كلبُهم

العالم ومن فيه فداء لكبدك الحرى الملتهبة بنيران العطش، وشفاهك الذابلة

أيقتل ظمانا حسين بكربلا وفي كل عضو من أنامله بحر

صيغَ قلبي عليٰ مقدارِ حُبِّهِمُ
فَما لِحُبِّ سِواهُمْ فيهِ مُتَّسَعُ

مَا لِـــي والـخَـــلقُ طُــــرًا
وأَنْا لِأَمِيرُ المُؤمِنينَ عَبْدًا

قال الإمام عليه السلام في الحديث: «إن الله تعالى خلق اسماً بالحروف غير مصوّت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالنسبة غير موصوف، وباللون غير مصبوغ بريء من الأمكنة والحدود، ومنفي عن الأقطار، محتجب عنه حس كل متوهم مستتر غير مستور)

بيان ذلك أن تلك الأسماء هي حقائقهم النورانية؛ كما في الحديث: «نحن الأسماء الحسنى" إلى آخره؛ فإنهم أسماء بالحروف غير مصوّت، و بالشخص غير مجسد؛ فالمرتبة النورانية من جملة المجردات الإمكانية، والنور عبارة عن الظاهر في نفسه والمظهر لغيره.

ولا يشبههم شيء من سائر الممكنات؛ لأن أنوارهم واسطة الجميع الفيوضات، محيطة بسائر الممكنات؛ لأن أنوارهم صلوات الله عليهم منزهة عن الزمان والمكان؛ لأنها مخلوقة قبل خلق الزمان والمكان، وهي بريئة ومنزهة عن الأمكنة والحدود، محتجب عنهم حس كل متوهم؛ إذ لا يعرف كنههم إلا الله؛ ولهذا قال لعلي : «يا علي ! لا يعرفني إلا الله وأنت ، ولا يعرفك إلا الله وأنا، وما عرف الله إلا أنا وأنت)

📚الكافي، ج ۱، ص ۱۱۲، : مرأة العقول، ج ۲، ص ٢٤

الحمد لهم صلوات الله عليهم

في الحديث عنهم صلوات الله عليهم : سبحان من خلق السماوات والأرض وما سكن في الليل والنهار لمحمد وآل محمد »

واللام للتخصيص والتمليك؛ ولأن من خلق الشي لأجله فهو له، والدنيا والآخرة لأجلهم خلقت وإليهم سلمت؛ فالدنيا والآخرة لهم من غير مشارك ولا منازع؛ وإن الكل عبيدهم وملكهم. وإنهم سادة الخلائق ومواليهم، والعبد لا يساوي سيده؛ فليس لهم في الخلق مشابه ولا مماثل ولا مقائس

📚 التهذيب، ج ۳،ص ٩٨ بحار الأنوار، ج ٩٥، ص ١٣٩.

عن تأثير مصيبة الحسين عليه السلام في الموجودات

فان كل خشوع وانكسار يعرض على أي موجود فهو من آثار مصيبته ، وهذا هو معنى بكاء السموات والارضين على هذا المظلوم . قال الشيخ أحمد الاحسائي في بعض مراثيه :

وطبق الدنيا مصاب حوى

لما سيأتي أبدا أو أتى

وقال في بعض مقالاته والحاصل أن كل شيء يبكي على الحسين تبكيه الرياح بهفيفها، والنار بتلهبها، والماء بجريانه وأمواجه وجوده، والشمس والقمر والنجوم بتغيراتها من حمرة وصفرة وكسوف وخسوف والجبال بارتفاعها وانهدادها، والجدران بتفطرها وانهدامها، والنبات بتغيره واصفراره ويبه، والافاق بتكررها واغبرارها وحمرتها وصفرتها، وتبكيه التجارة بخسارتها وكسادها، والعيون بتكدرها، والمعادن بفادها، والاسعار بغلائها، والاشجار بموتها وبقلة ثمرها وبسقوط ورقها وبيبس اغصانها واصفرار ورقها، اما سمعت بكاء الاواني حين تنكسر من الجيني والخزف

عن فضل أرض كربلاء

أن الصادق صلوات الله عليه قال : ان الله خلق هذه الارض قبل أن يخلق الخلق باربعة وعشرين الف عاماً

وافتخرت الكعبة على كربلاء فاوحى اليها الله ان قري فلولا كربلاء ما خلقتك. فكوني خاضعة ذليلة لأرض كربلاء.

