الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ @tafseer712 Channel on Telegram

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

@tafseer712


ننقل تفاسير المفسرين لكتاب الله العزيز!

تفسير الدر النثير (Arabic)

تفسير الدر النثير هو قناة تيليجرام تهتم بنقل تفاسير المفسرين لكتاب الله العزيز. يقوم القائمون على القناة بتوفير شروحات وتفسيرات دقيقة ومفصلة للقرآن الكريم، سعيا لفهم أعمق لمعاني الآيات والسور. يُعتبر هذا القناة مصدرا موثوقا للتعرف على تفاسير مختلفة للكتاب المقدس، حيث يتم نقلها بدقة واحترافية عالية. إذا كنت تبحث عن تفسيرات مفيدة وشاملة لكتاب الله، فإن قناة تفسير الدر النثير هي المكان المثالي لك لتلبية احتياجاتك الدينية. انضم إلينا اليوم للاستفادة من محتوى ثري ومفيد يساعدك على فهم القرآن الكريم بشكل أفضل وأعمق.

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

22 Nov, 11:36


قال رسول الله -ﷺ-: يقولُ الله تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإن ذكرني في نفسِه ذكرتُه في نفسي ومن ذكرني في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٍ منه، ومن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقربْتُ منه ذراعًا ومن تقرَّبَ إلي ذراعًا تقربتُ منه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً.

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

22 Nov, 11:11


﴿وما كنتم تستترون أن یشهد علیكم سمعكم ولا أبصـٰركم ولا جلودكم ولـٰكن ظننتم أن ٱلله لا یعلم كثیرا مما تعملون﴾

وفي هذا تنبيه على أن من حق المؤمن أن لا يذهب عنه، ولا يزل عن ذهنه أن عليه من الله علينا كالئة ورقيبا مهيمنا، حتى يكون في أوقات خلواته من ربه أهيب وأحسن احتشاما وأوفر تحفظا وتصونا منه مع الملأ، ولا يتبسط في سره مراقبة من التشبه بهؤلاء الظانين.

[تفسير الكشاف].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

22 Nov, 11:08


﴿لقد من ٱلله على ٱلمؤمنین إذ بعث فیهم رسولا من أنفسهم یتلوا علیهم ءایـٰتهۦ ویزكیهم ویعلمهم ٱلكتـٰب وٱلحكمة وإن كانوا من قبل لفی ضلـٰل مبین﴾ [آل عمران ١٦٤]

﴿لقد من الله على المؤمنين﴾ على من آمن مع رسول الله ﷺ من قومه، وخص المؤمنين منهم، لأنهم هم المنتفعون بمبعثه.﴿إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم﴾ من جنسهم عربيا مثلهم، أو من ولد إسماعيل كما أنهم من ولده، والمنة في ذلك من حيث إنه إذا [كان منهم] كان اللسان واحدا، فيسهل أخذ ما يجب عليهم أخذه عنه، وكانوا واقفين على أحواله في الصدق والأمانة، فكان ذلك أقرب لهم إلى تصديقه، وكان لهم شرف بكونه منهم، وفي قراءة رسول الله (من أنفسهم)، أي: من أشرفهم.﴿يتلو عليهم آياته﴾ أي: القرآن، بعدما كانوا أهل جاهلية لم يطرق أسماعهم شيء من الوحي.﴿ويزكيهم﴾ ويطهرهم بالإيمان من دنس الكفر والطغيان، أو يأخذ منهم الزكاة.﴿ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾ القرآن، والسنة ﴿وإن كانوا من قبل﴾ من قبل بعثة الرسول ﷺ.﴿لفي ضلال﴾ عمى، وجهالة.﴿مبين﴾ ظاهر لا شبهة فيه، إن مخففة من الثقيلة، واللام فارقة بينها وبين النافية، والتقدير: وإن الشأن والحديث كانوا من قبل في ضلال مبين.

[تفسير النسفي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

22 Nov, 11:07


﴿لقد من ٱلله على ٱلمؤمنین إذ بعث فیهم رسولا من أنفسهم یتلوا علیهم ءایـٰتهۦ ویزكیهم ویعلمهم ٱلكتـٰب وٱلحكمة وإن كانوا من قبل لفی ضلـٰل مبین﴾ [آل عمران ١٦٤]

﴿لقد من الله على المؤمنين﴾ أنعم على من آمن مع الرسول ﷺ من قومه وتخصيصهم مع أن نعمة البعثة عامة لزيادة انتفاعهم بها. وقرئ «لمن من الله» على أنه خبر مبتدأ محذوف مثل منه أو بعثه. ﴿إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم﴾ من نسبهم، أو من جنسهم عربيا مثلهم ليفهموا كلامه بسهولة ويكونوا واقفين على حاله في الصدق والأمانة مفتخرين به. وقرئ «من أنفسهم» أي من أشرفهم لأنه عليه السلام كان من أشرف قبائل العرب وبطونهم. ﴿يتلو عليهم آياته﴾ أي القرآن بعد ما كانوا جهالا لم يسمعوا الوحي. ﴿ويزكيهم﴾ يطهرهم من دنس الطباع وسوء الاعتقاد والأعمال. ﴿ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾ أي القرآن والسنة. ﴿وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين﴾ "إن" هي المخففة من الثقيلة واللام هي الفارقة والمعنى وإن الشأن كانوا من قبل بعثة الرسول ﷺ في ضلال ظاهر.

[تفسير البيضاوي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

21 Nov, 18:55


﴿إلا تذكرة لمن يخشى﴾

وجه كون القرآن تذكرة أنه -عليه السلام- كان يعظهم به وببيانه فيدخل تحت قوله ﴿لمن يخشى﴾ الرسول ﷺ؛ لأنه في الخشية والتذكرة بالقرآن كان فوق الكل.

[التفسير الكبير].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

20 Nov, 15:37


﴿فَٱلتَّالِيَاتِ ذِكْراً﴾

هي الملائكة تتلو القرآن والذكر.

وقيل: هم التالون للقرآن والذكر من بني آدم.

تفسير البغوي.

