📻🎤 نفــحــ💖 ـات إيـمانـيـة 🎤📻

🌕من مغرب يوم الخميس إلى مغرب يوم الجمعة كل ثانية فيها خزائن من الحسنات فاغتنموها بالصلاة على النبي 📿..🌴

📍اللهمّ صلّ علىٰ سيّدنا محمّدٍ وعلىٰ آلٰه.وصحبه.أجمعين.🌴
أغسلوا بالصلاة والسلام على النبي 📿 ذنوبكم، وأذهبوا بها همومكم، عطّروا بها الأنفاس، وطيّبوا بها الأفواه، ونوّروا بها المجالس.
📍صلوا عليه وسلموا.تسليما.‏ 📿 🌴

••
#سورة_الكهف 🍂🌺
وما الجمعة إلا عيدٌ لقلبك ، رتّل آيات الكهف ، صَلّ وسلّم على سيدنا وحبيبنا النبي الكريم مُحمد ، وابعث دعواتك إلى ربك ! 🌺

" #ربي ..
وأيُّ ملاذٍ إلا إيَّاك
وأيُّ مهربٍ مِن وعثَاء الدرب إلا وأنْت وجهَته
وأيُّ بُكاء رنَّح القَلْب إلا وأنْت سِلوتَه

أنَا مِنك وإلَيْك، قَلْبي بَيْن يَديك، مُدَّه بحَبل مِنك، أمِّن حنَاياه بواسِع مَنِّكَ، واهدِه إلَىٰ رضَاك"

#اللهم_جبرا منك يا ودود يا رحيم يا جبار.. لقلوبنا وقلوب أحبتنا وكل من نرجو لهم الخير وكل من أوصانا بالدعاء
جبرا لعبادك المكسورين المحزونين المظلومين المقهورين أجمعين يا سميع الدعاء

وأما على مستوى الفتوحات الإسلامية
فإن من أهم الفتوحات الإسلامية بعد عصر السلف هي:
ـ فتح بيت المقدس على يد القائد الأشعري صلاح الدين الأيوبي رحمه الله والذي دحر الصليبيين في هذه المعركة العظيمة. يجدر التنبيه إلى أنه كان يؤسس لهذه المعركة قبل سنوات طويل بتنشئة أهل العلم الصالحين حتى تهيأت نفوس المسلمين لهذه المعركة التي نصرهم الله بها.
ـ معركة عين جالوت والتي خاضها القائد الأشعري (قطز) ضد التتار المغول الذين عاثوا في الأرض فسادا، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أننا سنقاتل الترك وأغلب الشروح على أنهم المغول فهي مطابقة لأوصافهم، والقائد قطز رحمه الله كان شيخه وموجهه سلطان العلماء العز بن عبد السلام رحمه الله وهو من أئمة الأشاعرة المعروفين
ـ فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح رحمه الله وهو ماتريدي العقيدة وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه المعركة ومدح قائدها وجيشها (الَتُفتَحَنَّ القُسطَنطينيَّةُ فنعمَ الأميرُ أميرُها ونعم الجيشُ ذلك الجيشُ) فكيف يمدح النبي صلى الله عليه وسلم من عقيدته فاسدة كما ترسخ في أذهان البعض ؟!

وأخيرا:
ماذا يراد من هذا المخطط الذي يهدف إلى إسقاط العقيدة الأشعرية والماتريدية والتي تشكل أكثر من خمس وثمانين بالمئة من هذه الأمة ؟
المقصود أيها الإخوة من إسقاط هذه العقيدة بعلمائها الذين حملوا راية الإسلام من قرآن وسنة وفقه ولغة وفتوحات ... هو إسقاط الأمة بأكملها .
والطعن بعلمائها الذين شهدت لهم الأمة بالصلاح والقبول والإمامة في الدين هو محاولة لهدم الدين كله
ولكن هيهات هيهات للطاعنين في هذه العقيدة أن يسقطوها، فكانت ولا زالت وستبقى راسخة حاملة لراية الدين شاء من شاء وأبى من أبى .

فالحذر الحذر إخواني من الانجراف إلى هذه الفتن والطعن بأئمة الدين وترديد ونقل كلام لم تتحقق منه عن هذه العقيدة عقيدة أهل السنة والجماعة.

كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه:
سامر بن حسان الدبس

[ من هم أهل السنة ؟ ]

أهل السنة ثلاث مدارس باتفاق جماهير العلماء سابقا ولاحقا وهم [الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث]
ومعنى أنهم من أهل السنة أنهم يعتبرون سنة النبي صلى الله عليه وسلم مصدرا تشريعيا أساسيا بعد القرآن الكريم وهم يشكلون سواد هذه الأمة وأكثر هذه الأمة خلافا لغيرهم من الفرق الأخرى والتي هي فرق صغيره تخرج في كل عصر ثم تزول.
والدليل على ذلك الأحاديث التي تشير إلى التمسك بالجماعة وسواد المسلمين الأعظم ومنها حديث (تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ) أخرجه البخاري ومسلم.

وكم سمعت من بعض الشباب الغيور على الدين ممن يطعن بعقيدة الأشاعرة والماتريدية فأسأله ماذا تعرف عن هذه العقيدة؟
فإما أنه لا يعلم شيئا ولم يقرأ من كتبهم شيئا، وإما أنه ينقل كلاما مكذوبا عليهم وهذا قد رأيته كثيرا للأسف .

وقد يظن الظان أن الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث فرق مختلفة، وهذا تصور خاطئ، فهم عقيدة واحدة متفقون على أصول الدين وإنما يختلفون في بعض الجزئيات في المسائل العقدية والتي لا تؤثر على أصل الإيمان.
وربما أهم مسالة اختلف فيها الأشاعرة والماتريدية عن أهل الحديث أنهم يجيزون التأويل في بعض ما ورد مما نسب الله لنفسه من صفات أو أفعال، وهذا خلاف لا يضر في أصل العقيدة، فمن السلف من أول في بعض الآيات مما نسب الله سبحانه وتعالى لنفسه. ولي بحث لمّا أتمه عن تأويل بعض الآيات وأنه ثابت عن أئمة السلف ومن بعدهم رضي الله عنهم جميعا.

وقد يظن الظان أيضا أن أهل الحديث يفهم منها أن الأشاعرة والماتريدية ليسوا من أهل الحديث
وهذا فهم خاطئ، لأن هذا مجرد مصطلح فالأشاعرة والماتريدية هم أئمة الحديث في كل عصر، والإمام الأشعري رحمه الله هو من جمع عقيدة أهل السنة، وأول من كتب في هذا بمؤلفات معروفة عنه ورد على المعتزلة وغيرهم من الفرق الأخرى فنُسِب أهلُ السنة إلى هذا الإمام وإلى الأمام الماتريدي رحمه الله.
وأكثر كتاب اجتمع عليه أهل السنة المتمثلين بهذه المدارس الثلاثة هو كتاب (العقيدة الطحاوية) وهو من أقدم كتب العقيدة السنية .

وعندما يقال أهل السنة، فهذا لا يعني تكفير غيرهم من الفرق الأخرى، بل هذه الفرق أكثرهم ارتكبوا البدع، ونعني بالبدع البدعَ العقائدية، وقليل منهم من وصل إلى درجة التكفير، كإنكار أصل الإيمان بالقدر.

وعندما نسمع من البعض ممن يريد ان يخرج الأشاعرة والماتريدية عن أهل السنة فنقول له هذا السؤال المهم:
ماذا أبقيت في هذه الأمة ؟!
فأئمة الدين من القراء والمحدثين والفقهاء والمفسرين وعلماء الأصول واللغة والمجاهدين الفاتحين لا يخرجون عن هذه المدارس الثلاثة.

