَّ أحدُكُم لخُروجِ القائمِ ولو سَهماً..فإنّ اللهَ إذا عَلِمَ ذلك مِن نيّتِهِ رجوتُ لأن يُنسِئَ في عُمرِهِ -أي يُؤخِّرَ في عُمرِهِ- حتّى يُدركَهُ ويكونَ مِن أعوانِهِ وأنصارِهِ)
[غيبة النعماني]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
هذا الحديثُ يُثيرُ تساؤلاً في أذهان الناس لاسيّما النساء، وهو:
• كيف نُعِدُّ سَهماً لإمامِ زمانِنا قبل خُروجِهِ؟
• هل المُراد مِن السَهم الاستعدادُ العسكري؟

إذا كان كذلك،
فكيف تُعِدُّ المرأةُ سَهماً لخُروجِ إمامِ زمانِها؟

الجواب:
قولُ الإمام: (ليُعِدنَّ أحدُكُم لخروجِ القائمِ ولو سَهماً) القضيّةُ هنا ليست قضيّةَ سَهمٍ بعينِهِ أوسيفٍ بعينِهِ،
القضيّةُ تُريدُ أن تُشيرَ إلى أنّ إمامَ زمانِنا بحاجةٍ لأُناسٍ ينتظرونَهُ انتظاراً حقيقيّاً صادقاً..بحيث أنّهم يُترجِمون انتظارَهم لإمامِ زمانِهم بشيءٍ عمليٍّ على أرضِ الواقع،
وجاء ذِكرُ (السهم) هنا مِثالاً فقط لتقريبِ المعنى..باعتبار أنّ السِهامَ كانت نوعاً مِن أنواعِ الأسلحةِ في زمنِ الأئمّة،
ولا زالت السهامُ موجودةً في زمانِنا هذا حتّى في الجيوش

فالإمام هنا لا يُريدُ مِنّا أن نُعِدَّ سَهماً عسكريّاً كسهامِ الجيوش..وإنّما يُريّدُ أن يقول: هيّئُوا أنفُسَكُم لاستقبالِ إمامِكم،
وابذلوا جُهداً صادقاً في خدمتِكُم لإمامِكُم،
أمّا تهيئةُ السهم العسكري فتأتي متأخّرة

التهيئةُ الحقيقيّةُ لظُهورِ الإمام هي أنّ يُهيّئَ الإنسانُ نفسَهُ لإمامِهِ،
وأوّلُ مراتبِ التهيئة: هي معرفةُ الإمامِ معرفةً صحيحة،
ثمّ بذلُ الجُهدِ الملموس الصادق والنظيف في نشرِ هذه المعرفةِ بين الناس،
فهُناك معرفةٌ سليمةٌ يجبُ على المؤمّن أن يُتعِبَ نفسَه في تحصيلِها،
وهناك خدمةٌ قويمةٌ (يعني خدمةً نظيفةً صادقةً مُخلصة)

لأنّه ورد في الروايات أنّ مُشكلةً كبيرةً كانت تُواجهُ أصحابَ رسولِ اللهِ وأصحابَ الأئمّةِ وستواجهُ أيضاً أصحابَ إمامِ زمانِنا، وهي قضيّةُ التسليمِ لأمرِ الإمام!
وهذه المشكلةُ لا يستطيعُ الإنسانُ تجاوزَها إلّا بالمعرفة

فالخطوةُ الأولى الّتي يُهيّئ بها الشيعيُّ نفسَهُ لنصرةِ إمامِهِ هي: سعيهُ لتحصيلِ المعرفةِ الصحيحةِ للإمام كي يتمكّنَ هذا الشيعيُّ مِن التسليمِ لأمرِ إمامِهِ،
وإلّا ما قيمةُ أن يُهيّئَ الإنسانُ سَهماً أو سيفاً وهو ليس على تِلكم الدرجةِ مِن التسليمِط والمعرفة؟!
وأحاديثُ العترةِ تؤكّدُ هذا المعنى، إذ تقول:
(مَن مات ولم يعرف إمامَ زمانِهِ مات مِيتةً جاهليّة)
فالروايةُ لم تقل مَن مات ولم يُهيّئ سَهْمَه العسكريَّ لإمامِهِ، وإنّما قالت: (مَن مات ولم يعرف إمامَ زمانِهِ)
فالقضيّةُ الأساسيّة هي السعيُّ الحثيثُ لمعرفةِ إمامِنا،
وهذه قضيّةٌ منطقيّة،
فإنّ أيَّ شخصٍ في الحياةِ اليوميّةِ حين يُريدُ أن يلتقيَ بشخصٍ معيّن..ألا يسألُ عن ذلك الشخصِ ويعرِفَ طِباعَه وأخلاقَه؟
خُصوصاً إذا كان عندهُ حاجةٌ لدى هذا الشخص..فهو يسألُ عن أيِّ شيءٍ يُرضيه وأيِّ شيءٍ يُغضِبُه،
هذه قضيّةٌ طبيعيّة

فنحنُ إذا أردنا أن ننتظِرَ إمامَ زمانِنا ونتوقّعَ ظُهورَه..أليس أوّلُ مسألةٍ تأتي هنا هي أنّنا لابدّ أن نعرفَ إمامَنا معرفةً صحيحة حتّى نعرفَ كيف نتعاملُ معه؟

خُصوصاً وأنّ الحسابَ في زمنِ إمامِ زمانِنا سيكونُ على النوايا وعلى بواطِنِ الأُمور!

فأحاديثُ العترةِ تُخبِرنا أنّ إمامَ زمانِنا إذا ظهر سيقضي بقضاءِ آلِ داوود الّذي كان مبنيّاً على الواقع وعلى النوايا..يعني كان حساباً على بواطنِ الأُمورِ لا على ظواهِرِها،
فلم يكن قضاءً قائماً على الشُهودِ والبيّنات

• قولُ الإمام: (فإنّ اللهَ إذا عَلِمَ ذلك مِن نيّتِهِ) الإمامُ يُشير إلى أنّ الأساسَ هو النيّة،
يعني إذا عَلِمَ اللهُ صِدقَ نيّةِ هذا الشيعيّ في انتظارِهِ لإمامِهِ بحيث أنّه ترجم انتظارَهُ لإمامِهِ بخطواتٍ عمليّة..كسعيه لطلبِ معرفةِ إمامِهِ، يقولُ إمامُنا الصادقُ أنّ اللهَ تعالى إذا عَلِم صِدقَ نيّةِ هذا العبدِ رجوتُ لأن يُنسِئَ في عُمُرِه -أي يمُدَّ في عُمرِهِ- كي يُدركَ إمامَهُ ويكونَ مِن أعوانِهِ وأنصارِهِ،
وسببُ هذا التوفيق: لأنّ هذا التهيّؤَ العملي لظُهورِ الإمام هو دليلٌ على صِدقِ الانتظار

فالإنسان الّذي يعيشُ حالةَ الانتظارِ لإمامِهِ بحيث أنّ هذه النيّةَ وهذه الحالةَ تدفعُهُ لأنّ يُهيّئ سِلاحاً..هذا يعني أنّه على عقيدةٍ تامّةٍ بموضوعِ الانتظار،
وكاشفٌ عن يقينٍ في عقيدةِ الانتظار،
فهذا المُنتظِر يرى أنّ إمامَهُ بين الساعةِ والساعةِ قد يظهر (أكان بعلامات، أم يظهرُ بغتة)
فهُناك اعتقادٌ بقُربِ الظُهور، وهناك حالةٌ نفسيّةٌ وجدانيّةٌ مُستديمةٌ يستشعِرُها هذا المُنتظِر، ولذا هو يُعِدُّ سَهماً يتهيّأ به لنصرةِ إمامِهِ

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

22 Dec, 11:21


وقفة عند حديثِ الزهراء عن فضلِ العُلماءِ الكافلين لأيتامِ آلِ مُحمّدٍ المُنقطعينَ عن إمامِ زمانِهم

❂ يقولُ إمامُنا العسكري"صلواتُ اللهِ عليه":
(حضرت امرأةٌ عند الصدّيقةِ الكُبرى فاطِمة الزهراء، فقالت:
إنّ لي والدةً ضعيفةً وقد لبس عليها في أمْرِ صلاتِها شيء، وقد بعثتني إليكِ أسألكِ،
فأجابتها فاطِمة"عليها السلام" عن ذلك،
ثُمّ ثنّتْ
 -أي سألتها ثانيةً- فأجابت، ثُمّ ثلّثت، فأجابت..إلى أن عشّرتْ فأجابت، ثُمّ خجِلت مِن الكثرةِ فقالت: لا أشُقُّ عليكِ يا بنتَ رسولِ الله،
فقالت الزهراء: هاتي وسَلِي عمّا بدا لكِ،
أرأيتِ مَن اكتُريَ
 -أي استُؤجِر- يوماً يصعَدُ إلى سطحٍ بحِمْلٍ ثقيلٍ وكِراؤهُ -أي أُجرتُهُ على الصُعود- مائةُ ألفِ دينار، أيثقُلُ عليه؟
فقالت: لا.
فقالت الزهراء: أُكتُريتُ أنا
 -أي أُعطيَ لي أجرٌ- لِكُلِّ مسألةٍ بأكثرِ مِن مِلءِ ما بين الثرى إلى العرشِ لُؤلؤاً..فأحرى -يعني أولى- أن لا يثقُلَ عليّ،
سمعتُ أبي رسولَ اللهِ يقول:
إنّ عُلماءَ شيعتِنا يُحشَرون فيُخْلَعُ عليهم مِن خِلَعِ الكراماتِ على قدْرِ كثْرةِ عُلومِهم
وجَدَّهِم -أي حظِّهِم- في إرشادِ عبادِ الله، حتّى يُخلَعَ على الواحدِ مِنهُم ألفُ ألفِ خِلْعةٍ مِن نُور،
ثُمّ يُنادي مُنادي ربّنا عزّ وجلّ:
أيُّها الكافلون لأيتامِ آلِ محمّدٍ الناعشون لهُم عند انقطاعِهم عن آبائهِم الّذين هُم أئمَّتُهم..هؤلاءِ تلامِذتُكم والأيتامُ الّذين كفلتُمُوهم ونعشتُمُوهم 
-أي أحييتُمُوهم بعُلوم أهلِ البيت-فاخلعوا عليهم كما خلعتُمُوهم خِلَعَ العُلومِ في الدُنيا.
فيَخلعُونَ على كُلِّ واحدٍ مِن أُولئك الأيتامِ على قدْرِ ما أخذوا عنهُم مِن العلومِ حتّى أنّ فيهم -أي الأيتام- لَمَن يُخلَعُ عليه مائةُ ألفِ خِلْعة، وكذلك يخلَعُ هولاءِ الأيتامِ على مَن تعلَّم مِنهم،
ثُمّ إنّ اللهَ تعالى يقول:
أعيدوا على هولاء العُلماءِ الكافلين للأيتامِ حتّى تُتِمُّوا لهُم خِلَعَهُم وتُضعِّفُوها
 -أي تُضاعِفوها لهم- فيُتَمَّ لهُم ما كان لهُم قبل أن يَخلعُوا عليهم..ويُضاعَفُ لهُم، وكذلك مَن بمَرتبتِهم مِمّن يُخلَعُ عليه على مَرتبتِهم،
وقالت الزهراء للسائلةِ:

يا أَمَةَ اللهِ..إنّ سِلْكاً مِن تلك الخِلَع لأفضلُ مِمّا طلعت عليه الشمسُ ألفَ ألفَ مرّة..وما فضْلُ ما طلعتْ عليه الشمس؟ فإنّه مَشوبٌ بالتنغيصِ والكَدَر )
[تفسير الإمام العسكري]

[توضيحات]
✦ قول الزهراء: (اكتُرِيتُ أنا لكُلِّ مسألةٍ بأكثرِ مِن مِل‌ءِ ما بين الثرى إلى العرشِ لُؤلؤاً) قطعاً الزهراء هُنا تتحدّثُ بلسانِ الأُسوةِ والقُدوة..فهي لفظاً فقط تتحدّثُ عن نفسِها..أمّا المضمون فهُو إلينا، لأجلِ تربيتِنا،
فالزهراء أعظمُ بكثيرٍ وكثير مِن هذه المعاني، فأهلُ البيتِ هُم أولياءُ النِعَم وهُم واسطةُ الفيض في هذا الوجود..فكُلُّ ما في الوجود هو مُلْكُهم وتحت تصرُّفِهم كما نُخاطِبُهم في الزيارةِ الجامعةِ الكبيرة: (وأُصولَ الكرَمِ وقادةَ الأُمَمِ وأولياءَ النِعَم)
وكذلك نُخاطِبُهم بهذه العبارة: (وذَلَّ كُلُّ شيءٍ لكُم)
فكُلُّ ما في الوجودِ هو مُلْكُهم"صلواتُ اللهِ عليهم"..هُم الّذين يُفِيضون العطايا على العبادِ في الدنيا والآخرة،
فالزهراء حين تتحدّث عن الثوابِ الجزيل لِمَن يُعلِّمُ الشيعةَ معارِفَ أهلِ البيت..إنّها تتحدّثُ عن حالِنا نحن وليس عن نفسِها..فإنّ الجنّةَ خُلِقت مِن نُورِ أهلِ البيت، كما ورد في الروايات بأنّ الجنّة خُلِقت مِن نُورِ الحسين،
فأهلُ البيتِ أعظمُ مِن الجنّةِ ونعيمِها بكُلِّ درجاتِهِ،
والّذي يُؤكّد أنّ الزهراء تتحدّثُ بلسان الأُسوةِ هنا أنّها في نفسِ الرواية بعد أن قالت: (اكتريتُ أنا لكلِّ مسألةٍ بأكثرِ مِن مِل‌ءِ ما بين الثرى إلى العرشِ لُؤلؤاً) مُباشرةً ذكرت عُلماءَ شِيعتِهم فقالت:
(إنّ عُلماءَ شيعتِنا يُحشَرون فيُخْلَعُ عليهِم مِن خِلَعِ الكراماتِ على قدْرِ كثرةِ عُلومِهم)
فمضمون حديثِ الزهراء مُتوجّهٌ للذين يحملون معارفَ أهلِ البيتِ مِن الشيعةِ ويُعلّمونها للشيعة

✦ قولُ الزهراء: (فيُخْلَعُ عليهم مِن خِلَعِ الكراماتِ على قَدْر كثرةِ عُلومِهِم) يعني يُعطَونَ مِن الزينةِ والتُحَفِ العظيمةِ والألبسةِ الفاخرةِ على قدْرِ كثرةِ معرفتِهم بحديثِ العترةِ وبثقافةِ أهلِ البيتِ الأصيلة..فإنّ مِيزانَ تحديدِ منازلِ الشيعةِ عند أهلِ البيتِ هو بمِقدارِ ما يُحسِنون مِن حديثِ أهلِ البيتِ وبمِقدارِ فَهْمِهم مِن أهلِ البيتِ كما يقولُ إمامُنا الصادق: (اعرِفوا منازلَ شيعتِنا عِندنا على قدْرِ روايتِهِم عنّا وفَهْمِهم مِنّا)
[غيبة النعماني]

فهذا العنوان الّذي ذكرتهُ الزهراء؛ (عُلماء شيعتِنا) لا ينطبِقُ على كُلِّ مَن ارتدى عمامة في الواقع الشيعي حتّى لو كان مَرجِعاً..فقد يكونُ ذلك المرجعُ فقيهاً بميزان الناس ولكنّه بمِيزانِ أهلِ البيتِ ليس كذلك، كما يقول إمامُنا الصادق

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/1Ay4DhGHhK/
#الثقافة_الزهرائية

الثقافة الزهرائية

21 Dec, 16:14


تحيّاتٌ مُباركاتٌ على ثرى داركِ وفنائكِ يا "أُمَّ فاطِمة"..♡

سيّدتي"خديجةَ الكبرى"
صلواتٌ عليكِ يا نقيّةَ الجيبِ وطاهرةَ الثيابِ وعفيفةَ الأذيال،
صَلَواتٌ على كُلِّ لَبِنةٍ في داركِ الكريمة،
وتحيّاتٌ على كُلِّ دقيقةٍ مِن دقائقِ أيّامِكِ المُونقات..

وُلِدتْ فاطِمة،
مرحى ببهجةِ مَقدَمِها..💐
صَلَواتٌ عليكِ يا جدَّةَ القائمِ وعلى الوليدةِ فاطِمة،
القيِّمةِ القائمة،
وعلى سِرِّها السُبحانيّ المُستودعِ فيها،

يا ليتنا طائفينَ بفناءِ داركِ يا أُمَّ المُؤمنين،
سيّدتي يا أُمَّ الأئمّةِ الأطهار "يا أُمَّ فاطِمة"
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
سيّدي يا بقيّةَ اللهِ الأعظم:
سلامٌ عليكَ يا بهجةَ قلبِ فاطِمةَ وحَبورَها،
سلامٌ عليكَ يا سِرَّ قيمومَتِها ونُورَها،
سلامٌ عليكَ يا بحرَ عِلمِها وطُورَها،
سلامٌ عليكَ يا بابَ حِكمَتِها وسُورَها،
سلامٌ عليكَ بجوامعِ السلامِ يابنَ القيّمةِ فاطِمةَ وسليلَ الأئمّةِ الأطهارِ الكِرام

نسألُكَ يا مولى بحقِّ الميلادِ الأبهجِ المباركِ الميمون لأُمِّكَ البتولِ ومُهجةِ قلبِ الرسول؛
بكَ صِلنا.. عنكَ لا تقطعنا.. يا قائمَ الدين ويا أصلَ الأُصول♡

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

21 Dec, 11:14


تُحفةُ اللهِ لأزواجِ أوليائهِ في الجِنان "تُحفةٌ فاطميّةٌ"
:
تقولُ الصِدّيقةُ الكُبرى "صلواتُ اللهِ عليها":
(قال لي رسُولُ اللهِ "صلّى اللهُ عليه وآلِهِ": ألَا أُبَشِّرُكِ؟ إذا أرادَ اللهُ أنْ يُتْحِفَ زوجَةَ ولِيِّهِ في الجنَّةِ بعَثَ إليكِ تَبعثِينَ إليها مِن حُلِيِّكِ)

إلى مَولـى نِعمتِنـا ومولـى نِعمةِ كُـلِّ موجود..
إلى الثابتِ القَدَمِ على زحاليفِها في الزمنِ الأوّل..
إلى أبي الزهراءِ المُصطفى الأمجـد..
نقولُـها وباستحيــــاء:
شُكراً.. شُكراً.. شُكراً.. لكَ يا خاتمَ الأنبياءِ إلـى المالانـهايات،
وحَمْداً.. حَمْداً.. حَمْداً.. لكَ يا خاتـمَ الأنبياءِ إلـى المالانـهايات،
وثناءً ومديـحاً إلى المالانـهايات.. على هذه التُحفَةِ التـي أتـحفْتَ بـها هذا الوجود؛ ((فاطمة💝))

وعهــداً مِنّا يا أبا الزهراء.. أنّنا نَغضبُ لِغَضَبِها، ونرضى لِرضاها،
نحنُ شِيعتُها ومُحبُّوها وأولياءُها وأولياءُ أوليائها،
وخُدَّامُها وخُدَّامُ خُدّامِها،
وعبيدُها وعبيدُ عبيدِهـا،
وما كُنّا كذلك إلّا لأنّها رُوحُكَ الَّتـي بين جنبيكَ يا سيّدَ الكائنات،
فنَحنُ في الأوّلِ والآخرِ عبيدُكَ أيُّها الـمُصطفى الأمـجـد،
ونشْهَدُ أنَّكَ عبدُ اللهِ ورسولُهُ يا أبا الزهراء..
سلامٌ عليكَ وعلى روحِكَ الّتي بين جنبيك؛ الزهراءِ فاطِمة، قيِّمةِ الدينِ الحاكمة، والحُجّةِ العُظمى على الحُجَجِ الإِلهيّةِ القائمة،
سلام على قائمِكُم الموعود.. الفاتحِ للدولةِ المُحمّديّةِ الخاتمة

يا زهـــراء..
(وزعمنا أنّا لكِ أولياء، ومُصدّقونَ وصابرونَ لكُلِّ ما أتانا به أبوكِ وأتى به وصيّهُ "صلّى اللهُ عليهما وآلهما"، فإنّا نسألكِ إنْ كُنّا صدّقناكِ إلّا ألحقْتِنا بتصديقِنا لهُما لنُبشّرَ أنفُسَنا بأنّا قد طهُرنا بولايتِكِ)
زهرائيون نحنُ.. والهوى زهرائي..
------------------------
أسعدَ اللهُ أيّامَكم بميلادِ سيّدةِ الوجودِ وسيّدةِ الجنانِ، أُمِّ أبيها المُصطفى وزهرةِ الملأِ الأعلى، القيّمةِ على الدين، وإمامِ الأئمّةِ مِن وُلدِها المعصومين، الصدّيقةِ الزهراء، والإنسيّةِ الحوراء، سيّدةِ الفطمِ والأفطامِ: "فاطِمة"؛ التي فَطمت عُقولَ الخَلْقِ عن معرفتِها، وفَطمت ذُريّتَها وشيعتَها مِن النار "صَلَواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها وعلى أبيها وبعلِها وبنيها الأطهار"

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

20 Dec, 16:11


وقفة عند المعنى العميق في تسميّةِ الزهراء بـ(الحوراء الإنسيّة)
ما معنى أنّ الزهراء حوراء إنسيّة؟

:
❂ يقول رسولُ اللهِ"صلّى اللهُ عليه وآله":
(خُلِق نُورُ فاطِمة قبل أن تُخلَقَ الأرضُ والسماء، فقال بعضُ الناس: يا نبيَّ الله، فليست هي إنسيّة؟ فقال: فاطِمةُ حوراءُ إنسيّة،
قالوا: يا رسول الله، وكيف هي حوراءُ إنسيّة؟
قال: خلقها اللهُ عزّ وجلّ مِن نُورِهِ قبل أن يخلُقَ آدم إذ كانت الأرواح، فلمّا خلق اللهُ عزّ وجلّ آدم عُرِضت على آدم،
قيل: يا نبيّ الله، وأين كانت فاطِمة؟
قال: كانت في حِقّةٍ تحت ساقِ العرش،
قالوا: يا نبيّ الله، فما كان طعامُها؟ قال: التسبيحُ والتهليلُ والتحميد،
فلمّا خلق اللهُ عزّ وجلّ آدم وأخرجني مِن صُلبِه، أحبَّ اللهُ عزّ وجلّ أن يُخرِجها مِن صُلبي، جعلها تُفاحةً في الجنّةِ وأتاني بها جبرئيل)

إلى أن يقول:
(فقال جبرئيل: يا محمّد إنّ هذه تفاحةً أهداها اللهُ عزّ وجلّ إليك مِن الجنّة،
فأخذتُها وضممتُها إلى صدري،
قال جبرئيل: يا محمّد، يقولُ اللهُ جلّ جلالُهُ: كُلها
ففلقتُها فرأيتُ نُوراً ساطِعاً ففزِعتُ منه، فقال جبرئيل: يا محمّد ما لك لا تأكل؟ كُلها ولا تخف، فإنّ ذلك النورُ للمنصورةِ في السماء وهي في الأرض فاطِمة،
قلتُ: حبيبي جبرئيل، ولم سُمّيت في السماء «المنصورة» وفي الأرض«فاطِمة»؟
قال: سُمّيت في الأرضِ«فاطِمة» لأنّها فطمت شيعتَها مِن النار وفُطِمَ أعداءُها عن حُبّها،
وهي في السماء«المنصورة» وذلك قولُ اللهِ عزّ وجلّ:﴿يومئذٍ يفرحُ المؤمنون* بنصر الله﴾يعني نصرُ فاطمِة لمُحبّيها)

[معاني الأخبار]

[توضيحات]
✦ قوله: (فرأيتُ نوراً ساطعاً ففزعتُ منه) النبيُّ لا يُفزِعهُ شيء، ولكنّه عبّر بهذا التعبير لبيان عظمةِ هذا النورِ الّذي خُلِقت مِنه فاطِمة

✦ قوله: (فاطِمة حوراء إنسيّة) ليس المُراد مِن أنّ فاطِمةَ إنسيّةٌ أي أنّها مِن سِنخِ البشر إلّا أنّها كاملةٌ في صِفاتها،
وليس المُراد مِن أنّها "حوراء"أي أنّها تحمِلُ صفاتَ حُورِ الجنان
فهذه المعاني ليست فقط بعيدةً عن فاطمة، وإنّما هي بعيدةٌ جدّاً عن فلَكِ فاطمة

• تسميةُ الزهراء بـ(الحوراء الإنسيّة) هي تسمية تتحدّثُ بلُغةِ الإشارة
فهي تُشير إلى أنّ الزهراء تنتمي لعُنصرٍ لا يتشابهُ مع بقيّةِ الخلائق سواء في العوالمِ العُلويّةِ أو العوالم السُفليّة،
فالزهراء لا هي مِن نوع الإنسان التُرابي ولا مِن نوعِ أهلِ الجنان،
ويُشيرُ لهذا المعنى رسولُ اللهِ حين يقول:
(أنا وعليٌّ مِن شجرةٍ واحدة، وسائرُ الناس مِن شجرٍ شتّى)
فهذا الحديثُ فيه إشارةٌ إلى أنّ أهلَ البيتِ حقيقةٌ أُخرى تختلفُ عن حقائقِ سائرِ الخلق بما فيهم الأنبياء،
فعبارة: (وسائرُ الناس مِن شجر شتّى) تشملُ كلُّ الكائناتِ بما فيها الملائكةُ والأنبياء،
فالشجرةُ المحمّديةُ العَلَويّة تختلفُ عن سائرِ الأشجار،
وأُمثولةُ شجرة "محمّدٍ وعليٍّ" وروحُ تلك الشجرةِ هي فاطِمة،
ولا غرابة في ذلك
فهذا رسولُ اللهِ يقولُ عن فاطِمة: (فاطمةُ مُهجتي) والمُهجةُ هي الخُلاصة، فكيف يُمكنُ أن نتصوّرَ هذا المعنى؟!

العقلُ البشري أساساً لا يتمكّنُ أن يرسمَ صورةً لرسولِ الله،
فكيف له أن يتصوّر مُهجةَ النبيّ؟

نبيُّنا الأعظم هو خُلاصةُ الأسماءِ الحسنى، والزهراء هي خلاصةُ تلك الخُلاصة!
فكيف يُمكن أن نتصوّرَ الحقيقةَ الفاطميّة؟!