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

20 Nov, 15:37


﴿وأُفَوِّضُ أَمۡرِیۤ إِلَى الله إِنَّ الله بَصِیرُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾

التَّفْوِيضُ ألْطَفُ إشارَةً وأوْسَعُ مِنَ التَّوَكُّلِ بَعْدَ وُقُوعِ السَّبَبِ، والتَّفْوِيضُ قَبْلَ وُقُوعِهِ وبَعْدَهُ، وهو عَيْنُ الِاسْتِسْلامِ، والتَّوَكُّلُ شُعْبَةٌ مِنهُ، وهو عَلى ثَلاثِ دَرَجاتٍ: الأُولى أنْ تَعْلَمَ أنَّ العَبْدَ لا يَمْلِكُ قَبْلَ عِلْمِهِ اسْتِطاعَةً، فَلا يَأْمَنُ مِن مَكْرٍ، ولا يَيْأسُ مِن مَعُونَةٍ، ولا يُعَوِّلُ عَلى نِيَّةٍ، والثّانِيَةُ مُعايَنَةُ الِاضْطِرارِ فَلا تَرى عَمَلًا مُنْجِيًا ولا ذَنْبًا مُهْلِكًا ولا سَبَبًا حامِلًا، والثّالِثَةُ شُهُودُ انْفِرادِ الحَقِّ بِمَلْكِ الحَرَكَةِ والسُّكُونِ والقَبْضِ والبَسْطِ والتَّفْرِيقِ والجَمْعِ.

[تفسير الإمام ابن القيّم رحمه الله].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

19 Nov, 12:45


[وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

19 Nov, 12:07


فأما القرآن العزيز فلا يوقف على جميع علمه إلا بمطالعة تفسيره، وقد جَمع علماء التفسير وأكثروا، إلا أنهم ذكروا الغثَّ والسمين، ومن اطلع على كُتُبي المؤلفة في التفسير، عَرف الفرق، فقد جمعت كتابا كبيرا أسميته: «بالمغني» وكتابا وسطا سميته: «بزاد المسير» ومن تدبره شكر تلخيصي له وتخليصي إياه من أكدار جنسه؛ وكتابا لطيفا سميته: «تذكرة الأريب في تفسير الغريب».

وأما السنة فقد دوّن أهل النقل وصنّفوا. فأحسن الله لهم الجزاء، وانما نصبوا وانتصبوا، فقد بينوا الصحيح والسقيم، والناسخ والمنسوخ، والخاص والعام، وضبطوا ألفاظ الرسول -صلى الله عليه وسلَّم-، ونقلوا أفعاله وحركاته، ولا مزيد على ما هذّبوا.

ابن الجوزي تـ597هـ

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

19 Nov, 11:13


﴿وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَهُوَ الحَكيمُ الخَبيرُ﴾ [الأنعام: ١٨]

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

18 Nov, 22:47


الحصري:

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

18 Nov, 19:37


يقول الإمام ابن عاشور في تفسيره في صدد سورة الملك.

أغراض السورة = سورة: تبارك الذي بيده الملك!

والأغراض التي في هذه السورة جارية على سَنن الأغراض في السور المكيّة.

ابتدئت بتعريف المؤمنين معاني من العلم بعظمة الله وتفرده بالملك والحق؛ والنظر في إتقان صنعه الدال على تفرده بالإلهية فبذلك يكون في تلك الآيات حظ لعظة الشرك.
ومن ذلك التذكير بأنه أقام نظام الموت والحياة لتظهر في الحالين مجاري أعمال العباد في ميادين السبق إلى أحسن الأعمال ونتائج مجاريها.
وأنه الذي يُجازي عليها.
وانفراده بخلق العوالم العليا خلقا بالغًا غاية الإتقان فيما تراد له.
وأتبعه بالأمر بالنظر في ذلك والإرشاد إلى دلائله الإجمالية وتلك دلائل على انفراده بالإلهية.
متخلصا من ذلك إلى تحذير الناس من كيد الشياطين، والارتباق معهم في ربقة عذاب جهنم وأن في اتباع الرسول ﷺ نجاة من ذلك وفي تكذيبه الخسران، وتنبيه المعاندين للرسول ﷺ إلى علم الله بما يحوكونه للرسول ظاهرا وخفية بأن علم الله محيط بمخلوقاته.
والتذكير بمنة خلق العالم الأرضي، ودقة نظامه، وملاءمته لحياةِ الناس، وفيها سعيهم ومنها رزقهم.
والموعظة بأن الله قادر على إفساد ذلك النظام فيصباح الناس في كرب وعناء، ليتذكروا قيمة النعم بتصور زوالها.
وضرب لهم مثلا في لطفه تعالى بهم بلطفه بالطير في طيرانها.
وأيسهم من التوكل على نصرة الأصنام أو على أن ترزقهم رزقا.
وفظّع لهم حالة الضلال التي ورطوا أنفسهم فيها.
ثم وبخ المشركين على كفرهم نعمة الله تعالى وعلى وقاحتهم في الاستخفاف بوعيده وأنه وشيك الوقوع بهم.
وبخهم على استعجالهم موت النبيء ﷺ ليستريحوا من دعوته. وأوعدهم بأنهم سيعلمون ضلالهم حين لا ينفع العلم، وأنذرهم بما قد يحل بهم من قحط وغيره.

التحرير والتنوير | الطاهر ابن عاشور.

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

18 Nov, 11:42


اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيّدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجميعن!

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

17 Nov, 15:43


﴿ولقد یسرنا ٱلقرءان للذكر فهل من مدكر﴾ سهلناه للاتعاظ حيث أتينا فيه بكل حكمة.

[التفسير الكبير].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

17 Nov, 15:40


﴿الذين هم في صلاتهم خاشعون﴾ قال ابن عباس: خائفون ساكنون.

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

17 Nov, 07:20


﴿وما ٱلحیوٰة ٱلدنیا إلا لعب ولهو وللدار ٱلـٔاخرة خیر للذین یتقون أفلا تعقلون﴾

وصف الآخرة بكونها خيرا، ويدل على أن الأمر كذلك حصول التفاوت بين أحوال الدنيا وأحوال الآخرة في أمور:

أحدها: أن خيرات الدنيا خسيسة وخيرات الآخرة شريفة.

