روى أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي (ت:277هـ) في المعرفة والتاريخ ،
قال:
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَنْ كَانَ يُحِبُّ[عثمان] مَخْرَجَ الدَّجَّالِ تَبِعَهُ، فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ آمَنَ بِهِ فِي قَبْرِهِ.[المعرفة والتاريخ ، ج2 ص 768]
والحديث صحيح لا مطعن فيه متسلسل بالثقات ، إلّا أن الفسوي نفسه حاول تضعيفه بالطّعن في زيد بن وهب الجهني المتفق على جلالته ووثاقته من جهة روايته هذه المتون! ويكفي في المقام ردّ الحافظ الذهبي(ت:748هـ) عليه ، قال:
زيد بن وهب من أجلة التابعين وثقاتهم ومتفق على الاحتجاج به إلا ما كان من يعقوب الفسوي فإنه قال - في تاريخه... فهذا الذي استنكره الفسوي من حديثه ما سبق إليه، ولو فتحنا هذه الوساوس علينا لرددنا كثير من السنن الثابتة بالوهم الفاسد، ولا نفتح علينا في زيد بن وهب خاصة باب الاعتزال، فردوا حديثه الثابت عن ابن مسعود، حديث الصادق المصدوق وزيد سيد جليل القدر، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقبض وزيد في الطريق[ميزان الاعتدال ، ج2 ص 107]
و وصف هذا الأثر مع أثر سؤال عمر لحذيفة - وقد أورده الفسوي أيضًا من رواية زيد بن وهب طاعنًا فيه - فيما لو كان من المنافقين بأنّه ممّا تلقي بالقبول ، قال في (ذيل ديوان الضعفاء):
زيد بن وهب: تابعي كبير ثقة قال يعقوب الفسوي: في حديثه خلل كثير، ذكر له حديث عمر أنه قال لحذيفة: بالله أنا منافق؟ قال الفسوي: هذا محال أخاف أن يكون كذباً، ومما يستدل به على ضعف حديثه روايته عن حذيفة إن خرج الدجال تبعه من كان يحب عثمان... قلت: ما أعلم أحداً تكلم فيه قبل الفسوي، وما أبدى شيئاً يدل على ضعف زيد سوى هذه الأحاديث وهي متلقاة بالقبول.[ذيل ديوان الضعفاء ، ص 34]
وقال ابن حجر العسقلاني: هذا تعنت زائد، وما بمثل هذا تضعف الإثبات، ولا ترد الأحاديث الصحيحة...فلا يلتفت إلى هذه الوساوس الفاسدة في تضعيف الثقات[هدي الساري ، ص404]
هذا وممّا ينبغي التّنبيه له في المقام صحّة ما تشير إليه الإماميِّة – رضيّ الله عنهم – من دلالة الآثار الثّابتة بالاتفاق من سؤال عمر لحذيفة – رضيّ الله عنه – عن كونه من المنافقين بشهادة أبو يوسف الفسويّ الذي استنكر هذه الراوية وجعل رواية زيد بن وهب لها مطعنًا فيه موجبًا للزهد في روايته ، ورماها بالكذب!
وقد روى أبو الصلاح الحلبيّ - رحمه الله - من أصحابنا عن مولانا الحسن – صلوات الله وسلامه عليه - ، قال: وروي فيه ، عن مالك بن خالد الأسدي ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن آبائه قال : كان الحسن بن علي عليهما السلام يقول : ( معشر ) الشيعة علموا أولادكم بغض عثمان ، فإنه من كان في قلبه حب لعثمان فأدرك الدجال آمن به ، فإن لم يدركه آمن به في قبره[تقريب المعارف ، ص294-295]
وما رأيت في جوابات العامّة عن هذا الخبر إلا بما يعود على كلّ تراثهم بالتكذيب والإبطال ، وكم لهم مثلها - أي الجوابات - من نظير!
@ https://t.me/tadhkura4