فهل يشك أحد أن الحافظ ابن حجر العسقلاني صاحب كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري وهو أعظم شرح لصحيح البخاري وصاحب كتاب الإصابة في تمييز الصحابة وصاحب كتاب تقريب التهذيب، وتقريب التقريب في تراجم الرجال وغيرها من الكتب العظام هل يشك أحد في هذا الإمام العظيم أنه إمام أهل السنة في عصره وهو الملقب بامير المؤمنين في الحديث، وهو أشعري العقيدة.
أم هل تعلم أن محيي الدين وناصر السنة الإمام يحيى بن شرف النووي صاحب كتاب رياض الصالحين، والأذكار، وشرح صحيح مسلم، والأربعين النووية، وغيرها من الكتب الكثيرة والذي أجمعت الأمة على إمامته وصلاحه وزهده وقبول الأمة له هو أشعري العقيدة ؟
وهل تعلم أن أهل القرآن وأصحاب القراءات لا بد من أن يرجعوا في قواعد القراءات إلى الإمام الشاطبي الإمام المعروف وهو أشعري العقيدة ؟
وأما الإمام حجة الإسلام الإمام الأصولي الفقيه الذي دحر الفلاسفة الذين انتشروا في عصره في كتاب تهافت الفلاسفة هو أشعري العقيدة ؟
وأن الشاطبي الإمام الأصولي صاحب كتاب الموافقات وهو أبدع كتاب في علم الأصول ويحتاجه كل عالم هو أشعري العقيدة.
وكذلك الأئمة الباقلاني والقرافي والجويني وغيرهم الكثير الكثير من أئمة أصول الفقه وكلهم أشاعرة وماتريدية
ومن علماء التفسير الطبري والقرطبي والنسفي والبيضاوي والرازي وأبو السعود وابن عاشور وغيرهم الكثير لا يخرجون عن هذه المدارس الثلاثة.
ومن أئمة الحديث ابن عساكر والبيهقي والدارقطني والخطيب البغدادي والحافظ العراقي والسخاوي والزبيدي وابن الصلاح والسيوطي والقاضي عياض وغيرهم الكثير الكثير وكانوا أئمة عصرهم وكلهم من الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث.
ومن أئمة الفقه الكمال ابن الهمام والسرخسي والرافعي والهيتمي والرملي وابن رشد وابن العربي وابن الجوزي وغيرهم الكثير الكثير من هذه المدارس الثلاثة.
هذا ولم أذكر إلا لأئمة قد يسمع عنهم بعض الإخوة من أئمة المسلمين، وهؤلاء ليسوا إلا غيضا من فيض، بل لا يكاد يخرج عالم من علام المسلمين إلا من هذه المدارس الثلاثة.

https://youtu.be/ytb-biR5cOc?si=DWPNnnxR6gruGI3d

طريقة التلبينة النبوية..

قلت: هذا متْنٌ يطول شرحه والتفريع عليه..
وسمعنا منه حفظه الله غير مرة يقول:
الطريق "السلوك" واضح جَلِي لكن نحن نُعَقِّدُه..
والدّين واضح جلي لكن نحن نُعَقِّده...
هذا وقد منّ الله تعالى عليه بتبسيط المفاهيم والعلوم وحلّ غوامضها، حتى إذا تكلم في مختلف الحديث والتوفيق بين الأحاديث التي ظاهرها الخلاف أبهَرَ وأفاد..
وما جلس في درسه معقَّدٌ إلا انحلت عُقَده إلا من أبى ...
فتنقيح التديّن والعلوم والمفاهيم من التعقيد من أجلّ الأعمال بل هي من مقاصد الشريعة الإسلامية...
ولو نظرت في مجال العلوم لوجدت أن بعض العلماء يُعقِّدون بعض العلوم ليستأثروا بها ويستَرِقّوا طلابها...
ولو نظرت أيضاً في مجال المفاهيم والسلوك لوجدت عددا من الأشياخ يعقدون بعض مفاهيم التصوف والسلوك بغية المتاجرة واستعباد روادها والتمايز عن الآخرين ... وللأسف فإنك تجد لهذا النوع من الأشياخ رواداً لا يروق لهم إلا الغوامض من المسائل والمعقَّدات من المفاهيم مع كونهم لا يفقهون منها شيئاً ...!!!
في حين أن الشريعة الإسلامية أصولا وفروعا وسلوكا واضحة جلية سهلة حنيفية على المحجة البيضاء..
قال تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).
قال القشيري رحمه الله: أراد بك اليسر وأنت تظن أنه أراد بك العسر... وقوله: «ولا يريد بكم العسر» لينفي عن حقيقة التخصيص مجوزات الظنون.
ومنه أيضاً قوله عليه الصلاة والسلام: «جئتكم بالحنيفية السهلة السمحة» أحمد.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لم يبعثني معنِّتاً، ولا متَعَنِّتاً، ولكن بعثني معلِّماً ميسراً" رواه مسلم.
وعن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأَدْيَانِ أَحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قال: (الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ).
ومنه ما ذكرناه في الأربعين المقاصدية من القواعد المقاصدية:
- القصد إلى المشقة باطل.
- طلب الأجر بقصد الدخول في المشقة قصد متناقض.
- الشارع لا يقصد التكليف بالشاق والإعنات فيه.
-الشريعة مبنية على مراعاة الفطرة.
وقد بينا في منشور سابق مخاطر التنطع في الدين:
https://www.facebook.com/share/p/KKVHKhswoFoU4tgv/