بيان أن الأمر كذلك وجوه:

الأول: أن خيرات الدنيا ليست إلا قضاء الشهوتين، وهو في نهاية الخساسة، بدليل أن الحيوانات الخسيسة تشارك الإنسان فيه، بل ربما كان أمر تلك الحيوانات فيها أكمل من أمر الإنسان، فإن الجمل أكثر أكلا، والديك والعصفور أكثر وقاعا، والذئب أقوى على الفساد والتمزيق، والعقرب أقوى على الإيلام، ومما يدل على خساستها أنها لو كانت شريفة لكان الإكثار منها يوجب زيادة الشرف، فكان يجب أن يكون الإنسان الذي وقف كل عمره على الأكل والوقاع أشرف الناس، وأعلاهم درجة، ومعلوم بالبديهة أنه ليس الأمر كذلك بل مثل هذا الإنسان يكون ممقوتا مستقذرا مستحقرا يوصف بأنه بهيمة أو كلب أو أخس، ومما يدل على ذلك أن الناس لا يفتخرون بهذه الأحوال بل يخفونها، ولذلك كان العقلاء عند الاشتغال بالوقاع يختفون ولا يقدمون على هذه الأفعال بمحضر من الناس وذلك يدل على أن هذه الأفعال لا توجب الشرف بل النقص، ومما يدل على ذلك أيضا أن الناس إذا شتم بعضهم بعضا لا يذكرون فيه إلا الألفاظ الدالة على الوقاع، ولولا أن تلك اللذة من جنس النقصانات، وإلا لما كان الأمر كذلك، ومما يدل عليه أن هذه اللذات ترجع حقيقتها إلى دفع الآلام، ولذلك فإن كل من كان أشد جوعا وأقوى حاجة كان التذاذه بهذه الأشياء أكمل له وأقوى، وإذا كان الأمر كذلك ظهر أنه لا حقيقة لهذه اللذات في نفس الأمر. ومما يدل عليه أيضا أن هذه اللذات سريعة الاستحالة سريعة الزوال سريعة الانقضاء.

فثبت بهذه الوجوه الكثيرة خساسة هذه اللذات. وأما السعادات الروحانية فإنها سعادات شريفة عالية باقية مقدسة، ولذلك فإن جميع الخلق إذا تخيلوا في الإنسان كثرة العلم وشدة الانقباض عن اللذات الجسمانية، فإنهم بالطبع يعظمونه ويخدمونه ويعدون أنفسهم عبيدا لذلك الإنسان وأشقياء بالنسبة إليه، وذلك يدل على شهادة الفطرة الأصلية بخساسة اللذات الجسمانية، وكمال مرتبة اللذات الروحانية.

الوجه الثاني: في بيان أن خيرات الآخرة أفضل من خيرات الدنيا، وهو أن نقول: هب أن هذين النوعين تشاركا في الفضل والمنقبة، إلا أن الوصول إلى الخيرات الموعودة في غد القيامة معلوم قطعا. وأما الوصول إلى الخيرات الموعودة في غد الدنيا فغير معلوم بل ولا مظنون، فكم من سلطان قاهر في بكرة اليوم صار تحت التراب في آخر ذلك اليوم، وكم من أمير كبير أصبح في الملك والإمارة، ثم أمسى أسيرا حقيرا، وهذا التفاوت أيضا يوجب المباينة بين النوعين.

الوجه الثالث: هب أنه وجد الإنسان بعد هذا اليوم يوما آخر في الدنيا، إلا أنه لا يدري هل يمكنه الانتفاع بما جمعه من الأموال والطيبات واللذات أم لا ؟ أما كل ما جمعه من موجبات السعادات، فإنه يعلم قطعا أنه ينتفع به في الدار الآخرة.

الوجه الرابع: هب أنه ينتفع بها إلا أن انتفاعه بخيرات الدنيا لا يكون خاليا عن شوائب المكروهات، وممازجة المحرمات المخوفات. ولذلك قيل: «من طلب ما لم يخلق أتعب نفسه ولم يرزق. فقيل: وما هو يا رسول الله ؟ قال: سرور يوم بتمامه».

الوجه الخامس: هب أنه ينتفع بتلك الأموال والطيبات في الغد، إلا أن تلك المنافع منقرضة ذاهبة باطلة، وكلما كانت تلك المنافع أقوى وألذ وأكمل وأفضل كانت الأحزان الحاصلة عند انقراضها وانقضائها أقوى وأكمل كما قال الشاعر المتنبي:

أشد الغم عندي في سرور تيقن عنه صاحبه انتقالا

فثبت بما ذكرنا أن سعادات الدنيا وخيراتها موصوفة بهذه العيوب العظيمة، والنقصانات الكاملة، وسعادات الآخرة مبرأة عنها، فوجب القطع بأن الآخرة أكمل وأفضل وأبقى وأتقى وأحرى وأولى.

[التفسير الكبير].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

14 Nov, 20:04


﴿وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين﴾ وذلك لأن بعض الناس قال: إنا لما تأملنا القرآن فوجدنا فيه من الدلائل العقلية على التوحيد والحشر والنبوة، وشرح صفات الله تعالى وبيان نعوت جلاله ما لم نجده في شيء من الكتب، ووجدنا ما فيه من الشرائع مطابقة للعقول موافقة لها، ووجدناه مبرأ عن التناقض والتهافت، فكان هدى ورحمة من هذه الجهات ووجدنا القوى البشرية قاصرة على جمع كتاب على هذا الوجه، فعلمنا أنه ليس إلا من عند الله تعالى، فكان القرآن معجزا من هذه الجهة.

[تفسير الفخر الرَّازي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

14 Nov, 09:53


كلام الله
انصت متهيبا متخشعا خاضعا متباكيا:

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

14 Nov, 09:50


﴿واجعلنا للمتقين إماما﴾ الأقرب أنهم سألوا الله تعالى أن يبلغهم في الطاعة المبلغ الذي يشار إليهم ويقتدى بهم، قال بعضهم في الآية ما يدل على أن الرياسة في الدين يجب أن تطلب ويرغب فيها، قال الخليل عليه الصلاة والسلام: ﴿واجعل لي لسان صدق في الآخرين﴾.

[التفسير الكبير].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

14 Nov, 09:46


﴿والَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِن أزْواجِنا وذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أعْيُنٍ واجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إمامًا﴾

قَرَأ نافِعٌ وابْنُ كَثِيرٍ وابْنُ عامِرٍ وحَفْصٌ عَنْ عاصِمٍ ﴿وذُرِّيّاتِنا﴾ بِألِفِ الجَمْعِ، وحَذَفَها الباقُونَ عَلى التَّوْحِيدِ، والذُّرِّيَّةُ تَكُونُ واحِدًا وجَمْعًا.

