أنس المغرَبيّ.

وكذا: مشكاة الأنوار.

والكثير والكثير...

وكذلك: جبريل يسأل والنبي يجيب.

وأيضًا: مصابيح الدُّجى.

أزمة أخلاق.

أنشودة تحمل معها ذكرى طيبة..
كان رمضاننا يزداد حلاوة وإيمانًا بأمثال هذه البرامج..

«سبحان الله! تزيَّنَتِ الجَنَّةُ للخُطَّاب؛ فجَدُّوا في تحصيل المهر، وتعرَّف ربُّ العزة إلى المحبين بأسمائه وصفاته؛ فعَمِلوا على اللِّقاء، وأنت مشغولٌ بالجِيَفِ!».

- ابن القيم (ت٧٥١هـ)، بدائع الفوائد.

يا خجلتي من سؤال لو سُئلتُ بهِ
يومَ الحساب فلم أنطقْ من الوجلِ:

أفنيتَ عمرَك فيما قد خُلقتَ لهُ
أم قد غفلتَ وقد قصَّرتَ في العملِ..

- أنس المغربي.

مَن يُحسِنِ التجويدَ يَظفرْ بالرَّشَدْ

- وُضع في خاتمة المقدمة الجزرية، وقيل إنه ليس منها.

‏كان بعضُ السَّلفِ إذا ذهب إلى شيخه؛ تصدَّقَ بشيء، وقال:
«اللهم، استرْ عيبَ شيخي عنِّي، ولا تُذهبْ بركةَ علمِه مني».

- تذكرة السامع، لابن جماعة.

الاستهانة بالعلوم الشرعية.

قد لا يدري المعلم أن هناك فائدةً عابرةً قالها ولم يأبه لها قد حوَّلت حياةَ طالب.

وقد يغفل المعلم عن طالب كان مُعقَّدًا من مادة ما، فلما درسها له حبَّب هذه المادةَ إلى نفسه.

وقد ينسى المعلم أنه كان سببًا في وصول طالب إلى مكان ما، لم يكن في حلمه أن يصل إليه.

فازرع محصولك دائمًا بعناية، وأتقنه غيرَ مكترث بمَن حولك من معدومي الضمير، ولا تجعل من قلة الموارد حولَك، حُجَّةً في سوء تحضيرِك، وعدم إتقان شرحك؛ فأنتَ المورِدُ الحقُّ ولو فُقدتْ كلُّ الموارد!

والذي يأتيك يطلب علمًا لأجل الامتحان؛ أضف إلى نيته طلبَ الجنان، فيتجدد في قلبه الإيمان، فيكون قد كسب الدنيا والآخرة.

فإن فعلتَ؛ حصدتَّ جميلَ الثَّمر، وتركتَ خيرَ الأثر، وفُقتَ جميع البشر.. وليت شعري مَن أفضل منك الآن بعد أن كنتَ معلمًا حقَّا، يخرج من تحت يديه العالم والطبيب والمهندس..إلخ؟!

فاحتسب مهنتَك، ولا تمتهنْها لأجل المهنة؛ بل لأجل ما حكيتُ لك، ولكونها سببًا في رضى الله عنك؛ يجزل الله لك الثواب، ويُؤمِّنك من العقاب، وهذا غاية المراد.

أحسن الله إليكم..

القاف والكاف
لما قلت إنهما قريبان كنت أقصد أنهما قريبان من الحلق، وحروف الحلق مُظهرةٌ، فلما تقارب القاف والكاف من مخرج الحلق أشبها الإظهار.

أما كونهما بعيدَين: يعني عن مخرج النون.

⬅️ وإليكم زيادة تفصيل أحسبُ أنني لم أبيِّنه بشكل جيد في المقطع:
نحن علمنا أنَّ:
👈 بُعد المخرج عن النون موجب لإظهار النون.
👈 وقرب المخرج منها موجبٌ لإدغامها.
👈 وعدم القرب وعدم البعد موجب للإخفاء.

فلما كان حروف الإخفاء كذلك -يعني متوسطة بين حروف الإظهار البعيدة وحروف الإدغام القريبة-؛ كان الإخفاء إلى الإظهار أقربَ تارةً، وإلى الإدغام أقربَ تارةً:
👈 فيكون الإخفاء أقربَ للإظهار عند القاف والكاف؛ لبعد هذين الحرفين عن النون، وقربهما من الحلق.
👈 ويكون أقربَ للإدغام عند الطاء والدال والتاء؛ لقرب هذه الأحرف الثلاثة من النون، وبعدها تمامًا عن الحلق.

والأحرف الباقية متوسطة في القرب والبعد.

وأعتذر منكم على عدم التوضيح في المقطع، فقد خانني التعبير، فلم أبيِّن ذلك مثلما بينتُه الآن..
فشكر الله لكم هذه اللفتة الطيبة، وأسأله -سبحانه- أن ينفع بكم، ويجزيكم عنا والسامعين كل خير.

أتردُّ على ابن مسعود!

عن أَبي وائلٍ، أنَّ ابنَ مسعودٍ رأى رجلًا قد أسْبَل، فقال: ارفع إزارَك. فقال: وأنتَ يا ابنَ مسعود، ارفع إزارك!
فقال له عبدُ اللَّه: إني لستُ مثلَك، إنَّ بساقيَّ حُمُوشةً [دقة في الساقين]، وأنا أؤمُّ الناس.

فبلغ ذلك عمر، فجعل يضربُ الرجلَ ويقول: أتردُّ على ابن مسعود؟!

- الجامع الكبير، للسيوطي.

يمكنكم الاستعانة بالإجابة عن السؤال المطروح عن حساب الجُمَّل في آخر المقطع من هذه الصورة.

🎉 انتهينا من شرح تحفة الأطفال.

الحمد لله على فضله بأنْ وفقنا لإتمام شرح هذا النظم المبارك.

وجزى الله كلَّ مَن نصحنا وشجعنا خيرًا.

ثبَّتُّ لكم هذه الدروس في القناة -كما هي مشاهدَةٌ لديكم-، وهي عبارة عن سبعة دروس، كل درس مكتوب بجانبه المشروح بداخله.

إن كان من أي توجيه أو نصيحة أو سؤال؛ فلا يتردد أحد في ذلك.

أسأل الله أن يتقبل منا، وأن يجعله في ميزان حسناتنا.. اللهم آمين.

أقسام المد اللازم، والخاتمة.

Live stream finished (40 minutes)

Live stream started

🔈 تنبيه:
يبدأ البث الصوتي في تمام الساعة 3:45م -بتوقيت القاهرة- بعد أقل من ساعتين من الآن -إن شاء الله-؛ لاستكمال شرح تحفة الأطفال.

