في أوقات السلم، قد تكون الأولوية لتعزيز الحريات الفردية والازدهار الاقتصادي، بينما في أوقات الأزمات أو الحرب، قد تصبح الأولوية للأمن والاستقرار. هذا يوضح أن "النظام الأمثل" هو ذلك الذي يتكيف مع الظروف المتغيرة. الديمقراطية، رغم فضائلها، قد لا تكون الخيار الأفضل في كل الحالات. ففي بعض الأحيان، قد تكون الأنظمة الأكثر مركزية هي الأكثر فعالية في إدارة الأزمات. السؤال ليس أي النظام أفضل، بل أي النظام أكثر ملاءمة للظروف الحالية.
هل يمكن للديمقراطية أن تكون نظامًا عالميًا؟ الإجابة ليست بسيطة. فالديمقراطية ليست مجرد آلية انتخابية، بل هي نظام قائم على قيم ومبادئ ثقافية وسياسية محددة. محاولة فرضها على مجتمعات ذات تراث مختلف قد يؤدي إلى نتائج عكسية، بل وقد يُعتبر شكلاً من أشكال التمركز العرقي. بدلاً من ذلك، يجب أن نسعى لفهم احتياجات كل مجتمع على حدة، ونعمل على تطوير أنظمة سياسية تعكس قيمه وتطلعاته.
لا يمكننا الحديث عن "صلاح" جوهري لأي نظام سياسي. فكل نظام له إيجابياته وسلبياته، ويعتمد نجاحه على السياق الذي يُطبق فيه. الديمقراطية، رغم أنها تعتبر الأفضل في العديد من الحالات، ليست حلاً سحريًا لكل المشاكل. بل هي نظام يحتاج إلى بيئة مناسبة ليعمل بشكل فعال. السؤال الأهم هو: كيف يمكننا بناء أنظمة سياسية مرنة وقادرة على التكيف مع التحديات المتغيرة؟
التاريخ يعلمنا أن الأنظمة السياسية الناجحة هي تلك التي تستجيب لاحتياجات شعوبها في أوقاتها. ففي بعض الأحيان، قد تكون الديمقراطية هي الحل، وفي أحيان أخرى، قد تكون الأنظمة الأكثر استبدادية هي الأكثر فعالية. المهم هو أن يكون النظام قادرًا على تحقيق الأهداف المرجوة، سواء كانت الازدهار الاقتصادي، أو الأمن القومي، أو العدالة الاجتماعية. النسبية هنا هي المفتاح، وليس البحث عن "نظام مثالي" مطلق.