وروي أيضاً انه اوحى الى الكعبة : ان وعزتي وجلالي ما فضلك فيما أعطيت ارض كربلاء الا بمنزلة الابرة التي غمست في البحر

وروي أنه إذا زلزل الله تبارك وتعالى - الأرض وسيرها رفعت كربلاء كما هي بتربتها نورانية صافية ، فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة، وأفضل مسكن في الجنة، لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون، أو قال : أولو العزم من الرسل، وأنها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض، يغشي نورها أبصار أهل الجنة جميعا، وهي تنادي : أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة

وهي أول ارض خلقها الله فقال لها : ايتها الارض المقدسة التي جعلتك مدفن الشهداء تكلمي بما فضلك الله ، فقالت : أنا أرض الله المقدسة المباركة. الشفاء في تربتي ومائي، ولا فخر، بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك، ولا فخر على من دوني

مَسئَلَةُ الدُّورِ جَرَتْ
بَیني و بینَ مَنْ أحِبّ

لولا مَشیبي ما جَفَتْ
لولا جَفاها لَمْ أُشِبْ

هُنَّ القواریرُ هذا قولُ سیِّدِنا
في وصفهِنَّ فرفقاً بالقواریرِ

خَلَقَ اللهُ آدمَ مِنْ تُرابٍ
فَهْوَ إبنٌ لَهُ و أنتَ أبوهُ

آه من الفراق

روى أمير المؤمنين عليه السلام يقول:

طوبى لمن كان عيشه كعيش الكلب ففيه عشر خصال، فينبغي أن تكون كلها في المؤمن، أولها ليس له مقدار بين الخلق وهو حال المساكين، وثانيها أن يكون فقيراً ليس له مال ويكون صفه المجردين، وثالثها ليس له مأوى معلوم والأرض كلها بساط له وهو من آداب المتوكلين، ورابعها أكثر أوقاته جائعاً وهو من آداب الصالحين، وخامسها إن ضربه صاحبه لايترك بابه وهو من علامات المريدين، وسادسها لاينام من الليل إلا اليسير وذلك من صفات الخاشعين، "وسابعها أن يُطرد ويُجفى ثم يُدعى فيجيب ولايحقد وذلك من علامات العاشقين"، وثامنها أكثرعمله السكوت وذلك من علامات المرتاضين، وتاسعها يرضى بما يدفع إليه صاحبه وهو حال القانعين، وعاشرها إذا مات لم يبق له شيئ من الميراث وهو

📚مناقب الزاهدين. (عجائب الملكوت ص297/ الكتاب المبين ج2 ص80)

عن أبي بصير قال: دخلت على موالينا أبي عبد الله الصادق وأبي جعفر الباقر صلوات الله عليهما فقلت لهما: أنتم ورثة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
قالا: نعم قلت: فرسول الله (صلى الله عليه وآله) وارث الأنبياء علم كلما علموا؟
فقالا لي: نعم فقلت: أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الأكمه والأبرص؟

فقالا لي: نعم بإذن الله، ثم قال مولانا الباقر صلوات الله عليه: ادن مني يا أبا محمد فمسح يده على عيني ووجهي

فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شئ في الدار،

قال: (ثم قال لي:) أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة؟ أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا؟
قلت: أعود كما كنت، قال: فمسح على عيني فعدت كما كنت.