وسيكون الشرح في هذا الدرس عن (أقسام المد اللازم، والخاتمة).

نسأل الله الإخلاص والتوفيق.

رابط البث:
https://t.me/AnasElmaghraby?livestream

ما الصَّحيح: (دون - من دون - بدون)؟

غضب بدون سبب

الحكم: مرفوضة.
السبب: لدخول حرف الجر «الباء» على الظرف «دون».

الصواب والرتبة:
غضب دونَ سبب. [فصيحة].
غضب من دون سبب. [فصيحة].
غضب بدون سبب. [صحيحة].

التعليق: الفصيح استخدام «دون» في التعبير السابق إما من غير حرف جرّ، أو مسبوقة بـ «من».

ويمكن تصحيح سبقها بحرف الجر الباء إما على تفسير «دون» بـ «غير» أو «لا» أو استنادًا إلى ما ورد في المعاجم القديمة من أمثلة وشواهد تؤيد ذلك.

كما وردت أمثلة أخرى لبعض المتأخرين في تكملة المعاجم العربية وغيرها.

- معجم الصواب اللغوي، أحمد مختار عمر.

لن يكون طالبُ العلم فقيهًا بدون أصول الفقه.
ولن يكون مقرئًا للقراءات بدون أصول القراءات.
ولن يكون مفسّرًا بدون أصول التفسير.
ولن يكون محدّثًا بدون أصول الحديث.

ولن يكون طالبَ علم بدون اللغة العربية.

قيِّد العلم إذا سَنَحَ، كيف شئتَ، فإن له خطراتٍ تومِضُ كالبرقِ، تحتاج منك إلى شِرَاكِ عقلٍ ذكيٍّ. وألذُّ اللَّذَّاتِ أن تُقَيِّدَ آبِدَةً من الفِكَرِ قبلَ أن تشرُدَ. وألَذُّ من الألَذِّ أن تجمعها إلى شبيهتها. وألذُّ من ألذ الألذ أن تتمثل بها في مجالسك.

فواتُ تَقْيِيدِ أوَابِدِ الفِكَرِ أَشَدُّ صُعُوبَةً عندي من إِنشاءِ فكرَةٍ جديدةٍ.

يا الله!

لما أتأخر شوية في الرد ع رسايل البوت، وبعدين آجي عشان أرد بعد ما جهزت إجابة طويلة عريضة تليق بالسؤال:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لكم في ذلك أمران:

الأول: نقل الاقتباس، ثم توثيقه في الهامش كالآتي:
- قطر الندى، نقلًا من كتاب كذا..
(مع ذكر اسم كتاب قطر الندى كاملًا، ومؤلفه، ومحققه، وطبعته)

الآخر: الرجوع إلى المصدر الأساسي المنقول منه، ثم الأخذ عنه مباشرة.
(ومما يعين على ذلك: تطبيق تراث)

- عندما نتأمّل في البعيد خلال حديث ما، أو نرفع أبصارنا إلى السّماء، غالباً ما تعتري ملامحنا مشاعر التّشتت، وكأننا نسينا خيوط الحديث الّتي كانت تربط أفكارنا، فنحاول جاهدين استحضار ما غاب عنّا وسط زحام الأفكار.

أساتذتنا في قسم اللّغة العربيّة، حين يرغبون في الحديث بعمقٍ عن موضوع ما، يُظهِرون لنا مشهدًا مختلفًا تمامًا.
يشخصون أبصارهم بعيدًا، وكأنهم يستشِفون أسرارًا من عوالم غير مرئيّة لنا!
شيء لا يشبه -أبداً- ما نفعله عندما نقع في متاهات النّسيان، محاولين تذكّر شيء ما.

يتجلّى في نظراتهم بريق خاص، يفيض شغفاً وإلهاماً، مع ابتسامة تعلو وجوههم وكأنهم ينفصلون عن واقعنا للحظات.
هم هُناك! لا تلمح منهم إلاّ لمعان أعينهم!

أهناك عالم يتشكّل في عقولهم ولا نصل إليه نحن؟
ثمّ ما الذي يرونهُ في البعيد بحيث لا تستطيع أعيُننا تمييزه؟
كيف تحصّلوا على تلك المفاتيح الّتي تفتح لهم عوالم أخرى؟
كيف يمكن لنظرة تذكّر أن تتجاوز حدود الزمن والمكان!

كل ما أشعر به في نظراتهم للبعيد أنهم ينظرون لسماء مرصعة بالنّجوم.
ثمّ إذا ما عاودوا النّظر لنا، يحدّثونا عمّا رأوه في سلاسةٍ، وتراتبيّة، ونظامٍ، وعمق!.

تأملاتهم هذه تثير داخلي فضولاً في اكتشاف
العالم الّذي تتجسد فيه الأفكار بأبهى صورها!

ويبقى التّساؤل.. هل يمكننا أن نخطو خطواتهم ونرى ما يرونَه!

"التّدوينة العاشرة، في الفصل الدّراسي الخامس، في القسم الأحب إلى قلبي"

6من جمادى الأولى1446هَـ '

قال الرازي¹ -رحمه الله- في الفائدة السابعة في تفسير قوله {إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ ۝٥}:
لقائلٍ أن يقولَ:
قولُه -سبحانه وتعالى-: {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ۝٢ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ۝٣ مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ ۝٤} كلُّه مذكورٌ على لفظ الغَيْبةِ، وقولُه: ﴿إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ ۝٥﴾ انتِقالٌ مِن لفظِ الغَيْبةِ إلى لفظِ الخِطابِ²، فما الفائدةُ فيه؟

[ثم أتى بأربعة أوجه، ذكر في الأول منها]:

أنَّ المُصَلِّيَ كان أجنبيًّا عندَ الشُّروعِ في الصَّلاةِ، فلا جَرَمَ أثْنى على الله بألفاظ المُغايبَةِ، إلى قوله {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، ثمَّ إنَّه تعالى كأنَّهُ يقولُ له:

حَمِدْتَني، وأقرَرْتَ بكوني: إلهًا، ربًّا، رَحْمانًا، رحيمًا، مالكًا ليوم الدِّين؛ فنِعْمَ العبدُ أنتَ، قد رفعنا الحِجابَ، وأبدلنا البُعدَ بالقُرب؛ فتكلَّمْ بالمُخاطَبَة، وقل: إيَّاكَ نَعْبُدُ.

¹ انظر: التفسير الكبير (مفاتيح الغيب) للرازي (ت٦٠٦هـ).
² ويُسمَّى هذا الأسلوبُ في البلاغة (أسلوب الالفتات).

قال الفُضَيلُ بنُ عياض:
«إني لأعصي اللهَ، فأعرفُ ذلك في خلق حماري وخادمي».

- حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني.

