د. محمد محمد أبو موسى @drabomosa Channel on Telegram

د. محمد محمد أبو موسى

@drabomosa


🔄 هذه القناة خاصة بنشر كل ما يتعلق بفضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد محمد أبو موسى، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بالقاهرة.

📬 لمراسة إدارة القناة: @taha1812

د. محمد محمد أبو موسى (Arabic)

هل تبحث عن مصدر موثوق وموثق لمعلومات عن فضيلة الدكتور محمد محمد أبو موسى؟ إذا كانت الإجابة نعم، فإن قناة 'د. محمد محمد أبو موسى' على تطبيق تليجرام هي المكان المناسب لك. يقوم هذا القناة بنشر كل ما يتعلق بفضيلة الأستاذ الدكتور محمد محمد أبو موسى، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وأستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بالقاهرة

سواء كنت مهتمًا بدراسة أفكاره وآرائه في مجالات البلاغة والنقد أو ترغب في الإطلاع على آخر أخبار وأنشطته، فإن هذه القناة توفر لك كل ما تحتاجه بسهولة ويسر. كما يمكنك التواصل مع إدارة القناة عن طريق الرابط المخصص لذلك: @taha1812nnلا تفوت الفرصة للانضمام إلى هذه القناة الرائعة واستفد من المحتوى القيم الذي تقدمه، وتعرف على أحد أبرز الشخصيات العلمية في العالم العربي!

د. محمد محمد أبو موسى

15 Nov, 11:45


• انتباهُك لِمَا يقولُه العلماءُ، فيما فيه علمٌ وفيما ليس فيه علمٌ، سيَجعلُ عندَك وعيًا، وكلُّ المطلوبِ أن يكونَ عندك وَعْي.
• لا يَرُومُ عَدوُّ البلاد أفضلَ مِن أنْ يُضلِّلَ عقولَ أهل البلاد؛ لأنك إنْ ضَلَّلْتَ العقولَ لن تَجِدَ قوَّة، ولن تَجِدَ مَنَعة، ولن تَجِدَ شعبًا تَحْسِبُ له حسابًا.
• العقلُ الذي قَبِلَ باطلًا لا تأخذْ عنه عِلمًا.
= تلقَّاه وكتبه: تلميذه د. ياسين عطية
= تجدون التسجيل الصوتي للدرس كاملاً تحت هذا الرابط:
https://t.me/sh_abu_musa2/244
#مما_قال_شيخ_البلاغيين

د. محمد محمد أبو موسى

15 Nov, 11:45


• لن تكون إنسانًا بمَنصِب، ولن تكون إنسانًا بمال، ولن تكون إنسانًا بجاه، وإنما تكون إنسانًا بالمعرفة؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - لمَّا خَلَق أبانا آدم لم يُعْطِه شيئًا، ولم يُكلِّفه بشيء، قبل أن يُعلِّمَه الأسماء.
• تعليمُ آدمَ الأسماءَ يؤهِّله للتكليف؛ فلو دخلتَ المصنع قبل أن تتعلَّم الصِّناعة لن تُفلِحَ في المصنع، ولو دخلتَ السِّياسةَ قبل أن تتعلَّم السِّياسةَ لن تُفلِحَ في السِّياسة، ولو دخلتَ الطبَّ قبل أن تتعلَّم الطبَّ لن تُفلِحَ في الطبِّ.. وهكذا، إنَّها مسألةٌ أوَّليةٌ وبَداهةُ عقول.
• أنت إنسانٌ بمقدار ما تَعْلَم وما تقرأ، ولستَ إنسانًا بمقدار ما تَمْلِك؛ لأنك قد تَمْلِك وأنت كذَّاب، قد تَسُودُ وأنت مُراوغ، قد تَسُودُ وأنت منافق.. إلخ؛ فابحثوا عمَّا به يكون الإنسانُ إنسانًا، واستمسكوا به لتكونوا نَاسًا كرامًا.
• يا بُعْدَ ما بين المَنْفَلوطِي والرَّافعي، ويا بُعْدَ ما بين العقَّاد والرَّافعي، ويا بُعْدَ ما بين العقَّاد وطه حسين؛ الفرقُ بين أدب المَنْفَلوطي وأدب الرَّافعي هو الفرقُ بين شخصية المَنْفَلوطي وشخصية الرَّافعي، لو حَلَّلْتَ نفسيةَ الرَّافعي ستجد كلَّ أدب الرَّافعي خيوطًا نَسجَتْها هذه الذَّات، ولو حَلَّلْتَ نفسيةَ العقَّاد ستجد كلَّ أدب العقَّاد خيوطًا نَسجَتْها هذه الذَّات.. وهكذا.
• شيوعُ الجهلِ في الشعوب يُغطِّي على حقائق المعرفة. العقلياتُ الفاسدةُ في المجتمع تُغطِّي الكفاءات النَّادرة.
• لو بَرِئت الحياةُ الاجتماعيةُ من الأغبياء لكان ذلك تَقدُّمًا جليلًا جدًّا، ولكن لا تَطْمَعْ في براءة المجتمعات من الأغبياء، وإنَّما قل: لو قَلَّتِ المجتمعاتُ من الأغبياء وكَثُرَتْ فيها الكفاءات فحتمًا سيتغيَّر الوَضْع.
• ما دام الأغبياءُ وأشباهُ الأغبياء هم الأصوات الأعلى في المجتمعات... [سكتَ الشيخُ عن تمام الجملة]؛ لذلك تَجِدُ الانتخابات في دُوَل الجَهْل لا قيمةَ لها.
• التخلُّف الآن يعني العَجْز، والعَجْزُ يعني ضياع الأرض؛ لأن النَّاسَ مَنْ غَلَبَ سَلَبَ ومَنْ عَزَّ بَذَّ، وما دمتَ عاجزًا فأنت مغلوب، وما دمتَ مغلوبًا فليس لك أرض، وليس لك مال، إنَّما لك أرضٌ حين تكون قوَّتُك قادرةً على حماية الأرض، ولك ثروةٌ يوم أن تكون قوَّتُك قادرةً على حماية ثروتك، وما لا تَحْمِيه فأنت لا تَمْلِكُه.
• إعدادُ القوَّة يَعني العلمَ أوَّلًا، لا قوَّةَ لجاهل، إنَّما العلمُ هو إعدادُ القوَّة، وإعدادُ الثَّروة، وإعدادُ كلِّ ما به تكون الحياةُ أفضل.
• العلمُ يَصنعُ الحياةَ الأفضل، والجَهلُ يَصنعُ الحياةَ الأسوأ، ومَن تَراه مُهتمًّا بالعلم فتأكَّد أنه مُهتمٌّ بأن يَصنعَ على أرضِه الحياةَ الأفضل، ومَن تَراه غيرَ مُهتمٍّ بالعلم فتأكَّد أنه يُسلِّم الأرضَ للأعداء.
• الأرضُ لا يَحمِيها إلَّا العلمُ، ومَن لا يَهتمُّ بالعلم يَفتحُ البابَ للأعداء.
• مُخاطبًا حُضورَ الدرس، قال شيخُنا: لو فَكَّرتُ في أنكم فَهِمْتُم أو لم تَفْهَمُوا فلن أتكلَّمَ ولن آتِيَ مِن بيتي، إنَّما أنا أفكِّر في شيءٍ واحد؛ هو أن أُبرِّئ ذِمَّتِي في أن أقولَ لأبناء خير أمَّةٍ أُخرِجَتْ للنَّاس - وهم لا يَدْرُون أنهم أبناءُ خيرِ أمَّةٍ أُخرِجَتْ للنَّاس – كلَّ ما عندي قبل أن أَدخُلَ قبري.
• كيف أَلْقَى رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد سَكَتُّ عن علمٍ عَلِمْتُه ولم أُبَلِّغْه لأبناء أمَّتِه؟!
• العُروبةُ مِن بعدِ أنْ نَزَلَ القرآن لم تَعُدْ عُروبةَ جِنْس، لم تَعُدْ عُروبةَ عِرْق، وإنَّما هي عُروبةُ بيان.
• في أيَّام القومية العربية؛ كنتُ في سِنِّكم، وجدتُ «الهلافيت» يَستغلُّون فكرةَ القومية للتقرُّب مِن رائد القومية، ويتكلَّمون عن العلماء غيرِ العرب ويقولون إنهم ليسوا عربًا؛ يتكلَّمون بنَغْمَةِ العِرْق القومي، فلما ذَهبت القوميةُ وانحسرَتْ رأيتُهم يتكلَّمون كلامًا آخر!
• عبدُ القاهر يُبيِّن لك ما هي الحقائقُ التي تُسْكِنُها في نفسِك، وما هي الأوهامُ التي تَطْرُدُها عن عقلِك، ولو أفلحتَ في هذه، ومَيَّزْتَ بين الحقائق التي تَرُومُ أن تُسْكِنَها في قلبِك والأوهام التي تَرُومُ أنْ تَطْرُدَها عن عقلك، كنتَ مواطنًا عالِيَ القَدْر على التُّراب الذي أنتَ تَمْشِي عليه.
• البَلْوى أن يَغْزُو الكلامُ الفارغُ عقولَ النَّاس، وأن يُصفِّق النَّاسُ للفاشلين على أنهم ناجحون، وأن يُصفِّق النَّاسُ للخراب على أنه عُمْران.. مُصيبة!!
• لو استيقظَ العقلُ وطاردَ الأوهام فلن تَجِدَ قومًا يُصفِّقون للفاشل، ويَصِفُون الخرابَ بأنه عُمْران، ومعظمُ شعوب الأرض ضاعتْ بسببِ هذا.
• إذا حَملَ الناسُ مَن لا قيمةَ له على أعناقهم وقالوا: «بالرُّوح بالدَّم نَفْدِيك» فأَبْشِر بطُولِ سلامةٍ يا مِرْبَعُ!