#قراءات_قرآنية

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

05 Nov, 14:44


سلطان القرّاء:

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

23 Oct, 13:10


ثم تركوا خطابه وقطعوا الكلام معه والتفتوا إلى خطاب الجناب العلي مفوضين الأمر إليه طالبين منه عز وجل أن يثبتهم على هذه المحنة بالصبر قائلين ﴿ربنا أفرغ علينا صبرا﴾ الإفراغ: الصب: أي اصببه علينا حتى يفيض ويغمرنا: طلبوا أبلغ أنواع الصبر استعدادا منهم لما سينزل بهم من العذاب من عدو الله وتوطينا لأنفسهم على التصلب في الحق وثبوت القدم على الإيمان، ثم قالوا: ﴿وتوفنا مسلمين﴾ أي توفنا إليك حال ثبوتنا على الإسلام غير محرفين ولا مبدلين ولا مفتونين ولقد كان ما هم عليه من السحر والمهارة في علمه مع كونه شرا محضا سببا للفوز بالسعادة لأنهم علموا أن هذا الذي جاء به موسى خارج عن طوق البشر وأنه من فعل الله سبحانه فوصلوا بالشر إلى الخير ولم يحصل من غيرهم ممن لا يعرف هذا العلم من أتباع فرعون ما حصل منهم من الإذعان والاعتراف والإيمان، وإذا كانت المهارة في علم الشر قد تأتي بمثل هذه الفائدة فما بالك بالمهارة في علم الخير، اللهم انفعنا بما علمتنا، وثبت أقدامنا على الحق، وأفرغ علينا سجال الصبر وتوفنا مسلمين.

[تفسير الشوكاني].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

23 Oct, 13:07


﴿وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى﴾ فمن طلبها من غير مالكهما فقد أخطأ الطريق.

[تفسير الثعلبي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

23 Oct, 13:05


﴿وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى﴾ مُلكًا وتصرفًا، ليس له فيهما مشارك، فليرغب الراغبون إليه في الطلب، ولينقطع رجاؤهم عن المخلوقين.

[تفسير السعدي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

23 Oct, 13:04


﴿وإن لنا للآخرة والأولى﴾

أي: التصرف الكلي فيهما كيفما نشاء فنفعل فيهما ما نشاء من الأفعال التي من جملتها ما ذكرنا فيمن أعطى وفيمن بخل أو أن لنا ذلك فنثيب من اهتدى وأنجع فيه هدانا أو أن لنا كل ما في الدارين فلا يضرنا ترككم الاهتداء وعدم انتفاعكم بهدانا، أو فلا ينفعنا اهتداؤكم كما لا يضرنا ضلالكم؛ فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها.

[تفسير الآلوسي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

23 Oct, 13:03


أما قوله تعالى: ﴿وإن لنا للآخرة والأولى﴾ ففيه وجهان:

الأول: أن لنا كل ما في الدنيا والآخرة فليس يضرنا ترككم الاهتداء بهدانا، ولا يزيد في ملكنا اهتداؤكم، بل نفع ذلك وضره عائدان عليكم ولو شئنا لمنعناكم من المعاصي قهرا، إذ لنا الدنيا والآخرة ولكننا لا نمنعكم من هذا الوجه؛ لأن هذا الوجه يخل بالتكليف، بل نمنعكم بالبيان والتعريف، والوعد والوعيد.

الثاني: أن لنا ملك الدارين نعطي ما نشاء من نشاء، فيطلب سعادة الدارين منا، والأول أوفق لقول المعتزلة، والثاني أوفق لقولنا.

[التفسير الكبير].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

23 Oct, 12:59


﴿وَما لَنا لا نُؤمِنُ بِاللَّهِ وَما جاءَنا مِنَ الحَقِّ وَنَطمَعُ أَن يُدخِلَنا رَبُّنا مَعَ القَومِ الصّالِحينَ﴾

وقالوا: وأيُّ لوم علينا في إيماننا بالله، وتصديقنا بالحق الذي جاءنا به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله، واتباعِنا له، ونرجو أن يدخلنا ربنا مع أهل طاعته في جنته يوم القيامة؟.

[التفسير الميسر].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

22 Oct, 21:22


﴿ما قلت لهم إلا ما أمرتني به﴾

كان الأصل: ما أمرتهم إلا بما أمرتني به، ولكن وُضِع القول موضع الأمر لئلا يجعل نفسه وربَّه آمرَين؛ رعاية للأدب الحسن.

[الكشاف].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

22 Oct, 16:46


وأنى تفتحُ أبوابُ السماءِ لمنِ استغرقَهُ همُّ الدنيا، واستعبده الحرص والهوى؟!

[المقصد الأسنى].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

20 Oct, 09:43


﴿ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل﴾

ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل ما سواه فاعبدوه ولا تعبدوا غيره أحدا، فإنه هو المصلح لمهمات جميع العباد، وهو الذي يسمع دعاءهم، ويرى ذلهم وخضوعهم، ويعلم حاجتهم، وهو الوكيل لكل أحد على حصول مهماته، ومن تأمل في هذا النظم والترتيب في تقرير الدعوة إلى التوحيد والتنزيه، وإظهار فساد الشرك، علم أنه لا طريق أوضح ولا أصلح منه.

[التفسير الكبير].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

19 Oct, 10:51


﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَ ٰ⁠تَۢاۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ یُرۡزَقُونَ﴾.

﴿بَلْ أَحْيَاءٌ﴾ إعلام بأن حال الشهداء حال الأحياء من التمتع بأرزاق الجنة؛ بخلاف سائر الأموات من المؤمنين، فإنهم يتمتعون بالأرزاق حتى يدخلوا الجنة يوم القيامة ﴿وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم﴾ المعنى: أنهم يفرحون بإخوانهم الذين بقوا في الدنيا من بعدهم؛ لأنهم يرجون أن يستشهدوا مثلهم؛ فينالوا مثل ما نالوا من الشهادة ﴿أَلاَّ خَوْفٌ﴾ في موضع المفعول أو بدل من الذين ﴿يَسْتَبْشِرُونَ﴾ كرر ليذكر ما تعلق به من النعمة والفضل.