الدكتور محمد عبد الله الوردي

قال أستاذنا الأَجَلّ فضيلة الشيخ محمد رجو حفظه الله تعالى:
(وليس المُعَقَّدُ كالمُعْتَقِد)
___

https://youtu.be/ANaS0s7vNeA?si=BAt7Ldby2KwKtEtN

وما هؤلاء المرشدونَ المجدِّدون على توالي العصور والأزمان الذين يربطون قلوب النَّاس بهم حتَّى يُوصِلوها بنورِ سيِّدنا محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم إلَّا كالمراكز الكهربائيَّة التي توضع في الأماكن البعيدة عن المولِّد الكهربائيِّ، فتأخذُ النُّورَ من مركز التَّوليد لتعطيَهُ لمن حولها قويّاً وهَّاجاً، فهذه المراكزُ ليست مصدرَ النُّورِ، ولكنَّها موزِّعةٌ له وناقلة، ولكن لبُعْدِ المسافةِ يَضْعُفُ نورُ الشَّريطِ المتَّصلِ بالمولِّد، فاحتاج الأمرُ إلى هذه المراكز التي تُعيد لهذا النُّور قوَّتَهُ وحيويَّته.
وهكذا فإنَّ المرشدينَ يجدِّدون النَّشاطَ الإيمانيَّ في عصرهم، ويعيدون النُّورَ المحمَّديَّ إلى ضيائه وبريقه بعد تطاوُلِ الزَّمن وتعاقُبِ القرون، وهذا معنى قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: (العلماءُ ورثة الأنبياء) رواه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى.
والتّجربةُ العمليَّةُ هي الدَّليلُ الأكبرُ على ما يُثمره أخذُ العهدِ من نتائجَ طيِّبةِ وآثارٍ حميدة، ولهذا اعتصمَ به السَّلفُ، وورِثَهُ صالحو الخلف، وسارَ عليه جمهورُ الأمَّة. انتهى.
بهذا القدر كفاية في هذه العُجالة.. وصلى الله تعالى على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://t.me/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جاءت بعضُ الأسئلة عن أخذ العهد في الطريق، وعلى أيِّ شيء يكون؟
ونذكر الجوابَ بشيء من الاختصار من كتاب الحقائق.. حيث يقول فيه سيدي الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى:
مما سبق ـ أي: من الحديث عن أهميَّةِ الصُّحبة والبحثِ عن الوارث المحمَّدي ـ ثبت أنه ينبغي لمريدِ الكمال أن يلتحقَ بمرشدٍ يتعهَّدُه بالتَّوجيه ويرشدُه إلى الطَّريقِ الحقِّ، ويضيءُ له ما أظلمَ من جوانبِ نفسه، حتَّى يعبدَ اللهَ تعالى على بصيرةٍ وهدًى ويقين.
يبايعُ المرشدَ ويعاهدُه على السَّيرِ معه في طريقِ التَّخلِّي عن العيوبِ والتَّحلِّي بالصِّفات الحسنة، والتَّحقُّقِ بركنِ الإحسانِ والتَّرقِّي في مقاماته.
وأخذُ العهدِ ثابتٌ في القرآن الكريم والسُّنَّة السَّنيَّة وسيرةِ الصَّحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم.
ثم ذكرَ رضي الله تعالى عنه الأدلَّةَ من القرآن الكريم والسُّنَّةِ المطهَّرة على أخذ العهد، ثم تحدَّث عن بيعة الرجال، وعن التلقين جماعةً، والتلقين الإفرادي، وعن بيعة النساء وانضباطِها بالشريعة الإسلامية حيث بايعْنَ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وقلْنَ: اللهُ ورسولُه صلَّى الله عليه وسلَّم أرحمُ بنا من أنفسنا، هلمَّ نبايعك يا رسول الله، فقال لهنَّ: (إني لا أصافح النساء، إنما قولي لمئة امرأة كقولي لامرأة واحدة) رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه رحمهم الله تعالى.. وعن بيعة الأطفال...
ثم قال رضي الله عنه:
والخلاصة: إنَّ الصحابةَ الكرامَ رضوان الله عليهم كانوا يبايعون رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على حالات مختلفة: منها بيعتُهم على الإسلام، وبيعتُهم على أعمال الإسلام، وبيعتُهم على الهجرة وعلى النُّصرة والجهاد، وبيعتُهم على الموت، وبيعتُهم على السَّمع والطَّاعة...
