يوسف سمرين @yousefsom Channel on Telegram

يوسف سمرين

@yousefsom


قناة للمباحثة والفكر والنقد...

يوسف سمرين (Arabic)

يعد قناة "يوسف سمرين" على تطبيق تيليجرام واحدة من أهم القنوات التي تهتم بالمباحثة والفكر والنقد في العالم العربي. يأتي اسم القناة من اسم مالكها ومديرها، السيد يوسف سمرين، الذي يعتبر من أبرز المفكرين والمثقفين في المجتمع العربي. يهدف هذا القناة إلى توفير منصة للنقاش الحر والبناء حول العديد من القضايا الهامة التي تهم المجتمع العربي

ما الذي ستجده في قناة "يوسف سمرين"؟ إذا كنت تبحث عن مناقشات مثيرة وفكرية عميقة، فإن هذه القناة هي المكان المناسب لك. ستجد فيها مواضيع تتناول السياسة، الثقافة، الدين، الفن، والعديد من المواضيع الأخرى التي تثري الحوار وتفتح آفاقا جديدة للتفكير. كما يمكنك أيضا التفاعل مع باقي أعضاء القناة ومشاركة آرائك وأفكارك معهم

إذا كنت تبحث عن مكان للتفكير والحوار المثمر، فلا تتردد في الانضمام إلى قناة "يوسف سمرين" اليوم. انضم إلينا وكن جزءا من هذه الجماعة المثقفة والمتحمسة لتبادل الافكار والآراء. ستجد في هذه القناة بيئة تحفيزية ومثيرة للعقل تساعدك على توسيع آفاقك وتطوير فهمك للعالم من حولك.

يوسف سمرين

22 Feb, 00:50


المعارضة سلطة

إن أردت أن تحجز أفضل المقاعد في المسرح السياسي، ستكون المعارضة في آخر الصف، حيث الأضواء غير مسلَّطة، ولا يلومك أحد، هناك حيث يجلس صف واسع يشمل مختلف الأطياف ففيه النقاد بحق، ولكن فيه كذلك الكسالى الذين يحبون أن يقولوا: لا لأي شيء، ويجلس الفوضويون بجانبهم يصفقون لكل ما قيل فيه: لا، الأمر شبيه بمعارضي نظام التعليم في جامعة، فقد يكونون بحق أذكى من النظام التعليمي القائم ويريدون للناس الأفضل، لكنَّهم كذلك قد يكونون الأشدَّ غباءً من النوع الذي يعترض على التعليم لا جودته!

وأهم ما قد يغفله صف الكسالى أنهم سلطة! لذلك تسعى المعارضة الحقيقية لبلورة رؤيتها السياسية وإنضاج فكرها السياسي، فهي حذرة من الوقوع في شرَك النزعة اليسارية الغبية في شتم كل شيء، بل أن يكون لديها رؤية تختلف عن الوضع القائم، سواء في تشخيصه، أو بيان ثغراته، أو الوصول إلى حلول، دون أن تحول قصائد الهجاء إلى فكرها وسياستها، ليست باكونين الذي كان كما تصوره مسرحية (ماركس في سوهو) حين يُسأل عن نظرته للدولة يقول تبًا للدولة! لا تنظر للفكر السياسي على أنَّه لون من الشعر الحر، بل فكر ينبغي أن يكون مبنيًا على نظرة علمية.

مختلف الأطياف الدكتاتورية في العالَم كانت في المعارضة، ستالين كان معارضًا وسجن، وزعيم ألمانيا في منتصف القرن الماضي كان معارضًا وسجن قبل تعيينه مستشارًا في 1933، صدام حسين كان معارضًا، أنور السادات وجمال عبد الناصر كانا في المعارضة، ومن أخطر ما يمكن أن تبقي المعارضة عليه هو عدم التفريق بين التاريخ، وبين المستقبل، فيتحول الحديث عن نظرتها السياسية وبرنامجها إلى سمفونية طويلة مشبعة بشتائم السابقين، حتى لو أضحوا من الماضي، فلك أن تتصور المالكي في العراق كان وهو في السلطة منهمكًا بمعارضة يزيد بن معاوية!

في هايتي سيطرت عصابات المخدرات والجريمة المنظمة على العاصمة، وحين يسأل أحد قادتهم عما يريدون يطلقون شعارات يسارية ضد الدولة والطبقة الفاسدة من السياسيين، كأنَّ في هذا تسويغًا لممارساتهم من تهجير واغتصاب، وقد يتحول الحديث عن سلطة الماضي رغم أنها تاريخية، كأنها مرشح انتخابي حاضر ينافس المعارض الذي نال السلطة، حتى إن تكلم أحد في وجه تلك المعارضة السلطة قيل له: أنت تحن لأيام القيصر، أو من تلاميذ راسبوتين.

المعارضة قد تكون وجهًا آخر للحكم، وهي التي تعلمت على يديه لكنَّها أطلقت أدواتها الدعائية، وقد تفتقد النظرة المختلفة، فلا يمكن لأي معارضة حقيقية أن تجعل الناس قديسين لمجرد أنهم شاركوا في عمل سياسي، لا يمكن لأي معارضة جادة ألا تخضع نفسها للتقييم، وإلا تعيد سيرة الأولين، بأخذ مطلق السلطات، بحجة إلهاء الجماهير بالتاريخ الدعائي ضد السلطة التاريخية، وتصوير نفسها معيارًا لتجلس آخر الصفوف حيث لا أحد يلومها على شيء.

يوسف سمرين

19 Feb, 16:38


"معظم الأحزاب في البلدان العربية تربط اسمها وأهدافها بالديموقراطية والليبرالية وبعضها بالإسلامية، والملاحظة أنَّ مؤسسي هذه الأحزاب ليس لهم من الأسماء نصيب"

(الأحزاب السياسية في البلاد العربية، حسين علي الشَّرع، ٢٠٢١، ص١٥٩.)

يوسف سمرين

16 Feb, 14:07


أحد سياسيي الصُّدفة يستعمل أيَّ كلام مرَّ عليه ويدخله في معجمه السِّياسي، من ذلك (عقيدة الصدمة الأمريكية)! وهو عنوان كتاب للباحثة نعوم كلاين، وصدر فيه فيلم وثائقي في 2006، شاركت فيه الباحثة، ومن بعده ذاع ذكره بين اليوتيوبرز والقنوات الإعلامية، وتم تداوله حدَّ الابتذال بقليل أو كثير من التشويه لمضامينه، الكتاب يتحدث عن آليات الإدارة الأمريكية في تطويع الاقتصاد للرأسمالية، وبهذا تسيطر على مقدرات بلاد العالم الثالث، وشواهد الكتاب كثيرة في القرن الماضي مثلًا تعارض حكومة استثمار الشركات الأمريكية في بلدها وتتبنى نظامًا اشتراكيًا، فتدعم الولايات المتحدة انقلابًا داخليًا لتمرير منع القيود على السوق، وفق رؤية فريريك هايك بعدم تدخل الدولة في وضع قيود على التجارة، مثلما حدث في تشيلي، أين هذا مما هو فيه؟ وهو يصور نفسه كأنَّ مشكلته يسارية تتعلق باعتراض على النظام العالمي في الاقتصاد، رغم أنه فاقد لرؤية محلية اقتصادية من الأساس، هذا إن كان للاقصاد وجود في موازينيه التحليلية، فذلك بعدٌ عن الروحانية وميل إلى المادية والعياذ بالله، وتحليل وفق أدبيات البناء التحتي والصراع الطبقي، بمشهد يختصر تحوَّل عناوين الكتب لملء فراغ في الحديث دون أن يكون لمضامينها أثر وفائدة على المتحدث بها.

يوسف سمرين

16 Feb, 11:23


كان لنيتشه كلمة يقول فيها بأنَّ الجنون في الأفراد حالة نادرة، لكنه في المجتمعات هو الأصل! وذلك ما يُعرف اليوم بالترند، والشعبوية في محاكاة الرأي العام، حين يضحي هَمُّ الفرد إرضاء الجموع، إرضاء غرور الأكثرين.

وفي القرآن: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا)، وتنبه الزمخشري لهذا فقال بأنَّه أمرهم بالتفكر اثنين، ومنفردين لأنَّ (الاجتماع مما يشوش الخواطر، ويعمي البصائر، ويمنع من الروية، ويخلط القول، ومع ذلك يقل الإنصاف، ويكثر الاعتساف، ويثور عجاج التعصب، ولا يسمع إلا نصرة المذهب).

يوسف سمرين

15 Feb, 17:13


فيلم السحلية الإيراني صدر عام 2004، نقدي ساخر، يحكي قصة لصٍّ مطلوب لسلطات الدولة، تنكر بمظهر رجل دين، وتظهر فيه الأيقونة المتكررة التي تمثلت بابتذال ما سمي بطلب العلم، فبدل الدراسة والقراءة إذا بشابين يخرجان له في كل وقت ينغصان عليه حياته، يرميان له بالأسئلة شرقًا وغربًا، وهما يتصيدانه لطرح استفتاءاتهما بحجة (طلب العلم)، ويعتقدان فيه أنَّه عالِم فيحمل أحدهما دفترًا يسجل فيه كل كلمة منه، رغم أنَّ ما يقوله لهما كلمات عادية وتهرب وتوبيخ.

يوسف سمرين

15 Feb, 11:59


كل تقييم عملي لمختلف التيارات يبقى جهدًا هزيلًا مقارنة بالتركة التنظيرية لها، فما دامت تلك التركة سالمة من كشف الجذور التاريخية، وإخضاعها للفحص العلمي، ستبقى تكرر نتائجها.

يوسف سمرين

11 Feb, 10:29


الاختزالية النفسية

نقيض أي تحليل موضوعي رد الواقع إلى الحالة النفسية، فهي التي تلعب الدور الحاسم وفق هذا التصوُّر، فمتى كانت الهمم تعانق السماء، فسيكون الواقع أفضل، هذا التصور عمدت إلى نشره الشركات الرأسمالية الأمريكية في التسعينات، بإقناع موظفيها بأنَّ سقفهم الاقتصادي متعلِّق بتصورهم الإيجابي عن أنفسهم، كلما زاد عطاؤهم وتفاؤلهم، كلما أزاحوا [الأفكار السلبية] فهي غير موجودة، "العالم هو تصوراتك عنه" كما كتب أرسين آر كوفي، وبهذا مولت تلك الشركات مدربين لإقناع طواقم الموظفين بهذا، لكن العالم منفصل عن التصورات، هناك ظروف موضوعية، واجتماعية أشد تأثيرًا من النفسية الفردية، لن يصلح هذا التدريب اقتصاد منهوبًا، وفي الشق السيِّاسي يتعامل كثيرون معه بمنطق (التنمية البشرية)، لذا كانت اليسارية صبيانية دومًا، متى تعالت عن الدولة وظروفها، والعالَم وعلاقاته بملاحظة الشروط والموانع لأي موقف وفعل، لتظن بأنها متى نشرت حالة نفسية متذمرة من الواقع، وحالة نفسية تريد شيئًا، فإنها ستحقق تغييرًا لحظيًا، وفق أي شيء؟ وفق خرافة (قانون الجذب)؟ إنَّ هذا المنطق يتجاوز السياسة نفسها التي ترتبط بفن الممكن، ولكنَّ وفق هذا التصور الشعري فإنَّ المشاعر تصنع المستحيل، فلا حاجة لمراعاة الممكن الموضوعي.

يوسف سمرين

11 Feb, 08:40


"من الظلم والبغي ما يفعل في زماننا من قهر الفلاحين، وحبسهم بغير حق، وردِّ أحدهم إلى بلده إذا خرج منها، ولا يُترك يذهب كيف يشاء، يعامل معاملة العبيد، وهذا أمرٌ محرَّمٌ لا محالة، فإنَّ الحرَّ لا يُملَك ولا يُقهر على نفسه"

(الكياسة في أحكام السياسة، ابن المبرد الحنبلي، دار الرياحين، ص٥٤.)

هذا النصُّ توفي كاتبه في بداية القرن العاشر، ويظهر أثر وسلوك الإقطاع على طبقة الفلاحين في المناطق الإسلامية، فقد وجد بعض من لهم تصوُّر وردي عن المراحل السَّابقة على الاستعمار، بل قد يرفض أوصافًا مثل الإقطاع في التاريخ الإسلامي بحجة أنَّ ذلك خصوصية أوروبية.

يوسف سمرين

09 Feb, 13:28


"العالِم بويلات إطالة الحروب هو فقط القادر على فهم أهمية وجوب إنهاء الحروب بسرعة"

[فن الحرب، سون تزو]

يوسف سمرين

02 Feb, 02:27


أيدلوجيا صَّماء

حينما تطرح فكرةٌ أنه لا وقت لديها لسماع التنظير وتنظر إلى العمل فقط تكون (أيدلوجيا صمَّاء) بمعنى أنه لا يمكنها أن تخاطِب أحدًا ولا تخاطَب من أحد، بل مكانها العمل ومضمارها الجهدُ فقط، فهي تقول ضمنًا: لا أريد ما يسمى بالمتعاطفين إذ طالبتهم بالعمل! بل تنظر إليهم كجنود تلقوا أمرًا، فلا مكان في سربهم لمستلقٍ يرمق الباقين ويقول ناصرتهم بجَناني! فلا هو محسوبٌ عليها ولا على مخالفيها، بل هو صنف ثالث، لا وجود لشخصه متى انقطع الإنترنت!

صنف لا هو مؤمن بتلك الفكرة، ولا معارض لها، لا يأمر بها ولا تسوؤه بل متابع لفيلم، والآثار الدرامية تلقي بآثارها العاطفية، فتارة يوزع الشتائم، وأخرى بالملامة، وما بينهما بالفخر والحماسة، ومكاسبه بين الجولات عظيمة فقد قويت قريحته الأدبية، فلعله يصدر ديوان شعر ولربما رواية، إذ لم يعرف أبدًا أنَّ الدمعَ هو الإنسان! حتى إذا تعب دفسَ رأسه في لحافه لينام ليله الطويل، هذا الصنف أخرسته تلك الأيدلوجيا حين قالت له: توقف عن الحديث! وتفضل إلى العمل الذي نخرَ إيمانك به-وفق ادعائك-اللحم والعظام، لكنَّه يراه خطابًا لا يصلح له ولا لأمثاله، فما هو حينها إلا ككومة تراب وضِعت في مكانها كَرها، تذروها الريح جبرًا، مكانه الثرثرة ومن لا يشارك بالمغرم، سيعدُّ نفسه غانمًا ولو بالسَّلامة.

مهما عمَت الأيدلوجيا صاحبها فإنَّ الجانب العملي يجعله شريكًا في الواقع بحيث لا يستطيع أن يجحده، لكنَّ ذلك الثرثار يسهل عليه بجرَّة قلم أن يجحد الواقع متى طاب له، فما مقدار احتراقه بنار لا يضع يده فيها؟ هو من صِنفِ من يلهج بذكر الحسين، وقد بعث إليه ببيعته من الكوفة، ثم قام يلطم عليه ولا يخرج إليه! فلا هو طبَّق فكرة يزعم انتسابه إليها، ولا سكت، بل نافق حد انقسامه إلى وجهين، واحد يزمجر في مواقع التواصل، وآخر يوزع به ابتساماته في جلسات النقاهة، لا يود سماع كلام فعنده انتهى وقت الكلام، ولكنَّه لا يطيق غيره.

يوسف سمرين

23 Jan, 17:34


كتاب (باسم السلف)، في معرض القاهرة الدولي للكتاب قاعة 3، A20.

يوسف سمرين

18 Jan, 14:44


بعد أيام قليلة تطلُّ ذكرى ولادة راسبوتين، ملك المعادلات اللا مادية والعلاج الروحي، عِمادُ تصبير الشَّعب في الحرب العالمية الأولى، الفلاح السيبيري الذي ساعدته عدة العمل، من الحديث باسم الرب ومظهر القسيس في الوصول إلى جوار السُّلطة السياسية، والذي سقط غيلة، لكنه بقي حيًّا في قلوب ووجدان كثيرين، تكاد تسمع همسه في مختلف المنشورات بعده، لأقوام من خلفيات مشتركة ممن احترفوا طرق حديث مماثلة.

يوسف سمرين

12 Jan, 12:55


كائن مفرط عاطفيًا

يتنافس المفكِّرون في فهم العالَم، ومعرفة العلاقات فيه، وأثر الأحداث المختلفة، وتتزاحم النظريات في التفسير والتنبؤ في مختلف المجالات، سواء في الماضي أو الحاضر والمستقبل، لتكوين تصوُّر أقرب إلى الموضوعية، ومعرفة أثر ذلك على المصلحة العامة السياسية والاجتماعية، لكنَّ طابعًا يمكن تسميته بالمفرط عاطفيًا يتفجر في السطور العربية، ويضحي السؤال عند كلِّ حدث (نفرح أو نحزن؟)، هذا هو المحيِّر عنده! وهكذا بدل الفهم أو الاقتراب منه، تضحي الكتابة التعبيرية عن انفعال عاطفي هي الأصل! بما لا مكان له في العلاقات الدولية، ولا أثر له في الحالة السياسية أو الاقتصادية بل بما يدور في خلَد المرء وجنباته، ولا تكاد تجد فرقًا بين متابعة هذا الكاتب الذي يفتش داخل نفسه على ما يرصده ويذيعه بين الناس، إن تابع سلمًا أو حربًا أو مقاطع دراما تركية!