الزهراء كائنٌ مُتفرّد..إنّها كائنٌ إلهيّ، وهذا واضحٌ في حديثِ الكساء،
فحين تُحدّثُنا الزهراء في حديثِ الكساء عن اجتماعِ الأئمّةِ تحت الكساء، تقول بعد ذلك:
(فقال اللهُ يا ملائكتي ويا سُكّان سماواتي)
الزهراء بنفسِها تنقلُ عن اللهِ مُباشرةً..فهي لم تقل أنّ رسولَ اللهِ أخبرها، أو أنّ جبرئيل أخبرها، وإنّما تنقلُ عن اللهِ مُباشرة!
يعني أنّ الزهراء غيرُ مُنفكّةٍ عن المَحضرِ الإلهي،
وهذا هو المراد مِن أنّ الزهراءَ كائنٌ إلهي،
فلا يُمكنُ أن ينتسبَ نوعُها إلى البشرِ في عالمِ التراب،
ولا يُمكنُ أن ينتسبَ نوعُها لأهلِ عالمِ الجنان،
وإذا انتسب نوعُها إلى النوعِ البشري أو الجناني فهو انتسابٌ عَرَضي

بمعنى أنّ لحقيقةِ فاطِمة مظاهرٌ وصُوَر، فالزهراء لها صورةٌ بشريّة ولها صورةٌ جنانيّة
أمّا جوهرُها فتلك حقيقةٌ إلهيّة

فالزهراء لا هي مِن النوعِ البشري ولا مِن النوع الجِناني فهي حوراءٌ إنسيّة،
إنّها خُلاصةُ الشجرة المحمّديّة الّتي قال عنها النبيّ:
(أنا وعليٌّ مِن شجرةٍ واحدة)

فهذا الإسم(الحوراء الإنسيّة) هو إشارةٌ لهذا النوع المُتفرّد الذي قال عنه الأئمّة:
(لا يُقاس بآلِ محمّدٍ أحد) فهم نوعيّةٌ تختلفُ عن كلّ الأنواع
وهذا المعنى هو نفسه الموجود في كلام سيّد الأوصياء الّذي يصِفُ فيه الإمام المعصوم فيقول:
(والإمامُ..بشَرٌ ملكيٌ وجسدٌ سماويٌّ وأمرٌ إلهيٌ وروحٌ قُدسي ومقامٌ عليٌّ ونورٌ جليٌّ وسِرٌّ خفيٌ، فهو ملكيُّ الذات، إلهيُّ الصفات)
فالزهراء حقيقةٌ إلهيّةٌ وليست كسائرِ المخلوقات

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

18 Dec, 16:15


وقفة معرفيّة عند آياتِ سورةِ الكوثر وارتباطِها بالزهراء
وكيف تُوجّهنا هذه السورة لخدمةِ إمامِ زماننا

:
✦ نقرأ في سورةِ الكوثر: ﴿إنّا أعطيناك الكوثر﴾
الكوثرُ في الّلغة: هو الكثير جدّاً (كثيرٌ في ذاتهِ وكثيرٌ في عطائه)
عِلماً أنّه لا توجد في لُغةِ العرب كلمةٌ تتحدّثُ عن الكثرةِ الّتي لا نهايةَ لها مثل كلمةِ (الكوثر)
فكلمة(الكوثر) تُشيرُ إلى الكثرةِ الّلامُتناهية أكثر مِن كلمة(الكثير، والأكثر، وكذلك الكيثر) فكلمةُ الكوثر هي أكثرُ مِن كلِّ هذه الألفاظ في دلالتِها على الكثرة

أمّا الكوثرُ في الاصطلاح القُرآني: فهو عنوانٌ ينطبقُ في معناهُ الأصل على الصدّيقةِ الكُبرى، وبالتفرّع هو عُنوانٌ لذرّيتِها مِن الأئمّةِ الأطهار وعلى الخُصوص عنوانٌ للحسين، فهو والدُ الأئمّة الأطهار،
والحسين مِن فاطِمة..ففاطِمةُ هي الكوثرُ الأصل، والحسين هو الكوثرُ المُتفرِّعُ عن فاطِمة،
وسورةُ الكوثر فيها مِن الرموز ما يُشيرُ لهذه الحقائق

سورةُ الكوثر هي صورةٌ مِن صُوَر الأدبِ القرآني مع فاطِمة،
صحيح أنّه لا يوجد عندنا نصٌ لفظيٌّ يقول أنّ الكوثرَ هي الزهراء..ولكن هذه السورة(سورةُ الكوثر) والوقائعُ التأريخيّةُ المُلابسةُ لها صريحةٌ في أنّ المعنى الأصل للكوثر هو فاطِمة الزهراء،
لأنّ اللهَ تعالى يقول: ﴿إنّا أعطيناك الكوثر﴾ فالباري هنا يَمنُّ على رسولِهِ بأن أعطاهُ (الكوثر)
فهل المعنى أنّه مَنَّ عليه بأن أعطاهُ أولاداً يعيشون في الدنيا ويموتون؟!
قطعاً لا،
أضف أنّ الكوثرَ الّذي أُعطِيَ لنبيِّنا هو في مُقابل ما كان يقولُ ذاك الشانئُ لرسولِ اللهِ كما تقول الآية: ﴿إنّ شانئك هو الأبتر﴾
وشانئُ رسولِ اللهِ هو عمرو بن العاص وأبوه عليهما الّلعنة، فقد كانا ينتقصان مِن رسولِ اللهِ ويصِفانِهِ بالأبتر(أي ليس له مِن ولدٍ ذكر)
والنبيُّ عندهُ فاطِمة!
ولكنّهما وصفا رسولَ اللهِ بالأبتر استهزاءً به واستهزاءً بفاطِمة، وانتقاصاً مِن شأنِ الزهراء،
فهؤلاء بتروا منزلةَ فاطِمة حين بتروا بين قُدسيّةِ فاطِمة وقُدسيّةِ رسولِ الله..فجاء التعبيرُ القرآنيُّ ردّاً على انتقاصِهِم مِن رسولِ اللهِ يقول: {إنّ شانئك هو الأبتر}
يعني لست أنت الأبتر يا رسولَ اللهِ وإنّما شانئُك الّذي يستهزئُ بك وبالزهراء هو الأبتر، أمّا نحنُ فقد أعطيناك الكوثر وهي فاطِمة،
فالمسألةُ واضحة ولا تحتاجُ إلى ذكاءٍ لِفهمِها

فالكوثرُ هو عطاءٌ مِن اللهِ بحسبِ اللهِ إلى محمّدٍ بحسبِ محمّد..باستعمال أقصى ما في الّلغة مِن بيان..وكان هذا العطاءُ في بنتٍ وهي فاطِمة"صلواتُ اللهِ عليها"
فهل أنّ اللهَ تعالى بحَسَبهِ يُعطي لمحمّدٍ بحَسَبهِ في مُقابل أُولئك الشانئين عطيّةً وتُحفةً يشوبُها النقصُ بمِثقال ذرّة؟!
قطعاً لا يُمكن ذلك..وهذا هو منطقُ القرآن واضح

• أمّا ما جاء في الروايات؛ بأنّ معنى الكوثر هو نهرٌ لمحمّدٍ عند العرش،
أو أنّه نهرٌ خاصٌّ في جنانِ أهلِ البيت،
أو أنّه حوضٌ في الدنيا بمواصفاتٍ عجيبةٍ يظهرُ في عصرِ الرجعةِ العظيمةِ وتحديداً في زمن الدولةِ العَلَويّة،
أو أنّه حوضٌ في مواقفِ القيامةِ يكونُ الساقي عليه أميرُ المؤمنين..فكلُّ هذه المعاني وغيرِها مَردُّها إلى الكوثرِ الأصل وهي(فاطِمة) فهي مَجمعُ الخيرِ والفضل،
وهنا تتجلّى الإمامةُ في فاطِمة وتتجلّى القيمومةُ أيضاً،
إنّها قيمومةُ الخير، قيمومةُ الرحمةِ والرأفةِ والّلطفِ والمودّةِ والمَحبّة

أضف أنّنا إذا دقّقنا في مواصفاتِ هذا الحوض الّذي أُشيرَ له في الروايات (إن كان الحوض في العالم الأرضي أو العالم العلوي)فإنّنا نجد أنّ أهمّ شيءٍ اهتمّت به الروايات في وصف الحوض هو جمالُهُ وجمالُ خصائصِ شرابِهِ وجمالُ ما يُحيطُ به،
وما ذلك إلّا انعكاسٌ عن الجمالِ الفاطمي، فالكون بُني على تعدّدِ المظاهر، وهذا الحوضُ الفائقُ الجمال في حقيقتِهِ هو مظهرٌ مِن مظاهر الحقيقةِ الفاطميّة،
فالزهراء هي حقيقةُ الحُسن والطُهرِ والكمال والجمال الإلهي بكلِّ مراتبِهِ وبكلّ ظُهوراتِهِ وبأتّمِ نشآته..لأنّها قلبُ الحقيقةِ المُحمّدية،
ولذا قال رسولُ الله وهو يتحدّثُ عن حقيقةِ الحُسن والجمال:
(لو كان الحُسنُ شخصاً لكان فاطِمة..بل هي أعظم، فإنّ فاطِمة ابنتي خيرُ أهلِ الأرض عُنصراً وشرَفاً وكرَماً)

ففاطِمةُ هي جوهرُ الطُهر، وهي وجهُ الجلالِ الإلهي الّذي تُحصّنُهُ حقائقُ غيبِ الغُيوب،
إنّها الروح الّتي يسري في حقيقةِ محمّدٍ كما يقول نبيّنا: (فاطِمة رُوحي التي بين جنبي)
فالزهراء هي روحُ الجمال الإلهيّ وحقيقتِهِ

• والكوثر هو حقيقةُ الإمامةِ الّتي أشرقت مِن الزهراء
فقوله تعالى:﴿إنّا أعطيناك الكوثر﴾أي أعطيناك الحقيقةَ التي ستُشرِقُ منها حقيقةُ الإمامة
فالمِنّةُ الإلهيّة إنّما هي بهذه الجوهرة الّتي قيمتُها(الإمامة)
وأئمّتُنا الأطهار إنّما يأتون مِن نسلِ الحسين

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
الّذي يُبيّن كيف توجّهنا هذه السورة لخدمة إمام زمانِنا
https://www.facebook.com/share/p/1DGSzS8PY8/
#الثقافة_الزهرائية

الثقافة الزهرائية

16 Dec, 17:03


وقفة عند رمزيّةِ ارتباطِ صلاةِ المغرب بالزهراء..ولماذا قال عنها أهلُ البيتِ أنّها «الصلاةُ الوسطى»؟
:
في ثقافةِ العِترة صلاةُ المغربِ عنوانٌ لفاطِمة..وهذه الصلاةُ ترتبِطُ بالصِدّيقةِ الكُبرى،
فالركعةُ الثالثة في صلاةِ المغرب بحسبِ أحاديثِ العترةِ منسوبةٌ للزهراء بجهةٍ مِن الجهات، كما تُبيّن الروايةُ التالية الّتي تتحدّثُ عن العِلّةِ في أنّ صلاةَ المغرب لا تقصيرَ فيها في الحضَر والسفَر،
تقول الرواية:
(سُئل إمامَنا الصادق: لِمَ صارت المغربُ ثلاثَ ركعاتٍ وأربعاً بعدها -يعني صلاة العشاء- ليس فيها -أي المغرب- تقصيرٌ في حضَرٍ ولا سَفَر؟ فقال الإمام:
إنّ اللهَ عزّ وجلّ أنزل على نبيّهِ لكُلِّ صلاةٍ
-واجبة- ركعتين في الحضَر، فأضاف إليها رسولُ اللهِ لكُلِّ صلاةٍ ركعتين في الحضَر وقصّرَ فيها في السفر، إلّا المغرب والغَداة -أي صلاة الصبح-
فلّما صلّى -النبيُّ- المغرب بلغَهُ مولدُ فاطِمة، فأضاف إليها ركعةً شُكراً للهِ عزّ وجلّ،
فلمّا أن وُلِد الحسنُ أضاف إليها ركعتين شُكراً للهِ عزّ وجلّ، فلمّا أن وُلِدَ الحُسين أضاف إليها ركعتينِ شُكراً للهِ عزّ وجلّ، فقال للذكَرِ مِثلُ حظِّ الأُنثيين..فتركها
 -أي المغرب- على حالها في الحضَرِ والسَفَر)
[علل الشرائع]

[توضيحات]
الإمام بيّن هنا أنّ الصلواتِ الواجبةَ حين نزل تشريعُها كانت جميعُها كصلاةِ الصُبح ركعتين..فأضاف رسولُ اللهِ ركعتين إلى صلاةِ الظُهر والعَصر والعِشاء، فأصبحت هذه الصلواتُ رباعيّةً يُقَصَّرُ فيها في السفَر،
أمّا صلاةُ المغربِ فأضاف لها نبيُّنا ركعةً واحدة فقط..فهي ليست صلاةً رُباعيّة، ولذا فإنّ صلاةَ المغربِ لا تقصيرَ فيها في السفر،
وهنا لابُدّ أن نقِفَ لنتدبّر؛
هذه الركعةُ الّتي أضافها رسولُ اللهِ لصلاةِ المغرب هي بمناسبة مولدِ الزهراء كما جاء في الرواية،
فصلاةُ المغرب ترتبطُ بالزهراء ومنسوبةٌ إليها، هذا أوّلاً

• ثانياً: رسولُ اللهِ بإضافةِ هذه الركعةِ لصلاةِ المغرب جعل صلاةَ المغرب مُتفرّدةً بين الصلواتِ الأُخرى الّتي زِيدَ في ركعاتِها،
فالصلواتُ الأُخرى الرباعيّة(أي الّتي أُضيفت لها ركعتان) هذه الصلوات تشتركُ مع بعضِها في أُمورٍ لا تنطبقُ على صلاةِ المغرب (كمسألةِ التقصير فيها في السفَر، وكذلك مسألةُ جبرِ الشكّ في ركعاتِها)
فالصلواتُ الرباعيّة يكونُ فيها تقصيرٌ في السفر (يعني تُصلّى في السفَر ركعتين كما نزلت)
أمّا صلاةُ المغرب فرغُم أنّه زِيدَ في ركعاتِها أيضاً..إلّا أنّها لا تقبلُ التقصيرَ في السفَر!

وهنا إشارةٌ لنا؛
أنّه مِثلما أنّ صلاةَ المغرب(المنسوبةِ للزهراء) تبطُلُ إذا قصّرَ فيها الإنسان(أي صلّاها قَصْراً) في السَفَر..فكذلك الّذي يُقصِّرُ في شأنٍ مِن شُؤون فاطِمة فإنّ عقيدتَهُ تبطُلُ بهذا التقصير!
هذا لا يعني أنّ بقيّةَ الأئمّةِ يجوزُ التقصيرُ في حقّهِم..ولكنّ الروايةَ تُريدُ أن تُبيّنَ خُصوصيّةً للزهراء؛ بأنّ الزهراء هي القيّمةُ وهي الحقيقةُ الجامعةُ بين النبوّةِ والإمامة، وكلماتُ العترةِ تُؤكّدُ ذلك؛
فحتّى الصلواتُ المُستحبّةُ المخصوصةُ بأئمّتِنا الأطهار تُشيرُ لهذه الحقيقة

فنحنُ إذا رجعنا لمفاتيح الجنان وتفكّرنا في (صلاة النبيّ) و(صلاة أميرِ المؤمنين) و(صلاة الزهراء) نجد أنّ الصلاةَ الخاصّةَ برسولِ اللهِ هكذا جاء في طُقُوسِها:
أنّ النبيَّ في صلاتِهِ الخاصّةِ يقرأ في الركعتين بالفاتحة وسُورة القدر،
أمّا أميرُ المؤمنين فإنّه في صلاتِهِ الخاصّة يقرأ في الركعتين الفاتحة والتوحيد،
وأمّا صلاةُ الزهراء فإنّها تقرأُ في الركعةِ الأولى الفاتحةَ والقدر، وفي الركعةِ الثانية الفاتحةَ والتوحيد (يعني جمعت ما بين صلاةِ النبيّ وصلاة الوصي) لأنّ الزهراء هي الجوهرُ الجامع بين الرسالةِ والنبوّةِ وبين الولايةِ والإمامةِ والوصيّةِ الحقيقيّة(وصيّةِ اللهِ في هذا الوجود)
مِن هنا كانت الزهراء هي"الصلاةُ الوسطى"بين الصلواتِ الواجبة إذا نظرنا إليها مِن حيثيّةِ النظرِ إلى المَطلعِ الجوهر

✦ أيضاً هناك إشارةٌ أُخرى في ارتباطِ صلاةِ المغرب بالزهراء؛
وهي أنّه مِثلما أنّ الّذي يشكُّ في عددِ ركعاتِ صلاةِ المغرب تبطُلُ صلاتُهُ(حتّى لو كان الشكُّ في الركعة الثالثة الّتي أضافها رسولُ الله) بخلافِ الصلواتِ االرُباعيّة فهي لا تبطُل إذا وقع الشكُّ في الركَعاتِ الّتي أضافها لها رسولُ الله(وهي الركعةُ الثالثة والرابعة)
فكما أنّ صلاةَ المغرب تبطُلُ حتّى لو وقع الشكُّ في ركعتِها الثالثة..فكذلك الّذي يشكُّ في شُؤوناتِ فاطِمة(إن كان في الشكُّ في إمامتِها أو في مقاماتِها الغَيبيّة أو كان الشكُّ في ظُلامتِها)
فالشكُّ في أيِّ شأنٍ مِن شُؤون فاطِمة يُبطِلُ الدينَ ويهدِم العقيدة،
بل حتّى لو كان الشكُّ في طقسٍ عباديٍّ مُرتبطٍ بالزهراء فإنّ الشكَّ فيه يُبطِلُهُ لأنّه طقسٌ مُرتبطٌ بفاطِمة؛ كالشكِّ في تسبيحِ الزهراء

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/12HSsCNaAKm/
#الثقافة_الزهرائية

الثقافة الزهرائية

14 Dec, 18:13


أُمُّ البنين هي الوعاءُ الطاهرُ الّذي اختارهُ سيّدُ الأوصياء لإعدادِ ناصرٍ عملاق للمشروعِ الحُسيني
:
حين يطرِقُ الخُطباءُ والمُتحدّثون قصّةَ أبي الفضلِ العبّاس منذُ البدايات..حين جاء سيّدُ الأوصياء لأخيه عقيل، وقال له: (انظر لي امرأةً ولدتها الفحولةُ مِن العرب)

فأغلبُ المُتحدّثين يقولون: أنّ سببَ طلبِ سيّدِ الأوصياءِ مِن أخيه عقيل أن يختارَ له امرأةً ولدتها الفحولةُ هو أنّ عقيل كان عالماً بالأنساب، وأميرُ المُؤمنين أراد أن يُبيّنَ للناسِ أن نحترمَ أصحابَ هذا العِلم!
وقد غفل القائلون بهذا القول أنّ (العِلم بالأنساب) لا يُعدُّ علماً مِن العلومِ الهامّةِ في نظرِ أهلِ البيت،
ودليل ذلك ما جاء عن إمامِنا الكاظم في [الكافي] حين يقول:
(أنّ رسولَ اللهِ دخل المسجد، فإذا جماعةٌ قد أطافوا برجل -أي تحلّقوا حوله- فقال رسولُ الله: ما هذا؟! فقيل له: علّامة، فقال لهم رسولُ الله: وما العلّامة؟ قالوا: أعلمُ الناسِ بأنسابِ العرب ووقائعِها وأيّامِ الجاهليّةِ وبالأشعارِ والعربيّة،
فقال النبيّ: ذاك علمٌ لا يضُرُّ مَن جهِلَهُ ولا ينفعُ مَن عَلِمَه)


هذا كلامُ رسولِ اللهِ واضح،
فهو لم يُصنّف (العلم بالأنساب) ضِمنَ العلوم الّتي تنفعُ صاحبَها في أمرِ دينِهِ وآخرتِه

• والبعضُ يقول:
أنّ سببَ طلب أميرِ المؤمنين مِن عقيل أن ينظرَ له امرأةً ولدتها الفُحولةُ مِن العرب؛ هو لأجل أن يُبيّنَ لنا أنّه لابدّ مِن السؤالِ عن نسبِ المرأة(مِن أيّ قبيلةٍ مِن القبائل هي؟)
في حين أنّ منطقَ أهلِ البيتِ هو أنّ المُؤمنَ كُفؤُ المؤمنةِ والمُؤمنةُ كُفؤُ المؤمن،
ونحنُ نسَبُنا الحقيقيُّ هو الانتسابُ لِولاءِ عليٍّ وآلِ عليّ، وليس الانتسابُ العشائريُّ والقبَليُّ العُنصريُّ الّذي يتفاخرُ به الناس،
فأهلُ البيتِ يُركّزون على الانتسابِ الديني والولائي لهم ولا يُركّزون على الانتماءِ العشائري والقبَليِّ العنصريِّ القائمِ على موازين بعيدة عن الدين،
وإمامُنا الصادق يقول:
(ولايتي لآبائي أحبُّ إليَّ مِن نِسبتي..ولايتي لهم تنفعُني مِن غيرِ نسب، ونسبتي لا تنفعُني بغيرِ ولاية)
[مشكاة الأنوار]

إذاً.. ما السِرُّ في إقدامِ سيّدِ الأوصياء على الزواج بأُمِّ البنين؟
الجواب:
إقدامُ الأميرِ على الزواجِ بأمِّ البنين كان خطوةً أُولى لإعدادِ ناصرٍ عملاق لسيّدِ الشهداء، لينصرَ الحُسينَ في مشروعِهِ العاشورائيّ العملاق

فسيّدُ الأوصياء أراد أن يشتركَ في عاشوراء بشكلٍ مُباشر عِبر ناصرٍ يُعِدّهُ إعداداً خاصّاً لسيّدِ الشهداء،
فمشروعُ الحُسين مشروعٌ عملاق، والمشروعُ العملاق يحتاجُ إلى ناصرٍ عملاق يتوازى تَعملُقُه مع تعملُقِ هذا المشروع،
والّذي يتولّى إعدادَ هذا الناصرِ العملاق وتهيئةِ المُقدّماتِ له هو سيّدُ الأوصياء

فهل لنا أن نتصوّر أيَّ ناصرٍ عملاق هذا الّذي أعدّهُ المُرتضى لنصرةِ الحسين في مشروعهِ الحسيني العملاق؟!

✦ فلنتأمّل هذه العبارات الواردة في زيارةِ الأميرِ المُطلقة، والّتي نُخاطِبُ فيها سيّدَ الأوصياء:
(السلامُ على مِيزانِ الأعمالِ ومُقلّبِ الأحوالِ وسيفِ ذي الجلالِ وساقي السلسبيل الزلال)
الباري تعالى له سيف، وهذا السيفُ يتجلّى فيه كلُّ جلالِهِ،
هذا السيفُ هو عليٌ"صلواتُ اللهِ عليه"
فأيُّ عليٍّ هذا؟
هل يُمكن أن نتصوّرَه؟!

عليٌّ هو سيفُ ذِي الجلال، والعباسُ هو سيفُ سيفِ ذِي الجلال!
فالعبّاسُ هو السيفُ العاشورائيُّ الرُبوبي

عليٌّ هو ساقي السلسبيلِ الزلال،
والعبّاس هو الساقي الملكوتي النوري،
فسيفُ ذِي الجلال وساقي السلسبيل الزلال هو بنفسِهِ الّذي يُعِدُّ هذا الناصرَ العملاق!
فأيُّ ناصرٍ هو العبّاس؟!

✦ أيضاً نقرأ في زيارةٍ أُخرى مِن زياراتِ الأمير:
(السلامُ على نعمةِ اللهِ على الأبرارِ ونقمتِهِ على الفُجّار)
نعمةُ اللهِ ونقمةُ اللهِ هي التي تُعِدُّ لعاشوراء نعمةً ونقمةً أيضاً،
تُعِدُّ نعمةً لآلِ حسين، ونقمةً على آل أبي سُفيان!
فأيُّ إعدادٍ هذا؟!
وأيُّ ناصرٍ للحسين هذا الذي يُعِدّه عليٌّ بهذه المواصفات؟!

عليٌ هو الّذي يعرفُ الحسين، والحسين هو العارفُ لعليٍّ،
فعليٌ العارفُ للحسين هو الّذي يُعِدُّ هذا الناصرَ لهذا المشروع العملاق..فلابُدّ أن يكونَ هذا الناصرُ سيفاً مِن سيوفِ ذي الجلال،
ولابدّ أن يكونَ ساقٍ للسلسبيلِ الزلال في الدنيا والآخرة،
فنحن نتحدّثُ عن سقّاءِ آلِ الحسين، عن سقّاءِ آلِ أبي طالب،
وهذا السقّاءُ والناصرُ العملاق كانت أمُّ البنين هي الوعاءُ الطاهرُ الّذي اختارهُ سيّدُ الأوصياء لحملِهِ ورعايتِهِ،
فهل لنا أن نتصوّر شيئاً مِن عظمة أمّ البنين"عليها السلام"!

مع ملاحظة أنّ العبّاس مُدخَّرٌ لنصرةِ المشروع الحُسيني في مراحلِهِ الأخيرة الّتي لم تتحقّق بعد..وإنّما تتحقّقُ في عصرِ الظُهورِ وفي عصرِ الرجعةِ العظيمة،
فالهدفُ الأكبرُ للمشروع الحُسينيِّ هو المشروعُ المهدوي،
والعبّاسُ مُدّخَرٌ لنصرةِ الحسين في تلك المراحل!

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

30 Nov, 13:12


هل حقّاً ما يُقال أنّ رُموزَ السقيفةِ المشؤومة لم يُظهِرُوا النَصْبَ والعَداءَ للزهراءِ ولأميرِ المُؤمنين؟!
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق في قولِهِ تعالى: {إنّ الّذين يُؤذون اللهَ ورسولَهُ لعنَهُم اللهُ في الدنيا والآخرةِ وأعدَّ لهم عذاباً مُهينا} قال:
(نزلت في مَن غصَبَ أميرَ المُؤمنين حقَّهُ وأخذ حقَّ فاطِمةَ وآذاها، وقد قال رسولُ الله: مَن آذاها في حياتي كمَن آذاها بعد مَوتي ومَن آذاها بعد مَوتي كمَن آذاها في حياتي، ومَن آذاها فقد آذاني ومَن آذاني فقد آذى الله، وهو قولُ اللهِ عزّ وجلّ: {إنّ الّذين يُؤذونَ اللهَ ورسولَهُ لعَنَهُم اللهُ في الدنيا والآخرةِ وأعدَّ لهُم عذاباً مُهينا})
[البحار: ج17]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
هذه الآية بحسبِ ثقافةِ العترة تتحدّثُ عن الظُلامةِ الّتي جرت على عليٍّ وفاطِمة مِن أتباعِ السقيفةِ المشؤومةِ بعد شهادةِ النبيّ،
وهناك نُصوصٌ كثيرةٌ مِن أهلِ البيتِ تُؤكّد هذه الحقيقة،
ورُغم أنّ القضيّةَ واضحةٌ جدّاً إلّا أنّ هناك مَن يُثيرُ الإشكالاتِ حولها!
فهناك مَن يقول:
كيف نفهم نُزولَ هذه الآيةِ في ظُلامةِ عليٍّ وفاطِمة..وظُلامةُ البيتِ العلَويِّ أساساً لم تكن قد وقعت؟
فأميرُ المؤمنين لم يُغصَب حقُّهُ في زمنِ النبيِّ وكذلك الزهراء،
فكيف نزلت الآيةُ وحكمت على الجاني قبل وقوع جريمتِهِ؟
ونقول:
أنّ جوابَ الإشكال موجودٌ في نفس حديثِ إمامِنا الصادق أعلاه، ولكن المُستشكِلَ لم يتدبّر في الرواية(ولا خيرَ في قراءةٍ ليس فيها تدبُّر كما يقولُ سيّدُ الأوصياء)

نبيُّنا الأعظم حين قال بحقِّ الزهراء: (مَن آذاها في حياتي كمَن آذاها بعد مَوتي ومَن آذاها بعد مَوتي كمَن آذاها في حياتي) أراد أن يُبيّنَ أنّ الزهراء ستُظلَمُ مِن بعدِهِ وأنّه عالمٌ بما سيجري عليها بعد رحيلِهِ وعالمٌ بما سيجري على أهلِ بيتِهِ مِن بعدِهِ..تماماً كما أخبر في أحاديثَ أُخرى عن ضربِ سيّدِ الأوصياء على قرنِهِ وعن سُمِّ الحسنِ وقتلِ الحسين

وأراد أيضاً أن يُبيّنَ للناس أنّه لا فارقَ بين وقوعِ أذيّةِ فاطِمةَ في حياةِ النبيِّ أو بعد رحيلِهِ..فمَن آذى فاطِمةَ بعد رحيلِ النبيّ هو كمَن آذاها في حياتِهِ بلا فارق، والعكسُ صحيح،
فهذه رسالةٌ تحذيريّةٌ مِن النبيّ لهذه الأُمّةِ بأن لا يتجرّأ أحدٌ مِنهم على ظُلْمِ فاطِمةَ وإيذائها

• أمّا قولُ المُستشكِل: كيف تنزِلُ الآيةُ في جريمةٍ لم تقع بعد؟
فهو إشكالٌ غريب.. فالقرآن فيه الكثيرُ مِن الآياتِ الّتي لم يكن قد وقع تأويلُها عند نُزولِها كما يقولُ إمامُنا الصادق في قولِهِ تعالى: {هو الّذي أرسل رسولَهُ بالهُدى ودِينِ الحقِّ لِيُظهِرَهُ على الدينِ كُلّهِ..} قال:
(واللهِ ما نزل تأويلُها بعد، ولا ينزِلُ تأويلُها حتّى يخرجَ القائم..فإذا خرج القائمُ لم يبقَ كافرٌ باللهِ العظيم ولا مُشركٌ بالإمام إلّا كَرِهَ خُروجَهُ حتّى لو كان كافرٌ أو مُشرِكٌ في بطنِ صخرةٍ قالت: يا مؤمن، في بطني كافرٌ فاكسرني واقتله)
[كمال الدين]

وهذه الآيةُ هي مِثالٌ فقط..وإلّا فالقرآنُ فيه الكثيرُ مِن الآياتِ الّتي لم يكن قد وقع تأويلُها بعد حينما نزلت
(فهُناك آياتٌ وقع تأويلُها بعد شهادةِ النبيّ كالآيةِ الّتي نحنُ بصددِها بخُصوصِ ظُلامةِ عليٍّ وفاطِمة..وهناك آياتٌ لم يقع تأويلُها بعد كالآياتِ المُرتبطةِ بإمامِ زمانِنا وبعصرِ الرجعة)

وهذه الآيةُ الّتي بين أيدينا: {إنّ الّذين يُؤذون اللهَ ورسولَهُ..} حين بيّن إمامُنا الصادق سبَبَ نُزولِها وارتباطِها بظُلامةِ عليٍّ وفاطِمةَ قال بعدها مُباشرة:
(وقد قال رسولُ الله: مَن آذاها في حياتي كمَن آذاها بعد مَوتي..) كي يُشيرَ إلى أن التأويلَ الحقيقيّ لهذه الآية إنّما يقعُ بعد رحيلِ النبيّ وليس في حياتِهِ،
فهذا الإشكالُ ليس صحيحاً، لأنّ هذا هو أُسلوبُ القُرآن

فالنبيُّ هنا يُحذّرُ الأُمّةَ مِن إيذاءِ الزهراء مُطلقاً؛ أكان إيذاؤها في حياتِهِ أم كان بعد رحيلِهِ..وبيّن أنّ إيذاءَها هو إيذاءٌ لرسولِ اللهِ في حقيقتِهِ وهو إيذاءٌ للهِ تعالى،
وهذه النُقطةُ مُهمّةٌ جدّاً، لماذا؟
لأنّ الزهراء خاطبت الأوّلَ والثاني في مَرَضِها الّذي ارتحلت فيه شهيدة، وقالت:
(نشدتُكما الله، ألم تسمعا رسولَ الله يقول:"رضا فاطِمةَ مِن رضاي وسَخَطُ فاطِمةَ ابنتي مِن سَخَطِي؟ ومَن أحبَّ فاطِمةَ ابنتي فقد أحبّني ومَن أسخطَ فاطِمةَ فقد أسخطني؟"
قالا: نعم سمعناه، فقالت: فإنّي أُشهِدُ اللهَ وملائكتَهُ أنّكما أسخطتُماني وما أرضيتماني، ولئن لقِيتُ النبيَّ لأشكونّكما إليه)

ثمّ قالت لابن أبي قُحافة:
(واللهِ لأدعونّ اللهَ عليك في كلِّ صلاةٍ أُصلّيها)
فهل الّذي يُسخِطُ الزهراء يُمكن أن يُقالَ في حقِّهِ أنّه ليس ناصبيّاً في الظاهر؟!
هذا مع مُلاحظة أنّ الزهراءَ في نفس هذه المُحاورة الّتي دارت بينها وبينهما أشارت بوضوحٍ إلى كُفرِهما

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
اقرؤوه كاملاً فهو مُهمٌّ جدّاً
https://www.facebook.com/share/p/1Au18VNpoi/
#الثقافة_الزهرائية

الثقافة الزهرائية

28 Nov, 17:04


وقفة عند قولِ إمامِ زمانِنا: (وفي ابنةِ رسولِ اللهِ لي أُسوةٌ حسنة)
وبيانُ جهةِ التشابُهِ بين ظُلامةِ إمامِ زمانِنا وظُلامةِ الزهراء

:
❂ يقول إمامُ زمانِنا في أحدِ توقيعاتِهِ وهو يتحدّثُ عن إمامتِهِ ويُخاطبُ الشيعةَ الّذين وقعت المشاجرةُ بينهم بخُصوصِ إمامتِهِ، يقول:
(وإنّ الماضي -أي الإمام العسكري- مضى سعيداً فقيداً على مِنهاجِ آبائهِ حذوَ النعلِ بالنعل، وفينا وصيّتُهُ وعِلمُهُ ومَن هو خَلَفُهُ ومَن يسُدُّ مَسَدَّه..ولا يُنازِعُنا موضِعَهُ إلّا ظالمٌ آثِم ولا يدّعيه دُوننا إلّا جاحدٌ كافر)
إلى أن يقول:
(ولولا ما عندنا مِن محبّةِ صلاحِكُم ورحمتِكُم والإشفاقِ عليكم لكُنّا عن مُخاطبتِكم في شُغلٍ مِمّا قد امتُحِنّا به مِن مُنازعةِ الظالمِ العُتُل الضالِّ المُتابعِ في غيّه، المُضادِّ لربّه، المُدّعي ما ليس له، الجاحدِ حقَّ مَن افترض اللهُ طاعتَه، الظالمِ الغاصب، وفي ابنةِ رسول الله لي أُسوةٌ حسنة..)