[تفسير ابن جزي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

19 Oct, 10:33


﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَ ٰ⁠تَۢاۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ یُرۡزَقُونَ﴾ [آل عمران ١٦٩]

هذه الآيات الكريمة فيها فضيلة الشهداء وكرامتهم، وما منَّ الله عليهم به من فضله وإحسانه، وفي ضمنها تسلية الأحياء عن قتلاهم وتعزيتهم، وتنشيطهم للقتال في سبيل الله والتعرض للشهادة، فقال: ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله﴾ أي: في جهاد أعداء الدين، قاصدين بذلك إعلاء كلمة الله ﴿أمواتا﴾ أي: لا يخطر ببالك وحسبانك أنهم ماتوا وفقدوا، وذهبت عنهم لذة الحياة الدنيا والتمتع بزهرتها، الذي يحذر من فواته، من جبن عن القتال، وزهد في الشهادة.﴿بل﴾ قد حصل لهم أعظم مما يتنافس فيه المتنافسون. فهم ﴿أحياء عند ربهم﴾ في دار كرامته.
ولفظ: ﴿عند ربهم﴾ يقتضي علو درجتهم، وقربهم من ربهم، ﴿يرزقون﴾ من أنواع النعيم الذي لا يعلم وصفه، إلا من أنعم به عليهم

[تفسير السعدي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

18 Oct, 11:09


‏﴿وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ

أَمواتًا بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ

فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ

وَيَستَبشِرونَ بِالَّذينَ لَم يَلحَقوا بِهِم

مِن خَلفِهِم أَلّا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾


وقوله بل أحياء للإضراب عن قوله ولا تحسبن الذين قتلوا فلذلك كان ما بعدها جملة غير مفرد، لأنها أضربت عن حكم الجملة ولم تضرب عن مفرد من الجملة، فالوجه في الجملة التي بعدها أن تكون اسمية من المبتدأ المحذوف والخبر الظاهر، فالتقدير: بل هم أحياء، ولذلك قرأه السبعة -بالرفع-، وقرئ -بالنصب- على أن الجملة فعلية، والمعنى: بل أحسبتم أحياء، وأنكرها أبو علي الفارسي.

وقد أثبت القرآن للمجاهدين موتا ظاهرا بقوله قتلوا، ونفى عنهم الموت الحقيقي بقوله بل أحياء عند ربهم يرزقون فعلمنا أنهم وإن كانوا أموات الأجسام فهم أحياء الأرواح، حياة زائدة على حقيقة بقاء الأرواح، غير مضمحلة، بل هي حياة بمعنى تحقق آثار الحياة لأرواحهم من حصول اللذات والمدركات السارة لأنفسهم، ومسرتهم بإخوانهم، ولذلك كان قوله عند ربهم دليلا على أن حياتهم خاصة بهم، ليست هي الحياة المتعارفة في هذا العالم، أعني حياة الأجسام وجريان الدم في العروق، ونبضات القلب، ولا هي حياة الأرواح الثابتة لأرواح جميع الناس، وكذلك الرزق يجب أن يكون ملائما لحياة الأرواح وهو رزق النعيم في الجنة.
فإن علقنا عند ربهم بقوله أحياء كما هو الظاهر، فالأمر ظاهر، وإن علقناه بقوله يرزقون فكذلك، لأن هذه الحياة لما كان الرزق الناشئ عنها كائنا عند الله، كانت حياة غير مادية ولا دنيوية، وحينئذ فتقديم الظرف للاهتمام بكينونة هذا الرزق. وقوله فرحين حال من ضمير يرزقون

#التحرير_والتنوير

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

18 Oct, 11:07


‏﴿وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ

أَمواتًا بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ

فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ

وَيَستَبشِرونَ بِالَّذينَ لَم يَلحَقوا بِهِم

مِن خَلفِهِم أَلّا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾

#يحيى_السنوار!

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

18 Oct, 11:06


﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾


﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا﴾: أي وقع لهم القتل في هذه الغزوة أو غيرها ﴿فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ أي الملك الأعظم، والله اعلم بمن يقتل في سبيله ﴿أَمْوَاتًا﴾ أي الآن ﴿بَلْ﴾ هم ﴿أَحْيَاءٌ﴾ وبيَّن زيادة شرفهم معبرا عن تقربهم ﴿عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ أي المحسن إليهم في كل حال، فكيف في حال قتلهم فيه حياة ليست كالحياة الدنيوية فحقق حياتهم بقوله: ﴿يُرْزَقُونَ﴾ أي رزقا يليق بحياتهم.


[تفسير البقاعي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

18 Oct, 11:03


رَكَزوا رُفَاتَكَ في الرّمالِ لِواءَ
يستنْهضُوالوادي صباحَ مساءَ

يا وَيْحَهُمْ ! نصبوا منارًا من دَمٍ
يوحي إلى جِيل الغد البغضاءَ

خُيّرْتَ فاخترتَ المبيتَ على الطوى
لم تَجْنِ مالًا أو تَلُمَّ ثراءَ

إنّ البطولةَ أن تموت من الظما
ليس البطولةُ أن تَعُبَّ الماء

أمير الشعراء أحمد شوقي!

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

18 Oct, 08:48


﴿وَما بَدَّلًوا تَبْديلا﴾.

ما غيروا العهد الذي عاقدوا ربهم تغييرا، كما غيره المعوّقون القائلون لإخوانهم: هلمّ إلينا، والقائلون: إن بيوتنا عورة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

[الطبري].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

17 Oct, 15:51


(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: قل يا محمد، لهؤلاء المنافقين الذين وصفتُ لك صفتهم وبينت لك أمرهم: هل تنتظرون بنا إلا إحدى الخَلَّتين اللتين هما أحسن من غيرهما، إما ظفرًا بالعدو وفتحًا لنا بِغَلَبَتِناهم، ففيها الأجر والغنيمة والسلامة = وإما قتلا من عدوِّنا لنا، ففيه الشهادة، والفوز بالجنة، والنجاة من النار. وكلتاهما مما نُحبُّ ولا نكره
.

الطبري
.......

﴿إلا إحْدى الحُسْنَيَيْنِ﴾ أيْ: وهي أنْ نُصِيبَ أعْداءَنا فَنَظْفَرَ ونَغْنَمَ ونُؤْجَرَ أوْ يُصِيبُونا بِقَتْلٍ أوْ غَيْرِهِ فَنُؤْجَرَ،

وكِلا الأمْرَيْنِ حَسَنٌ: أمّا السَّرّاءُ الَّتِي تُوافِقُونَنا عَلى حُسْنِها فَأمْرُها واضِحٌ، وأمّا الضَّرّاءُ فَمُوجِبَةٌ لِرِضى الله عَنّا ومَثُوبَتِهِ لَنا بِالصَّبْرِ عَلَيْها ورِضانا بِها إجْلالًا لَهُ وتَسْلِيمًا لِأمْرِهِ فَهي حُسْنى كَما نَعْلَمُ لا سُوأى كَما تَتَوَهَّمُونَ.