يوسف سمرين

11 Jan, 17:51


فلنطلق بودكاست!

لم تنهض أمة في العالَم إلا بالكتب، فما قبل الكتابة يختلف عما بعدها، فالأمم تصنع فكرًا متوارثًا بالبحوث الجادَّة والكتب، ومن ميزة الكتاب الجادِّ أنه يصعب تلخيصه، فلا تستطيع أن تختزله بمنشورات، وسيبقى يحتفظ بقيمته من الجلدة إلى الأخرى.

تلك هي قيمة أُمَّات الكتب، ومظان المعرفة، ولن يستطيع أي منشور أن يختزل قيمة الكتب التي صنعت منظومة فكرية، وفارقًا معرفيًا، ولا يعني هذا التقليل من أهمية المقالات، ولا تقزيم دورها لكنَّ لها مجالًا لا ينافس الكتب، والبحوث.

وقد تحول نوعًا ما في السبعينات والثمانيات معنى المثقف إلى الروائي والشاعر، وهو ما يمكن وصفه بالانحطاط المعرفي والثقافي، فللشعر والرواية مجالها، لكنها عُممت، حتى صارت مرادفة لكلمة ثقافة بين العديد من الكتاب، وصار الشعراء والروائيون يخدعون أنفسهم حين يظنون أنهم عقل المجتمع وأمين أفكاره.

حتى جاءت مرحلة المقاطع القصيرة والطويلة، وأغرقت الساحة بلقاءات كثيفة لا تحصِّل من ورائها معرفة، ولا تقريبًا للمعرفة، بقدر ما نقلت معنى المقهى والحانة إلى الإنترنت! نعم يمكن أن تستمع إلى لقاء مع باحث متخصص أمضى حياته في الكتب والبحوث ليطلعنا على تجربته، بعد أن عرفه الجمهور بكتبه وأفكاره السَّابقة على طلَّته البهيِّة.

لكن أن تجد من يقفز إلى عقد الندوات المطولة، والحديث المسهب، ويتنقل من بودكاست لآخر، ثم يحدثك أنَّ لديه مشروعًا فكريًا وثقافيًا! ووقته الذي يمضيه في ابتساماته وتلخيص نشرات الأخبار في لقاءاته كان يمكنه فيه أن يستثمره في تكوينه المعرفي ثم إنتاجه، فهذا لا يمكن أن يوضع سوى في سياق التسويق والإثارة، والإغراق فيه شكل من أشكال الانحطاط المعرفي والثقافي لا نشرًا لها! فالخلاصة: إنَّ الباحث ليس [يوتيوبر]، ولا ينقصنا شيء بقدر الباحثين، لا المقدِّمين والمتنافسين على المشاهدات على يوتيوب.

يوسف سمرين

11 Jan, 17:19


النقد يحسنه كل أحد!

من النفور عن تسمية الأخطاء إظهار كأنَّ معرفة الخطأ سهلة متيسرة عند كل أحد، وهذا من الجناية على المعرفة، وكل متخصص في أي مجال يعلم أنَّ كشف الأخطاء ليس مما يحسنه كل أحد، بل لا يحسنه كل المتخصصين، بل ولا جمهورهم، ومن أدق العلوم الشرعية علل حديث، ولم يُذكر في هذا المجال سوى أنفار قلة في محيط من المحدِّثين، وكانت معرفة هؤلاء بعلة واحدة لحديث واحد تفوق من حيث الدقة والمؤهل أي محدث عادي على توسع روايته.

والكشف عن ثغرات في الفلسفات ليست إلا لفيلسوف، لذلك كان من مجالات الفلسفة، تلك النقدية للأفكار السابقة، فلم يكشف الجميع ثغرات فلسفة أفلاطون لكن كان بعض ذلك لأرسطو، ولا كشف الجميع أخطاء هيغل بل كان ذلك لفويرباخ، وهكذا فالثغرات الأمنية في النظم المعلوماتية لا يكشفها أي أحد، ولا كشف ثغرات إسحق نيوتن لأي فيزيائي، والنقد حركة العلوم، ولا يزال من يواسي نفسه فيقول: كشف الثغرات يعرفه كل أحد!

يوسف سمرين

11 Jan, 16:31


لا تنتقد بل قدم حلولًا حاسمة!

هذه الكلمة يقولها من لا يقدم حلولًا، ولا ينقد، بل يؤيد أفكارًا لم تنتج طيلة قرن من الزمن سوى تجارب كارثية، ويريد تمديد العقد من طرف واحد لقرن إضافي من النتائج المعتادة، ولا يرى في ذلك ضيرًا، وإنما المصيبة عنده في تحويلها إلى كلمات نقدية، عندها يطالب القائل بحل مشكلات الكوكب رأسًا أو يسكت، رغم أنَّ أفكاره ما حلت مشكلة واحدة، بل زادت عليها، كل حل في الدنيا بدأ بتشخيص المشكلة، ومعرفة الثغرات والعيوب، فالنقد ليس حلًا لكنه الطريق إلى الوصول إليه.

يوسف سمرين

11 Jan, 15:01


جماعة التبليغ ووسائل التواصل

من حيث الأصل أسسها محمد الياس في الهند في بداية القرن العشرين، ثم انتقلت إلى المنطقة العربية، وشكَّلت نظام (أخوية) دينية، ومع وسائل التواصل أضحى بعضهم من المشاهير، واستهدفت الجماعة الشرائح المهمشة، ويمكن أن يتحدَّث الواحد منهم في وعظة بطريقة الحديث عن المونديال، وخصم العروض التسويقية، ويجعلها في الله!

ويسمون وعظهم (دعوة) رغم أنَّ الدعوة تكون لغير المسلمين، ولكل واحد منهم قصة في (التوبة) تكون مليئة بالمبالغة مثل الحديث عن بعد أهله عن الدين، كأنه ابن لأعتى الأحزاب الشيوعية ثم لا يكون فيما يقوله سوى قصور يعتري الأسر المسلمة، على أنَّ المسلم كل يوم يحتاج إلى توبة، فكل بني آدم خطَّاء، ولا يوجد فاصل بين مرحلة (توبة) وما بعدها!

بل يغفل هذا الخطاب في مرحلة ما يسمونها (الهداية) عن أوزار أعظم كالقول بغير علم، والكبر، والبدع وغير ذلك، يغطيها بالغطرسة، بدل إقراره بتقصيره وجهله مثلما كان عليه من قبل، فضلًا عن طريقة الحديث عن الله بما فيه خرق لحجاب الهيبة وهو يعقد المقارنات في حديثه عنه تارة بالمدير والموظف، واللاعب والفريق.

وفي الغاية القصوى يسعى لفرض سلطة اجتماعية له وللجماعة، عبر توزيع آرائه في مختلف المجالات، بحجة أنه والجماعة تسببوا بتوبة بعض المدمنين، أو الفنانين، محولًا المدمن السابق إلى معتقد بنفسه أنه أستاذ مؤهل لحل مشكلات العالَم! هكذا في يوم وليلة من (الجاهلية) بنظره إلى (العالِمية)، ومن قصة (مخزية) بتقديره، إلى أخرى (تستحق أن تروى)! بل أن تحتذى وفي الحالين يلعب دور البطولة.

الجماعة بنفسها لا فكر لها، لذا كانت بوابة لغيرها كتجمع يوزع على مختلف الجماعات، كالإخوان والتيارات الجهادية، فكان من الجماعة الغنوشي في بداية شبابه، وكذلك أبو قتادة الفلسطيني، إنَّ ما تمنُّ به الجماعة من تأثيرها، لا يساوي الأضرار الفادحة التي تتسبب بها من تحويل عوام لا شأن لهم في الشأن العام، إلى معتقدين بأنَّ لديهم مؤهلات عظيمة، بحجة أنَّه رافق بعض من أقنعه أنَّ انخراطه في الجماعة قد يعطيه جرعة سعادة تفوق مرحلة المخدرات، أو أي شيء كان عليه قبل الجماعة.

يوسف سمرين

09 Jan, 15:18


لماذا خلق الله الشرَّ في العالَم؟!

كغيره من عشرات الأسئلة التي ينبشها بعض من يوصفون بالدُّعاة، وبعض الحمقى من طلاب الشهرة، عن الحكمة والغاية والهدف الآخروي، تحذف عن قصد العامل البشري في الجانب السِّياسي، وتقفز رأسًا إلى التباحث عن الله، كأنهم يقولون: دعونا من نقاش الجانب السِّياسي، فنحن لا نود أن نصغي لأي كلمة في أيِّ سياسي ما دام [إسلاميًا] ولنتحدث عن الله رأسًا، فالكلام في الله أهون عليهم من الكلام فيمن يعظمونه!

يدفعون نحو نقاش الإلحاد كأنه هدية! فهو قبلة الحياة لهم، ليتحول النقاش السياسي في حدث معين، ووقت معين، إلى نقاش لا زماني ولا مكاني، نقاش عقدي في مواجهة منحلين أخلاقيًا وعقديًا، وهم في صف الأنبياء ضد خصومهم، لا في صف السياسي الذي اتخذ قرارات يمجدونها ولا يقبلون فيها أي اعتراض أو سؤال، وفي الرد يستحضرون أسماء الفلاسفة الغربيين فويرباخ، ماركس، نيتشه، كأنَّ من يناقشونهم خريجو معاهد فلسفية، وأبناء ثقافة غربية! كل نقاش سياسي يتحول إلى بحث لاهوتي هو سعي حثيث لتبرئة السياسيين.

يوسف سمرين

09 Jan, 13:15


تاريخيًا بعد الهزائم والكوارث تندفع الأقلام داخليًا، كان الغزالي يكتب (إحياء علوم الدين) وسلَّط نقده على ما رآه من تراكم أغلاط وآفات فتحدث في مقدمة كتابه ناقدًا المتكلمين، والفقهاء، وكان يكتب في ظرف تتابع سقوط المناطق الإسلامية بيد الصليبيين، ومنها سقوط القدس ٤٩٥ هـ، وكان لكتابه تأثيرٌ كبير فيما بعد، في صقل الهوية نحو التصوف، فكتب:

"وأما الخلافيات التي أحدثت في هذه الأعصار المتأخرة وأبدع فيها من التحريرات والتصنيفات والمجادلات ما لم يعهد مثلها في السَّلف فإياك وأن تحوم حولها واجتنبها اجتناب السُّم القاتل فإنها الداء العضال وهو الذي ردَّ الفقهاء كلهم إلى طلب المنافسة والمباهاة على ما سيأتيك تفصيل غوائلها وآفاتها وهذا الكلام ربما يسمع من قائله فيقال: الناس أعداء ما جهلوا فلا تظن ذلك فعلى الخبير سقطت، فاقبل هذه النصيحة ممن ضيع العمر فيه زمانا وزاد في على الأولين تصنيفًا وتحقيقًا وجدلًا وبيانًا ثم ألهمه الله رشده وأطلعه على عيبه فهجره".

وكتب عن الكلام نحو هذا فقال: "وأما منفعته فقد يظن أن فائدته كشف الحقائق ومعرفتها على ما هي عليه وهيهات فليس في الكلام وفاء بهذا المطلب الشريف ولعل التخبيط والتضليل فيه أكثر من الكشف والتعريف وهذا إذا سمعته من محدث أو حشوي ربما خطر ببالك أنَّ الناس أعداء ما جهلوا فاسمع هذا ممن خبر الكلام ثم قلاه بعد حقيقة الخبرة وبعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلمين وجاوز ذلك إلى التعمق في علوم أخر تناسب نوع الكلام وتحقق أنَّ الطريق إلى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود".

ثم صار الغزالي مادة للنقد فيما بعد، نقده ابن العربي، وابن الجوزي، وغيرهما وبعد اجتياح التتار بغداد كان الموعد مع نقد كثيف من ابن تيمية لمجمل المعارف السابقة، ومن بينها الغزالي نفسه، وأكثر الشخصيات المعروفة اليوم مثل السبكي، والمزي، وابن تيمية، وتلاميذه وأشهرهم ابن القيم، ابن كثير، والذهبي وغيرهم من تلك المرحلة، وليس الحديث هنا عن موضوع الأفكار النقدية، بل عن مبدأ النقد الداخلي الذي يشتد مع هجمات خارجية ونتائجها.

يوسف سمرين

08 Jan, 12:49


الترقية استدرارٌ للتضحية

في الحرب العالمية الثانية وقعتْ ألمانيا في خطأ استراتيجي، إذ فتحت جبهتين في وقت واحد، وهو ما كان يحذر منه زعيمها قبل توليه السُّلطة، فخاضت الحملة (بربروسا) على الاتحاد السوفيتي في وقت قتالها لبريطانيا، وغرَّها أنّّ بريطانيا في وضع دفاعي لا هجومي، لكنَّها لم تحسم جبهتها معها، فغرقت القوات الألمانية في ستالينغراد واستمرت بقتال يومي متواصل ٢٠٠ يوم، بكلفة بشرية بمعدَّل ١٥٠٠ قتيل يوميًا في صفِّ القوات الألمانية، و٢٥٠٠ في الجانب السوفيتي، ولم تجد القيادة الألمانية وسيلة لإيصال الإمداد وتأمين القوات التي تحارب في قلب مناطق الدب الأحمر، وهذا معناه تطويق القوات وسحقها على المدى الاستراتيجي، فتجمَّد الجنود الألمان، وعانوا نقصًا في مختلف ضرورات وجودهم، فماذا فعلت القيادة وأمامها تقارير ازدياد الوضع سوءًا في الجبهة؟ قامت بترقية الضابط المسؤول (باولوس) إلى مارشال! كانت رسالة ضمنية له أن يكمل مهمته القتالية حتى النهاية، لا أوامر بأيِّ مناورة بل ترقية، فالترقية والمديح المفرط تعني المطالبة بأفعال مفرطة، حينما تمجد شخصًا فوق البشر لا يعني هذا سوى أنك تقول له سيخيب ظنك فيه إن تصرَّف كباقي البشر! في النهاية لم يخترق باولوس سقف التوقعات البشرية.

يوسف سمرين

07 Jan, 14:52


الصيغة الأشهر للكذب:

"(صحيح قلتُ هذا ولكنه ليس ما كنتُ أقصد قوله، كانت نيتي حسنة لم أكن أقصدُ في قرارة نفسي أن أقول هذا، حصل سوء تفاهم)، لن نستطيع أبدًا دحض تصريحات من هذا القبيل، ويجب علينا استخلاص النتائج المترتبة على هذا الأمر، ويجب الاحتراسُ منها"

(تاريخ الكذب، جاك دريدا، ص٢٤.)

يوسف سمرين

06 Jan, 03:19


"من يتحكَّم في الماضي، يتحكَّم في المستقبل" هكذا قال جورج أورويل في روايته 1984، وكل سلطة سياسية تسعى لبث قراءتها للماضي، لتحكم طريقة التفكير في المستقبل، فالتاريخ محك تأسيس الأفكار.

يوسف سمرين

05 Jan, 19:28


تحدَّث القرآن عن المستضعفين فقال: {لا يستطيعون حيلة} وهذا يعني أنَّ القادرين يستطيعونها، لكن في زمن اعتبار الكتابة اضطراب قلم على ورق بأي هراء يضحي تدوين مثل هذا ثقافة!

يوسف سمرين

05 Jan, 15:04


في المشهد الساخر في المنطقة تجد من يتحدث باسمه مطران أو شيخ طائفة، ويتحدث عنه بصفة الطائفة الدينية ثم يتكلم بعدها عن علمانية! كيف يمثله شخص لا مؤهل له سوى أنه [رجل دين] ويدعي تمثيل المعتقد الديني لقوم ويسكت عن هذا تمامًا، ويرضى بذلك، ثم يتحدث عن مدنية وعلمنة؟ هو لا يرى نفسه مواطنًا يعبِّر عنه حزبٌ سياسي أو له رأي سياسي بلا وسيط [ديني] عنه، يتصرف كرعية يمثلها شيخ طائفة، ثم يتكلم كمواطن علماني له رأي سياسي!

يوسف سمرين

05 Jan, 13:12


في النقد ليس الغرض منه الوقوف على الخطأ فحسب، فذلك قد يقوله كثيرون، إنما ينبغي معرفة المقدمات التي أوصلت إليه، فكم من متنصل من خطأ لكنه يردد كل المقدمات السَّابقة عليه.

