------------------------------------
جانبٌ مِن احتجاجِ الصِدّيقةِ الكُبرى على أقطابِ السقيفةِ المشؤومةِ بخُصوصِ غصبِهِم لِحقِّها
:
(يا بن أبي قحافة، أفي كتابِ اللهِ أن تَرِثَ أباكَ ولا أَرِثُ أبي؟! لقد جئتَ شيئاً فريّا.. أفَعَلى عَمْدٍ تركتُم كتابَ اللهِ ونبذتموهُ وراءَ ظُهُورِكم إذ يقول: {ووَرِثَ سُليمانُ داود}؟!
وقال فيما اقتصَّ مِن خبرِ يحيى بن زكريا إذ قال: ربِّ {هَب لي مِن لدنكَ وليّاً يرثُني ويَرِثُ مِن آلِ يعقوب}
وقال: {وأُولوا الأرحامِ بعضُهُم أولى ببعضٍ في كتابِ الله}
وقال: {يُوصيكُم اللهُ في أولادِكُم للذكرِ مِثلُ حظِّ الأُنثيين}
وقال: {إن ترك خيراً الوصيّة للوالدينِ والأقربينَ بالمعروفِ حقّاً على المُتّقين}
وزعمتم ألّا حظوةَ لي ولا أَرِثُ مِن أبي ولا رَحِمَ بيننا؟! أفخصَّكُمُ اللهُ بآيةٍ أخرج مِنها أبي "صلّى اللهُ عليه وآلِهِ"؟!
أم هل تقولون أنَّ أهلَ مِلَّتَين لا يتوارثان؟!
أولستُ أنا وأبي مِن أهلِ مِلّةٍ واحدة؟!
أم أنتم أعلمُ بخُصوصِ القُرآنِ وعُمُومِهِ مِن أبي وابن عمّي؟!
فدونكها مخطومةً مرحولةً -خُذها واركبَها إلى جهنَّم- تلقاك يومَ حشْرِك، فنِعْمَ الحَكَمُ اللهُ والزعيمُ مُحمّدٌ والموعِدُ القيامةُ وعند الساعةِ يخسَرُ المُبطِلون ولا ينفعُكُم إذ تَندَمُون ولكُلِّ نَبَأٍ مُستَقَر وسوف تعلمون مَن يأتيهِ عذابٌ يُخزيهِ ويحِلُّ عليه عذابٌ مُقيم..)
:
الَّلهُمَّ صَلِّ على الزهراءِ البتولِ ابنةِ الرسول، أُمِّ الأئمّةِ الهادين وسيّدةِ نساءِ العالمين، وارثةِ خَيْرِ الأنبياء، وقرينةِ خَيْرِ الأوصياءِ، القادمةِ عليكَ مُتألّمةً مِن مُصابِها بأبيها، مُتظلِّمَةً مِمَّا حَلَّ بها مِن غاصبيها، ساخطةً على أُمّةٍ لم تَرْعَ حَقَّكَ في نُصرَتِها.. بدليلِ دفنِها ليلاً في حُفْرَتِها،
المُغتَصَبةِ حَقُّها، المُغَصَّصةِ بريقِها.. صَلاةً لا غايةَ لأَمَدِها، ولا نِهايةَ لِمَدَدِها، ولا انقضاءَ لِعَدَدِها،
الَّلهُمَّ فتَكفَّل لها عن مَكارِهِ دارِ الفناءِ في دارِ البقاءِ بأنْفَسِ الأعواض، وأنلْها مِمَّن عاندها نهايةَ الآمالِ وغايةَ الأغراض، حتّى لا يبقى لها وليٌّ ساخِطٌ لِسَخَطِها إلّا وهو راضٍ.. إنّك أعزُّ مَن أجار المظلومِينَ، وأعدلُ قاضٍ،
الَّلهُمَّ وألحِقها في الأكرامِ ببعلِها وأبيها، وخُذ لها الحقَّ من ظَالِميها..