البقاعي

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

17 Oct, 07:47


المنشاوي:

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

17 Oct, 07:44


﴿إلا من أتى ٱلله بقلب سلیم﴾ [الشعراء ٨٩]

استثناء من أعم المفاعيل، و(من) محل نصب، أي: يوم لا ينفع مال - وإن كان مصروفا في الدنيا إلى وجوه البر والخيرات -ولا بنون- وإن كانوا صلحاء مستأهلين للشفاعة - أحدا إلا من أتى الله بقلب سليم عن مرض الكفر والنفاق ضرورة اشتراط نفع كل منهما بالإيمان، وفي هذا تأييد لكون استغفاره -عليه السلام- لأبيه طلبا لهدايته إلى الإيمان؛ لاستحالة طلب مغفرته بعد موته كافرا مع علمه -عليه السلام- بعدم نفعه لأنه من باب الشفاعة.

وقيل: هو استثناء من فاعل (ينفع) و(من) في محل رفع بدل منه، والكلام على تقدير مضاف إلى (من) أي: لا ينفع مال ولا بنون إلا مال وبنون من أتى الله بقلب سليم، حيث أنفق ماله في سبيل البر، وأرشد بنيه إلى الحق، وحثهم على الخير، وقصد بهم أن يكونوا عبادا لله تعالى مطيعين شفعاء له يوم القيامة.

وقيل: هو استثناء مما دل عليه المال والبنون دلالة الخاص على العام، أعني مطلق الغنى، والكلام بتقدير مضاف أيضا كأنه قيل: يوم لا ينفع غنى إلا غنى من أتى الله بقلب سليم، وغناه سلامة قلبه، وهو من الغنى الديني، وقد أشير إليه في بعض الأخبار.

أخرج أحمد، والترمذي، وابن ماجه، عن ثوبان قال: «لما نزلت: ﴿والذين يكنزون الذهب والفضة﴾ الآية قال بعض أصحاب رسول الله ﷺ: «لو علمنا أي المال خير اتخذناه، فقال رسول الله ﷺ: أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة صالحة تعين المؤمن على إيمانه».

وقيل: هو استثناء منقطع من (مال) والكلام أيضا على تقدير مضاف، أي: لا ينفع مال ولا بنون إلا حال من أتى الله بقلب سليم، والمراد بحاله سلامة قلبه، قال الزمخشري: ولا بد من تقدير المضاف ولو لم يقدر لم يحصل للاستثناء معنى، ومنع ذلك أبو حيان بأنه لو قدر مثلا: (لكن من أتى الله بقلب سليم يسلم أو ينتفع) يستقيم المعنى.

وأجاب عنه في الكشف بأن المراد أنه على طريق الاستثناء من (مال) لا يتحصل المعنى بدون تقدير المضاف، وما ذكره المانع استدراك (من) مجموع الجملة إلى جملة أخرى، وليس من المبحث في شيء، ولما لم يكن هذا مناسبا للمقام جعله الزمخشري مفروغا عنه فلم يلم عليه بوجه، وقد جوز اتصال الاستثناء بتقدير الحال على جعل الكلام من باب: تحية بينهم ضرب وجيع ومثاله أن يقال: هل لزيد مال وبنون؟ فتقول: ماله وبنوه سلامة قلبه، تريد نفي المال والبنين عنه وإثبات سلامة القلب بدلا عن ذلك.

هذا، وكون المراد من القلب السليم القلب السليم عن مرض الكفر والنفاق هو المأثور عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة وابن سيرين وغيرهم، وقال الإمام: هو الخالي عن العقائد الفاسدة والميل إلى شهوات الدنيا ولذاتها، ويتبع ذلك الأعمال الصالحات؛ إذ من علامة سلامة القلب تأثيرها في الجوارح.
وقال سفيان: هو الذي ليس فيه غير الله -عز وجل-.
وقال الجنيد -قدس سره-: هو اللديغ من خشية الله تعالى، القلق المنزعج من مخافة القطيعة.

وشاع إطلاق السليم في لسان العرب على اللديغ، وقيل: هو الذي سلم من الشرك والمعاصي، وسلم نفسه لحكم الله تعالى، وسالم أولياءه وحارب أعداءه، وأسلم حيث نظر، فعرف واستسلم وانقاد لله تعالى وأذعن لعبادته سبحانه، والأنسب بالمقام المعنى المأثور وما ذكر من تأويلات الصوفية وقال في الكشاف -فيما نقل عن الجنيد قدس سره وما بعده-: إنه من بدع التفاسير، وصدقه أبو حيان بذلك في شأن الأول.

[تفسير الآلوسي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

17 Oct, 07:39


﴿ولا تخزنی یوم یبعثون﴾

﴿ولا تخزني﴾ بتعذيب أبي أو ببعثه في عداد الضالين بعدم توفيقه للإيمان، أو بمعاتبتي على ما فرطت، أو بنقص رتبتي عن بعض الوراث، أو بتعذيبي.

وحيث كانت العاقبة مجهولة، وتعذيب من لا ذنب له جائز عقلا - صح هذا الطلب منه عليه السلام، وقيل: يجوز أن يكون ذلك تعليما لغيره، وهو من الخزي بمعنى الهوان، أو من الخزاية -بفتح الخاء- بمعنى الحياء ﴿يوم يبعثون﴾ أي الناس كافة، والإضمار -وإن لم يسبق ذكرهم- لما في عموم البعث من الشهرة الفاشية المغنية عنه، وقيل: الضمير للضالين، والكلام من تتمة الدعاء لأبيه، كأنه قال: لا تخزني يوم يبعث الضالون وأبي فيهم، ولا يخفى أنه يجوز -على الأول- أن يكون من تتمة الدعاء لأبيه أيضا، واستظهر ذلك لأن الفصل بالدعاء لأبيه بين الدعوات لنفسه خلاف الظاهر، وعلى ما ذكر يكون قد دعا لأشد الناس التصاقا به بعد أن فرغ من الدعاء لنفسه.