يوسف سمرين

04 Jan, 16:29


قبل أعوام انتشرت دورات ما يسمى بالبرمجة اللغوية العصبية، وهي [علم زائف] يدور حول تضخيم دور القناعات الزائفة في حل المشكلات الواقعية، إن اقتنعت أنك ناجح ستنجح! ثم تحوَّل هؤلاء إلى منظرين سياسيين يحوِّلون الوقائع إلى قناعات فردية، لعل هذا هو السر الكامن في نفرة كثيرين عن سماع ما لا يرغبون به من وقائع، فهم يعتبرون الانتصارات والهزائم قناعات فردية، فلم يهزم الألمان في الحرب العالمية الثانية لو لم يقروا بهذا! رغم أنَّ الهزائم والانتصارات موضوعية، لا تتبع القناعات.

يوسف سمرين

04 Jan, 16:19


النهضة الأوروبية تميزت بتنخيل تاريخهم، درسوه من مختلف تفاصيله بزوايا متعددة، وهو ما منحهم أرضية تأكيدات جديدة، وتفنيد ادعاءات كثيرة، وقدرة على التفسير، وبهذا تحول التاريخ إلى دراسة منفصلة عن ادعاءات الكنيسة، وصار سهلًا على الباحثين معرفة حتى مصادر ادعاءات الكنيسة، كالثالوث الذي لم يكن سوى تحوير لفلسفة أفلوطين، وقدموا دراسات كبيرة عنه، وهو الذي لم يعرف اسمه في التراث العربي تاريخيًا، بل نحلت بعض كتبه إلى أرسطو مثل كتاب أثولوجيا.

هذه المعرفة هي التي منعت من الارتكاس وتضييع منجزاتهم في مختلف الجوانب، سيما في الجانب المعرفي بما يخص الهوية كالدين، والتاريخ، في حين كان التحديث في المنطقة العربية يرتكز على بعض القطاعات التعليمية فقط، والباقي تحديثه شكلي، سيما ما يخص الفرق والمذاهب والتاريخ، أي ما يمس الهوية، والمقصود بالتحديث المناهج العلمية التي يمكنها أن تكشف، تثبت وتفند، وتعطي تفسيرًا للماضي الذي هو الطريق إلى الحاضر.

يمكن للأوروبي أن يعرف تفاصيل هائلة عن ماضيه، عن الإغريق والقرون الوسطى، عن الخلافات الكنسية، عن باسمارك ونابليون، يستطيع معرفة حقائق التاريخ التي تخالف السرديات الدعائية، كادعاءات العديد من السياسيين، في حين كانت شعارات العلمنة في المنطقة العربية شكلية، وأبقت تحتها مشاكل كبرى كالطائفية، لأنها لم تود البحث بما يزعج أحدًا، بل قد تستفيد انتهازيًا من الوضع القائم على الجهل، والنزعات المناطقية والقبائلية، ومن رحم أنظمة كانت ادعاءاتها كبرى في العلم والبحث، كانت تخرج أشد الادعاءات الخرافية، من أطباء ومهندسين، بقي درسهم التاريخي حبيس قرون سالفة دون مبضع بحث أو تحقيق، وهو ما أثَّر على نظرتهم إلى الهوية فضلًا عن الفكر السياسي الذي تأسس عليها.

يوسف سمرين

04 Jan, 15:30


السلوك العملي فضَّاح لحالة الخطابة الشعبوية، رغم أنه يجسد الحالة الواقعية، إلا أنه مرفوض أن يسجَّل بالحروف ويُنطق بها، بل يجب أن تستمر الظاهرة الصوتية في عُرف كثيرين فهي تضاهي سماع الطرب! السلوك العملي الذي يمارسه إنسان عادي ثم يرفض أن يقال له ما يفعله، وأنه يمثل واقعه، وهو تابع لما تعبأ به كثيرون من خديعة تمنع من نقد الشعوب، بل تجعل الحقيقة مرادفة لرغبة الجماهير، فهي معيار النقد، رغم أنَّ الآفات المستشرية في (السلطة الشعبية) قد تكون الأخطر والأعظم تجذُّرًا.

يوسف سمرين

04 Jan, 02:48


ما يوصف بالعلمانية اليوم في المنطقة العربية صورة أخرى من عالم التفاهة، بعيدة تمامًا عن السِّياسة باعتراضات شكلية، تدور حول اللباس، والشكل، والمصافحة من عدمها، رغم أنَّ العلمانية في الأساس فكر سياسي، إلا أنَّها في الحالة العربية تسعى لمنافسة دور المشايخ بطريقة مضادة، لينطق مدَّعوها تعليقاتهم عن لقاءات دبلوماسية بطريقة نميمتهم حول الاجتماعات العائلية، منذ متى كان الغرب ينظر إلى هذا؟ إنه يبحث عن مصالحه فقط، وفي يوم ما تحالف الغرب مع ستالين، ولم يعكر تلك الجلسات طرائف ازدراء ستالين للأديان، ففي اجتماع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية في طهران، قال تشرتشل: الله في صف الحلفاء، فلم يفوِّتها ستالين وقال: الشيطان في جانبي، إنه شيوعي جيد، يعرف تشرتشل من كان سيقابل وما هي معتقداته، زاره لمصالحه، تلك التي ارتبطت بموازين القوى في الحرب العالمية الثانية، واستمرت إلى نهايتها 1945، ثم كان تشرتشل في 1946 أول من أطلق نبوءة الحرب الباردة وتحدث عن الستار الحديدي، ضد ستالين.

يوسف سمرين

02 Jan, 18:26


لا يزال العمل جاريًا، رغم السنوات ويترشح من باب الأهمية والضرورة.

يوسف سمرين

02 Jan, 17:29


في ١٩٩١ أصدر عمر عبد الحكيم كتابًا كبيرًا عن تجربة الصِّدام مع نظام حافظ الأسد، أواخر السبعينات وأوائل الثمانيات، [يمكن البحث عنه] تلك التجربة التي انتهت بمذبحة كبرى، وبعيدًا عن الشق الأيدلوجي للمؤلف، فقد وجه انتقادات صارخة لقيادات العمل في ذلك الوقت، تتعلق بالاستراتيجية والسياسة، وهم الذين انحدروا من جماعة الإخوان المسلمين، فكان مما قاله عن القائد حينها:

"آل به الأمر لقيادة وإدارة فردية شاملة كان مهيأ لها بفعل تركيبه النفسي العنيد والعاطفي وثقته الهائلة بنفسه" [ص١٨٠]، بما أدى إلى "ارتكاب أعمال غير محسوبة النتائج" [ص٣٣٠]، وهو نابع من "ضحالة الوعي السياسي" [ص٣٣٦]، أما عن التغطية الإعلامية فقال: "أُهمل الإعلام على صعيد الداخل نهائيًا، واقتصر الإعلام على نطاق الخارج ولكنه تورط في الدَّجل والكذب" [ص٣٢٨].

وكان من انتقاده "التورط في شكل من أشكال حرب العصابات طويلة الأمد لا تناسب البلد" [ص٣٣٩] ليختصر حديثه بقوله: "كان فشل الشيخ ذريعًا عندما لبس بدلة الجنرال" [ص٣٤٦]، أما عن القيادة السياسية فقد "كانت جل أعمالهم السياسية ذات طابع تكتيكي أديرت من قبل الشيوخ بلا مبالاة عجيبة" [ص٤٠٣].

يوسف سمرين

31 Dec, 19:53


الكلامُ حيٌّ بين الناس

حينما يُذكر الكلام بمعنى المقالات للفرق الإسلامية، يصرُّ قسم على أنه [نيو سكول]، فيريد أن يبدأ على بياض، متجاهلًا تاريخ المنطقة، مغفلًا أنه كغيره محكوم بالمقالات السابقة، تلك المقالات أو الكلام يمكن وصفها بطريقة تفكير، أكثر الناس لا يفطنون لتأثيرها المتوارث عليهم، فضلًا عن الخروج عنها أصلًا، سواء مثَّل دور التجديد، أو تطرف بصبيانية إلى التبشير بالإلحاد.

على سبيل المثال النقاشات التي كانت في القرن الأول والثاني من الهجرة، لا تزال هي هي، قديمًا كان يعتبر أنَّ من تكلم مقابل الحديث عن الأموال مشيرًا إلى (سوء التوزيع) في وجه من يقول هذا رزق الله، أنه قدري والأمر يتمدد إلى نواحٍ أخرى كالحديث عن التكلفة البشرية لأي حرب، في مقابل: هذا ابتلاء الله ونحو ذلك.

لا تزال مصادر المعرفة تستحضر الاستدلالات نفسها، التي كانت من قبل، مثل الحديث عن الرؤى والمنامات، والمسك الفواح من قبر من مات في خروج ابن الأشعث، حتى شرعية الحكم والصفات الشخصية للقائد هي نفسها التي سيقت مرارًا في اعتبار شخص أنه (الإمام)، وتضحي النقاشات بطريقة الجدل الكلامي الذي يعد من مقصده:

١-حماية الطائفة ٢-إلزام المخالف بأقواله وأفعاله.

ويغيب عن المسألة البحث العلمي بغرض الفهم لا المماحكة، وهو ما نقده بيكون على أرسطو ومن اعتمدوا منطقه، هذا ما يحيا بين الناس، وأي انعطافة غير مدروسة تهدد بتضييع الهوية والانتماء لكل ما في المنطقة وتحويل أصحابها إلى فرع عن التاريخ الأوروبي، الذي لا يظهر أي إمكانية لاحتواء صاحبه إلا على وجه التبعية سياسيًا.

في المقابل هناك تعصب كأنَّ كل شيء قيل في التراث، رغم أنَّ ما لم يكشف منه على وجه التحقيق الكثير مما يجعل السرديات الكلاسيكية تفتقد لعنصر التفسير والمقارنة والتفنيد أو الإثبات التاريخي في كثير من جوانبها، وتدفع الجامعات (أبحاثًا) أقل ما يقال فيها أنها لا تكتشف بقدر ما تطبق سرديات متبناة سلفًا، بما يجعل أجود ما يفرزه ما يسمى تيارًا علمانيًا (الترجمة) دون إنتاج فكري، في مقابل ما يسمى إسلاميًا (يحقق) ما هو مخطوط من تراث، دون كشف كبير في الشق التاريخي للمقالات.

يوسف سمرين

30 Dec, 14:22


"انبثق نور الثورة في الثالث والعشرين من يوليو سنة ١٩٥٢ يحمل مشعله القائد البطل والزعيم العظيم الرئيس جمال عبد الناصر، فمنذ ذلك التاريخ أصبحت الأرض غير الأرض والفكر غير الفكر، لقد كان جمال عبد الناصر بذرة صالحة وكانت الأرض تربة صالحة، فما التقت البذرة بالأرض حتى أينعت وازدهرت"

(الأزهر تاريخه وتطوره، وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر، ١٣٨٣هـ-١٩٦٤م، ص٤٥٩.)

يوسف سمرين

29 Dec, 00:04


"كلُّ البلادِ عدوُّها سفاؤها***وبلادنا أعداؤها فقهاؤها"

(من مجالس أبي سعيد النقاش الحنبلي 414هـ، رواية أبي مطيع الصحاف)

يوسف سمرين

25 Dec, 12:06


جادل محمد البحيري في تغيير مناهج الأزهر، فقال لمحمد عبده: "إننا نعلمهم كما تعلمنا، فقال له الشيخ محمد عبده: وهذا الذي أخاف منه!

فقال له الشيخ البحيري: ألم تتعلم أنت في الأزهر؟! وقد بلغت من مراقي العلم وصرت فيه العلَم الفرد.

فقال له الشيخ محمد عبده: إن كان لي حظ من العلم الصحيح الذي تذكر، فإنني لم أحصّله إلا بعد أن مكثت عشر سنين أكنس من دماغي ما علق فيه من وساخة الأزهر، وهو إلى الآن لم يبلغ ما أريده له من النظافة"

(تاريخ الإصلاح في الأزهر، عبد المتعال الصعيدي، مطبعة الاعتماد بمصر، الطبعة الأولى، ص٦٥.)

يوسف سمرين

22 Dec, 12:54


"التيار الإسلامي الرئيسي في العالَم العربي الذي يبغض تركيا بغضًا تقليديًا ويشجبها على إلغاء الخلافة، وعلى نزعتها الكمالية، وعلمانيتها، وقوميتها، وتغربها، قد تحول الآن وبات يرى نمو ونضج الإسلام السياسي التركي المعاصر"

(الإسلام والنزعة الإنسانية العلمانية، صادق جلال العظم، ترجمة: فالح عبد الجبار، دار المدى، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: ٢٠٠٧، ص٢٠.)

يوسف سمرين

17 Dec, 17:23


الإرث القديم

يصعب التخلص من موروث مرحلة بسهولة، فليست الأنظمة السياسة مجرد هيكل ومؤسسات، بل تشمل تعليمًا، وممارسة، وتعاملًا، أو قل: ثقافة بالمفهوم الواسع، تلك التي لا يمكن ملاحقتها بالهراوات، ولا قوانين المحاكم، بل تعيش بين الناس وهي التي تولت تنظيم تفكيرهم وحياتهم لعقود، إما أن تزاحمها ثقافة بديلة أو تبقى القديمة حية.

هذا الذي تثبته التجارب الواحدة تلو الأخرى، ومع سقوط سيطرة الكنيسة في روسيا وقيام نموذج لدولة ملحدة في بداية القرن العشرين، تم استبدال ثقافة الأيقونات المسيحية بأيقونات ستالين، وكثيرة هي الأنظمة السياسية التي سقطت وبقي في شعوبها منطقها، وطريقة تفكيرها وممارساتها.

إذ تركِّز الأنظار على تغيير القوانين، واستبدال الأعلام والشعارات، وتغفل عن ضرورة استبدال نمط التفكير، ذلك الذي يبقى أثره بعد سقوط نظام سياسي، وكم من قوم هم أشبه ما يكونون بما مضى من حكّامهم، وإن كانوا لم يتولوا منصبًا ولا طمحوا له، بل لعلهم معارضون، لكنهم وجه آخر لمن سبق بثقافتهم وتفكيرهم.

يوسف سمرين

17 Dec, 16:46


التبعية المتجذرة

لا يمكن فصل الجانب السياسي عن الثقافة الحية في المجتمعات، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي كان صامويل هنتنجتون قد بشر بانهيار الفلسفات السياسية الكونية، لصالح الرؤى القومية، وبتعبيره كان الماركسي الروسي قديمًا يريد من الأوروبي الالتحاق بنموذجه الاقتصادي الاشتراكي حتى يشاركه فيه، لكن في عصر القوميات يريد مصالحه فقط.

إذ صار انبعاث الجانب القومي هو المعتاد في هذا الوقت، وفي المنطقة العربية تصارع دفاعًا عن مصالحها قومية فارسية، وقومية تركية، وتم تحويل اليهودية هي الأخرى من ديانة إلى قومية، هناك تأسيس لقومية كردية، وفي مناطق أخرى أمازيغية، تتحرك في منطقة بلا أي مشروع قومي عربي، ولا حتى في الشق الثقافي بين الشعوب، مع اختزال القومية بالتجارب التي قدِّمت في القرن العشرين، والتي بنيت على نسخ باهتة تأسست على الأفكار اليمينية الأوروبية، دون جذور ثقافية لها من المنطقة، وصار رفض النماذج الغربية مرادفًا لرفض (العلمانية) وهو بالتالي ملازم لرفض (القومية).

وعبر تاريخ طويل من العمل (الثقافي) تم ترميم دعائي للتاريخ التركي في المنطقة العربية، وكانت الجماعات التي تولت الثقافة بل إعداد المناهج التعليمية في العديد من الجامعات العربية لا تنظر إلى المنطقة العربية بعد انهيار (خلافة آل عثمان) إلا بنظرة الإدانة لمختلف نزعات الاستقلال، أو محاولات التنظير القومي، وهو ما أسس لمفهوم بديل عن القومية لصالح الديانة، فمهما يكن من قوميات في المنطقة فإنَّ الطرف المقابل يعرف نفسه على أنه (إسلامي) فحسب.

ولا تجد مثل هذا في إيران رغم أنها عرفت نفسها (إسلامية) لكنَّ الجانب القومي بقي عاملًا أساسيًا ومكونًا من مكونات خطاب الخميني الذي يصرح باعتماده على "المؤمنين الفرس" هذا قبل استلام الحكم كما في كتابه (كشف الأسرار)، في المقابل لا تزال القومية التركية نشطة وحية في الشعب، إن غياب النزعة القومية يكشف عن تبعية متجذرة، لا في صعيد السياسة التي قد تكون مرحلية أحيانًا، لكن حتى على صعيد المعتقد وطريقة التفكير.

يوسف سمرين

17 Dec, 15:54


الثورة والسلطة

ليس سرًا أنَّ الثورة فعل سياسي، يجري عليها ما يجري في عالَم السياسة، والثورة تعقد صفقاتها السياسية، لم يكن ممكنًا للينين أن يجتاز الحدود الروسية دون صفقة مع ألمانيا تضمن وقف الجبهة الحربية الشرقية لألمانيا وهو ما توِّج في صلح بريست (١٩١٨)، وجرَّ عليه هجوم اليمين، وكانت مسوِّغات لينين الالتفات إلى بناء الدولة الجديدة دون دخول مواجهة ليس مستعدًا لها.