د. محمد محمد أبو موسى

15 Nov, 11:45


مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى
في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف
(الأحد: 8 من جمادى الأولى 1446هـ = 10 من نوفمبر 2024م)
• أحيانًا يُصلِّي المرءُ وهو لا يُصلِّي، ويَقرأ وهو لا يَقرأ، ويَسْمَع وهو لا يَسْمَع، وذلك إذا صلَّى مِن غيرِ تدبُّرٍ وتَعقُّل، وإذا قرأ مِن غيرِ تدبُّرٍ وتَعقُّل؛ فالتدبُّرُ والوَعْيُ وكاملُ اليقظة ضرورةٌ في العبادة، وفي العادة، وفي طلب العلم، وفي حياتك الدُّنيا.
• القضيةُ التي نحن مشغولون بها منذ أكثرَ مِن درس، ولا تزال مفتوحة، وسنُشْغَل بها اليوم = هي أن بلاغةَ الكلام لا تَرجِع إلى الألفاظ؛ قولًا واحدًا، وإنَّما تَرجِع إلى المعاني.
• اتَّفق الناسُ على أن الشاعرَ لا يُحاسَبُ على ما قال، وإنما يُحاسَبُ كيف أبانَ وكيف قال؛ فإذا ذَكَر الخَمْرَ لا يُحاسَبُ على ذِكْرِها، وإذا ذَكَر الصَّبْوةَ لا يُحاسَبُ على ذِكْرِها، وإنَّما يُحاسَبُ كيف أبانَ عن هذه المعاني.
• الذي يُحْسِنُ الإبانةَ عن القبيح أفضلُ مِن الذي يُسيء الإبانةَ عن الحَسَن، والمُعوَّلُ عليه هو طريقةُ الإبانة.
• قولُهم إن بلاغةَ الكلام راجعةٌ إلى معانيه يَتعارض - في الظاهر - مع مسألةِ أن الشاعر لا يُحاسب على ما أبانَ وإنَّما يُحاسَبُ كيف أبانَ، فما هو الوَجْهُ؟ الوَجْهُ أن المعانِيَ التي تَرجِع إليها بلاغةُ الكلام هي المعاني النَّاتجةُ مِن علاقات معاني الألفاظ، وليس المعاني الذِّهْنية التي هي الأغراضُ والمقاصد؛ لأن الأغراضَ والمقاصدَ - كما قال الجاحظ القديم - مطروحةٌ في الطريق، وإنَّما المُعوَّل عليه هو النَّسْجُ والتصوير.
• الجاحظ كان مُوفَّقًا جدًّا حين ذَكَر كلمةَ «النَّسْج»؛ لأن «النَّسْجَ» علاقةُ معنى كلمةٍ بمعنى كلمةٍ، كالخيوط الدقيقة التي تُصنَع منها الأشياء.
• معاني «النَّابغة» الناتجةُ من علاقات الألفاظ أفضلُ من معاني «لبيد» الناتجةِ من علاقات الألفاظ، فكأنَّ إنتاجَ المعاني مِن علاقات الألفاظ ليس هو كلُّه البيانَ، وإنَّما هو أصلُ ما به يكون البيان، ثم تتفاوت المراتب تفاوتًا لا حدود له.
• عبد القاهر مُمْسِكٌ بأعِنَّتِنا ويَقُودُنا ويَقْتادُنا ليُبيِّنَ أن ألفاظ اللُّغة لا يَرجِعُ إليها حُسْنُ الكلام، وأنا معه، وأنا أتابعه، وأقرأ دروسي في الأزهر الشريف في متابعته، لا ليؤكِّدَ عندي أن البلاغة لا تَرجِعُ إلى الألفاظ، وإنَّما ليؤكِّدَ عندي ولمَنْ حولي أن التفكير، وطريقة عرض الأفكار، وطريقة حماية الأفكار، وطريقة الدفاع عن الأفكار = هي الأساس.
• العالِمُ الجليلُ هو الذي لا يُدافِع عن حُجَجِ الفكرة، وإنَّما هو الذي يَدْفَعُ الأوهام التي يمكن أن تَحُومَ حول الفكرة؛ لأن عبد القاهر يَفترِضُ أوهامًا لا يُقرُّها عقل، ولكن مِن المُحتمَلِ أن تَتسلَّلَ إلى عقول طلاب العلم الصِّغار؛ فهو يريد أن يَدْحَضَها وأن يَسْتَفْسِدَها.
• وأنا مبتدئٌ في الحياة العلمية كنت أريد أن أعرفَ كيف أبحث، فكانت هناك كتبٌ تُؤلَّف تحت هذا العنوان: «كيف تَكتبُ بحثًا؟»، فكنت أقرأ هذه الكُتُب، ثم الذي هَدَتْني إليه كُتبُ العلماء هو أنك لن تتعلَّم كيف تبحث ممَّا يَكتبه العلماء، وإنَّما تتعلَّم كيف تبحث إذا تابعتَ العلماء وهم يَكتبون؛ لأنهم يُعلِّمونك العلمَ ويُعلِّمونك كيف تبحث عن العلم.
• الذي يُعلِّمك كيف تَبحثُ ليس زيدًا ولا عَمْرًا، مهما كانت قيمةُ زيد وقيمةُ عمرو؛ لأن الحقيقةَ هي أن تتعلَّم البحثَ في مُتابعة وَعْيِك لخُطوات الباحثين.
• أنا لا أُدرِّسُ العلم، وإنَّما أُدرِّس كيف يُفْهَمُ العلم. أنا لا أُعلِّم علمًا، وإنَّما أُعلِّم كيف نقرأ كلامَ أهل العلم، وإذا عَلِمْتَ كيف تقرأ كلامَهم أوشكتَ، أو قاربتَ، أو كان يمكن أن تكونَ منهم.
• إذا عَلِمْتَ وعَرَفْتَ وأتقنتَ كيف تقرأ كلامَ الكرام فإنك تُوشِكُ يومًا ما - بجِدِّك وإخلاصِك واجتهادِك - إنْ لم تَكنْ من الكرام، كنتَ شبيهًا بهم، أو كنتَ سائرًا على طريقهم، وإن سِرتَ على طريق الكرام ثم جاءك الموتُ قبل أن تَصِلَ إلى الكرام فقد وقعَ أجرُك على الله، وماذا تَبْغِي من الدُّنيا أفضلَ مِن أن يأتيَك الموتُ وأنت في طريق الله، فيقع أجرُك على الله.
• ليست مهمَّتي أن أُعلِّمك العلم، وإنَّما مهمَّتي أن أُعلِّمك كيف تتعلَّم العلم.
• علِّموا الأجيال كيف تتعلَّم واتركوا الأجيالَ لتتعلَّم.
• هناك إنسانٌ يَبحث عن جوهر الحقائق، وعمَّا به يكون الإنسانُ إنسانًا، وهناك إنسانٌ تافِهٌ غايتُه أن يَصِيرَ ذيلًا لكذَّابٍ مِثلِه.
• فرقٌ شاسعٌ جدًّا بين إنسانٍ يَرنُو إلى التَّفاهات وإنسانٍ لا يُحدِّقُ إلَّا في كرائم الأمور ومَراقِيها التي بها يكون الإنسانُ إنسانًا.