[توضيحات]
✦ قولِهِ: (لكُنّا عن مُخاطبتِكم في شُغلٍ مِمّا قد امتُحِنّا مِن مُنازعةِ الظالمِ العُتُل الضال)
الإمام يتحدّثُ هنا عن إمامتِهِ الّتي يُنكِرُها الهاشميّون مِن بني عُمومتِهِ(جعفر الكذّاب وأولادُه) ومَن كان راضياً بجعفر الكذّاب مِن الهاشميّين وغيرِهم، ويُبيّن أنّه مشغولٌ بهذا الأمر (وهو إنكارُ إمامتِهِ)
ولأنّ هذا الأمر مِن الأولويّات عند إمامِ زمانِنا لذا كتب هذه الرسالةَ للشيعةِ المُختلفين في إمامتِهِ

• وأمّا قولُهُ: (مِن مُنازعةِ الظالمِ العُتُل الضال) الإمام يتحدّثُ هنا عن عمّهِ جعفر الكذّاب الّذي حسد أخاهُ الإمامَ العسكري فادّعى الإمامةَ مِن بعدهِ كذِباً وزُوراً وظُلماً وافتراء،
ولذا قال إمامُ زمانِنا في جُملةِ أوصافِهِ: (المُضادّ لِربّه المُدّعي ما ليس له) يُشير إلى ادّعائهِ للإمامةِ كذِباً وزُوراً،
لأنّ الإمامَ في السطورِ السابقةِ يتحدّثُ عن إمامتِهِ بعد أبيه الإمام العسكري، حين يقول:
(وفينا وصيّتُهُ وعِلمُهُ ومَن هو خَلَفُهُ ومَن يسُدُّ مَسَدّهُ ولا يُنازعُنا مَوضِعَهُ -أي موضِع الإمام العسكري- إلّا ظالمٌ آثِ)

ويُؤكّد هذا المعنى نبيُّنا في حديثٍ له ينقلُهُ إمامُنا السجّاد، جاء فيه:
(إذا وُلد ابني جعفر بن محمّدٍ بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فسمّوه الصادق، فإنّ الخامسَ مِن وُلْده -أي مِن وُلدِ إمامِنا الهادي- الّذي اسمُهُ جعفر يدّعي الإمامةَ اجتراءً على اللهِ وكَذِباً عليه، فهو عند اللهِ"جعفرُ الكذّاب" المُفتري على اللهِ المدّعي لِما ليس له بأهل، المُخالفُ على أبيهِ والحاسدُ لأخيه، ذلك الّذي يكشِفُ سِرَّ اللهِ عند غَيبةِ وليّ الله،
ثمّ بكى إمامُنا السجّاد بكاءً شديداً، ثمّ قال:
كأنّي بجعفرِ الكذّاب وقد حمل طاغيةَ زمانِهِ على تفتيشِ أمرِ وليّ اللهِ والمُغيَّبِ في حِفظِ الله، والتوكيلِ بحَرَمِ أبيه جهلاً منه بولادتِهِ وحِرصاً على قتلِهِ إنْ ظفر به، طمعاً في ميراثِ أبيه حتّى يأخُذَه بغيرِ حقّه..)

[الاحتجاج]

إمامُ زمانِنا وصف جعفرَ الكذّاب بأنّه(المُدّعي ما ليس له)
ورسولُ اللهِ بيّن في حديثِهِ أنّ ما ادّعاهُ جعفرُ الكذّاب هو الإمامة، إذ يقول نبيّنا:
(فإنّ الخامسَ مِن وُلده الّذي اسمُهُ جعفر يدّعي الإمامةَ اجتراءً على الله)
فإمامُ زمانِنا يتحدّث عن إمامتِهِ وعن ظُلامةِ إنكارِ إمامتِهِ وادّعائها مِن قِبَلِ جعفرِ الكذّابِ زُوراً وظُلماً..إلى الحدّ الّذي تعاون مع السُلطةِ العبّاسيّةِ لأجلِ أن يُوصِلَهم لإمامِ زمانِنا كي يتمكّنوا مِن قتلِهِ!
ودفع العبّاسيّين إلى تفتيشِ بيتِ إمامِنا العسكري وتفتيشِ عائلتِهِ ونسائه وجواريه كما بيّن رسولُ الله

هذه الظُلامةُ بكلِّ تفاصيلِها تُذكّرنا بظُلامةِ الزهراء!
• فكما اقتحم العبّاسيّون بيتَ إمامِنا العسكري وهتكوا حُرمةَ البيتِ يُفتّشونه بحثاً عن إمامِ زمانِنا لأجلِ قتلِه..كذلك هجم القومُ على دارِ الزهراء، وهتكوا حِجابها ودخلوا دارَها بغيرِ إذن يُفتّشونها ويُريدون قتلَ فاطِمة!

• وكما أنّ(جعفر الكّذاب وأولادَه) الّذين هم أقرباءٌ لإمامِ زمانِنا أنكروا إمامةَ الحجّةِ بن الحسن..كذلك الّذين يزعمون أنّهم مِن شيعةِ الزهراء(مِن الهاشميّين وغيرِهم مِن رجال الدين في واقعِنا الشيعي) هؤلاء أنكروا إمامةَ الزهراء فقالوا أنّ الزهراء ليست بإمام!

• وكما طَمِعَ جعفرُ الكذّابِ في ميراثِ إمامِ زمانِنا مِن أبيه(الّذي هو إرثُ الإمامة)
كذلك صنع القومُ مع الزهراء حين أخذوا مِنها فدك(الّتي هي عنوانٌ للإمامة)

فتفاصيلُ ظُلامةِ إمامِ زمانِنا مُشابهةٌ لتفاصيل ظُلامةِ الزهراء،
ولذا أشار إمامُنا في توقيعِهِ لهذه الحقيقة، فقال بعد أن تحدّث عن إمامتِهِ وعن ظُلامةِ إنكارِها، قال:
(وفي ابنةِ رسولِ اللهِ لي أُسوةٌ حسنة)
وهذه العبارة لابدّ أن نقِفَ عندها
فالإمام هنا يتّخِذ مِن الزهراء أُسوةً له،
ماذا يعني ذلك؟

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/1XnSEATkWQ/
#الثقافة_الزهرائية

الثقافة الزهرائية

27 Nov, 16:11


يقولُ نبيُّنا الأعظمُ للصِديقةِ الكُبرى:
(يا فاطِمة، مَن صلّى عليكِ غفر اللهُ له وألحقَهُ بي حيثُ كُنتُ مِن الجنّة)
[البحار: ج٤٣]

الصلاةُ في حقيقتِها صِلةٌ،
وصلاتُنا على الزهراء هي صِلةٌ بها ووصالٌ معها"صلواتُ الله عليها"
وصِلتُنا بفاطمة تكونُ سبباً لتطهيرِنا،
مِن هنا يحصلُ غُفرانُ الذنوب، كما نقرأ في زيارةِ الزهراء:
(وزعمنا أنّا لكِ أولياء ومُصدّقون وصابرون لكلّ ما أتانا به أبوكِ وأتانا به وصيّهُ صلّى الله عليهما وآلهما
فإنّا نسألُكِ إنْ كُنّا صدّقناكِ إلّا ألحقتِنا بتصديقِنا لهما لنُبشّرَ أنفُسنا بأنّا قد طهُرنا بولايتِكِ)


فالزيارةُ تُبيّن أنّه لا قيمةَ لتصديقِنا بمحمّدٍ وعليٍّ مِن دون تصديقِ فاطِمةَ على عقيدتِنا هذه وإمضائها لها،
لأنّ الزهراء هي القيّمةُ على دِيننا كما يقول إمامُنا الباقر في تفسيرِ سورةِ البيّنة
والإمضاءُ على سلامةِ العقيدةِ والدين يأتي من القيّمة

ثمّ لاحظوا أنّ نبيّنا يقول أنّ صلاتَنا على فاطِمة تكونُ سبباً لتطهيرِنا نحنُ مِن الذنوب وعلوِّ درجتِنا
لا أنّ الزهراء هي الّتي تنتفعُ مِن صلاتِنا عليها في علوّ منزلتها..فلنتأمل!

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

25 Nov, 17:05


ما هي الرمزيّةُ والدِلالةُ في وُقوفِ رسولِ اللهِ مُستأذناً على دارِ ابنتِهِ فاطِمةَ قبلَ دُخولِهِ؟
:
❂ نقرأ في سُورةِ النورِ المُباركة:
{يا أيُّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بُيوتًا غيرَ بُيوتِكُم حتّى تستأنِسُوا وتُسَلِّموا على أهلِها..}

ورد عن أهلِ البيتِ"صلواتُ اللهِ عليهم" في تفسيرِ القُمّي في معنى قولِهِ:"تستأنسوا" قال: تستأذنوا.

مِن المُؤلمِ جدّاً أنّك ترى هذه الأُمّةَ الضالّةَ المَخذولةَ تهتَمُّ بتطبيقِ هذه الأوامرِ الإلهيّةِ والآدابِ القُرآنيّةِ على بيوتاتِ الناس..ولكن حين يصِلُ الأمرُ إلى البيتِ العَلَويِّ الطاهرِ الّذي يقِفُ على بابِهِ سيّدُ الكائناتِ مُستئذناً..تتعطّلُ هذه القوانينُ ولا يعبأُ بها أحد!
فتُهتَكُ حُرمةُ هذا البيتِ الطاهرِ مِن قِبَلِ رُموزِ السقيفةِ الأوباش ويُدخَل على الصدّيقةِ الكُبرى بيتُها بلا استئذان!
أيُّ ظُلامةٍ مَريرةٍ هذه؟!

فلنتأمّل معاً ماذا يُحدّثُنا سُليم بن قيس بشأنِ هذه الظُلامةِ الفاطميّةِ الأليمةِ جدّاً؟

يُحدِّثُنا سُليم بن قيس، يقول:
(قلتُ لسلمان"المُحمّدي": أدَخلوا على فاطِمةَ "عليها السلام"بغَيرِ إذن؟ فقال سلمان: إي واللهِ..وما عليها مِن خِمار!)

لاحظوا أنّ سلمان في جوابِهِ يُقسِمُ لِسُليم ويقول: (إي واللهِ)
لماذا هذا القَسَم؟!
لأنّ سُليم كان يسألُ سلمان مُندهشاً ومُتحيِّراً لا يكادُ يُصدِّقُ هذا الأمرَ الفظيع جدّاً!

فالبيتُ الّذي دخلوهُ بغَيرِ إذنٍ هو البيتُ المُسْقَفُ بعرشِ الرحمن كما يصِفُهُ إمامُنا الباقر في حديثٍ له يقولُ فيه:
(بيتُ عليٍّ وفاطِمةَ حُجْرةُ رسولِ الله، وسَقْفُ بيتِهم عرشُ ربِّ العالمين، وفي قَعْرِ بُيوتِهم فُرْجةٌ مَكشوطةٌ إلى العرشِ مِعراجُ الوحي،
والملائكةُ تنزلُ عليهم بالوحي صباحاً ومساءً وكُلَّ ساعةٍ وطَرفةِ عين،
والملائكةُ لا ينقطِعُ فَوجُهم، فوجٌ ينزلُ وفوجٌ يصعد..)

[تأويل الآيات]

إنّه البيتُ الّذي طالما وقف عليه سيّدُ الكائناتِ مُستأذِناً -وهو والدُ الزهراء وسيّدُ الخلائقِ في هذا الوجود-!

ورسولُ اللهِ أفعالُهُ ليست أفعالاً عاديّة..خُصوصاً إذا كانت هذه الأفعالُ في شأنِ فاطِمةَ وفي شأنِ أهلِ بيتِهِ الأطهار،
وخُصوصاً إذا كانت هذه الأفعالُ تتكرَّرُ مِنه باستمرارٍ وبشكلٍ مُنتظم عَلَناً بمَرأى ومَسمَع مِن المُسلمين..وليس بشكلٍ شخصيٍّ داخلَ البيتِ فيما بينَهُ وبين الزهراء

فحين تُخبِرُنا الروايات(رواياتُنا ورواياتُ القومِ أيضاً) أنّ رسولَ اللهِ لأشهرٍ عديدةٍ كان يقِفُ على دارِ الزهراء أمامَ الناسِ يطرِقُ البابَ مُستأذِناً ولا يدخلُ حتّى يُؤذَنَ له..هذه التصرُّفاتُ الّتي كان يتصرَّفُها رسولُ اللهِ بمَرأىً ومَسمَعٍ مِن الأُمّة..إنّه يُريدُ مِن خلالِها أن يُرسِلَ إلينا رسائل؛
مِن هذه الرسائل:
✦ أنّه يُريدُ التأكيدَ على حُرمةِ هذا البيتِ الطاهرِ ويُبيِّنُ لنا بأنّ هتْكَ حُرمتِهِ هو هتْكٌ لِحجابِ اللهِ تعالى، كما يقولُ إمامُنا الكاظم وهو ينقلُ إلينا وصايا نبيّنا الأعظم قبل رحيلِهِ، يقول:
(قال رسولُ الله"صلّى اللهُ عليهِ وآله":
ألا إنّ فاطِمةَ بابُها بابي وبيتُها بيتي فمَن هَتَكَهُ فقد هَتَكَ حِجابَ الله!
ثُمّ بكى إمامُنا الكاظِمُ طويلاً وقطَعَ بقيّةَ كلامِهِ، وقال: هُتِكَ واللهِ حِجابُ اللهِ! هُتِكَ واللهِ حِجابُ الله! هُتِكَ واللهِ حِجابُ اللهِ!..)

[البحار: ج22]

فرسولُ اللهِ أراد أن يُؤكّدَ بأنّ بيتَ فاطِمةَ هو حِجابُ اللهِ تعالى..وأنّ انتهاكَ حُرمتِهِ هو هتْكٌ لِحِجابِ اللهِ تعالى

وأراد التأكيدَ أيضاً على أنّ فاطِمةَ الزهراء هي المِحورُ وهي القُطْبُ في برنامجِ الطاعةِ وبرنامجِ الإمامة،
فهي القيِّمةُ على الدين؛ يعني هي سيّدةُ الدين المُشرِفةُ على الدين،
ولِذا وصفها رسولُ اللهِ بأنّها"أمُّ أبيها"

لأنّها القيّمةُ على الدين في زمنِ أبيها رسولِ الله..وهي القيّمةُ على الدين على طُولِ الخط،
ومِن هُنا فإنّ رسولَ اللهِ إذا ما كان في سَفَرٍ خارجَ المدينةِ وعاد ودخل المدينةَ فإنّ أوّلَ شخصٍ يذهبُ لزيارتِهِ وتجديدِ العهدِ به "فاطِمة"

وحين يكونُ خارِجاً مِن المدينة(يعني مُغادراً) فإنّ آخِرَ شخصٍ يُودِّعُهُ رسولُ اللهِ قبل خُروجِهِ وسَفَرِهِ"فاطِمة" أيضاً

هذه التصرُّفاتُ مِن نبيّنا لم تكن لأمرٍ أُسَريٍّ عاطِفيٍّ،
القضيّةُ دقيقةٌ وعميقةٌ جداً..لأنّ الزهراء هي القيّمة..وهذا القرآنُ واضحٌ أمامَنا في سُورةِ البيّنة، في قولِهِ تعالى: {وذلك دينُ القيّمة}
فإمامُنا الباقر يقول: (القيّمةُ هي فاطِمة"صلواتُ اللهِ عليها")

فالقيّمةُ هي المُشرِفةُ على دينِ الله،
بل هي المُشرِفةُ على هذا الوجود..والدينُ جزءٌ يسيرٌ مِن شؤون هذا الوجودِ الأعظم،
ومِن هُنا كانت الزهراء إماماً للأئمّةِ مِن وُلْدِها المعصومين وهي الحُجّةُ عليهم كما يقولُ إمامُنا الزاكي العسكري:
(نحنُ حُجَجُ اللهِ على الخَلْقِ وفاطِمةُ أُمّنا حُجّةٌ علينا)

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

24 Nov, 16:34


مِن الأدلّةِ الواضحةِ الصريحةِ على إمامةِ الزهراء: ما جاء في عبائرِ دُعاءِ التوسُّلِ المعروف
:
✦ في دُعاء التوسُّل المعروف المرويّ عن أئمّتِنا..والّذي بدايتُهُ:
(اللّهُمّ إنّي أسألُك وأتوجّهُ إليك بنبيّك نبيِّ الرحمةِ محمّدٍ"صلّى اللهُ عليه وآلِهِ"
يا أبا القاسمِ يارسولَ اللهِ يا إمامَ الرحمةِ ياسيّدنا ومولانا..إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى اللهِ وقدّمناك بين يدي حاجاتِنا يا وجيهاً عند اللهِ اشفع لنا عند الله)


هذه العبائر الّتي مرّت تتكرّرُ مع كُلِّ أئمّتِنا الأربعةَ عشر
وحين نصِلُ إلى الزهراء نُخاطبُها أيضاً بنفس الخِطاب، فنقول:
(يا فاطِمةَ الزهراء يا بنتَ محمّدٍ يا قُرّةَ عينِ الرسول يا سيّدتَنا ومولاتَنا إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بكِ إلى اللهِ وقدّمناكِ بين يدي حاجاتِنا يا وجيهةً عند اللهِ اشفعي لنا عند الله)

فهذه العبائر هي هي مع رسولِ اللهِ وهي هي مع أميرِ المُؤمنين ومع الصدّيقةِ الكُبرى ومع الحسنِ والحسين ومع كُلِّ أئمّتِنا الأطهارِ مِن وُلدِ الحسين إلى إمام زمانِنا،
وهذا يُشير إلى أنّهم"صلواتُ اللهِ عليهم" في نفس المرتبةِ مِن العِصمةِ والإمامةِ والوجاهةِ والمنزلة

والقضيّةُ تتجلّى بوضوحٍ أكثر حين نقرأ في آخرِ الدعاء هذه العبارات:
(يا سادتي ومواليَّ إنّي توجّهتُ بكم أئمّتي وعُدّتي)
فالخِطاب هنا لجميع مَن توسّلنا بِهم في الدعاء (ومِنهم الصِدّيقةُ الكبرى)
ونحنُ نُخاطِبُهم جميعاً في الدعاء بهذا الوصف: (أئمّتي وعُدّتي)

فهل يستطيعُ أحدٌ أن يُخرِجَ الزهراء عن هذا الوصف(أئمّتي) فيقول أنّ هذا العنوان لا يشملُها وأنّ الزهراء ليست بإمام؟!
بأيِّ دليلٍ يُخرِجون فاطِمة والألفاظُ واحدة في كُلِّ مقطعٍ مِن مقاطعِ دُعاء التوسُّل؟!

فنفسُ الخِطابِ الّذي نُوجِّهُهُ لرسولِ اللهِ نُوجِّهُهُ لأميرِ المُؤمنين وللصدِّيقةِ الكُبرى،
فلماذا ذُكِرت الزهراء إذاً في هذا الدُعاء مع سائرِ الأئمّةِ إذا لم تكن إماماً؟!

الزهراء إمامٌ مِن الأئمّةِ الأربعةِ عشر..وهذا الأمرُ واضحٌ في نُصوص أهلِ البيتِ الكثيرةِ جدّاً..لِمَن يقرأُ هذه النُصوصَ بتدبُّر
(ولا خيرَ في قراءةٍ ليس فيها تدبُّر كما يقولُ سيّدُ الأوصياء)

بل إنّ الزهراء أحدُ أئمّةِ الأئمّةِ الثلاثة؛ (محمّدٍ وعليٍّ وفاطِمة) فهي إمامٌ للأئمّةِ مِن وُلْدِها كما مرَّ في موضوعاتٍ عديدةٍ سابقة

عِلْماً أنّ كُلَّ الأدعيةِ الأُخرى والزياراتِ هي بهذا المنطِق وبهذا المضمون،
بل حتّى خُطبةُ الزهراء الفدكيّةِ المعروفة..عبائرُها صريحةٌ في إمامةِ فاطِمة، وهي الّتي تُصرِّحُ بذلك حين تقول:
(-وجعل- طاعتَنا نِظاماً للمِلّةِ وإمامتَنا أماناً للفُرقة)
المِلّة: هي الدين والعقيدة..والزهراء هنا تتحدّث عن محمّدٍ وعليٍّ وعن نفسِها بالدرجةِ الأولى، وعن الأئمّةِ مِن وُلْدها..فإنّ الطاعةَ الواجبةَ على الأُمّة إنّما تتعلّقُ بطاعةِ هؤلاء الصفوة(الأئمّة الأربعة عشر)
نعم..قد تُوجدُ عناوين أُخرى لوجوبِ الطاعةِ في التفرّعِ عن طاعةِ هؤلاء (كطاعةِ أولياء أهلِ البيتِ أصحاب المراتبِ العالية كالعقيلة والعباس مثلاً..)
لكنّ الزهراء تتحدّثُ عن الطّاعةِ الأصلِ هنا

فالطاعةُ الأصلُ في دِيننا هي للهِ ولرسولِهِ ولأُولي الأمر؛ وهذه هي الإمامةُ الإلهيّة،
والزهراءُ قطعاً مِن أُولي الأمر، فهي مِن أصحابِ المُلْك في قولِهِ تعالى: {وآتيناهم مُلكاً عظيماً}
والمُلكُ هو الطاعةُ المفروضة كما جاء عن أئمّتنا

ثمّ ألسنا نقرأُ في أحاديثِ العِترة: (إنّ اللهَ لَيغضبُ لِغضبِ فاطِمة ويرضى لرضاها)؟
فمَن أطاع فاطمةَ أطاع الله، ومَن عصاها فقد عصى الله..وهذه هي الإمامةُ الإلهيّة،
إنّها إمامةُ التكوينِ والتشريع..فإنّ اللهَ تعالى قد فرض طاعةَ أهلِ البيتِ تكويناً وتشريعاً،
أمّا تكويناً؛ فكُلُّ ما في الوجود هو مُطيعٌ لهم بنحوِ الجبر كما نُخاطِبُهم في الزيارة: (وذلَّ كُلُّ شيءٍ لكم)
وأمّا فرضُ طاعتِهم تشريعاً فهو بنحو الاعتقادِ والتديّن، كما في قولِهِ تعالى: {هو الّذي أرسل رسولَهُ بالهُدى ودِينِ الحقِّ لِيُظهِرَهُ على الدين كله..)

فإمامةُ أهلِ البيتِ إمامةٌ مُطلقةٌ في التكوين والتشريع..فقد ذلَّ لهم كُلُّ شيءٍ في كُلِّ طبقاتِ التكوين وكُلِّ جهاتِ التشريع، وفي كُلِّ ما تَصِلُ إليه العقولُ والقلوب وما يصِلُ إليه الفِكر،
وإمامُنا الباقر يُؤكّد هذه المعاني في حقِّ أُمّهِ الزهراء، فيقول:
(ولقد كانت -أي الزهراء- طاعتُها مفروضةً على جميعِ مَن خلق اللهُ مِن الجِنِّ والإنسِ والطيرِ والبهائمِ والأنبياء والملائكة)
[دلائل الإمامة]

أضف أنّ الزهراء تُصرّحُ بإمامِتها حين تقول: (وإمامتَنا أماناً مِن الفُرقة)
فالزهراء هي سِرُّ النظْمِ في برنامج الطاعةِ والإمامة،
وهذه القضيّة مِن البديهيّاتِ في دِيننا، ولكن للأسف أكثرُ مراجعِ الشيعةِ ظلموا الزهراء وأخرجوها مِن منظومةِ الأئمّة وقالوا أنّها ليست إماماً!

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

23 Nov, 15:03


وقفة عند رُموزِ الظُلامةِ الفاطميّةِ في القرآن
تُبيّن لنا أنّ اللهَ جعل"صيحةَ الظُهور" إستجابةً لصرخةِ فاطِمة!

:
عيونُ الشيعةِ المُنتظرين لإمامِ زمانِهم شاخصةٌ إلى بلادِ الشام..تُتابعُ باهتمامٍ ما يجري فيها مِن أحداث كُبرى تُشكِّلُ مخاضاً لخُروجِ ابنِ آكلةِ الأكباد مِن الوادي اليابس!

وتكثُرُ التساؤلاتُ فيما بينهم عن أوصافِ السفيانيّ وإلى مَن ينتسب؟
ونقول:
بأنّ التدبُّرَ في رموزِ الظُلامةِ الفاطميّة في القرآن المُفسَّرِ بحديثِ العترة يُشخّص لنا بوضوح صِفاتِ السفياني؛
فإنّ عاقِرَ ناقةِ ثمود وفصيلِها (الّذي هو رمزٌ لِقاتلِ فاطِمة)يحمِلُ بالضبطِ وبالدقّةِ صِفاتِ السفياني!
فهو أشقرُ أحمرُ أزرق ابن زنا لا يُعرف له أب!

فلنتأمّل سويّاً في تفاصيل الظُلامةِ الفاطميّةِ في القرآن..فهي تُرشِدُنا لصِفاتِ السُفياني وتُخبِرُنا أنّ اللهَ تعالى جعل صيحةَ الظُهور المهدويّ استجابةً لِصرخةِ فاطِمة!

وتذكّروا دائماً قولَ إمامِنا الصادق:
(مَن لم يعرف أمرَنا مِن القرآن لم يتنكّب الفِتَن)
يعني سيقعُ في الفِتن ولن يتجاوزَها!