لكن من أهم ما طرح حينها من جهة الثورة الجديدة إلغاء الدبلوماسية السرية، ومن نتائج ذلك نشر اتفاقية سايكس-بيكو للعلن أمام العالم، باعتبارها نتيجة (الغرف المغلقة)، والعلاقات الدبلوماسية ضرورة لا يمكن إغفالها لكن تأتي خطورتها حينما تكون سرية، تعقدها مجموعة في الخفاء، وهنا يصبح ميزان المصلحة غامضًا هل هو الشعب أو الوطن، أو حفنة مستفيدة.

الدبلوماسية السرية تبشر بقيصرية جديدة، فكيف حين يُجحد وجودها في العلَن (بفضل الله) فهذا معناه احتكار الصفقات السياسية بعيدًا عن أعين الشعب، دون رقابة ودون معرفة لبنودها، وتؤذن بتجمع السلطات بأيدي قلة، تصرح للصحف العالَمية بسياستها أكبر من مصارحتها لشعبها.

يوسف سمرين

16 Dec, 19:49


استنساخ قاديروف هو التكلفة الأقل بالنسبة للإمبريالية الحديثة.

يوسف سمرين

15 Dec, 17:05


لماذا تقع الأخطاء في شهادة العديد من السجناء؟

في الأيام السابقة انتشرت شهادات سجناء لسنوات عانوا الضرب والتعذيب الممنهج في السجون، وكان الذين يجرون المقابلات معهم قنوات إعلامية، أو نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، بمعنى أنهم ليسوا خبراء في التعامل مع هذه الحالات، ولا يعرف الذين يجرون تلك المقابلات ما يمكن أن يحدثوه من ضرر، فأهم ما يمكن أن يوقع في أخطاء أثناء تسجيل تلك الشهادات تحريفها بما يضيِّع للأصل.

مثل إعادة بناء الذاكرة إذ إنَّ كثيرًا من السجناء قد أهملوا معلومات كثيرة من ذاكرتهم عن حالهم في الخارج، أو في مراحل اعتقالهم، بما أدى إلى فقدان ذاكرة ناجم عن الصدمة أو الإجهاد وصولًا إلى عدم القدرة على تذكر المعلومات الشخصية المهمة.

فيأتي المذيع ويسهم فيما يعرف بإعادة بناء الذاكرة، فيجعل الشخص يتذكر لكن بصورة مشوهة للحدث، مثل الحديث عن طبقات تحت الأرض في سجن فيقول السجين نعم هذا حقيقي وأتذكره، بعد أن أعيد بناء ذاكرته، أو تعرض عليهم صور لمعتقلين مفقودين بما يدفعهم لإعادة بناء ذاكرة بصيغة زائفة ويتخيلون أنهم كانوا مع سجناء لم يكونوا معهم.

بعضهم يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، وعدم التعامل معهم من متخصصين نفسيين يسهم في ملء مجموعة من الفجوات بذاكرتهم، بما يضعف من قيمتها لاحقًا، عبر عدة تقنيات منها (الإيحاء النفسي) باعتبار أنَّ ما يقوله السجين مرغوب به، كيف وقد خضعوا لقمع شديد جعلهم يحرصون على رغبة من يقابلهم بعد سنوات وهم تحت رغبة السجانين، لذلك ينبغي عرضهم على متخصصين نفسيين، لا الارتجال في الأسئلة وطرق التعامل.

يوسف سمرين

14 Dec, 20:28


سينما سياسية

أغلب الجمهور عرفوا الممثل الإيرلندي كيليان مورفي في عمله (Peaky Blinders) المحاكي للثلاثية الأشهر (the godfather) لكن على صعيد الأفكار السياسية، فإنَّ فيلمه (The Wind That Shakes the Barley) يعد الأعمق والأهم.

تدور الأحداث حول تاريخ الحركة الجمهورية في إيرلندا، التي خاضت حرب استقلال عن التاج البريطاني في بداية القرن للعشرين، ويشترك فيها شقيقان بحرب عصابات ضد جيش منظم، سجلا فيها بطولتهما وشجاعة منقطعة النظير، وكان أخو مورفي الأشرس منهما، تلك الحرب تنتهي بكارثة عليهما وعلى الإيرلنديين بجرائم بشعة، وهنا يبرز اتجاهان في المقاتلين والأسرى السابقين، الأول يرى القتال حتى النهاية وليكن ما يكون ويختار هذا الاتجاه الممثل مورفي.

أما أخوه الذي صار قائدًا بعد أن عانى الأهوال وأثبت شجاعته، فيرى أنَّ العذاب الذي صب على الإيرلنديين يجب أن يوضع له حد سيما مع عجز المقاتلين عن نيل الاستقلال بالقوة، فلا مناص من عقد اتفاق يمنع أن يجتاح الجيش البريطاني مناطق الإيرلنديين مجددًا، هذا الخلاف السياسي يحدث صدامًا بين من يريد الإكمال حتى النهاية، وبين من يرون تقليل الأضرار، وهو ما حدث بين الأخوين.

وتنفجر الأحداث حين لا يصغي مورفي لمناشدات أخيه، ويخوض هجماته ضد البريطانيين، إلى أن يُعتقل، وهنا يوضع أخوه أمام خيارين: إما أن يلتزم بالاتفاق مع البريطانيين وينفذ حكم الإعدام بشقيقه، أو يُلغى الاتفاق ويجتاحهم الجيش البريطاني ويعود التنكيل بالإيرلنديين، هذا التمزق الأسري هو نتيجة حتمية لصدام بين نظريتين سياسيتين.

يوسف سمرين

14 Dec, 04:05


عارٌ مستمر... في سوريا

شاهدتُ مقطعًا لرجل اسمه: بلال الشيخ من ريف حماة الشمالي، أمضى 13 سنة في السجن لأنه خرج في مظاهرة سلمية حين كان عمره 19 سنة، والرجل تبدو عليه آثار التعذيب بملامحه الذابلة، وقد وصف ما وقع عليه فكان مريعًا أقرب إلى الموت، وليس عن هذا الحديث الذي سمع مثله الجميع إلى حدٍّ تخال فيه كأنَّ الجمهور أطربه الأمر ويطلب المزيد كأنه يغذي خياله وفضوله ليعرف عن المجهول فقط.

بل كلامي عما قاله حين رجع إلى أهله فوجدهم في مخيم للاجئين، وينهار باكيًا فيذكر الفقر الذي يعانون منه وما له سوى أيام قد خرج من قبر ضم هيكلًا فيه روح! ليقول بأنَّه لا يستطيع أن يساعد أهله إذ يعاني من كسور في الظهر، ويبكي بحرقة وهو يقول: لم يسأل أحد عنه ولا قال له أحد شيئًا، وهنا يقول بأنَّ السجن كان أهون عليه من هذه الحال إذ لا يقوى على مساعدة أهله، وهو يراهم يستعيرون الخبز، ولا هم قادرون على مساعدته.

هذا العار هو الذي ينبغي أن يفطن له الناس بدل حفلات الانتشاء اليوم، حين يخرج شخص بعد هذه السنوات، ولا يجد أي جهة تتابعه أو تقف معه، ويعود إلى أهله دون مرافق فيتمنى أن يرجع إلى السجن الذي قد علم الجميع حاله! وفي التعليقات تظهر طريقة فهم الحقوق لدى بعض الناس، إذ علّق أحدهم بأنَّه يقترح أن يفتح قناة يوتيوب ويخرج على حلقات بقصته على الناس وهكذا يمكن أن يحصِّل بعض ما يسد به رمقه وعائلته بأرباح يوتيوب متى زادت المشاهدات!

وآخرون يطلبون رقم الشخص للتواصل معه ربما لصدقة أو تبرع، هذا الشخص الذي له حق على مختلف السوريين يتم التعامل معه كأنه متسول، رغم أنَّ المجموعات المنتشرة التابعة لفصائل تظهر صحتهم في خير حال، وتدفع لهم مخصصات مالية فهي تستفيد منهم، في حين أنَّ تلك القلة التي نجت من الموت لا تسمع حديثًا عن قانون ملزم يحفظ كرامتهم، فليست المسألة مادة إعلانات ولا جمع تبرعات بقدر أن يوجد قانون مخصص لرواتبهم الشهرية كأحد العناصر الفاعلة أم إن خبتْ للمرء فائدة لم يفتقده أحد؟

لا بد من هيئة تفرض مخصصات تعتبر حقوقًا لهؤلاء، لا فتح الباب لإظهار قصصهم فحسب، بل النظر إلى الجانب العملي، ويكون التصور الحقوقي المفقود أكبر عائق عن تحقيقه، هؤلاء لا يحتاجون إلى التسول، ولا إلى الظهور على الشاشات بعد ما لاقوه، فالأمر يضحي هجاءً لواقعهم الجديد لا القديم فقط، بل يحتاجون إلى لجنة فاعلة تتابعهم، لا أن ترميهم إلى أهلهم وتنتهي الحكاية فهؤلاء لهم حق على المجتمع، وتفعيل هذا الملف أفضل من تحويل المآسي لعشرات المنتجات الإعلامية، والروائية، والشعرية التي تضمن المجد الشخصي لأصحابها، أكبر من تفعيل جانب عملي واحد يساعد هؤلاء النّاس بحق، فالحديث عن مأساة الماضي قد يغيِّب مأساة حاضرة، حين يخرج شخص بعد مأساة، ويتمنى العودة إليها، يكون قد أطلق تحذيره من عار لا يزال موجودًا بين أظهر المحتفلين.

يوسف سمرين

11 Dec, 19:43


حينما يمثِّل دور المَرِن ذهنيًا: "نحن منفتحون على تبادل وجهات النظر، لكننا منذ سقوط الأندلس نعاني من حالة طوارئ، فلو نركِّز على الأهداف المشتركة، ولو أخذت ميثاقنا، وكتبنا وردَّدتَ كلامنا يكون خيرًا، أو اصمت".

يوسف سمرين

09 Dec, 15:31


يمثلُّون الانشغال

يشتري صحيفة ثم يصدم حين لا يسمع من مقالاتها أزيز رصاص، هو منهمك-في دعواه-في رسم خرائط الحروب وسقوط الدول، مرض طفولي يعاني منه كثير من رواد المواقع الاجتماعية، يبحث عن حرب لا فكرة في مقالة أو منشور، مع أن الكتابة ما وجدت إلا لنقل الأفكار والمعارف، ولو كان منهمكًا بفعل ما وجد وقتًا لتقليب الصفحات، يعاني هؤلاء من تضخُّم في أنفسهم، ومرض إشاعة الانهماك في معالجة الحروب، وطيلة سنوات لا هو في عمل ولا في قراءة، ثم يستثقل شأن الكلمات! مكانه (ريلز) لا القراءة.

يوسف سمرين

09 Dec, 13:51


كفوا عن التنظير!

مع كلِّ دفقة مشاعر وحدث، مع كلِّ موجة يخرج هذا الشعار، كل حركة واقعية قد تكون صحيحة أو خاطئة، كل تنظير يحتمل أن يكون صحيحًا أو خاطئًا، لكنَّ وجود التنظير الخاطئ لا يعني رفض أصل التنظير، بدون التنظير لا تتميز ثورة سياسية عن قطاع طرق، جسد بلا رأس، بدون التنظير تجد من يصفق للفعل ونقيضه.

يوسف سمرين

08 Dec, 18:03


تميم البرغوثي يفعِّل وضعية: (أميَّةُ كلُّها شرَفُ).

يوسف سمرين

08 Dec, 12:53


ضيقو الأفُق لا يستوعبون ما يجري!

الحالة السِّياسية لا تزال تدفع ثمن قراءة كارثية، فقبل عامين اعتبر إنجازًا استراتيجيًا لمن جعله إعلام الترند (الزعيم الملهم) حين دفع نحو مصالحة نظام الأسد، وخرج يهتف بإنجازه الضخم: (نصالح سوريا الأسد) معوِّلًا على جيش نظامه، على اعتبار أنهم مقصودون في حديث جند الشام، وكانت البيانات الرسمية تتحدث عن (خطأ فردي) تسبب بالقطيعة السابقة، كانوا يفخرون بخطوة مع نظام ميت سريريًا فماذا سيقولون اليوم عن (الخطيئة الجماعية) لحزبهم؟

ثم جاءت البيانات الأولى تخاطب الشعب لأي سبب ينبغي أن يدفع أثمانًا كارثية، بأنَّ زمن استهداف دمشق (الأسد) ولَّى إلى غير رجعة، ثم ولَّى نظام الأسد نفسه، لقد تم التعويل على ما سمي (محورًا) الذي لم يستطع أن يمد يده لإنقاذ نظام انتسب إليه، وانسحب هو ومختلف فئاته التي احتلت (ترند) عام كامل.

وجرَّ التقارب الاستراتيجي المذكور إخراس كل صوت يخالف صوتهم، فلم يكن غريبًا أن يتعرض مواطن للضرب لأنَّه مزق صورة لسليماني، أو وصف أي مخالف بالخيانة والعمالة، العبقرية الاستراتيجية لم تبقِ على شيء فيما سمي المحور، ولا وحدة إعلامية وهمية، ثم بقيتم أسياد (الإعلام) دون التفات لكارثة هائلة لتلك السياسة سواء الخارجية أو الداخلية.

لقد وجد بعض الفنانين في أنفسهم شجاعة الاعتذار عن مواقفهم السابقة، لكن في حالتكم لن يوجد هذا، ستبقون على التصفيق لسياستكم التي لم تبخلوا عليها يومًا بأوصاف الربانية، حتى تضمنوا مقاعد في الجحيم لمن يخالفها، لقد ضللتم أنفسكم وأتباعكم مرارًا ولا تزال العنجهية سيدة الموقف.

يوسف سمرين

06 Dec, 17:36


كان لصادق جلال العظم ورقة يستبشر فيها بصعود أردوغان في تركيا ويرى بأنَّه يمكن أن يؤثر في علمنة التيارات الإسلامية، إلى درجة ما، وكان يتعامل مع الموضوع (فكريًا) لا يرصد فيه ما يتعلق بالسياسة القومية التركية وتوظيف مختلف التيارات في إطارها، وإلى درجة كبيرة أثبتت تركيا قدرتها على الاحتواء والتوظيف، وما يقال بعد مظلتها ويعتبر [إنجازًا] لو قيل قبله لحقق إنجازًا دون تبعية، لكنه حين يقال مع [الترشيد] القومي التركي دومًا سيكون لها ضريبة سياسية، على أي حال لا يظهر أنَّ أنصار من يتم إرشادهم قد نضجوا، لسبب بسيط أنَّ الواحد منهم يصفق لما يقال علنًا تحت المظلة التركية، ولكنه يعتبره كفرًا في أي حوار جانبي.

يوسف سمرين

06 Dec, 10:35


لا يريد أن يكون صاحب الحِمل

لا تزال النقاشات خصوصًا بين التيارات الإسلامية طفولية، يخشى الواحد منهم أن يحمل كل شيء لوحده، بعقلية (دفع الشبهة) إن قالوا هذا فألزمهم بذاك، لا الحرص على الفهم، من قال بأنَّ التجارب السابقة القومية، يسارية، وطنية رائعة ووردية، وأنَّ أي نقد للإسلاميين يعني أنَّ تجارب غيرهم كاملة؟ التيارات الإسلامية تتجاهل أنَّها وريثة أصلًا للعديد من أخطاء التيارات السابقة، زيادة على ما عندهم من منافرة للفكر السياسي وأنَّها مشبعة بتكرار الخطابات السَّابقة، بمعنى أنَّ العقدة التي تقول تكلم في غيرنا قبل أن تتحدث فينا هذه عقلية مناكفة صبيانية، جزء مما ساهم أصلًا في قوة التيارات الإسلامية أخطاء التيارات السابقة عليها.

وتخصيص الإسلاميين ليس لأنَّ غيرهم يساويهم في الوجود وبالتالي فنقدهم يعزز من غيرهم، إنما لأنهم انفردوا بالساحة فقد اعتبروا المنتصر في الشارع من السبعينات وما بعدها، هم من تحكموا بالجامعات، هم من شكلوا المخيلة السياسية لأجيال، هم من أقاموا تحالفاتهم مع دول منافرة للناصرية، هم من أطلقهم السادات وقضى على خصومهم، هم من أقاموا ثورة في إيران هي اليوم دولة فاعلة في المنطقة، هم من شكل مختلف التجارب لأجيال الثمانينات والتسعينات، وافتتحوا القرن العشرين، أمام هذه التجربة يضحي من المهازل الحديث عن أخطاء عبد الناصر فقط كأنهم لم يكرروا خطاباته وتجربته في كثير من الأحيان على صورة مصغرة وأشد كارثية، فبقاؤك في تقييم تجربة الحزب الشيوعي في العراق أيام بدر شاكر السياب ما اسمه هذا؟ الأجيال التي نتحدث عنها لمن قرأت؟ أليس المثقف فيهم مشبع بكل ما أنتجه الإسلاميون؟ ليس محترفًا في الماركسية، ولا يعد منظرًا ليبراليًا! ومن هو كذلك هو من القلة لا السواد الأعظم، ولا يرتضي أكثر الإسلاميين أن يُحسب عليهم.