[تفسير الآلوسي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

17 Oct, 07:35


وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً أى: أعطاهم بدل عبوس الفجار وحزنهم نضرة في الوجوه وسرورا في القلوب، وهذا يدل على أنّ اليوم موصوف بعبوس أهله بِما صَبَرُوا بصبرهم على الإيثار. وعن ابن عباس رضى الله عنه: أنّ الحسن والحسين مرضا، فعادهما رسول الله ﷺ في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن، لو نذرت على ولدك، فنذر علىّ وفاطمة وفضة جارية لهما إن برآ مما بهما: أن يصوموا ثلاثة أيام، فشفيا وما معهم شيء، فاستقرض علىّ من شمعون الخيبري اليهودي ثلاث أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل فقال:
السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعمونى أطعمكم الله من موائد الجنة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء، وأصبحوا صياما، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم، فآثروه، ووقف عليهم أسير في الثالثة، ففعلوا مثل ذلك، فلما أصبحوا أخذ على رضى الله عنه بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله ﷺ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع قال: ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها. فساءه ذلك، فنزل جبريل وقال: خذها يا محمد هنأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة.

فإن قلت: ما معنى ذكر الحرير مع الجنة؟ قلت: المعنى وجزاهم بصبرهم على الإيثار وما يؤدّى إليه من الجوع والعرى بستانا فيه مأكل هنىّ، وحريرا فيه ملبس بهىّ.
يعنى: أن هواءها معتدل، لا حرّ شمس يحمى ولا شدّة برد تؤذى.
وفي الحديث: هواء الجنة سجسج، لا حرّ ولا قرّ. وقيل: الزمهرير القمر.

[تفسير الكشاف للزمخشري].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

17 Oct, 07:08


﴿اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها﴾

أي: يحييها بإنزال المطر وإخراج النبات.
وقيل: إنه تمثيل للقلوب أي: يحي الله القلوب بالمواعظ كما يحي الأرض بالمطر، وفي هذا تأنيس للمؤمنين الذين ندبوا إلى أن تخشع قلوبهم، والأول: أظهر وأرجح لأنه الحقيقة.

[تفسير ابن جزي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

17 Oct, 07:07


أخرج عبد بن حميد، وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد في قوله: ﴿وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا﴾ قال: هو استئذان الملائكة لا تدخل عليهم إلا بإذن.

وأخرج ابن جرير عن سفيان في قوله: ﴿وملكا كبيرا﴾ قال: بلغنا أنه استئذان الملائكة عليهم.

وأخرج ابن وهب عن الحسن أن رسول الله ﷺ قال: «إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي يركب في ألف ألف من خدمه من الولدان المخلدين على
خيل من ياقوت أحمر لها أجنحة من ذهب ﴿وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا﴾.

[الدر المنثور].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

17 Oct, 07:06


قوله تعالى: ﴿ودانية عليهم ظلالها﴾ الآيات. أخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وهناد بن السري، وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب في قوله: ﴿ودانية عليهم ظلالها﴾ قال: قريبة ﴿وذللت قطوفها تذليلا﴾ قال: إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياما وقعودا ومضطجعين وعلى أي حال شاءوا وفي لفظ قال: ذللت لهم فيتناولون منها كيف شاءوا.

[الدر المنثور].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

16 Oct, 03:39


﴿وما هو على الغيب بضنين﴾

قال الفراء: يأتيه غيب السماء، وهو شيء نفيس فلا يبخل به عليكم.

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

15 Oct, 15:33


﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَیَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وُدࣰّا﴾

عن البراء، قال: قال رسول الله ﷺ لعليٍّ: «قل: اللهم، اجعل لي عندك عهدًا، واجعل لي عندك وُدًّا، واجعل لي في صدور المؤمنين مَوَدَّةً».

فأنزل الله: ﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا﴾. قال: فنزلت في عَلِيٍّ.

[التفسير بالمأثور].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

15 Oct, 15:32


﴿وَكُلُّهُمۡ ءَاتِیهِ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فَرۡدًا﴾

قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكلهم آتيه﴾ يقول: وكلُّ مَن فيها جائيه في الآخرة

﴿يوم القيامة فردا﴾ يعني: وحده، ليس معه مِن دنياه شيء.

[التفسير بالمأثور].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

23 Sep, 11:57


﴿ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هدیتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت ٱلوهاب﴾

ولما علم بذلك أن الراسخين أيقنوا أنه من عند الله المستلزم لأنه لا عوج فيه أخبر أنهم أقبلوا على التضرع إليه في أن يثبتهم بعد هدايته ثم أن يرحمهم ببيان ما أشكل عليهم بقوله حاكيا عنهم وهو في الحقيقة تلقين منه لهم لطفا بهم مقدما ما ينبغي تقديمه من السؤال في تطهير القلب عما لا ينبغي على طلب تنويره بما ينبغي لأن إزالة المانع قبل إيجاد المقتضي عين الحكمة: ﴿ربنا﴾ أي المحسن إلينا ﴿لا تزغ قلوبنا﴾ أي عن الحق.

ولما كان صلاح القلب [صلاح الجملة] و[فساده] فسادها وكان ثبات الإنسان على سنن الاستقامة من غير عوج أصلا مما لم يجر به سبحانه وتعالى عادته لغير المعصومين قال نازعا الجار مسندا الفعل إلى ضمير الجملة: ﴿بعد إذ هديتنا﴾ إليه.

وقال الحرالي: ففي إلاحة معناه أن هذا الابتهال واقع من أولي الألباب ليترقوا من محلهم من التذكر إلى ما هو أعلى وأبطن انتهى.

فلذلك قالوا: ﴿وهب لنا من لدنك﴾ أي أمرك الخاص بحضرتك القدسية، الباطن عن غير خواصك ﴿رحمة﴾ أي فضلا ومنحة منك ابتداء من غير سبب منا، ونكرها تعظيما بأن أيسر شيء منها يكفي الموهوب.

ولما لم يكن لغيره شيء أصلا فكان كل عطاء من فضله قالوا وقال الحرالي: ولما كان الأمر اللدني ليس مما في فطر الخلق وجبلاتهم وإقامة حكمتهم، وإنما هو موهبة من الله سبحانه وتعالى بحسب العناية ختم بقوله: ﴿إنك أنت الوهاب﴾ وهي صيغة مبالغة من الوهب والهبة، وهي العطية سماحا من غير قصد من الموهوب انتهى.