د. محمد محمد أبو موسى

13 Nov, 19:16


تُرفع تباعًا التسجيلات المرئية لشرح فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى كتابَ «دلائل الإعجاز» للإمام عبد القاهر الجرجاني، في الجامع الأزهر الشريف.

يمكنكم مشاهدتها على قناة الشيخ الرسمية على يوتيوب من خلال هذا الرابط:

https://youtube.com/@drabomosa

د. محمد محمد أبو موسى

08 Nov, 11:37


• هَمَمْتُ أن أدعوَ جِيلًا مِن عجائز العرب، وأنا معهم، لنَذهبَ إلى هؤلاء في السُّودان؛ لنقول لهم: اتَّقُوا الله في دمائنا؛ لأن الذي تُرِيقُه أنتَ ليس دَمَ سُودانيٍّ، وإنَّما هو دَمِي.
• النَّابغةُ شِعرُه أعلى من شِعْر زُهير، لكنَّ رُوحَ زُهيرٍ المُحبِّةَ للعفو والمرحمة هي التي جعلتْه مُقدَّمًا عندي.
• وأنا أقرأ زُهيرًا كنت أقول: لو أن سيِّدنا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بُعِثَ في حياة زُهير لكان زُهيرٌ أسبقَ مِن أبي بكرٍ في الإيمان برسول الله، لمَّا تقرأ ديوانَ زُهير تَشعُر أن قلبَه قلبُ طائر، قلبٌ طيبٌ، قلبٌ طاهر.
• سيِّدُنا عُمرُ كان معروفًا بالشِّدَّة، وقال أبو جعفر المنصور لـ«مالك»: «اكتبْ لنا كتابًا في السُّنَّة والفِقْه تَجنَّبْ فيه شدائدَ عُمَر ورُخَصَ ابن عبَّاس»، أرأيتَ الخليفة! ووَعْيَ الخُلفاء الذين قادوا أُمَمًا غالِبة! فقال «مالك»: «لقد عَلَّمَنِي العلمَ بكلمتِه هذه»، وكان كتابُه «المُوطَّأ».. ولا تَقلْ إن مالكًا كان يُنافِق؛ لأنه لم يكن مُحتاجًا لأحد، ولأن هؤلاء الكرام كانوا لا يُحبُّون مَن يُنافقهم.
• تعليقًا على الخبر الذي أورده الإمامُ عبد القاهر على لسان «الحجَّاج»، قال شيخُنا: «الحجَّاج» قُلْ فيه ما شِئتَ، وأنا معك؛ لأنه كان مُستبِدًّا، وكان طاغية، وكان يَقهر الناس، وأنا لا أُحِبُّ هذا الصِّنف، إنَّما أُحِبُّ القلوبَ التي فيها الرَّحمة حتى على المخطئ، قُلْ في «الحجَّاج» ما شِئتَ، لكن لا تَقُلْ إنه جاهلٌ؛ لأنه كان صاحبَ بصيرةٍ في اللُّغة وفي الدِّين، وأنا لمَّا أجِدُ حسنةً لإنسانٍ تُخفِّفُ عني سيئاتِه.
• الظالمُ المُستبِدُّ لو كان ناجحًا في سياسة الناس، ونَقْلِ الناس من العُسْر إلى اليُسْر، ونَقْلِ الناس من الشِّدَّة إلى الرَّخاء، أقول: «يا ربِّ سَامِحْه في الاستبداد»، إنما حين يكون مُستبِدًّا وفاشلًا، فلأي شيءٍ أقول: «يا ربِّ سَامِحْه»؛ فـ«الحجَّاجُ» كان مُستبِدًّا وكان ناجحًا، وهو خير من المُستبِدِّ الفاشل.
• المُستبِدُّ النَّاجحُ خيرٌ من المُستبِدِّ الفاشل: المُستبِدُّ النَّاجحُ يُغطِّي نجاحَه على استبداده، والمُستبِدُّ الفاشلُ بئس ما هو؛ لأن الفَشلَ هو أسوأ ما في حياة البشر.
= تلقَّاه وكتبه: تلميذه د. ياسين عطية
= تجدون التسجيل الصوتي للدرس كاملاً تحت هذا الرابط:
https://t.me/sh_abu_musa2/243
#مما_قال_شيخ_البلاغيين