ماذا يقولُ أهلُ البيتِ عن رمزيّةِ مقتلِ فاطِمة في قرآنِهم؟

● نقرأ في سورةِ القمر هذه الآيات الّتي تتحدّث عن قومِ ثمود مع نبيّهم صالح،
وذلك حين قالوا له: ادعُ إلهك حتّى يُخرجَ لنا مِن هذه الصخرةِ الصمّاء ناقةً عُشراء -أي حامل في شهرِها العاشر على وشك الولادة مِثلما كانت الزهراء على وشك الولادةِ حين هاجموا دارها-
فقال اللهُ في كتابهِ إجابةً لِما طلبوا:
{إنّا مُرسلوا الناقةِ فتنةً لهم فارتقِبهُم واصطبر*ونبِّئهُم أنّ الماءَ قِسمةٌ بينهُم كُلُّ شِرْبٍ مُحتضِر*فنادوا صاحِبَهُم فتعاطى فعقَر}
إلى أن يقول:
{إنّا أرسلنا عليهم صيحةً واحدةً فكانوا كهشيمِ المُحتظِر}

[توضيحات]
هذه الآيات تتحدّثُ في ظاهرها عن ظُلامةِ الناقةِ وفصيلِها..ولكن في حقيقتِها تتحدّثُ عن ظُلامةِ فاطِمة وعن المشروع المهدوي..وتُبيّن أنّ صيحةَ الظُهور لإمامِ زمانِنا هي استجابةٌ لصرخةِ فاطِمة

✸ قد يسأل سائل:
وأين هي ظُلامةُ الزهراءِ هنا؟ وأين هو المشروعُ المهدوي؟
ونقول:
حتّى تتّضحَ الصورةُ لابُدّ أن نرجعَ لتفسيرِ أهلِ البيتِ لهذه الآيات ونتدبّرَ فيما قالوه بشأنِها

يقولُ إمامُنا الصادق في روايةٍ يشرحُ فيها هذه الآيات مِن سورةِ القمر ويتحدّثُ عن ظُلمِ ثمود لنبيّهم صالح وغدرِهم بآيةِ نبيّهم؛ (وهي الناقةُ وفصيلِها) يقول:
(ثمّ أوحى اللهُ تبارك وتعالى إليه: أن -ياصالح- قُل لهم: إنّ اللهَ قد جعل لهذه الناقةِ مِن الماءِ شِربَ يومٍ ولكم شِربُ يوم،
وكانت الناقةُ إذا كان يومُ شُربِها شربت الماءَ
ذلك اليوم، فيحلبُونها فلا يبقى صغيرٌ ولا كبيرٌ إلّا شرِب مِن لبنِها يومَهم ذلك، فإذا كان اللّيلُ وأصبحوا..غدوا إلى مائهم فشربُوا مِنه ذلك اليوم ولم تشرب الناقةُ ذلك اليوم، فمكثوا بذلك ما شاء الله،
ثمّ إنّهم عتوا على الله، ومشى بعضُهم إلى بعضٍ، وقالوا: اعقروا هذه الناقةَ واستريحوا مِنها،
لا نرضى أن يكونَ لنا شِربُ يومٍ ولها شِربُ يوم،

ثمّ قالوا: مَن الّذي يلي قتْلَها ونجعل له جعلاً -أي عطاءً- ما أحبّ؟
فجاءهم رجلٌ أحمرُ أشقرُ أزرقُ ولَدُ زنا، لا يُعرَف له أب، يُقال له: قُدار، شقيٌ مِن الأشقياء، مشؤومٌ عليهم، فجعلوا له جَعلاً،
فلمّا توجّهت الناقةُ إلى الماء الّذي كانت تَرِدُهُ، تركها حتّى شرِبت وأقبلت راجعة..فقعد لها في طريقِها، فضربها بالسيفِ ضربةً فلم تعمل شيئاً، فضربَها ضربةً أُخرى فقتَلَها، وخرّت إلى الأرضِ على جنبِها!
وهرب فصيلُها حتّى صعد إلى الجبلِ فَرَغا
ثلاثَ مرّاتٍ إلى السماء،
وأقبل قومُ صالح، فلم يبقَ مِنهُم أحدٌ إلّا شَرِكَهُ في ضربتِهِ، واقتسمُوا لحْمَها فيما بينهم، فلم يبقَ مِنهم صغيرٌ ولا كبيرٌ إلاّ أكل منها،
فلمّا رأى ذلك صالحٌ أقبل إليهم، فقال:
يا قوم، ما دعاكم إلى ما صنعتم؟ أعصيتُم أمرَ ربِّكم؟
فأوحى اللهُ تبارك وتعالى إلى صالح: أنّ قومكَ قد طغوا وبغوا، وقتلوا ناقةً بعثتُها إليهم حُجّةً عليهم، ولم يكن عليهم فيها ضرر، وكان لهم مِنها أعظمُ المنفعة، فقُل لهم: إنّي مُرسِلٌ عليهم
عذابي إلى ثلاثةِ أيّام، فإن هم تابوا ورجعوا قبِلْتُ توبتَهم وصددتُ عنهم، وإن هم لم يتوبوا ولم يرجِعوا بعثتُ عليهم عذابي في اليوم الثالث!..)

فأبلغ صالح قومَهُ رسالةَ اللهِ لهم، ولكنّهم عتوا واستكبروا وقالوا لصالح: "ائتنا بما تعِدُنا إن كُنتَ مِن الصادقين"
فقال لهم:
(يا قوم، إنّكم تُصبحون غداً ووُجوهُكم مُصفرّة، واليوم الثاني وُجوهُكم مُحمَرّة، واليوم الثالث وُجوهُكم مُسودّة)

وهذا ما حصل لهم بالفعل في هذه الأيّام الثلاثة،
ولكنّهم لشِقوتِهم لم يتوبوا رُغمَ أنّهم عاينوا علامات العذاب بأنفُسِهم!
وإنّما قالوا:
"لو أُهلِكنا جميعاً ما سمِعنا قولَ صالح ولا تركنا آلِهتَنا الّتي كان آباؤنا يعبُدُونها.."!

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/15oGQwSZT8/
#الثقافة_الزهرائية

الثقافة الزهرائية

20 Nov, 17:04


مِن ظُلاماتِ الزهراء المُقرِحةِ للقلوب: أنّ القومَ غَصّصُوا الزهراءَ بريقِها!💔
فكيف غصّصوها بريقِها؟

:
❂ جاء في إحدى زياراتِ الصدّيقةِ الكُبرى "صلواتُ الله عليها" في كتاب [المُقنعة للشيخ المُفيد] جاء فيها:
(السلامُ عليكِ أيّتُها البتولُ الشهيدةُ الطاهرة، لعن اللهُ مَن ظلَمَكِ ومنَعَكِ حقّكِ ودفَعَكِ عن إرثِكِ،
لعنَ اللهُ مَن كذّبَكِ وأعنَتَكِ وغصّصكِ بريقِكِ، وأدخل الذُلَّ بيتكِ
ولعن اللهُ أشياعَهُم وألحقَهُم بدَرَكِ الجحيم)


❂ وجاء أيضاً في زيارةٍ أُخرى للصدّيقةِ الكُبرى "صلواتُ اللهِ عليها":
(الّلهُمّ إنّها خرجتْ مِن دُنياها مَظلُومةً مَغشومة، قد مُلِئتْ داءً وحسرة، وكَمَداً وغُصّة..)
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
✦ قولُ الزيارة: (ولعَنَ اللهُ مَن كذّبكِ وأعنتَكِ)
العَنَت: هو التَعَب، هو الألم، هو العذاب..فقد عذّبوا الزهراء وأنهكوها ألماً!

✦ أمّا هذا التعبير؛ (وغصّصكِ بريقِكِ) فهو تعبيرٌ مُؤلمٌّ جدّاً!
فالمُرادُ مِن الريقِ في الّلغة: هو ماءُ الفم، هو السائلُ الّذي يُرطِّبُ الفَم، والّذي يُقال له: (لُعابُ الفم) أو (رِضابُ الفم)
وهو الّذي يُحافِظُ على رائحةِ الفم

الإنسانُ في حالتِهِ الصحيّةِ والنفسيّةِ الطبيعيّةِ يكونُ فَمُهُ رَطِباً مِن الداخل بسببِ هذا السائل وهو الّلعاب،
ولكن في بعضِ الحالاتِ المَرَضيّةِ والنفسيّةِ قد يَجِفُّ فمُ الإنسان (كحالةِ الرُعبِ الشديد، والخوفِ الشديد، والحسرةِ الشديدة..)
فهُناك حالاتٌ نفسيّةٌ مُعيّنةٌ تطرأُ على الإنسانِ تُؤدّي بريقِهِ إلى الجفاف!

• أمّا تعبير؛ (غَصّصكِ) في الّلغة:
معنى "غصّصَ": مِن الغُصَّة، والغُصّةُ هي الّتي تأتي قرينةً للريق،
وهي ما يعترِضُ فمَ الإنسانِ مِن الداخل، بحيث أنّ الإنسانَ لا يستطيعُ أن يُدخِلَ شيئاً في جوفِهِ بسببِ هذا العائقِ أو المانعِ والحاجزِ المُسمّى بـ(الغُصّة)

وتعبير (غَصّصكِ بريقكِ) يعني أنّهم مِن دُونِ حاجزٍ داخليٍّ في الفم غَصّصُوا الزهراء.. غصّصُوها بريقها!
وهو تعبيرٌ كنائيٌّ عن الخوفِ الشديد، والحُزنِ الشديدِ، والألمِ الشديد، والإجهادِ الشديد،
وكذلك الضربِ الشديد، والعَصْرِ الشديد، والجراحاتِ المُؤلمة؛
الركل والرفس والشَتْم والضغط النفسي!

فقد حاولوا خَنْقَ الصدّيقةِ الكُبرى بعصرِها بين البابِ والجدارِ بالنارِ والدُخان حينما وقعت على الأرض!
وحاول خالد بنُ الوليد أن يقتُلَ فاطِمة الزهراء بسيفِهِ إلّا أنّ أميرَ المؤمنين منعَهُ،
هذه التفاصيلُ موجودةٌ في كتاب (سُليم بن قيس) الّذي يُسميّه أئمّتُنا الأطهار؛ "أبجد الشيعة"

وكان في نيّةِ القومِ إحراقُ بيتِ الزهراء بكاملِهِ وليس مُجرّد الباب..فقد جمعوا كميّةً كبيرةً مِنَ الحَطَبِ الجَزْل (وهو الحطبُ الّذي يشتعِلُ بسرعةٍ وتبقى فيه النارُ مُتَّقِدةً إلى وقتٍ طويل)
جمعوا كميّةً كبيرةً مِن هذا الحَطَبِ الجزْلِ وغطُّوا بها كُلَّ البيت..أرادوا إحراقَ البيتِ لكنّهم لم ينجحوا في ذلك،
نعم تسجّرت النارُ عند البابِ وبعد ذلك بسببِ الازدحامِ انطفئت النارُ ولكن بعد أن أُحرِقَ بابُ فاطِمةَ وبعد أن دخل الدُخانُ إلى داخلِ بيتِها وكادت أن تختنقَ لأنّها قد سقطت على الأرضِ خلفَ الباب.. بعد أن عصرها عُمرُ بن الخطّاب بين البابِ والجدار!
وهذا التفصيل ذكرهُ عمرُ بنُ الخطّاب في رسالةٍ موجودةٍ في كُتُبِنا الشيعيّةِ كان قد بعث بها إلى معاوية وحدّثَهُ فيها عن تفاصيلِ الواقعة!

كُلُّ هذه العوامل وأكثرَ مِن ذلك تُؤدّي إلى أنّ الإنسانَ يتغصَّصُ بريقِهِ!
فالّذي جرى على الزهراء هو أشدُّ بكثيرِ مِن هذه الصُوَرِ والّلقطاتِ الّتي وصلت إلينا..مع شدّةِ قساوةِ ما وصل إلينا

عِلماً أنّ تعبيرَ (غَصَّصهُ) بالتشديدِ وتكرارِ الصاد أشدُّ بكثير مِن تعبير (غَصَّهُ)
فمعنى (غَصَّصه) : يعني جَرَّعَه..وهو نفس التعبيرِ الّذي جاء في زيارةِ الناحيةِ المُقدّسة حين يقولُ إمامُ زمانِنا مُخاطباً جدَّهُ الحسين:
(السلامُ على المُجَرَّع بكاساتِ الرماح)
التَجرُّعُ: هو التَغصُّص،
فأعداءُ الزهراء غصّصُوها بريقِها،
وأعداءُ الحسين جرّعوهُ بكاساتِ الرماح!

(الظلامةُ هي الظلامة)!
ظُلامةُ فاطِمة هي بعينِها ظُلامةُ الحسين، وظُلامةُ الحسين هي بعينِها ظُلامةُ فاطِمة "صلواتُ اللهِ عليهما"💔

يا زهراء..
وجرّعوها خُطُوبـــــــاً لو وقعـنَ على
صُمِّ الجبالِ لأضحت وهي تضطَرِبُ
أبضعةُ الطُهْرِ طــــه نُصْــبَ أعيُـنِهـم
بالبابِ يعصِرُها الطاغي وما غَضِبـوا
رضّوا أضالِعَهــا أجـروا مدامِعَهـــــــا
أدمـوا نواظِرَهـــــا مِيراثَهـا غصَـبُـوا
لبيتِها وهي حسرى في معاصِمِهـــــا
عــدواً.. فلاذت وراءَ البابِ تحتجِبُ!
فألَّمُـــــوا عضُدَيهــــــا في سياطِهِمُ
واسقطوا حمْلَها والمُرتضى سحَبوا!

وسيعلمُ الّذين ظلموا فاطِمةَ وآلِ فاطِمةَ أيَّ مُنقلبٍ ينقلبون
الّلهُمّ يا ربَّ الزهراءِ، بحقِّ الزهراء، اشفِ صدرَ الزهراءِ بظُهورِ الحجّة


قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

19 Nov, 17:02


وقفةٌ عند تحريفِ الواقع الشيعيّ لآية:﴿وإذا المَوؤدةُ سُئِلت﴾المرتبطةِ بظُلامةِ الزهراءِ وظُلامةِ الحسين!
:
حين تُقرأ هذه الآية: {وإذا الموؤدةُ سُئلت*بأيّ ذنبٍ قُتِلت} فإنّ الشائعَ في أذهان الناس (مِن المُخالفين والشيعةِ أيضاً) الشائعُ في أذهانِهم وعلى ألسنتِهم وعلى المنابر أنّ المُرادَ مِن الموؤدةِ هنا هي الطِفلةُ الّتي تُدفَنُ في الجاهليّةِ وهي حيّة،
والحال أنّ هذا المعنى لا علاقةَ له بثقافةِ العترةِ أبداً!

هذا المعنى هو ما يقولُهُ المُخالفون في كُتبِ تفسيرِهِم،
وأمّا علماءُ الشيعةِ الّذين يقولون بهذا القولِ فهُم إنّما يغترفون ثقافتَهم مِن الفِكرِ المُخالفِ لأهلِ البيت مِن حيث يشعرون أو لا يشعرون!
وتلك هي طامّتُنا الكبرى في الواقع الشيعي!
وأحدُ الشواهدِ على ذلك ما حصل العام الماضي في مِثل هذه الأيّام (في الّليالي الفاطميّة)
حين خرجت علينا إدارةُ العتبةِ الحسينيّةِ بنشاطٍ لأطفالِ إحدى المدارسِ التابعةِ لها..حيثُ رسموا خارطة(فلسـطِين) مكتوبٌ عليها هذه العبارة: "بأيّ ذنبٍ قُتِلت"!

وكذلك خرج علينا أحدُ الرواديد في الّليالي الفاطميّةِ يقول بأنّ مُصيبةَ الزهراء تجسّدت بتفاصيلِها في(فلسـطِين)! وأنّ كُلَّ أطفالِ(فلسـطِين) هم نُسخةٌ مِن المُحسِن!
أيُّ هُراءٍ مِن القولِ هذا؟!

هذه الآيةُ مِن سورةِ التكوير: {وإذا المَوؤدةُ سُئلت *بأيّ ذنبٍ قُتِلت} بحسبِ ثقافةِ العترةِ ترتبطُ بمحمّدٍ وآلِ محمّد فقط..والمِصداقُ الأوّلُ لهذه الآيةِ مِن الأئمّةِ الأطهار هي فاطِمةُ "صلواتُ اللهِ عليها" الّتي قتلوها وقتلوا مُحسنَها وقتلوا ذُريّتها،
ولا تنطبِقُ هذه الآيةُ على أعلى أطفالِ الناس الّذين يُقتلَون ظُلماً بنصِّ كلامِ أهلِ البيتِ كما يقولُ إمامُنا الصادقُ في حديثٍ مُهمٍّ له مع المُفضّل..حين سأل المُفضّلُ عن معنى هذه الآية: {وإذا المَوؤدةُ سُئلت* بأيِّ ذنبٍ قُتِلت} فقال له الإمام:
(تقولُ العامّة -يعني أعداءَ أهلِ البيت- إنّها في كلِّ جنينٍ مِن أولادِ الناسِ يُقتَلُ مظلوماً، فقال المُفضّل: نعم يا مولاي، هكذا يقولُ أكثرُهم،
قال الإمام: ويلَهم، مِن أين لهم هذه الآية؟ هي لنا خاصّةٌ في الكتاب، وهي مُحسِنٌ، لأنّه مِنّا، وقال اللهُ تعالى: {قل لا أسألُكم عليه أجراً إلّا المودّةَ في القُربى}
وإنّما هي مِن أسماءِ المودّة
-يعني المَوؤدة مِن أسماء المَودّة-
فمِن أين إلى كُلِّ جنينٍ مِن أولادِ الناس؟ وهل في المَودّةِ والقُربى غيرُنا يا مُفضّل؟!
قال: صدقتَ يا مولاي،
قال الإمام: والموؤدةُ واللهِ مُحسِنٌ لأنّه مِنّا لا غير، فمَن قال غيرَ هذا فكذّبوه..)

[البحار: ج53]

الرواية تشتمِلُ على نُقاطٍ مُهمّة، مِنها:
✦ أنّها بيّنت أنّ الثقافةَ الشائعةَ في وسطِنا الشيعيّ عن معنى"الموؤدة" ثقافةٌ ناصبيّةٌ وليست ثقافةَ العِترة،
فالإمامُ هو الّذي يقول:
(ويلَهم -أي العامّة- مِن أين لهم هذه الآية؟ هي لنا خاصّةٌ في الكتاب، وهي مُحسِنٌ لأنّه مِنّا)
وفي نفس الرواية يُؤكّدُ الإمام هذا المعنى ويُقسِم فيقول:
(والموؤدةُ واللهِ مُحسِنٌ لأنّه مِنّا لا غير، فمَن قال غيرَ هذا فكذّبوه)

وهذه العبارة: (فمَن قال غيرَ هذا فكذّبوه) تُعطِينا قاعدةً واضحةً كبيرةً جدّاً وهي أنّ الّذي يُفسّر القرآنَ بغيرِ حديثِ أهلِ البيتِ فهو كذّابٌ بنصِّ حديثِ العترة!

المُؤلم أنّ هذه الثقافةَ المِسخ المُخالفةِ لمنطِق العترةِ خرجت مِن أجواءِ العتبةِ الحسينيّة عند الحسين (بين الحرمين) وفي الّليالي الفاطميّة -بلا حياءٍ مِن الزهراء ولا مِن الحُسين-!

✦النقطةُ الثانية:
أنّ الإمامَ بيّن في الروايةِ القراءةَ الصحيحةَ لهذه الآية بحسبِ قراءةِ العترةِ للقرآن،
فأهلُ البيتِ يقرؤون الآية هكذا: {وإذا المَودّةُ سُئلت} وليس "الموؤدة"
عِلماً أنّ هذه القراءة (أعني؛ المَودّة) مُثبّتَةٌ في مُعجم القراءات، ولكن لأنّها قراءةُ أهلِ البيتِ فإنّها تُهجَر!
فقراءةُ العترةِ التفسيريّةِ لهذه الآيةِ هي هذه: {وإذا المَودّةُ سُئلت}وهي القراءةُ الحقيقيّة،
وإنّما عبّرنا عنها بـ(القراءة التفسيريّة) مِن جهةِ موقِفِنا الشرعي؛
لأنّ الأئمّةَ أمرونا أن نقرأَ المُصحَف في عصرِ الغَيبةِ بقراءةِ المُخالفين الشائعةِ في المُصحَف،
أمّا في مقامِ التفسير فأهلُ البيتِ علّمونا أن نقرأَ القرآنَ بقراءتِهم كي نفهمَ الآياتِ بالفهم الصحيح،
لأنّ قراءةَ العترةِ تُعطي المعنى الصحيح

هذه المودّةُ الّتي ستُسأل:"بأيّ ذنبٍ قُتلت" عنوانُها الأوّلُ فاطمة، وعنوانُها المُتجلّي مِن فاطمة؛ حسنٌ وحسين،
ولكن لأنّ المشروعَ المركزيَّ الأعظمَ لنبيّنا هو مشروعُ الحسين كما يقولُ رسولُ الله: (حسينٌ مِنّي وأنا مِن حسين)
لِذا جاء في أحاديثِ العترةِ أنّ معنى الموؤدةِ أيضاً هو الحسين

✸ أمّا كونُ العنوان الأوّلِ للمودّةِ هي فاطمة:
فلأنّ عنوانَ القُربى في آيةِ المودّة؛ مِصداقُهُ الأوّل فاطِمة

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/15YT54GECR/
#الثقافة_الزهرائية

الثقافة الزهرائية

18 Nov, 17:09


مِن صُوَرِ الظُلامةِ الفاطميّةالمُؤلمةِ جدّاً:
تكريمُ عُمر بن الخطّاب لأحدِ عُمّالِهِ الخَوَنةِ وهو "قُنفذ" لأنّه ضرب الزهراء💔

:
❂ يُحدّثنا سُليمُ بن قيس يقول:
(انتهيتُ إلى حلقةٍ في مسجدِ رسولِ اللهِ "صلّى اللهُ عليه وآله" ليس فيها إلّا هاشميٌّ -يعني الجُلوس كلُّهم هاشميّون- غيرُ سلمان وأبي ذر والمِقداد ومحمّد بن أبي بكر وعُمر ابن أبي سَلَمة وقيس بنُ سعد بن عُبادة،
فقال العباس -بن عبدالمطّلب عمُّ النبي- لعليٍّ "صلواتُ اللهِ عليه":
ما ترى عُمر منعَهُ مِن أن يُغرِّمَ قُنفذاً كما أغرم جميعَ عُمّالِهِ؟!
فنظر عليٌّ"صلواتُ اللهِ عليه" إلى مَن حولَهُ، ثمّ أغرورقت عيناهُ بالدموع، ثمّ قال:
شكر له -أي لقنفذ- ضربةً ضربها فاطِمة بالسوط، فماتت "صلواتُ الله عليها"وفي عَضُدِها أثرُهُ كأنّه الدُملج!
ثمّ قال "عليه السلام":
العجَبُ مِمّا أُشربت قلوبُ هذه الأُمّةِ مِن حُبِّ هذا الرجل -يعني عُمر- وصاحبِهِ مِن قبلِهِ والتسليمِ له في كلِّ شيءٍ أحدَثَه!

لَئن كان عُمّالُهُ خَوَنةً وكان هذا المالُ في أيديهم خيانةً..ما حلَّ له تركُهُ -عندهم- وكان له أن يأخذَهُ كلَّهُ فإنّه فيئُ المسلمين،
فما له يأخذُ نِصفَهُ ويترك نِصفَه؟
!

ولئن كانوا غيرَ خَوَنةٍ فما حلَّ له أن يأخذَ أموالَهم ولا شيئاً مِنهم قليلاً ولا كثيراً، وإنّما أخذ أنصافَها،
ولو كانت في أيديهم خيانةً ثمّ لم يُقرّوا بها -أي لم يُقرّوا بالخيانة- ولم تقم عليهم البيّنة..ما حلّ له أن يأخذَ مِنهم قليلاً ولا كثيراً،
وأعجبُ مِن ذلك إعادتُهُ إيّاهم -أي عُمّالُهُ الخَوَنة- إلى أعمالِهم!
لئن كانوا خَوَنة ما حلَّ له أن يستعمِلَهم،
ولئن كانوا غير خَوَنةٍ ما حلّت له أموالُهم،

ثمّ أقبل عليٌ على القومِ فقال:
العجَبُ لقومٍ يرونَ سُنّةَ نبيّهم تتبدّلُ وتتغيّرُ شيئاً شيئاً وباباً باباً..ثمّ يرضون ولا يُنكرون، بل يغضبون له -أي يغضبون لِعُمر- ويعتبون على مَن عاب عليه وأنكرَهُ!
ثمّ يجيء قومٌ بعدنا فيتّبعون بدعتَهُ وجَورَهُ وإحداثَهُ -أي ما أحدثهُ مِن أمرٍ في الدين ليس مِن الدين- ويتّخذون إحداثَهُ سُنّةً ودِيناً يتقرّبون بهما إلى الله!)
[سُليم بن قيس]

[توضيحات]
✦ قولُ الأمير وهو يتحدّثُ عن ابن الخطّاب: (لئن كان عُمّالُهُ خَوَنة وكان هذا المالُ في أيديهم خيانةً ما حلَّ له تركُهُ وكان له أن يأخذَهُ كلَّهُ)
يعني إذا كان عُمّالُ عمر بن الخطّاب خَوَنة؛ أي أخذوا هذه الأموالَ مِن طريقِ الخيانةِ والسرقة مِن أموالِ الناسِ بقوّةِ السُلطة..فإنّ المالَ الّذي في أيديهم ليس حلالاً لهم كي يبقى تحت أيديهم، وكان عليه أن يأخذَه كاملاً مِنهم لأنّه فيئُ المسلمين،
فلماذا أخذ ابنُ صهاك نِصفَ الأموال وترك نِصفَها لهم إذا كانت هذه الأموال مِن خيانة؟!
• ثمّ يقولُ الأمير:
وإذا كانت هذه الأموالُ هي أموالُهم الشخصيّةُ حلالاً وليست مأخوذةً بالخيانة..فلماذا أغرمهم عمر وأخذ نِصفها بغيرِ حقّ؟!
أليس هذا تواطؤٌ على الفساد؟
فالإشكالُ في كلا الحالتين يُلاحِقُهُ

✦ قولُ الأمير: (وأعجَبُ مِن ذلك إعادتُهُ إيّاهم -أي عُمّالُهُ الخوَنة الفاسدين- إلى أعمالِهم) يعني أبقاهم في نفسِ الأمكنةِ الّتي كانوا فيها!
إذا كانوا خَوَنة لماذا أرجعهم إلى مناصبِهم؟!
وإذا لم يكونوا خوَنة فلماذا أغرمهم نِصفَ أموالِهم؟!
عِلماً أنّ الأميرَ بيّن في نفس الرواية أنّ ابن صهاك أغرم كُلَّ عُمّالِهِ جميعاً وأخذ منهم نِصفَ ما عندهم مِن أموال ما عدا قُنفذ لم يُغرِّمهُ كبقيّةِ العُمّال ولم يأخذ شيئاً أموالِهِ،
والسبب بيّنه سيّدُ الأوصياء حين قال:
(شكر له -أي لقنفذ- ضربةً ضربها فاطمةَ بالسوطِ فماتت وفي عضُدِها أثرُهُ كأنّه الدُملج!)

• قولِهِ: (فماتت وفي عضُدِها أثرُهُ كأنّه الدُملج)أي أنّ هذه الضربةَ بقي أثرُها في الزهراء لفترةٍ طويلة نسبيّاً!
لأنّه بحسبِ الرواياتِ قد تكون الزهراء ارتحلت في الثالث عشر مِن جمادى الأوّل أو الثالث مِن جمادى الثاني،
فأيُّ ضربةٍ هذه الّتي بقيَ أثرُها طولَ هذه المُدّة؟!

• قوله: (العجَبُ لقومٍ يرونَ سُنّةَ نبيّهم تتبدّلُ وتتغيّر شيئاً شيئاً وباباً باباً ثمّ يرضون ولا يُنكرونه) هذا المضمون ينطبِقُ أيضاً على واقعِنا الشيعي،
فهُناك مِن زعماءِ الشيعةِ بسببِ تأثُّرِهِ الشديد بالفِكرِ المُخالف..غيّر وبدّل في دينِ أهلِ البيتِ وأدخل فيه ما ليس منه!
ودونكُم تفاسيرُ القرآن الّتي ألّفها جمعٌ مِن علمائنا وِفقاً لآرائهم..راجعوها وقارنوا بينها وبين ما جاء في أحاديثِ أهلِ البيتِ التفسيريّة..ستجدون التغييرَ والتبديلَ واضحاً في تفسيرِ أهلِ البيتِ!
ورُغم ذلك، تجد أكثرَ الشيعةِ يُقدّسون هؤلاء الزعماء تقديساً أعمى، فيرفضون انتقادَهم وتشخيصَ أخطائهم في دين أهلِ البيت، لأنّهم يتعاملون معهم على أساس أنّهم جهةٌ معصومةٌ لا تُخطىء، وهذا هو الإشراب،
فقد أُشرِبوا حُبَّهم؛ أي أحبّوهم حُبَّاً أعمى بتقديسٍ أعمى!