يوسف سمرين

06 Dec, 10:07


في نقاش قديم بين القرضاوي ومحمد حسنين هيكل، كان هيكل قد قال بأنَّ التيارات الإسلامية لا تصلح إلا أن تكون عناصر مقاتلة، لا تملك أي فلسفة للحكم، فرد عليه القرضاوي في كتابه (الإخوان المسلمون سبعون عامًا من الدعوة والتربية) وكان كلامًا إنشائيًا عامًا مليئًا بالشتائم لتجارب غير الإسلاميين، ونثر المدائح في الإسلاميين، وبقي السؤال في هذا قائمًا، ويتعزز اليوم بصورة أكبر من قبل، تلك التيارات سيطرت عليها الشعارات العامة التي أنتجت في القرن العشرين لا تريد أن تفكّر ولا تأخذ ولا تعطي لأن (الاستعلاء وفق مصطلح سيد قطب) يمنع عليهم أن يعترفوا بفقدانهم لأي فلسفة في الحكم، تلك التيارات انتشرت وأقامت شعبيتها لا لوجود تصور سياسي جامع، بل لكونها استعدت لضم أبعد العناصر عن العقل السياسي بل وفي أفكارها ما هو منافر تمامًا للسياسة بحجة مهاجمة خصومها فقط، عقلية القبيلة الواسعة، ولا يمكنك أن تفكر كمنظر للثورة الفرنسية بثقافة تعتمد على (معالم في الطريق) ، ومتى صار الخطاب يتحدث بلغة لا يوجد فيها أي تدرج ملاحظ في تطور التصورات السياسية، حينها لا تكون المخرجات لنضج التجربة فيهم، أو التعلم من الأخطاء، بل لوجود دولة راعية تقول قولوا هذا ولا تقولوا ذاك.

يوسف سمرين

04 Dec, 19:08


ملاحظات سياسية سريعة:

١-الحروب لا تحسم مسألة الحق، فقد يُهزم محق، وقد ينتصر مبطل.

٢-عدالة قضية لا يعطيها وضعية أفضل سياسيًا وعسكريًا، سؤال الحق يختلف عن الوجود.

٣-الحديث عن الفكر السياسي، لا يعوِّضه الكلام في مسألة الحق، كثيرون يفكرون كقانونيين لا سياسيين، لذلك يعترضون على أي تحليل من باب انحيازهم لقضية، وسوق شواهد عدالتها، وهو باب منفصل عن بحث الجدوى، التحليل السياسي تشخيص حالة موضوعية، لا يتحسن وضع مريض لمجرد محبتك له ولا يحق تزييف حالته بحجة تطييب خاطره، ولو كانت السياسة مسألة قانونية محضة لحلت مشكلاتها في المحاكم واستئنافها.

٤-خوض الحرب يكون لاعتبارات سياسية، من يخوضونها باعتبارات عسكرية صرفة يسحقون.

٥-الفكر السياسي يتم تطويره بما يشمل وعي الأفراد، لا يعبَّر عنه ببيانات برَّاقة وعلى الأرض ما يناقضها تمامًا.

٦-ما يزرع في أوقات السلم، هو ما يُحصد في أوقات الحروب.

٧-الشأن العام تدخل في حياة الأفراد، الشخصيات العامة يجب أن يشجَّع الحديث فيما تقدمه وتقييمها ونقدها، كل هالة حولها تضعف الموقف.

٨-النقاش السياسي يشتد في أوقات الأزمات، أخذًا وردًا، عكس ما يقال كل حين في المنطقة بأنَّ أحاديث السياسة تؤجل ما بعد الأزمة، الحديث ما بعد الأزمة هو حديث تاريخي لا سياسي.

٩-السلطات الشعبية التي ترفض الإصغاء لما يخالف أهواءها هي في الواقع لا تقدِّر قيمة الكلمة كناقل للحقيقة، وبالتالي تقمع ما لا خسارة في سماعه، وتفويته هو المضرُّ.

١٠-الإدراك المتأخر في السياسة يساوي عدم الإدراك، لضرورة الإدراك الحيني.

يوسف سمرين

04 Dec, 15:46


مع أخبار كوريا الجنوبية، هل سيعتبر من كتب عنها، وتحدث في بودكاست، نفسه يومًا قد (نصر المعارَضة الكورية)؟ ويوحي كما في غيرها من قضايا بأنَّه منخرط في مشروع كبير، وما كوريا الجنوبية إلا بعضه، لأنَّه يكتب بين متابعيه عن الموضوع؟ وبما أنَّه قال لمتابعيه بأنَّه يعطيهم فُسحة لمتابعة أخبار الكوريين وقلبه عليهم صار جزءًا من قضية كوريا الجنوبية، وإن تحدث يومًا مع كوري يعتب عليه أنه لم يقدِّر له منشوراته أو انتصاره؟ ويقول: العتب علينا أننا وقفنا معكم؟ ويجد نفسَه مؤهلًا ليصدر أحكامه على الشعب الكوري، ويعرف مصلحته أكثر منه؟ أو يخاطب شخصًا يخالفه في التحليل على وسائل التواصل ليقول له: أنت مخذِّل عن كوريا؟
أسئلة لعلها من نفث شيطان كوري.

يوسف سمرين

04 Dec, 14:53


لا يزال يتأكد كل حين ضرورة المعرفة التاريخية لفهم الأسباب الموضوعية التي جعلت شعوب المنطقة (كائنات لا سياسية)، تلك المعوقات لم تكتشف بعد كما يجب، فضلًا عن نقدها.

يوسف سمرين

04 Dec, 14:49


الشهرة المفرطة تدفع إلى سؤال: ما الذي جعل صاحبها يحوز على اتفاق عدد واسع على ذلك الإعجاب وهم الذين يشتملون على من هو مفرطة بالبلاهة؟ عادة ما يكون الخطاب المنتشر، هو الخطاب الأغبى حتى استطاع إقناع جموع هائلة.

يوسف سمرين

04 Dec, 14:06


بعض الناس له مُدَّة طويلة متوقف مع معضلته الفلسفية والدينية الكبرى هل يفرح أو يحزن؟ هل يشمت أو يتعاطف، هل يتجزأ التعاطف؟ هل يمكن أن يشعر بشعورين في وقت واحد معًا؟ كأنَّ نقاشه في شكل الوجه التعبيري الذي سيضعه في وسائل التواصل، ويعتبر ما يقدِّمه في هذا تحليلًا سياسيًا، بل قل: ممارسة سياسية! كأنَّه يناقش عُرسًا أو اجتماعًا لختان طفل، فيدلي بمحفوظاته التي تعبِّر عما يستشعره من سرعات نبضه أو تلذذه، معتبرًا ما يدور داخل جسده نموذجًا ينبغي على العالَمين اتباعه، بما لا تتسع له السِّياسة خارج حدود الجسد، ويعبر عن اعتقاد بمحورية ذاتية.

يوسف سمرين

04 Dec, 13:26


الدوَّامة

هكذا كان عنوان رواية لسارتر عبَّرت عن أزمة أصابت الأحزاب الشيوعية الثورية في القرن الماضي، حين تفاءل كثيرون بخلاصهم من ماضٍ قديم، تمثلت سياسيًا في القيصرية الروسية ١٩١٧ لتعود الدوامة باسم آخر، والقيصر باسم آخر، المحاكم الثورية، الشرعية الثورية المطلقة التي لا يُعرف أين يمكن أن يصل تطهيرها الثوري، دفعت سارتر إلى اليأس.

رواية الدَّوامة تشبه العود الأبدي لدى نيتشه، وقد استعار الفكرة أحد الرَّسامين السوداويين فرسم مجموعة تُسقط تمثالًا وتنصب آخر كأنَّ التماثيل نصبت على رحى طاحونة، ما أن يسقط واحد حتى يخرج آخر، ضريبة لفكرة (الخلاص) كما في التصوُّر الكنسي، ما أن تؤمن بشيء حتى تتخلص من أوزارك وتحوز دخول الملكوت.

لكنَّ الواقع لا يعترف بهذا الاختزال العاطفي، بل كل منظومة تحليلية وتنظيرية مهما تعقَّدت، فإنَّ مهمتها شرح العالَم وفهمه، أصابت أو أخطأت، أما تلوين العالم بريشة عاطفية فهو دأب الشعراء والفنانين الذين لا يمكنهم أن يسدُّوا مكان علم السياسة، أو الاجتماع، أو ما هو أدق مثل الفيزياء.

تطل رواية الدوَّامة حين تشاهد امتعاضًا من طغيانٍ في (جمهورية) لكنَّ الآمال تتعلَّق بزعيم حاز على (بيعة)! حتى تكون الاعتراضات على تجاوز الصلاحيات الدستورية، لتهتف الجموع لإسقاط الدساتير جميعًا! فكرة الجمهورية نفسها قامت على أنَّ رأس الدولة ليس هو (ولي أمر) ليس هو الأدرى بمصالح الناس بالضرورة وتمنح له سلطة على هذا الأساس.

لذلك قيُّدت سلطاته برقابة أخرى يشارك في تقييمها خبراء في مجالات مختلفة، لكن ما أن تُعاد صياغة المسألة بعقلية الثقة والطاعة، حتى يعود سؤال الدوامة الأول: هل وجد طغيان ما في العالَم إلا بتجمع السلطة بيد فرد ومجموعته؟ ماذا يتبقى حينها للشعب الذي صار من (موضة) العصر تعريفه على أنه مجموعة مواطنين، سوى أن (يثقوا).

فكرة الثقة تعني أنه ليس هناك أي آلية ضبط، مراجعة، مساءلة، هو زعيم تقي، ويغفل هؤلاء زيادة الإيمان ونقصانه، في التجارة اليوم لا تكاد تجد مكانًا كبيرًا (للثقة) التي تحتل منصبًا هائلًا في التصورات السياسية القديمة، بقدر الرقابة والأرقام، ماذا يمنع الزعيم من استغلال الثقة، لا ما يمكن أن يدفعه إليه إيمانه لو التزم بتقواه في أحسن الأحوال، تبقى رواية سارتر نفحة أدبية نقدية يائسة، تتحدث عن أوروبا فقط!

يوسف سمرين

02 Dec, 18:29


"لا يمكنك التفكير بنزاهة إذا كنتَ لا تريدُ أنْ تُؤذي نفسَك"

(رسائل فتغنشتاين؛ مختارات تحكي وعيه، ترجمة: عقيل يوسف عيدان، دار الرافدين، ص١٤٤.)

يوسف سمرين

01 Dec, 19:07


الوضع الذي أصبح هو الأصل في المنشورات، بودكاست، أمام من لديه عدة متابعين.

يوسف سمرين

28 Nov, 17:37


هناك من كلُّ همه أن يقول: ليس صعبًا أن تدعي الحكمة بعد وقت طويل على جنوننا، لقد كانَ غبيًا ولا يزال، ولا يحتاج هذا لمشاركة العالَم له في الوصف حتى يخف وقع الكلمات عليه، بل إنَّ من الغباء ما يوصف بالجريمة، هؤلاء المنحطون تعبوا من تخوين كل صوت غير أصواتهم، والآن يفاوضون ليصلوا إلى اتفاق يقضي بأنَّ الجميع أغبياء لا أن ينفردوا بهذا!

يوسف سمرين

28 Nov, 13:56


سيعودون إلى ما كانوا عليه من قبلُ، ببثِّ بلاهتهم الرتيبة كأنها حِكمة ودروس، ونشر كل مقدِّماتهم التي أنتجت المسخ السِّياسي، فجوهر فلسفتهم: ما لا يرغبون به لا يعترفون به فهو غير موجود، بانتهازية قررت سلفًا أنَّ الأفضل عليهم خسارة أيِّ شيء ولا الإقرار بخسارة هالة تحليلهم وسياساتهم التي نسبوها إلى الله لمجرد أنهم مطمئنون لأنفسهم! وسيبقون على ما هم عليه، ولا مطمح في تغيير شيء من قناعاتهم، أما الوقائع فلا تبالي اعترفت بها أو لم تفعل، ولن يمحى من الذاكرة شيء أرادت فئة نسيانه.

يوسف سمرين

27 Nov, 12:23


‏من لم تقنعه الحجج، روّضته الأيام.

يوسف سمرين

24 Nov, 18:25


المؤمنون في التنزيل هم الذين يؤمنون بالغيب، وهم في عرف أقوام: الذين يجحدون المشاهَدات.

يوسف سمرين

23 Nov, 23:19


الخشبية

بايع المختار بن أبي عبيد الثقفي (67هـ) عبد الله بن الزبير في مكة، وتلطف له حتى يجعله واليًا على الكوفة معقل الشِّيعة في زمنه، وفيها ادعى بأنَّ أخا الحسين بن عليّ وهو محمد بن الحنفية ممن كان يقيم عند ابن الزبير قد وكَّل إليه بأن يأخذ بثأر الحسين! فرفع شعار (يا لثارات الحسين) وخاض حملة شرسة تتبع فيها قتلة الحسين بن عليّ، وهو ما صنع شعبيته بين شيعة العراق، فتحلَّقوا حوله، وأخذتهم الحماسة والحمية، حتى خرج كثير منهم معه بالعصي والخشب، فأُطلق على أتباعه (الخشبية)، وخاض المختار بهؤلاء حربه فتتبع قتلة الحسين من جهة، وقاتل بهم ضد مصعب بن الزبير من جهة أخرى، فاستنزف قواته وقوات ابن الزبير حتى هزم، هذا القتال بين الجبهتين أضعهفما، وفتح ثغرة ليتحرك عبد الملك بن مروان، الذي سيطر على العراق لا الكوفة فحسب، وأسقط حكم ابن الزبير، وسجَّل التاريخ انتقاد محمد بن الحنفية لذلك الاندفاع الخشبي، فقال: "لو كانت أم أحدهم التي ولدته لأغرى بها حتى تُقتَل"! وتمتم العديدُ من الكوفيين الذين شاهدوا ما حلَّ بهم من خروج العصي ذاك، فقال الشعبي (106هـ): "نظرت في هذه الأهواء وكلّمتُ أهلها، فلم أر قومًا أقل عقولًا من الخشبية"، وقال عمرو بن مرة (116هـ): "نظرت في أمر هؤلاء الخشبية فإذا هم شرُّ قوم".

يوسف سمرين

19 Nov, 16:10


السيد عطَّار يجري عملية جراحية!

لا يعترف السيِّد عطار بتخصص الطِّب، فالعطارة مهنة أجداده، ولا يتنكر لأجداده إلا خسيس الطبع، ولا يقرأ المجلَّات العلمية بل يتلو حزب الإمام الشَّاذلي ودومًا ما ينجح بحسب ما يدَّعي، وبعد آخر جراحة أعصاب تفضَّل بها مشكورًا مات المريض! وصار يجادل بأنَّ المطلوب كان إنقاذ المريض لأنَّ حالته صعبة بغض النظر عن مؤهلاته وعن النتائج التي لا يد له فيها.

لا يعرف أحدٌ أنَّ عطَّارًا استشارَ أيَّ متخصص سواه في حياته، فهو يشخِّص بفراسة المؤمن، وقد أخبرته خالته وهو صغير عن رؤيا رأتها فيما يرى النائم حيث كان يصافح أبقراط، فعلم منذ ذلك الحين أنه سيكون من كبار الأطباء في العالَم، قيل له يومًا بأنَّ العلم لا يضمن النتائج بنسبة تامة لأنَّ الإنسان لا يعرف كل شيء، لكن بدون العلم ستكون النسبة المرتفعة في الموت لا العلاج، رفض ذلك لأنَّ الله هو الذي يحيي ويميت، وهؤلاء ملاحدة لا يعوِّلون على مدبِّر الكون، فلا تعني له الاحتمالية شيئًا، ما دام الأمر ممكنًا في رأسه، ويبقى علاج المرضى يحتمل نسبة الخمسين في المئة أن ينجح.

والعطار رجل مؤمن، كثيرًا ما يأمر زبائنه بالصَّلاة على النبي مع وصفاته السِّرية التي يشاع أنَّه استلها من كتاب يُدعى (شمس المعارف الكبرى) للبوني، ورغم أنَّه لم يعالِج مريضًا على وجه التحقيق إلا أنَّه يصر على أنَّ أكبر المتخصصين بالجراحة قد يقعون في أخطاء بشرية، لكنَّه يصرُّ على أنَّ أفعاله ليست مثلهم إنما ينتهي عمر المريض المكتوب سابقًا في اللوح المحفوظ بين يديه.