📚مدينة المعاجز ج٥ ص٤٨

متباركين بولادة حجة الله الإمام الباقر صلوات الله علیه


أضاء وجه العلم والرسوم بنور وجه باقر العلوم

إذ هو شمس مشرق الحقائق وبدره المشرق بالدقائق

وكعبة العلم ومستجارها بل في فناء بابه قرارها

ومشعر التوحيد والشهود بل مشرع الحياة والوجود

بل هو ماء الحيوان الجاري فإنه سر الوجود الساري

رقيقة الحقيقة الكلية حقيقة الرقائق العلوية

فأنا أنادي إلهي و ربي وسيدي من مهوى عوالم الطبيعة ، و ذل هذه المخازي الفضيحة وأقول : إلهنا وعزتك وجلالك ، وبهائك و جمالك ، لو كان لي جلد على عذابك ، و طاقة على انتقامك ، لما سألتك العفو عني عن هذه الفضائح الشنيعة ، والقبائح الفظيعة ، بل سألتك عذابي ونكالي ، ورضيت بشدتي وسوء حالي ، سخطاً على نفسي بما جنت في صفقتها ، وأقبلت عليها وأدبرت معرضة عنك في طاعتها ، ولكنك يا مولاي في سعة عفوك وطول أناتك وجميل سترك ، عودت هؤلاء الطغاة اللئام من أمثالي أن يطمعوا في نجاتهم ، بعد هذه العظائم ، ويرجومنك الستر عن هذه الجرائم ، لأن هذه الدنيا مع ضيقها ، و بعدها عن مقام لطفك وعوالم قربك ، ظهر فيها من حلمك وسترك وكرمك ما يسعنا و يشملنا فكيف بعواله الآخرة التي جعلتها دار كرامتك ، و أشرقت فيها سبحات و جهك ، و تلألأ فيها أنوار جمالك ، فبعظيم عفوك ، و واسع رحمتك ، و جميل صفحك ، نلتجي، إليك من هذه المهالك المردية، والأحوال الردية .

وإن كانت ذنو بنا قد أخلقت وجوهنا عندك ، و عيوبنا قدسودتها لديك ، فبنور وجوه أوليائك نتوجه إليك ، وبكريم مقامهم نتوسل إليك ، في أن تعاملنا بعفوك العظيم ، و فضلك القديم، ولا تفضحنا على رؤوس الأشهاد ، فانك قد أحسنت إلينا في الدنيا إذسترتنا عن عبادك الصالحين ، فأدم الناما به سترتنا يوم القيامة عن أنظار العالمين ، وقد بلغنا عن أوليائك في تفسير جميل السفر من صفاتك ، أنك تستر فضائح أعمال عبادك عنهم ، لئلا يتنغص عليهم التنعيم بنعمك من الخجل ، وبلغنا في تحقيق كريم العفو، أنك تعفو عن الذنوب وتبدلها بأضعافها من الحسنات ، فبكرمك وعفوك نرجوك ، و بجميل سترك تؤملك ، و أنت عند حسن ظن عبدك بك ، فلا نويسنا من رحمتك ، ولا تقطع رجائي من رأفتك ، وإن قل حيائي منك فارحمني ، وقد لزق بقلبي دا ليس له دواء إلا منك ، فصرت مضطراً إليك ، ومن يجيب المضطر غيرك ، ويكشف السوء عنه سواك ، وصلى الله على محمد و آله الطاهرين ماشاء الله لا قوة إلا بالله العلي العظيم

قال الجليل : عبدي أما كنت لك خالقاً رازقاً ، ومنعماً مراقباً أما كنت لك حافظاً ، كنت تنام على معصيتي وأحفظك في نومتك هذه عن أعدائك ومكارهك كلها ، وأنت تعصيني بنعمي عليك ، و أنا أنعمك بما تعصي به علي ، فما وجه اختيارك غيري علي ؟ أكان غيري أنعم عليك مني فمن جهة نفعك اخترته ؟ أو كان أقوى مني فلاجل خوفك التنقيته ؟ أو كان حاضراً عندك و كنت غائباً فمن حضوره استحييته ، أليست الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ، والنعم كلها من فعلي .

ألست أنا أغنى الأغنياء ، ولا غني غيري ، أوليس الخلق كلهم فقراء و ليس في الوجود فقير غيرهم ؟ .

أما وهبت لك ما تعرف به الخطاء من الصواب ، أما أرسلت إليك رسلا منذرين ومبشرين ، وأوليا، هادين بعدها دين. أما أنزلت كتباً لهدايتك ، وحذرتك من عدوك إبليس ؟ فيا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون ، فما كان في ذلك كلم ما يحببني إليك أوما يرضيك عني ؟ أوما يلجئك إلى طاعتي ؟ أوما وجدت أهون مني فعصيتني بعين نعمي عليك في حضوري فيما هو صلاحك وسعادتك ؟ وأطعت عدوي و عدوك فيما فيه فسادك وهلاكك ، فيا بؤساً للمحرومين من رحمتي ، و يا بعداً لمن أطاع غيري بمعصيتي

نسألكم الدعاء

ضحكة أورثت ندماً

نقل في أحوال أحد العباد أن شخصاً رآه راكعاً في الهواء البارد وكانت الثلوج تهطل عليه بقوة، وبعد أربع ساعات عاد الشخص فرآه على ركوعه وقد تراكمت الثلوج على ظهره...