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

17 Nov, 17:03


مِن الظلاماتِ الفاطميّةِ المُؤلمةِ جدّاً:
ضربُ الزهراءِ إلى حدِّ الإدماء..بل إلى حدِّ موتِها مِن ذلك الضرب!

:
❂ يقولُ إمامُنا المُجتبى"صلواتُ اللهِ عليه" للمُغيرةِ بن شُعبة:
(وأمّا أنتَ يا مُغيرةُ بن شُعبة فإنّك للهِ عدوٌّ ولكتابِهِ نابذ، ولنبيّه مُكذِّب، وأنتَ الزاني وقد وجب عليك الرجْمُ وشهِدَ عليك العُدولُ البَرَرةُ الأتقياء..فأُخِّرَ رجْمُك، ودُفِعَ الحقُّ بالأباطيل، والصدقُ بالأغاليط..وذلك لِما أعدَّ اللهُ لك مِن العذابِ الأليمِ والخِزي في الحياةِ الدنيا..ولَعذابُ الآخرةِ أخزى،
وأنت الّذي ضربتَ فاطِمةَ بنتِ رسولِ اللهِ حتّى أدميتَها وألقت ما في بطنِها استذلالاً مِنك لرسولِ اللهِ ومُخالفةً مِنك لأمرِهِ وانتهاكاً لحُرمتِهِ..وقد قال لها رسولُ الله:
يا فاطِمةُ أنتِ سيّدةُ نساءِ أهلِ الجنّة..واللهُ مُصيِّرك
-يا مُغيرةُ- إلى النار)
[الاحتجاج]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
إمامُنا المُجتبى هو الّذي يُحدِّثنا هنا بنفسِهِ عن هذا المشهدِ المُؤلم الدامي مِن مشاهدِ الظُلامةِ الفاطميّةِ،
وهل نجدُ أحداً يعرِفُ بالّذي جرى على فاطِمةَ أكثرَ مِن إمامِنا المُجتبى؟!
كان إمامُنا المُجتبى واقفاً يشهدُ الأُمورَ بعينيهِ ويسمَعُ بأُذنيه!

✦ لاحظوا هذه العِبارةَ المُؤلمةَ جدّاً: (وأنتَ الّذي ضربتَ فاطِمةَ بنتَ رسولِ اللهِ حتّى أدميتَها وألقت ما في بطنِها!)
يعني أنّ الّذي وقع على الزهراءِ لم يكن ضرباً عاديّاً..وإنّما ضربٌ إلى حدِّ الإدماء!
فكم هي شِدّةُ هذا الضربِ الّذي ضُرِبت به بضعةُ المُصطفى ورُوحُهُ الّتي بين جنبيه؟!

خُصوصاً وأنّ الزهراءَ كانت مُلتحفةً بثيابِها..والضربُ الّذي وقعَ على بدنِها كان مِن خَلْفِ الثياب.. ورُغمَ ذلك أدّى إلى إدمائها!
فكم هي شدِّةُ هذا الضرب؟!
لذلك ليس غريباً أن نقرأ في أحاديثِ العترةِ الطاهرةِ أنّ الزهراءَ ماتت مِن الضرب، كما يقول إمامُنا الصادق في حديثٍ له ينقلُ لنا فيه الحوارَ الّذي دار بين اللهِ تعالى وبين نبيِّنا الأعظم عن الابتلاءاتِ الّتي ستنزِلُ برسولِ اللهِ وبأهلِ بيتِهِ الأطهار بعد رحيلِهِ، يقول:
(وأمّا ابنتُك فتُظلَم وتُحرَمُ ويُؤخَذُ حقُّها غَصْباً الّذي تجعلُهُ لها، وتُضرَبُ وهي حامل، ويُدخَلُ عليها وعلى حريمِها ومنزلِها بغيرِ إذن، ثُمّ يمَسُّها هوانٌ وذُلّ، ثمّ لا تجِدُ مانعاً وتطرحُ ما في بطنِها مِن الضربِ وتموتُ مِن ذلك الضرب!)

علماً أنّ إمامَنا المُجتبى هنا لم يذكر كُلَّ التفاصيل..وإنّما نقل لنا صُورةً ولقطةً فقط مِن لقطاتِ الظُلامةِ الفاطميّة،
ظلامةُ فاطِمةَ أشدُّ وأقسى وأعظم!

فقد ورَدَ في كُتُبِ المُخالفين أنّ عدد الّذين هجموا على دارِ الزهراء ثلاثُمائةِ شخص،
والحقيقةُ أنّهم أكثرُ مِن ذلك،
فهذا الخبر هو في كُتُبِ المُخالفين وليس مِن طريقِ أهلِ البيت،
ومنهجُ المخالفين في كُلِّ كُتُبِهِم قائمٌ على التحريفِ لأجلِ تخفيفِ الجريمةِ وتلميعِ صُوَرِ أعداءِ أهلِ البيتِ بقدرِ الإمكان

ورغم ذلك..فإنّه حتّى على فرض أنّ الّذين هجموا على دارِ الزهراء هم بالفعل 300 رجل، فهذا العددُ ليس قليلاً،
وهناك روايةٌ يرويها المُؤرّخُ مُقاتلُ ابنُ عطيّةَ يقول فيها:
(فصاح فيهم عُمر اضربوا فاطِمة، فضربوها جميعاً)!
وهذا ما جرى فعلاً وهناك شواهد تؤكّد ذلك،
يعني أنّ كُلَّ الموجودين صاح فيهم عمر اضربوا فاطِمةَ فضربوها جميعاً!
وكان المُغيرةُ بن شُعبة واحداً مِن هؤلاء الزُمرةِ الناصبيّةِ النجسِةِ الّذين ضربوا الزهراء!

فالقضيّةُ ليست قضيّةَ صفعةٍ واحدةٍ كما يُذكَرُ على المنابر،
الصفعةُ الواحدة مهما بلغت شِدّتُها لا تُميتُ مِن الضرب،
وإمامُنا الصادق يقول هنا: أنّ الزهراء ماتت مِن الضرب!
هذا الضربُ الجماعيُّ الشديد الّذي بلغ حدَّ الإدماء هو الّذي جعل الزهراء تموتُ مقتولةً شهيدة!

علماً أنّه حين يزدحِمُ مجموعةٌ مِن الجُبناءِ الّلعناء على امرأةٍ ويحصلُ تدافع..قطعاً سيكونُ الضربُ ليس بالأيدي فقط، وإنّما بالأيدي وبالأرجلِ وبكُلِّ شيء!

ختاماً؛
تذكّروا..أنّ كُلَّ ما ترونَهُ اليومَ أمامَ أعيُنِكم مِن جرائمِ القتلِ المُريعةِ وانتهاكِ الحُرُمات..جُذورُهُ تعود لِقتَلةِ فاطِمةَ "صلواتُ اللهِ عليها"
كما يُبيّنُ ذلك إمامُنا الباقر في حديثِهِ مع الكميتِ الأسدي..حين سأل الكُميتُ الإمامَ عن أبي بكرٍ وعُمر، قال له الإمام:
(يا كميتُ ابن زيد، ما أُهريقَ في الإسلامِ مَحجمةٌ مِن دَم، ولا اكتُسِبَ مالٌ مِن غيرِ حِلِّهِ، ولا نُكِحَ فرجٌ حرامٌ إلّا وذلك في أعناقِهما -أي الأوّل والثاني- إلى يومِ القيامةِ حتّى يقومَ قائمُنا،
ونحنُ معاشرَ بني هاشم نأمرُ كبارَنا وصِغارَنا بسبِّهِما والبراءةِ مِنهما
)
[البحار: ج47]

الّلهُمّ العن أوّلَ ظالمٍ ظلَمَ حقَّ محمّدٍ وآلِ محمّدٍ وآخِرَ تابعٍ له على ذلك،
الّلهُمِّ يا ربَّ الزهراءِ.. بحقِّ الزهراء.. اشفِ صدرَ الزهراءِ.. بظُهور الحُجّةِ "صلواتُ اللهِ عليه"


قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

16 Nov, 18:43


يا زهـراء
يا كُلَّ الرأفةِ والرحمة
يا كُلَّ العفّةِ والإكرام

يا زهـراء
يا أُمّاً، يا أطيبَ مِن لبنٍ عذبٍ صافٍ في عطشٍ في جوعٍ يشربُهُ الأيتام

يا زهـراء
يا صَرحاً مِن نُورٍ، مِن طُهرٍ لا تُبصِرُهُ الأقزام

يا زهـراء
يا غَيباً.. يا سِرّاً.. يا كنزَ الإسلام

يا زهـراءُ.. جئتُكِ أسعى،
والهمُّ يُقيّدُني.. لا أدري؟!
هل هو يأسٌ
أم هو حزنٌ
أم هي آلامُ الآلام؟!

الصِدّيقةُ الكُبرى هي بابُ الفيضِ الإلهيِّ الأعظم،
وإنّما كانت البابَ الأعظمَ للفيض لأنّ لها مقامَ القيمومةِ الإلهيّةِ المُطلقة بنصِّ القرآن حين يقولُ في سورةِ البيّنة: {وذلك دينُ القيّمة}

مَن هي هذه القيّمة الّتي ينسِبُ اللهُ تعالى دِينه إليها هنا فيقول:"دين القيّمة"؟
إنّها فاطِمة "صلواتُ اللهِ عليها" كما يقولُ إمامُنا الباقر

فالزهراء هي سيّدةُ هذا الدين،
بل هي سيّدةُ الوجود..والدينُ شأنٌ بسيطٌ يسيرٌ جداً مِن شُؤوناتِ مَملكتِها،
مِن هنا كانت الزهراءُ بابَ الفيضِ الأعظم
ولياليها الفاطميّةُ خُزانةٌ مِن خزائن هذا الفيض،
فطُوبى لِمن عرف حقَّ هذه الّليالي وارتبط فيها  بسيّدةِ الفيض الأعظم!

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

16 Nov, 06:18


وقفةٌ عند كلماتِ أميرِ المُؤمنين المُؤلمةِ جدّاً في تأبينِهِ للزهراء..والّتي يُصرِّحُ فيها بقتْلِ فاطِمة!
:
❂ يُحدّثُنا سيّدُ الشهداء عن حالِ أبيه أميرِ المُؤمنين بعد دفنِهِ للزهراء، يقول:
(ثمّ قام فحوّل وجهَهُ إلى قبرِ رسولِ الله، فقال: السلامُ عليك يا رسولَ اللهِ عنّي والسلامُ عليك عن ابنتِك [وحبيبتِك وقُرّةِ عينِك] وزائرتِك والبائتةِ في الثرى‏ ببُقعتِك‏، والمُختارِ اللهُ لها سُرعةَ الّلحاقِ‏ بك،
قلَّ يا رسولَ اللهِ عن صفيّتِك‏ صبري، وعفا عن سيّدةِ نساءِ العالمين تجلُّدي،‏ إلّا أنّ في التأسّي لي‏ بسُنّتِك في فُرقتِك موضِعُ تعَزٍّ، فلقد وسّدتُكَ‏ في ملحودةِ قبرِك، وفاضت نفسُك بين نحري وصدري..بلى‏ وفي كتابِ اللهِ لي‏ أنعَمُ القَبول،
{إنّا لله‏ِ وإنّا إليه راجعون}
قد استُرجِعت الوديعةُ وأُخِذت‏ الرهينةُ وأخْلِست‏ الزهراء..فما أقبح الخضراء
-السماء- والغبراء -الأرض- يا رسولَ الله

أمّا حُزني فسرمد؛ وأمّا ليلي فمُسَهَّد، وهمٌّ‏ لا يبرحُ مِن قلبي أو يختارَ اللهُ لي دارك الّتي أنتَ فيها مُقيم،
كَمَدٌ مُقيِّحٌ‏ وهمٌّ مُهيِّجٌ سرعان ما فرّق بيننا، وإلى اللهِ أشكو،
وستنبِئُكَ ابنتُك بتظافُرِ أُمّتِك على هضْمِها، فأحْفِها السُؤال، واستخبِرها الحال، فكم مِن غليلٍ‏ مُعتلجٍ بصدرِها لم تجد إلى‏ بثّهِ‏ سبيلا، وستقولُ، ويحكمُ اللهُ وهو خيرُ الحاكمين‏


والسلامُ عليك سلامَ مُودِّعٍ لا قالٍ‏ ولا سَئم‏..فإن أنصرف فلا عن مَلالة، وإن أُقِم فلا عن سُوءِ ظنٍّ بما وعد اللهُ الصابرين

واهٍ واهاً، والصبرُ أيمنُ وأجمل..ولولا غلَبةُ المُستولين لجعلتُ المقامَ والّلبثَ لِزاماً مَعكوفاً، ولأعولتُ إعوالَ الثكلى‏ على جليلِ الرزيّة،
فبعينِ اللهِ تُدفَنُ ابنتُك سِرّاً وتُهضَم‏ حقُّها، وتُمنَعُ‏ إرثُها، ولم يتباعد العهدُ، ولم يخلُقْ مِنك الذِكر، وإلى اللهِ يا رسولَ اللهِ الُمشتكى، وفيك يا رسولَ اللهِ أحسنُ العزاء، صلّى اللهُ عليك، وعليها السلامُ والرضوان)

[الكافي: ج1]
〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
سيّدُ الأوصياء هو مركزُ الآلامِ الفاطميّة..فكلُّ الّذي جرى على الزهراء لم يجرِ عليها إلّا بسببِ عداءِ القومِ لأميرِ المؤمنين،
عداؤهم وبُغضُهم لسيّدِ الأوصياء هو الّذي دفعهم وحمَلَهم أن يفعلوا ما فعلوا مع أهلِ البيت

✦ قولُ الأمير: (فلقد اسُترجِعت الوديعة) الأمير وصف الزهراء بـ(الوديعة) لأنّ رسولَ اللهِ سمّاها وديعة حين وضع يدَها في يدِ أميرِ المُؤمنين في آخرِ لحظاتِ حياتِهِ وقال له: هذه وديعةُ اللهِ ووديعةُ رسولِهِ عندك،
وقطعاً هذه الوديعةُ الإلهيّةُ المُحمّديّةُ عند عليٍّ هي وديعةٌ عند شيعتِهِ،
فهل حفِظت هذه الأُمّةُ وديعةَ اللهِ ووديعةَ رسولِهِ؟!
نحنُ نجدُ في حقوقِ المؤمنِ والمُسلم أنّه إذا أعطى أماناً سياسيّاً لأحدٍ مِن الناس..فإنّ رسولَ اللهَ كان يُقِرُّ ذاك الأمان، ويكونُ هذا الأمانُ الّذي أعطاهُ ذلك المؤمنُ أو المُسلِم أماناً رسميّاً وكأنّه قد صدر مِن النبيّ،
فإذا كان احترامُ رسولِ اللهِ للمُؤمنين والمُسلمين بهذا المستوى..فكيف سيكونُ إحترامُنا نحنُ لوديعةٍ هي مِن اللهِ ومِن رسولِهِ عند عليٍّ أميرِ المؤمنين؟!

✦ قولُهُ: (وأُخلِست الزهراء) أي أنّها قُتِلت غِيلةً بالمكرِ والخداع!
فقاتِلُها أخذ يختلِسُ وينتهِزُ الفُرَصَ ويبحثُ عن أيّةِ فُرصةٍ كي يقتُلَها..فقتَلها مُخاتلةً؛ أي بنحوٍ خفي!
فالمخاتِلُ هو المخادِعُ الّذي يُخفِي خُداعَهُ وكيدَهُ!
فالقومُ شبُّوا النارَ على بيتِها..وحين وقفت الزهراءُ بين البابِ والجدار وجدوا فُرصةً لقتلِها فقتلوها، كما يقولُ صادقُ العترةِ بأنّها ماتت مِن الضرب!
فقد عذّبُوها جسديّاً إلى الحدِّ الّذي ماتت بعد ذلك التعذيب!
فالزهراء قُتِلت..ولِذا قال سيّدُ الأوصياء: (وأُخلِسَت الزهراء) فهو يُصرّحُ بقتِلها هنا

عِلماً أنّ هذه العبارة؛ (وأُخلِست الزهراء) ليست موجودةً في النصِّ الّذي جاء في [نهج البلاغة]
فالنصُّ الّذي في نهج البلاغة تعرّض للتحريف،
ولذا حين يُسألُ بعضُ علماء الشيعةِ عن قتلِ الزهراء يقولون: لو كانت الزهراء قُتِلت لذكر أميرُ المؤمنين ذلك في تأبينِهِ لها..وهم يتحدّثون عن التأبين المُحرّف في نهج البلاغة بسببِ قِلةِ عِلمِهم بحديثِ العترة،
فهُم لم يطّلِعوا على النصّ الموجود في الكافي

مع العلم أنّ حتّى النصّ الحالي الموجود في الكافي هو مُحرّف أيضاً..فإنّ أصلَ الكلمةِ الّتي وردت في تأبين الأمير للزهراء هي: (واختُلِست الزهراء)
والمصادرُ القديمة الّتي نقلت عن الكافي نقلت هذا التعبير (واختُلست الزهراء) وهو تعبيرٌ أبلغُ وأدقُّ وأشدُّ في المعنى،
لأنّ الاختلاسَ أشدُّ مِن الخَلْس،
فالخلسُ هو القتلُ بالخديعة،
أمّا الاختلاس فهو القتلُ خديعةً ولكن بنحوٍ أشد!
وهذا المعنى يتناسب مع قولِ أميرِ المؤمنين:
(فكم مِن غليلٍ مُعتلجٍ بصدرِها لم تجد إِلى بثّهِ سبيلاً)

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/1BBMZJVFTF/
#الثقافة_الزهرائية

الثقافة الزهرائية

15 Nov, 17:07


الزهراء قلبُ الرحمةِ الإلهيّةِ الّتي وسِعت كُلَّ شيء
:
حين يقولُ الباري في قرآنِهِ: {ورحمتي وسِعت كُلَّ شيء}
هذه الرحمةُ الإلهيّةُ الّتي وسعت كُلَّ شيء تجلّت في"الحقيقة المحمّدية"؛وهي الحقيقةُ النُوريّةُ البسيطةُ لمحمّدٍ وآلِ محمّدٍ في العالم العُلوي

فمحمّدٌ وآلُ محمّدٍ هم رحمةُ اللهِ المُطلقةِ الّتي وسِعت كلّ شيء،
وقلبُ هذه الرحمةِ الإلهيّةِ المحمّديّة الواسعة هي فاطِمة الزهراء كما يقولُ أميرُ المؤمنين في وصفِ منزلةِ فاطِمة مِن رسولِ الله:
(وأمّا فاطمةُ -مِن محمّدٍ- فكمكان القلب مِن الجسد)
فهي قلبُ الرحمةِ الإلهيّةِ المُحمّديّةِ وخُلاصتُها

وأحدُ مظاهرِ هذه الرحمةِ الفاطميّةِ الواسعة: دعاءُ الزهراء للعُصاةِ مِن شيعتِها وشيعةِ ذُرّيتِها لتطهيرِهم مِن الذنوب،
تقولُ أسماء بنت عُميس وهي تتحدّث عن الصدّيقة الكبرى:
(رأيتُها في مرضِها جالسةً إلى القِبلة، رافعةً يديها إلى السماء، قائلةً: إلهي وسيّدي أسألُك بالذين اصطفيتَهم وببُكاءِ وُلدي في مُفارقتي أن تغفرَ لعصاةِ شيعتي وشيعةِ ذُرّيتي)
هذه صُورة مُصغّرة مِن صورِ الرحمةِ الفاطميّة الّتي وسِعت كلّ شيء

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

15 Nov, 13:04


جانبٌ مِن احتجاجِ الصِدّيقةِ الكُبرى على أقطابِ السقيفةِ المشؤومةِ بخُصوصِ غصبِهِم لِحقِّها
:
(يابن أبي قحافة، أفي كتابِ اللهِ أن تَرِثَ أباكَ ولا أَرِثُ أبي؟! لقد جئتَ شيئاً فريّا.. أفَعَلى عَمْدٍ تركتُم كتابَ اللهِ ونبذتموهُ وراءَ ظُهُورِكم إذ يقول: {ووَرِثَ سُليمانُ داود}؟! وقال فيما اقتصَّ مِن خبرِ يحيى بن زكريا إذ قال: ربِّ {هَب لي مِن لدنكَ وليّاً يرثُني ويَرِثُ مِن آلِ يعقوب}
وقال: {وأُولوا الأرحامِ بعضُهُم أولى ببعضٍ في كتابِ الله}
وقال: {يُوصيكُم اللهُ في أولادِكُم للذكرِ مِثلُ حظِّ الأُنثيين}
وقال: {إن ترك خيراً الوصيّة للوالدينِ والأقربينَ بالمعروفِ حقّاً على المُتّقين}
وزعمتم ألّا حظوةَ لي ولا أَرِثُ مِن أبي ولا رَحِمَ بيننا؟!
أفخصَّكُمُ اللهُ بآيةٍ أخرج مِنها أبي "صلّى اللهُ عليه وآلِهِ"؟!
أم هل تقولون أنَّ أهلَ مِلَّتَين لا يتوارثان؟! أولستُ أنا وأبي مِن أهلِ مِلّةٍ واحدة؟!
أم أنتم أعلمُ بخُصوصِ القُرآنِ وعُمُومِهِ مِن أبي وابن عمّي؟!
فدونكها مخطومةً مرحولةً
-خُذها واركبَها إلى جهنّم- تلقاك يومَ حشْرِك، فنِعْمَ الحَكَمُ اللهُ والزعيمُ مُحمّدٌ والموعِدُ القيامةُ وعند الساعةِ يخسَرُ المُبطِلون ولا ينفعُكُم إذ تَندَمُون ولكُلِّ نَبَأٍ مُستَقَر وسوف تعلمون مَن يأتيهِ عذابٌ يُخزيهِ ويحِلُّ عليه عذابٌ مُقيم..)
:
الَّلهُمَّ صَلِّ على الزهراءِ البتولِ ابنةِ الرسول، أُمِّ الأئمّةِ الهادين وسيّدةِ نساءِ العالمين، وارثةِ خَيْرِ الأنبياء، وقرينةِ خَيْرِ الأوصياءِ، القادمةِ عليكَ مُتألّمةً مِن مُصابِها بأبيها، مُتظلِّمَةً مِمَّا حَلَّ بها مِن غاصبيها، ساخطةً على أُمّةٍ لم تَرْعَ حَقَّكَ في نُصرَتِها.. بدليلِ دفنِها ليلاً في حُفْرَتِها،
المُغتَصَبةِ حَقُّها، المُغَصَّصةِ بريقِها.. صَلاةً لا غايةَ لأَمَدِها، ولا نِهايةَ لِمَدَدِها، ولا انقضاءَ لِعَدَدِها،
الَّلهُمَّ فتَكفَّل لها عن مَكارِهِ دارِ الفناءِ في دارِ البقاءِ بأنْفَسِ الأعواض، وأنلْها مِمَّن عاندها نهايةَ الآمالِ وغايةَ الأغراض، حتّى لا يبقى لها وليٌّ ساخِطٌ لِسَخَطِها إلّا وهو راضٍ.. إنّك أعزُّ مَن أجار المظلومِينَ، وأعدلُ قاضٍ،
الَّلهُمَّ وألحِقها في الأكرامِ ببعلِها وأبيها، وخُذ لها الحقَّ من ظَالِميها..
------------------------
عظَّمَ اللهُ لكم الأجرَ بشهادةِ مَولاتِنا بضعةِ المُصطفى وصَميمِ قلْبِهِ، وفِلْذةِ كَبِدِهِ، وقُرّةِ عينِهِ، ورُوحِهِ الّتي بين جنبيه، وكُفْؤِ وَصيّه؛ الصدّيقةِ الزهراءِ والإنسيّةِ الحوراء وحُجّةِ اللهِ على الحُجَجِ مِن وُلْدِها النُجباء: فاطمةَ الزهراءِ "صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها وعلى أبيها وبعلِها وبنيها الأطهار والّلعنةُ الدائمةُ الوبيلةُ على أعدائهم وظالميهم مِن الأوّلينَ والآخرين"

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

07 Nov, 11:17


سلامٌ على دُرّةِ الدُرَرِ العَلَويَّةِ، وأُقحُوانةِ أقاحي العِفّةِ الفاطميّة، أُمثولَةِ الكرامةِ والإباء، وأُنمُوذجِ الصفاءِ والنقاء؛
عقيلةِ العقائلِ، المُحمّديَّةِ الشمائل، العَلَويَّةِ المَقاولِ، الفاطميَّةِ المنازل،

سلامٌ على ابنةِ الدلائلِ الظاهراتِ والآياتِ البيّناتِ والبراهينِ الواضحاتِ الباهرات،
سلامٌ على ابنةِ الحُجَجِ البالغاتِ والنِعَمِ السابغات..

سلامٌ عليكِ يا مصدرَ الإلهامِ والإفهامِ في ساحةِ التبليغِ والإعلام، يا سيّدتَنا وتاجَ رؤوسِنا يا عقيلةَ العقائل الكبرى..
مَن ذا الذي يمحو ذِكركَم سيّدتي أو يُميتُ وحيَكم أو يُدرِكُ أَمَدَكم وأنتِ حارسةُ الإعلامِ العَلَويِّ وأميرةُ البيانِ الحُسيني،
وهل رأيُهُم مهما كانوا ومَن كانوا وأينما كانوا يا بنتَ حيدرَ إلّا فَنَد، وأيّامُهُم إلّا عدَدَ، وجَمْعُهُم إلّا بَدَد،
وعيونُ أشياعِكُم المُخلصينَ بانتظارِ قائمِكُم وإن طال الأَمَد..

سلامٌ على الّلبوةِ الطالبيّة، والمُعجزةِ المُحمّديّة، والذخيرةِ الحيدريّة والوديعةِ الفاطميّة،
صِدّيقةِ آلِ عليٍّ وعالمةِ آلِ الحَسَنِ والحُسين، مُهذّبةِ آلِ أبي طالب، وحكيمةِ بني هاشم،
سلامٌ عليكِ يا أُمثولةَ عليٍّ وفاطِمة..
سلامٌ عليكِ يا سيّدةَ الطفوفِ واليدَ الأمينةَ الحارسةَ للمشروعِ الحُسينيِّ ورحمةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ..
----------------------
بُوركتْ أيّامُكُم بميلادِ الأُمثولةِ العَلَويّةِ الناطِقة، وقامةِ الطُهرِ والعِصمةِ السامقة، ومِرآةِ الحقيقةِ الناصعةِ البارقة،
سيّدةِ الهاشميّينَ وجوهرةِ الطالبيّينَ ولؤلؤةِ الفاطميّينَ زينةِ أبيها عليِّ المُرتضى حقيقةِ حقائقِ الإسمِ الأعظمِ والكتابِ المُبين؛ مولاتِنا عقيلةِ العقائلِ زينبَ الكُبرى "صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها وعلى آلِها الأطهار" في الخامسِ مِن شهرِ جُمادى الأوّل

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

06 Nov, 16:15


وقفة عند عِصمةِ العقيلةِ وجانبٍ مِن عُلُوِّ شأنِها ومنزلتِها في ثقافةِ العِترة
:
❂ يقولُ إمامُنا السجّاد في حقِّ عمّتِهِ العقيلة:
(وأنتِ بحمدِ اللهِ عالمةٌ غيرُ مُعلَّمة، فَهِمَةٌ غيرُ مُفهَّمة)
هذه الكلمةُ عميقةٌ جدّاً.. إنّها تُشيرُ في مضمونِها إلى جانبٍ مِن جوانبِ عظمةِ المقامِ الزينبي،
فالعقيلةُ كينونةٌ مُختلفةٌ عن الآخرين؛ وقطعاً الحديثُ هنا عن الشيعةِ أصحابِ المنازلِ العالية،
فالعقيلةُ مِن شيعةِ أهلِ البيتِ في المراتبِ العالية، وكذلك أبو الفضلِ العبّاس وعليُّ الأكبر، والسيّدةُ المعصومة،
والأنبياءُ أيضاً هم شيعةٌ لأهلِ البيت،
فالعقيلةُ كينونةٌ مُختلفةٌ عن شيعةِ أهلِ البيتِ أصحابِ المراتبِ العالية؛
فعِلْمُ العقيلةِ مِن دون تعليم، وفَهمُها مِن دون تفهيم، وهذه المرتبةُ تفوقُ مرتبةَ الأنبياء!