د. محمد محمد أبو موسى

08 Nov, 11:37


• أدهشَني أنَّ كلَّ علوم اللُّغة تَنطِق بها اللُّغة، وأنها ليستْ مِن كلام العلماء، وإنما هي مِن استنباط العلماء من اللُّغة.
• لو سُئِلَ سيبويه عن الذي في «الكتاب» لقال: ليس هذا ممَّا قلتُه، وإنما هذا ممَّا استنبطتُه.. لو سُئِلَ عبد القاهر عن كلِّ ما في «الدلائل» لقال: ليس هذا ممَّا قلتُه، وإنما هذا ممَّا استنبطتُه.
• أهمُّ ما تَعلَّمتُه أني أُراجِعُ المُراجَعَ وأقرأُ المقروءَ بعقلٍ جديدٍ لأستخرجَ مِن المقروء ما لم يستخرجْه غيري.
• تطرَّق حديث الشيخ عن اكتشاف بعض الآثار اللُّغوية المكتوبة في الجزيرة العربية إلى مسألة اكتشاف الآثار عمومًا على أيدي البعثات الأجنبية؛ فقال: نحن لا نَكتشِف، نحن ننتظر حتى يأتي طلياني أو إسباني أو فرنسي ليَكتشِفَ لي آثار آبائي. يا أخي، لو عَلِمَ أبوك أنك على هذا القَدْر من التَّفاهة لَطَلَّقَ أُمَّك قبل أن يَتزوَّجها؛ حتى لا تَلِدَ له واحدًا مثلَك.
• حين أقرأ تاريخَ «موسى» في الكتاب العزيز وأقرأ تاريخَ مصر القديمة – و«موسى» كان جزءًا من تاريخ مصر القديمة - أجد أن الذين كتبوا تاريخ مصر القديمة كأنَّ «موسى» لم يُولَد، وكأنَّ بني إسرائيل لم يعيشوا فيها، وهذا هو مُستنقَعُ التخلُّف الذي سقطنا فيه لمَّا ضَلَلْنا الطريق.
• كنتُ أبحثُ عن جُملةٍ قالها «قُصَيٌّ» لأقارن بين ما قاله «قُصَيٌّ» وما قاله «هاشِم» الذي جَدُّه «قُصَيٌّ»؛ لأن هاشمًا ابنُ عبد مناف بن قُصَيّ، وعن الجُملة التي قالها عبدُ المطلب بنُ هاشم، وكنتُ أُريد أن أتلمَّس الفروقَ بين اللُّغات، حتى لمَّا استسقى عبد المطلب كانت له لُغةٌ تَرى فيها شيئًا لم تَرَه في لُغةِ حفيدِه مُحمَّدٍ صلواتُ الله وسلامُه عليه.
• العلمُ - يا عزيزي - يَفتحُ بعضُه البابَ لبعض، ولذلك ليس هناك شيءٌ اسمُه: كِتابٌ قال الكلمةَ الفاصلةَ في هذا الباب.
• كلُّ ما في اللُّغة؛ مِن نَحْوٍ وغَريبٍ وبيانٍ، ممَّا استخرجَه علماءُ اللُّغة من اللُّغة، ولو سُئِلَ عبدُ القاهر لقال: لم أقلْ كلمةً واحدةً في كتابي هذا (الدَّلائل) ولا في «أسرار البلاغة»، وإنَّما تَنبَّهْتُ إلى ما في اللُّغة وحَدَّثْتُ عن الذي رأيتُه في اللُّغة.
• وأنا في سِنِّكم حين كان الاستعمارُ مسيطرًا على البلاد، ومَالَأَه بعضُ الهلافيت، كانوا يقولون إن علوم العربية ازدهرتْ بعد الترجمة، وإنها منقولةٌ من اليونان.. أحفادُ اليونان مُستعمرون للبلاد وأنت تقولُ لنا إن أجدادَهم هم الذين نَفَعُوا آباءكم!! أي: اقْبَلُوهم كما قَبِلَ آباؤكم آباءهم!! هل هذا مَنطِق؟! هل هناك خيانةٌ أكثرُ مِن هذا؟! فظَهَر في النِّهاية - بالعَقْل والتَّتبُّع - أن كلَّ سَطرٍ من سطور علوم العربية مُستخرَجٌ من العربية.
• وَقَفَ الشيخُ محمَّد علي النجَّار - رحمه الله - عند مسألةِ ابن جنِّي: «تَصَاقُب الألفاظ لتَصَاقُب المعاني»، ورآها مِن النَّوادر العلمية الرَّائعة.
• الشيخ محمَّد علي النجار - رحمه الله - مُحقِّقُ كتاب «الخصائص» لابن جني، كان إمامًا من الأئمَّة الكبار، وراقني ابنُ عاشور صاحب «التحرير والتنوير» حين ذَكَرَه وقال إنه شيخُه، وهو شيخي أنا أيضًا، وامتحنني في امتحان التَّعيين في الفرقة الرابعة بكلية اللُّغة العربية، ولمَّا سألَني في النَّحْو أحسستُ أنه يسألُني عن نَحْوٍ تُرْكِيٍّ؛ لأني لم أَفهَم مِن سؤاله شيئًا، فأنجدني ربُّنا بشيخي الجليل عبد السَّميع شبانة، وكان معه في اللَّجنة؛ فبِلُطْفِه وعِلْمِه وحِكمَتِه قال للشيخ النجَّار: «أنا لا أَفهم مُرادَك!»، فقال له الشيخُ النجَّار: «فسَلْ أنت الطالبَ»، فبدأ الشيخُ يسألني وأُجيب، فقد كنت أحفظ المنهج.
• الذين خدموا العربية حُبًّا في دِين الله أكثرُ وأفضلُ مِن الذين خدموا العربية لأنها لسانُ آبائهم؛ فهم أَعْطَوْا قلوبَهم لهذا اللِّسان لأنهم أَعْطَوْا قلوبَهم لهذا الدِّين.
• هناك كَلماتٌ في سَطرٍ واحدٍ تحتاج مني في دراستها إلى نصف عُمْري، منها كلمةُ سيدنا عُمَر في زُهير بن أبي سُلمى، ولو كنتَ أنتَ مِن أهل العلم لكانتْ كلمةُ «عُمَر» تُرشِّح لك ديوان زُهير لتَكتُبَ فيه كتابًا أو أكثرَ؛ لأني أُريد أن أعرِفَ ما الذي جعل سيِّدَنا عُمَرَ يُحِبُّ زُهيرًا ويُفضِّله.
• سيِّدُنا عُمَرُ كان يُحِبُّ زُهيرًا، وكلُّ من يقرأ زُهيرًا يُحِبُّ زُهيرًا، لماذا؟ لأن زُهيرًا كان يَكْرَهُ أن يُرِيقَ العربيُّ دَمَ العربيِّ، اطْلَعْ مِن قبرك اليومَ يا سيِّدنا زُهيرًا وانظرْ الذي نحن فيه! ماذا كنت تقول يا زُهير إذا رأيتَ الذي نحن عليه اليوم؟! إذا رأيتَ الذي في السُّودان؟!
• أُحِبُّ الشَّعبَ السُّوداني، وعِشْتُ فيه ثلاثةَ أشهرٍ أستاذًا زائرًا في «أُمّ درمان»، وكانوا أكرمَ العرب وأكرمَ الناس؛ فمِنْ أينَ جاء هذا الخَرابُ الدَّائرُ الآن؟

