ويتخيل الإنسان أن يكون ذلك هو المطلوب من البشر حقاً: أن يصلوا إلى الله بأنفسهم بعد كل هذه الآيات الكونية الباهرة؛ ولكن أليس الله أرحم الراحمين؟ لا يتركهم ولا يذرهم مع شياطين الجن والإنس يذهبون بهم يمنةً ويسرة ويفسدون فطرتهم.. بل يرسل الرسل وينزل الكتب كالشهب تحرق هذه الشياطين.. وما الرسل إلا مذكّرون.. وما الكتب إلا ذكرى.. تذكّر الإنسان بتلك الحقائق المركوزة في نفسه أصلاً.. وبذاك العهد الذي أخذه الله من ذرية آدم أن يعبدوه ويوحّدوه.. ثمّ إذا سمع الإنسان وتلا آيات ربه القرآنية الشرعية، بات قادراً على إبصار الآيات الكونية وربطها بخالقها.. وحينها برحمة الله وببركة رسله وكتبه يبصر الإنسان دربه الموصل إلى جنة ربه.