هذه الكلمةُ العميقةُ لإمامِنا السجّاد لن نستطيعَ سَبْرَ شيءٍ مِن أغوارِها إلّا بالتأمُّلِ في آياتِ القرآنِ الّتي اشتملت على هذين العنوانين (التعليم والتفهيم)
فإذاً رجعنا إلى الآيتين(78 و79) مِن سورةِ الأنبياء:
{وداوودُ وسُليمانُ إذ يحكُمانِ في الحَرثِ إذ نفشت فيه غنَمُ القومِ وكُنّا لِحُكمِهم شاهدين*ففهّمناها سُليمان وكُلّاً آتينا حُكماً وعِلماً..}
هاتان الآيتان تتحدّثان عن حكايةٍ حدثت في زمنِ النبيَّينِ؛ (داوود وسليمان)
والباري تعالى يقولُ في حقِّ سُليمان: {ففهّمناها سُليمان}
وسُليمانُ نبيٌّ، وهو عبدٌ صالحٌ شهيدٌ صِدّيق، لكنّه لم يكن مُرسلاً، كان نبيّاً، فكان مُحتاجاً إلى تفهيم،
أمّا العقيلةُ فهي في غِنىً عن التفهيم، مِثلما قال عنها إمامُنا السجّاد (عالمةٌ غيرُ مُعلَّمة وفَهِمَةٌ غيرُ مُفهَّمة)
فالإمامُ استخدم في كلامِهِ نفسَ المُصطلح القرآني (التفهيم) الذي جاء في قولِهِ: {ففهّمناها سُليمان}
والإمام هو القرآنُ الناطق، فلا يُوجدُ اختلافٌ بين منطقِ المعصوم ومنطقِ القرآن

فسُليمانُ النبيّ بحاجةٍ إلى تفهيم بنصِّ القرآن: ﴿ففهّمناها سليمان
وسُليمانُ النبيّ هو الّذي وصيّهُ آصِفُ بن برخيا الّذي جاء بعرشِ بلقيس مِن اليمنِ إلى فلسطين كما نقرأ في سورةِ النمل:
﴿قال الّذي عندهُ عِلمٌ مِن الكتابِ أنا آتيك به قبلَ أن يرتدَّ إليك طرفُك﴾
وبحسبِ تأويلِ أهلِ البيتِ لِقُرآنهم فإنّ آصف كان عندهُ حرفٌ واحد مِن حروفِ علمِ الكتاب،
وبعلمِهِ بهذا الحرفِ وأسرارِهِ جاء بالعرشِ لسُليمان مِن اليمن إلى بلادِ الشام في نفسِ الّلحظةِ {قبلَ أن يرتدَّ إليك طَرفُك} والقصّةُ معروفة،
وإنّما ذكرناها هنا كي نعرفَ عظمةَ العلومِ الّتي عند الأنبياء

فآصِفُ كان دون سُليمان النبيّ في المرتبة، والّذي عند آصِف هو حرفٌ واحد من حروفِ الإسمِ الأعظم، ورغمَ ذلك فإنّ سُليمان بحاجةٍ إلى تفهيم،
أمّا العقيلةُ فهي مِثلما قال لها إمامُنا السجّاد:
(وأنتِ بحمدِ اللهِ عالمِةٌ غيرُ مُعَلَّمة وفَهِمَةٌ غيرُ مُفهَّمة)
فمرتبتُها تفوقُ مرتبةَ الأنبياء (والحديثُ هنا قطعاً عن سائر الأنبياء وليس عن نبيّنا وآلِهِ الأطهار)
فعِصمةُ الأئِمّةِ الأربعةَ عشر لا تُماثِلُها عِصمة، عِصمتُهم عِصمةُ اللهِ كما نقرأ في دعاءِ شهرِ رجب المرويّ عن إمامِ زمانِنا، حين يتحدّثُ الدعاءُ عن حقائقِ أهلِ البيتِ النوريّةِ يقول:
(لا فرقَ بينك وبينها إلّا أنّهم عبادكَ وخلقُك)
يعني لا فرقَ بينك ياربّ وبين حقائقِ محمّدٍ وآلِ محمّدٍ النوريّةِ سوى أنّهم عبادُك وخلقُك،
هذا هو تعريفُ عِصمةِ محمّدٍ وآلِ محمّد

فلا يختلطُ الأمرُ عليكم حين نتحدّثُ عن عِصمةِ العقيلةِ أو عن عِصمةِ أبي الفضلِ العبّاس أو عن غيرِهما، فتتصوّرون أنّ هذه العِصمةَ كعِصمةِ الأئمّةِ الأربعةَ عشر،
فليس هناك مِن وجهِ مُقاربة،
صحيح أنّ عِصمةَ العقيلة أعلى شأناً مِن عِصمةِ الأنبياء، لكن ليس هناك مِن وجهِ مُقاربةٍ بين عِصمةِ الأئمّةِ الأربعةَ عشر وبين ما نتحدّثُ به هنا عن عِصمة العقيلة

عِصمةُ العقيلةِ وكذلك عِصمةُ العبّاس وعِصمةُ شيعةِ أهلِ البيتِ الّذين هم أعلى رتبةً مِن الأنبياء.. هؤلاء عِصمتُهم عِصمةٌ برزخيّة؛ إنّها عصمةٌ أعلى مِن عصمةِ الأنبياء ولكنّها دون عِصمةِ الأئمّةِ الأربعة عشر

فهذا الخِطاب مِن إمامِنا السجّاد لِعمّتِهِ العقيلة يُشير إلى عظمةِ مقامِها وأنّها في عِصمتِها أعلى رُتبةً مِن الأنبياء،
والسبب:
لأنّ العِصمةَ في حقيقتِها إذا رددناها إلى أُصولِها، فمَرَدُّها إلى العِلم،
فإنّ الذي يعلمُ بحقائق الأمور(فيعرفُ الحقَّ كُلّه ويعرفُ الباطل كُلّه، ويعرفُ حقائقَ المعاصي والأمور القبيحة) فإنّه لا يفعلُها لِعلمِهِ بحقائقها،
ولذا كانت عِصمةُ العقيلةِ أعلى رُتبةً مِن عِصمةِ الأنبياء؛ لأنّ عِلمَ العقيلةِ أرقى مِن عِلمِ الأنبياء، فالعقيلةُ بحسبِ كلامِ إمامِنا السجّاد عالمةٌ غيرُ مُعلّمة وفهِمةٌ غيرُ مُفهَّمة
وهذه الحقيقةُ تتّضحُ أكثر حين نتأمّل في مِثالٍ قرآنيٍّ آخر

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/1F3A9SsseK/
#الثقافة_الزهرائية

الثقافة الزهرائية

05 Nov, 15:07


وقفة عند حديثِ العقيلةِ عن مُخطّطِ إبليس الخطيرِ بعد قتلِ الحسين لتأخيرِ يومِ الظُهور!
:
❂ تقولُ العقيلةُ في حديثٍ لها مع أبيها سيّدِ الأوصياء في ساعاتِهِ الأخيرةِ قبل رحيلِهِ، تقول:
(لمّا ضَرب ابنُ مُلجم أبي"أمير المؤمنين" ورأيتُ أثرَ الموتِ منه، قُلتُ له: يا أبه، حدّثتني أمُّ أيمن بكذا وكذا، وقد أحببتُ أن أسمعَهُ مِنك، فقال الأمير:
يا بُنيّة، الحديثُ كما حدثتْكِ أمُّ أيمن، وكأنّي بكِ وببناتِ أهلكِ سبايا بهذا البلد، أذلّاءَ خاشعين، تخافون أن يتخطّفكم الناس،
فصبراً، فو الّذي فلق الحبّةَ وبرأَ النسمة، ما للهِ على الأرضِ يومئذٍ وليٌّ غيرُكم وغيرُ مُحبّيكم وشيعتِكم،
ولقد قال لنا رسولُ اللهِ حين أخبرنا بهذا الخبر:
إنّ إبليس في ذلك اليوم
-يوم عاشوراء- يطيرُ فرَحَاً، فيجولُ الأرضَ كُلّها في شياطينِهِ وعفاريتِهِ، فيقول:
يا معشرَ الشياطين، قد أدركنا مِن ذُريّةِ آدم الطلِبَة، وبلغنا في هلاكِهم الغاية، وأورثناهم النارَ إلّا مَن اعتصم بهذه العِصابة
-أي اعتصم بالعترة-
فاجعلوا شُغلَكم بتشكيكِ الناسِ فيهم وحمْلِهم على عداوتِهم وإغرائهم بهم وبأوليائهم حتّى تستحكِمَ ضلالةُ الخَلْقِ وكُفْرُهم ولا ينجو منهم ناجٍ،
ولقد صَدَق عليهم إبليسُ ظنّه وهو كذوب، إنّه لا ينفعُ مع عداوتِكم
-أهل البيت- عملٌ صالح، ولا يضرُّ مع محبّتِكم ومُوالاتكم ذنبٌ غيرُ الكبائر)
[كامل الزيارات]

[توضيحات]
هذا هو البرنامجُ الأكبرُ لإبليس بعد قتلِ الحسين، وهو مُستمرٌّ إلى يومِنا هذا!
برنامجٌ يستهدفُ الشيعةَ وليس غيرَهم (لأنّ غيرَهم أساساً على ضلالة، وأمرُهم مفروغٌ منه، فقد كفوا إبليس التعبَ والعناء)
وإنّما شُغلُ إبليس الشاغل هو استهدافُ الشيعةِ بأساليب عديدة، أبرزُها:
• بثُّ الشُبُهاتِ والتشكيكاتِ في أذهانِ الشيعةِ ضِدّ أهلِ البيتِ دون أن يشعروا!
(تشكيكٌ في حديثِهم، تشكيكٌ في أدعيةِ أهلِ البيت وزياراتِهم، تشكيكٌ في مقاماتِهم الغَيبيّة وفضائلِهم، تشكيكٌ في ظُلاماتِهم)

• أيضاً مِن أساليبِ إبليس في إغواءِ الشيعة:
حملُ الشيعةِ على عداوةِ أهلِ البيت وعلى عداوةِ أولياءِ أهلِ البيت(المُخلصين) دون أن يشعروا،
والنتيجة: هي الضلالُ المُستحكَم!

وقطعاً هذا الضلالُ المُستحكَم الّذي تقعُ فيه الأُمّةُ يكونُ سبَباً في تأخير الظهور!
وهذا هو الهدفُ الأساس لإبليس أن يبذلَ كُلَّ جُهدِهِ لعرقلةِ المشروع المهدوي بقدرِ ما يتمكّن،
لأنّ إبليس يعلمُ أنّ نهايتَهُ في الدولةِ المهدويّة..ولذا يتربّصُ دائماً بالمشروع المهدويّ ويحيكُ له المؤامرات ويسعى بكُلِّ إمكاناتِهِ ومُخطّطاتِهِ لعرقلةِ هذا المشروع وتأخيرِ الظهور!

• قول إبليس: (فاجعلوا شُغلكم بتشكيكِ الناس فيهم وحملِهم على عداوتِهم وإغرائهم بهم وبأوليائهم)
هذا خِطابٌ مِن إبليس لأعوانِهِ مِن الشياطين، يقول لهم:
اجعلوا شُغلَكم بتشكيكِ الناس في أهلِ البيتِ وحملِ الناس على عداوتِهم، وكذلك تشكيكُ الناس في القِلّةِ القليلةِ مِن الشيعةِ المُخلصين الّذين اعتصموا بأهلِ البيتِ والتزموا بشروطِ بيعةِ الغدير والّتي أهمُّها (أن لا يأخذوا معالمَ دِينِهم وعقيدتِهم إلّا مِن أهلِ البيت ومِن حديثِهم النوريّ وثقافتِهم الأصيلة)

✸ قد يقول قائل:
كيف يتمكّنُ الشيطانُ أن يدفعَ الشيعةَ لبُغضِ أهلِ البيتِ ويَحملُهم على عداوةِ آلِ محمّد بعدما عرفوا منزلتَهم ورفيعَ شأنهم؟!
الجواب يُبيّنهُ رسولُ اللهِ في هذا الحديثِ الخطير الّذي يُحذّرُ فيه الشيعةَ مِن نفَثاتِ إبليس ونفَخاتهِ ويشرحُ لهم كيف تكونُ هذه النفَثات والنفَخات، فيقول:
(تعوّذوا باللهِ مِن الشيطان الرجيم، فإنّ مَن تعوّذ باللهِ منه أعاذهُ الله،
وتعوّذوا مِن
همَزاتِهِ ونفَخاتهِ ونفَثاتهِ، أتدرون ما هي؟
أمّا همزاتُهُ: فما يُلقيه في قُلوبِكم مِن بُغضِنا أهلَ البيت، قالوا: يا رسولَ الله، وكيف نُبغضِكم بعد ما عرفنا مَحلّكم مِن اللهِ ومنزلتَكم؟!
فقال: بأن تُبغِضوا أولياءنا وتُحبُّوا أعداءنا،
فاستعيذوا باللهِ من محبّةِ أعدائنا وعداوةِ أوليائنا، فتعاذوا مِن بُغضِنا وعداوتِنا، فإنّ مَن أحبَّ أعداءنا فقد عادانا ونحنُ مِنه بُراء، واللهُ عزّ وجلّ منه بريء
)
[تفسير الإمام العسكري]

مِن هنا تبدأ المسيرةُ لبُغضِ أهلِ البيت، حين يدفعُ الشيطانُ الإنسانَ لبُغضِ أولياءِ أهلِ البيتِ المُخلصين،
فالشيطانُ لا يأتي للشيعةِ ويُبَغِّضُهم بأهلِ البيتِ بشكلٍ مُباشر..وإنّما يجعلُهم يُبغضون أولياءَ أهلِ البيتِ المُخلصين،
وشيئاً فشيئاً سيتحوّلُ إيمانُ الناس مِن إيمانٍ مُستقر لإيمانٍ مُستودَع (يعني لإيمانٍ مُؤقّت يُسلَبُ منهم إمّا في الدنيا وإمّا عند الموت وإمّا في مواقف يوم القيامة!)
هذه القضيّة (قضيّة بُغض أولياء أهلِ البيت) تقودُنا لبُغض حديثِ العترة مِن حيث لا نشعر!

تتمّة الموضوع على #الرابط التالي
حيث يُبيّن لنا بمثالٍ واقعي كيف يدفعُنا الشيطان لبغض حديثِ العترة دون أن نشعر!
https://www.facebook.com/share/p/18F2ib8pR7/
#الثقافة_الزهرائية

الثقافة الزهرائية

04 Nov, 16:27


وقفة عند المعنى العميق في قولِ العقيلةِ وهي طِفلةٌ:
(ما أُطيقُ أن أقولَ اثنين بلسانٍ أجريتُهُ بالواحد)

:
❂ جاء في كتاب [زينب الكُبرى] للشيخ جعفر النقدي:
أنّ العقيلةَ زينب في طُفولتِها كانت جالسةً في حِجرِ أبيها -المُرتضى- وهو يُلاطِفُها بالكلام، فقال لها:
يا بُنيّة قُولي واحد، فقالت: واحد، فقال لها: قُولي اثنين، فسكتت
فقال لها: تكلّمي يا قُرّةَ عيني، فقالت:
يا أبتاه، ما أُطيقُ أن أقولَ اثنين بلسانٍ أجريتُهُ بالواحد..فضمّها سيّدُ الأوصياءِ إلى صدرِهِ وقبّلها بين عينيها


[توضيحات]
حين قالت العقيلةُ:"واحد" لم يكن فِكرُها مُتوجّهٌ للواحدِ العدد، وإنّما توجّهت للواحدِ الحقيقي وهو الإلهُ عزّ وجلّ، كما يُبيّنُ ذلك رسولُ اللهِ حين سألهُ رجلٌ يهوديٌّ عن دِلالةِ عناوين الأعداد قائلاً لرسولِ الله:
(فأخبرني ما الواحد؟ وما الإثنان؟ وما الثلاثة؟.. إلى المئة) الحديث طويل،
فقال له رسولُ الله:
(أمّا الواحد: فهو اللهُ الواحدُ القهّار لا شريك له ولا صاحبةٌ ولا ولدٌ له، يُحيي ويُميت، بيدِهِ الخيرُ وهو على كُلِّ شيءٍ قدير)
فالعقيلةُ حين ذكرت الواحد، لم تتوجّه للواحدِ العدد وإنّما توجّهت للواحدِ الحقيقيِّ الّذي لا أوّلَ لأوّليّتِهِ والّذي لا ثاني له،
وما لا ثاني له فإنّه لا يدخلُ في بابِ الأعداد كما يقولُ سيّدُ الأوصياء

فالعقيلةُ حين سكتت ولم تقل: "إثنان" إنّها تتحدّثُ بمنطِقِ أبيها أميرِ المؤمنين،
فحين سأل أعرابيٌّ أميرَ المؤمنين عن معنى قولِنا أنّ اللهَ واحد..قال له أميرُ المؤمنين:
(يا أعرابي: إنّ القولَ في أنّ اللهَ واحدٌ على أربعةِ أقسام:
فوجهان مِنها لا يجوزان على اللهِ عزّ وجلّ، ووجهان يثبُتان فيه،
فأمّا الّلذان لا يجوزان عليه فقولُ القائل: واحدٌ يقصدُ به بابَ الأعداد
 -يعني أنّ اللهَ هو الواحدُ العدد- فهذا ما لا يجوز، لأنّ ما لا ثانيَ له لا يدخلُ في باب الأعداد،
أما ترى أنّه كفر مَن قال إنّه ثالثُ ثلاثة،
وقولُ القائلِ هو واحدٌ مِن الناسِ يُريدُ به النوعَ مِن الجنس..فهذا ما لا يجوز، لأنّه تشبيهٌ، وجلَّ ربُّنا وتعالى عن ذلك،
وأمّا الوجهان الّلذان يثبُتان فيه فقولُ القائل: هو واحدٌ ليس له في الأشياءِ شَبَه..كذلك ربُّنا،
وقولُ القائل:
عزّ وجلّ أحديُّ المعنى: يعني به أنّه لا ينقسِمُ في وجودٍ ولا عقلٍ ولا وهم..كذلك ربُّنا عزّ وجلّ
 -أي أنّ اللهَ تعالى حقيقةٌ واحدة بسيطة وليست مُركّبةً مِن أجزاء حتّى في عالم الوهم-)
[التوحيد]

فالعقيلةُ قصدت بالواحد: اللهَ سُبحانهُ وتعالى، ولذا لم تقل بعدَهُ إثنين، لأنّ اللهَ تعالى لا يدخلُ في بابِ الأعداد، لماذا؟
لأنّ العدديّةَ تقتضي المُماثلَة، والباري عزّ وجلّ لا مِثلَ له

العدديّةُ حينما نأتي فنعُدُّ الناس، أو نعدُّ الأشياءَ مِن حولنا؛ "واحد، اثنان، ثلاثة.." وهكذا
فحتّى لو كانت هذه الأشياءُ الّتي نعُدُّها أشياءَ مُختلفة (كائنات حيّة وجمادات وغير ذلك..) فحينما نعُدّها، فهذا التِعدادُ لها يكونُ مِن لحاظِ أنّها موجودة.. يعني هناك وجهُ مُماثلةٍ بينها في جهةِ الموجوديّة
(أنّ هذه الشجرة موجودة، هذا البحر موجود،  هذا الكائنُ موجود وهكذا)
أو المُماثلة في جهة (الكُنه، أو الماهويّة) يعني هذا المخلوقُ ماهيّة، وذاك ماهيّةٌ ونحنُ ماهية، وهكذا..

فالأعدادُ وُضعت للأشياءِ المُتماثلة
(وليس المُراد مِن المُتماثلة أي أنّها مِن جنسٍ واحد ونوعٍ واحدٍ كبني الإنسان مثلاً)
وإنّما مُتماثلةٌ بسببِ وجودِ جهةٍ مُشتركةٍ بينها (جهة الموجوديّة أو جهة ماهيّتها)

فحين نقولُ عن الله أنّه الواحدٌ فليس المُراد مِن الواحد بأنّه الواحدُ العددي، لأنّ الواحد العددي يأتي بعدهُ اثنان..وهذا يعني أنّ الاثنين تُناظِرُ الواحدَ الّذي سبَقَها، فعددُ الاثنين سيكونُ عدداً مُتفرِّعاً عن العددِ الأوّل، وهذا ما لا يُمكنُ أن نتحدّثَ به عن الله،
هذا المعنى نتحدّثُ به عن المخلوقين، فالواحدُ العدديُّ يُمكِنُنا أن نصِفَ المخلوقَ به

أمّا المرادُ مِن الواحد حين نصِفُ الله تعالى بالواحد: يعني هو المُتفرِّدُ بكلِّ أوصافهِ الّتي وصف نفسَهُ بها
فلسنا نحنُ الذي نصِفُهُ تعالى، وإنّما نصِفُهُ بما وصفَهُ المعصوم

فالتوحيد في ثقافةِ العترة هو فِكرةٌ عن الله تعالى نأخُذها مِن الإمامِ المعصوم
فالباري تعالى هو الواحدُ الّذي لا ثاني له، وهو الأوّلُ الّذي لا أوّلَ لأوّليّتِهِ والآخرُ الّذي لا آخريّةَ له
وجوابُ العقيلةِ حين قالت: (ما أُطيقُ أن أقولَ اثنين بلسانٍ أجريتُهُ بالواحد) فيه إشارةٌ لقولِ أمير المؤمنين:
(ما رأيتُ شيئاً إلّا ورأيتُ اللهَ قبلَهُ وبعدَهُ ومعه وفيه)

سلامٌ وصلواتٌ تترى على العالمةِ غيرِ المُعَلَّمةِ والفهِمةِ غيرِ المُفَهَّمة،
عقيلةِ العقائل، المُحمّديّةِ الشمائل، العَلَويّةِ المَقاول، الفاطميّةِ المنازل،
صدّيقةِ آلِ عليٍّ وعالمةِ آلِ الحسن والحسين؛
الحوراء «زينب» ورحمةُ اللهِ وبركاته

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

03 Nov, 16:21


إلى أشياعِ أهلِ البيتِ المُنتظرين إمامَ زمانِهم

كما ترون.. شاءت الإرادةُ الإلهيّةُ أن لايبزُغَ هلالُ الّليالي الفاطميّة(هلالُ جمادى الأوّل) إلّا "ليلةَ الإثنين"
فيكون أوّلُ أيّامِ هذا الشهرِ القمري الفاطِميّ يومَ الاثنين؛
يعني محطّةٌ مِن محطّاتِ الفيضِ والرحمة الّتي تحملُ معها تباشيرَ الفرَج

فقد ورد عن إمامِنا السجّاد خَتْمٌ مَخصوصٌ لـ(سُورةِ الواقعة) يُؤتى به إذا كانت بدايةُ الشهرِ القمري "يومَ الإثنين"
وها هو شهرُ فاطِمةَ يبدأُ عدّادُ أيّامِهِ وساعاتِهِ القدسيّةِ يومَ الاثنين

هذا الخَتْمُ المخصوص كنزٌ مِن كُنوزِ أهلِ البيتِ في قضاءِ الحوائج الكُبرى،
ولعلَّ فيكم مَن تلمّس هذه الحقيقة؛

الشهرُ القمريُّ الفائت الّذي كانت بدايتُهُ يومَ الإثنين أيضاً هو شهر مُحرّم (شهرُ الحسين)

وأنتم رأيتُم مُنذ أن عقدنا النيّةَ في أيّامِ مُحرّم الفائت على ختم"سورة عليٍّ" بأيّامِ الحسين بنيّةِ تعجيل فرجِ الطالبِ بثأرِ الحسين.. ونحن نرى الأحداثَ الكبرى وعلائمَ الفرج تقعُ تِباعاً ولا تزال في مشهدٍ مُدهش يُحيّرُ الألباب!

فماذا لو قرأنا هذا الخَتْمَ لسُورةِ الأسرار (سورةِ حيدرِ الكرّار) أعني سورةَ الواقعة المُرتبطةِ بأيّامِ الله.. ماذا لو قرأناها في هذا الشهرِ الفاطِمي(جمادى الأوّل) شهرِ القيّمةِ فاطِمة بنيّةِ تعجيل الفرج!

فلنُشارك معاً بإخلاصٍ وتوجُّهٍ ونيّةٍ صادقةٍ لتعجيلِ فرجِ إمامِ زمانِنا

مَن ينوي العملَ بهذا الخَتْم فلينوِ في قلبِهِ مِن هذه الّلحظةِ نيّةَ طلبِ تعجيلِ الفرجِ لإمامِنا ودفعِ البلاءِ والنصرِ على الأعداء وكشفِ هذه الغُمّةِ عن هذه الأُمّةِ بحضورِ بقيّةِ فاطِمة الموعود،
وأن نُوفَّقَ في هذا الزمن العزيز جدّاً وهذه الأيّامِ الفاطميّة المُعظّمة (الّتي فُطِم الخلائقُ عن إداركِ أسرارِها) أن نُوفّقَ فيها لخدمةٍ فاطميّةٍ مهدويّةٍ واعيةٍ زاكيةٍ بالنحو الّذي يُريدُهُ إمامُ زمانِنا

ولنتوسّل إمامَ زمانِنا بحُرمةِ ليالي فاطِمة أن يُخلِّصَنا بجُودِهِ مِن غُمّةِ عصرِ الغَيبةِ الكبرى وفِتَنِها ومِحَنِها وابتلاءاتِها الّتي تشتدُّ يوماً بعد يوم كُلّما اقتربنا مِن يومِ الخلاص(يومِ الظُهور الشريف)!

✸ هُنا طريقةُ الخَتم وكيفيّتُهُ:
في كتاب[التُحفة الرضويّة في مُجرّباتِ الإماميّة] جاء فيه:
قال صاحبُ مُنتخبِ الختوم:
روى المجلسيُّ عن الإمام السجّاد "عليه السلام":
(أنّه إذا كان أوّلُ الشهرِ يومَ الإثنين، فابدأ بقراءةِ سُورةِ الواقعةِ إلى اليوم الرابع عشر..كُلُّ يومٍ على عددِ الأيّام؛
يعني في اليومِ الأوّل مِن الشهرِ تُقرأُ سورةُ الواقعةِ مرّة، وفي اليومِ الثاني تُقرأُ سورةُ الواقعةِ مرّتين، واليوم الثالث ثلاث مرّات..وهكذا..إلى اليوم الرابع عشر "عدد الأئمّة الأربعة عشر")
فتُقرأ في اليوم الرابع عشر أربعَ عشرةَ مرّة،
وفي كُلِّ خميس -خلال هذه الأيّامِ الأربعة عشر- إقرأ هذا الدعاء بعد الفراغ مِن السُوَر مرّةً -واحدة- 
وهذا العملُ لتوسعةِ الرزقِ وتسهيلِ الأُمور المشكلة، وأداءِ الديون، مُجرّبٌ غيرّ مرّة، وليُكتَم مِن الجُهّالِ والسُفهاءِ البتّة)

وهنا نصُّ الدعاءِ الّذي يُقرأ مرّةً واحدةً في كُلِّ خميس مِن هذه الأيّامِ الأربعةَ عشر:

الّلهُمّ صلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ وعجِّلٍ فَرَجَهُم وارحمنا بهم في الدُنيا والآخرة والعن أعداءهم أجمعين:
(يا واحدُ يا أحدُ، يا ماجدُ يا جوادُ، يا حليمُ يا حنّانُ يا مَنّانُ يا كريم، أسألُكَ تُحفَةً مِن تُحفاتِكَ تَلُمُّ بِها شَعثي، وتقضي بها دَيني، وتُصلِحُ بها شأنِي برحمتِك يا سيِّدي،
الّلهُمَّ إن كان رِزقِي في السماءِ فأنزِلهُ، وإنْ كان في الأرضِ فأخرِجهُ، وإن كان بعيداً فقَرِّبهُ، وإن كان قرِيباً فيسِّرهُ، وإن كان قليلاً فكثِّرهُ، وإن كان كثيراً فبارِك لي فيه، وأرسِلْهُ على أيدي خيارِ خلْقِك، ولا تُحوجني إلى شِرارِ خلقِك، وإن لم يكُن فكوِّنهُ بكينُونِيّتِك ووحدانِيّتِك، 
الّلهُمَّ انقُلهُ إليَّ حيثُ أكون، ولا تنقُلني إليه حيثُ يكون، إنّك على كُلِّ شيءٍ قدير،
"يا حيُّ يا قيّوم، يا واحِد يا مجيد، يا بَرُّ يا كريم" يارحيمُ يا غنيُّ، صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد، وتمّم علينا نِعمتَك وهنِّئنا كرامتَكَ وألبِسنا عافِيَتَك)
وصلِّ الّلهُمَّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ الأطيبين الأطهرين

تذكّروا..
أنّ لربِّنا في أيّامِ دهرِنا نَفَحات
وأنّنا في أيّامٍ إستثنائيّةٍ فيّاضةٍ بالعطاء،
واستحضروا في أذهانِكُم أنّ سيّدَ الأرزاقِ هو أن نُرزَقَ معرفةَ إمامِ زمانِنا ونُوفَّقَ لِخدمتِهِ "صلواتُ اللهِ عليه"

وتذكّروا أيضاً.. أنّ سُورةَ الواقعة هي سُورةُ أميرِ المؤمنين عليٍّ "صلواتُ اللهِ عليه" خاصّة..كما جاء عن إمامِنا الصادق "صلواتُ اللهِ عليه" في حديثِهِ عن فضلِ سُورةِ الواقعة، يقول:
(وهذه السُورةُ لأميرِ المؤمنين خاصّة، لم يَشْرَكْهُ فيها أحد)
[ثواب الأعمال]

نسألكم الدعاء..

