الانشغال بالدنيا يصرف عن الآخرة وراحة القلب، وحاجات الدنيا لا انقضاء لها، فلا تعلّق عليها سعادتك.
صح عن الحسن البصري أنه قال:
"إياكم وما شغل من الدنيا فإن الدنيا كثيرة الأشغال، لا يفتح رجل على نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب".
وتذكر أنّ من جعل الدنيا همّه سيعيش في شتات واضطراب، ولو قضا سبعين حاجة، ظهرت له سبعون أخرى.
فتجد أمره مضيّعاً، وقته وفعله بلا بركة، لم يحصّل شيئاً، بل هو في قلق واكتئاب وضياع.
بخلاف من جعل الآخر همّة، فله الراحة والسكينة.
• قال تعالى: ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا))
فرطاً: أي ضائعاً معطلاً.
قال ابن عثيمين: "أي: منفرطًا عليه، تمضي الأيام والليالي ولا يحس بشيء.
وفي هذه الآية: إشارة إلى أهمية حضور القلب عند ذكر الله، وأن الإنسان الذي يذكر الله بلسانه لا بقلبه تُنزع البركة من أعماله وأوقاته حتى يكون أمره فرطًا عليه، تجده يبقى الساعات الطويلة وهو لم يحصِّل شيئًا، لكن لو كان قلبه مع الله لحصلت له البركة في جميع أعماله".
• قال صلى الله عليه وسلم: (من كانت الدُّنيا همَّه ، فرَّق اللهُ عليه أمرَه ، وجعل فقرَه بين عينَيْه ، ولم يأْتِه من الدُّنيا إلَّا ما كُتِب له ، ومن كانت الآخرةُ نيَّتَه ، جمع اللهُ له أمرَه ، وجعل غناه في قلبِه ، وأتته الدُّنيا وهي راغمةٌ).