[تفسير البقاعي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

23 Sep, 11:13


﴿هو ٱلذی یصوركم فی ٱلأرحام كیف یشاء لا إلـٰه إلا هو ٱلعزیز ٱلحكیم﴾

ولما قرر سبحانه وتعالى شمول علمه أتبعه دليله من تمام قدرته فقال: وقال الحرالي: ولما كان كل تفصيل يتقدمه بالرتبة مجمل جامع، وكانت تراجم السورة موضع الإجمال ليكون تفصيلها موضع التفاصيل، وكان من المذكور في سورة الكتاب ما وقع من اللبس كذلك كان في هذه السورة التي ترجمها جوامع إلهية ما وقع من اللبس في أمر الإلهية في أمر عيسى عليه الصلاة والسلام، فكان في هذه الآية الجامعة توطئة لبيان الأمر في شأنه عليه السلام من حيث إنه مما صور في الرحم وحملته الأنثى ووضعته، وأن جميع ما حوته السماء والأرض لا ينبغي أن يقع فيه لبس في أمر الإلهية؛ انتهى فقال مبينا أمر قدرته بما لا يقدر عليه عيسى عليه الصلاة والسلام ولا غيره: ﴿هو﴾ أي وحده ﴿الذي﴾ وقرعهم بصرف القول من الغيبة إلى الخطاب ليعظم تنبههم على ما هم فيه من قهر المصور لهم على ما أوجدهم عليه مما يشتهونه ولا يفقهونه فقال: ﴿يصوركم﴾ أي بعد أن كنتم نطفا من التصوير وهو إقامة الصورة. وهي تمام البادي التي يقع عليها حس الناظر لظهورها، فصورة كل شيء تمام بدوه.

قال الحرالي: ﴿في الأرحام﴾ أي التي لا اطلاع لكم عليها بوجه، ولما كان التصوير في نفسه أمرا معجبا وشينا للعقل إذا تأمله وإن كان قد هان لكثرة الإلف باهرا فكيف بأحواله المتباينة وأشكاله المتخالفة المتباينة أشار إلى التعجب من أمره وجليل سره بآلة الاستفهام وإن قالوا: إنها في هذا الوطن شرط، فقال: ﴿كيف﴾ أي كما ﴿يشاء﴾ أي على أي حالة أراد، سواء عنده كونكم من نطفتي ذكر وأنثى أو نطفة أنثى وحدها دليلا على كمال العلم والقيومية، وإيماء إلى أن من صور في الأرحام كغيره من العبيد لا يكون إلا عبدا، إذ الإله متعال عن ذلك لما فيه من [أنواع] الاحتياج والنقص. وقال الحرالي: فكان في إلاحة هذه الآية توزيع أمر الإظهار على ثلاثة وجوه تناظر وجوه التقدير الثلاثة التي في [فاتحة] سورة البقرة، فينتج هدى وإضلالا وإلباسا أكمل الله به وحيه، كما أقام بتقدير الإيمان والكفر والنفاق خلقه فطابق الأمر الخلق فأقام الله سبحانه وتعالى بذلك قائم خلقه وأمره، فكان في انتظام هذه الإفهامات أن بادي الأحوال الظاهرة عند انتهاء الخلق إنما ظهرت لأنها مودعة في أصل التصوير فصورة نورانية يهتدى بها وصورة ظلمانية يكفر لأجلها، وصورة ملتبسة عيشية علمية يفتتن ويقع الإلباس والالتباس من جهتها، مما لا يفي ببيانها إلا الفرقان المنزل على هذه الأمة، ولا تتم إحاطة جميعها إلا في القرآن المخصوصة به أئمة هذه الأمة انتهى. فقد علم أن التصوير في الرحم أدق شيء علما وقدرة، فعلم فاعله بغيره والقدرة عليه من باب الأولى فثبت أنه لا كفؤ له؛ فلذلك وصل به كلمة الإخلاص وقال الحرالي: ولما تضمنت إلاحة هذه الآية ما تضمنته من الإلباس والتكفير أظهر سبحانه وتعالى كلمة الإخلاص ليظهر نورها أرجاس تلك الإلباسات وتلك التكفيرات فقال: ﴿لا إله إلا هو﴾ إيذانا بما هي له [الإلباس] والتكفير من وقوع الإشراك بالإلهية والكفر فيها والتلبس والالتباس في أمرها؛ فكان في طي هذا التهليل بشرى بنصرة أهل الفرقان وأهل القرآن على أهل الالتباس والكفران وخصوصا على أهل الإنجيل الذين ذكرت كتبهم صريحا في هذا التنزيل [بل] يؤيد إلاحته في التهليل إظهار الختم في هذه الآية بصفتي العزة المقتضية للانتقام من أهل عداوته والحكمة المقتضية لإكرام أهل ولايته؛ انتهى.

فقال: ﴿العزيز﴾ أي الغالب غلبة لا يجد معها المغلوب وجه مدافعة ولا انفلات، ولا معجز له في إنفاذ شيء من أحكامه ﴿الحكيم﴾ أي الحاكم بالحكمة، فالحكم المنع عما يترامى إليه المحكوم عليه وحمله على ما يمتنع منه من جميع أنواع الصبر ظاهرا بالسياسة العالية نظرا له، والحكمة العلم بالأمر الذي لأجله وجب الحكم من قوام أمر العاجلة وحسن العقبى في الآجلة؛ ففي ظاهر ذلك الجهد، وفي باطنه الرفق، وفي عاجله الكره، وفي آجله الرضى والروح؛ ولا يتم الحكم وتستوي الحكمة إلا بحسب سعة العلم، فبذلك يكون تنزيل أمر العزة على وزن الحكمة قاله الحرالي بالمعنى.

[تفسير البقاعي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

23 Sep, 11:06


﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكم في الأرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ﴾

قَرَأ طاوُسٌ (تَصَوَّرَكُمْ) عَلى صِيغَةِ الماضِي مِنَ التَّفَعُّلِ أيِ اِتَّخَذَ صُوَرَكم لِنَفْسِهِ وعِبادَتِهِ فَهو مِن بابِ تَوَسَّدَ التُّرابَ أيِ اِتَّخَذَهُ وسادَةً فَما قِيلَ: كَأنَّهُ مِن تَصَوَّرْتُ الشَّيْءَ بِمَعْنى تَوَهَّمْتُ صُورَتَهُ فالتَّصْدِيقُ أنَّهُ تَوَهُّمٌ مَحْضٌ.

[تفسير الآلوسي].

الدُّر النَّثِير مِن أنوارِ التنزيلِ

22 Sep, 16:56


تلاوة للمقرئ عبدالرشيد صوفي
برواية خلف عن حمزة

قرأ الإمام حمزة (وُلْد): بضم الواو، وسكون اللام، على أنَّ الوُلْدْ جمع وَلَد، كأسَد وأُسْدْ، أو هما لغتان، كالعُرْب والعَرب

#قراءات_قرآنية