ويرفض أن يصحح له أحد أو يراجعه أحد، بل كلُّ أولئك المعترضين على طريقة تحليله للأمور، قد باعوا أرواحهم للشيطان هكذا قرأ في كتاب نسي اسمه، ويفاخر بأنه خبير بالميتافيزيقا، فما من يوم تخرج فيه دفعة من أرواح المرضى بعد إعماله يديه في جراحهم إلى عالم الآخرة، حتى يقف على رؤوس الناس يشرح لهم الحكمة العظيمة وراء ذلك، حيث يدَّعي بأنَّ ذلك خيرٌ لهم فقد كانت تنتظرهم أمراض أخرى على وجه الدنيا، ويأمل أن يتعرَّف على مرضاه في حياة أفضل.

اعترض مرة عليه أحد متعلِّمي المدينة، بأنَّه لا يعترف به طبيبًا فجمع عطَّار الناس، وأشهدهم على ما يقوله ذلك المهرطق، هكذا سمع بعض القساوسة ينطق هذا الوصف، وقال لهم: انظروا له، فضلًا عن اعتراضه على الأقدار الإلهية، فإنه يريد أن يمنع العطارة في البلد! يرفض علاج المرضى ومساعدة الناس، أي قلب منكوس يحمله هؤلاء المتمدينون!

يوسف سمرين

19 Nov, 14:52


مطالبون بالفعل لا النصر

هذه الجملة شائعة جدًا، وهي تعبِّر عن أزمة متوارثة، وتتبع تصورًا قديمًا يعود إلى الكلام الأشعري بانعدام التأثير من الأسباب، وقد خرجت في الأساس من رحم نقاشات بين المعتزلة والأشعرية، حين أكد الأشعرية على أنَّ الله هو المؤثر الوحيد في العالَم.

رغم أنَّ هذه الجملة توحي بالتناقض، كأنَّ العبد له سلطان على فعله لا نتيجته، ولا علاقة هنا بين الفعل والمفعول، رغم أنَّ الفعل المتعدي ما فُعل إلا للنتيجة، لكنها تنفي العلاقة بين السبب والنتيجة، والمقالة الأشعرية نفسها تنفي علاقة التأثير بين إرادة العبد وفعله كما هو معلوم ونتيجة ذلك وقعوا في الجبر.

وكان الأصوليون حتى ممن تابعوا الأشعرية قد التفتوا إلى أنَّ الأحكام الشرعية فيها ما حرص على النتيجة، مثل إطعام الجائع، وقالوا هنا الخطاب الشرعي متعلق بالإطعام بقطع النظر عن فاعله، وهو ما عرف بالواجب الكفائي، وفي هذا الباب يلمح الشاطبي أنَّ الفروض الكفائية لا يخاطب فيها الجميع ثم يراد بها بعضهم كما في تجوُّز عبارة بعض الأصوليين، بل يخاطب فيها من فيه الكفاءة ليحقق المقصد منها، مثل إنقاذ غريق، لا يخاطب فيه من لا يحسن السِّباحة، إنما ينحصر الخطاب للقادرين على الإنقاذ فالغرض تحصيل النتيجة، وإن تجنَّب هذه العبارة من تجنَّبها من الأشعرية وقالوا الغرض تحقق الفعل وتجنبوا الحديث عن المفعول.

وقد لمح الغزالي أنَّ سياسة البلدان كطب الأبدان، والطب كما هو معلوم يحتكم إلى التجربة، ومدار رحاه النتيجة بحفظ صحة الجسد، وكل وسيلة لا تحقق هذا بل تنقلب إلى نقيضه تخرج عن مسار الطب، وبهذا يظهر أنَّ المقالة القائلة بعدم تحقيق النتيجة وانحصار الأمر بالفعل غير صحيحة وهي تصوُّر لا سببي، وجبري في خاتمته، والواقع أنَّ كلَّ المعاملات إنما وضعت لمقاصد تسعى لتحقيقها، أما فصلها عن نتائجها فيحولها إلى تعبد محض.

يوسف سمرين

19 Nov, 01:51


"التفريق بين المطالب والآمال، مهم في فهم التفريق بين الدعاية والحقائق على الأرض، فقد تصوّر الدعاية قويًا بأنه ضعيف، أو ضعيفًا بأنه قوي، بناء على عدم التفريق بين الأمرين، وهذا يهوّش الرؤية الحقيقية للواقع، وقد يوقع بكوارث على صعيد الخطوات السياسية على سبيل المثال يقول ميكافيلي: "من الخطأ أن تعقد حلفًا مع حاكم شهرته أعظم من قوته"، وذلك أنَّ الوصول إلى القوة لمن يفقد إمكانياتها مجرد أمل، بخلاف تحقيقها كخطوات، فمن لم يفرق قد يعقد حلفًا مع ضعيف، أو يعلِّق مطالبه على أمل هش بأن يتحرك ذلك الحليف فوق إمكانياته، وبالتالي تكون العواقب السياسية حينها لغير صالحه".

(ملاحظات في التفكير السِّياسي، 2021)

يوسف سمرين

19 Nov, 01:50


"إنَّ سقف المطالب تحدده الأرضية التي تقف عليها، فليست المطالب استجداء، فالعالم السياسي لا مجال فيه لطلب القرض الحسن، بل إنَّ موازين القوى، والمصالح هي اللغة المفهومة، ومتى كانت الأرضية حقيقية وثابتة فإنَّ المطلب يكون أقرب إلى إمكان التحقق، وبذا تفترق المطالب عن الآمال الكبرى، فالآمال الكبرى مبنية على نظرية، أو موقف، أو معتقد، في حين أنَّ المطالب السياسية أو الخطوات السياسية محكومة بالأرضية التي تقف عليها في الواقع، وهذا يظهر المرونة في التفريق، فكلما اختلفت الموازين والمصالح، قد تتحول الآمال إلى مطالب، أو خطوات، والعكس صحيح."

(ملاحظات في التفكير السِّياسي، 2021)

يوسف سمرين

17 Nov, 17:05


كثير من الناس يعتقدون أنَّ عندهم آراء، يظنون بها أنَّهم يقيِّمون الأمور بطريقة صحيحة، فيتمنون أمورًا وفق تصوراتهم، ويحذرون من أخرى، فلما يذيعون آراءهم يقول العاقل في نفسه ليته سكت!

لذلك فإنَّ أعظم عبادة هي الدعاء، فيها يناجي العبد خالقه، هناك يعبر عن رجائه وخشيته المبنية على آرائه في مختلف المجالات، سياسية، اجتماعية، اقتصادية، أي عظمة أكبر من أن يختفي هؤلاء عن إذاعة كلماتهم علنًا ويسرون بها، فتضحي خاصة بينهم وبين الرَّب!

وفي زمن وسائل التواصل نستطيع تقدير أهمية الدعاء بعيدًا عن الأنظار، في السجود مثلًا، ماذا لو تحولت آلاف المنشورات التي يتبجَّح بها أصحابها وهي تحتاج إلى "محو أمية" لتصحيح منطلقاتهم، إلى حديث تعبدي خاص؟ بدل نشرها كل حين على الخلق، الرب هو خالقك يسمع دعاءك، يختلف الأمر عن العباد!

حبذا لو كانت تلك الآراء موزعة في الأدعية الخاصة، بدل اعتقاد أنها أفكارٌ نيرة ينبغي على المخلوقين سواه الإصغاء إليها، أي سكينة تنزل لو كان كل ذلك في دعاء خاص إن لم يستجب له الله قال لعلَّ ذلك خير لي، لأنك لو ناقشته فيما يقول أقام الدنيا ولم يقعدها، فليبقها في دعائه، فإنَّ الله يسمعه، والعبد يضيق حرجًا من كثرة ما يقال.

يوسف سمرين

17 Nov, 15:23


"خليق بأمة تريد أن تحيا حياة جديدة أن تعرف تاريخ سلفها في دوري الرفعة والانحطاط، لتعلمَ أسباب السؤدد والرفعة، وعلل السقوط والانحطاط، لأنَّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولن تجد لسنة الله تبديلًا، وإنَّ أمة تجهل تاريخ الأمم عامَّة، وتاريخ نفسها خاصة لجديرة أن تخبط خبطَ عشواء في الليلة الظلماء"

(علماء الشَّام كما عرفتهم، محمد سعيد الباني، دار القادري، ص٧٤.)

يوسف سمرين

14 Nov, 12:16


هناك من كان يقرأ قصيدة (يسقط الوطن) لأحمد مطر على الهواء مباشرة في بعض القنوات الفضائية، بحجة المعارضة السِّياسية، واعتمدت ثقافته على كتب مثل (سأخون وطني) للماغوط، هو نفسه لا غير، من تحول إلى (بارون) في (الجيش الأبيض) حينما ارتبط الموضوع بتريند بعيد!

يوسف سمرين

14 Nov, 11:29


كان لهايدغر مصطلح باليد، شيء تقبض عليه كمطرقتك، أو أغراضك، هو باليد، هكذا السياسة تتحرك فيما هو باليد، أما نداء أحرار العالم فلا يرتبط بالسياسة بقدر ارتباطه بمعنى: لله يا محسنين!

يوسف سمرين

09 Nov, 15:24


في السِّياسة، مهما كانت القناعات، لا يود أحد المشاركة في ضريبة الهزائم!

يوسف سمرين

07 Nov, 23:48


اللا عقلانية، تسمي كل ما لا يتفق معها (لا دينية)!

قبل أن يعرَّب مصطلح العلمانية، كان البخاري قد روى في صحيحه عن عمر بن الخطاب أنه سأل جمعًا من الصحابة عن آية فقال: فيمَ ترون هذه الآية نزلت؟ قالوا: "الله أعلم"، فغضب عمر فقال: "قولوا نعلم أو لا نعلم"!

هذا في سؤال في موضوع ديني، لم يرضَ فيه هذا القول فهو يسأل البشر أنفسهم فإما أن يعلموا أو يجهلوا، ويخيل إليك أنَّ هذا الجواب لو ألقي على معاصر من (يسار ما بعد الحداثي المتأسلم) لقال على عجل: هذه علمانية هذا كفر!

وحين يُسأل بعض الناس عن تحليلاتهم وترجيح احتمال على آخر إما أن يعلم أو لا وفق طرق العلم، ولا يوجد مجتمع بشري لم يتمسك بالأسباب فلا قيام له دونها، وأي تحليل لا ينطلق من الوقائع، ويحيل إلى الله رأسًا يبتكر بناء على مشاعره التي يحسبها الواسطة الإلهية التي يعبِّر بها عن حالة موضوعية منفصلة عنه، حتى تتحول المسألة إلى التعلق بالممكن، وبمطلق القدرة الإلهية، على وزن ما قيل:

فسلِّم فالقديم بذا قدير***وإن جاء الحديث به ضعيفًا!

على أنَّ القدرة الإلهية تتعلق بها كل الممكنات، ما تحب وما تكره، ويأتي من يجعل مشاعره حكمًا وهو الذي تلقى ما يفصلها عن الوقائع ليندفع نحو اتهام كل من لم يشاركه فرحته الذاتية، رغم أنَّ الأنبياء أنفسهم كانت مشاعرهم ترتبط بالوقائع، (حتى إذا استيئس الرسل) هذا ومعهم وعد إلهي بعينه، وفي صحيح البخاري كذلك "أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ؟ قَالَ: بَلَى، فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا" فلم يقبل تنزيل وعد مخصوص على سنة بعينها، فكيف ولا وعد مخصوص لأقوام معيَّنين بعد الوحي؟

هؤلاء القوم يحوِّلون الحديث السياسي إلى حضرة صوفية تعتمد على ذكر الاسم المفرد، على ماذا تعتمدون؟ الله، ما الذي دفعكم إلى هذه الخطوة؟ الله، وهذا الزار ينقلب من نصرهم الله، إلى رحمهم الله دون أن يرف للقائل جفن، دون أي رؤية كأنهم لا يبصرون في الوجود شيئًا غير الله، رغم ما في خطورة هذه النظرة دينيًا التي امتدت في بعض الأحيان إلى ما سمي بوحدة الوجود! بل يعتقد بعضهم أنَّ جزءًا من إيمانهم الانفصال عن الاعتقاد بتأثير الأسباب، ولا غرابة والواحد منهم يعتقد ألا تأثير لشيء في شيء، إلى باقي مقالات الدروشة، وقد انقلبت هذه اللا عقلانية لتدافع عن نفسه وترمي خصومها بمحاربة الدين، ومخاصمته.

وفضيحة هؤلاء العملية أنهم لن يقبلوا أن يعملوا شهرًا واحدًا وفق هذه الطريقة، لن يعملوا شهرًا بناء على الاكتفاء بمقالة إنَّ الله سيرزقكم، لن يتعبوا دقيقة وهم لا يستفصلون عن الدفع وكيفيته، وبأي عملة، وكم قسطًا يكون، لن يعملوا قبل أن يحيطوا بالمسألة من كل الجوانب، لكنَّ الشأن العام البعيد عنهم، سهل جدًا أن يتكلم فيه الواحد ولا يعرف سوى الإحالة إلى الله! ومن خالفه فإنما يشاقق الله!

يوسف سمرين

07 Nov, 19:03


هناك قوم واجهوا كل من قال لهم لا تتحدَّثوا في السِّياسة، لعدم أهليتهم، وحب التصدُّر بالشعارات، ونعتوه بالعلماني، وما دروا أنَّ العلماني قصَّر حين قال لا تتكلموا في شأنِ السياسة، كونه لا يعبأ بالدين، وإلا فهم لا يصلحون للحديث في الدين والسياسة!

يوسف سمرين

07 Nov, 18:54


كان بإمكانه أن يصور مؤهلاته الجامعية وينشرها فينهي «الترند» قبل أن يبدأ، إلا أنه آثر أن يسجل مقطعا مع غلاميه مدته ما يقارب الـ ٣٠ دقيقة ليرفعه أحد الخليّن ومن ثم قناة على التلغرام من المعجبين المراهقين الذين ينعتوه بالـ savant؛ فلا أدري هل قصدوا بذلك أنه موهوب أم أنه يعاني من متلازمة الموهوب Savant syndrome، وهي أن يمتلك الأشخاص الذين يعانون من إعاقات ذهنية متقدمة، بما في ذلك اضطراب التوحد، قدرة استثنائية في مجال معين.. فإن عنوا بذلك الثاني فلا أجد نفسي إلا مضطرا لموافقتهم! إذ هو موهوب في حشو الكلام وإطالته، أما في باقي المجالات فهو...

كان المقطع خاليا من أي رد حقيقي؛ فقد قال أن بعض الكورسات ليست مجانية بل مدفوعة (وأنا لم أزعم أن كل الدورات كانت مجانية)، وقال أنها مفيدة (مع أني لم أثبت أو أنكر فائدة لها)، وادعى أنها صعبة عسيرة لا يقدر كل أحد على إنجازها (أما سهولتها أو صعوبتها فأمر لم أذكره، وهو في ذاته أمر نسبي، أما ما قلته فهو أن أي أحد بإمكانه التقديم لها بغض النظر عن مؤهلاته، وبالتالي فإجتيازها لا يعتبر مؤهلا للعمل بها)؛ فلا أدري على من كان يرد وقد كانت مقطفات من المنشور تلقى على مسمعيه؟!

ومن المضحك أنه وصف أحد الكورسات في مرض الفصام Schizophrenia بأنه "يصلح لأن يكون Training شامل وكامل"، فيا سلام! ولماذا يتعب علماء النفس والأعصاب وأطباء النفس أنفسهم بالتدريب في المستشفيات والمراكز! قد حلها المرزوقي بكورس عن طريق الانترنت! 🌹

غير أنه لم يكتف بالرد على ما لم يُذكَر، بل كما هي عادته لم يتاونى في الإغراق في مدح نفسه، فها هو النابغة قد ادعى أنه ختم دورة من ستة شهور في ستة أيام وصرح بأنه حصل على ما يقارب الألف شهادة في مدة لا تتجاوز السنتين! وليت شعري أليس هذا في ذاته قدحا بتلك الدورات؟ أم أن البلادة قد أعمته فذم نفسه حيث أراد مدحها، حاله كحال معجبيه أصحاب قناة التلغرام!

إلا أن مديح النفس لا يعرف حدا عنده، فلم يكتف بأن يكون فيلسوفا فقيها وعالما سياسيا وخبيرا عسكريا ورياضيا وموسيقارا ومعالجا نفسيا وخبيرا بالجنس، كلا! لا بد من أن يكون كذلك شهيدا! فقد قدم التضحية الكبرى في سبيل غزة، ألا وهي حسابه على الفيسبوك! ستتذكر الأجيال اللاحقة ذلك القربان، ستلقى فيه الأشعار، وستبنى له النصب، سيتسامر الخلان فيما بينهم مستحضرين ذلك الفداء! ستضرب ببذله الأمثال فيقال: «ضحى كما ضحى مرزوقي!».. فهل سيرضي ذلك نرجسيته، أشك!

ثم ذكر أحد غلاميه أني «علماني» وأني قد صرحت بذلك؛ ولا أذكر أني وصفت نفسي بذلك مرة! أم أنه أخذ علم النفس عن أستاذه فعرف ما يجول في خاطري؟ على العموم، قد طار المرزوقي بذلك فرحا؛ فوجد ذريعة لتكفير منتقده إذ كان يرمي العلمانيين من قبل بالكفر: ألم يذكر في أحد منشوراته أن «تقسيم الكفر والإيمان .. " الإسلامي وال‍علماني " = تقسيم كلّيّ يقينيّ قطعيّ»؟

ذلك العلامة الذي لاحظ والده منذ طفولته أنه يتمتع "بذكاء عالٍ مقارنة بأقرانه أو حتى البالغين"، وأنه "يقوم بأشياء تنم عن الذكاء" [كما وصف نفسه في لينكد إن]، ذلك الذي لم يترك علما إلا وخاض به، ولا فنا إلا تبحر فيه.. لن يسامحني على ما ذكرته في منشوري!! فيا لها من بجاحة! بعد هذا كله صرتُ المطالَب برجاء السماح!

يوسف سمرين

07 Nov, 12:50


ذاك ابن النبي، وذاك ثوري أرستقراطي، ذاك وجدها فرصة ليذيع مخلفات الناصرية من ذهنه، وآخر يجد الوقائع تتغير متى لم يقتنع بها، هكذا ظن المعارضة! أن تنفي ما لا يعجبك فلا يكون، إن لم تكن هذه هي الصبيانية في السِّياسة فلا تدري ما تكون! لقد تحتَّم على الضحية أن تقنع أنصارها المزيفين بأنها تحت الردم، بأنها مجردة من كل شيء، لكن لا نضوج في التعامل مع المأساة، بل الاستثمار سيد الموقف!

يوسف سمرين

06 Nov, 15:59


"قال مؤلفه رحمه الله تعالى: ذاكرتُ يومًا بغزوة، صاحب الجيش أبا المظفر نصر بن ناصر بن الحبوب بن أبي حفصة للمأمون مديحًا فيه من قصيدة له:

تشاغلَ الناسُ بالدنيا وزِبرِجها***وأنتَ بالدين عن دنياكَ مشتغلُ

فقال له المأمون: ويحك! ما زدتَ على أن جعلتني عجوزًا في محرابها معها سُبحتها، هلَّا قلتَ كما قال جرير في عمر بن عبد العزيز بن مروان رحمه الله تعالى:

فلا هو في الدنيا مُضِيعُ نصيبَه***ولا عَرَضُ الدنيا عن الدينِ شاغلُه

وهذا والله القول الفصل، والكلام الجزل"

(مرآة المروءات، عبد الملك بن محمد الثعالبي، تحقيق: محمد خير رمضان يوسف، دار ابن حزم، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: ١٤٢٥هـ-٢٠٠٤م، ص١٧.)

يوسف سمرين

03 Nov, 16:02


كل ذلك بمبلغ زهيد، حيث تبدأ رسوم العلاج عبر الإنترنت "من 20 دولارًا أمريكيًا لوضع برنامج العلاج، ومن 50 دولارا أمريكيا إلى 70 دولارا أمريكيا للجلسة التي تستمر لمدة 45 دقيقة بزيادة مهلة 10 دقائق للعلاج الفردي، ومن 70 دولارا أمريكيا إلى 90 دولارًا أمريكيًا للعلاج الزوجي والجلسات الّتي يلزم فيها مرافقة أبويّة، ومن 90 دولارا أمريكيا إلى 100 دولار أمريكي لجلسات العلاج العائلي"!

لكن تبقى هناك مشكلة التسويق؛ فصفحته على الفيسبوك قد تعطلت، وقناته على التلجرام ساكنة.. لقد وجدها عبقري زمانه! إذ رأى في الإبادة دعاية له! فيرى نتيجة الحرب قدرا لا دافع له، لا يعجب المادي الذي يؤمن بالمحسوس! أما كمال، ذلك الذي يتغنى بالمفارق للمادة، يخون مبادئه عند أقرب منعطف لما يتعلق الأمر بلقمة خبزه وماله؛ فلا يترك وسيلة يسوق بها لنفسه ولاحتيالاته... وأي دعاية أجدى من الدماء!

يوسف سمرين

03 Nov, 16:02


من الحرب إلى الجنس

قد استمعت لبودكاست للمدعو كمال المرزوقي يتحدث فيه عن حرب إبادة يتعرض لها شعب كامل، يتهم مخالفيه بالنفاق والإرجاف.. قد كان المشهد سرياليا: إذ كان متكئا على أريكته وبيده عصا خشبية محاكيا للقطة يراها درامية، ومع ذلك فقد خانه ذوقه في همدانه، تحسبه عند رؤيته أحد برجوازيي القرن التاسع عشر، فلا تدري هل هي تراجيديا فتبكي أم كوميديا فتضحك!

عاش حياته انتهازيا، ذهب إلى صراعات فكرية ليس هو بأهل لها: فلم يترك فرقة دينية أو فكرة فلسفية أو نظرية سياسية إلا وناقشها؛ كيف لا وهو العلامة المتبحر في كل علم وفن؟ غير أني لم أجد له بحثا محكما أو دراسة علمية موثقة!

اتخذ من أقران له صحبة ثم تركهم.. افتتح جامعة أسماها «جامعة الإمام مالك للعلوم الشرعية»، جامعة ليس لها حرم أو حتى موقع إلكتروني ولا تحظى بأي اعتراف، جامعة كانت تقدم دورات في التصميم؛ كأن الإمام مالك «غرافيك ديزاينر»!

ثم افتتح بعد ذلك موقع "لينا سايكولوجي" منتحلا فيه صفة "معالج نفسي مجاز من جامعة هارفرد وكامبريدج وعضو بالجمعيّة النّفسيّة الأمريكيّة وعضو بالمجلس الأمريكي لعلم الجنس".

إنه موسوعي حقا! فمرة هو محلل سياسي وخبير عسكري، ومرة هو فقيه وفيلسوف، ومرة معالج نفسي ومختص بالجنس! إنه رجل الحرب والسلم، العلم والفكر، النظرية والتطبيق! ألم يقل أحدهم بأن السياسة تبدأ من الأسرة؟ والأسرة تبدأ بالسرير!

عند فحص هذا الإدعاء نجد ما يلي:

1. الإجازة من جامعة هارفارد هي عبارة عن دورة/كورس أونلاين مجاني تقدمه هارفرد-إكس HarvardX بالتعاون مع إد-إكس EdX (منصة تعليم افتراضية)، يتناول موضوع أساسيات علم الأعصاب، والشهادة تمنحها HarvardX لا حرم الجامعة نفسها! إذًا، هذه «الإجازة» ليست في العلاج النفسي بل مجرد إثبات أن المرزوقي قد أكمل الكورس المجاني!

2. الإجازة من جامعة كامبريدج هي أيضا عبارة عن كورس أونلاين (يستطيع أي أحد التقديم إليه) مقدم من جامعة كامبريدج بالتعاون مع إد-إكس، يتناول الكورس موضوع علم النفس العصبي لاتخاذ القرار! إذًا هذه «الإجازة» هي بمثابة إقرار أن كمال أتم الكورس، ليست إجازة من جامعة كامبريدج في العلاج النفسي!

3. أما أنه عضو في الجمعية النفسية الأمريكية، فهذا تضليل! إذ إن الشهادة التي أرفقها كمال في موقعه تصفه بأنه منتسب دولي لا عضو؛ والعضوية مرتبة أعلى لا بد للمتقدم إليها من أن يمتلك درجة الدكتوراه في علم النفس أو في مجال ذي صلة من مؤسسة معتمدة إقليميًا (وعلى ما يبدو فليس المرزوقي مؤهلا لذلك).. أما المنتسب الدولي فيكفي المتقدم أن يكون عضوًا في جمعية علم النفس في البلد الذي يقيم فيه أو يقدم دليلاً على «المؤهلات المناسبة». وللمرء أن يشطح بخياله عما تعتبره الجمعية «مؤهلا مناسبا»! فهل تفي كورسات الأونلاين بالغرض؟

4. أما كونه عضوا في المجلس الأمريكي لعلم الجنس، فهو صحيح! إلا أن «العضوية» في هذا «المجلس» لا تشترط أن يمتلك المرء البكالوريوس فضلا عن الماستر أو الدكتوراه! فهل يفي بالغرض إقرار إتمام كورس أونلاين؟! أو دبلوما مجانية؟!
أما إن أراد المرء أن ينال «شهادة البورد» فيشترط «المجلس» أن يكون للمتقدم بحث مراجعة أقران peer-review وأن يجتاز امتحان أهلية.. ولحسن الحظ فكلا الشرطين قد سقطا بسبب جائحة كورونا! اللافت للنظر أن هذا المجلس يقدم شهادات وعضويات في العلاج بالتانترا Tantra، وهو علاج مستقى من فلسفة اليوغا الهندوسية، مبني على فكرة أن في الجسد هالات من الطاقة (الشاكرا) يؤدي اختلالها إلى نشوء الأمراض.. فيا له من مجلس علمي!

هكذا هي جل الشهادات التي يجدها المرء على موقع كمال المرزوقي، دبلومات وكورسات أونلاين يستطيع أي أحد التقديم إليها، حتى أننا نجد شهادة دبلوم في العلاج بالفن لدورة ماجستير مقدمة من جامعة أكسفورد يستطيع من لا يملك البكالوريوس التقديم إليها! هذا غير الندوات المجانية التي كان فيها المرزوقي مجرد مستمع: كندوة «بعبع التحول الجنسي: إعادة صياغة الخوف من الندم والتراجع عن التحول»!
The Boogeymen Of Gender Transition: Reframing The Fear Of Regret And Detransition.

ويبقى السؤال: تفتقر «الإجازات» التي نشرها «الأستاذ» إلى شهادة جامعية حقيقية؛ لا يجد المرء مثلا شهادة بكالوريوس في علم النفس! فما هي المؤهلات الحقيقية التي يمتلكها كمال المرزوقي حتى ينتحل صفة معالج نفسي؟ وحتى يسوق لنفسه أنه هناك "لمرافقتك ومساعدتك في التغلّب على محن الحياة"! من يعتبر "رفاهيتك" أولويته، ضامنا "لك متابعة نفسية شخصية، تتكيف مع احتياجاتك"؛ ذلك بعد أن يسمع منك أسرارك وخصوصياتك عبر الإنترنت!

يوسف سمرين

02 Nov, 23:15


قُصَّاص انتهازيون!

لم يفلحوا في شيء سوى استدرار الدموع، يركبون موجة ليست لهم، حين لم يكن للسياسة سوق رائج كانوا يرونها شيئًا تافهًا، حديث مجالس ومقاهٍ، لا علمًا يدرس، كان اسمها ماجريات، أمضوا أعمارهم في الثرثرة بقصصهم، حتى إذا وجدوا في الأمر نزعة شعبية، تحرَّقت شهيتهم لمزيد من المتابعين!

فسارعوا بثقلهم إليها، وتنظر إلى الواحد منهم وقد جلس مجلس كيسنجر، وتقول في ذهنك ألم يكن ذلك القاص الذي لم يجرِ على لسانه يومًا ذكر مصطلح سياسي واحد، ولا اهتم بالأمر، بل كان يشمئز متى سمع ذكر اهتمام في شأن غير شأن (بحر الدموع) الذي تدور فيه مجالسه، وهو أحوج ما يكون ليسكت فما باله صار رأسًا يسجل ما عنَّ له من خواطر، ويلقيها على الأسماع.

فقد أدوات قراءة الواقع، بل هو الذي لا واقع لديه، فحديثه يدور كدرويش يلاحق هلاوسه، لا خسائر ولا مكاسب لديه فعالمه لا أرض فيه ولا سماء، لا بشر ولا حجر، إنما يكمن هناك في سر (الأولياء)، نقل مجلس الدروشة إلى الكلام في السياسة، وأراد أن يكون القطب في كل موضوع، هؤلاء القوم يسعون اليوم لانتهاز الفرصة، لإظهار كأنهم جزء من مشروع، أو أنهم في الأساس أصحاب مشروع، وما لهم في الباع ولا الذراع، انتهازيون حين يصوبون موقفًا سياسيًا لا يلتزمون شيئًا من لوازمه، وتجد التفاخر كأنه مشية في موضع اللقاء، لكنَّه في وسائل التواصل، بل قد يكون اجتماعهم في وليمة تحت عنوان: حل مشاكل المعمورة!

يريدونها غنمًا ببعض المتابعين، دون أي غرم، ثم يأتي ويقول لك دافعنا ووقفنا، ويقصد خواطره وكهانته، تنبؤاته، ونزقه بتخوين من لم يعجب بكلامه، مصورًا ما ينشره كأنه يرجَّح موازين قوى، مع أنَّه قاعد، وما يفعله اسمه تعبير عن مشاعر: لا دفاع ولا انتصار، ولو سماه بالعجز لكان خيرًا له، فالعاجز قد يفكر يومًا ليضحي قادرًا.

بل بلغت الوقاحة أن يحرِّف ما جاء في الآيات، فينزلها على كل مخالف له بأنه مثبط، مع أنَّ المثبط كما جاء في القرآن: (فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين) وهو قاعد من البداية إلى النهاية، لا معنى لوصف التثبيط في حقه أصلًا، فهو تحصيل حاصل، ويستغل هذه الحالة ليرمي كل من يخالفه أو متى سمع همسًا لا يروق له، أو سعيًا لتصفية حسابات في مملكته الافتراضية ليصف مخالفه بكل أوصاف أطلقتها ثورات العالم على من صادمها، كأنه قادم باتحاد ينسي الناس أخبار الاتحاد السوفيتي، وهو الآمن في سربه، المعافى في جسده، يبيع اللبان بالمفرّق لكنَّه يضع لافتة بأنه مصنع دبابات!

يوسف سمرين

02 Nov, 19:23


مهما تصنَّعوا الادعاء بتخلُّصهم من موروث يرى الفناء عن مشاهدة الوجود، أو وصولهم إلى الاتحاد الروحاني أو الحلول في اللا شيء، فإنَّ طريقة (تنابل عبد الحميد) بقيت تحتفظ بتركة مركَّزة في عالَم السياسة، حيث الاصطلام والسُّكر، حين تضحي المعلومات من: (حدثني قلبي عن ربي) والتحليل مبني على (الكشف الغيبي)، حيث (المجربات) لا تشبه التجربة، ولا يزال الواحد منهم: (كالميت بين يدي المغسِّل) مع هلوسات القناعات، هناك حيث يُكسبون اللا شيء كلَّ معنى!

يوسف سمرين

27 Oct, 21:45


محللو (رأيت فيما يرى النائم)، ما يراه في اليقظة هلاوس فكيف بنومه!

يوسف سمرين

27 Oct, 21:29


هذا الكتاب لم يكن له وجود على الشبكة مصوَّرًا، لكن رفعه بعض الإخوة لا زلت عند النصيحة.

يوسف سمرين

22 Oct, 12:10


تحدث عن نبوءات احتراق العالَم، وتعاليم العنف الثوري، والجنون الحرَكي، وإيقاع اللامبالاة المجدي، فلما سئل عن مؤهلاته، قال بأنه خريج قديم لثورة فاشلة، أعطى نفسه مختلف الأوسمة بعد أكثر من عشر سنوات على الفراغ، ووجد شيئًا من تعويض اللغة التي فلترها من معجم منشوراته لسنوات!

يوسف سمرين

22 Oct, 11:40


سينما

حقق ملايين المشاهدات، أضحت القصة على كلِّ لسان، تفاعل الجمهور، صفقوا حينًا وبكوا أحيانًا، بل صار موضة في مناطق من هذا العالَم بالأزياء والملابس وتقمص الشَّخصيات، بنوع الطعام، ببعض الألفاظ، رغم إدراك المتابعين أنهم مجرد مشاهدين، ليسوا جزءًا من العمل الدرامي، هناك لقطات لا تمحى من ذاكرتهم، وهناك مشاهير حققوا أرباحًا بالمشاهدات العالية للمراجعات التي قاموا بها، كانت هي الأخرى تحتفظ باللقطة كتسجيل ردَّة الفعل، ثم ما الذي يعني للجمهور إن كانت النهاية تراجيدية؟ هل قلَّت أرباح أفلام كتيتانيك، قلب شجاع، آلام المسيح لنهاياتها؟ بل زادت من عامل الجذب، فهل هناك أمتع للمشاهد من رؤية جسد نحيل ينتهي بتعليقه؟ أو غرقه؟ أو تقطيعه وهو يصيح باسم الحرية؟ لقد استخدموا لكل هذه اللقطات الكثير من الصبغات، والمؤثرات، تعبوا خلف الكواليس لصنعها، لكنَّ من لا يمثِّل لا يود أن يكون عنصر مشاهدة، سواءً لقيت الاعتياد أم لا، ويتمتم بشيء غير مفهوم، فإن استطعت الاقتراب وأنى لك هذا؟ ستسمعه يقول: "قومي من تحت الردم!"

يوسف سمرين

12 Oct, 00:40


الشعوب كالنساء!

هكذا عبَّر موسوليني في (خواطره) عن نظرته للشعب الإيطالي: "الجماهير تحب الرجال الأقوياء، الجماهير كالنساء"، وهي نظرة من ماثله من السِّياسيين، يرون الشعب تحصيل حاصل، سهل الترضية، بكلمة مديح، بهدية، ويحسبون أنَّ جزءًا من القوَّة يكمن في التعامل بالضرب بيد من حديد، والتأنق بزي الأقوياء، فكان ستالين قد ضرب المثل الأعلى في هذا، بجهاز يحكم قبضته على كل مرافق الحياة، وظن أنَّه قد نال كامل الاستقرار وهو يعقد محاكمات صورية في موسكو لمختلف القطاعات التي خالفه، تحت اسم (التطهير الثوري) لكنَّه في الحملة التي شنَّها قضى على جيل من الموهوبين، وضباط على كفاءة عسكرية عالية قادرين على الوقوف ضد ألمانيا عشية الغزو للأراضي السوفيتية، وكانت النتيجة كارثية فتتابع الجنود المستسلمين بالملايين، ومن بين من وقع في الأسر ابنه ياكوف الذي مات في معسكر اعتقال على سياج حديدي.

لكنَّ الظروف ساعدته، فزودته الولايات المتحدة عسكريًا واقتصاديًا بما سمح له بالمواجهة من باب اعتباره أقل الأضرار، وأنَّه الأقدر والأقرب في المواجهة مع ألمانيا، لكنه كان وقوفًا من جديد بتكلفة مرعبة، هي الأكبر في الحرب العالمية 20 مليون إنسان، والانتصار يعمي عن تتبع الكارثة، فلم يتحدث أحد عن إمكان تقليل الكارثة بعد أن كلله غار يوليوس قيصر، نظام تحصيل حاصل لم يصلح كل حين، ولكن كان يعوِّضه عقلية ديكتاتورية ترى ضرورة تحمّل المرء نتائج أفعاله، فقد شاع في ألمانيا عرف في الحزب الحاكم، بأنَّ على أعضائه تحمل نتائج أخطائهم، فمسدس (لوجر) الألماني بقي يحتفظ بالطلقة الأخيرة للأخطاء، على هذا النحو رحل رومل الذي أسقط فرنسا في 3 أسابيع، لمجرد أنه ارتكب غلطة في نظر الحزب، وبطريقة (لوجر) تلك سقط النظام الألماني سريعًا مع نتائج قراراته، فساعد تفعيله على انقراض الحزب من المشهد السياسي.

الجماهير كالنساء مأمونة الجانب في نظر موسوليني وفق نظرة تستحضر روح العصور الرومانية القديمة، لكنَّ صبر الإيطاليين كان قد فرغ حتى عُلق الزعيم المفدى في ميدان عام مشنوقًا، وأثبتوا له أنَّ المسألة ليست كما بدت له، لقد تعلَّمت أوروبا درسًا سجله المنظرون السياسيون عن كون السياسيين لا يُمنحون شيكًا على بياض، وكانت التوعية النشطة بأنَّ المواطن كائن سياسي، وأنَّه متى تسامح مع هدر السياسي لحقوقه سيصحو لاحقًا على كارثة لا تعبأ به، الحرب الثانية تحمل مضمونًا مختلفًا عن الأولى، فلم يكن الفاعلون فيها أبناء سلالة نبيلة أو ملكية، ولا نخبة أرستقراطية، بل كانوا من عامة الشعب، الحزب الألماني تشكل من جنود ليسوا من النخب، وكان الاتحاد السوفيتي في المقام الأساسي مبني على حزب اعتمد الشعب مصدرًا لقيادته وعناصره.

يوسف سمرين

10 Oct, 13:25


"مسألة تدريها خيرٌ من ألف ترويها"

(قالها القاضي الحسين الحنفي، رحلة أبي الطاهر السِلَفي إلى مدينة أبهر، ص٦٠.)

يوسف سمرين

09 Oct, 13:17


الحروب تفرز نتائجها ليس على صعيد الواقع فحسب، بل في الأفكار والمناهج، فلم يكن غريبًا أن تصدرت الشيوعية أمام الجوع الذي استشرى في روسيا آل رومانوف في الحرب العالمية الأولى، وانبعثت القومية المتطرفة في ألمانيا بعد اتفاقية فرساي والكساد الكبير في ألمانيا، أطيح بالأنظمة الملكية بعد الحرب العالمية الأولى، وتشكل نظام دولي بعد الثانية، وانبعثت القومية العربية الاشتراكية بعد حرب ١٩٤٨، ثم التيارات الإسلامية بعد هزيمة ١٩٦٧، فالحروب تسقط مناهج وأفكارًا كما تطيح بالمباني والبشر.

يوسف سمرين

08 Oct, 17:16


"لا عليك
لم يَضْع شيءٌ ..
وأصلاً لم يَكُن شيءٌ لديكْ
الذين استُشهدوا
أم قُيْدوا
أم شُرِّدوا؟
هوِّن عليك
كلهم ليس يُساوي .. شعرةً من شاربيك
بل لك العرفانُ ممن قُيدِّوا .. حيثُ استراحوا
ولك الحمدُ فمَن قد شُرِّدوا .. في الأرض ساحوا
ولك الشكر من القتلى .. على جناتِ خُلدٍ
دَخَلوها بِيَدَيكْ"

(أحمد مطر)

يوسف سمرين

07 Oct, 21:11


حذف الواسطة
هو أسلوب معتمد في المغالطة والتشنيع، بالقفز إلى جانب ليس هو موضع نقاش ليحوَّر الكلام نحوه، وأمثلة هذا كثيرة، مثل من يرى ضعف حديث لعدم ثقته بأحد رواته في إسناده، فيكون الاعتراض: أترد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ رغم أنَّ الكلام في الراوي، لا النبي، لكن تُحذف هذه الواسطة في الحديث، كذلك الأمر في غير ذلك من القضايا، النقاش السياسي يحوَّر إلى التخوين، الحديث في الأخذ بالأسباب بالقفز إلى الإلحاد، حذف الواسطة هو نموذج الهروب التشنيعي عن نقاش القضايا.

يوسف سمرين

07 Oct, 13:21


كثيرون يعلنون عقائدهم، وأنَّ كل شيء يهون في سبيلها، وأنَّهم فيما دون ذلك قد يتسامحون، هذا تقريبًا يحفظونه حفظًا، فهم مستعدون لتقبل فكرة النقاش في كل ذلك، مع أشدِّ المخالفين، مع أعظم الموغلين بجحود كل ما يعتقدونه، لكنهم في الشِّق السِّياسي، لا يحتملون كلمة، وهذا يظهر أنهم وإن ادعوا خلاف ذلك فإنَّ آراءهم في خانة السياسة أهم لديهم من كل ما سبق.

يوسف سمرين

05 Oct, 20:56


تعرية الواقع جزء لا يتجزء من عمل المثقفين، بل ورسالة الفن، لا الترقيع، وهنا يبدأ صوت المتذمرين بأنَّ النقد يحسنه كل أحد، والدور على الحلول المطروحة، والبائس الذي يردد هذا يعتبر نفسه مؤهلًا لتلقي الحلول، متغافلًا عن سنوات عمره التي جمَّعت فيه كل معيقات الوعي السياسي من الأصل، وأنه ما دام ينفر عن فكرة النقد فهو بالضرورة ينفر عن أي مرونة تتعلق بدراسة الجدوى، والموازنة العقلية، والنقد لا يحسنه كل أحد بل ولا الأكثر، وبالمختصر كثيرون يفترضون أنهم جزء من الحل والواقع أنهم طرف في المشكلة.

يوسف سمرين

05 Oct, 16:58


العمل الهائل

إن سألت (حزب التحرير) عما تفعلونه في جلسات السمر التي تعقدونها، تجد أنهم يسمونها باسم يوحي بالتخطيط الاستراتيجي لتغيير وجه العالم السياسي وهو العمل على إقامة دولة أكبر من حدود الاتحاد السوفيتي سابقًا، وتزيد على ما صنعه عبد الملك بن مروان.

هذه الحالة من تسمية جلسات توزيع الابتسامات، بالعمل لدولة، هي نفسها التي تطغى على كثير من الحالات اليوم، تسمية الأمور بغير اسمها أول أبواب تزييف الوعي، لسبب رئيس وهو أنها تغطي على حالة العجز وتزيفها مطلقة عليها وصف العمل، على هذا النحو انهمك العديد من نشطاء وسائل التواصل بتسمية نشاطاتهم (الاعتيادية) إلى أوصاف توحي بالمشاريع السياسية، وهي لا تعدو أن تكون حلقات تعبير عاطفي.

يوسف سمرين

03 Oct, 13:43


يمكن القول بأنَّ الذي أعطى العالم درس السِّياسة الحديثة هم الإنجليز، كثير من الدول التي مارست السياسة بعدهم إنما هم فرع عنهم، الولايات المتحدة الأمريكية ما هي إلا انشقاق واستقلال عنهم، حتى ألمانيا في الحرب العالمية الثانية كانت تكن الاحترام العميق للطريقة البريطانية، أولئك الذين وصفوا بالبرود، وعدم الانفعال، وصعوبة التنبؤ بمواقفهم، وقاعدتهم الدبلوماسية إنه يمكن إعطاء ما يحلو من الوعود، فالوضع يتغيّر فيما بعد.

يوسف سمرين

03 Oct, 13:07


البطولات الفردية جهة مقابلة للسعي للخلاص الفردي، أما الرأي السِّياسي فهو عام، جماعي، وذلك لمحدودية دور الفرد في التاريخ.

يوسف سمرين

30 Sep, 19:07


الموضوع فكرة!

أهم تنظير منتشر هذه الأيام مرتبط بهذا، أنَّ المسألة كلها (فكرة)، (وعي) ليس شيئًا ماديًا محسوسًا، إنْ قيل له ما الإنجاز السياسي؟ تفنن بالعبارات التي من خلاصتها نشرنا الوعي بقضيتنا، أعدنا تفعيل وإحياء الحديث فيها، لقد عاد الجوهر وهو بنظرهم (فكرة)، حتى تعريف الهزيمة قالوا هو (الاقتناع بالخسارة) ليست أي نتيجة على أرض الواقع بل (الاقتناع) إنه (الوعي)!

هو ما يجعله لا يراجع أي قناعة، لأنَّ الفكرة بنظره هي التي تغير النتائج، فالوقائع نفسها لا أهمية لها بل المحك يكمن بالقناعة أي: للفكرة، هذه المثالية الذاتية التي لا تحكم وعيًا جمعيًا فحسب بل تشكل نخبًا، حتى إنَّ حركات سياسية تقول نحن مجرد (فكرة) فمهما حدث بهم وبغيرهم لن يؤثر في التقييم لأن الموضوع بتقديرهم مختزل بأنه (فكرة).

حتمًا يختلف هؤلاء أنصار (الفكرة) عن الماديين الذين يرون النصر والهزيمة تابعًا لأرض الواقع الملموسة، ليست الحركات مجرد فكرة وإلا فلتحل نفسها وستبقى الفكرة، لا يوجد دولة عبارة عن (فكرة) ولا يوجد جيش هو فكرة، لم تتحرر أرض بالفكرة، ولا أكل جائع فكرة، هذا هو مختصر الخلاف في الرؤية بين المثاليين والماديين.

يوسف سمرين

30 Sep, 16:53


ما يكون شعبويًا يدور في فَلكين التمجيد التام أو الهجاء العام، مثل القول (لا حيٌّ ينازلنا)، أو (كلنا لصوص)، في الحالين لا توجد رؤية، والمهم هو النقد الواعي، فالأحداث السياسية لا ينبغي أن تمر دون قراءة ووعي، أما قصائد الفخر والهجاء فتلك دراما يمكن إحداثها في كل وقت.

يوسف سمرين

30 Sep, 12:14


معارضة لا تكون في السُّلطة

جزءٌ أساسي مما يمنع على كثير من العرب التحليل السوي ويجعلهم منفصلين عن الواقع أنَّهم يدورون في فلَك مسلَّماتهم، وذلك أنَّهم يعتبرون بعض التوجهات تمثِّل المعارضة في بلدانهم، لا يتصورون أنها في غير مناطقهم تمثل الحُكم، ما يعتبره معارضة عنده، هو موالاة عند غيره، ما يعتبره صوت الرفض في مناطقهم، هو صوت القرار في غيرها، وذلك يكشف أنَّ هؤلاء ما تصوروا مفهوم (المعارضة) إلا على أنه شكل من التذمر، وتسجيل النقاط على الحكومة، لا أنَّ المعارضة هي حكم في شكل آخر، أنَّ المعارضة عندهم قد تكون حكمًا، وقرار يخضع للمساءلة، والتوجيه والنقد والتقييم بل وحتى الرفض في مناطق أخرى، ولذا فإنَّه لا يجد غضاضة من إظهار أسوأ صورة ممكنة لرجل الموالاة، والتسويغ بكل طريقة لمن يواليهم، ويرى بأنَّه لا يجري عليه ما يطالب به السلطة السياسية في بلده من حق النقد والمعارضة!

يوسف سمرين

30 Sep, 11:35


تغذية راجعة!

تفننت وسائل إعلام وفاقت في تلاعبها واستعمالها الأغاليط أزمانًا تلاعب فيها رجال دين بالجماهير، فمن ذلك أنهم تجرأوا على الإقدام على القول بأنَّ مجمل القذائف الساقطة على رؤوس الناس باعث على الأمل! لأنَّ هناك ٢٪؜ منها يبقى دون أن يدمر ما حوله.

وعادة ما تعتبر المخلفات الحربية في العَالم كارثة بعد الحروب، فكيف إن كان عددها كبيرًا وسط كثافة سكانية عالية، لكن من يهتم لهذا بعد أن تبنى أقوام بأنَّ الخصم يزودهم بما يحتاجون إليه، وأنَّ الشعب الأعزل عليه ألا ينتبه إلى ٩٨٪؜ مما يصيبه، فالعدو يخون نفسه ويعتبر جسرًا لوجستيًا عسكريًا إليهم، وسيعتمد من يتلقى ٩٨٪؜ من تلك القذائف على ما يلقى عليه مما حدث فيه خلل، ثم يخوض به الحروب!

كتب بيكون: "كان جوابًا وجيهًا ذلك الذي بدَر من رجل أطلعوه على صورة معلَّقة في بالمعبد لأناس دفعوا نذورهم ومن ثم نجوا من حطام سفينة عسان أن يعترف بقدرة الآلهة، فما كان جوابه إلا أن قال: حسنًا، ولكن أين صور أولئك الذين غرقوا بعد دفع النذور؟" كيف إن كانوا ٩٨٪؜؟

ويلخِّص هذه المغالطة في التفكير والدعاية فقال: “دأب الفهم البشري عندما يتبنى رأيًا سواء لأنه الرأي السائد أو لأنه يروق له ويسرُّه أن يقسر كل شيء عداه على أنه يؤيده ويتفق معه ورغم أنه قد تكون هناك شواهد أكثر عددًا وثقلًا تقف على النقيض".

يوسف سمرين

28 Sep, 18:30


ما رأيك السِّياسي؟
-أحب، أكره، أرضى، أسخط، أفرح، أشمت، أحزن….

السؤال السياسي عن واقع موضوعي يدور حولك، لكنَّه لا يزال يُفهم بمعنى ما يدور فيك.

يوسف سمرين

28 Sep, 16:21


في ٢٠١٧ تعرضت لأهم الأفكار التي شكلت المخيلة السياسية لمختلف الجماعات الإسلامية الفاعلة في أفغانستان ما بين (١٩٧٩-١٩٨٩) في كتاب (ماذا قيل يومًا في أفغانستان؟)، ومن أهمها:

١-عدم الاحتكام إلى النتائج (ص١٤).
٢-التشبع بنظرية المؤامرة (ص٢٩).
٣-التهيب من النقد (ص٣٦.)
٤-غياب الرَّقابة السِّياسية والاقتصادية (ص٤٢.)
٥-معضلة التصور والتعامل السني/الشيعي (ص٤٩.)
٦-الدَّعم المالي واستغلاله لمصادرة القرار (ص٥٣.)
٧-العسكرة والاستخفاف بالشِّق السياسي (ص٩١.)
٨-اعتبار القيادة تفرزها المعارك لا السِّياسة (ص٩٢.)
٩-استحضار قصة أصحاب الأخدود لمنع أي تحاكم للنتائج (ص١٢١).

ولا تزال هذه المحاور هي المفصلية في تشكيل طرائق التفكير، دون أدنى تقدم.

رابط الكتاب:

https://t.me/yousefsom/2037

9,428

subscribers

684

photos

20

videos