وأمَّا بيعةُ الصَّحابة رضي الله عنهم لخلفاء رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقد أخرج ابنُ شاهين في الصَّحابة عن إبراهيم بن المنتشر عن أبيه عن جدِّه قال: (كانت بيعة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم حين أنزل اللهُ عليه: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} [الفتح: 10]، التي بايع النّاسَ عليها: البيعةُ لله والطَّاعة للحقِّ، وكانت بيعةُ أبي بكر رضي الله عنه: «تبايعوني ما أطعت الله»، وكانت بيعة عمر رضي الله عنه ومَنْ بعده كبيعة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم).
وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: (قدمتُ المدينةَ وقد ماتَ أبو بكر رضي الله عنه، واستخلف عمر رضي الله عنه، فقلت لعمر رضي الله عنه: ارفع يدك أبايعْكَ على ما بايعتُ عليه صاحبك قبلك، على السَّمعِ والطَّاعة فيما استطعت) رواه الطيالسي وابن سعد.
عن سليم أبي عامر رضي الله عنه: (أنَّ وفد الحمراء أتوا عثمان رضي الله عنه فبايعوه على ألَّا يشركوا بالله شيئاً، ويقيموا الصَّلاة، ويؤتوا الزَّكاة، ويصوموا رمضان، ويَدَعوا عيدَ المجوس، فلمَّا قالوا: نعم، بايعهم) رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في السُّنَّة.
ثمَّ نهجَ الوُرَّاثُ من مرشدي الصُّوفيَّة منهجَ الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم في أخذ البيعة في كلِّ عصر، فقد ذكر الأستاذُ النَّدْويُّ رحمه الله تعالى في كتابه «رجال الفكر والدَّعوة في الإسلام»: (أنَّ الشَّيخَ عبدَ القادر الجيلانيَّ رحمه الله تعالى فتح بابَ البيعةِ والتَّوبة على مصراعيه، يدخلُ فيه المسلمون من كلِّ ناحية من نواحي العالم الإسلاميِّ، يجدِّدون العهدَ والميثاقَ مع الله، ويعاهدونَ على ألا يشركوا ولا يكفروا ولا يفسقوا ولا يبتدعوا ولا يظلموا ولا يستحلُّوا ما حرَّم الله ولا يتركوا ما فرضَ الله ولا يتفانَوا في الدُّنيا ولا يتناسَوُا الآخرة.. وقد دخل في هذا الباب ـ وقد فتحه الله تعالى على يد الشّيخ عبد القادر الجيلانيِّ رحمه الله تعالى ـ خلقٌ لا يحصيهم إلا الله، وصَلَحت أحوالهم، وحَسُنَ إسلامُهم، وظلَّ الشَّيخُ يربِّيهم ويُحاسبُهم ويُشرِفُ عليهم وعلى تقدُّمهم، فأصبحَ هؤلاء التَّلاميذُ الرُّوحيُّون يشعرون بالمسؤوليَّة بعد البيعة والتَّوبة وتجديد الإيمان).
ثمَّ قال رحمه الله تعالى: فكان لهذه المعاهدات والبيعات من الأثر في التّزكية والإصلاح الفرديِّ والجماعيِّ أقوى شأنٍ وأوفرُ نصيب.
ثم تحدَّث رضي الله تعالى عنه عن تناقل الإذن، فقال رحمه الله تعالى:
منذ عهد الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى يومنا هذا تناقلَ هذا الإذنَ والتَّلقينَ والعهدَ رجالٌ عن رجال، فوصل إلينا محقَّقاً مسلسلاً مسجَّلاً.. والصُّوفيَّة يسمُّون البيعةَ والإذنَ والتَّلقينَ باسم «القبضة»، يتلقَّاها واحدٌ عن واحد، يقبضُ كلُّ منهما يدَ الآخر، فكأنَّما التقى السَّالب بالموجب، فارتبط التَّيَّار واتَّصل السَّند، ونفذ التَّأثيرُ الرُّوحيُّ المحسوسُ المجرَّب.

أخذ العهد

من نفحات طيبة
مساء الخميس 21 ربيع الثاني 1446هـ
الجزء الثاني

https://youtu.be/BeikAMnbXPk?si=id8Vk2cUCy2-hElP