عمّاريّات.

على إحدى نُسخ [الاختيار لتعليل المختار] المليئة بالحواشي الشارحة للنص، كتب صاحبها:
«وقع الفراغ من كتابة هذه النسخة المباركة على يد العبد الضعيف الفقير إلى رحمة ربه الغنيّ الكريم محمّد بن سيّد بن حمد بن طورسك.»
وفي طرف الصفحة:
«ثم أهداه إلى زوجته مهرا.»
وفي طرفها الآخر:
«ملك مريم بنت فتلق، ملكت هذه النسخة المباركة مهرًا لها.»
ومكتوبٌ عليها:
«ملك مريم بنت فتلق، ملكته مهرًا لها، ثمّ وقفت هذه النسخة المباركة الشريفة لوجه الله تعالى.».

في تعريف الوحدة، يقول شيخ المعرّة:

فؤادك خفّاقٌ وبرقك خافقُ
وأعياك في الدنيا خليلٌ مرافقُ

أردتَ رفيقًا كي ينالك رفقُه
فدعه إذا لم تأتِ منه المرافقُ..

وأذكر أيّامي لديك وحسنها
وآخر ما يبقى من الذاهب الذكرُ

- البحتري.

الأحداث عظيمة، والمنعطف حادّ، والأمد قد يطول، والعاقبة بعد كلّ ذلك حميدةٌ إن شاء الله، تزوّد باليقين.

- الشيخ أحمد السيّد.

تجبّري ما شئتِ فوالله قد اقترب زوالك، يقينًا لا ظنّا.

جنين..

كما أنت هنا
مزروعٌ أنا
ولي في هذه الأرض آلاف البذور
ومهما حاول الطغاة قلعنا
ستنبت البذور
أنا هنا، في أرضي الحبيبة كثيرة العطاء
ومثلها عطاءنا
يواصل الطريق
لا يوقف المسير..

نص: الشيخ نزار ريان.
خط: القائد محمد الضيف.
رحمهما الله وأحسن مأواهما.

«كذا فليجلّ الخطبُ وليفدح الأمرُ
فليسَ لعينٍ لم يفض دمعها عُذرُ»

وما كنتُ أدري ما فواضل كفّه
على الناس حتّى غيّبته الصفائحُ

سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض
فحسبك منّي ما تجنّ الجوانحُ

- أشجع بن عمرو السلمي.

لا يذرون موطئًا يغيظ الكفّار إلا وطئوه..
سلام الله على عباده وبأسهم.

وما كان قيسٌ هلكه هلك واحدٍ
ولكنّه بنيان قومٍ تهدّمَ..

رحم الله يحيا، رحم الله البطل المقدام الجسور.

- الشوك والقرنفل، يحيا السنوار، ص111.

«مواسم لذّاتٍ تقضّت ولم يزل
لها أثرٌ يطوي الفؤاد على أثرِ..»

فرح المسلمين بمصيبة عدوّهم المحارِب دليل إيمان، فلنفس المؤمن ألمٌ ولقلبه غيظٌ جعل الله ذهابه بمصاب عدوّه «ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم».

- عبد العزيز الطريفي.

أزف الرحيل يا مصر، ويا نيل الزمالك، ويا شطّ إسكندريّة، أزف الرحيل وقد تيقّنت نفسي أنّ شعبنا الفلسطينيّ مظلوم، مجازًى بإذن الله على أنّه رغم ما يحسب أنّه يعيشه من رفاهية، فهو لم يعرف أدنى مقوّمات الحياة الطبيعية!
الفلسطينيّ مرابطٌ ومأجورٌ إن شاء الله على الرغم من أنفه لأنّه محشورٌ في مربّعٍ جافٍّ حتّى إنّه ليرى النهر أعجوبة، ويرى البحر فوق ما يمكن أن تتخيّله العقول..
مأجورٌ لأنّه لا يعرف الخروج من البيت بعد غروب الشمس إلّا بعد أن يحسب ألف حساب..
مأجورٌ لأنّه لا يعرف معنى التنقّل بين المدن (تفصلها مسافاتٌ صغيرة) إلّا بعد أن يتصفّح كلّ الأخبار، ليتأكّد أنّ عمليّةً لم تحدث، وأنّ حواجزَ طيّارةً لم تقَم، وأنّ اقتحامًا مفاجئًا لم يباغته بعد.

