Karl Dönitz | كارل دونيتز

"إن الجوهر الحقيقي للاشتراكية لا يكمن في النظرة المادية للتاريخ التي طرحها ماركس، بل في المثل الأعلى الخالص المتمثل في تحقيق رفاهة البشرية جمعاء. ولابد أن تكون الاشتراكية في اليابان متوافقة مع نظامنا السياسي الوطني (كوكوتاي). وهذا يعني أن الاشتراكية لابد وأن ترفض الصراع الطبقي باعتباره الوسيلة الأساسية لتحقيق غاياتها، لأن الصراع الطبقي ليس هو الذي سيحقق لنا تحقيق الاشتراكية، بل وحدة الأمة تحت حكم الإمبراطور.

وفي بلادنا، حيث يمثل الإمبراطور السلالة المتواصلة لإلهة الشمس أماتيراسو، لا تشكل الدولة مجرد آلية لقمع الطبقات، بل كياناً إلهياً يجسد الإرادة الجماعية وروح الشعب الياباني. وعلى هذا فإن الاشتراكية هنا لابد وأن تكون "اشتراكية خالصة" تهدف إلى التوزيع المتساوي للثروات، ليس من خلال تدمير النظام القائم، بل من خلال إصلاحه".

Ikki Kita / Kokutairon and Pure Socialism

"لقد حافظ الشعب الكوري، عبر تاريخه الطويل، على دمائه النقية، وبالتالي خلق ثقافة فريدة من نوعها وأظهر قوته وحكمته. إن تجانس عرقنا هو أساس تفوقنا والسبب وراء كوننا الأمة الأقوى والأكثر اتحادًا على وجه الأرض".

Kim Il-sung, Works, vol. 18, Foreign Languages Publishing House, Pyongyang 1984, pp. 399-400.

إن الحضارة الرأسمالية في عصرنا هذا هي ثمرة الاتحاد بين اليهود، وهم شعب جنوبي يزحف نحو الشمال، والقبائل الشمالية، التي تسكن هناك. ولقد ساهم اليهود بقدرة غير عادية على التجارة، كما ساهمت شعوب الشمال، وخاصة الألمان، بقدرة لا تقل روعة عنهم في الاختراعات التقنية.

Werner Sombart / The Jews and Modern

إن الليبرالية هي حزب المتطفلين الذين تسللوا بين الشعب ورجاله الكبار. إن الليبراليين يشعرون بأنهم أفراد منعزلون، لا يتحملون المسؤولية أمام أحد. إنهم لا يشاركون الأمة في تقاليدها، ولا يبالون بماضيها ولا يطمحون إلى مستقبلها. إنهم يسعون فقط إلى تحقيق مصالحهم الشخصية في الحاضر. إن حلمهم هو الأممية الكبرى، التي ستمحى فيها الاختلافات بين الشعوب واللغات والأعراق والثقافات".

Arthur Moeller van den Bruck / Germany's Third Empire

إن الاشتراكية القومية، باعتبارها جبهة في النضال ضد الرأسمالية الجشعة، لابد وأن تلتزم بمهمة تفكيك كل هذه التنظيمات التي تم بناؤها على مدى القرنين الماضيين منذ الثورة الصناعية.

Gottfried Feder / Unions, DAF and the Value of Labor

زملائي الأمريكيون وضحوا لي أن المستوى المنخفض للثقافة العامة والتعليم المدرسي في بلادهم هو إنجاز متعمد لأهداف اقتصادية. فالحقيقة هي أنه بعد قراءة الكتب، يصبح الشخص المثقف أسوأ استهلاكا إذ يشتري أقل من الغسالات والسيارات فيفضل موزارت أو فان غوغ أو شكسبير...

هذا يؤثر سلباً على اقتصاد مجتمع الاستهلاك وقبل كل شيء على عائدات "أصحاب الحياة". لذلك يسعون إلى إعاقة انتشار الثقافة (والتي إضافة إلى ذلك تعيق قدرتهم على التلاعب بالسكان، كقطيع خال من الذكاء).