د. محمد محمد أبو موسى

08 Nov, 11:37


مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى
في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف
(الأحد: غُرَّة جمادى الأولى 1446هـ = 3 من نوفمبر 2024م)
• القضيةُ التي أريدُ أن أبدأ بها الدرسَ هي أن عبد القاهر طال حديثُه وطال رَدُّه على من يقولون إن مَزِيَّة الكلام ترجع إلى ألفاظه، وهؤلاء كانوا كثيرًا، وكان منهم علماءُ كبار، وقلت لكم إن منهم أبا هلال العسكري - وقد كتب كتاب الصِّناعتين بعد أن تجاوز التسعين، وفي «الصِّناعتين» كثيرٌ جدًّا من الكلام على أن المَزِيَّة تعود إلى الألفاظ - ومنهم ومنهم، لكنَّ إلحاحَ عبد القاهر هذا، وهذا أهمُّ شيء، له قيمةٌ في تكوينك العلمي، هذه القيمة هي أنه يريد منك وأنت تقرأ الكلام العالِيَ أن تَستيقِنَ أنه ما كان عاليًا إلَّا لغزارة معناه؛ فابحث في الكلام عن معانيه، ولا تُشْغَلْ وأنت تقرأ الكلام العالِيَ بالبحث عن شيء في ألفاظه، وهذا مهمٌّ جدًّا.
• وأنت تقرأ الكلامَ لا بُدَّ أن يكون كلُّ ما فيك؛ من عقل، ووَعْي، وفطنة، وبصيرة، مُركَّزًا ومُوجَّهًا إلى ما في الكلام مِن مَعانٍ؛ لأن الكلامَ لا يَفْضُلُ بعضُه بعضًا إلَّا مِن جهة معناه.
• الذي تَميَّز به القرآنُ هو فَيْضُ معاني ألفاظه؛ القرآنُ يَستعملُ ألفاظَ العرب بمعانيها التي وَضَعَها لها العرب، ولكنَّ كلماتِ القرآن تَفِيضُ بالمعاني فَيْضًا لا يُعدُّ ولا يُحدُّ، وهذه عبارةُ العلماء.
• فَضْلُ امرئ القيس على غيره بغزارة معناه، وفَضْلُ كلِّ شاعرٍ على شاعر بغزارة معناه؛ لأن غزارة المعنى هي التي دعتني إلى أن أتكلَّم، فأسكنتُ في كلامي المعانِيَ التي تتناسبُ مع ما جال في نفسي.
• أنت تتكلَّم وأنا أتكلَّم، وأنت تَصِفُ وأنا أَصِف، وأنت تَرْضَى وأنا أرضى، وأنت تَغضب وأنا أغضب، إنَّما الذي جال في قلبي؛ من الوصف أو من الرِّضا أو من الغضب، حَجْمُه وسخاؤه وسَدادُه هو الذي يَتميَّز به كلامي عن كلامك؛ فكأن القضية في النهاية لا تَرجع لا إلى الألفاظ ولا إلى غير الألفاظ، وإنما تَرجع إلى الجِذْر الذي هو جَوَلانُ المعاني في القلوب.
• فَضْلُ قائلٍ على قائلٍ لا طريقَ له ولا وَجْهَ له إلَّا غزارةُ ما جَالَ في قلبه.
• لن أُميِّزَ بين كلامِ زيدٍ وكلامِ عمرو إلَّا بغزارة المعاني؛ لأن غزارةَ معاني زيدٍ هي ذاتُ زيد، وغزارةَ معاني عمرو هي ذاتُ عمرو، وفَضْلُ عمرو على زيد أو زيد على عمرو هو بسخاء هذه المعاني وسدادِ هذه المعاني، وهذا شيءٌ في غاية الأهمية.
• جُذور المعرفة مهمَّة جدًّا؛ أنْ تَصِلَ في بحثك إلى جِذْر الحقيقة العلمية شيءٌ في غاية الأهمية، وإن لم تَصِلْ إليه فأنت لا تزال بعيدًا عن سواء السَّبيل.
• اهتمَّ برأسِك؛ لأن فيه طاقةً لو عُنِيتَ بها أَغْنَتْكَ عن الكُتُب وأَغْنَتْكَ عن سَماع العلماء.
• تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر: «ثمَّ إنه لو كان أكثرُ ألفاظ القرآن غريبًا لكان مُحالًا أنْ يَدخُلَ ذلك في الإعجاز، وأن يَصِحَّ التَّحدِّي به...»، قال شيخُنا: التحدِّي بالغريب ليس في حاجةٍ إلى عالِمٍ يُبيِّن فسادَه، ولا إلى كِتابٍ يُبيِّن فسادَه، وإنَّما في حاجةٍ فقط إلى فطرتِك التي فَطَرَ اللهُ الناسَ عليها؛ فالعقلُ الحيُّ ليس في حاجةٍ إلى عالِمٍ ليَتبيَّن له فسادُ هذا؛ لأن العقلَ الحيَّ يقول إن المُتحدَّى إذا تُحُدِّيَ بالغريب وكان من أهل العلم بالغريب فسيُبْطِلُ التحدِّي، ويأتي بلفظةٍ غريبةٍ في مقابل لفظةٍ غريبة.
• يا ليتنا نُعلِّمُ طُلَّابنا الرجوعَ إلى فطرتهم وإلى عقولهم، وإيقاظَ هذه العقول؛ لأن العقلَ إذا تَيقَّظَ أَغْناكَ عن كثيرٍ من الأشياء، نعم تحتاج إلى العالِم في العويص، تحتاج إلى الكِتاب في العويص، وأكثرُ العلمِ ليس عويصًا، وإنما أكثرُ العلمِ قريبٌ جدًّا من الفِطْرة؛ فحَاوِلْ أن تكونَ فطرتُك هي النُّور الذي يُضيءُ لك الطريق.
• إذا عَرَضَ العقلُ الحيُّ الفكرَ الحيَّ بَانتِ القضايا، ولم نَعُدْ بحاجةٍ إلى عالِمٍ أو كتاب؛ لأنَّ ظهورَ الحقيقة الفكرية يُغْنِيكَ عمَّن يُعلِّمُك هذه الحقيقة.
• تعليقًا على الإفادة مِن طريقةِ الإمام عبد القاهر في عرض المسائل العلمية، قال شيخُنا: أتعلَّم وأنا مُعلِّمٌ كيف كان غيري يُعلِّم.
• التخلُّفُ يا خَلْقَ الله ليس منَّا ولسنا منه، حين دَخَلْنا منطقة التخلَّف دخلنا منطقةً خاطئة، نحن في التخلُّف غُرباء، كالغَريبِ الذي دَخل دارًا غيرَ دارِه.
• حقائقُ المعرفة عندنا تَصنعُ إنسانًا أفضلَ وأروعَ وأجلَّ.
• لا بُدَّ أن تقرأَ المقروءَ، أيْ: تُعِيدُ قراءةَ ما قرأتَ لتَفهمَ شيئًا آخر.
• لو ركَّزْتَ وأنت تقرأ اللُّغةَ كما كان يُركِّز أبو الفتح لوقعتَ على مثل ما وقعَ عليه أبو الفتح.

