[ رسائل العيد ] الرسالة الثانية
[ السنة التي كان السلف يحرصون عليها في عيد الفطر أكثر منهم في عيد الأضحى ! ]
الحمدلله الذي شرع لنا سنن الهدى ، وأرشدنا لما فيه خيري الدنيا والآخرة ، وبين لنا ما افترض علينا ليعمنا بفضله ويهدينا لرضوانه .
فكان مما افترض علينا صيام شهر رمضان {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡیَصُمۡهُۖ} فالحمدلله الذي من علينا بصيامه وقيامه ، ونسأله سبحانه القبول وأن يغفر لنا تقصيرنا فيه هو ولي ذلك والقادر عليه .
وكان مما شرع لنا سنة التكبير عند انقضاء شهر الصوم
قال تعالى :
﴿...وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾ [البقرة: ١٨٥]
ومن الملاحظ أن من السنن المهجورة عند كثير من الناس التكبير بعد مغيب شمس آخر يوم من رمضان ، مع أن السلف كانوا يحرصون كل الحرص - خاصة في عيد الفطر - على الإتيان بهذه السنة فقد رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ:
كَانُوا فِي التَّكْبِيرِ فِي الْفِطْرِ أَشَدَّ مِنْهُمْ فِي الْأَضْحَى.
صححه الألباني في الإرواء
وكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ " حَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ إِذَا نَظَرُوا إِلَى هِلَالِ شَوَّالٍ أَنْ يُكَبِّرُوا اللَّهَ حَتَّى يَفْرُغُوا مِنْ عِيدِهِمْ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ يَقُولُ: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}.
تفسير الطبري
وَعَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يُكَبِّرُونَ فِي الْعِيدِ حِينَ يَخْرُجُونَ مِنْ مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَأتُوا الْمُصَلَّى، وَحَتَّى يَخْرُجَ الإِمَام، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَام سَكَتُوا، فَإِذَا كَبَّرَ كَبَّرُوا.
وصححه الألباني في الإرواء
وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - إِذَا غَدَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ , يَجْهَرُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى يَأتِىَ الْمُصَلَّى , ثُمَّ يُكَبِّرُ حَتَّى يَأتِيَ الإِمَامُ (فَيُكَبِّرُ بِتَكْبِيرِهِ)
صححه الألباني في الإرواء
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُجُ فِي الْعِيدَيْنِ رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ
صَحِيح الْجَامِع
صيغته : الله أكبر .
وتمامها : الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبرالله أكبر ولله الحمد .
وهناك صيغ أخرى رويت واقتصرنا على هذه الصيغة إختصارا .
وقته : من مغيب شمس آخر يوم في رمضان الى صعود الإمام المنبر يوم العيد .
قال الشافعيُّ: وأُحِبُّ أن يكبِّرَ الإمامُ خَلْفَ صلاةِ المغربِ والعشاءِ والصبحِ وبين ذلك، وغاديًا حتى ينتهيَ إلى المصلَّى. رواه البيهقي
وجاء عن غيرِ واحدٍ من السَّلَفِ تكبيرُهم في المسجدِ مِن ليلةِ العيدِ بعدَ المَغْرِب؛ حيث جاء عن سعيدِ بنِ المسيَّبِ، وعروةَ بنِ الزُّبَيْرِ، وأبي سَلَمةَ ينِ عبدِ الرحمَنِ، وأبي بكرِ بنِ عبدِ الرحمنِ: كانوا يكبِّرون ليلةَ الفِطْرِ في المسجدِ، يَجهَرونَ بالتكبيرِ".
ويحسن بنا أن نذكر بأن جمهور الفقهاء ذهبوا الى أن التكبير ليلة عيد الفطر وصبيحتها يكون تكبيرا مطلقا لا مقيدا بعد الصلوات المفروضة كما في يوم عرفة وأيام التشريق .
لذلك أوصي أحبتي بإحياء هذه السنة وأن نظهرها في مساجدنا وفي بيوتنا وأسواقنا ومجالسنا
هذا والله تعالى أعلم
https://t.me/mehbara