فلاديمير أرنولد، عالم رياضيات

لقد كان هناك نقيض غريب للانتفاضات المسيحية في العصور الوسطى، وهو الانتفاضات الدينية في العالم الإسلامي، وخاصة في أفريقيا. فالإسلام دين يناسب الشرقيين، وخاصة العرب، أي من أهل المدن الذين يعملون في التجارة والصناعة من ناحية، ومن البدو الرحل من ناحية أخرى. ولكن هنا تكمن بذور الصدام المتكرر دورياً. فالناس في المدن يصبحون أغنياء، ويعيشون في رفاهية، ويتراخون في مراعاة "الشريعة". أما البدو، الفقراء وبالتالي الذين يتسمون بأخلاق صارمة، فيتأملون بحسد وطمع في هذه الثروات والملذات. ثم يتحدون تحت قيادة نبي، "مهدي"، لمعاقبة المرتدين واستعادة مراعاة الطقوس والإيمان الحقيقي والاستيلاء على كنوز المرتدين كمكافأة. وبعد مائة عام يجدون أنفسهم بطبيعة الحال في نفس الموقف الذي كان عليه المرتدون: إذ يتطلب الأمر تطهيراً جديداً للإيمان، ثم ينشأ مهدي جديد وتبدأ اللعبة من جديد من البداية. إن هذا هو ما حدث منذ حملات الفتح التي شنها المرابطون والموحدون الأفارقة في إسبانيا إلى آخر مهدي في الخرطوم الذي نجح في إحباط الإنجليز. وقد حدث نفس الشيء أو على نحو مماثل مع الانتفاضات في بلاد فارس وغيرها من البلدان الإسلامية. إن كل هذه الحركات ترتدي ثوب الدين ولكنها تستمد جذورها من الأسباب الاقتصادية؛ ومع ذلك، حتى عندما تنتصر، فإنها تسمح للظروف الاقتصادية القديمة بالبقاء دون مساس. وعلى هذا فإن الوضع القديم يظل على حاله، ويتكرر الاصطدام دورياً. أما في الانتفاضات الشعبية في الغرب المسيحي، فإن المظهر الديني ليس سوى راية وقناع للهجوم على نظام اقتصادي أصبح عتيقاً. وفي النهاية يتم الإطاحة بهذا النظام، وينشأ نظام جديد، ويتقدم العالم.

Frederick Engels / On the History of Early Christianity

إن التوازي بين الظاهرتين التاريخيتين يفرض نفسه على انتباهنا منذ العصور الوسطى في أولى انتفاضات الفلاحين المضطهدين وخاصة عامة الناس في المدن. كانت هذه الانتفاضات، مثل كل الحركات الجماهيرية في العصور الوسطى، ترتدي قناع الدين وظهرت وكأنها استعادة للمسيحية المبكرة من الانحطاط المنتشر.

ولكن وراء التعالي الديني كان هناك في كل مرة اهتمام دنيوي ملموس للغاية. ظهر هذا الاهتمام بشكل رائع في تنظيم البوهيميين التابوريين تحت قيادة يان جيجكا، صاحب الذكرى المجيدة؛ ولكن هذه السمة استمرت طيلة العصور الوسطى حتى تلاشت تدريجياً بعد حرب الفلاحين الألمان لتعود إلى الحياة من جديد مع الشيوعيين العمال بعد عام 1830. لقد أشار الشيوعيون الثوريون الفرنسيون، وخاصة فيتلنج وأنصاره، إلى المسيحية المبكرة قبل وقت طويل من كلمات رينان:
"إذا أردت أن أعطيك فكرة عن المجتمعات المسيحية المبكرة، فسوف أخبرك أن تنظر إلى القسم المحلي لجمعية العمال الدولية".