وبالرغم من ذلك قيل إنه بقي طويلاً ينازع الموت حتى فاضت روحه.. وفي أحد المنامات رآه أحدهم، فسأله قائلاً:

كنت رجلاً عابداً، فلماذا عانيت كل هذه الشدة والصعوبة عند احتضارك ؟ فأجاب سبب ذلك، كنت قد ضحكت بصوت عالٍ في حرم الإمام الرضا عليه السلام مرتين..

یا آیةَ اللهِ یامَن فضلُهُ بسقا
حتّی سَما کَتِفاً لِلْمُصطَفَی وَ رَقَا

کتابُ فضلِکَ لا تَکفِي البِحارُ لِمَنْ
یَبُلُّ أنمُلَةً فِي عَدِّهِ وَرَقا

إلهي ، أنا في هذه الدنيا غريب ، فارحمني

اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي

الضهور الناسوتي للسيدة فاطمة عليها السلام

كان للزهراء (عليها السلام) نورين:
الأول: نور كيانها حينما خلقها اللّه على هيئة النور قبل أن يخلق العالم.
الثاني: نورها الظاهري و هو الذي شعّ حين ولادتها فملأ أرجاء العالم بأسره حتى أشرقت السموات و الأرض بذلك النور. و هذا النور كان يزدهر كل يوم ثلاث مرات بألوان مختلفة كالأبيض و الأصفر و الأحمر في نواحى المدينة المنورة، و كان ينير بيوت المدينة بين الحين و الآخر كما أنه ازدهر للناس في عدة مناسبات

روى الشيخ محمد علي الكرمانشاهي: لما أراد اللّه تعالى أن يخلق خلقا ليظهر سر «كنت كنزا مخفيا» و يعرّف نوره على الموجودات بلا ستر و غطاء فيكون هذا النور هاديا للمخلوقات على ذلك الكنز الخفي،

فخلق فاطمة الزهراء (عليها السلام) من نوره في بحار معرفته و هذه البحار قد تجلى في نور فاطمة (عليها السلام)، و جعل اللّه تعالى هذا النور الحقيقي في مقام قربه.فناداها يا أمتي! فقالت: لبيك، يا إلهي و سيدي و خالقي و رازقي و محيي و مميتي. قال اللّه عز و جل: خلقتك لأجلي و خلقت الأشياء لأجلك. أنت الحبيبة و أنت المحبوبة، و أنت خيرتي من خلقي، و أنت الكنز التي خلقتك لكي تعرّفني الخلق، و الخلق كلهم عبيدك. لولاك لما خلقت الأفلاك و ما بينها و ما تحتها و ما فوقها إلى يوم القيامة.
فناداها اللّه تعالى ثانيا: «لولاك لما أعرف و لما خلقت الخلق. يا بضعه حبيبي و يا منوّرة أرضي و سمائي و جنتي، أقبلي». فأقبلت نحو الخلائق لهدايتهم. و قال:
«أدبري». فأدبرت. فإقباله عين إدباره و إدباره عين إقباله، و هو بمعنى أن كل الجهات وجه اللّه، فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه

ورد في إحدى الروايات

«بيت فاطمة سقفه عرش الرحمن»، وإذا
كان سقف بيت فاطمة عرش الرحمن، فما يكون هذا البيت؟ وإذا كنا لا
ندري ما هو البيت، فهل سنعرف من يكون ساكنه؟ كان رسول الله ،
في أحد الأيام، ينظر إلى باب بيت فاطمة ويطيل النظر، فقال له أحد
أصحابه : أراك بأبي وأمي تطيل النظر لباب فاطمة صلوات الله وسلامه
عليها، فقال : «إعلم وكن عاقلاً لما سأقول، أطيل النظر لهذا الباب
لما احتوى من كنوز وأسرار». فما هو أيسر هذه الكنوز؟ «أيسرها
الاستئذان وأعسرها تطوش له العقول. ولكن، ممن يكون الاستئذان؟
عندما ندخل أي حرم أو مقام نأخذ الإذن من الله قائلين: بإذن الله وبإذن
رسوله... لذا إن أردت الدخول إلى بيت فاطمة، عليك أن تطلب الإذن من
الله بالدخول، كأيسر ما يمكن فعله حتى لو كنت ملكاً من الملائكة،
وحتى لو كنت جبرائيل نفسه! فقد كان جبرائيل إذا أراد أن ينزل الوحي
على رسول اللہ وهو في بيت فاطمة ، يأخذ الإذن ويقول: يا
رسول الله، استأذن لي من فاطمة حتى أدخل. يا للعجب، يستأذن الأمين
جبریل نفسه للدخول إلى دار فاطمة، ولكن، ما الذي فعله ذلك اللعين
بذاك الباب ومن وراءه؟ وعندما أتى عزرائيل إلى بيت فاطمة ساعة
استشهاد رسول اللہ ، طرق الباب ليدخل، ولكنها لم تسمح له
بالدخول، بل أنكرته وكأنها لا تعرفه . وحين استفاق رسول الله من غشيته
قال: يا فاطمة، أوتدرين من بالباب؟ هذا عزرائيل، دعيه يدخل. لو لم
يطلب منها رسول اللہ أن تدخله، لما سمحت له بالدخول. فليس أياً
كان يدخل إلى هذا البيت ويسمح له بمعرفة أسراره.

بالعودة إلى الرواية التي تقول إن «بيت فاطمة سقفه عرش الرحمن»،
إنها لرواية عظيمة وجليلة لا يعقلها إلا العالمين وذوي الألباب، جعلنا الله
منهم. وقد قال رسول الله لأمير المؤمنين صلى الله عليهما وآلهما: «لولا
أنك بعلها لأمرتك بما أمرني الله به أن لا تدخل حجرتها إلا بإذن منها»،
فإنها نورانية السماوات، ملكوتية الأرض، متظللة النور. وبالتالي، ليس
أياً كان يسمح له بالدخول إلى بيتها وإلى مجالسها ومحافلها النورانية،
وليس أياً كان يفهم ما يسمعه، فماذا يعني حوراء إنسية؟ كثيرون يظنون أن
فاطمة امرأة عادية كباقي النساء، وليست معرفتهم هذه إلا على قدر
عقولهم الضعيفة والعاجزة. إن فاطمة * هي نبع الأسرار التي تطوش
منه العقول، فحقيقة بدنها الذي تنزلت به إلى الدنيا مختلفة عن حقيقة
أبدان البشر. عندما سأل جابر بن يزيد الجعفي إمامنا الصادق :
«مولاي لم سُميت فاطمة الزهراء بالزهراء؟ قال: لأن الله خلقها من نور
عظمته فلما أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها وغشيت أبصار
الملائكة لم تعد ترى من نورها وخرت الله سجداً وقالت : إلهنا وسيدنا
مم هذا النور؟ فأوحى إليها : هذا نور من نوري أسكنته في سمائي، خلقته
من عظمتي، أخرجه من صلب نبي من أنبيائي أفضله على جميع الأنبياء
وأخرج من
من ذلك النور أئمة يقومون بأمري، يهدون إلى حقي وأجعلهم
خلفاء في أرضي عند انقضاء وحيي»

قال الأمام «وإنما سُميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها، ما
الليلة لا تنزل على أي كان، فحتى من يتوصل إلى معرفة شيء عنها
صلوات الله عليها إنما يتعرف على شيء من شعاعها، فقد فطمنا عن
معرفتها ولكن الموالين حقاً لم يفطموا عن محبتها.
تقول الرواية إنه بينما كان رسول الله في الجنة، وإذا به يرى نوراً قد
شع الجنان. سأل: نور من هذا؟ فقيل له : هذا نور خادمة من خدام
فاطمة صلوات الله وسلامه عليها، فهو نور فوق الوصف والتعبير . يقول
رسول اللہ : «فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبي»والله تعالى يقول
في كتابه الكريم : (نزل به الروح الأمين (ب) على قلبك»، أي نزل القرآن على
قلب رسول الله وعلى روحه، وقد تبين من الرواية السابقة أن قلب
رسول الله وروحه هي فاطمة ، ولكنها تعينت وظهرت في العالم
الخارجي بصورة امرأة. وعندما يأخذ الانسان علومه ومعارفه، يرجع إلى
قلبه وباطنه، فالقلب أمير البدن. فمن هي، إذاً، تلك الموجودة التي
كـانـت قـلـب رسول الله وروحه؟ يقول الإمـام الـصـادق بـحـق جـدتـه
فاطمة : «وعلى معرفتها دارت القرون الأولى»، فكل الأنبياء
والأولياء منذ القرون الأولى، كانوا يريدون أن يعرفوا من هي فاطمة.
إذا أصيب أحد منكـم بـهـم أو غم وأراد أن يفرج الله عنه فليكرر
القول: «اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
بعدد ما أحاط به علمك». وكلما كرر هذه الكلمات التي تستبطن الأسرار، كلما انفرج همه،