بينما تعوّد الناس خارج بقعته المسمّاة زورًا (دولةً) قطع المسافات الشاسعة ليل نهار دون أن يوقفهم أحد.
وتعوّدوا إذا ضاقت بهم الهموم أن يُلقوا بأنفسهم على كُرنيش أيّ نهرٍ قريبٍ أو بحر!
وتعوّدوا أنّ هذه المسافات تُقطعُ في كلّ وقتٍ وفي أيّ مكان، فالقطار موجود، والمترو متاح، والسيّارات لا تتوقّف محرّكاتها عن الهدير، بل وحتّى الطائرات (بعيدًا عن الزنّانات والطائرات الحربيّة، فهي مألوفةٌ للفلسطينيّ، وقد ينفسه الناس على خبرته في تمييزها).
بل واذهب بعيدًا حيث شئت، فالبلاد هنا مفتوحة، والآثار قريبة، والفنّ في كلّ مكان، والمطار لا يحتاج إلى المرور البريّ المقيت تحت رحمة البعيد والقريب.
هذا ونحن في ذيل العالم الثالث، في عالمٍ يشكو أهله ليل نهار (حقّهم)، ولم نتكلّم عن عالمٍ ثانٍ أو أوّلَ حتّى (اللهمّ لا حسد يعني)!

لئن أخَّرَتْ الحربُ الطاحنة في غزّة تحريرَ فلسطين لسنوات طويلة من جهة الأسباب المادية، فإنها قد قرَّبَت هذا التحرير -أكثر من أي وقت مضى- من جهة السنن الإلهية القاضية بمعاقبة من تجاوز حدّه في الطغيان والإفساد، وخاصة إذا كان من جِنس هؤلاء القوم المحتلين الذين توعدهم الله في القرآن بقوله: (وإن عدتم عدنا).
وسُننُ الله غالبة، ويُهيِّئ لها الأسباب ويخلقها ويصنعها سبحانه.
وسيشهد هذا الجيل من الأمّة -وليس الأجيال القادمة- بإذن الله تعالى أثر هذه السنّة الإلهية وسيرى التحرير والنصر والفتح ويرى تهاوي صرح الكيان المحتلّ -حتى لو بقيت له انتفاشة فهي لن تطول-.

(ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنّا معكم متربصون)

أكتبُ هذه الأحرف وأنا على تمام الثقة بمضمونها.

- الشيخ أحمد السيّد.

وأنت وليّ العفوِ فامحُ بناصعٍ
من الصَّفح ما سوّدتُ من صفحاتي

- شوقي.

الجواهري ونيل الزمالك وأنا..

لم أعلم في رثاء الزوجِ زوجَه أبياتًا قد بلغت غايتها في التفجّع والتوحّش كما في رثاء مويلك المزموم لزوجه، وفيها يقول:

«امرر على الجدث الذي مرّت به
أمّ العلاء فحيّها لو تسمعُ

أنّى حللتِ وكنت جدّ فروقةً
بلدًا يمرّ به الشجاع فيفزعُ

صلّى عليك الله من مفقودةٍ
إذ لا يلائمك المكان البلقعُ..»

«إنّ الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده عمهّم الله بعقابه.».

- حديث أشرف الخلق ﷺ.

جواز سفر لا ينفعك داخل البلد ولا خارجها، ولا حتّى في إمبابة :).

📍مسجد السيّدة زينب.

سمع رجلٌ عبد الله بن قيس يقول: قال صلى الله عليه وسلّم: «إنّ أبواب الجنّة تحت ظلال السيوف.» فقال: يا أبا موسى، أنت سمعت رسول الله يقوله؟ قال: نعم.
فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام، ثمّ كسر جَفن سيفه فألقاه، ثمّ مشى بسيفه إلى العدوّ فضرب به حتّى قُتل.

- التذكرة الحمدونية.

«وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا، مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا».
هذا أصدق القول، بأصدق لسانٍ حاضر.
رحمك الله وإن استصعب لساننا إطلاق لفظةٍ نطلقها على الأموات عليك.

«لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ»

النيل العظيم، مرّةً أخرى.

الشوك والقرنفل - يحيا السنوار

لعمري لإن صحّ اغتيالك مقبلًا
فقد نلت سعيًا كان صعبًا نوالُهُ

أغظت وأعطيت الإغاظة حقّها
وآن لبدر التمّ فينا اكتمالُهُ

إلى جنّةٍ لا خوف فيها ولا أذى
وما كلّ من رام السمُوَّ ينالُهُ..