الحسُّ الفطريُّ بالنغم

شرحت للطلاب درسَ (العلَم)، ثم قلتُ لهم في آخر الدرس:
هل من سؤال في العلَمْ؟

فوجدت منهم ردةَ فعل، توضِّحُ أنَّ لهذه الجملة وقْعًا مميزًا في آذانهم، وابتسامةً لطيفة دلَّت على ذلك:

وما ابتسامتُهمْ إلا بفطرتهمْ
وما انفعالُهمُ إلا إلى النَّغَمِ!

فما هم بدارسي العَروض، ولا هم بعالمي الأوزان وموسيقى الشعر، ولا يدرون أنَّ:
هل من سؤالٍ في العلمْ = مستفعلن مستفعلن.

لكنها النغمة الفطرية، التي ميَّزت الحسنَ المستساغَ ذا النغمة المختلفة من غيره دون دراسة قواعد، أو تقطيع للبحور.

ولله در أستاذنا محمود توفيق حين قال¹:
"...فالجرس والإيقاع هو أول ما يسترعي انتباه المستمع، وإن لم يستطع لظلمة جهالة أو عجمة أن يدرك شيئًا من المعنى المتعقّل، ولهذا تجد العامة ممن لا يعرفون من علم العربية شيئًا يرغبون في الإصغاء إلى الترتيل الحسن، وقد ينفعلون لتوقيعه انفعالًا قد لا يتجاوب مع ما يحمل هذا الإيقاع من المعنى المتعقّل، فتراه يهتف بكلمة الإعجاب في مقام ترهيب وإنذار تنخلع له قلوب العارفين، وما هو بالذي هتف إعجابًا لما تضمنه من ترهيب وإنذار، فهو به جهول، وإنما هتف لجرسه وإيقاعه، وذلك ما يدركه حسُّه الفطريّ".

¹ العزف على أنوار الذكر، لمحمود توفيق.

كلانا على ذات المشاعر نفسِها
وكلٌّ على بلواه يبكي اللياليا

نخبِّئُ سرًّا نشتهي أن نقولَهُ
فيُخفي الذي يَلقَى، وأخفي الذي ليا

فلا هو يدري ما أُكِنُّ بداخلي
ولا أنا أقوى أنْ أُصرِّحَ ما بيا..

- أنس المغربي.

ما شاء الله..
سلم الله أيديكم، ولا أرانا وإياكم ثقلًا ولا ألمًا.

عن وهب بن جرير، عن أبيه، قال:
كنتُ جالسًا عندَ الحسن البصري، إذ جاءه رجلٌ، فقال:
يا أبا سعيد، ما تقولُ في العبد يُذْنِبُ الذَّنبَ ثم يتوب؟
قال: لم يَزْدَدْ بتوبتِه مِن الله إلا دُنُوًّا.
قال: ثم عادَ في ذَنبه ثم تاب؟
قال: لم يَزْدَدْ بتوبتِه إلا شَرفًا عند الله.
قال: ثم قال لي: ألم تسمعْ ما قال رسول الله ﷺ؟
قلتُ: وما قال؟
قال: «مثَلُ المؤمنِ مَثَلُ السُّنبلَة؛ تَمِيلُ أحيانًا، وتَستقيمُ أحيانًا، وفي ذلك تَكْبَرُ، فإذا حصَدها صاحبُها حمِد أمْرَه كما حمِد صاحبُ السُّنبلة بُرَّه».
ثم قرأ: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ إِذَا مَسَّهُمۡ طَـٰۤىِٕفࣱ مِّنَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ تَذَكَّرُوا۟ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ﴾ [الأعراف ٢٠١].

- أخرجه البيهقيُّ في الشُّعَب.

بدأ صباحُ يومٍ جديد، في حياة ولدٍ صغيرٍ، يتمهَّد فيه للذهاب إلى صفِّه الابتدائيّ في معهده الأزهريّ..

كان في بداية دراستِه رغم خوفِه وتوتُّرِه، ورهبتِه وتألُّمِه؛ نشيطَ العزيمة، فِطريَّ السَّليقة، يحتاج إلى من يوجِّهه ويشجُّعه، ويكافئه إن أصاب، ويأخذ بيده ويصوِّب له خطأه إن أخطأ..

حضرَ الولدُ الصغيرُ وسط أصحابه الجُدُد، وانتظر أن يرى الابتسامةَ الجميلةَ الصافيةَ من مدرَّسيه التي لم يجدها في أصدقاءِه؛ لتزيلَ عنه رهبتَه، وتُفتِّحَ له ذهنَه..

دخلتْ مدرسةُ المادة الإنجليزية التي يسمونها (حضرة المِس)، فبدأت بشرح الدرس الذي تؤديه لأجل أنه واجبٌ عليها لا أكثر، ومن في مثل ذلك؛ لا تنتظر منه أن يحبِّبَ الطالبَ في مادته.. بل ربما كرِهَ الطالبُ التعليمَ كلَّه لأجل مادة لا يراعي فيها المدرسُ ضميرَه!

شرحتْ (المِس) الدرسَ، وأعطت واجبًا للأولاد، وقالت لهم: "اكتبوا تلك الكلمات التي ترونها على السبورة في كراستكم في أعمدة."، فنقل الطلابُ الكلماتِ التي على السبورة، ونقلها الولدُ معهم، وانتهوا من دوامهم، وذهبوا إلى بيوتهم..

جاء هذا الولد الصغير واشترى لتلك (المِس) أقلامًا ذاتَ ألوانٍ لامعة، وكراسةً خطَّها بأقلامه الرائعة، وبدأ يكتب واجبَه، فوضع حوالي خمسةَ أعمدة، يعني أنَّه سطَّر كراستَه وقسَّمها خمسةَ أقسام، ثم وضع في كلِّ عمود منهم كلمة من الكلمات التي نقلها من على السبورة، وكتب كلَّ واحدة من تلك الكلمات بلون مختلف من الأقلام؛ ليُسعد بفعلته (المِس)، وتكون فخورة به، وتميزه عن أصدقاءِه..

انتهى الولد الصغير من واجبه، ونام على قلقٍ تشوُّقًا منه أن يذهب الليل، ويأتي الصباح؛ ليقابل معلمتَه، وتصحح له واجبَه الجميلَ الذي أتمَّه، وبذل فيه جهدَه..

فماذا كان ردُّ (المِس) على ذلك الولد الصغير؟

فتحت (المس) كراستَه، ثم عبست في وجهه، وقالت -وهي تصرخ-: "ما هذا الذي فعلتَه؟ أهذا الواجب الذي أمرتُك أن تفعلَه؟!"، ثم أخدت كراستَه وفتحتْها أمام أصدقاءِه كلِّهم لتقول لهم: "أهذا الواجب الذي أمرتكم بفعله؟!"، الطلاب: "ههههه، لا يا (مس)."، فألقت كراستَه في وجهه، وعاقبتْه، وجعلته أضحوكةَ زملاءِه..