روي أن الحسن عليه السلام قال يوماً لجده أيجتمع محبتان في قلب واحد؟ فقال لا يا بني، فقال أتحب أبي ؟ قال نعم قال أفتحب أمي ؟ قال نعم، قال أفتحب أخي ؟ قال نعم، قال أفتحبني أنا ؟ قال نعم قال أفتحب الله تعالى؟ قال نعم، قال الحسن عليه السلام فكيف اجتمعت هذه المحبات كلها وأنت قلت لا يجتمع محبتان في قلب واحد، فقال له يا بني إن حبكم يرجع إلى حب الله تعالى في قطب القلب وحبكم كالخطوط التي هي حوله

روى إن الرجل الذي كان يضحك منه فرعون لما تشبه بموسى في الملبس ودخل على فرعون يقلد على موسى في أقواله وأفعاله وقد غضب منه موسى؛ ولما أغرق الله فرعون وجنوده وكان فيهم ذلك الرجل فلم يغرقه الله سبحانه، فقال موسى يا رب إن هذا الرجل أغاظني فلم لم تغرقه ؟ فقال يا موسى إنه تشبه بك في الثياب والكلام فأنجيته لما تشبه بأحبابي

ما روي عن الصادق صلوات اللّه علیه قال : إن العبد لفي فسحة من أمره ما بينه وبين أربعين سنة، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى الله إلى ملائكته إني قد عمرت عبدي عمراً فغلظا وشدّدا وتحفظا، واكتبا عليه قليل عمله وكثيره وصغيره وكبيره


ما معنى هذا التشديد عليه؟ وما كان التخفيف عنه قبل الأربعين؟

يجوز أن يكون ذلك التخفيف إشارة إلى ما روي من أن الملك الذي اسمه رقيب وهو كاتب الحسنات يقول لعتيد، وهو كاتب السيئات : إذا فعل العبد سيئة ارتقبه لعله يتوب فيرتقبه سبع ساعات، فإن تاب وإلا كتبها عليه، فيكون هذا الانتظار والارتقاب فيما قبل الأربعين.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعليٍ عليه السلام:
يا عليّ أن محبيك يفرحون في ثلثِ[ثلاثِ] مواطن عند خروج نفسهم، وأنْتَ هُناك تشهدهم، وعند المسائلة في القُبور، وأنْتَ هُناك تلقاهم، وعند العرض على اللّهِ، وأنْتَ هُناك تعرفهم

الانكسار والذل وزوال البطر والفرح والأشر الذي هو مبدأ الطغيان والغفلة عن الله، ولا تنكسر النفس ولا تذل بشيء كما تذل بالجوع فعنده تستكين لربها وتخشع له وتقف على عجزها وذلها إذ ضعفت منتها وضاقت حيلتها بلقيمة طعام فاتتها، وأظلمت عليها الدنيا بشربة ماء تأخرت عنها، وما لم يشاهد الإنسان ذل نفسه وعجزه لا يرى عزة مولاه ولا قهره، وإنما سعادته في أن يكون دائماً مشاهداً نفسه بعين الذل والعجز ومولاء بعين العز والقدرة والقهر فليكن دائماً جائعاً ذليلاً مضطراً إلى مولاء، مشاهداً للاضطرار بالذوق، ولذلك لما عرض على رسول الله له الدنيا وخزائنها فقال : لا بل أجوع يوماً وأشبع يوماً فإذا جعت صبرت وتضرعت وإذا شبعت شكرت