- عمّار البعجاوي.

ما علمتَ أنّ القتلَ يُفاضَل حتّى سمعت بيت القائل:
فإن أك مقتولًا فكن أنت قاتلي
فبعض منايا القوم أكرم من بعضِ

بلى والله، كلّ مقتولٍ بيد هذا العدو جمع الناس حوله وإن اختلفوا فيه من قبل، هذا القتل الأكرم.

‏(يعبد) من لسان الملثّم غير.

﴿وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا﴾

الخطاب الأفصح والأعظم:

العالم يغلي، وكلّ الأحداث تنذر بمتغيّراتٍ هائلةٍ على الأبواب، وبعضهم ما يزال غافلًا لاهيًا لاهثًا خلف همومه الشخصيّة.
من لم توقظه هذه النُذُر فلا يقظة له إلّا حين يراها حقّ اليقين.

- الشيخ أحمد السيّد.

سماءنا، أدام الله رعب الاحتلال.

المبالغة في التخويف من خصوم الحقّ من أعظم أسباب الوهن والانهزام التي يروّجها إبليس «إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ».


- الطريفي فكّ الله أسره.
في التفسير: يخوّف أولياءه أي يخوّفكم بأولياءِه.

نقاش من (التغريبة الفلسطينية).

«فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ»

هذه الآية لا تغادر ذهني كلّما رأيت هذا العلوّ الكبير، مخالفة جواب الشرط بمنطقنا للشرط، كيف يكون «فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء» كلّ شيء! جوابًا على نسيانهم الله عزّ وجلّ؟
كلّ هذا لأمد، «حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ»
هذا هو انتقام الله وكيده، هذا مآلهم الذي سيؤولون إليه في النهاية، وإن علوا وتجبّروا ونسوا.

آلام المسلمين اليوم لو كانت في كتب التاريخ لآلمت المؤمن، يراها بعضهم مباشرةً رأي العين وكأنّها لا تعنيهم، تضعف المشاعر بضعف الإيمان.

- الطريفي كسر الله قيده.

«فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»
الشيخ عبد الحميد المُغربي بطل عمليّة الزنّة 21/7/2014 وشهيدها في آخر استراحاته قبل الانغماس.

كلّ الذين فقدتهم لم أودّعهم ولم أدفنهم، عندما ارتقى أبي كنت بسجن جنين وسمعت ذلك عبر سماعة المسجد، وأمّي ارتقت بمعركة المخيم، ومن شدّة المعركة لم نستطع الوصول إليها، وكذلك أخي طه، واليوم داود، لم أستطع توديعهم جميعا، ولم أتمكّن من ممارسة طقوس العزاء، لا أعرفه ولم أجرّبه ولم أمارسه بشكلٍ شخصيّ.

صاحب هذه الكلمات، زكريّا الزبيدي، فقد ابنه اليوم أيضا، ولم يُسمح له بممارسة طقوس العزاء حتّى هذه المرّة..

أومن بإشارات الله، وبمعيّته، وبالرؤيا الصادقة للأنبياء والصالحين.
هذا الامتحان طويلٌ وموجع، نعرف آخره يقينًا كأنّنا نراه، إيمانًا بصدق موعود الله بالنصر، لكنّه امتحانٌ أبكم الألسنة، وأخرس الأقلام، ولم يعد في النفس طاقةٌ للحديث أكثر.
الكلام يعيد نفسه، الصورة تعيد نفسها، الزمان يدور حول نفسه بحذر، والأيّام متشابهة، وما زال الانتظار يشكّل عذابنا الممتدّ بلا نهاية.
اللهمّ اجعل لنا سهمًا في نصر أولياءك، وأخرجنا من ضيق العجز إلى سعة العمل.

الواضح أنّ المحور الذي كان بعبعًا، ظهر أنّه أوهن من بيت العنكبوت، وليس في قدراته ومن ضمنها 'النووية' ما يقترب من الآمال المنعقدة عليه، ولا حتّى بصفته مجرّد جبهة إسناد.

«لا يجتمع كافرٌ وقاتله في النار أبدا.».

- حديثٌ صحيح.
جنّب الله وجوهكم النار.