إن ما يُعتدُّ به هو الشخصية الطبيعية للفرد. ولاستخدام التشبيه، تقدم الطبيعة مواد متبلورة بالكامل، وأخرى ناقصة وغير مكتملة البلورات، ممزوجة بعقدة متفتتة. بالتأكيد، لن نسمي الأولى "جيدة" والثانية "سيئة" بالمعنى الأخلاقي. إنها مسألة درجات مختلفة من "الواقع". وينطبق الشيء نفسه على البشر.
_يوليوس إفولا_
هذا المقطع يتحدث عن مجموعة من القيم التي تتجاوز التصنيفات التقليدية لـ "الخير" و "الشر"، لأنها ترتبط بعمق بجوهر الإنسان ووجوده، وليس بالأخلاق كما نفهمها عادةً. القيم مثل الشجاعة، الوفاء، النزاهة، رفض الباطل، وعدم القدرة على الخيانة تعتبر قيمًا تتجاوز هذه التصنيفات لأنها تعزز "الكينونة" أو "الوجود" الفردي. بمعنى آخر، هذه القيم تعبر عن قوة شخصية الإنسان وتكامله على مستوى وجودي عميق، وليس مجرد اتباع لقواعد أخلاقية خارجية.
المثال الذي يقدمه النص يقارن بين المواد الطبيعية، حيث نجد بعض المواد متبلورة تمامًا وأخرى غير مكتملة أو مكسرة. لا يمكن أن نسمي المواد الأولى "جيدة" والثانية "سيئة" بالمعنى الأخلاقي، بل هي مسألة درجات من "الحقيقة" أو "الواقع". وبالمثل، ينطبق الأمر على البشر: بعضهم متبلور ومكتمل الوجود، بينما آخرون قد يكونون ضعفاء أو غير مكتملين في وجودهم، وهذه ليست مسألة أخلاق بقدر ما هي مسألة جوهرية.