Frederick Engels / On the History of Early Christianity

فريدريك انجلز عن التشابه بين المسيحية والاشتراكية الطبقية:

إن تاريخ المسيحية المبكرة يشتمل على نقاط تشابه ملحوظة مع حركة الطبقة العاملة الحديثة. فمثلها كمثل الأخيرة، كانت المسيحية في الأصل حركة أناس مضطهدين: فقد ظهرت في البداية كدين للعبيد والعبيد المحررين، والفقراء المحرومين من كل الحقوق، والشعوب الخاضعة أو المشتتة من قِبَل روما. إن المسيحية والاشتراكية العمالية تبشران بالخلاص الوشيك من العبودية والبؤس؛ وتضع المسيحية هذا الخلاص في حياة ما بعد الموت، في الجنة؛ وتضعه الاشتراكية في هذا العالم، في تحول المجتمع. وكلاهما يتعرضان للاضطهاد والإغراء، ويُحتقر أتباعهما ويُجعلون موضوعاً لقوانين حصرية، فالأولى يعتبرون أعداء للجنس البشري، والثانية يعتبرون أعداء للدولة، وأعداء للدين والأسرة والنظام الاجتماعي. وعلى الرغم من كل الاضطهاد، بل وحتى بدافع منه، فإنهما يمضيان قدماً منتصرين لا يقاومان. بعد ثلاثمائة عام من ظهورها، أصبحت المسيحية هي الديانة المعترف بها للدولة في الإمبراطورية الرومانية العالمية، وفي غضون ستين عامًا فقط، فازت الاشتراكية بمكانة تجعل انتصارها مؤكدًا تمامًا.

إن "الرايخ الثالث"، الذي ذكره هتلر، والذي أصبح اليوم مرادفًا لفترة الحكم النازي، مشتق في الأصل من المفاهيم الرؤيوية للصوفي يواكيم فيوري في القرن الثاني عشر، الذي شهد ثلاثة عصور - الآب والابن والعصر القادم للروح القدس. كان المصطلح قد اكتسب شعبية في الأزمنة الأخيرة بفضل كتاب يحمل نفس العنوان نشره المحافظ الجديد آرثر مولر فان دن بروك في عام 1923، والذي دعا فيه إلى إنشاء دولة جديدة ــ الرايخ الثالث العظيم الذي يخلف الرايخ الروماني المقدس ورايخ بسمارك ــ ليحل محل ديمقراطية فايمار المكروهة. وفي عام 1933 أعلن هتلر أن "الرايخ الثالث" سوف يستمر لمدة ألف عام. ولكن في عام 1939 صدرت تعليمات للصحافة بتجنب استخدام المصطلح.


Ian Kershaw /Hitler 1889 - 1936: Hubris

صحيح أن اليهود ظلوا متماسكين إلى حد كبير وانعزلوا عن بعضهم البعض في كثير من الأحيان بسبب المعاملة غير الودية التي تلقوها على أيدي مضيفهم. لكن الأمر لم يكن كذلك في الأصل. فقد أراد اليهود أن يعيشوا منعزلين عن جيرانهم بسبب دينهم. ويبدو أن هذا كان صحيحاً من موقفهم في تلك الأراضي التي كانوا يعاملون فيها معاملة حسنة. ولنأخذ مثالاً أو مثالين في العالم القديم، وقد ذكرت لهما أمثلة [تاسيتوس، إلخ]. ولنأخذ نفس الاتجاه في العصور الوسطى. ولنأخذ الجزيرة العربية في القرن الأول. فقد عاش اليهود هناك في الفترة المذكورة وفقًا للدين الذي صاغه التنائيم والأمورائيم ـ حفظ شرائع الطعام والأعياد، والصوم الأبيض العظيم والسبت. "ورغم أنهم لم يتمكنوا من الشكوى من أي شيء في هذا البلد المضياف، إلا أنهم كانوا يتوقون إلى العودة إلى الأرض المقدسة وينتظرون مجيء المسيح كل يوم... وكانوا على اتصال مباشر باليهود في فلسطين". ولنأخذ إسبانيا المغربية. في حين نسي المسيحيون الذين عاشوا بين المسلمين لغتهم الأم (اللاتينية القوطية)، ولم يعودوا يفهمون كتبهم المقدسة، وكانوا يخجلون من مسيحيتهم، كان اليهود الإسبان أكثر إخلاصًا للغتهم الوطنية، وكتابهم المقدس ودينهم القديم وقد انعكس هذا الموقف بوضوح في الشعر والفلسفة اليهودية في تلك الفترة، وربما كان أعظم ما يمكن أن يفخر به يهود العصور الوسطى. ففي وسط عالم عربي إسباني عاشوا فيه وتمتعوا باحترام مواطنيهم، كانوا "قوميين" بشكل صارم، أي متدينين؛ لقد استوحوا إلهامًا شعريًا من الآمال المسيحانية وكانوا ممتلئين بشوق لا يقهر إلى صهيون. ولا يحتاج المرء إلا أن يذكر الشاعر العظيم يهودا هاليفي، الذي تُعتبر قصائده "إلى صهيون" أسمى تعبير عن عبقرية الشعر العبري الجديد.