تعرفون لماذا حصل ذلك على الرغم من كل المجهود الذي فعله في واجبه؟

عندما كتب هذا الولد المسكين تلك الكلمات، وسمعها تقول: "كل كلمة من تلك الكلمات ستُكتب في أعمدة"؛ ظنَّ المسكين أن كلَّ كلمة ستُكتب في عمود خاصٍّ بها وانتهى الأمر، ولم يدرِ المسكينُ مقصدَها الذي أرادته، وهو أنها كانت تريد تحت كلِّ كلمة من تلك الكلمات أن يأتيَ على كل كلمة من الكلمات ويكررها أسفلها إلى آخر الصفحة..

فهمَ الطالبُ مرادَها، ولكن..
هل سينفعه فهمُه لمرادها الآن بعد أن كسرَتْه وأزالت شغفَه؟
هل سيحبها الولدُ المسكين ويفهم منها بعد أن صفعت في وجهه كراستَه؟
أو هل سيحب هذا المسكين هذا المعهدَ وهؤلاء الأساتذة الذين فيه بعد كل ذلك؟
هل سيستطيع النظر إلى زملاءِه؟
بل كيف سيجلس بينهم بعد ذلك؟

أما كانت تستطيع أن ترشدَه برفق، وتقول له: "أحسنت، ولكنك لم تفعل ما أقصده على تمامه، والصحيح أن تفعل كذا وكذا."؟

لا.. ما فعلتْ..

عاد الولد المسكين فاقدًا شغفَه، حاملًا همَّه، لا ينسى موقفَه، ونظرةَ زملاءِه لإهانته، وكسرَ خاطرِه..

كبرَ هذا الولد، ووفقه الله إلى أن صار في المرحلة الجامعية، وبدأ يُمارس أشرفَ وأعظمَ وأجلَّ مهنة على وجه الأرض.. بدأ يعطي دروسًا، ويعلِّمُ طلَّابًا..

وإذا همَّ بإهانة أحد لضعف فهمه، أو معاقبتِه لسوء ظنِّه؛ تمهَّل وتذكر موقفَ طفولتِه، فرجع إلى صوابه، ورفَقَ بطلابه؛ ذلك لأنَّ تبليغ العلم مسؤولية عظيمة، من لم يعطها قدرَها أضاع نفسَه، وضيَّع فيها من معه!

هذا الولد تجاوز هذه المرحلة التي أثرت في نفسيّته بلطف من الله وكرمه، فصار إلى ما صار عليه..

ولكن.. ماذا إن حصل هذا مع غيره ولم يستطع أحد منهم تجاوز الأمر؟
هل حينها ستسعد فضيلة (المِس)؟!

رفقًا بطلابكم رحمكم الله..
أنتم تبلغون رسالة عظيمة لأجيال قادمة، فهذا أمر لا يُستهان به، ولا يُؤخذ على محمل أنه وظيفة والسلام!

ورُبَّ كلمة من أحدكم خرج بفضلها عالم، وأخرى تُخرج لنا ما يقبح رؤيتهم في المجتمع!

ختامًا..
هذه لم تكن قصة خيالية تُروى لأجل الإمتاع والتسلية..
هذه قصة حقيقة تمامًا بكل تفاصيلها..
لأنَّ هذا الولد المسكين (كان أنا)..

هل زلَّ عزيزٌ إلا بموافقةِ شهوتِه؟
هل ارتفع ذليلٌ إلا بصبره عن لذَّتِه؟

أمَا في لقمة آدمَ وصبرِ يوسفَ عِبرة؟!
بلى والله، يفهمُها أهلُ الخبرة.

- ابن الجوزي في (مقاماته).

(عسى) (ولعل) (وإنْ الشرطية) من الله.

⬅️ ذكر الزركشيُّ (ت٧٤٩هـ) في تفسيره (البرهان) أنَّ:
(عسى) و(لعل) من الله واجبتان، وإن كانتا رجاءً وطمعًا في كلام المخلوقين؛ لأن الخلق هم الذين يعرض لهم الشكوك والظنون، والبارئ منزه عن ذلك.

⬅️ وذكر الخطيب الشربيني (ت ٩٧٧هـ) في تفسيره (السراج المنير) أنَّ:
(عسى) من الله واجبٌ؛ للإطماع، والله تعالى إذا أطمع عبدَه بشيء أوصله إليه.

⬅️ وذكر الطاهر بن عاشور (ت١٣٩٣هـ) في تفسيره (التحرير والتنوير) أنَّ:
(عسى) و(لعلَّ) في القرآن لليقين، ومرادُهم إذا أُسنِدَ إلى اللَّه تعالى؛ بخلاف نحْوِ قولِه:
﴿…وَقُلۡ عَسَىٰۤ أَن یَهۡدِیَنِ رَبِّی لِأَقۡرَبَ مِنۡ هَـٰذَا رَشَدࣰا﴾ [الكهف ٢٤].

ومثْلُ هذا ما قالُوه في وقوع حرفِ (إنْ) الشَّرطيَّة في كلام اللَّهِ تعالى، مع أنَّ أصلَها أنْ تكونَ للشَّرطِ المشكوكِ في حصوله.

🔴 انتبه:
نقل ابن الأنباري (ت ٣٢٨) في (الأضداد) عن بعض المفسرين قولَهم:
(عسى) في القرآن واجبة؛ إِلاَّ في موضعين:
1️⃣ في سورة بني إِسرائيل:
﴿عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن یَرۡحَمَكُمۡۚ…﴾ [الإسراء ٨]؛ يعني: بني النَّضير، فما رحمهم ربُّهم؛ بل قاتلهم رسول الله ﷺ، وأَوقع العقوبة بهم.
2️⃣ وفي سورة التَّحريم:
﴿عَسَىٰ رَبُّهُۥۤ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن یُبۡدِلَهُۥۤ أَزۡوَ ٰ⁠جًا خَیۡرࣰا مِّنكُنَّ…﴾ [التحريم ٥]؛
فما أَبدله الله بهنَّ أَزواجًا، ولا بِنَّ منه، حتَّى قُبِض -عليه السلام-.

🔵 ونقل السيوطيُّ (ت٩١١هـ) هذين الاستثناءين في كتابه (الإتقان)، ثم علَّق قائلًا:
وأبطل بعضهم الاستثناء، وعمَّم القاعدةَ؛ لأن الرحمة كانت مشروطةً بألا يعودوا، كما قال:
﴿…وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ…﴾ [الإسراء ٨]، وقد عادوا، فوجب عليهم العذاب، والتبديلُ مشروطًا بأنْ يُطلِّقَ، ولم يُطلِّقْ، فلا يجبُ.