د. محمد محمد أبو موسى

02 Nov, 10:25


تنبيه:
مع بدء العمل بالتوقيت الشتوي في جمهورية مصر العربية نُنبِّه إلى أنه لا تغيير في موعد انعقاد درس فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى بالجامع الأزهر الشريف؛ إذ يبدأ الدرس عقب صلاة الظهر بالرواق العباسي بالجامع الأزهر الشريف، وهو موعد ثابت صيفيًّا كان التوقيت أو شتويًّا.

د. محمد محمد أبو موسى

01 Nov, 17:36


• يَسَّرَ الله العربيَّة للذِّكْر، حتى إن كلَّ مَن دَخلَ في دين الله دَخلَ في هذه اللغة، وأدهشني أني رأيتُ قُوطيًّا على نَصرانيتِه يَكتبُ شِعرًا باللِّسان العربي؛ لأنه أحبَّ اللغةَ فدَخلَ فيها ولم يَدخُل في دين الله، هذا تاريخٌ يجب أن يُعلَم وأن يُدْرَس.
• ندعو كلَّ مَن دَخلَ في دين الله لأن يَدخُلَ في هذا اللِّسان العربي؛ حتى يُحْسِنَ فَهْمَ كلامِ الله.
• قال الله تعالى: «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ»، ولا يمكن أن يُيسِّرَ اللهُ القرآنَ للذِّكْر مِن غير أن يُيسِّر لُغتَه للذِّكر، لا يمكن أن تكون العربيَّةُ صعبةً وقد يَسَّر الله بها القرآنَ للذِّكْر.
• أدنى تحريك لعلاقة الكلمات يَنقُلُ الكلمة من البلاغة إلى غير البلاغة، ويَنقُلُها من الإعجاز إلى غير الإعجاز، عجيب! وليس عجيبًا فقط، إنَّما يُعلِّمك الخفايا والدَّقائق والغوامضَ التي لا بُدَّ أن يَعِيَها وعيُك، وإلا لالتبسَ عليه كلامُ الله بكلام النَّاس، ولوَقعَ في الضَّلال العظيم.
• أنا مِن عُشَّاق كلِّ ما يُستعان عليه بالنَّظر؛ لأن الله فَضَّلني على الدَّوابِّ بهذا العقل.
• تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر: «.. ولئن كانت العامَّةُ وأشباهُ العامَّة لا يكادون يَعرِفُون الفصاحة غير ذلك، فإنَّ مِن ضَعْف النَّحيزة إخطارَ مثلِه في الفِكْر وإجراءَه في الذِّكْر وأنتَ تَزعُم أنك ناظرٌ في دلائل الإعجاز»، قال شيخُنا: عبدُ القاهر يُعلِّمنا أن ما يقوله العامَّةُ لا يَجب أن يَنظُرَ إليه العلماءُ وهم يتحدَّثون في العلوم الجليلة؛ كعلم دلائل الإعجاز، إلَّا إذا كان ما يقوله العامَّةُ يَلتبِس على بعض العلماء فيُرددونه، وحينئذٍ يجب الوقوفُ عنده؛ فعبد القاهر يُعلِّمني كيف أُفكِّر وكيف أُدرِّس وكيف أنتقي القضايا التي أناقشها وأعالجها.. لا تُشغَلْ بقضايا العامَّة وأنت تتناول علمًا جليلًا إلَّا إذا كان كلامُ العامَّة يَجِدُ سبيلَه إلى عقول بعض الخاصَّة.
• الجاحظُ شيخُ شُيوخ البيان العربي؛ لأنك لو أحببتَ أن تَستخرجَ من «دلائل الإعجاز» الذين صَنعوا عقلَ عبد القاهر ستَجِدُ الجاحظَ، وهو ليس عربيًّا، وشُيوخُ البيان العربي الذين خَرَّجَهم ليسوا عَربًا، وكذلك مِن أكرمِ شُعرائنا بشَّار؛ لم يكن عربيًّا، وكان يقول إن قومه هم قُريش العَجَم!!
• هناك لَفتةٌ جليلةٌ جدًّا مِن عبد القاهر؛ هي أنه قال إن غريبَ القرآن ليس غريبَ ألفاظ، وإنَّما هو غريبٌ في مجازات الألفاظ.
• يا سيِّدنا، لا تتكلَّم في البلاغة إلَّا إذا سَمعْتَ كلامًا، ودَلَّتْ ذائقتُك البيانيةُ على أنَّ فيه شيئًا جيِّدًا، قبل الكلام في البلاغة هناك ذائقةٌ بيانيةٌ تشير إلى أن هذا اللَّفظ جيِّد؛ ذائقةٌ بيانيةٌ هي الخطوةُ الأولى التي تكتشف الطريق، هي الطَّليعةُ الأولى، فإذا أشارت الذائقةُ البيانيةُ إلى أن هذا اللفظ جيِّد تَقدَّمت البلاغةُ لتبحثَ عن سِرِّ جودتِها.
• كان الرَّافعيُّ - رحمه الله - حين تُعجِبه كلمةٌ مثلُ قوله تعالى: «وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ»، كان يقول: لو جُمِعتْ ألسنةُ النَّاس جميعًا في فَمٍ واحدٍ ما قالوا: «وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ».
= تلقَّاه وكتبه: تلميذه د. ياسين عطية
= تجدون التسجيل الصوتي للدرس كاملاً تحت هذا الرابط:
https://t.me/sh_abu_musa2/242
#مما_قال_شيخ_البلاغيين

د. محمد محمد أبو موسى

01 Nov, 17:36


• مَوطِنُ المعاني في البيان ليس هو الألفاظ، وإنَّما هو روابطُ معاني الألفاظ وعلاقاتُها؛ تَعلُّقُ الكلمة بالكلمة. مُرادُ الشَّاعر أين يَسكن؟ يَسكنُ في تعلُّقِ الكلمة بالكلمة، مُرادُ المتكلِّم أين يَسكن؟ يَسكنُ في تعلُّقِ الكلمة بالكلمة، بلاغةُ سيِّدنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أين تَسكن؟ تَسكنُ في تعلُّقِ الكلمة بالكلمة، كلامُ الله المُعجِزُ أين يَسكنُ إعجازُه؟ يَسكنُ في تعلُّقِ الكلمة بالكلمة.
• لا أُحِبُّ أن أحفظَ علمًا مِن غيرِ أن أعرِفَ جوهرَه ومِن غير أن أعرِفَ سِرَّه.
• ممَّا أكرمني الله به أنني لم أَدَعْ شاعرًا جاهليًّا إلَّا وقرأتُ شِعرَه.
• امرؤ القيس قُدوةُ الشُّعراء، كما وَصَفه عليُّ بن أبي طالب - رضوانُ الله عليه - بصَرْف النَّظر عن مسألةِ: «ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ»، ومسألةِ: «وبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرَامُ خِباؤهَا»، ارمِ كلَّ هذا، إنَّما هو في بيانِه قُدوةُ الشُّعراء.
• أردتُ أن أعرِفَ الفرقَ بين شعر امرئ القيس وشعر النَّابغة - وأنا أُحِبُّ النَّابغةَ أكثرَ مِن حُبِّي لامرئ القيس، وأُحِبُّ زُهيرًا أكثرَ مِن حُبِّي للنَّابغة؛ كلُّ شاعرٍ له قضية: النَّابغةُ رَجلٌ رائع، رَجلُ قومِه، وزُهير بن أبي سُلمى رَجلٌ مُحِبٌّ للسَّلام، وكلُّ شاعر له مَزِيَّة - فكنتُ أقرأ شِعرَ هذا وشِعرَ ذاك لكي أتبيَّن أن فَضْلَ هذا على ذاك إنَّما هو راجعٌ لِما أسكنَه كلُّ واحدٍ منهما من المعاني في علاقات الكلمات.
• عبد القاهر لا يُعلِّمني البلاغةَ فقط، عبد القاهر يُعلِّمني كيف أقرأ الأدبَ والشِّعرَ، كلامُ العلماء عجيبٌ جدًّا! تَظنُّ أنه يُعلِّمُك البلاغةَ، وهو نَعَمْ يُعلِّمك البلاغة، ولكنه نَعَمْ ونَعَمْ ونَعَمْ يُعلِّمك كيف تقرأ البيان، وكيف يَكون بيانُ الناس غذاءً لبيانك، وكيف ينمو عقلُك بكثرة القراءة فيما نَمَتْ به عقولُ العلماء وعقولُ الشعراء وعقولُ أهل البيان، فكأنه يُكوِّن منك إنسانًا.
• لا قيمةَ لعلمٍ لا يَصنعُ إنسانًا أفضل، ولا قيمةَ لدَرسٍ لا يَصنعُ إنسانًا أفضل، ولا قيمةَ لحياةٍ لا تَصنعُ إنسانًا أفضل، ولا قيمةَ لسياسةٍ لا تَصنعُ إنسانًا أفضل.
• مَن يَصنعِ الإنسانَ الأفضلَ فهو الأفضلُ، ومَن لا يَصنعِ الإنسانَ الأفضلَ فهو الأَخَسُّ.
• جَنَّةُ الدُّنيا في أن تَصنعَ إنسانًا أفضل، وإنْ صَنعتَ إنسانًا أفضلً وأنت على ظهرها أكرمَك اللهُ وأنت في بَطنِها.
• تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر: «ثمَّ إنَّا نَعلَمُ أن المَزِيَّة المطلوبةَ في هذا الباب مَزيَّةٌ فيما طريقُه الفِكرُ والنَّظر»، قال شيخُنا: يا وَلَد، لو لم أُعلِّمْك شيئًا إلَّا هذه الكلمة لكَفَتْ؛ طَريقُ بنائك هو الفِكْرُ والنَّظَر، طريقُ بناء الشُّعوب هو الفِكْرُ والنَّظَر، طريقُ القوَّة هو الفِكْرُ والنَّظَر، طريقُ الحريَّة هو الفِكْرُ والنَّظَر، طريق الازدهار هو الفِكْرُ والنَّظَر، عجيبٌ جدًّا!
• تدبُّرًا لقوله تعالى على لسان سيِّدنا نُوح: «يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ»، قال شيخُنا: ليس في شَرعِ الله وليس في خُطط الأنبياء أنْ يُلزموا العقلَ الإنسانيَّ بما كَرِه، ولو كان بَيِّنةً من الله، وإنَّما يجب أن يكون مُختارًا؛ يَدخُل الجنَّةَ وهو مُختار، ويَدخُل النَّارَ أيضًا وهو مُختار، يُترَكُ العقلُ وما يَختار: إن اختار الهُدى دخل به الجنة، وإن اختار الضَّلالَ دخل به النَّار، المُهمُّ أن يَدخُلَ النَّارَ وهو مُختار.. فأين دليلُ الاستبداد يا مولانا؟!
• تعليقًا على استبعاد عبد القاهر إعجازَ القرآن مِن طريقِ النَّغَم، قال شيخُنا: قُلْ إنَّ كلَّ ما في القرآن مُعجِز، ولا تَبحثْ عن وجهٍ واحد، نحن الآن نقول مع عبد القاهر إنه مُعجِزٌ بنَظْمِه، لكنَّ عبد القاهر لم يَقُلْ إنه ليس مُعجِزًا إلَّا بنَظْمِه، هو قال إنه مُعجِزٌ بنَظْمِه وتَرك وجوهَ الإعجاز الأخرى للباب المفتوح.
• شاء الله أن يَتعلَّم أبناءُ العربِ نَحْو العربيَّة من سيبويه الفارسي، وشاء الله أن يَتعلَّم أبناءُ العرب فصاحةَ العرب من الجاحظ الذي هو مِن أبناء «حام»، وشاء الله أن يَتعلَّم أبناءُ العرب تفسير القرآن من الزمخشري وهو ليس منهم، وشاء الله أن يُعلِّمنا علمَ الفصاحة والبلاغة مَن ليس منَّا.. عجيبٌ!!
• قرأتُ قديمًا لواحدٍ من المستشرقين أنه قال: «يُدهشني أنِّي لم أجدْ لُغةً أعيانُ علمائها وخُدَّامها مِن غير أبنائها إلَّا هذه العربيَّة!»، ليس هناك لغةٌ من لُغات العالَم قام على خدمتِها رجالٌ مِن غير عِرْقِها ومِن غير جنسِها إلَّا هذه العربيَّة؛ لأن هؤلاء لا يَخدمُون العربيَّة لذاتها، وإنَّما يَخدمُونها ليَفهموا بها كلام الله وكلام رسوله.

د. محمد محمد أبو موسى

01 Nov, 17:36


مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى
في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف
(الأحد: 24 من ربيع الآخر 1446هـ = 27 من أكتوبر 2024م)
• نَبَّهتُ وأُنبِّه إلى أن حُضورَ اليقظة، وتَمامَ الوَعْي، في أثناء المذاكرة وفي أثناء القراءة ضرورةٌ، وإلَّا فلا تَشْغَلْ نفسَك بالقراءة؛ لأن هناك غَفَلاتٍ من الكِبار، ومِن كِبار الكِبار، فلا بُدَّ من الوعي حتى نُدرِكَ هذه الغَفَلات.
• كأنَّ الله - سبحانَه وتعالى - جَعل الغفلةَ في الإنسان أمرًا مُحقَّقًا.. مهما كان كبيرًا، ومهما كان جليلًا، ومهما كان عالمًا، لا يَخلُو مِن الغفلة، جَعل الله ذلك لِيَتنبَّهَ الناسُ، ولِيَعُوا ما يقرؤون، ولِيُميِّزوا بين ما فيه غفلةٌ وما لا غفلةَ فيه.
• في الدَّرس الماضي وجدنا غفلةً في كلام عبد القاهر - وهو مِن أكرمِ علمائنا ومِن أجلِّهم عِلمًا - حين نقل نُصوصًا من كلام القاضي عبد الجبَّار [هما نَصَّان؛ أولُهما: «إن الفصاحة لا تَظهر في أفراد الكلمات، وإنَّما تَظهر بالضَّمِّ على طريقة مخصوصة»، والآخرُ هو: «إن المعانِيَ لا تتزايد، وإنَّما تتزايد الألفاظ»]، وقال إنه لا معنى لها إلَّا كذا ولا تَحتمِلُ إلَّا كذا ولكنه أُرِيدَ بها كذا. ثم وأنا أقرأ هذا عَجِبْتُ كيف يقول القاضي عبد الجبَّار كلامًا لا يَحتمِل إلَّا كذا وهو يُريد به عكسَ ما يَحتمِل! كيف هذا؟! أنا لم أقرأ كلامًا لعالِمٍ أو لجاهلٍ لا يَحتمِل إلَّا كذا ثم يُريد به هو عكسَ ما يَحتمِلُه! فرَجَعتُ إلى كلام القاضي عبد الجبَّار فوجدتُ عبد الجبَّار يُريد ما يُريده عبدُ القاهر، ولو قلتَ إن كلام عبد الجبَّار يُعدُّ من أصول كلام عبد القاهر لم تكن مُخطئًا؛ فمِن هنا لا بُدَّ لنا من التنبُّه، ولا بُدَّ لنا من اليقظة حتى نُميِّز بين الصَّواب والخطأ.
• الغَفَلاتُ مِن عطاء الله لأهل العلم؛ حتى يستيقظوا ويتنبَّهوا، ولذلك قال «مَالِكٌ» منذ الزَّمن القديم: «كُلٌّ يؤخَذ من كلامه ويُترك...».
• القضيةُ الأمُّ التي قضينا فيها دروسًا، وسنقضي فيها - إن شاء الله تعالى - دروسًا هي وقوفُ عبد القاهر على بيان فساد وإفساد فكرة أن مزيَّةَ الكلام ترجع إلى ألفاظه، وهي فكرةٌ كانت قد تَغَلْغَلَتْ، وقلتُ لكم إن أبا هلالٍ العسكريَّ في «كتاب الصِّناعتين» وابنَ الأثير في كتاب «المَثَل السَّائر» وضعا فصولًا في ذلك، ولكنَّ عبد القاهر لا يَمَلُّ من الإلحاح على بيان فسادها.
• لا بُدَّ لك مِن أنْ تَفهمَ كلام العالِم، ثم تَطرح تساؤلاتٍ على كلام العالِم؛ بوَعْيٍ وببصيرةٍ لا بـ«فَهْلَوة».
• سألتُ: لماذا كلُّ هذا الإلحاح الشَّديد من عبد القاهر على بيان فساد وإفساد فكرة أن مَزِيَّةَ الكلام ترجع إلى ألفاظه؟ فوجدتُ أن عبد القاهر يَرمِي إلى شيء جليلٍ جدًّا؛ هو أنَّك وأنت تقرأ الشِّعرَ والبيانَ العالِيَ لا يَجوز أن تُشغَلَ إلَّا بمعانيه، لا يَجوز أن يتفلَّتَ مِن وعيك شيءٌ، وإنَّما يكون وَعيُك كلُّ وَعيِك، وعقلُك كلُّ عقلِك، وبَصرُك كلُّ بصرك = مُتنبِّهًا فقط إلى المعاني؛ لأنه بالمعاني - وبها وحدَها - يَفْضُلُ كلامٌ كلامًا، وبالمعاني - وبها وحدَها - يَفْضُلُ كلامُ الله كلَّ كلام.
• بالمعاني وحدَها يَفْضُلُ كلامُ الله كلَّ كلام؛ لأنه يُدهِشُك كيف أن القرآنَ أَعْجَزَ الجنَّ والإنسَ مِن يومِ أنْ نَزلَ إلى يومِ أنْ يُنفخَ في الصُّور؛ فتَجِدُ أن المعانِيَ تتوافَى عليك مِن الكلمات، وكأنَّ الكلماتِ عُيونٌ تَفِيضُ منها المعاني، وتقرأ الشِّعرَ فتَجِدُ شيئًا مِن هذا ولكنه ليس على هذا المستوى، وتقرأ النَّابغةَ ولَبيدًا، وبينهما فرقٌ، فتَجِدُ الفَرقَ في أن فَيْضَ معاني النَّابغة أغزرُ مِن فَيضِ معاني لَبِيد.. وهكذا؛ فالقضيةُ قضيةُ أفكارٍ وليست قضيةَ ألفاظ.
• مِن الأدلَّة التي ذكرها عبدُ القاهر على أن فَضْلَ كلامٍ على كلامٍ يرجع إلى مزايا في المعاني وليس إلى مزايا في الألفاظ = أنَّ فَضْلَ كلامٍ على كلامٍ يُستنبَط بالفِكْر، وليس في الألفاظ ما يُستخرَج بالفِكْر؛ لأن الألفاظَ أوضاعٌ لُغوية، وليس في اللَّفظ إلَّا الدلالة اللغوية، أمَّا أن يكون في الكلام شيءٌ لا يُستخرَج إلَّا بالفِكْر فهذا هو المعاني، التي ليست معانِيَ كلمات، وإنَّما مَعانٍ أنتجتْها علاقاتُ المعاني وروابطُها بين الكلمات، وهذه العلاقاتُ وهذه الرَّوابطُ هي التي سمَّاها عبدُ القاهر: «معاني النَّحو».
• عبد القاهر حين يقول إن القضيةَ في معرفة فَضْلِ كلامٍ على كلامٍ هي قضيةُ مَعانٍ لم يَتْرُكْكَ حائرًا، وإنَّما وَضَع يدَك على أصلِ إنتاجِ المعنى، وأخبرك أين تَكْمُن المعاني، وقال لك إن المعانِيَ لا تَكْمُنُ في الألفاظ، وإنَّما تَكْمُنُ في روابط معاني الكلمات وعلاقاتِها بعضِها ببعض.