Werner Sombart / The Jews and Modern Capitalism

كانت الدولة الجديدة التي تصورها ايكي كيتا ستلغي نظام النبلاء "كازوكو"، ومجلس النبلاء، وكل الضرائب باستثناء الضرائب الأساسية، وتضمن حق التصويت للذكور، والحرية، وحقوق الملكية، وحقوق التعليم، وحقوق العمل، وحقوق الإنسان ــ كل هذه المفاهيم المستعارة من قراءاته عن فرديناد لاسال. وفي حين تحافظ على الإمبراطور كممثل للشعب، فإن النخب المتميزة سوف تحل محلها، وسوف يتم تمكين الجيش من تعزيز اليابان وتمكينها من تحرير آسيا من الإمبريالية الغربية.


"يجب إلغاء نظام النبلاء: من خلال إلغاء نظام النبلاء، سنكون قادرين على إزالة الأرستقراطية الإقطاعية التي تشكل حاجزًا بين الإمبراطور والشعب. وبهذه الطريقة سيتم إعلان روح إصلاح ميجي."

Kita Ikki / An Outline Plan For The Reorganization of Japan

كان كيتا إيكي، المتطرف المتعصب الذي أثر على النسخة اليابانية من "الفاشية"، متعصباً لأفلاطون. كان كيتا وصديقه كازونوبو كانوكوجي ينتميان في الأصل إلى نفس الدائرة من المثقفين اليساريين المتطرفين غير التقليديين. ومن المرجح للغاية أنهما أثرا على بعضهما البعض بطرق ما. ومع ذلك، افترقا في النهاية (أصبح كانوكوجي من التيار الرئيسي، وأصبح كيتا العقل المدبر المزعوم/الزعيم الأيديولوجي لمحاولة انقلاب عسكري، حادثة 26 فبراير). شارك كيتا مع كانوكوجي في العديد من الأفكار نفسها وكان مثل زميله السابق الأكثر شعبية من أتباع  الوحدة الاسيوية . لكن على عكس كانوكوجي، الذي دافع عن تفوق العرق الياباني، لم يكن كيتا عنصرياً ودافع عن إدراج مختلف الشعوب الآسيوية داخل الإمبراطورية اليابانية على قدم المساواة. كما سافر بالفعل إلى الصين وحاول التحريض على الثورة هناك مع زملائه الصينيين.  كما اختلف كيتا عن كانوكوجي في أنه ظل في معظمه اشتراكيًا غير تقليدي. وبالتالي تبنت اشتراكيته "الأفلاطونية" فكرة الديمقراطية الاجتماعية. في كتابه  (نظرية السياسة الوطنية والاشتراكية الخالصة) المنشور في عام 1906، رفض الماركسية باعتبارها غير متوافقة مع اليابان وشرق آسيا، ودعا بدلاً من ذلك إلى نسخة جديدة من اشتراكية الدولة / الاشتراكية الوطنية التي من شأنها أن تحقق تمامًا يوتوبيا أفلاطون.

H. J. Kim & N. Horesh / Plato in East Asia?