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

02 Nov, 16:11


في ثقافةِ العترة: أرقى الطُرُق الّتي نعرِفُ بها إمامَ زمانِنا ونستدِلُّ عليه الطريقُ الوجداني
:
❂ يُحدّثنا جابر الأنصاري، يقول:
(وفد على رسولِ اللهِ أهلُ اليمن، فقال النبيُّ لأصحابِهِ: جاءكم أهلُ اليمن يبسُّون بسيساً -أي يمشون بهدوءٍ ووقار-
فلمّا دخلوا على رسولِ اللهِ قال: قومٌ رقيقةٌ قُلُوبُهم راسخٌ إيمانُهم، مِنهم المنصور يخرجُ في سبعين ألفاً ينصرُ خلَفِي وخلَفَ وصييِّ..حمائلُ سُيُوفِهم المَسْك،
فقالوا: يارسول الله، ومَن وصيّك؟

فقال: هو الّذي أمركم اللهُ بالاعتصام به، فقال عزّ وجلّ: {واعتصموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تفرّقوا}
فقالوا: يارسولَ الله، بيّن لنا ما هذا الحبل؟
فقال: هو قولُ الله: {إلّا بحبلٍ مِن اللهِ وحبلٍ مِن الناس} فالحبلُ مِن الله؛ كتابُه..والحبلُ مِن الناس؛ وصييِّ
فقالوا: يارسول الله، مَن وصيّك؟
فقال: هو الّذي أنزل اللهُ فيه: {أن تقولَ نفسٌ يا حسرتى على ما فرّطتُ في جنبِ الله}
فقالوا: يارسول الله، وما جنبُ اللهِ هذا؟
فقال: هو الّذي يقولُ اللهُ فيه: {ويومَ يعضُّ الظالمُ على يديه يقولُ يا ليتني اتّخذتُ مع الرسولِ سبيلا} هو وصييِّ والسبيلُ إليَّ مِن بعدي،
فقالوا: يارسولَ الله، بالّذي بعثَك بالحقِّ نبيّاً أرناهُ..فقد اشتقنا إليه،
فقال: هو الّذي جعلهُ اللهُ آيةً للمُؤمنين المُتوسّمين..فإن نظرتُم إليه نظر مَن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد عرفتم أنّه وصييِّ كما عرفتُم أنّي نبيُّكم،
فتخلّلوا الصُفوف وتصفّحوا الوجوه..فمَن أهوت إليه قُلوبُكم فإنّه هو..لأنّ اللهَ عزّ وجلّ يقولُ في كتابِهِ: {فاجعل أفئدةً مِن الناسِ تهوي إليهم} أي: -تميل-إليه وإلى ذُريّتِهِ..
)
ثمّ قام جمعٌ مِن اليمانيّين ذكر نبيّنا أسماءهم،
تقول الرواية:
(تخلّلوا الصُفوفَ وتصفّحوا الوجوهَ وأخذوا بيدِ الأنزع البطين -أي سيّدَ الأوصياء- وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتُنا يا رسولَ الله.
فقال النبيُّ: أنتم نَجَبةُ الله -أي نُجباؤه- حين عرفتم وصيَّ رسولِ اللهِ قبل أن تعرفوه، فبِمَ عرفتم أنّه هو؟
فرفعوا أصواتَهم يبكون ويقولون:
يارسولَ الله، نظرنا إلى القوم فلم تحُنّ لهم قُلُوبنا، ولمّا رأيناهُ رجفت قُلُوبُنا ثمّ اطمأنّت نُفُوسُنا وانجاشت أكبادُنا وهملت أعيُنُنا وانثلجت صُدورُنا حتّى كأنّه لنا أبٌ ونحنُ له بنون،
فقال النبي: {وما يعلمُ تأويلَهُ إلّا اللهُ والراسخون في العِلم} أنتم مِنهم بالمنزلةِ الّتي سبقت لكم بها الحسنى، وأنتم عن النار مبعَدون،
فبقي هؤلاء القوم المُسمَّون حتّى شهِدوا مع أميرِ المؤمنين الجمل وصفين، فقُتِلوا في صِفّين رحمهم الله، وكان النبيُّ بشّرهم بالجنّةِ وأخبرهم أنّهم يُستشهدون مع عليِّ بن أبي طالب
)
[غَيبة النعماني]

[توضيحات]
نبيُّنا يتحدّث عن الّذين جاءوه مِن أهلِ اليمن..ولكنّه يضرِبُ بالكلام إلى جهةٍ أبعد، إلى زمن القائم
✦ قولُهُ: (مِنهم المنصور يخرجُ في سبعين ألفاً ينصرُ خلَفِي وخلَفَ وصييّ) نبيُّنا يتحدّثُ هنا عن اليماني، وبيّن أنّ جُذورَ اليماني تعود لهؤلاء اليمانيّين الّذين مدحهم وذكر أوصافَهم، مِثلما أنّ السفياني جذوره تعود لآل أبي سفيان

أمّا اسم (المنصور) فقد يكون اسمَ اليماني أو اسماً ثانياً له، وقد يكون لقباً له..هذه احتمالات..ولكن قطعاً هو وصفٌ له، فهُو منصورٌ بنُصرتِهِ لإمامِ زمانِهِ،
وهذه التسميّةُ فيها إشارةٌ إلى صِفةٍ بارزةٍ في اليمانيّ وهي: انتسابُهُ عقائديّاً لفاطِمة..لماذا؟
لأنّ مِن أسماءِ الزهراء أنّها؛"المنصورة" كما جاء في حديثِ المِعراج، إذ تقول الرواية:
(..وسُمّيت في السماء المنصورة لقولِهِ تعالى: {ويومئذٍ يفرحُ المؤمنون بنصرِ الله}أي بنصرِ فاطمة لمُحبّيها)
[معاني الأخبار]

فالزهراء هي المنصورةُ وهي الناصرة لمُحبّيها في الدنيا والآخرة..وإمامُ زمانِنا اسمُهُ مشتَقٌ مِنها، فهو المنصورُ أيضاً كما نقرأ في دعاء النُدبة: (أين المنصورُ على مَن اعتدى عليه وافترى)
فتسمية(اليماني) بالمنصور جاءت مِن هذه التسميّة الّتي أصلُها فاطميٌّ مهدوي،
فاليمانيُّ زهرائيٌّ مهدويٌّ يدعو إلى صاحبِكم (أي يدعو لصاحب الأمر فقط ولا يدعو إلى نفسِهِ ولا إلى أيّ جهةٍ أخرى) ولِذا كانت رايتُهُ أهدى الرايات كما يقول أهلُ البيت

• وقولُ النبي: (يخرجُ في سبعين ألفاً ينصُرُ خلَفِي وخلَفَ وصييِّ) هذا الكلام يتحدّثُ عن عسكرةٍ، عن سلاح، وعن جموعٍ تنصرُ اليماني، وليس كما يتصوّرُ البعض بأنّ الحركةَ اليمانيّة حركةٌ ثقافيّة فقط،
اليمانيُّ له دورٌ ثقافيٌّ ودورٌ عسكريٌّ أيضاً كما يُستفاد مِن الروايات

✦ قولُ النبيِّ عن جُندِ اليماني: (حمائلُ سُيُوفِهم المَسْك) المَسْك بفتح الميم وسُكون الفاء؛ هو الجلد،
فالمراد؛ أنّ حمائلَ سيُوفِهم مِن الجِلد، وكان هذا الأمرُ شائعاً في تلك الأزمنة

تتمة الموضوع على الرابط التالي
حيثُ يُحدّثنا عن أرقى الطُرُق لمعرفةِ إمامِ زمانِنا والّذي عرف به اليمانيّون إمامَهم
https://www.facebook.com/share/p/14ijxBjAPM/
#الثقافة_الزهرائية

الثقافة الزهرائية

26 Oct, 17:17


ماذا يقول إنجيلُ النصارى عن إمامِ زمانِنا وعن علائمِ ظُهورِهِ؟
:
لنتأمّل سويّاً ماذا يُوصي السيّدُ المسيح أصحابَهُ بحسبِ روايةِ(لوقا) في الإصحاح(12) مِن كتابِ العهدِ الجديد وهو يحدّثُهم عن إمامِ زمانِنا؟
يقول:
(لِتكُن أوساطُكُم مشدودةً -أي تحزّموا بالأحزمة، كناية عن التهيّؤ والاستعداد- ولتكُن سُرجُكُم مُوقدَة -أي لا تناموا-
وكونوا مِثلَ رجالٍ ينتظرون رُجوعَ سيّدِهم مِن العُرس..حتّى إِذا جاء وقرع البابَ يفتحون له مِن وقتِهِم،
طُوبى لأولئك الخدمِ الّذين إِذا جاء سيّدُهم وجَدَهم ساهرين


الحقَّ أقولُ لكم: إنّه يشُدُّ وسَطَهُ ويُجلِسُهم للطعامِ ويدورُ عليهم يخدِمُهم،
وإذا جاء في الهزيعِ الثاني أو الثالث
-أي آخر الّليل- ووجدهم على هذه الحال فطوبى لهم،
وأنتم تعلمون أنّه لو عرف ربُّ البيتِ في أيّةِ ساعةٍ يأتي السارقُ لم يدَعْ بيتَه يُنقَب.
فكونوا أنتم أيضاً مُستعدّين، ففي الساعةِ الّتي لا تتوقّعونها يأتي ابن الإنسان!)

〰️〰️
[توضيحات]
✦ قوله: (وكونوا مِثلَ رجالٍ ينتظرون رجوعَ سيّدِهم مِن العُرس)
هذا مثلٌ قديم يُضرب، باعتبار أنّ العريسَ في الأعرافِ القديمةِ حين يتركُ أصحابَهُ ويدخلُ لغرفةِ عروسِهِ ليقضِيَ وَطَره ويرجعَ بسرعة..فإنّ أصحابَهُ ينتظرونه بعد دخولِهِ

الحديثُ كلُّهُ يدورُ حول التهيّؤ لظهورِ القائم،
لاحظوا قول المسيح: (ففي الساعةِ الّتي لا تتوقّعونها يأتي ابنُ الإنسان)
إنّها تحملُ نفس مضمون قولِ إمامِ زمانِنا: (إنّما أمرَنا بغتةٌ فُجاءة!)

❂ أيضاً في إنجيل لوقا في(الإصحاح21) يقولُ المسيح:
(وستظهرُ علاماتٌ في الشمسِ والقمرِ والنجومِ وينالُ الأُممَ كربٌ في الأرضِ وقلَقٌ مِن عجيجِ البحرِ وجيَشانِهِ،
وتزهقُ نفوسُ الناسِ مِن الخوفِ ومِن توقُّعِ ما ينزِلُ بالعالم! لأنّ أجرامَ السماءِ تتزعزع!

وحينئذٍ يرى الناسُ ابنَ الإِنسان آتياً في الغمام في تمامِ العِزّةِ والجلال.
وإِذا أخذت تحدثُ هذه الأمورُ فانتصبوا قائمين وارفعوا رُؤوسَكُم لأنّ افتداءَكم يقترب.
وضرب لهم مثلاً، قال:
انظُروا إِلى التينةِ وسائرِ الأشجار..فما إِن تُخرِجُ براعمَها حتّى تعرفوا بأنفُسِكم مِن نَظَرِكم إِليها أنّ الصيفَ قريب.
وكذلك أنتم، الحقَّ أقولُ لكم: لن يزولَ هذا الجيلُ حتّى يحدثَ كلُّ شيء،
السماءُ والأرضُ تزولان وكلامي لن يزول.
فاحذروا أن يُثقِلَ قُلوبَكُم السُكْرُ والقُصوفُ وهمومُ الحياةِ الدنيا
-أي احذروا أن تسكرَ العقول وتنشغلَ بأشياءَ أخرى- فيُباغتَكُم ذلك اليومُ كأنّه الفخّ! لأنّه يُطبِقُ على جميعِ مَن يسكنون وجه الأرضِ كلّها)

المسيح هنا يُشير إلى الآياتِ الكونيّةِ الّتي تقعُ وتكونُ علامةً لقربِ الظُهور،
مِنها علائمُ تحدثُ في أجرامِ السماء، ومنها علائمُ تقعُ في الأرض؛ كهيجان البحارِ وغيرِها

✦ قولِهِ: (وإذا أخذت تحدثُ هذه الأمور فانتصبوا قائمين)
هذه العبارةُ تحملُ نفس المضمون الّذي ذكَرهُ أهلُ البيتِ بأنّه حين يُذكَرُ القائم بإسمِهِ يُستحبُّ أن يقومَ الشيعةُ على أقدامِهم،
إذ يقولُ إمامُنا الصادق حين سُئل: لأي أمرٍ يُستحبُّ القيامُ عند ذكرِ اسمِ القائم؟
فقال:
(لأنّ له غيبةً طولانيّة، ومِن شدّةِ الرأفةِ إلى أحبّتِهِ ينظرُ إلى كُلّ مَن يذكرُهُ بهذا الّلقب المُشعِر بدولتِهِ والحسرةِ بغُربتِهِ، ومِن تعظيمِهِ أن يقومَ العبدُ الخاضعُ لصاحبهِ عند نظرِ المولى الجليل إليه بعينهِ الشريفة، فليقم وليطلب مِن اللهِ جلّ ذِكرُهُ تعجيلَ فرجِهِ)
[إلزام الناصب]

✦ قوله: (احذروا أن يُثقِلَ قُلوبَكم السُكْرُ فيُباغتَكم ذلك اليومُ كأنّه الفخّ)
هذه العبارة تُثير تساؤلاً: لماذا يُباغتُنا الإمامُ كالفخ؟
الجواب:
لأنّ الّذي لا يتهيّأ لإمامِ زمانِهِ لن يُوفَّق لنُصرتِه! ولذا سيكونُ حالُهُ عند ظهورِ الإمامِ وكأنّما وقع في الفخ!
وأحاديثُ العترةِ تقول بأنّ الناسَ إذا ظهر إمامُ زمانِنا سينقسمونَ لثلاثةِ أقسام:
قسمٌ ينصرونه، وهم الّذين نصروهُ في عصرِ الغَيبة،
ولذا نحنُ نقرأ في أدعيةِ عصرِ الغَيبة: (واجعلني مِن أنصارِهِ وأعوانِهِ على نأيهِ وغيبتِهِ)
فالّذين ينصرون الإمامَ في غيبتِهِ سينصرونه في ظُهورِه

وهناك مجموعة تُعادي الإمام، لأنّ مشروع (الدجّال) يبدأ يشتغلُ في كُلّ اتّجاهاتِهِ!
(السفياني مِن جهة، والدجّال اليهوي مِن جهة أخرى، والبتريّة وهم نواصب الشيعة وغيرهم)

وهناك جموعٌ كثيرة وهي أغلبُ الناس تبقى (نُظّارة) يعني فقط ينظرون ويراقبون الأحداثَ ولا يُوفّقون لنُصرةِ إمامِهم!
وهذا خذلانٌ في واقعِهِ،
لأنّه لابدّ أن تتميّزَ الناس..فلا يُمكن أن يتساوى ذلك الّذي بذل جُهداً صادقاً في نُصرةِ إمامِهِ في زمنِ الغَيبةِ مع الّذي خذل الإمامَ في زمن الغَيبة

هؤلاء(النُظّارة) قد لايكونون مِن أعداءِ الإمامِ ولكنّهم لن يُوفّقوا أن يكونوا مِن أنصارِه؛
لأنّ موقفَ الإنسان في زمنِ الغَيبة هو الّذي يُحدّدُ موقِفَهُ في زمن الظُهور!

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

22 Oct, 17:12


أبرزُ صِفةٍ في الشيعةِ المُنتظرين لإمامِ زمانِهم في حديثِ إمامِنا الباقر:
يقبضون على دِينِهم كالقابضِ على الجَمْر!

:
❂ يقولُ إمامُنا الباقر "عليه السلام":
(قال رسولُ اللهِ ذاتَ يومٍ وعندهُ جماعةٌ مِن أصحابه: «الّلهُمّ لقّني إخواني» مرّتين،
فقال مَن حولَهُ مِن أصحابه:
أما نحنُ إخوانُك يا رسولَ الله؟ فقال: لا، إنّكم أصحابي،
وإخواني قومٌ مِن آخرِ الزمان آمنوا بي ولم يروني..لقد عرّفنيهُم اللهُ بأسمائهم وأسماءِ آبائهم مِن قبل أن يُخرِجَهم مِن أصلابِ آبائهم وأرحامِ أُمّهاتِهم،
لَأحَدُهم أشدُّ بُقيةً على دينهِ مِن خَرْط القتادِ في الّليلةِ الظلماء، أو كالقابضِ على جمرِ الغَضا!
أُولئك مصابيجُ الدُجى، يُنجّيهم اللهُ مِن كلّ فتنةٍ غبراء مُظلمة)

[البحار: ج52]

[توضيحات]
✦ قولُهُ: (لَأحدُهُم أشدُّ بُقيةً على دينِهِ) أيّ لَأحدُهم أشدُّ تمسُكّاً بدينِهِ مِن خَرْطِ القتاد في الّليلةِ الظلماء،
والقتاد: هو نباتٌ كثيرُ الشوكِ وشديدُ الشوك (أي أنّ أشواكَهُ كالإبر)

والمُراد مِن "خَرْط القتاد": إمّا إزالةُ هذه الأشواكِ الشديدةِ بكفِّ اليد،
أو إزالةُ جلدِ هذه النباتاتِ الشوكيّة (أي رفعُ الّلحاءِ المُحيط بها)
فحين يُحاولُ شخصٌ أن يرفعَ بيدِهِ جلدَ نباتِ القتاد المليئ بالأشواك في ليلةٍ مُظلمةٍ فإنّ يدَهُ ستتمزّقُ بسببِ الأشواكِ الشديدة،
(وهذا مثَلٌ يضربُهُ العرب يُشيرون فيه إلى الأُمورِ الشديدةِ الصعبة جدّاً والشديدةِ العُسر)
فهذه العبارة هي إشارةٌ لشدّةِ ما يلقاهُ المؤمنون مِن مُحبيِّ أهلِ البيتِ في عصرِ الغَيبةِ مِن فتنٍ وابتلاءات

وفيها إشارةٌ أيضاً إلى أنّ أبرزَ صِفةٍ في أولياءِ أهلِ البيتِ الحقيقيّين الصادقين المُخلصين هي قوّةُ العقيدةِ والثباتُ عليها،
فهم يتمسّكون شديدَ التمسُّكِ بدينِهم كما يقولُ إمامُنا الباقر،
وبعبارةٍ أدق؛ يتمسكّون شديدَ التمسُّكِ بإمامِ زمانِهم،
فعنوان (الدين) في ثقافةِ العترة يعني الإمام المعصوم كما نُخاطِب سيّدَ الأوصياء في زيارتِهِ: (السلام عليك يا دين اللهِ القويم)
وكما نُخاطِبُ إمامَ زمانِنا في زيارتِهِ:
(السلامُ على الدين المأثور والكتابِ المسطور)

ولذا أعطاهم رسولُ اللهِ منزلةً أعلى مِن منزلةِ أصحابِهِ، فعدّهم إخوانَهُ حين قال مرّتين: «الّلهُمّ لقّني إخواني»
ووصفَهم أنّهم"مصابيحُ الدجى" وهذا التعبير يُذكّرنا بالأوصافِ الّتي ذكرها أهلُ البيتِ لخواصّ أصحابِ إمامِ زمانِنا،
إذ يقولُ إمامُنا الصادق في وصفِ النُخبةِ مِن أصحابِ القائم، يقول:
(هم أطوعُ له من الأمةِ لسيّدِها، كالمصابيح؛ كأنّ قلوبَهم القناديل)

ونبيُّنا يقولُ في حديثِهِ عن إخوانِهِ في آخرِ الزمان: (أُولئك مصابيحُ الدُجى)
نفس المضمون،
وإنّما وُصِفوا بهذا الوصفِ لأنّهم على عقيدةٍ سليمةٍ وارتباطٍ متينٍ بإمامِ زمانِهم، كما يقولُ إمامُنا الباقر:
(لَنُورُ الإمام في قلوبِ المُؤمنين أنورُ مِن الشمسِ المُضيئةِ بالنهار، وهم واللهِ يُنوّرون قلوبَ المُؤمنين ويحجِبُ اللهُ نُورَهم عمّن يشاء فتُظلِمُ قُلوبُهم)

✦ أمّا قولُ الإمام وهو يصِفُ المُتمسِّكَ بدينِهِ في زمن الغَيبة بأنّه: (كالقابضِ على جَمْر الغضا)
الغضا: صِنفٌ مِن أصناف (شجر الإثل) كانت العرب تستعمِلُهُ في أن توقدَ عليه، لأنّ خشبَ هذا الشجر له ميزتان:
الأولى: أنّ جمْرَهُ شديدُ التوهُّج
والثانية: أنّ خشَبَهُ يبقى مُتوهجاً لمدّةٍ طويلةٍ فلا تخمَدُ نارُهُ،
ولذا يُضرَبُ المثَلُ بجمرِ الغضا..أي بهذا الجمرِ الّذي أصلُهُ مِن نبات الغضا ويُوقَدُ بالنارِ فيتجمَّرُ ويكونُ شديدَ التوهّج وشديدَ الحرارة، ويبقى مُتوهّجاً لزمان طويل،
وهذه العبارةُ أيضاً فيها إشارةٌ إلى شدّةِ ما يلقاهُ المؤمنون مِن مُحبّي أهلِ البيتِ في زمنِ الغَيبةِ مِن البلاء الشديد والأذى والفِتن والتمحيص،
ولكنّ الصادقون المُخلصون مِنهم ينالون التوفيقَ في اجتيازِ امتحانِ الغربلةِ هذا بنجاح..فلا تضرُّهم البلايا والفِتن

✦ قولُهُ: (يُنجّيهُم اللهُ مِن كُلِّ  فِتنةٍ غبراء)
المراد يُنجّيهم مِن كُلِّ فتنةٍ في"الدين" وليس مِن فِتن في الدنيا،
ففِتنُ الدنيا تنصَبُّ عليهم صبّاً كما ورد في الروايات أنّ اللهَ تعالى إذا أحبَّ عبداً صَبَّ عليه البلاءَ صبّاً أو غثّهُ بالبلاءِ غثّاً..وكما يقول سيّدُ الأوصياء:
(إنّ البلاءَ أسرعُ إلى شِيعتِنا مِن السيلِ إلى قرارِ الوادي)

فقولِهِ: (يُنجّيهم اللهُ مِن كُلِّ فتنةٍ غبراء مُظلمة)
يُشير إلى شدّةِ ما يلقاه الناسُ مِن فِتن الدنيا والّتي قد تقودُهم إلى الإنحرافِ والضلال عن دينِهم!

سيّدي يا بقيّةَ الله:
مَن لنا غيركُ كهفاً وملاذاً نعتصمُ به ونلوذُ ونستجيرُ به ونَفِرُّ إليه مِن هذه الفِتن الصمّاءِ العمياءِ المُظلمةِ المُنكسفة!
أنت المنجى، وأنت الملجأ، وأنت الملاذ
وأنت الأمان يا صاحبَ الزمان،
نسألُك أمانَ الدين والدنيا والآخرة بحقِّ أمِّك الصدّيقةِ الطاهرة

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

20 Oct, 16:03


وقفة عند التكليفِ الإلهي لبني إسرائيل بالسجود والتعظيمِ لِمثال يرمزُ لِمحمّدٍ وعلي
:
❂ يقولُ إمامُنا العسكريُّ في معنى قولِهِ تعالى:
﴿وإذ قُلنا ادخلوا هذه القريةَ فكلوا مِنها حيثُ شِئتم رَغَداً وادخلوا البابَ سُجّداً وقولوا حِطّةٌ نغفرُ لكم خطاياكم وسنزيدُ المُحسنين﴾ قال:
(قال اللهُ تعالى: واذكروا يا بني إسرائيل‏ إذ قُلنا لأسلافِكم {ادخلوا هذه القرية} وهي أريحا مِن بلادِ الشام، وذلك حين خرجوا مِن التيه،
{فكُلوا منها} مِن القريةِ {حيثُ شِئتُم رَغَداً}واسعاً بلا تعبٍ ولا نصب‏ {وادخُلوا البابَ‏} بابَ القريةِ سُجّداً،
مثّلَ اللهُ عزّ وجلّ على البابِ مِثالَ محّمدٍ وعليٍّ وأمرَهم أن يسجدوا تعظيماً لذلك المِثال، ويُجدّدوا على أنفُسِهم بيعتَهُما وذِكْرَ موالاتِهما، وليذكروا العهدَ والمِيثاقَ المأخوذَينِ عليهم لهما،
{وقولوا حِطّة} أي قولوا: إنّ سجودَنا للهِ تعالى تعظيماً لمثالِ محمّدٍ وعليٍّ واعتقادَنا لولايتِهما حِطّةٌ لذنوبِنا ومحوٌ لسيئاتِنا،
قال اللهُ تعالى {نغفِرُ لكم}‏ بهذا الفعل‏ِ خطاياكُم‏ السالفةَ ونُزيلُ عنكُم آثامَكُم الماضية،
{وسنزِيدُ المحسنين}‏ مَن كان مِنكم لم يُقارف‏ الذنوبَ الّتي قارفها مَن خالف الولايةَ وثبَتَ على ما أعطى اللهَ مِن نفسِهِ مِن عهدِ الولاية، فإنّا نزيدُهم بهذا الفعلِ زيادةً درجاتٍ ومثوبات، وذلك قولُهُ: {وسنزيدُ المُحسنين})‏
[تفسير الإمام العسكري]

[توضيحات]
أحاديثُ العترةِ تُخبرنا أنّ هذه الحادثة(وهي دخولِ بني إسرائيل إلى قرية أريحا) حدثت بعد عقوبةِ التيه الّتي جرت عليهم حين تاهوا في الصحراء أربعين سنة،
فبعد أن انتهى التيهُ وصلوا إلى القرية،
فقال الله تعالى لهم: كُلوا مِن هذه القريةِ واشربوا وتنعّموا فيها رغداً باعتبار أنّهم لقوا ما لقوا مِن العناءِ في فترةِ التيه،
فكأنّ وصولَهم لهذه القريةِ كان فترةَ استراحةٍ لهم،
ولكن اللهَ اشترط عليهم أن يدخلوا مِن بابِ القريةِ سُجّداً لأنّه مَثّل على بابِ القريةِ مِثالاً، أي مظهراً لمحمّدٍ وعليّ

فأمر بني إسرائيل أن يدخلوا القريةَ سُجّداً تعظيماً مِنهم وتذلُّلاً لمحمّدٍ وعليٍّ وأن يقولوا: "حِطةّ"
أي أن يطلبوا مِن اللهِ بحقِّ محمّدٍ وعليٍّ أن يحطَّ عنهم ذنوبَهم الّتي ارتكبوها قبل التيهِ وبعده،
وأن يدخلوا البابَ سُجّداً وهم يعتقدون بولايةِ محمّدٍ وعليٍّ وآلِهما

فكيف تعامل اليهود مع هذا التكليفِ الإلهي؟
إمامُنا العسكريُّ يُجيبُنا في تفسيرهِ فيقول في معنى قولِهِ: {فبدّل الذين ظلموا قولاً غيرَ الذي قِيل لهم}قال:
(إنّهم لم يسجدوا كما أُمِروا ولا قالوا ما أُمِروا، ولكن دخلوها -أي القرية- مُستقبليها بأستاهِهم -أي بأدبارِهم استهزاءً وسُخرية- وقالوا: (هطا سمقانا) أي حنطةٌ حمراء نتقوّتُها أحبُّ إلينا مِن هذا الفعل وهذا القول،
{فأنزلنا على الّذين ظلموا} غيّروا وبدّلوا ما قِيل لهم ولم ينقادوا لولايةِ محمّدٍ وعليٍّ وآلِهما الطيّبين الطاهرين {رِجزاً مِن السماءِ بما كانوا يفسقون})


فالإمام يقول أنّ بني إسرائيل لم يمتثلوا أمرَ اللهِ بأن يدخلوا القريةَ سُجّداً تعظيماً لمحمّدٍ وعليٍّ..وإنّما استهزؤوا بمثالِ محمّدٍ وعليٍّ فدخلوا القريةِ مُستدبرين بقصدِ الإستخفافِ والسُخريةِ وإساءةِ الأدبِ مع محمّدٍ وآلِ محمّد

ودُخولهم بهذه الطريقةِ الساخرة (إلى بابٍ عليه رموزٌ مُقدّسة والّذي أُمروا أن يُؤدّوا عندَه طُقوساً عقائديّةً معيّنة) يكشِفُ عن أنّ الموازينَ العقائديّةَ عندهم مقلوبة؛
فهم أُمِروا أن يدخلوا البابَ مُستقبلين ومُعظّمين لمثالِ محمّدٍ وعليٍّ..وهم دخلوا مُستدبرين مُستهزئين!
وأُمروا بأن يسجدوا تعظيماً لمِثالِ محمّدٍ وعليٍّ فلم يفعلوا،
وأُمِروا أن يقولوا قولاً يُقِرّون فيه بالعهدِ الّذي أُخِذ عليهم بالإقرارِ بولايةِ محمّدٍ وعليٍّ وذِكرِ موالاتِهما وتجديدِ البيعةِ لهما..فبدّلوه بشكلٍ استهزائيٍّ ساخرٍ لأبعدِ الحدود!
وما في الجَنانِ يظهرُ على فلَتاتِ الّلسان، وما في المضمون تفضحُهُ العيون

هذه التصرّفاتُ تكشِف لنا أنّ منظومةَ القِيَمِ والموازين العقائديّةِ مع أهلِ البيتِ كانت مقلوبةً عند بني إسرائيل،
ولذا نزل بهم الغضَبُ الإلهي،
وهنا الموعظةُ الهامّةُ إلينا:
بأنّ مَن يترك محمّداً وعليّاً وآلَهُما الأطهار، وينحرف عنهم..فإنّه يكونُ دائماً في متاهةٍ (يخرجُ مِن تَيهٍ إلى تَيه) سواء كان مِن اليهود، مِن النصارى، مِن الشيعة، مِن أيّ مجموعة!