⬜ فإن قلتَ:
ما الوجه في استعمال هذه الألفاظ؟
رد عليك الزركشيُّ¹:
أن الأمور الممكنة لما كان الخلق يشكون فيها ولا يقطعون على الكائن منها، والله يعلم الكائن منها على الصحة، صارت لها نسبتان:
1️⃣نسبة إلى الله، تسمى: نسبة قطع ويقين.
2️⃣ونسبة إلى المخلوقين، تسمى: نسبة شك وظن.
فصارت هذه الألفاظ لذلك ترد:
👈 تارة بلفظ القطع، بحسب ما هي عليه عند الله تعالى؛ نحو:
﴿…فَسَوۡفَ یَأۡتِی ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ یُحِبُّهُمۡ وَیُحِبُّونَهُۥۤ…﴾ [المائدة ٥٤].
👈 وتارة بلفظ الشك، بحسب ما هي عليه عند الخلق؛ نحو:
﴿…فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ…﴾ [المائدة ٥٢]، ونحو: ﴿فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلࣰا لَّیِّنࣰا لَّعَلَّهُۥ یَتَذَكَّرُ أَوۡ یَخۡشَىٰ﴾ [طه ٤٤].
وقد علم الله -حال إرسالهما- ما يفضي إليه حال فرعون؛ لكن ورد اللفظ بصورة ما يختلج في نفس موسى وهارون من الرجاء والطمع.
ولما نزل القرآن بلغة العرب جاء على مذاهبهم في ذلك، والعرب قد تخرج الكلام المتيقن في صورة المشكوك لأغراض؛ فتقولُ: لا تتعَرَّضْ لمَا يُسخطُني؛ فلعلَّك إن تفعلْ ذلك ستندمُ.
وإنَّما مرادُه أنَّه يندمُ لا محالة؛ ولكنه أخرجه مخرج الشك؛ تحريرًا للمعنى، ومبالغةً فيه؛ أي: إنَّ هذا الأمر لو كان مشكوكًا فيه لم يَجبْ أنْ تتعَرَّضَ له، فكيف وهو كائنٌ لا شكَّ فيه؟!

¹ انظر: البرهان في علوم القرآن، للزركشي (ت٧٤٩هـ).

من استطاع منكم الاطلاع على بقية الأوجه التي ذكرها الرازي فليفعل؛ فإنني ودِدت لو جئت بها ونشرتها كلَّها من جمالها والله!

ويمكنكم تصفحها بسهولة من التطبيق العظيم الذي ما حمَّل امرُؤٌ على هاتفه أجملَ منه: الباحث القرآني.

لماذا نقول: (إيَّاك نعبدُ وإيَّاك نستعينُ) بالنون، ولا نقول: (إياك أعبد وإياك أستعين) مع أن المتكلم واحد؟

ذكر الإمام الرازي في تفسيره عدةَ أوجه، فقال في الخامس منها:
كأنَّ العبدَ يقولُ: إلهي، ما بلغَتْ عبادتي إلى حيثُ أستَحِقُّ أن أذكرَها وحدَها؛ لأنَّها ممزوجةٌ بجهات التَّقصيرِ، ولكنِّي أخلِطُها بعبادات جميعِ العابدين، وأذكرُ الكلَّ بعبارةٍ واحدةٍ وأقولُ {إيَّاكَ نَعْبُدُ...}.

ثم علَّق قائلًا:
وههنا مسألةٌ شرعيَّةٌ:
وهي أنَّ الرَّجلَ إذا باعَ من غيره عشَرَةً من العبيد، فالمُشترِي إمَّا أن يَقبلَ الكلَّ، أو لا يقبلَ واحدًا منها، وليس له أن يقبلَ البعضَ دون البعضِ في تلك الصَّفقةِ، فكذا هُنا؛ إذا قال العبدُ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ…}؛ فقد عَرَض على حضرَةِ اللَّهِ جميعَ عباداتِ العابدين، فلا يليقُ بكرمه أن يُمَيِّزَ البعضَ عن البعضِ، ويَقبَلَ البعضَ دون البعضِ، فإمَّا أن يَرُدَّ الكلَّ -وهو غيرُ جائزٍ؛ لأنَّ قولَه: {إيّاكَ نَعْبُدُ…} دَخَل فيه عباداتُ الملائكةِ، وعباداتُ الأنبياءِ والأولياءِ-، وإمَّا أنْ يَقبَلَ الكلَّ، وحينئذٍ تصيرُ عبادةُ هذا القائلِ مقبولةً ببركة قَبولِ عبادةِ غيرِه، والتَّقديرُ كأنَّ العبدَ يقولُ:
إلهي، إن لم تكن عبادتي مقبولةً فلا ترُدَّني؛ لأنِّي لستُ بوحيدٍ في هذه العبادةِ؛ بل نحن كثيرون، فإنْ لم أستَحِقَّ الإجابةَ والقَبُولَ فأتَشَفَّعُ إليك بعبادات سائرِ المُتعبِّدين، فأجِبْني.

- التفسير الكبير (مفاتيح الغيب)، للرازي (ت٦٠٦هـ).

أبو*

شتان بين: من يصحو على صوتها، ومَن يوقظه: يا بتااع الخزين يا بصااال..

أرجى الأماني الآن بيتٌ دافئٌ
يُؤى إليه وفيه زوجٌ صالحَهْ

فهي النعيمُ المُرتجَى والمبتغَى
والسعيُ فيها والتجارةُ رابحه

خير النعيم وأنسُه وملاذُهُ
وتعاسة الدنيا بأنثى طالحه

فتبسمٌ للزوج قبل دوامِهِ
وعناقُه وبغيره.. متصبِّحه

إن الذي يصحو بنغْمةِ صوتِها
لا يستوي مع عَّازبٍ.. ما أجرحَه!

فالعازب المسكينُ يصحو مُكرهًا
والآخر المرضيُّ يبقى مطرحَهْ

فإذا انتهى من عُسْر يوم متعبٍ
عادتْ تضمُّ فؤادَهُ وجوانحَه

لا تسأل العزَّابَ شيئًا بعد ذا
أرجى الأماني الآن أمستْ واضحهْ

- أنس المغربي.

شايفك يا سنجل يا بائس..

أنثاك فاعلم كيف تُرضي قلبَها
فإذا فعلتَ عرَفتَ كيف تسودُها

عند الشدائد زوجُها وأبٌ لها
عند الدلال فطفلُها ووليدُها

- أنس المغربي.

نصائحُ

لا تشرب القهوة وأنت لا تحبها لمجرد أن تظهر في أعين الآخرين أنك مثقف؛ فالقهوة لا علاقة لها بالثقافة.

لا تخفف ملابسك وأنت تشعر بالبرد لتوهمك أن ذلك يجعلك عند الناس تنِّينًا مجنَّحًا؛ فعند إصابتك بالحمَّى لن ينفعك أحد.

لا تلبس ثوبًا غيرَ ثوبِك، ولا تتكلف ما ليس من طبعك؛ فمَن أحبَّك على ذلك -ولا بد-؛ أحبَّك، ومَن لا؛ فلا.

كن الداعم الأول لنفسك، ولا تقس تجربة غيرك على تجربتك؛ فقد خُلقنا مختلفين، ومسلك أخيك غيرُ مسلكِك.

لا تستمع إلى المحبطين، ولا تلقِ بالًا للمنفرين، ولا تكن منهما.

لا توافِقْ على شيء مُكرهًا، ولا تَقبلْ ما لا تريده خجلًا، وتعلَّم أن تقول (لا)، ولا تحمل نفسك فوق طاقتها لأجل عيون الآخرين.

رفضك لما لا يناسبك ليس عيبًا، لا تكن مرددًا دائمًا: لكن أخاف أن أجرحه، لكن أخجل أن أرده، لكن...إلخ؛ فما أعطاك الله تلك النفسَ حتى تعذبها!

عش على مبدأ: ما دمتُ لم أؤذِ فلانًا، ولم أظلمْه؛ فليس لأحد شيء عندي.

لا أقول: كن باردًا جِلْفًا، بل أقول: كن مرتاحًا.

نعم: ساعد أخاك، وأعنه، وكن في حاجته.. ولكن: إن كلفك الأمر فوق طاقتك؛ فانزِعْ!

إياك أن تتخلى عن مبادئك، وكن مستعدًّا لتغييرها إن خالفَتْ صوابًا، ومن حاول تغييرها دون إعطاء مبرر سديد؛ فاستمع إليه حتى ينتهي، ثم ابتسم له، وافعل ما بدا لك.

إن هذه الدنيا مدرسة، ومن لم يتعلم من مدرسة الدنيا؛ أدبته الدنيا.

- أنس المغربي.

خاطرة عابرة

والختمة على غير المتقِن تُزهِّدك في الختم على المتقِن

والختمة السريعة تعوقك عن الختمة المتأنيَّة


والختمة على متساهل تصعِّب على نفْسك الختمة على المُدقِّق

طاهر بن سعيد الأسيوطي

تسمية الأبيات:
1- اليتيم: البيت الواحد.
2- النُّتفة: البيتان.
3- القطعة: ما زاد على 2 إلى 6.
4- القصيدة: من 7 فأكثر.

ومما يُروى عنه: أنه عشق جاريةً، فأرادها، فذكرت أن أباه كان مسَّها، فأشغف بها هارون، حتى قال:

أرى ماءً وبي عطشٌ شديدٌ
ولكن لا سبيلَ إلى الورودِ

أما يكفيكِ أنَّكِ تملكيني
وأنَّ الناسَ كلَّهمُ عبيدي

وأنَّكِ لو قطعتِ يدي ورجلي
لقلتُ -من الرضا-: أحسنتِ زيدي!

انظر: فوائد ابن بجير، لأحمد بن بجير (ت٣٢٢هـ).

المملوك المالك!

حلف الرشيد لا يدخل إلى جاريةٍ له أيامًا، وكان لها مكان في قلبه، فمضت الأيام، ولم تسترضِهِ…، فقال:

صدَّ عنِّي إذ رآني مُفتَتَنْ
وأطالَ الصدَّ لمَّا أن فَطَنْ

كان مملوكي، فأضحى مالكي
إنَّ هذا من أعاجيب الزمنْ!

- مصارع العشاق، السراج القارئ (ت٥٠٠هـ).

اللحن صار من أركان الكلام عند المتكلم!

والأنثى التي فطرتها سليمة تحب (لا) من الزوج كما تحب (نعم).

فهي كتلة مشاعر، لذا تحتاج إلى جدار عقلي صلب تستند إليه، فلو كلما طلبتْ أمرًا جاء الردُّ (حاضر، حاضر)؛ لشكَّتْ في رجاحة عقل زوجها، وفقدتْ قوةً معنويةً ومادية كانتْ تأوي إليهما عند الضعف والانكسار.

أما لو جاءت (نعم) بعد ( لا )، أو (لاءات)؛ لسرَّتْ بها، ومن ثَم أدركتْ أن الموافقة والرفض قرارٌ مدروس منظَّم، وليس ضعفًا أو جبنًا أو ارتجالًا.

والنساء اللائي يشتكين من ضعف شخصية أزواجهن أكثرُ بأضعاف كثيرة من اللواتي يعانين صرامة الزوج وشدته في الحق.

وأخيرًا: لا أضرَّ على المرأة وأسرتِها إن تحوَّلت من تابع إلى متبوع.

- د. ثائر الحلاق.

في المثلين والمتقاربين والمتجانسين.

Live stream finished (42 minutes)

Live stream started

كراريسكم وأقلامكم جاهزة؟

رابط البث لمن أراد أن يدعو أصدقاءه:
https://t.me/AnasElmaghraby?livestream

🔈 تذكير:
يبدأ البث الصوتي في تمام الساعة العاشرة -بتوقيت القاهرة- بعد ساعتين من الآن -إن شاء الله-؛ لاستكمال شرح تحفة الأطفال.

وسيكون الشرح في هذا الدرس عن (المثلين والمتقاربين والمتجانسين).

نسأل الله الإخلاص والتوفيق.

الله!

«يا عالمَ السرِّ منَّا
لا تهتكِ السترَ عنَّا»

+

خلقي لما حد يلحن قدامي:

مساء الفل علااكم.

عفَّةُ نساءِ السَّلفِ الصَّالحِ، وحرصُهنَّ على السَّترِ.

عن عطاء بنِ أبي رَبَاحٍ، قال:
قال لِي ابنُ عبَّاسٍ: ألا أُريكَ امرأةً مِن أهل الجنَّةِ؟
قلتُ: بلى.
قال: هذه المرأةُ السَّوْداءُ، أتَتِ النَّبيَّ ﷺ، فقالت: إنِّي أُصرَعُ، وإنِّي أتكَشَّفُ، فادعُ اللهَ لي.
قال: «إنْ شئتِ صبرتِ ولكِ الجنَّةُ، وإنْ شئتِ دعَوْتُ اللهَ أنْ يُعافِيَكِ».
فقالت: أَصبِرُ. فقالت: إنِّي أتكشَّفُ، فادعُ اللهَ أنْ لَا أتكشَّفَ.
فدعا لها.

- أخرجه البخاري (5652)، ومسلم (2576).
- لشرح الحديث: اضغط هنا.

أعطِ المعيَّةَ حقَّها
والزم لها حسْنَ الأدبْ

واعلم بأنَّك عبدُهُ
في كل حال وهْو ربّْ.

- مما رُقِم عند قبر محمد بن محفوظ، المعروف بأبي تفالة.

انظر: حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، لعبد الرزاق البيطار (ت١٣٣٥هـ).

فائدة:
كل سكينة في القرآن، فالمراد بها الطمأنينة؛ غيرَ واحدة في البقرة: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ…﴾ [البقرة: ٢٤٨]؛ فالمراد بها: شيء كرأس الهرة له جناحان، كان في التابوت.

- انظر: أفراد كلمات القرآن العزيز، لابن فارس اللغوي (٣٩٥هـ).

منشور جميل، وتعليق عليه أجمل.

🤡

فائدة (٣):
قال أبو العباس المقرئ:
ورد لفظ (العفو) في القرآن بإزاء ثلاثة معانٍ:

الأول: العفو: الفضل من الأموال؛ قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العفو﴾ يعني: الفضل من المال.

الثاني: العفو: الترك؛ قال تعالى: ﴿إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَاْ الذي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النكاح﴾ [البقرة: 237] أي: يتركوا.
ومثله: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ﴾ [الشورى: 40]، أي: ترك مظلمته.

الثالث: العفو بعينه؛ قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَفَا الله عَنْهُمْ﴾ [آل عمران: 155].

- انظر: اللباب في علوم الكتاب، لابن عادل الحنبلي.

فائدة (٢):
العفوَ: مفعول به، لفعل محذوف، تقديره: أنفقوا العفوَ.

وانفرد أبو عمرو بالرفع (العفوُ)، على اعتبار أنَّ (ما) منفصلة عن (ذا)، فتكون (ما) استفهامية، و(ذا) موصولة، والتقدير: ما الذي ينفقون؟
فيكون الجواب: العفوُ، أي: إنفاقُكم العفوُ.
وعلى هذا فيكون خبرًا للمبتدأ المحذوف الذي قدرناه (إنفاقكم).

فائدة:
المقصود بـ(العفو) في الآية الكريمة هو ما زاد على الحاجة، وليس المعنى المشهور.

‏اللّٰهُمَّ أنتَ ربي = ربوبية.
لا إله إلا أنتَ = ألوهية.
خلقتني وأنا عبدكَ = عبودية.
وأنا على عهدكَ ووعدكَ ما استطعت = قيام بالعهد.
أعوذ بكَ من شر ما صنعت= استعاذة.
أبوء لكَ بنعمتكَ عليّ= شكر.
وأبوء بذنبي= اعتراف.
فاغفر لي= دُعاء.
فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنتَ = تجرد.

لذا سُمّي بسيد الاستغفار.

بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي

ومن رام العلا من غير كدٍّ
أضاع العمر في طلب المُحالِ

تروم العزَّ ثم تنام ليلًا
يغوص البحرَ من طلب اللآلي

- من روائع الإمام الشافعي.

نصائح وإرشادات لحفاظ ألفية ابن مالك
--------------------
إذا كنت حافظًا للألفية أو سائرًا في طريقها أو عازمًا الدخولَ إليها .. فهَاكَ عشرين نصيحة لعل بعضها يقوي عزيمتك أو يسد نقصك أو يتمم كمالك:
1- لا تكتف بشرح واحد لها، فأيسرها ابن عقيل، وأتقنها ابن هشام، وأخصبها الأشموني، وأوسعها الشاطبي، وأخصرها السيوطي، وأعربها الأزهري ...إلخ، وفي جميعها ما ليس في الآخر.
2- اعتن بشواهد ابن عقيل وابن هشام خاصة؛ ففيهما زبدة الشواهد.
3- اقتن (تمرين الطلاب) بطبعة أنيقة قشيبة تحبب إليك صنعة الإعراب، ولا تكتف بإعراب محيي الدين المتزاحم في الحاشية، وفي كلٍّ خير وبركة.
4- رتب محطات الألفية وَفق محطات قطر الندى؛ فإنهما متقاربان جدًّا في الترتيب، فمن حفظ القطر سار في الألفية سير الجَهام.
5- لا تنس أن الثلثين منها في النحو (700 بيت تقريبًا)، وأن الثلث الأخير في التصريف (300 بيت).
6- لا تظن أن التصريف يبدأ من باب التصريف، بل يبدأ خالصًا من باب التأنيث.
7- اعلم أن القسم النحوي منها حَسَنُ الترتيب، بخلاف القسم الصرفي ففي ترتيبه بعض اضطراب.
8- استصحب أثناء حفظك شرح الحربي، فإنه كافٍ وافٍ في فك العبارة وحلها.
9- إياك أن تدخل عليها ولم تدرس قبلها القطر، فإنك إن قفزت من الآجرومية إليها ستتعثر في المئة الأولى أو الثانية في الغالب.
10- لم تَخْلُ الألفية إلا من تصريف الأفعال، فعليك باللامية أو بخاتمة محيي الدين لابن عقيل.
11- اقتن طبعة العيوني لها، فهي من أتقن وأجود ما طبع.
13- اسمع تسجيل الحربي لها، فإن قراءة الرجل قراءة رواية ودراية دون غيره المليء باللحن والأخطاء.
14- إذا علت همتك -ولستُ منهم- فانهض إلى احمرار المختار، فإنه قد ضم زوائد التسهيل عليها.
15-إذا صعُبت عليك وأبَتْ فألفية السيوطي أيسر وأوسع .. وتذكر مدحه المعتاد: "فائقةً ألفيةَ ابنِ مالكِ".
14- اسمع شرح د. بو بكر حسوني، فإن الرجل حُفَظة، ويقوي فيك عزيمة الحفظ، ويبث في نفسك مهارة الاستحضار، وإلا ففي كل الشروح الصوتية نفع وخير، وحيثما وجدت قلبك فالزم.
15- ادرُس بحر الرجز جيدًا حتى تستمتع بإنشادها وحركاتها وسكناتها.
16- اختر من كتب المعاصرين أحدَ ثلاثة: قواعد الهاشمي، أو النحو المصفى، أو النحو التعليمي .. ومزية الثلاثة أنها التزمت ترتيب الألفية ومباحثها بشكل مدرسي ميسر.
17- مارس عملية الاستحضار عند أدنى اصطدام بمسألة نحوية (وسأكتب منشورًا خاصًّا يساعدك في كيفية الاستحضار إن شاء الله).
18- اعلم أن متعة استحضار أبياتها لا تقل عن متعة استحضار متشابهات القرآن .. ومن ذاق عرف، ومن عرف اغترف.
19- إذا حفظت ألفية ابن مالك -أو أكثرها- فسوف يهُون عليك كلُّ نظم بعده.
20- لا تيأس إن تعثرت في بعض الأبواب .. فكلنا ذاك الرجل يا صديقي.

والله الموفِّق .. ولا إله إلا هو.

- منقول.

لمن سأل عن طبعة الكتاب:

أما عن شروح الألفية؛ فعليها شروح كثيرة، أشهرها وأفضلها:
١- شرح ابن عقيل.
٢- شرح ابن هشام.
٣- شرح الأشموني.

والأكثرون يقدمون ابن عقيل؛ حتى إنه قد قيل:

لألفية الحبر ابن مالك بهجةٌ
على غيرها فاقت بألف دليلِ

عليها شروحٌ ليس يُحصى عديدُها
وأحسنها المنسوبُ لابن عقيلِ

ثم "إن لكل شرحٍ من شروح الألفية منهجًا عامًّا ومَذاقًا خاصًّا:
- فشرح ابن عقيل: تعليميّ.
- وشرح ابن هشام: رياضيّ.
- وشرح المَكُّودي: لفظيّ.
- وشرح السيوطي: مَزجيّ.
- وشرح الأشموني: جَمعيّ.
- وشرح أبي حيان: نقديّ.
- وشرح الأزهري: إعرابيّ.
- وشرح الشاطبي: موسوعيّ.
- ... إلخ.
{والنخلَ والزرعَ مختلفًا أُكُلُه}".

1- بارك الله فيكم.
عليك بكتاب قواعد الإملاء، لعبد السلام هارون، وسيصدر قريبًا -إن شاء الله- كتاب (كيف تتقن الإملاء)، لأحمد إسكندر.

2- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ألَّف ابنُ مالك (الكافية الشافية -أرجوزة في النحو-)، واشتملت على 3000 بيتًا تقريبًا، ثم اختصرها في 1000 بيت، ولذلك سميت بالألفية، وسماها الخلاصة؛ لأنها خلاصة كافيته تلك؛ قال أحد الأساتذة:
ألف ابن مالك في الأساس (الكافية والتسهيل) .. ثم رحم ضعفنا فألف (الخلاصة).

"وهي في النحو كجمع الجوامع في الأصول، ومنهاج الطالبين في الفقه، والشاطبية في القراءات، وألفية العراقي في المصطلح .. وأهل هذه المتون هم أهل العلم وخاصته".

وتسمية الألفية مأخوذة من قوله في أولها:
وأستعين اللهَ في ألفيَّهْ
مقاصدُ النحو بها محْويَّهْ

وتسمية الخلاصة مأخودة من قوله في آخرها:
أحصَى من الكافية الخلاصهْ
كما اقتضى غنًى بلا خصاصهْ

تُدرَّس لطلاب المرحلة المتوسطة، بمعنى أنه لا بد من دراسة شيئًا يسيرًا قبلها؛ كالآجرُّومية مثلًا، ولا تقتصر على المتخصصين.

أما عن تدريسها في القناة؛ فأسأل الله أن أكون أهلًا لذلك..

ع آخر الزمن يكتبوني (أ.م)

وكنتَ مع الصِّبا أهدى سبيلًا..

باب الهمزتين من كلمتين مع تصميم بسيط.

لمَ (الهاها) على الاقتباس أحبتي الكرام؟
الموضوع ليس مُهَأهِئ!

«إنَّ القلبَين إذا أحبَّا اللغةَ أُلِّف بينهما».

يُبدي تبسُّمَهُ، يُخفي تجلُّدَهُ
فالسَّعْدُ ظاهرُهُ، والحزنُ باطنُهُ

والهمُّ آسِرُهُ، والعجزُ مالكُهُ
والقلبُ موجعُهُ، والسُّقْمُ ساكنُهُ

- أنس المغربي.

«لا تُحبطِ الآخرين بكلامك، حتى ولو كنتَ ترى الحياةَ تعيسةً؛ فغيرك يحتاج إلى الأمل..
فإما أن تساعدَه، أو تصمت».

يا مَن يمنُّ على العاصين، هذي يدي..

Live stream finished (46 minutes)

Live stream started

Live stream scheduled for Oct 25 at 20:00

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سأوضحه لك بالصوت: 👇

أبويا بيقولي:
الخط اللي أنتَ ناشره ده شكله حريمي.

ليالٍ ثقالٌ أنتَ فيها وحيدُ
وعقلُكَ يقظانٌ وأنتَ شريدُ

وقد كنتَ حُرًّا خاليَ البالِ حينما
وُلدتَ، وفي عيش الصغارِ سعيدُ

وفي مرَّةٍ قد قلتَ: إنِّي سأكبرُ
متى يأتي ذاك اليومُ؟ هذا بعيدُ!

وها أنتَ ذا قد عشتَ ما قد رجوتَهُ
فما لَكَ عن عيش الكبارِ تحيدُ؟

- أنس المغربي.
١٩ ربيع الأول ١٤٤٥هـ.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما أفضل شرح؛ فذلك يتطلب مني أن أكون قد تطلعت على جميع شروحها؛ حتى أستطيع الإجابة.

ولكن، هناك شرح يسير جميل، ماتع لطيف، نشرته سابقًا، وسأعيد تحويله الآن.

أعِدني لنفسي.. كم تغرَّبتُ حائرًا

أنا مش ساكن في المنصورة، بس ممكن بتنسب ليها عشاني تبع محافظة الدقهلية مثلا.

+ دوَّقتي دي نطق الأطفال.

أصل (حربوق - حربوقة).

+ ودايما تلاقي في بوقهم لبانة
وبيمضغوها كده:

ااه نسيت
ثم تطور استعمالها عند بعض الحربوءات؛ لتصبح: دلوقتشي.

صح صح
قرأت فيها تفصيل حلو، وهو كالآتي:

(دلوقتِ) كلمة بمعنى (الآن)، وأصلها من كلمتين: ذا الوقت.

(ذا): خُففت ذالُها لكثرة الاستعمال، فصارت (دا).

ثم (الوقت)، فصارت (دا الوقت).

ثم اعتراها ما اعتراها من التغيير والتسهيل، فكسرت الدال، فصارت (دلوقتِ).

وقد يكون كسر الدال من الفلاحين الذين ينطقون (دَ): (دِ).

افتكرت المقطع ده

دراسة أهم مبادئ علم التجويد بشكل يناسب المبتدئين وغيرهم.

ويمكنك الرجوع هنا إلى سماع شرح الدرس الأول؛ لتتعرف أكثر عليه.