أو كما قال والبطن والفرج باب من أبواب النار وأصله الشبع، والذل والانكسار باب من أبواب الجنة وأصله الجوع ومن أغلق باباً من أبواب النار، فقد فتح له باب من أبواب الجنة بالضرورة لأنهما متقابلان كالمشرق والمغرب فالقرب من أحدهما بعد من الآخر

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أحيوا قلوبكم بقلة الضحك والشبع، وطهروها بالجوع تصفو وترق

ويقال : مثل الجوع مثل الرعد، والقناعة كالسحاب، والحكمة كالمطر.

وقال : من أجاع بطنه عظمت فكرته وفطن قلبه».

وقال ابن عباس : قال النبي : من شبع و نام قسا قلبه،
ثم قال : إن لكل شيء زكاة وزكاة البدن الجوع

وقال الشيلي: ما جعت الله يوماً إلا رأيت في قلبي باباً مفتوحاً من الحكمة والعبرة ما رأيته قط،

وليس يخفى أن غابة المقصود من العبادات الفكر الموصل إلى المعرفة والاستبصار بحقائق الحق، والشبع يمنع منه والجوع يفتح بابه، والمعرفة باب من أبواب الجنة، فبالحري أن يكون ملازمة الجوع قرعاً لباب الجنة ولهذا قال

لقمان لابنه : يا بني إذا امتلات المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة.

وقال أبو يزيد الجوع سحاب فإذا جاع العبد أمطر القلب الحكمة ...

قال النبي : نور الحكمة الجوع، والبعد من الله الشيع، والقربة إلى الله حب المساكين والدنو منهم. لا تشبعوا فينطقي نور المعرفة من قلوبكم ومن بات يصلي في خفة من الطعام بانت الحور العين حوله حتى يصبح

رقة القلب وصفاؤه الذي به يتهيأ لإدراك لذة المناجاة والتأثر بالذكر فكم من ذكر يجري على اللسان مع حضور القلب ولكن القلب لا يلتذُّ به ولا يتأثر عنه حتى كان بينه وبينه حجاباً من قساوة القلب، وقد يرق في بعض الأحوال فيعظم تأثره بالذكر وتلذذه بالمناجاة، وخلو المعدة هو السبب الأظهر فيه،

قال أبو سليمان: أحلى ما تكون إلي العبادة إذا الصق بطني بظهري .

اِلهى اَمَرْتَنى فَعَصَيْتُكَ، وَنَهَيْتَنى فَارْتَكَبْتُ نَهْيَكَ، فَاَصْبَحْتُ لا ذا بَرآءَة لى فَاَعْتَذِرُ، وَلاذا قُوَّة فَاَنْتَصِرَُ، فَبِأَىِّ شَىء اَسْتَقْبِلُكَ يا مَوْلاىَ، اَبِسَمْعى اَمْ بِبَصَرى، َاْم بِلِسانى، اَمْ بِيَدى اَمْ بِرِجْلى، اَلَيْسَ كُلُّها نِعَمَكَ عِندى، وَبِكُلِّها عَصَيْتُكَ يا مَوْلاىَ، فَلَكَ الْحُجَّةُ وَالسَّبيلُ عَلىَّ، يا مَنْ سَتَرَنى مِنَ الاْباءِ وَالاُْمَّهاتِ اَنْ يَزجُرُونى، وَمِنَ الْعَشائِرِ وَالاِْخْوانِ اَنْ يُعَيِّرُونى، وَمِنَ السَّلاطينِ اَنْ يُعاقِبُونى، وَلَوِ اطَّلَعُوا يا مَوْلاىَ عَلى مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنّى اِذاً ما اَنْظَرُونى، وَلَرَفَضُونى وَقَطَعُونى، فَها اَنَا ذا يا اِلهى بَيْنَ يَدَيْكَ يا سَيِّدى خاضِعٌ ذَليلٌ، حَصيرٌ حَقيرٌ، لا ذُو بَرآءَة فَاَعْتَذِرَ، وَلا ذُو قُوَّة فَاَنْتَصِرَُ، وَلا حُجَّة فَاَحْتَجُّ، بِها، وَلا قائِلٌ لَمْ اَجْتَرِحْ، وَلَمْ اَعْمَلْ سُواً، وَما عَسَى الْجُحُودُ وَلَوْ جَحَدْتُ يا مَوْلاىَ يَنْفَعُنى، كَيْفَ وَاَنّى ذلِكَ وَجَوارِحى كُلُّها شاهِدَةٌ عَلَىَّ بِما قَدْ عَمِلْتُ، وَعَلِمْتُ يَقيناً غَيْرَ ذى شَكٍّ اَنَّكَ سآئِلى مِنْ عَظائِمِ الاُْمُورِ، وَاَنَّكَ الْحَكَمُ الْعَدْلُ الَّذى لا تَجُورُ، وَعَدْلُكَ مُهْلِكى، وَمِنْ كُلِّ عَدْلِكَ مَهْرَبى، فَاِنْ تُعَذِّبْنى يا اِلهى فَبِذُنُوبى بَعْدَ حُجَّتِكَ عَلَىَّ، وَاِنْ تَعْفُ عَنّى فَبِحِلْمِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ،

حبيبي حسين 💔💔

الإمام الحسن العسكري (عَلَيْهِ‌ السَّلام)

ما أقْبَحَ بِالمُؤْمِنِ أنْ تَکونَ لَهُ رَغْبَةٌ تُذِلُّهُ.

📚تحف العقول، الصفحة ٤۸۹

تنها به شوقِ کرب‌ و‌ بلا می‌کشم نفس
دنیای بی حسین به دردم نمیخورد...

على كد حالي احلم

مولاي من لي غيرك

الإمام الرضا (عليه السلام):

ما زارني أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا تشفعت له يوم القيامة

أيُّها الراجي لُقاهُ في المماتْ
كُلُّ مَوتٍ فيهِ لُقياهُ حياةْ
ليتَما عُجِّلَ بي ما هو آتْ
علَّني ألقى حياتي في الرّدى
فائِزاً منهُ بأوفى النِعَمِ

فما عذري ان لم أبكك

قال الامام الصادق صلوات الله عليه :
وحق لي أن أبكيك،
وقد بكتك السماوات والأرضون والجبال والبحار،

فما عذري ان لم أبكك

وقد بكاك حبيب ربي، وبكتك الأئمة صلوات الله عليهم، وبكاك من دون سدرة المنتهى إلى الثرى جزعا عليك...

📚كامل الزيارات : ص ٤٠٩

لو قطر قطرة من دمعه في الأرض لبقيت المجاعة الى يوم القيامة

وكأن فؤادي قد وهى مني، وكأن السماء وقعت على الأرض !!!

فكيف الدمعة على الحسين صلوات الله عليه

ايها الاخوان نكتفي هٰهنا بهذا
الحديث الشريف المختصر،

قال النبي صلى الله عليه وآله و انّ
للحسين -علیه السلام- في قلوب
المؤمنين معرفة مكتومة لوْ تأمِّلْنا
لكفانا فاشتغلوا للبكاء

📚بشارة الباکین،

مولاتي فاطمة... 💔

عن هند بنت الجون قالت: لما نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بخيمة أم معبد، توضأ للصلاة، ومج ماء في فيه على

عوسجة يابسة، فاخضرت وأنارت وظهر لي خضر ورقها، وحسن حملها، وكنا نتبرك بها، ونستشفي بها للمرضى . فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذهبت بهجتها ونضارتها . فلما قتل أمير المؤمنين عليه السلام انقطع ثمرها .

فلما كان بعد مدة طويلة أصبحنا يوماً وإذا بها قد انبعث من ساقها دم عبيط، وورقها ذابل يقطر منه مثل ماء اللحم، فعلمنا أنه حدث حدث عظيم ، فبتنا ليلتنا مهمومين فزعين نتوقع الداهية .

فلما أظلم الليل علينا سمعنا بكاء وعويلاً من تحتها ووجبة شديدة وضجة ورجة، وصوت باكية تقول: يا ابن النبي، يا ابن الوصي، ويا ابن البتول، ويا بقية السادة الأكرمين. ثم كثرت الرنات والأصوات ولم أفهم كثيراً مما يقولون، فأتانا بعد ذلك قتل الحسين عليه السلام

ويبست الشجرة، وجفت، وذهب أثرها

@AjH_IBoT