فمثلاً نحنُ الشيعةُ حينما نُعطي ظُهورَنا لمنهجِ أهلِ البيتِ في فَهمِ القرآنِ فإنّنا بذلك نكونُ قد استدبرنا طريقَهُم وجعلنا عُقولَنا مُدبرةً عنهم،
فتكونُ ثقافتُنا حينئذٍ ثقافةً مُستدبرة!
لأنّ أهلِ البيتِ هم بابُ حطّتِنا، كما جاء في كلماتِهم الشريفة،
فحينما نُعرضُ عنهم وعن منهجِهم في تفسيرِ القرآن وفي فهمِنا للدين.. فإنّنا نكونُ قد صنعنا ما صنعَهُ بنو إسرائيل عند بابِ حطّة، فلنتأمّل!

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

19 Oct, 11:16


حديثٌ يحفظُهُ الجميع، وهو قولُ نبيِّنا الأعظم في حقِّ الصدّيقةِ الكبرى:
(يا فاطمة، إنّ اللهَ تبارك وتعالى لَيغضَبُ لغضَبكِ ويرضى لرضاكِ)
:
لطالما قرأنا هذا الحديث وردّدناهُ على الألسنة..لكن ثمّةَ أسئلةٌ تطرحُ نفسها هنا، وهي:
• ما هو الميزانُ في رِضا الصدّيقةِ الكبرى وما هو الميزانُ في سخَطِها؟
أليست الزهراءُ هي ميزانُ غضبِ اللهِ تعالى ورضاه؟
إذاً فالزهراءُ ميزانٌ لتقييمِنا،
ولذا لابُدّ أن نعرِفَ أين يكونُ رِضا الزهراء وأين يكونُ سخَطُها حتّى نُقيِّم أنفُسَنا ونعرفَ أين نضعُ أقدامَنا لنكونَ في الموضعِ الصحيح..فنبتعدَ عن دائرةِ سخَطِ الزهراء ونسعى للاقترابِ مِن دائرةِ رضاها

• فهل الميزانُ في رضا الزهراء هو الصلاةُ والصيام؟ أم هو الحجُّ والزيارة؟
• هل الميزانُ في رضا الزهراء هو الصدقةُ وإعانةُ المُحتاج؟
• هل رضا الزهراء في صِلةِ الرحِم وحُسنِ الخُلق؟
هل رِضا الزهراء هو في هذه الأُمور مِن العباداتِ وأفعالِ الخير؟

قطعاً كلُّ هذه الأُمور تُحبُّها الزهراء وتُريدها وهي أمورٌ مُهمّةٌ ومطلوبةٌ في دينِنا،
ولكن..هل هذه الأمور هي الّتي تُشكّل ميزانَ رِضا فاطِمة وميزانَ سخَطها؟!
وهل كُلُّ مَن تلبَّس بهذه الصفات هو في الاتّجاهِ القريبِ مِن رضا فاطِمة؟

كلُّ هذه الموازين الّتي ذُكِرت -برغم أهميّتها- لا تُمثّلُ ميزاناً لرضا الصدّيقةِ الكبرى،
هذه الموازينُ الّتي تُقيِّمُ الشخصَ على أساسِ أدائهِ للصلاةِ والصيامِ وسائرِ العباداتِ هي الموازينُ الموجودةُ عند المخالفين،
فمُخالفو أهلِ البيت يزِنونَ الناسَ بهذه الموازين،
بينما في ثقافةِ أهلِ البيتِ الأمرُ يختلف،
كما تُبيّن الرواية التالية-على سبيل المثال- والّتي ينقلُها أحدُ أصحابِ إمامِنا الصادق، فيقول:
(قُلت له-أي الإمام الصادق- جُعلتُ فداك، إنّ لي جاراً لستُ أنتبهُ إلّا بصوتهِ إمّا تالياً كتابَهُ يكرّرهُ ويبكي ويتضرّعُ وإمّا داعياً،
فسألتُ عنه في السرِّ والعلانية فقيل لي: إنّه مُجتنبٌ لجميع المحارم،
فقال الإمام: يا مَيسر يعرفُ شيئاً مِمّا أنت عليه
-أي مِن أمر الولاية-؟
قلتُ: اللهُ أعلم،
فحجَجتُ مِن قابل، فسألتُ عن الرجل فوجدتُهُ لا يعرفُ شيئاً مِن هذا الأمر
(أي أمر الولاية ومعرفةِ إمامِ زمانه)
فدخلتُ على أبي عبدالله فأخبرتُهُ بخبر الرجل، فقال لي: مثل ما قال في العام الماضي: يعرِفُ شيئاً مِمّا أنت عليه؟قلتُ: لا،
قال: يا مَيسر أيُّ البقاع أعظمُ حُرمة؟
قلتُ: اللهُ ورسولهُ وابنُ رسولهِ أعلم.
قال: يا ميسر، ما بين الرُكنِ والمقام روضةٌ مِن رياضِ الجنّة وما بين القبرِ والمِنبرِ روضةٌ مِن رياضِ الجنّة، ولو أنّ عبداً عَمّرهُ اللهُ فيما بين الرُكنِ والمقام وفيما بين القبرِ والمِنبرِ يعبدُهُ ألفَ عام، ثمّ ذُبِح على فراشِهِ مظلوماً كما يُذبَح الكبشُ الأملحُ ثمّ لقِي اللهَ عزّ وجلّ بغيرِ ولايتِنا لكان حقيقاً على اللهِ عزّ وجلّ أن يُكِبّهُ على منخريهِ في نار جهنّم)

[ثواب الأعمال]

الروايةُ واضحة في أنّ مِيزانَ تقييمِ الناس عند أهلِ البيتِ ليس بمقدارِ ما يأتونَ به مِن أعمالٍ صالحةٍ وصلاةٍ وصيامٍ وتلاوةِ قرآن،
فهذه موازينُ المُخالفين

أمّا في ثقافةِ أهلِ البيتِ فالميزانُ الحقيقيُّ لتقييمِ الناسِ هو مِقدارُ الولاءِ والمعرفةِ لأهلِ البيت،
وبعبارةٍ أدق:
ميزانُ الرضا والسَخَطِ الفاطميِّ هو مِقدارِ علاقةِ الشيعيِّ بإمامِ زمانه.
فالذي يبحثُ عن رِضا الزهراء عليه أن يبحثَ عن الميزانِ الّذي وضعَتْهُ الزهراء وآلُها الأطهار للاقترابِ مِن دائرةِ رضاها، وهو: مِقدارُ علاقتِنا وارتباطِنا بإمامِ زماننا؛
أين نحنُ مِن إمامِ زماننا؟
وما مِقدارُ معرِفتِنا بإمامِ زمانِنا؟
وما مقدارُ علاقتِنا بإمامِ زمانِنا؟

هذا قانونٌ زهرائيٌّ مُهمٌّ جدّاً..ضَعْه في ذهنِك أيُّها الشيعي دائماً:
وهو أنّه كلّما كُنتَ قريباً مِن إمامِ زمانِك فأنت قريبٌ مِن دائرةِ الرضا الفاطمي،
وكلّما كُنت بعيداً عن إمامك وعن معرفةِ إمامِ زمانِك فأنت أقربُ ما تكونُ إلى دائرةِ السَخَط الفاطمي،
فكن على حذر!
لأنّ أهمّ قضّيةٍ تحدّثت عنها كلماتُ العترةِ هي السعيُ لمعرفةِ إمامِ زمانِنا

✦ قد يسأل سائل:
ماذا أصنع، وكيف أسعى لمعرفة إمام زماني؟
الجواب بشكلٍ مُوجز:
هناك مجموعةٌ مِن الزيارات والأدعية في مفاتيح الجنان مضامينُها تدورُ في فلَكِ إمامِ زمانِنا (كدعاء الندبة مثلاً وزياراتُ الإمام الحُجّة)
وكذلك الزيارةُ الجامعةُ الكبيرة التي تُمثّل القولَ البليغَ الكامل في معرفةِ أهلِ البيت،
فكلُّ الأوصاف الّتي ذُكرت في الزيارة الجامعة الكبيرة هي أوصافٌ للأئمّة جميعاً، وإمامُ زماننا واحدٌ مِنهم،
لذا على الشيعي أن يقرأ هذه الأدعية والزيارات بتدبّرٍ وتفكّرٍ لأجلِ تحصيل المعرفة، ولا يكتفي بالقراءةِ الطقوسيّةِ فقط مِن دون تفكّر،
فهذه الأدعيةُ والزيارات مليئةٌ بالمضامين الّتي تنوّرُ قلوبَنا وعقولَنا بمعرفةِ إمام زمانِنا

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

15 Oct, 15:09


نقرأ في زيارةِ مولاتِنا المعصومة:
(السلامُ عليكِ عرّف اللهُ بيننا وبينكُم في الجنّة)
ونقرأ أيضاً:
(نسألُ اللهَ أن يُرِينا فيكم السُرورَ والفرَج، وأن يجمعَنا وإيّاكم في زُمرةِ جدّكم محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وآله، وأن لا يسلُبَنا معرفتَكم)

ذُكِر في هذه السطور عنوانين مُهمّين في ثقافةِ العترة:
•طلبُ معرفةِ أهلِ البيت
•والدعاء بتعجيل فرجِهم


والبوابةُ لتحقيق هذين الأمرين مولاتُنا المعصومة؛
فنحنُ نُخاطِبُ أهلَ البيتِ هنا مِن خلالِها، فهي وجهٌ لآلِ محمّدٍ وبابٌ وسيعٌ مِن أبوابِهم
وهي بابٌ للقائم مِن آلِ محمّد

فمثواها الأقدس(قُم) نقطةٌ شاخصةٌ في خارطةِ يوم الظُهور،
فقُم تُمثِّلُ خزّانَ الإمدادِ للمشروع المهدوي الأعظم؛
فمعارفُ أهلِ البيتِ تفيضُ مِن(قُم) إلى سائرِ البلاد في الخافقَين!
ومِنها يخرجُ أنصارُ خاتم الوصيّين؛
يقومون معه ويستقيمون عليه وينصرونه
؛
سلامٌ على فاطمةَ المعصومة،
سلامٌ على المُتفرِّعةِ مِن خيرِ مَنبتٍ وأرومة

نتوسّلكِ سيّدتي يا بنتَ أولياء النِعَم بحقِّ أخيكِ الرضا؛ أن تقبلينا بجودكِ في زُمرة(الأوفياء مِن أهلِ قُم والقائلين بمقالتِهم)

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

13 Oct, 13:04


إمامُنا الحسنُ العسكريُّ يُخبِرُنا أنّ أكثرَ المُعتقدينَ بإمامةِ صاحبِ الأمر.. سيرتدّونَ عن إمامِ زمانِهِم في عصرِ الغَيبة!
:
يقولُ إمامُنا الحسنُ العسكريُّ لأحمدَ بن اسحاق وهو يُحدّثُهُ عن إمامِ زمانِنا وعن طُولِ غَيبتِهِ وعن حالِ الناسِ في زمنِ الغَيبة التامّة، يقول:
(إنّه سمِيُّ رسولِ اللهِ وكنيُّهُ، الّذي يملأُ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظُلماً... مَثَلُهُ في هذه الأُمّةِ مَثَلُ الخِضر، ومَثَلُهُ مَثَلُ ذِي القرنين،
واللهِ لَيغِيبنَّ غَيبةً لا ينجو فيها مِن الهَلَكةِ إلّا مَن ثَبّتَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ على القولِ بإمامتِهِ ووفّقَهُ فيها للدُعاءِ بتعجيلِ فَرَجه،
قال أحمدُ بن اسحاق: فما السُنّةُ الجاريةُ فيه مِن الخِضرِ وذِي القرنين؟ قال الإمام: طُولُ الغَيبةِ يا أحمد،
فقال: يا ابن رسولِ الله، وإنّ غَيبتَهُ لَتَطول؟ قال الإمام: إي وربّي، حتّى يرجعَ عن هذا الأمرِ أكثرُ القائلينَ به، ولا يبقى إلّا مَن أخذ اللهُ عزّ وجلّ عهدهُ لولايتِنا، وكتبَ في قلبهِ الإيمان، وأيّدهُ بروحٍ من
ه)
:
السلامُ عليكَ يابنَ خاتمِ النبيّين، السلامُ عليكَ يابنَ خاتمِ الوصيّين، السلامُ عليكَ يابنَ سيّدِ المُرسلين، السلامُ عليكَ يابنَ أميرِ المُؤمنين، السلامُ عليكَ يابن سيّدِ الوصيّين، السلامُ عليكَ يابنَ سيّدةِ نساءِ العالمين، السلامُ عليك يابنَ الأئمّةِ الهادين،
السلامُ عليكَ يا خليفةَ اللهِ وابنَ خُلفائِهِ وأبا خليفتِهِ أيّها الزكيُّ العسكريُّ ورحمةُ اللهِ وببركاتُهُ..

الّلهُمَّ صلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ وصلِّ على الحَسَنِ بن علي، الهادي إلى دِينَكَ والداعي إلى سبيلِك، عَلَمِ الهُدى ومنارِ التُقى ومعدنِ الحِجى ومأوى النُهى وغيثِ الورى وسحابِ الحِكمةِ وبحْرِ الموعظةِ ووارثِ الأئمّةِ والشهيدِ على الأُمّة،
المعصومِ المُهذَّبِ والفاضلِ المُقرَّبِ والمُطهَّرِ مِن الرجس، الّذي ورّثتَهُ عِلْمَ الكتابِ وألهمتَهُ فصْلَ الخِطابِ ونَصَبتَهُ عَلَماً لأهلِ قِبْلَتِكَ وقرنتَ طاعتَهُ بطاعتِكَ وفَرضتَ مودَّتَهُ على جميع خلقِكَ،
الّلهُمَّ صلِّ عليهِ أفضلَ ما صلّيتَ على أحدٍ مِن أصفيائكَ وحُجَجِكَ وأولادِ رُسُلُكَ، يا إلِهَ العالمين..

سيّدي يا أبا القائم.. أيّها الزاكي العسكري "صلواتُ اللهِ عليك":
سعَدَ مَن والاكُم، وهلكَ مَن عاداكُم، وخابَ مَن جَحَدكُم، وضَلَّ مَن فَارقكُم، وفازَ مَن تمسّكَ بكُم، وأمِنَ مَن لجا إليكُم، وسَلِمَ مَن صدَّقَكُم، وهُديَ مَن اعتصَمَ بكُم، مَن اتّبعكُم فالجنّةُ مأواهُ، ومَن خالفَكُم فالنارُ مثواهُ، ومَن جَحَدكُم كافر، ومَن حاربكُم مُشرك، ومَن ردَّ عليكُم في أسفلِ دَرَكٍ مِن الجحيم...
-------------------------
أسعدَ اللهُ أيّامَكُم بولادةِ إمامِنا البَرِّ التقيّ والنُورِ المُضيّ أبي مُحمّدٍ الحسنِ بن عليِّ الزاكي العسكري "صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ وعلى آلِهِ الأطهار" على روايةِ مِيلادِهِ في العاشرِ مِن شهرِ ربيعٍ الثاني

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

11 Oct, 13:06


الصدّيقةُ الكُبرى تُحدِّثُنا عن الدجّال وعن برنامجِ الدجّال الّذي بدأ مُنذُ يومِ السقيفةِ ولا يزالُ يتحرّكُ في أوساطِنا إلى هذه الّلحظة!
:
تقولُ الصدّيقةُ الكُبرى في خُطبتِها المعروفةِ بعد شهادةِ أبيها المُصطفى"صلّى اللهُ عليه وآلِهِ" تقول:
(فلمّا اختار اللهُ لِنبيّهِ دارَ أنبيائِهِ ومأوى أصفيائِهِ ظهَرَ فيكُم حَسَكةُ النِفاق، وسَمُلَ جِلبابُ الدِين، ونطَقَ كاظِمُ الغاوين، ونبغَ خامِلُ الأقلّينَ وهدَرَ فنيقُ المُبطِلين، فخطَرَ في عرصاتِكُم،
وأطلعَ الشّيطانُ رأسَهُ مِن مَغرِزهِ هاتِفاً بكُم فألفاكُم لِدعوتِهِ مُستجيبينَ وللغِرّةِ فيه مُلاحظين، ثُمّ استنهَضَكُم فوجَدَكُم خِفافاً، وأحمَشَكُم فألفاكُم غِضاباً، فَوَسمتمُ غيرَ إِبِلِكُم، ووردتُم غيرَ مشربِكُم،
هذا والعَهدُ قريبٌ والكَلِمُ رحيبٌ، والجرحُ لمّا يندمل، والرسولُ لمَّا يُقبَر..!)

:
السلامُ عليكِ يا بنتَ رسولِ اللهِ؛ صلّى اللهُ عليكِ وعلى رُوحِكِ وبَدَنِكِ،
أشهدُ أنّكِ مضيتِ على بيّنةٍ مِن ربّكِ وأنَّ مَن سرّكِ فقد سَرَّ رسولَ اللهِ "صلّى‌ اللهُ عليه‌ِ وآلِهِ" ومَن جفاكِ فقد جفا رسولَ اللهِ "صلّى‌ اللهُ عليه‌ِ وآلِهِ" ومَن آذاكِ فقد آذى رسولَ اللهِ "صلّى‌ اللهُ عليه‌ِ وآلِهِ" ومَن وَصَلَكِ فقد وصَلَ رسولَ اللهِ "صلّى‌ اللهُ عليه‌ وآله" ومَن قَطَعَكِ فقد قطَعَ رسولَ اللهِ "صلّى‌ اللهُ عليه‌ِ وآلِهِ" لأنّكِ بضعةٌ مِنهُ ورُوحهُ الّتي بين جنبيه،
أُشْهِدُ اللهَ ورُسُلَهُ وملائكتَهُ أنّي راضٍ عمَّن رضيتِ عنه، ساخِطٌ على مَن سَخِطّتِ عليهِ، مُتبرِّىءٌ مِمَّن تبرّئتِ مِنه، مُوالٍ لِمَن واليتِ، مُعادٍ لِمَن عاديتِ، مُبغِضٌ لِمَن أبغضتِ، مُحِبٌّ لِمَن أحببتِ..

أنا يا مولاتي بكِ وبأبيكِ وبعلِكِ والأئمّةِ مِن وُلدكِ مُوقِنٌ، وبولايتِهِم مُؤمن، ولِطاعتِهِم مُلتزِم،
أشهدُ أنَّ الدينَ دِينُهُم والحُكْمَ حُكمُهُم وهُم قد بلّغوا عن اللهِ عزَّ وجلَّ ودعوا إلى سبيلِ اللهِ بالحكمةِ والموعظةِ الحَسَنةِ لا تأخذُهُم في اللهِ لومةُ لائم، وصَلَواتُ اللهِ عليكِ وعلى أبيكِ وبعلِكِ وذُريَّتِكِ الأئمّةِ الطاهرين..

الَّلهُمّ يا ربَّ الزهراءِ.. بحقِّ الزهراءِ.. اشفِ صَدْرَ الزهراءِ.. بظُهُورِ الحُجّةِ "عليه السلام"
-------------------------
عظّم اللهُ لكُم الأجرَ بشهادةِ بضعةِ المُصطفى ورُوحِهِ الّتي بينَ جنبيهِ، الصدّيقةِ الزهراءِ والإنسيّةِ الحوراء، المُهذّبةِ مِن الخناء، والمُشفَّعةِ في يومِ الّلقاء؛ فاطِمةَ الزهراءِ صلواتُ اللهِ عليها وعلى أبيها وبعلِها وبنيها الأطهارِ والّلعنةُ الدائمةُ الوبيلةُ على أعدائهِم وظالميهِم مِن الأوّلينَ والآخرين

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture

الثقافة الزهرائية

10 Oct, 16:17


في ثقافةِ العِترة: الدعاءُ بتعجيلِ الفرج وبالانتقامِ للزهراء حقٌّ واجبٌ لأهلِ البيتِ في أعناقِنا بعد كُلِّ فريضة
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق "صلواتُ اللهِ عليه":
(إنّ مِن حُقوقِنا على شيعتِنا أن يضعوا بعد كُلِّ فريضةٍ أيديهِم على أذقانِهم -تضرُّعاً- ويقولوا ثلاثَ مرّات:
يا ربَّ محمّدٍ عجّل فرجَ آلِ محمّد، يا ربَّ محمّدٍ احفظ غَيبةَ محمّد، يا ربَّ محمّدٍ انتقم لابنةِ محمّد
)
[مكيال المكارم: ج2]

[توضيحات]
الدعاءُ بتعجيلِ فرجِ إمامِ زمانِنا وبالانتقام للصدّيقةِ الكبرى مِن قتَلَتِها وظالميها حقٌّ واجبٌ لأهلِ البيتِ في أعناقِنا في دُبرِ كلِّ فريضة، وليس أمراً مُستحب،
لأنّ الإمامَ يقول: (إنّ مِن حُقوقِنا على شيعتِنا) وأداءُ حُقوقِ أهلِ البيتِ أمرٌ واجبٌ وليس مُستحَب

أمّا تخصيصُ الإمام للزهراء بالذِكرِ لها والدعاء بالانتقام مِن قتَلَتِها مِن بين سائرِ الأئمّة؛ فلأنّ الزهراء هي القيّمةُ على دينِنا، وهي القربانُ الأوّلُ مِن قرابين آلِ محمّدٍ لتحقيقِ مشروع اللهِ في الأرض،
ومُصيبةُ الزهراء هي فاتحةُ الرزايا والمصائبِ الّتي صُبّت على آلِ محمّد،
فالذين ظلموا الزهراء وقتلوها مِن رموزِ السقيفةِ المشؤومةِ هم الّذين أسّسوا ومهّدوا لِظلمِ آلِ محمّد، وصاروا أساسَ كُلِّ بليّةٍ جرت وتجري على أهلِ البيتِ إلى يومِك هذا

ولأنّ الزهراءَ أيضاً هي الأكثرُ مظلوميّةً بين سائرِ الأئمّةِ في مسألةِ الاستخفافِ بحقّها وإنكارِ إمامتِها،
ولِذا جعلها إمامُ زمانِنا أُسوةً له، إذ يقول في سياقِ حديثِهِ عن ظُلامِتِه وإنكارِ إمامتِهِ، يقول:
(وفي ابنةِ رسولِ اللهِ لي أُسوةٌ حسنة)

أئمَّتُنا جميعاً هناك في شيعتِهم مَن أنكر إمامتَهم، ولكن أغلبَ الشيعةِ تُقِرُّ بإمامتِهم، وحتّى إمامَ زمانِنا الشيعةُ يُقِرّون بإمامتِهِ وإن كان في الشيعةِ من يُنكِرُها،
أمّا الصدّيقةُ الكبرى فقد أنكر إمامتَها الأقربون والأبعدون!
فأكثرُ علماءِ الشيعةِ يُنكرون إمامتَها، فيقولون أنّ الزهراءَ معصومةٌ ولها منزلةٌ عاليةٌ ولكنّها ليست بإمام!
فهي أشدُّ الأئمّةِ ظُلامةً في مسألةِ إنكارِ الإمامة،
ولذا جاء تأكيدُ الأئمّةِ على مسألةِ الدعاء بالانتقامِ للزهراء والأخذِ لها بحقّها في مواطن عديدة، مِنها ما جاء في زيارتِها، حيثُ نقرأ فيها:
(السلامُ على البتولةِ الطاهرة، والصدّيقةِ المعصومة، والبرّةِ التقية، سليلةِ المصطفى، وحليلةِ المرتضى، وأمُّ الأئمةِ النُجباء،
الّلهُمّ إنّها خرجت مِن دُنياها مظلومةً مغشومة، قد مُلِئت داءً وحسرة، وكمَداً وغصّة، تشكو إليك وإلى أبيها ما فُعِل بها، الّلهُمّ انتقم لها وخُذ لها بحقّها..
)
[البحار-ج100]

❂ أيضاً ورد نفس هذا المضمون في كلماتِ إمامِنا الهادي، إذ يقول:
(الّلهُمّ وصلّ على الزهراء البتول، ابنةِ الرسول، أمّ الأئمّةِ الهادين، سيّدةِ نساء العالمين، وارثةِ خيرِ الأنبياء، وقرينةِ خير الأوصياء، القادمةِ عليك مُتألّمةً مِن مُصابِها بأبيها، مُتظلّمةً ممّا حلَّ بِها من غاصبيها، ساخطةً على أمّةٍ لم ترعَ حقّكَ في نُصرَتِها، بدليلِ دفنِها ليلاً في حُفرتِها،
المُغتصَبةِ حقَّها، والمُغصّصةِ برِيقِها، صلاةً لا غايةَ لأمَدِها ولا نهايةَ لمدَدِها ولا انقضاءَ لعددِها،
الّلهُمّ فتكفّل لها عن مكارهِ دارِ الفناءِ في دارِ البقاءِ بأنفسِ الأعواض، وأنلْها ممَن عاندها نهايةَ الآمالِ وغايةَ الأغراض، حتّى لا يبقى لها وليٌّ ساخِطٌ لسخَطِها إلّا وهو راضٍ، إنّك أعزُّ مَن أجار المظلومين وأعدلُ قاضٍ.
الّلهُمّ ألحِقها في الأكرام ببعلها وأبيها وخُذ لها الحقَّ مِن ظالميها
)
[مصباح الزائر]

هذا الانتقامُ الإلهيُّ للزهراء إنّما يتحقّقُ على يدِ إمامِ زمانِنا،
فإنّ اللهَ ينتقِمُ به لفاطمةَ وآلِها الأطهار مِن أعدائهم، كما يقولُ إمامُنا الصادق في معنى قولِهِ تعالى: {إنّهم يكيدونَ كيدا* وأكيدُ كيدا} قال:
(كادوا رسولَ اللهِ وكادوا عليّاً وكادوا فاطمة، فقال الله: يا محمّد، إنّهم يكيدون كيداً وأكيدُ كيدا، فمَهِّل الكافرينَ يا محمّدُ أمهِلهُم رُويداً لوقتِ بعثِ القائم، فينتقمُ لي مِن الجبابرةِ والطواغيتِ مِن قريشِ وبني أُميّةَ وسائرِ الناس)
[تفسير القمّي]

فإمامُ زمانِنا هو المُنتقِم مِن أعداءِ فاطمةَ وهو الّذي يُخرِجُ قتَلَتَها (الأوّل والثاني) ويُحرِقُهما، كما يقولُ رسولُ اللهِ في حديثٍ مُفصّلٍ له ليلة الإسراء، جاء فيه:
فقال اللهُ تعالى لرسولِهِ:
(وهذا القائمُ الّذي يُحلّل حلالي ويُحرِّمُ حرامي، وبه أنتقِمُ مِن أعدائي، وهو راحةٌ لأوليائي، وهو الّذي يشفي قُلُوبَ شيعتِك مِن الظالمينَ والجاحدين والكافرين، فيُخرجُ الّلاتَ والعُزَى طريّين فيُحرِقُهُما)
[كمال الدين]

ويُؤكّد هذا المعنى إمامُنا الباقر، إذ يقولُ لأحدِ أصحابِهِ:
(أما لو قام قائمُنا، لقد رُدّت إليه الحُميراء -يعني عائشة- حتّى يجلِدَها الحد، وحتّى ينتقمَ لابنةِ محمّدٍ فاطمة مِنها)

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture